Full text of "منوع"
j4 all القومى للترجمة
اندرو هوینکروفت
تار يخ الصراع ad عاتم
تصميم الغلاف: عبدالحكيم صالح
هنا الكتاب dus diii ed تتعلق
وتتصل بمشكة علاقة العالم المسلم wills
الكتاب عن سعة علم المؤلف بالموضوغات
الك د التى ناقشها GOS عير مسافة زمنية
ا نمك من العصون seus: حت الوقت
الراهن. ومن Lal أخرىء جمع المؤلف بين
القراءة EE النصوص»ء والرحلة, والمشاهدة,
ولذلك تنوعت مصادره واكتسبت حيوية أضفت
لغته تتميز بالرقة الأدبية والقدرة «التصويرية».
فى الأندلس منذ الفتح الإسلامى حتى نهاية
اا cub اة Rr
eT ورا فطاع الشف الكاتوليكى:
ا حال الدين راك اف وكيفية
رسم صورة »3&3 « 20 oda اليشاعة
وتناسيها .
هذا الكات لے مساحة شا فى الان
راا على الا فيو aw .فى القرن
الا السلادي. Bais إلى القن الحادي
والعشرين. وحدوده جنوب الجزائرء وفيينا فى
الشمال والمحيط الأطلنطي غرباء ويحر العرب
والمحيط الهندي فى الشرق. ويخرج أحيانا
عن تلك الحدود» ولكن مركزه alle البحر
NET
الكفار
تاريخ الصراع بين عالم
المسيحية وعالم الاسلام
المركز القومى للترجمة
تأسس فى Yael RAS تحت إشراف: جابر عصفور
إشراف: فيصل يونس
- العدد: 2072
- الكفار: تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام
- أندرو هويتكروفت
= قاسم عبده قاسم
- الطبعة الأولى 2013
هذه ترجمة كتاب:
Infidels
A History of the conflict between Christendom and Islam
By: ANDREW WHEATCROFT
Copyright € Andrew Wheatcroft, 2003, 2004
First Published in Great Britain in the English Language
by Penguin Books Ltd
Arabic Translation € 2013, National Center for Translation
All Rights Reserved
حقوق الترجمة والنشر بالعريية محفوظة للمركز القومى للترجمة
شارع الجبلاية بالأويرا- الجزيرة- القاهرة. ت: YVYOLOYE فاكس: YYYo£oof
El Gabalaya St. Opera House, El Gezira, Cairo.
E-mail: egyptcouncil@yahoo.com Tel: 27354524 Fax: 27354554
jg ael
تاريخ الصراع بين عالم
المسيحية وعالم الإسلام
تاليف :اندرو هويتكروفت
بطاقة الشهرسة
إعداد الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية
إدارة الشئون الطنية
هوتيكروفت. أندرو.
الكفار: تاريخ الصراع بين عالم المسيحية وعالم الإسلام.
تأليف: أندرى هوتيكروفت» ترجمة قاسم عبده قاسم
ط١. القاهرة - المركز القومى للترجمة, Y* NY
oa WA 14 سم
-١ الاسلام والمسيحية
(أ) قاسم , قاسم عبده (مترجم)
(ب) العنوان
رقم الإيداع ۲۰۱۲/۱۱۷۹۰
الترقيم الدولى 978-977-216-163-8
طبع بالهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
تهدف إصدارات المركز القومى للترجمة إلى تقديم الاتجاهات والمذاهب الفكرية
المختلفة للقارئ العربى وتعريفه بهاء والأفكار التى تتضمنها هى اجتهادات
أصحابها فى ثقافاتهم: ولا تعبر بالضرورة عن رأى المركز.
"CMT تقديم المتر جم
n" إصداء
MEME LE شكر وعرقات
1117111 1 [ [ [ SaaS E EEE DEET ملاحظة تحريرية
ae E E Creta Sa الخرائط
n مقدمة
الجرء الأول
17170 م٠١١۷ «نحمدك أیها الرب» لانتو -١
Aha الاتصال الأول -Y
الجرء الثانى:
"—————— ie لمر لما OE الأندلس -Y
5- «جوهرة الدنياه 311011111999900
"I الخالدة ULLA -o
——— M (— I «الأعشاب الضارة» -1
«Jul sjh
۷-إلى الأرض المقدسة Aaa
۸- الغزو والاسترداد 11101099999990 13#
الجزء الرابع:
ce -4 البلقان؟ E E
mc الكراهية als -١
-١ دخط عريض من الدماءن
PEE, OOI OTTO ATTE ia
s الخامس:
7 ها معمم وحامل السيف الأحدب» RN
1 القن الأسود ل م ممم ممه ممه ممم pituita Aq eue iieri
الجزء السادس:
p المذمة والسباب (عوالم من الكراهية) E
———— —— الخاتمة : الملائكة الأفضل فى طبيعتنا
ا E هوامش على النص ا ذا
alex LE مصادر ومراجع مختارة
تقديم المترجم
هذا الكتاب يناقش قضية مهمة تتعلق بموضوع الساعة فى الثقافة الغربية عموماء
وتتصل بمشكلة علاقة العالم المسلم بالغرب الأوربى والأمريكى بصفة عامة. ويكشف
الكتاب عن ple den المؤلف بالموضوعات الكثيرة التى ناقشها الكتاب عبر مسافة
زمنية هائلة and من العصور الوسطى حتى الوقت الراهن. ومن ناحية أخرى. جمع المؤلف
بين القراءة فى النصوص. والرحلة. والمشاهدة. ولذلك تنوعت مصادره واكتسبت حيوية
أضفت على صفحات الكتاب جاذبية لا تقاوم. كما أن لغته تتميز بالرقة الأدبية والقدرة
«التصويرية » .
لقد ناقش الكتاب مشكلة «الآخر» من خلال أربعة عشر فصلاً. وبدأ من معركة
انتصر فيها أسطول الغرب مجتمعًا على الأسطول العثمانى فى ليبانتو سنة ۷١۵٠م وهو
ما يكشف عن أمرين غاية فى الأهمية بالنسبة للمنهج الذى اتبعه المؤلف فى هذا الكتاب
الذى يتناول تاريخ eo بين عالم elus; id السبحية:
ME E NT داخل الإطار العا ا
وثانيهما: أنه اختار نقاط مناقشة موضوعه على أسس تاريخية وجغرافية فى أن
lua فبعد مقدمته الحافلة والممتدة ناقش العلاقات العثمانية الأوربية فى لحظة تاريخية
فارقة؛ M discs أن يبين من خلالها كيف كانت تبدو صورة «الآخر الكافر» فى عيون
المسلمين وفى عيون المسيحيين فى القرن السادس عشر من خلال لقطات تصوير ودرامية
رسمها قلمه بيرأعة. وإن كانت ثقافته الغربية قد جعلته. بالضرورة . واقفا على الشاطئ
الغربى فى معظم الأحيان.
الكتاب يتناول فى فصوله الأربعة عشرة مسائل الفتوح الإسلامية الباكرة. ثم ما جرى
فى الأندلس منذ الفتح الإسلامى حتى نهاية الوجود السياسى للمسلمين فى شبه جزيرة
إيبيريا. مصورا فظاعة التعصب الكاثوليكى. وبشاعة رجال الدين ومحاكم التفتيش.
وكيفية رسم صورة «للآخر » تبرر هذه البشاعة وتناسيها .
وهو يخصص الجزء الغالث من الكتاب لمناقشة قضية الحروب الصليبية من منظور
غير مألوف فى الدراسات التاريخية التقليدية التى تناولت الحركة الصليبية؛ لكنه هنا
أيضا يكتب «من بعيد». ربما بسبب عدم التخصص. وربا بسيب اتساع مدى الكتاب
واهتمامه المركز بمسألة «صورة الآخر ». وقد أولى الفن اهتماما خاصًا فى كل أجزاء هذا
الكتاب المدهش.
ويناقش فى الجزء الرابع مشكلات البلقان. منذ الاحتلال العثمانى. حتى مذابح
التطهير العرقى التى شهدتها المنطقة بعد انهيار يوجوسلافيا فى السنوات الأخيرة من
القرن العشرين. وأشهد له فى هذا الجزء بنقل صورة حيوية لما جرى ومحاولة البقاء بعيدًا
عن منزلقات الانحياز والعمى السياسى؛ فضلاً عن بيان حقيقة أن نصارى البلقان يعلقون
كل أخطائهم وخطاياهم, وجوانب القصور فى حياتهم. على مشجب الاحتلال العثمانى.
ويواصل مناقشة تأثيرات مشكلات البلقان على منظور كل من المسيحيين والمسلمين فى
هذه المنطقة من العالم إلى الآخر. وكيف غرست الكراهية فى نفوس كل من الجانبين تجاه
YI والمذابح البشعة التى جرت...
ينتقل الكتاب بشكل مدهش إلى تناول تأثير ا مطبعة با تنتجه من نصوص وصور
على العلاقة بين الجانبين من ناحية. وعلى مدى نشر الصورة التى يتصورها أحد الطرفين
للآخر...
ولست أقصد هنا أن أقدم تلخيصًا لمحتوى الكتاب (فربما يكفى الاطلاع على فهرس
المحتويات لهذا الكتاب). ولكننى أردت أن أبين مدى التنوع الذى يتميز به هذا الكتاب.
ومدى سعة اطلاع مؤلفه. وكيف أنه بذل جهدًا EU استغرق وقًا كبيرًا؛ فالكتاب حافل
8
بالتفاصيل الفرعية. والمعلومات المفيدة التى تبدو خارج السياق أحيانا. كما أنه ينتقل
من مسرح جغرافى إلى مسرح آخرء ومن فترة تاريخية إلى فترة تاريخية أخرى سعيا وراء
صورة «الآخر الكافر». كما رسمها المسلمون للأوربيين فى العصور الوسطى وفى العصور
الحديثة؛ وكما رسمها الغرب للعالم المسلم منذ العصور الوسطى وتطورها حتى الآن.
والكتاب الذى ينتقل بنا من العصور الوسطى إلى اللحظة icol J ومن حركة الفتوح
الإسلامية فى النصف الأول من القرن السابع الميلادى. ومن أقوال القساوسة والرهبان
الذين كتبوا عن المسلمين الأوائل حتى ما قاله جورج بوش والكتاب والصحفيون الغربيون
عن الإسلام والمسلمين IG هذا الكتاب يأخذنا أيضا من شبه الجزيرة العربية حتى بلاد
الشام ومصر والمغرب العربى عبر مضيق جبل طارق فى إسبانيا ويسافر بنا إلى البلقان.
لينهى رحلته فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الطبيعى ألا أكون متفقا مع المؤلف فى كل ما جاء بكتابه؛ ففى موضوعات
بعينها لم أكن على اتفاق معه. وقد بينت موقفى باستمرار فى هرامش تحت النص. ولم
يعجبنى بعض ما JU هنا أو هناك ورأيت أن أسجل اعتراضاتى هنا أو هناك أيضا. وفى
بعض الأحيان كنت أحاول تفسير إشاراته إلى موضوعات يعرفها القارئ صاحب الثقافة
الأوربية أو الأمريكية. ولكن الكتاب. على الرغم من هذا. OLS مدهش ومفيد GUE
وقد كان المؤلف سخيًا للغاية فى الهوامش التى ذيل بها فصول كتابه. وجاءت
الكثير من هذه الهوامش لتخاطب القارئ الغربى ضمن الإطار العام للثقافة الغربية.
وقد ناقش فيها قضايا مألوفة فى الثقافة الغربية فى الدول الأوربية والأمريكية. ولا
تهم قراء العربية فى أى جزء من العالم العربى. ولهذا السبب فإننى رأيت أن بعض هذه
الهرامش يجب أن تبقى فى لغتها الأصلية نظرًا لأن القارئ العربى قد لايهتم بها. على
حين قمت بترجمة البعض الآخر منها. وهناك مجموعة أخرى من الهوامش تتضمن إحالات
إلى المصادر والمراجع الأجنبية التى اعتمد عليها المؤلف فى بحثه وليست هناك فائدة فى
اعادة كتابتها .
وفى oly العلمى والشخصى. أن كثرة الهوامش ربما تكون És على الكتاب فى
طبعته العربية التى تخاطب بيئة ثقافية تختلف بصورة جوهرية عن البيئة الثقافية التى
استهدفها المؤلف والكتاب. ومن ناحية أخرى. فإن et من الهوامش التى ضمها الكتاب
تعناول مناقشات جرت فى مراكز الدراسات والجامعات الأوربية والأمريكية. وقد تغاضيت
عن مغل هذه hel ll وترجمت الهوامش الأخرى التى رأيت أنها مفيدة للتص العربى.
وللقارئ العربى على السواء.
Ll عن الترجمة. فقد حاولت قدر الإمكان أن تكون فى لغة عربية سليمة بسيطة
مع الحفاظ على ما جاء فى النص الإنجليزى قدر الإمكان. مع توضيح فى الهامش لبعض
المصطلحات والأسماء العى أشار إليها المؤلف فى ثنايا الكتاب. وقد التزمت بإيراد
النصوص الأصلية من الكتاب المقدس حيثما أشار إليها المؤلف فى Go الكتاب. وأرجو
أن تكون هذه الترجمة مفيدة للقارئ العربى فى كل مكان من المنطقة العربية.
والله الموفق والمستعان
دكتور قاسم عبده قاسم
م٠١ أكتوبر. سبتميرا ٦
10
إهداء
إلى إيريك أوسكار هوبتكروفت
حبا وعرقانا
«التاريخ أخطر نتاج نتج عن كيمياء الذكاء منذ الأزل. إنه يتسبب فى الأحلام:
ويجعل الأمم تسكر بالنشوة. وتثقل كاهلها بالذكريات الزائفة... ويبقى جراحها مقتوحة.
ويعذيها عندما يجافيها الاستقرار. ويبث فيها جنون العظمة وريبة الاضطياد »
- بول فاليرى
تأملات فى عالم اليوم
شكر وعرفان
هذه الصفحات تسجل شكرى لبعض أولئك الذين ساعدونى فى فهم لغز. «الكقار».
منهم كثيرون لا أعرف أسماءهم من أمثال: حسن ومحمود اللذين يظهران فى مقدمة
الكتاب .كذلك لعبت الصدفة دورا عظيما. وغالبا ما كانت محادثة غير متوقعة مع أناس
لا أعرفهم فى عمان أى فى تكساس هى التى دفعت بى إلى اتجاه جديد (ومفيد. . بيد
أنى ممتن بشكل خاص لبعض الذين يمكننى تسميتهم. أولا. أولتك الذين اضطلعوا
بالمهمة التى لا يوافيها الشكر حقهاء أى قراءة أجزاء من النص. أو كله. بالشكل الذى
وضعنى على طريق الصواب. فقد كان ديجان جوفيتشى كريما بحيث قرأ القفصول
التى كتبتها عن البلقان. واقترح الكثير من التغييرات والتحسينات. ولم يهزأ من
اندفاعي. وجهلي. لاقتحام مجال لا أمتلك فيه سوى هذا القدر الضحل من المعرفة.
وقد بزغ جزء من ولعى الذى اكتشفته حديثا بجنوب شرق أوربا من المؤتمر الممتاز
الذى انعقد فى جامعة مينوسوتا. مينابوليس. تحت عنوان. خلق Creating the AYI
«Other الذى نظمه مركز الدراسات النمساوية فى شهر gale سنة e AAA أى فى
وقت كانت فيه الكثير من التوترات البلقانية تغلى تحت السطح. بيد أننا تكلمنا عن
حوادث مأساوية بالقدر الذى نستطيعه من التجرد من العاطفة. وعلى نفس المنوال.
فإننى فى هذا الكتاب عندما حاولت فصل مشاعرى الخاصة عن مادة الموضوع الذى
أكتب عنه. وجدت أن الأمر لم يكن سهلا على الدوام .
وثمة منطقة أخرى دخلتها مسلحا بالنزر اليسير من المعرفة المسبقة وهى منطقة
الدور الذى تلعبه اللغة. وقد قام لانس بتلر Lance Butler بقراءة كل كلمة. ولم يكتف
بقراءة المادة الخاصة GUL فقط. وكانت نصائحه ومساندته لا تقدر بثمن. كذلك
1s
كانت مساعدة سوزان بيترز Susanne Peters ونصائحها. فقد قرأت أيضا كل
فصل. وفى بعض الأحيان قرأت الفصول فى صياغات مختلفة. وقد أمدتنى بفيض
من الكتب والمقالات التى كان من الواجب قراءتها. ووجدت الكثير من المصادر غير
عادية وغير متوقعة. كما كانت تشجعنى باستمرار. وقد شرحت لى جودى ديلين
Judy De-lin الأفكار المعقدة فى اللغويات بوضوح يسر لى فهمهاء إضافة إلى
طريقتها المباشرة فى إخبارى متى لا يجب على استخدامها. Ul ميشيل رايس
Michael Rice فقد أمدنى بالنصائح الجيدة باستمرار حول النص الذى أرسلته له.
وذلك بفضل معرفته العميقة بالكثير من مناطق الشرق الأوسط. وأخيرا. والدى. .
أوسكار هويتكروفت. الذى قرأ النص بكامله بدافع من الحب مراعيا ألا تكون هذه هى
نقطة الضعف فى رؤيته. بيد أن ما يدعو إلى حمد الله أن حسه النقدى لا يزال غاية فى
النشاط. وهو ما أنقذنى من أخطاء كثيرة كنت سأقع فيها مثل بحار dala يبحر فى
الاتجاه المعاكس. ولا يوجد أحد غيرى مسئول عن أى من الشوائب الباقية بالكتاب.
كما أننى جعلت من نفسى أيضا مصدر ضيق لكثير غيرهم عندما كنت أطرح
الأسئلة الساذجة التى أجابوا عنها بلطف ورقة بالغين. ولابد أن جون دركاليس.
ونيل كيبل. وروبرت میلیس. ودافيد بيبنجتون. ومارك نيكسون. وأورون جوفى.
بصفة خاصة. كانوا يرتعدون من ظهورى فى ستيرلنج. وهذا أول كتاب أكملته بقضل
كل ما يتيحه الإنترنت والبريد الإلكتروني. وبينما كان لدى زملائى من الأسباب ما
يجعلهم يجيبون عن أسئلتى. لم يكن هناك سيب يجعل أولئك الذين تبعدهم عنى
مئات الأميال يفعلون ذلك. وإنى لشاكر على المساعدة والمشورة التى لقيتها من
كارنر فوجن فندلى. وجوناثان بلوم» ودان جوفيمان. وروبرت ميخائيليس. ولارى
وولف. ودافيد نيرنبرج» وإيفا لفين. وهناك آخرون مثل ستيفن جرينبلات. وروجر
شارتييه. وتوماس إيمرت. وهيى أجنيو. ومارجريت ميسيرف. ونانسى وينجفيلد.
ومايكن أومباش. كان من سوء حظهم أننى كنت أزنقهم فى استراحة لتناول القهوة
فى أحد المؤتمرات. أو أن أستجوبهم فى وقت الغذاء. وفهمت من جون كيجان. على
مدى سنوات كثيرة للغاية. أن أحاول رؤية الأمور بوضوح بغض النظر عن ضباب
16
المعركة». وكان جون هو الذى اقترح كتابى الأول. ومن ثم فإن امتنانى له يرجع إلى
فترة طويلة للغاية فى رحاب الماضى. وتعلمت من كولين وشارلوت فرانكلين أهمية
الشعور بالكتب وملامستها. فى خضم ثراء «شونة الكتب» الخاصة بهما فى كولهام.
وتعلمت جيدا. . وقد ساعدنى GUS! من التاس فى البحث من أجل هذا الكتاب. عندما لم
أكن أمتلك الوقت ولا أمتلك ناصية اللغة. وقد ساعدتنی ليفا باروش. التى اقترحتها
آفى شاليم بلماحيتها) مساعدة هائلة فى تقييم المادة العبرية. إن قرأت النص وقدمت
لى النصح فيما يتعلق به. وهى صاحبة عين مدهشة تلتقط الأمور التى لا تصلح مثلما
ترى الاقترا c الملهم والموحى بشىء قد ينفع. كما أ ن أنيستى هويتكروفت لم تشك
أبدا من طلباتى بالنبش فى الأماكن الأكثر عتمة lis s فى المكتبات ودور الوثائق
MARET وهى تتمتع أيضا بالإحساس المتاز بالمادة بعيدة الاحتمال ولكنها لا تقدر
بثمن. وإنى لأدين بالشكر الجزيل والعرفان لكل منهما .
وفى عنقى دين بالشكر لكل أولئك الذين ساعدونى بإبراز الأخطاء المطبعية فى
الطباعة الأولى لهذا الكتاب. فى مايو Y ؟م. لقد كان كل من رنا قبانى. وجوناثان
UG وجوناثان بنتال. وجون آدامسون جميعا على قدر من الطيبة بقدر ما تمتعوا
به من المهنية فضلا عن أنهم كانوا يقترحون التفسير الأفضل مرق التقسيير الذي كنت
ENS وكان من دواعى سعادتى البالغة أن أخذت بمقترحاتهم. وإنى ond لهم
بالشكر جزاء مجاملاتهم كلها وقراءتهم النص قراءة مدققة. إذ كانت كارول تمضى
الساعات فى صبر لتفك غموض الموضوعات المعقدة فى الفصل الأخير من الكتاب.
وكانت رؤاها وبصيرتها شيئا Y يقدر بثمن. وأريد أيضا أن أشكر جون توربى. الذى
كان كريما وهو يجيب عن جميع أسئلتى ويرد على كافة هواجسى المتعلقة بالفصل
نفسه الذى خضع لمراجعات وتعديلات بلا نهاية ..
إن تأليف مثل هذا الكتاب. الذى شغل هذه الكثرة من الساحات المتباعدة والقضايا
T «Ae, gall حقيقيا على أصدقاء المرء. . فقد تحملت روز مارى مورجان العبء
الأكبر فى جميع المراحل. - ويسرت لى سبيل الوصول إلى ييل Yale وكانت مضيافة
17
كريمة إلى أبعد الحدود. كما كان قلمها Lan لاذعا. ولولا المساعدة التى قدمتها لكان
تأليف هذا الكتاب أشد صعوبة. وكان جون بريور. وستيلا تليبارد من أفضل ما يمكن
للمرء أن ينعم به من الأصدقاء. فى فلورنسا وفى أوكسفورد. فقد أسهما بالكثير فى
هذا الكتاب. بما كتياه. أو من خلال الحوار معهماء فضلا عن الفرصة التى وفراها
لى. وكذلك فعل فؤاد قشير فى عمان حيث خضت معه غمار مسائل عميقة تخص
العالم العربى واللقة العربية. وممدوح أنيس. وكريستيان كوش فى أبى ظبى. وقد
تعلمت منهما كيف أجعل الكتاب يحتفظ بمساره. وفى إنجلترا. أدين بالامتنان لدافيد
باتسون. بسبب معرفته بالكنيسة الباكرة. وريتشارد ستونمان. لخبرته ومعرقته
GU gall وتركيا؛ وجيوبست لصداقته على مدى العديد من السنين. وروی دوجلاس
الذى ساعدنى على قك طلاسم الصور. ومن بين العديد الذين «كانوا هناك» مستعدين
بالنصيحة. أو المساعدةء أو الصحبة عندما كنت بحاجة إليها. أود أن أذكر بشكل
خاص محمد شيركى وجعفر الحاج. اللذين عرفانى بالأدب الجديد فى الجزائر.
وأنجليكا هاميلتون التى كان لحماستها وحيويتها المتدفقة الدءوبة الفضل فى تبديد
شكوكى فى المشروع برمته. وكذلك نجدى مدبولى. الذى كنت أختير معه المعانى
العربية. وأندرو سوبيش . وأليك ستاكوفيتش الذى كان حديثى معه عن البلقان Y
ينقطع. وأخيرا فردريك ميرلى. وتشارلى سيدون. الرفيقان الطيبان .
وفى غرناطة. منذ سنوات كثيرة انقضت. سمح لی دون جيسوس برموديربريجا.
وسرتا أتجلينا مورينا أن أنبش فى وثائق قصر الحمراء. كما دلانى على دور وثائق
أخرى فى المدينة. ومن خلالهما أيضا وجدت طريقى داخل الجبال. إلى البوخاراس.
معقل الموريسكيين. تلك التجارب قد تركت تأثيرها على حياتى ele منذ ذلك الحين .
كان هناك متحفان لا يقدران بثمن بالنسبة لذلك الجزء من الكتاب الذى يتناول
الكلمة المطبوعة. المتحف الأول هو ill Musee de l'Imprimarie de Lyon ثم
تأسيسه بتوجيه من هنرى. جان مارتان . والمتحف الآخر متحف جوتنبرج. فى مدينة
ماينز. ومن المحزن أن زيارتى لمتحف بلانتين مورینتوس Plantin-Morentus فى
18
أنتويرب قد ألغيت. هذه المتاحف كانت عونا بالغا لى ووفرت لى فرصة فريدة GY
أحس إحساسا واضحا بعالم الطباعة. ويصدق هذا بصفة خاصة على القرون الثلاثة
الأولى say) اختراع الكتابة. التى شهدت جميع عمليات صناعة الكتاب التى جرت فى
ذلك الحين.
وأود أن أعبر عن امتنانى المستمر لوصولى إلى الكتب القديمة من خلال مكتبة
الكونجرس ومكتبة فولجار بوشنطن العاصمة. ومكتبات ستيرلنج. وبينيكى. وسيلى
ج. مود فى ييل. ومكتبة ويلسون فى جامعة مينوسوتا .وكذلك مكتبة جامعة تكساس
التقنية حيث عملا بسعادة على مدى Bae سنين. وبالقرب من موطنى أنجزت قدرا
كبيرا من العمل فى المكتبات البريطانية. مع مجموعة الكتب فى متحف فيكتوريا
وألبرت. وفى مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن. وفى المكتبة الوطنية فى
أدنبره بأسكتلنده. وفى مكتبة ترينتى بدبلن. ومكتبة drole ليدز. وكانت مكتبة جامعة
كمبردج. ومكتبة معهد واربورج والمجموعة الخاصة بمكتبة إدينبرج من المصادر التى
لا تقدر بثمن بالنسبة للمادة البحثية.
فى فيينا برهنت المكتبة الوطنية على أنها كنز مدفون لصور الكفار القديمة. وقد
أفدت أيضا من مصادر ENSSIB فى ليون. وفى زيارات أخرى أفدت من IRCICA فى
إستنبول. ومن دارة الفنون فى عمان بالأردن. ولكننى أدين بدينين خصوصيين يجب
الاعتراف بهما. أولهما للدكتور جمال السويدى الذى دعانى للعمل فى مركن الإمارات
للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى عدة مناسبات على مدى أربع سنوات. وقد
جنيت الكثير من الفوائد لا من حيث استخدام مكتبتهم الممتازة فحسب. ولكن أيضا
من نصائح جمال السويدى واهتمامه بعملى. والدين الثانى الذى أدين به أقرب إلى
موطنى فى إستيرلنج. إذ إن الجامعة لم تكتف بمنحى منحة بحثية كريمة فقطء ولكن
عمل طاقم المكتبة فى إستيرلنج تعدى نداء الواجب بقدر كبير. وأظن أننى أخذت سجل
الاستعارة فى الجامعة لحسابى. وكان معنى هذا أنه بالنسبة لموضوع يغطى مثل هذه
المجالات المختلفة واللغات المتنوعة. كان بمقدورى أن أمضى وقتا فى القراءة والكتابة
19
يعادل الوقت الذى أنفقته فى السفر والترحال من قبل. ولا يمكن مقارنة هذه المكتبة
من حيث حجم مقتنياتها مع مؤسسات أكبر منها. بيد أن رصيدها من الكتب كان
محل LGA! دقيق. وكانت هناك مفاجآت عديدة فى انتظارى فى هذه المكتبة. فبينما لم
تكن المكتبات الأكبر منها كثيرا تضم الكثير من مجلدات قصص القرن التاسع عشر
المعروفة باسم Punch التى كنت بحاجة إليها. وجدتها قابعة على الرفوف قى
إستيرلنج .
وإنى لممتن بشكل خاص للمحررة إليو جوردون Ello Gordon . لسببين خاصين
أولهما أنها قبلت فكرة أننى أعمل بكل جهدى حقا فى هذا الكتاب عندما كنت أتأخر
فى تسليم النصوص. وثانيا. وكما حدث فى كتابى السابقين لدار الفايكنج. أن كل
اقتراح للناشر اقترحته هى كان من الدقة والصواب بحيث يسهل قبوله. وفى جميع
الأحوال كان حكمها صائبا ونافذا تماما. كما أننى أدين بالشكر والعرفان لما تحملته
إليزابيث ميريمان Elisabeth Merriman من المشقة والصبر فى تحرير النص. فقد
كانت مقترحاتها فى إعادة الصياغة أو التوضيح أو الإضافات. من عوامل تحسين
النص بشكل مستمر تقريبا. وقد تقبلتها بلا تردد شاكرا.
وهناك جميل آخر ينبغى الاعتراف به. فقد عرفت السيد لورنس ستون
Lawrence Stone على مدى فترة تزيد عن عشرين سنة. وفى بعض هذا الوقت قمت
بعمل المحرر الملتزم له.
وأن تكون محررا لما يكتبه لورنس عملية ذات اتجاه واحد. فقد كان يكتب وكان
على محرره أن ينظم الكتاب استعدادا لنشره وحسب. ولم يكن السبب فى هذا أنه
لن يأخذ بالمشورة. وهو ما كان يفعله. ولكنه نادرا ما كان يحتاج إلى النصيحة. وفى
العملية المعاكسة. وأنا أسعى للحصول على النصيحة فى عملى. كانت المسألة مختلفة
(+) مسرحيات شعبية إنجليزية تؤدى بالدمى والعرائس. (المترجم )
20
للغاية. فقد أسهم لورنس بقدر كبير. وكنا نتقابل سوياء سواء فى أوكسفورد أو
برينستون. وكان يقدم مقترحاته ويقدم الأشخاص الذين أتواصل معهم. كما كان
ناقدا صارما لأفكارى. ولكنه شجعنى دائما على الاستمرار. لقد كان لورئس صديقا
مساندا ومعضدا بطريقة مدهشة. ولو كنت قد كتبت بمعدل أسرع قليلا واتبعت عددا
أقل من النقاط الثانوية التى وافق عليها لورنس بصورة فعالة. فربما كان هذا الكتاب
قد ظهر قبل موت لورنس المفاجئ .
آخر شكرى وأعظمه قدرا أسديه لزوجتى. جانيت هويتكروفت. فقد عانت
على مدى أكثر من عشر سنوات من انشغالى المزعج بهذا الموضوع المرهق. وقرأت
المسودات التى تفوق الحصرء وأبعدتنى برفق عن أسوأ حالات التطرف. ولكنها
قاست أيضا كتاباتى على تجربتها الخاصة عندما عاشت حياة تشبه حياة العصور
الوسطى فى جوهرها. وعزلتها فى رحاب ثقافة أخرى. دونما طرق. أو كهرباء. أو
تليفون. وكانت تفتقر إلى لغة مشتركة. لقد عاشت بفطنتها ورقتها المحببة بالنسبة
لأولئك الذين كانوا حولها. لم يكونوا يفهمون IU كانت هناك ولكنهم تقبلوها بينهم.
كان ذلك فى نيبال. وهى ليست ثقافة إسلامية. بيد أن ذلك لم يحدث سوى فروق
قليلة. لقد كانت مراقبا صامتا. وهى ترى عائلة شيربا وتشاهد حياة القرية وربطت
ذلك بتجربتها الخاصة. وما استطعت أن أشعر به فقط عن الماضى وعن التشابه
والاختلاف. استطاعت هى أن تسبر غوره على أرضية مما شاهدته وأحست به. وبغير
الفائدة المكتسبة من بصيرتها التى كسبتها على مدى تلك الشهور العديدة. قضتها فى
وحدة مؤلمة لكل منا. لما استطعت أبدا أن أكمل هذا الكتاب .
21
إن مشكلات المصطلح من الأمور الملازمة فى كتاب مثل هذا الكتاب. ذلك أن
مصطلحات. «الغرب». و «الشرق». «أوربا». و «الإسلام فى alle البحر المتوسط».
وكافة المصطلحات التى استخدمتها بانتظام. أعترف بأنها سوف تثير حفيظة
التطهريين. وبالمثل. كنت حريصا للغاية فى استخدام مصطلحات شائعة الآن مثقلة
بشحنتها مثل. «الآخر». و «الاستشراق»» أو «الأصولية». وعلى العموم فإننى تجنبت
هذه المصطلحات الثلاثة جميعا .
ودائما ما تشكل أسماء الأعلام وأسماء الأماكن مشكلة. خاصة فى هذا الكتاب
حيث يمكن للأسماء نفسها أن تتسبب فى نزاع شديد. وكانت القاعدة العامة التى
سرت عليها أن أستخدم الشكل الذى يعرفه قارئ اللغة الإنجليزية أكثر من أى شكل
آخر. بيد أن تلك القاعدة لم تتبع بصورة كاملة ومتسقة. فالشكل الإنجليزى لكلمة.
القرآن» هو Koran ولكنى كتبتها Qur'an بشكل اعتيادي. وهناك أمثلة مشابهة أخرى.
كذلك واجهت معضلة أخرى. فهناك صور كثيرة ورد ذكرها فى هذا النص. أكثر
بكثير مما بينته بالفعل. وعندما لم أظهر صورة مرئية مهمة لبيان وجهة النظر فى
الجدل. وصفت محتوياتها بالتفصيل. بيد أن إحدى مشكلات استخدام الصور تتمثل
فى أن الحصول عليها الآن يكلف ثمنا غاليا. ومن الناحية المثالية كنت أود لو أنى
استخدمت المزيد من الصور .ولكن بالنسبة للقراء من أمثال «توماس الشكاك» ممن
يحبون أن يروا بأنفسهم. فإن GE ما يمكن أن أرد به أن هذا قدر جهدى .
ولست أعتذر عن استخدام كلمة «كافر» بأى حال. ومن أجل المواءمة أخذت الكلمة
الأوربية اللاتينية infidle بسبب الطريقة التى كان المسيحيون الأوربيون يشيرون
to
vo
بها إلى المسلمين. وباعتبارها المعادل للكلمة العربية «كافر» التى تعبر عن الكيفية
التى كان العالم الإسلامى ينظر بها إلى المسيحيين فى أوربا. لقد كانت هناك كلمات
أخرى مستخدمة. ولكن هذا التصنيف- أى الذين حرموا من نعمة الدين Gall أى
المسلمون بالنسبة للعالم المسيحي والمسيحيون. بالنسية للعام الإسلامى- كان متسقا
على نحو ما. هذا الاقتراح بصورة تعكسها المرآة. ونتائجها. يعزز ما تحمله صفحات
هذا الكتاب .
24
الخرائط
کک
کک م
Pe له
Alyt
CER
HUNGARY S
<a-
mer ae
جا ema.
ast ROMANIA
Bucharest
0
R Danube
1 Nicopoli
l Nis BULGARIA
26
ARABIA
ATLANTIC
cam o ERU apre.
IT يورا en ok CCS » zm i
PS ‘Al AH sa
E» R kr قا كه ERIA Drant Zee TUNISI
ur2Ut44221p
?)
wes
LS
i3. ne
- 7] e. , V d
aes Ac e à
5 mag ٠
ZINVYS
28
TA ا ١
j D
7 d * oa a
Shiny S ig
ae cs
l3
y E iot d
PAN]
9 T» S
0 1
‘UAW e
9
ADS
mre 2
CYPRUS >="
MEDITERRANEAN
SEA
THE HABSBURG EMPIRE
4
j
Adriatic
Sea
1v 2
4
RY
Jonian
Sea
3I
RUSSIA
PW TOW.
أتذكر وأنا جالس بجوار طريق فى المغرب. وحيدا يملؤنى الخوف. أن توقف
رجلان فى سيارة JB قديمة صغيرة وسأ لانى GUL العربية أولا ثم بالفرنسية عن
وجهتى. وأخبرتهما أننى متوجه إلى الشمال إلى طنجة. ومنها إلى إسبانيا. وبينما
تسير بنا السيارة فى بطء شديد. كنا نتبادل الحديث بصورة متقطعة. ولكننا بقينا
صامتين طوال الشطر الأكبر من الرحلة. ولكنهما أصرا عندما وصلنا المدينة أن أبقى
معهما .
وأخذنى هذان الأخوان معهما إلى منزلهما. حيث مكثت عدة أيام. وقد جعلانى
أرى الحياة الفقيرة فى المدينة الواسعة. ويبدو أننا أمضينا ساعات عديدة فى السوق
ونحن نحتسى الشاى المغربى بالنعناع. الذى لم يفارقنى مذاقه على الإطلاق. وفى
الليل كانت الكهرباء تنقطع باستمرار بحيث يغوص وسط مدينة طنجة فى الظلام.
وعندها يتوقف الصخب برهة. ثم تضاء المصابيح والشموع. وينتقل الناس بلا جهد
من أسلوب حياة حديث إلى أسلوب حياة تقليدى. وفى النهاية. وبقدر من التردد. قلت
إننى مضطر إلى اللحاق بمركب فى ملقا. ثم أقطع مسافة طويلة إلى غرناطة. وأخذنى
صديقاى الجديدان حسان ومحمود إلى الميناء حيث رحلت. ولم أرهما ثانية قط. ولكن
هنا كانت بداية الكتاب .
هذا نوع من التجربة التى مر بها كثير من الرحالة رجالا ونساء. وفيما بعد
سمعت عن أناس تعرضوا للسرقة على الطريق؛ أو تم احتجازهم فى المغرب. ومن هذه
القصص أمكننى أن أقول إنه من الواضح أن بعض الحكايات كانت حقيقية على حين
كان البعض الآخر نتاجا للشك الغريزى والتفسير الخاطئ لسلوك الفئات الودودة
33
التى يمكن أن تظهر بين «الشرق» و»الغرب». وفى الوقت نفسه ,التزمت الصمت
وأنا أفكر كم كنت متهورا ومندفعا. بيد أننى بعد ذلك لم أفهم فقط كرم الضيافة الذى
اتسم به الصديقان اللذان قابلتهما بالصدفة. ولكننى أدركت أيضا مدى المخاطرة
التى قاما بها عندما استضافا شخصا كان يمكن أن يزعم أنهما سرقاه. أو يتهمهما
بما هو أسوأ من ذلك. ولكن ذلك لم يردعهما . ذلك أن حسان ومحمود' لم يريا سوى
شخص منهك يعانى العطش .
لقد كان الخوف حقيقيا. وكذلك كانت الصداقة. وعلى مدى السنوات التالية
التى قضيتها دارسا وباحثا فى إسبانيا والشرق الأوسط. قرأت المزيد والمزيد عن
التنافر العميق بين العالم الإسلامى والعالم الغربى. وعن كم العنف والكراهية التى
تولدت عنه. ولكن بينما كان حجم المادة العلمية يتزايد. كانت هذه الصورة تتوارى
فى ضبابيات الشك. وهذا أيضا ما حدث قى الربط بين السبب والأثر الناتج عنه.
وإذا وقعت Le Gale مثل مذبحة أو غيرها من أعمال العنف. فغالبا ما تكون جذورها
ضاربة فى أحداث بعينها. بيد أن الرابطة بينهما تتوه فى أغلب الأحوال. والأساس
المنطقى موجود فى نقطة ما فى الماضى الذى لم تتم دراسته. لقد كان من المسلم
به أن كلمتى. «الشرق». «الغرب»» أو بشكل أدق «الشمال». «الجنوب». أو «العالم
المسيحى». «العالم الإسلامى». كلمتان متعارضتان. كانت هناك روابط لم يعد لها
وجود. مثل العلاقة بين عالم المسيحية وعالم اليهودية. وهى علاقة غالبا ما تولدت
عنها الفظائع والأعمال الوحشية. بيد أن الحال لم يكن هو الحال تفسه. إذ كان يبدو
أن هناك شيئا محددا تماما فى اللقاء بين alle الإسلام وعالم المسيحية يتولد عنه
العنف. وبدا أن السبب كامن تحت التفسيرات العادية »وهو ما ترتكز عليه المنافسات
السياسية والاقتصادية. والطموحات والتفاهات الشخصية. والفرصة والصدمه .
وقد اعتدت.فى طفولتى على أن ألعب لعبة اسمها. الهمسات الصينية Chinese
«Whispers فهناك قصة من أيام الحرب العالمية الأولى عن رسالة كان يتم الهمس
بها فى أحد الخنادق تقول. «أرسل تعزيزات. إننا سوف نتقدم». ثم تظهر هذه الرسالة
34
ae utt eh RA E E
ms cds m a
عن قصد. مهما كان عابثا) قبل أن تهمس به إلى زميلك. ولم يحدث أبدا أن قلنا للتالى
فى الصف إن الرسالة تبدو بلا معنى أو عبيطة. وريما كنا نرفع حواجبنا على الأكثر.
. ولكننا كنا نكرر ما نظن أننا سمعناه. ولكن أحدا لم يكن مسئولا عن التشويش عن عمد
هذه المتوالية أى المغامرة غير المقصودة تتجلى واضحة فى أى فعل من أفعال
م١١55 الاتصال. قعندما وقف البايا أوربان الثانى خارج كاتدرائية كليرمون سنة
القدس. لم تكن الحملات الصليبية فى ذهنه. لقد أطلق الفكرة SLY يدعو المسيحيين
فى الريح. وهو على ثقة من نعمة الرب. ولكن لم تكن لأوربان سيطرة على التأثيرات
وهذا . O الناجمة عن كلماته. فقد ترددت أصداؤها على مر القرون وبعد موته بزمن طويل
هو تاريخ اللاأفكار. الهمسات الصينية». بيد أن العواقب والنتائج فى لغة المصطلحات
البشرية والتى نجمت عن هذه الرسائل الملبدة كانت مخيفة.. ويحاول هذا الكتاب أن
قليل من الطرق التى تفوق الحصر التى رد بها الغرب المسيحى على الشرق os] يقتفى
الإسلامى. ولكن حتى الكلام عن المهمة والواجب كلام حافل بالتعقيب. إذ إن كلمات
مثل «الغرب» و«الشرق» و«العالم المسيحى» و«أوربا» و«الإسلام» كلمات متعارضة
بقوة لدرجة يصعب النفاذ وراءها. وعندما كنت أكتب أيا من هذه الكلمات لم أكن أشعر
انلام أنها يمكن أن تفسر يطريقة خاطتة. adem ss بالراحة.
الاستشراق» لا يستطيع أحد e ولا بد أن تفسر كذلك). . ومنذ نزع إدوارد سعيد أحشاء
أن يكتب عن هذه الموضوعات بلا مبالاة. وهذه حاليا أمور لا يمكن أن نتحدث عنها
بقدر من الثقة . وبالنسبة لى. كان الطريق للخروج من هذا يتمثل فى التركيز على.
. كيف» كان الاتصال بالكراهية. بدلا من متايعة «لاذا» كانت الإساءة والكراهية
هذا الكتاب يغطى مساحة شاسعة. فى الزمان والمكان على السواء. فهو يبدأ
فى القرن السايع الميلادى. ويمتد إلى القرن الحادى والعشرين. وحدوده جنوب
الجزائر. وفيينا فى الشمال والمحيط الأطلنطى غربا. وبحر العرب والمحيط الهندى
فى الشرق. ويخرج أحيانا عن تلك الحدود. ولكن مركزه عالم البحر المتوسط. أى
من حيث أيدأ. إن يبدأ الجزء الأول بمعركة ليبانتى البحرية Lepanto أمام شواطئ
اليونان سنة p NOVN ففى ذلك الوقت ظن كثيرون أنها لحظة تحول فى صراع كانت
قد مرت عليه عصور بالفعل. ولم يكن كذلك. وأعود إلى النقطة الأولى فى الصراع.
بفلسطين قيل تسعة قرون. أما الأجزاء الثانى والثالث والرابع. فيتناول كل متها
على التوالى ثلاث مناطق. إسبانياء وشرق ics gil والبلقان. حيث وجدت المسيحية
والإسلام جنبا إلى جنب على امتداد فترة طويلة من الزمان. وتأخذ إسبانيا الأسبقية
ولها فخر المكان. وربما يكون السبب أننى أفهم هذه البلاد أحسن من فهمى لشرق
المتوسط أو جنوب شرق أوربا. ولكن بينما قصة الحروب الصليبية قصة ذائعة.
وبينما ألقت الأحداث المأساوية ضوءا ساطعا على البلقان. يبقى تاريخ المسلمين فى
إسبانيا قابعا فى الظلال. ومع هذا. فإن الكثير مما جرى فى إسبانيا ترك أصداءه وله
صلة بأماكن أخرى على امتداد سواحل البحر المتوسط .
وأنا واع تماما أن مجلدًا بهذ الحجم, أو أكبر» يمكن أن يكتب عن كل هذه المناطق.
بيد أنه لن يروى القصة كاملة على الرغم من هذا. ويتبع هذا الكتاب خيطا واحدا.
يتعلق بالخصومة واللدد بين العالم المسيحى الغربى والعالم الإسلامى شرق المتوسط.
وحتى فى هذه الحال فإن المساحة التى بمتناولى لا تسمح سوى بتأمل جانب واحد
من جوانب القصة . وقى جزء أحاول تبيين كيف انتشرت الخصومة. وكيف استمرت
حتى الوقت الحاضر .
وثمة مخاوف قوية أخرى كان بوسعى الكتابة عنها. أعنى مخاوف أهل الغرب من
ذوى البشرة الداكنة أو الانحيازات المسيئة ضد نصف الجنس البشرى. أى النساء.
وقد كانا سويا مصدر إغواء لى. هذه المخاوف أيضا. مثل الخوف من الإسلام. تغيرت
على مر العصور ولكن حركة التنوير لم تستأصلها. وفضلا عن ذلك فإن الخوف هنا
يبدو وكأنه ينسج ثوبه من الخصومة الطويلة ضد الإبثلام. بيد أنه مع الإسلام كانت
هناك نقطة بداية على الأقل. وتتابعت القصة على مر الزمان. مما يمنحها شكلا ما.
36
ذلك أن أحداثا. مثل اجتياح القدس سنة 5 م» والاستيلاء على القسطنطينية سنة
‘p۲ واستسلام غرناطة سنة e ANY ومعركة ep VOV Mu glad وتفجير
البرجين التوأم سنة Y" o ١ م. كلها كانت لها عواقب ملموسة واضحة. يمكن أن نقرأها
لنرى كيف أثرت على الخيال البشرى .
ويكمن جزء من «كيف» فى بنية اللغة نفسها وآلياتها. ذلك أن الجزء الأكبرمن
اللغة عبارة عن تواصل واتصال بالصوت البشرى. أما الجزء الآخر فيكمن فى
الخصائص المادية للنصوص. سواء كانت مكتوبة بخط اليد أو مطبوعة. كما أن
الصور المطبوعة على الصفحة أو المعروضة على الشاشة تمثل شكلا آخر من أشكال
اللغة. تختلف قواعدها تمام الاختلاف عن قواعد الكلمة المنطوقة أو المكتوية. وفى
الماضى كان انتقال سوء الفهم ينطوى على خليط من الثلاثة جميعا. والآن وفى JB
وجود PUY! والتليفزيون؛ والإنترنت؛ توجد تركيبة من الصوت والصورة والكلام
والنص فى بعض الأحيان. بيد أن الأمر ما يزال غامضا بالنسبة لنا. لقد أخذت هذا
المنظور من تاريخ أطول زمنا. وبدأت قصتى مع قوة الكلمة المنطوقة والنص المكتوب
بخط اليد فى القرن السابع بقصد إنهاء هذه القصة فى عالم الكلمة المطبوعة والصورة
المطبوعة فى نهاية القرن العشرين. بيد أنه منذ اللحظة التى نادتنى فيها زوجتى
لمشاهدة البرجين المحترقين فى التليفزيون يوم ١١ سبتمبر pV *١ شعرت أن هذا
لم يعد ممكنا. ففى الأيام التى أعقبت هذا العمل الكارثى من أعمال القتل الجماعى.
تمت إعادة إحياء هذا النمط من الاتصال العام الذى كان قد مات منذ زمن طويل. فقبل
ذلك اليوم. كنا نتحدث عن مجموعة واحدة من الفروض ونكتب فى إطارها. وبعد ذلك
اليوم. أخذنا نفعل الأشياء بشكل مختلف. وليس هذا aSa قيمةء وإنما هى بيساطة
حقيقة يمكن ملاحظتها. لقد تحولنا باتجاه نوع جديد من التسجيل .
وكلمة «تسجيل». كلمة تصق نوعية الكلام أو الكتابة المناسبة لمواقف Gua, ©
.ذلك أن الكلمات التى تتقافز حول غرفة خزانة تختلف عن تلك الكلمات التى يمكن أن
تسمعها فى لقاء اجتماعى بالكنيسة. ولن يكون أى من شكل الكلمات المستخدمة فى
37
أحد الموقفين مناسبا للموقف الآخر. فالبشر يتوافقون بشكل غير عادى لاستخدام
التسجيل الصحيح الذى يناسب مختلف الظروف. ومن ثم فالسؤال الآن هو.
ماذا كان التسجيل الذى استخدمه الناس عندما ووجهوا بموقف غير مسبوق فى
١اسبتمبر aY Y فبالنسبة لموقف كارثى يشبه نهاية العالم. اختار رئيس الولايات
المتحدة ومستشاروه تسجيلا كارثيا. كانت تلك GUS العالم الذى عرفوه؛ فقد أقبل
عليهم عصر جديد أشد ظلمة. وعلى أية حال. لم تكن لهذا التحول الغريزى فى الحوار
النتائج التى كانت مستهدفة بالضبط. كما لم تنجح تماما أية محاولة لاحقة لاستخدام
Ui التسجيل الجديد. وكانت إحدى النتائج لهذه الحادثة أنها ارتبطت مباشرة
بالذكريات الكامنة منذ زمن طويل. وهى الذكريات التى تشكل موضوع هذا الكتاب .
ما إن فرغت من الكتلة الرئيسية لهذا الكتاب وتعرفت على LW أخرى. حتى
تم استثارة مفهوم تبوءة «نهاية العالم». سواء عن عمد أو بالصدفة. لقد فكرت
فى جلادستون سنة 1477م وهو يردد مثل أنبياء العهد القديم فى الكتاب المقدس
صارخا بأن التركى همجى. وفكرت أيضا فى أوربان الثانى وهى يخاطب ذلك الجمع
الغفير فى كليرمون. وللكلمات أجنحة على حد تعبير هوميروس فى الإلياذة CO ومع
الإنترنت. والبريد الإلكترونى. والتليفزيون والراديى والأفلام» يمكن للكلمات أن
تطير إلى مدى أبعد مما كانت تصل إليه أيام أن كانت المطبعة وحدها. وتزيد وسائل
الإعلام هذه بوقود من خطاب نبوءة نهاية العالم القديمة يمكن أن تكون له عواقب لا
يمكن التنبؤ بها. وقد أخبرنا الروائی دوجلاس آدامز Douglas Adams فى روایته
Hitchhinker s Guide to the Galaxy :
«إن من المعروف جيدا بطبيعة الحال أن الكلام الذى يلقى على عواهنه يكلف
البعض حياتهم» ولكن لا يتم تقدير الحجم الكلى للمشكلة دائما .
«فعلى سبيل المثال. فى اللحظة نفسها التى قال آرثر: «يبدو أن لدى صعوبة
هائلة فى أسلوب حياتى» انفتح ثقب غريب فى نسيج استمرارية المكان. الزمان وحمل
كلماته القهقرى بعيدا فى الزمان عير مسافات لانهائية من الفضاء لتصل إلى مجرة
نائية بها كائنات غريبة محاربة تعقد اجتماعا فى مؤتمر على شفا معركة مخيفة بين
النجوم .
.... فى اللحظة نفسها كانت عبارة «يبدى أن لدى صعوبة هائلة فى أسلوب
حياتى» تسرى عبر طاولة الاجتماع .
ومن سوء الحظ أن هذه العبارة فى لغة الكائنات الغريبة كانت تحمل معنى
أقصى إهانة مرعبة يمكن تخيلهاء ولم يكن هناك من رد يوازيها سوى شن الحرب
الرهيبة التى استمرت على مدى القرون ...»2 .
ومن منظور سنة Y م يبدو أن مثل هذه الحرب الطويلة الممتدة المملة (ضد
البشر) ربما تكون قد بدأت تدور رحاها. ليس فى الفضاء الروائى الرحب وإنما على
الأرض .
وإذا كانت ثمة عبرة أخلاقية فى الأحداث التى وصفتها فى هذا التاريخ الطويل.
فهى أن الكلمات والصور أسلحة. ولسنا نعرف أين ومن سوف تقتله هذه الأسلحة أو
تجرحه حين نطلقها. تذكر القصة القديمةء لامعنى للقلق بشأن الرصاصة التى تحمل
اسمك. وإنما يجب أن تقلق للغاية بشأن الرصاصة المكتوب عليها. لمن يهمه الأمر».
aol هويت كروفت
eV Y-Y’ y
39
الجزء الأول
(1)
” نحمدك أيها الري“
- ليبانتو الادام
فى يوم ٤ أغسطس ١191م مرت راية سفينة عملاقة من الحرير عبر شوارع
مدينة نابولى المكتظة .كانت تلك الراية قد طرزت بناء على أوامر من LLI لكى
تكون راية عالم المسيحية الغربية. ولكى ترفرف على أعلى صارى سفينة فى أسطول
العصبة المقدسة الذى كان يستعد للإبحار متوجها إلى ساحة المعركة. كانت الراية
به كاهل الجنود الإسبان ذوى الأجسام الممتلئة وهم يحملونه فى موكب استعراضى
انطلق من عتبات كنيسة سانتا كلارا. وبينما كانت الراية البابوية الزرقاء تتحرك بين
جموع الناس فى المدينة. أمسكت حالة غير عادية من سكون الهواء بخناق جميع الذين
كانوا يتفرجون عليها. وقبل ساعة من ذلك كان النبلاء داخل الكنيسة. ومعهم الرهبان
قائد أسطول العصبة المقدسة دون جون حاكم النمسا. وانحنى الأدميرال الشاب.
الذى كان متأنقا فى زى مهندم من الذهب والساتان القرمزى والمخمل الأبيض. أمام
مذبح الكنيسة ليسلمه ممثل البابا. الكاردينال جر انفيل. العكاز الذى يرمز إلى مهمته
وأشار إلى الراية الكبيرة من خلفه. وقال الكردينال وهو يحثه. «خذ هذه الشعائر
التى ترمز للرب الذى تحول جسدا. هذه الرموز التى تشير إلى الديانة الحقيقية.
43
وتحت صليب المسيح كانت شعارات ملك إسبانيا والأب المقدس البابا بيوس
الخامس. مع شارة جمهورية البندقية. وقد ربطت فيما بينها سلسلة ذهبية كبيرة.
رمزا لقوة الإيمان الذى يربطهم سويا. ومن تلك السلسلة. كانت تتدلى حلية عرف
الديك التى كانت الشعار الخاص بدون جون. بحجم أصغر Cus لقد كانت تلك
الشعارات علامة موجزة على لحظة اتحاد نادرة. قللمرة الأولى على مدى ما يزيد على قرن
من الزمان اتحد العالم المسيحى بشكل قوى ليخوض معركة ضد العالم الإسلامى!').
asl أضفيت القداسة على الحرب pid شنها تحت رعاية صورة المسيح الذهبية. وكان
البابا قد أعلن أن أولئك الذين يحاربون فى هذه الحرب سوف ينالون الغفران» شأنهم
شأن الصليبيين الأوائل الذين حاربوا من أجل الضريح المقدس. وسوف يعفى جميع من
يموتون تحت راية هذه المعركة من أشد ضروب التطهر قسوة C
وعلى مسافة ثمانمائة ميل شرقا. كان هناك احتفال مشابه. Oly كان أقل
عمومية. قد انتهت مراسمه. فمن GIZA القصر السلطانى فى إستنبول أخرجت
حزمة ضخمة ملفوفة فى الحرير مرسلة من السلطان سليم الثانى إلى على باشا
قائد الأسطول العثمانى. وكانت تحتوى أيضا على رايةء ولكنها كانت راية ذات لون
أخضر حيوى بدلا من اللون الأزرق المسيحي. كان ذلك العلم أكبر من علم البابا بيوس
الخامس age s به إلى قائده. وكان هذا us uisi s الشعارات والرموز قى العالم
الإسلامي. فعلى سطحه كانت أسماء الله الحسنى التسعة والتسعون قد طرزت بخيوط
من ذهب. وكان مشهورا أنها تكررت أكثر من * ' YAA مرة. وكانت الحروف العملاقة
بالخط الكوفى تحيط ببعضها البعض وتتداخل وهى تكرر هذه الأسماء نفسها بشك
لانهائي. وبخط أصغر. وبحيث يبدى السطح الكلى للراية من بعد وكأنه شبكة لامعة
من المصوغات الذهبية!" .
كان القائدان نقيضين فى الرتبة والمكانة وتجربة الحياة. فقد كان دون جون الأخ
الطبيعى المعترف به لملك إسبانيا. فيليب الثانى. والابن غير الشرعى من علاقة أشهر
قليلة أمضاها الإمبراطور شارل الخامس مع أرملة GLE اسمها بربارا بلومبرج
ela فى المدينة الإميراطورية ريجينسبرج. وكان دون جون قد Barbara Blomberg
44
إلى نابولى بعد أن خاض حربا وحشية فى جبال إسبانيا الجنوبية. لكى يقود أكبر
أسطول جمعته أوربا المسيحية على الإطلاق. ولم يكن قد خاض من قبل أبدا حربا
فى البحر. وعلى النقيض منه. كان القبودان. القيطان )على LEG قائد الأسطول
العثمانى. جنديا محنكا فى حروب البحر. وكان مرهوبا إلى أقصى حد قى غرب البحر
المتوسط وفى بحر إيجه على السواء. كانت أصوله متواضعة. فقد كان ابن Moige
ولكن القائدين. مع كل الاختلافات فيما بينهما. كانا يشتركان فى نواح عديدة. فقد
كانا مثل توأم من الأمراء الموالين فى ملحمة شعرية. يتوقان للقتال. تزينهما خصال
الفروسية والشرف. وقد Gal القدر لكل منهما مصيرا مختلفا عن مصير الآخر.
فكان لأحدهما أن يموت من قذيفة بندقية فى الجمجمة. ثم قطعت رأسه ورشقت فوق
سن رمح. وكان للآخر أن يعود منتصرا. لينال التكريم والحفاوة. وتحتفل بانتصاره
التصاوير. وأعمال الحفر. والشعر. والعملات. والميداليات. والمقالات والبحوث
المطولة. على مدى أكثر من أربعة قرون .
وقصص المواجهة بينهما وفيرة. بعضها يقترب من الحقيقة بدرجة كبيرة.
ويتجمل البعض الآخر ليحكى حكاية أفضل. وما يزال من غير المؤكد أين ينتهى
التاريخ وأين تبدأ الأسطورة. إذ إن المعركة التى خاضاها فى خليج ليبانتى ذات طبيعة
مزدوجة. الحدث نفسه. ثم نموه وتطوره فيما بعد. هذه المرحلة اللاحقة. أى ليبانتو
الأسطورية. قيض لها أن تكون الصورة البلاغية المعبرة عن الصراع بين العالمين
الإسلامى والمسيحي. وريما نجد فى حل لغز ليبانتى. نقطة الدخول إلى تلك الأسرار
العميقة. فقد كانت للصراع الأكبر جذور عميقة. فعلى مدى ألف سنة كان العالم
المسيحى يشعر أنه تحت وطأة التهديد من جراء القوة الماثلة فى الشرق. وفى بعض
الأحيان» مع الحروب الصليبية فى شرق المتوسط. مثلا. وفى صقلية وإسبانيا. كانت
أوربا هى التى بدأت بشن الحرب على العدو. وعلى مر القرون. كان هناك إحساس
يحتضن فكرة التهديد الإسلامى قد استولى على عقل العالم المسيحى وقلبه. وبحلول
القرن السادس عشر نم تقبل الصراع باعتباره العلاقة الطبيعية والحتمية بين الشرق
والغرب. ومثل إدراك طفل. كان هناك وهم بأن صعود الشرق يستدعى سقوط الغرب
والعكس صحيح. وفى سنة ١۷١۱م كان هناك توازن بين الخصمين.
45
asl فرض الباحثون من جديد الاعتقاد الشائع بوجود الخطر والشر النابع من
الإسلام. ذلك أن المسلمين. كما يقول بيديه LU aal الذى كتب فى القرن الثامن
الميلادى كانوا أبناء هاجر من النبى إبراهيم. ويعتقد كثير من المسلمين أنها هى وابنها
إسماعيل مدفونان تحت الكعبة قبلة المسلمين فى صلواتهم. وعلى أية حال. فإن
المسيحيين أيضا من نسل إبراهيم عن طريق إسحق. وما هو أسوأ من وصمة عدم
شرعية بنوة إسماعيل. حسبما يزعم بيديه. أن هناك لعنة أشد إظلاما لحقت بشعوب
الشرق. فقد استنتج المسيحيون أنه بينما ينحدر الناس جميعا من نسل آدم وحواء.
فإن المسلمين جاءوا من نسل قابيل الذى طرد من حضرة الرب لأنه اغتال أخاه
هابيل. وبسبب جريمة قابيل نالته الحسرة GY سيكون هاربا وهائما على وجهه قى
الأرض ..... وكل من سيجدنى سوف يذبحنى»1"!*) وقد أجبروا على السكن «شرق
عدن».. ولم يكن ممكنا أن يكون هناك بين أبناء قابيل وغيرهم من بنى آدم» سوى
الذبح والانتقام بسبب الجريمة الأولى التى قتل فيها الأخ أخاه. وهكذا نما الصراع
من تراث ممتد فى رحاب الزمان من الحقد والكراهية بأثر رجعى بين أهل الغرب وأهل
الشرق“.
كان معنى هذا على المستوى العملى أمرًا يصعب قبوله. فقد كان من الطبيعى.
عادة. أن يهين المسيحيون أعداءهم فى المعركة ويسبونهم بأنهم أبناء قابيل وأنهم
«أبناء سفاح». أو أبناء. «المسيح الدجال». أما المسلمون فكانوا يسبون أعداءهم بقدر
مساو من pill والإهانة. وبدا وكأن الصراع بين الشرق والغرب داكم وحتمى ومقدر
سلفا فى عيون المسلمين والمسيحيين! C بيد أنه لم يدمر نسيج المصالح الاقتصادية
والسياسية المتبادلة التى حكمت عالم البحر المتوسط والبلقان. وهى المناطق التى
)*( بيديه bal (avv -1vY) Bede The Venerable Jal! إنجليزى من العصور الوسطى
عاش فى أحد الأديرة. وكتب Bae مؤلفات أهمها SUUS التاريخية. وقد كان الرجل من طراز أقل
من المتوسط على الرغم من المبالغة الغربية المعتادة فى حجمه وتأثيره .(المترجم)
) (المترجم ١6 .٤ تكوين. (x)
46
تلعب دورها على الدوام. ولاسيما فى حالة البندقية وغيرها من الدول فى البحر
الأدرياتى. والتى كانت تفضل التفاوض مع القوى الإسلامية بدلا من محاربتها .
كان لدى القوى المسيحية فى حوض البحر المتوسط الكثير مما تخشاه من
الإمبراطورية العثمانية وأهدافها التوسعية UU وتعدت الرغبة فى النصر حدود
الحسابات السياسية. ولم يكن هذا وقفا على البابا مهندس التحالف الكبير. فبعد أن
فتح العثمانيون القسطنطينية سنة ia MEOY بات كثير من المسيحيين على قناعة بأن
الزحف الظافر للإسلام لا يمكن إلا أن يكون جزءا من خطة الرب. فقد كانت ويلات
المسلمين وسيلة لكى تطهر الجنس البشرى وتجعله أفضل فى إحساسه بأخطائه
وخطاياه C فهل كان المسيحيون ينالون العقاب بسبب خطايا الإيمان الضعيف
والانشقاق بينهم فى الأيام الأخيرة. لقد كانت أوربا المسيحية قد قاومت الهجوم
الإسلامى على مدى قرن من الزمان. ولكنها لم تحرز سوى القليل من الانتصارات
الحاسمة. فهل هناك علامة أفقضل من ذلك على أن العناية الإلهية سوف تتجدد من
خلال نصر عظيم مؤزر على قوات الظلام ؟
CT Ja فعلى الرغم من أن جيوش «الإسلام. كانت تواصل الزحف ضد الكفار.
فإن سرعة التقدم كانت قد تباطأت. ذلك أن جد سليم وسميه. سليم الأول. كان قد
فتح أراض شاسعة فى مصر وشبه الجزيرة العربية وشرق المتوسط ووضعها تحت
السيادة العثمانية, Lol والده السلطان سليمان القانونىء» فكان قد استولى على جزيرة
رودس وقلعتها وبلجراد وبودابست. واستولى على السهل المجرى حتى وصل إلى
أسوار فيينا. وكان سليمان قد دمر مملكة المجر قى معركة موهاكس , Mo-hacs سنة
7م . بيد أنه كانت لسليمان نكساته أيضا. فقد أخفق مرتين فى الاستيلاء على
47
الكبيرة عند بريفيسا Prevesa سنة a VOTA قد جرت abel الأراضى اليونانية شمال
خليج ليبانتو دون أن تسفر عن نتيجة حاسمة .
كانت الدولة العثمانية قائمة على أساس التوسع اللامحدود وشن الحرب سنويا
al حدودها. فبغير الغزو سوف تضمحل. وفضلا عن ذلك. كان جميع المسلمين
ملتزمين حقا بواجب الجهاد لمد حدود دار الإسلام. وكان هذا العبء أثقل ما يكون على
السلطان سليم الثانى الذى كان قد ألزم نفسه بأن يمد حدود دار الإسلام بالاستيلاء
على جزيرة قبرص التى كانت تحت حكم البندقية. وقد استغل ذريعة أن القراصنة
الذين كانوا يبحرون من الجزيرة كانوا يعيقون تحميل سفنه ويزعجون المدن الساحلية
فى الأناضول. ومع أواخر سنة a NOV? بدا من المحتمل أن الجزيرة سوف تسقط فى
أيدى جنوده. وحتى مع ذلك. فإنه كان يرغب فيما هو أكثر من الاستيلاء على جزيرة.
فقد كان السلطان يطلب من قادة جيوشه تحقيق نصر مدو مثل ذلك النصر الذى
تحقق قى موهاكس. وهكذا. كان قائد أسطوله على باشا يعرف أنه ينبغى أن يدمر
الأسطول المسيحى تدميرا كاملا ويعود محملا بالغنائم والأسرى .
وحشد الخصمان قواتهما من مناطق نائية فى عالم البحر المتوسط. وطوال
صيف سنة ١۷٥۱م تحركت مجموعات صغيرة من السفن تجاه نقاط التجمع المحددة.
وهى ميناء مسينا بالنسبة للمسيحيين الذين يقودهم دون جون. وبحر إيجة بالنسبة
للأسطول الحربى السلطانى تحت قيادة على باشا. وكانت تلك سفنا حربية من
النوع الذى بنى ليناسب الظروف الخاصة بالبحر المتوسط. ولسفن القتال فى اليحر
المتوسط عالمها الخاص الذى يختلف تماما عن عالم المعارك التى كانت تجرى بين
السفن المبحرة فوق صفحة المحيط الأطلنطي. فهى سفن طويلة ترسو منخفضة على
المياه كما أنها نحيلة بالمقارنة مع نظيرتها من السفن الشمالية الصلبة. وتبدو سفن
القتال المسطحة قادرة على الحركة بغض النظر عن قوة الريح أو اتجاهها. وعلى
الرغم من أن هذه السفن الرشيقة كانت مجهزة بشراعين أو ثلاثة أشرعة مثلثة. فإن
قوتها المحركة الرئيسية كانت تتمثل فى صفوف من المجاذيف التى كانت تمتد إلى
48
الخارج مسافة أربعين Lead أو يزيد على كل من جانبى السفينة لتضرب بشكل يبدو
وكأنه انقباضات إيقاعية. وهى بحد ذاتها. لو كان البحر هادئا والريح مواتية. تشبه
سواق مائية عملاقة تنزلق على سيقانها الطويلة فوق سطح الماء - وعلى الرغم من أن
السفن المسطحة كانت أسرع إذا استخدمت الشراع منها إذا اعتمدت على المجاذيف
Bt فإن قوتها فى المناورة كانت تعتمد على قوة المجذفين. وكان معنى هذا أن
السفينة لا تخاطر إطلاقا بأن تتلقى ضربة تقذف بها على الشاطئ الصخرى. وهو
ما كان يمثل خطرا دائما على السفن التجارية ذات الأشرعة والجوف العميق ثقيلة
الحركة. . فقد كان بوسع السفينة اللسطحة أن تتحرك إلى الخلف بنفس سرعتها إلى
الأمام بغاطسها الضحل. ويمكنها أن تتخطى الأماكن الضحلة التى تعيق السفن من
الأنواع الأخرى .
وعلى مدى القرون تطورت أشكال عديدة من السفن المسطحة. وكان بعضها
لحمل البضائع. ولكن مع منتصف القرن السادس عشر كانت قد تطورت بحيث
تصلح لغرض واحد فقط. الحرب. وكانت سفينة الحرب العاملة فى البحر المتوسط
قد تم تعديلها على مدى عدة أجيال. . من السفينة الإغريقية ثلاثية المجاذيف التى دمرت
الأسطول الفارسى فى معركة سلاميس قبل ألفى سنة تقر ٠ eon, وبعد ستة * * 16م.
كانت لبعض السفن بنية متفوقة فى مقدمة السفينة ومؤخرتها. . بحيث تؤوى المدافع
والرجال المحاربين. . بيد أن جوهر السفينة المسطحة بقى كما هو. وكما كان الحال
فى بعض العصور الكلاسيكية. . كانت السفن المسطحة مجرد منصات عائمة يمكن
للرجال على متنها أن يصعدوا على ظهر السفينة الأخرى ويتغلبوا على طاقمها.
باعتبارها درقة أساسية لحمل المجذفين والمقاتلين. وفى الأصل. كما كان الحال فى
قوارب التجذيف الصغيرة. . التى كانت موجودة فى جميع موانئ c البحر المتوسط. كان
كل رجل يأخذ مجذافه ولكن هذا بات خيارا مكلفا GY المجاذيف صارت تصنع من
أخشاب غالية الثمن يستورد معظمها من شمال أوربا. ومنذ منتصف القرن السادس
عشر ظهر طراز جديد من التجذيف قلل من عدد المجذفين . فقد كان المجذفون ثلاثة أو
أربعة. . وقد يصل العدد أحيانا إلى خمسة رجال. . يجلسون جنبا إلى جنب على مقاعد
49
طويلة. وكلهم يشدون المجاذيف مرة واحدة شدة جماعية طويلة. وكان من السهل بعد
ذلك إضافة المزيد من الرجال لزيادة قوة المجاذيف .
كانت قوة سفينة الحرب المسطحة تكمن فى الأفراد العاملين عليها UD فعلى
متن كل سفينة كان يجب أن يتواجد عدد من المقاتلين المحترفين المجهزين جيدا. هم
طاقم القتال GT CY على السفن الإسلامية وسفن البندقية. فكان كثير من المجذفين
مسلحين وينضمون إلى المقاتلين. وكان من بين المجذفين البنادقة. الذين كانوا من
المتطوعين. أولئك الذين يجلسون على طرف كل أريكة من أرائك المجذفين ومع كل منهم
سيف ورمح قصير فى متناول أيديهم. على حين كان الرجل التالى يحمل قوسا وجعبة
من السهام. وعندما كانت السفن تقترب من بعضها البعض كانوا يتركون مجاذيقهم
للرجل الثالث فى الصف ويتجمعون وهم على استعداد للاحتشاد والقفز على سطح
السفن الى تقع فريسة لهم. . ولم تكن هناك سفينة تجارية محملة بالبضائع تأمل فى أن
تنجو من مخالب سفينة مسطحة تبحر بكامل سرعتها. . وكانت معظم السفن التجارية
تحاول الفرار لأن البديل كان فظيعا. فقد كان هجوم السفن الحربية المسطحة يشبه
انقضاض الصقر على فريسته. إذ كانت مقدمة السفينة الحادة تقترب من السفينة
التى تحاول الفرار أكثر فأكثر. وتقترب منها لدرجة أن طاقم السفينة التى تتعر
للهجوم كان يمكنه أن يرى المهاجمين وهم يتأهبون لاعتلاء متن سفينتهم. وعند تلك
اللحظة كانت كثير من السفن تستسلم. وأية سفينة كانت تستمر فى محاولة الهرب
كانت تتعرض لوابل من طلقات السهام أو طلقات البنادق ويتم قتل طاقمها. ولم يكن
يتم استخدام المدافع الضخمة فى السفينة المهاجمة إلا نادرا لأسباب اقتصادية
كانت السفن المسطحة مثل الطيور الجارحة. تعيش على السفن الأضعف والأقل
تسليحا :
« مثل الديناصور JST اللحوم كانت سفينة الحرب المسطحة تتسيد بيئتها. . ولكنها
كانت مثل الديناصور تكير فى حجمها باستمرار وتزداد قوة لكى تنافس أبناء جنسها
حتى صارت. مثل الديناصور. غير قادرة على الحركة. لقد كانت القوة التكتيكية
لسفينة الحرب المسطحة فى البحر المتوسط. بقوتها التى تشبه أسنان الديناصور
التيرانوسوروس ركس وفكيه. تعتمد على المدد الدائم من اللحم والدماء» !" yd
50
وما لم تكن سفينة الحرب المسطحة تحمل ما يكفى من المجذقين فإنها لم تكن
تستطيع البقاء. لقد كان الكثير من الإغارات والافتراس الذى لا يتوقف يهدف إلى
الإمساك بالقوة البشرية وليس الاستيلاء على حمولات السفن. فعندما كانت إحدى
سفن المسلمين تستولى على سفينة مسيحية. كان يتم استرقاق كل من على متنها من
غير المسلمين. وغالبا ما كان الطاقم وأى مسافر يعتبرون الغنيمة ذات القيمة الأعلى.
فقد كان يمكن الحصول على فدية البعض. ويتم بيع البعض الآخر بثمن جيد فى
أسواق شمال أفريقيا أو إستنيول .
وإذا ما اعترضت سفينة مسيحية سفينة للمسلمين. كان من الضرورى أن يحدث
الشىء نفسه بالضبط. إذ يقع جميع من هم غير مسيحيين فى الأسر ويتم استخدامهم
فى العمل مجذفين. ولكن السفن الإسبانية والفرنسية والبندقية كثيرا ما كانت تنقض
على سفن مملوكة لأمم مسيحية أخرى بالقدر نفسه. وكانت هناك أعذار كثيرة تتيح
لسفينة حرب أن تستولى على إحدى السفن التجارية. وربما كانت تبحث عن سفينة
مسيحية تقوم. بتهريب الممنوعات». زعما بأن الطاقم كان يتاجر مع العدو. فقد كان
فرسان القديس يوحنا. الإسبتارية. الذين يبحرون من قلعتهم فى مالطا محل خشية
الجميع من المسلمين والمسيحيين على السواء. وإذا أوقفوا سفينة مسيحية فى المياه
الشرقية. كان لابد لهم من تفتيشها بدقة بحثا عن أى شىء فى حمولتها يمكن وصفه
بأنه غير قانونى. وعندما لا يجدون شیئا واضحا كان من عادتهم البحث عن. قماش
يهودى» فى أثناء التفتيش. ويشيرون إلى أن السفينة كانت تتاجر مع السكان اليهود
فى الموانئ الإسلامية!*). وكان هذا مبررا كافيا للاستيلاء على الحمولة بكاملها.
واسترقاق طاقم السفينة.
() من الأمور اللافتة للنظر بشدة فى هذا الكتاب. وغيره من الكتب الغربية. أنه يتم حشر اليهود
واختلاق الفرصة للحديث عنهم دونما مسوغ علمى أو منهجى. ففى هذا الكتاب الذى يتناول
العلاقة بين عالم الإسلام وعالم المسيحية لا نجد مبررا لإقحام اليهود فى الموضوع خاصة وأنهم
لم يكونوا كيانا سياسيا. أو حضاريا مستقلا. مثل الحضارة الإسلامية أو الحضارة الأوريبة
الكاثوليكية فى العصور الوسطى. فضلا عن أن اليهود أتباع دين. شأنهم شأن أتباع الديانات
الأخرى- وليسوا أمة ولا أصحاب حضارة مستقلة . ولكنها أكاذيب الصهيونية التى تتسرب عبر
المحررين فى دور النشر فى الغرب بشكل عام (المترجم )
51
فى غضون القرن السادس عشر. صارت سفن الحرب المسطحة أكبر حجما.
على حين نمت التجارة على امتداد السواحل. وازدهرت القرصنة. وفى غالب الأحوال
كانت هذه السفن على شاطئ شمال أفريقيا. أو من فيومى Fiumi المسيحية على رأس
البحر الأدرياتى. منشغلة بالإغارة والنهب فقط . من موانئ مثل الجزائر الإسلامية.
التى كانت أعظم ميناء على ساحل شمال أفريقيا. وبصورة متزايدة أخذ اقتصاد
السفن يعتمد على العبيد أكثر من الاعتماد على الرجال الأحرار فى تكوين طواقم
السفن. وبحلول منتصف القرن. كان المجذفون فى كل أسطول تقريبا. باستثناء
أسطول مدينة البندقية. التى استمرت فى تجنيد الرجال الأحرار وحدهم. من العبيد
أو من أسرى الحرب. أو من أرباب الجرائم. وعلى متن كل سفينة كان يوجد أكثر من
مائة رجل. وكلهم مقيدون بالسلاسل فى أماكن التجذيف الخاصة بهم. وكانت elis
قيود عدد قليل من المجذفين أحيانا ليتحركوا داخل تطاق جسم السفينة الضيق. ققد
كان معظمهم يعيشون فى نطاق مساحة قدمين مخصصة لكل منهم. إذ كانوا ينامون.
ويأكلون. ويتبرزون. وينزفون. ويتقيحون. وغالبا ما يموتون على الأريكة نفسها.
Gils, الفئران والصراصير تمرح فى فضلات الطعام العفنة المختلطة بالروائح
الكريهة والبول الذى تجمع تحت أقدامهم. وكان قائد السفينة الحكيم الذى يعرف
كيف يمكن للمرض الوبائى أن ينتشر فى مثل هذه الظروف. يأمر بغسل ما تحت
أقدام المجذفين بانتظام فى سفينته ". وعندما كانت الفئران والقمل تتكاثر بطريقة
لا يمكن السيطرة عليها. كان الحل النهائى وضع الطاقم على الشاطئ تحت الحراسة.
وطى الأشرعة. ثم تملأ السفينة بالأحجار. ويتم تغطيسها فى المياه الضحلة بحيث
تغمرالمياه سطح السفينة وجسمها العلوى تماما. وتغرق الهوام والحشرات الضارة
التى لا تستطيع ولا تريد أن تهجر السفينة الغاطسة.
فى بهيم الليل. وفى الضباب. أو فى شفق الفجر. كان وجود السفينة المسطحة
ينكشف قبل رؤيتها بوقت طويل. إذ إن الرائحة المتبعثة من مقاعد المجذفين كان يمكن
تمييزها على بعد مسافة قد تصل إلى ميلين. وكان يقال إنك يمكن أن تتعرف على عبد
سابق على سفيئنة مسطحة أو جندى بحرى سابق. بسبب الرائحة النفاذة المذبعثة
52
منه. كما لو كانت هناك وصمة لذاكرة الشم تنبئ عن الأيام الشريرة السابقة. فعلى
متن السفينة المسطحة التى نادرا ما كان يبلغ طولها أكثر من ١٠٠١ قدما. كانت كل
الدرجات الاجتماعية وفروقها تتوارى بفعل الأبخرة النتنة المتصاعدة من القذارة
والوسخ. فلم يكن الجنود الذين يرتدون أنصاف الدروع. ورجال البنادق والمدفعجية,
بل والضياط والقادة. منعزلين إطلاقا عن البشر الوضعاء الذين يسحبون السفينة
بالمجاذيف صوب مقصدها .
على أية حال. كانت الخدمة فى مقاعد المجذفين بالنسبة للرجال المربوطين
بالسلاسل. سواء كانوا عبيدا على السفن السلطانية العثمانية. أو القراصنة فى
شمال أفريقيا. أو كانوا مساجين من أرباب الجرائم على السفن المسطحة للك إسبانيا
الكاثوليكي. أو ملك فرنسا المسيحي. نوعا من الموت الحى. وكان يمكن أن تأتى نهايتهم
بطرق عديدة. لم يكن ممكنا أن يموتوا جوعاء لأنه لم يكن من صالح أى قبطان سفينة
أن يخسر هؤلاء المجذفين المهرة دونما داع. فقد كان الفول والذرة والقليل من اللحم
مع النبيذ على السقن المسيحية. القوت الرئيسي. على حين كان الماء العذب متاحا على
الدوام عند كل أريكة لرى ظمأ المجذفين. وكان لكل رجل أن يشرب لترين يوميا فى عز
موسم الإبحار الصيفى O°) وما إن يتعود المجذف على هذه الحياة. ويبقى La فى
غضون الأشهر القليلة الأولى. ويتواءم جسمه مع إيقاع المجاذيف. فإنه كان يعيش
ثلاثين سنة أو أكثر. وكان المرض هو الاحتمال الأكبر فى هذه المعاناة. لأن الجروح
وتقطيع الجلد كانت حتمية فى مثل هذه الظروف. أما الضعيف والمريض المشرف على
الموت. فقد كان يتم فك قيوده ليلقى ببساطة من فوق ظهر السفينة. وكانت الضريات
فقط التى تؤدى إلى أداء أفضل. ذلك أن السوط فى يد قبطان السفينة كان يحدد
السرعة التى تسير بها السفينة .
وفى أوقات الحرب بصفة خاصة لم يكن الطلب على المجذفين يتوقف. ولم يكن
هناك أبدا من الرجال ما يكفى لملء مقاعد المجذفين. وكان كثير من عبيد السفن يروحون
ضحايا الغارات التى لا تعد ولا تحصى على طول سواحل البحر. حيث GIS البشر
هم الجائزة الكبرى فقد كان يمكن as الأساطيل العثمانية أن يقف قبالة الشاطئ
53
متواريا عن الأنظار ويأمر القبطان جواسيسه باستكشاف المستوطنات المحلية. وفى
الليل ترسل مجموعة إلى الشاطئ. لحرق القرى. وقتل المسنين. وجلب الشباب.
وحشد أكبر عدد ممكن من القادرين بدنيا يمكن أن يجدوهم .. ومع أول ضوء تنطلق
السفينة. أو أحيانا كان ينزل أسطول صغير فى منطقة ما ليبقى فترات Jabi لينشر
السلب والتخريب فى دائرة قطرها عدة أميال .
كان الرجال الذين يملأون مقاعد المجذفين على معظم السفن الحربية المسيحية
إما من القرويين المسلمين أى من أسرى الحرب. ولكن كان من بينهم أيضا كثير من
المسيحيين الذين صاروا من الحثالة بسبب آلية القانون. ففى إسبانيا كانت الديون
وأعمال الفتنة والشغب. وحتى الجرائم التافهة. يمكن أن تؤدى إلى حكم بالعمل على
مقاعد المجذفين فى السفن. وعندما تصاعد الطلب على المجذفين. كان فيض المجرمين
الذين أدانتهم المحاكم وحكمت عليهم بالعمل فى سفن المجاذيف يزداد عددا . وغالبا
ما كان يستمر احتجاز أولئك الذين أمضوا مدة عقوبتهم على سفن المجاذيف ووجب
إطلاق سراحهم C كان هؤلاء الرجال المقهورون forzados أحرارا من الناحية
القانونية. ولكنهم قى جميع النواحى الأخرى كانوا يلقون المعاملة القاسية نفسها
التى كانت تنالهم من قبل CO وفى فرنسا كانت السلطات الكاثوليكية ترسل فيضا
ثابتا من البروتستانت للخدمة على متن السفن الحربية ذات المجاذيف. على حين
كانت السجون البابوية تفرغ بشكل منتظم لكى تملأ مقاعد المجذفين. بيد أن البعض
الآخر كانوا يختارون حياة المجذفين برغبتهم. إذ إن قراصنة سواحل شمال أفريقيا
كانوا فى الواقع بمثابة حملة الأسهم فى أحد مشروعات الأعمال التجارية. وكانوا
يقدمون القوة العضلية ويخاطرون بحياتهم لقاء نصيب من الأرباح التى قد يجنوتها
فى إغاراتهم. لقد كان سلاف دالماشيا أحرارا يعملون تحت حماية الإمبراطورية
الرومانية المقدسة. وكانوا يمتهنون مهنة قديمة لأن أعمال العصابات فى البحر كانت
جزءا من الحياة فى عالم البحر المتوسط على امتداد ألف سنة UTD وهكذا ربما كانت
الأريكة نفسها تجمع بين الملاح الحر. وأسير الحرب. والعبد. والمجرم الذى يمضى
فترة عقوبته سنوات من الأشغال الشاقة فى التجذيف .
54
كان قباطنة البحارة يعتبرون أن طواقمهم مثل الحيوانات المدربة. يعرفون
قدراتهم الفردية وجوانب القصور لديهم. وكان لابد من التوازن فى كل أريكة من
أرائك التجذيف؛ GY المهارة الأساسية لسفن التجذيف الحربية كانت تتمثل فى
خلط الدماء الجديدة بالمجذفين المجربين. وكان يتم اختيار الرجال وفقا لأحجامهم
وأوزانهم. وقوة كل منهم لكى ينتجوا القدر الأكبر من القوة؛ ومع هذا الهدف. على
الرغم من أن ظروف الحياة كانت صعبة ومهينة. فإن عددا قليلا من القباطنة كانوا
يتعمدون إساءة معاملة طواقمهم. وكان المدفع فى الأسطول فى القرن السادس عشر
مميتا فى مرمى مائتى ياردة تقريبا. ولكن سفينة المجاذيف التى تسير بأقصى سرعة
كان يمكنها قطع المسافة فى نصف دقيقة. وهى وقت أقل كثيرا من وقت إعادة شحن
المدفع UD ولم يكن بوسع طاقم أية سفينة تجذيف أن يحتفظ بالسرعة القصوى لأكثر
من عشرين دقيقة وكان المجذفون المحبطون والمرهقون يصمدون وقتا أقل. وكان من
المعروف جيدا بين القباطنة أن سفن البندقية وشمال أفريقيا كانت أسرع كثيرا وأكبر
كثيرا وأكثر رشاقة من سفن إسبانيا وفرنسا. وكان السبب فى هذا يرجع فى جزء
منه إلى التصميم والوزن الميت [الذى لا فائدة منه الأعداد الأطقم الكبيرة التى كانت
السقن الإسبانية والفرنسية تحملها. ولكن هناك عامل الروح المعنوية الذى كان له
تأثيره أيضا. ففى السفن الإسبانية. التى كان الأسرى وأرباب الجرائم فقط يقومون
بالتجذيف فيها. كانت هذه السفن تستهلك الرجال بلا رحمة مثل مناجم الفضة فى
بوتوسی Potosi التى كانت توفر الأموال اللازمة لبناء هذه الكثرة من السفن.
ولم تكن السفن ولا المناجم مصممة باعتبارها شكلا من أشكال العقاب أو السيطرة
الاجتماعية. بيد أن هذا كان هو الحال الذى آلت إليه. أما فى البندقية والأراضى
الإسلامية. فكان يمكن للمجذف الحر أن يصير رجلا غنيا بفضل أموال المكافآت
أوالغنائم. وفى الجزائر أو إستنبول. كان يمكن للعبد المسيحى الذى يعمل فى سفينة
تجذيف لو «صار تركيا». أى ael الإسلام. أن ينتهى به الحال GY يصير قبطانا.
بل كان يمكن له أن يصبح قائد الأسطول السلطانى OO)
55
كانت كل سفينة سلطانية عثمانية تحمل عددا G3 Lal من مشاة الإنكشارية ذوى
التدريب الراقى. بعضهم مسلح بالسيوف. أو السيوف التركية. وبعضهم مسلح
بالقوس التركى الشهير الذى كان يمكنه أن يخترق كل الدروع تقريبا على مسافة مائة
ياردة. وكان بوسع رامى السهام الماهر أن يطلق ستة أسهم فى الدقيقة الواحدة.
وبدقة شديدة. كان التدريب على ثنى القوس واستخدامه يستغرق عدة سنوات.
ثم بدأ الإنكشارية يستخدمون البنادق التى كان أعداؤهم يستخدمونها. ولم يكن
الإنكشارية عادة يتوقعون أن يقاتلوا على سفن الأعداء. فقد كانت السفن المسطحة
تستخدم عادة بوصفها وسيلة لنقلهم ليتم إنزالهم على الشاطئ لخوض معركة برية
أو لفرض الحصار على قلعة ما. كان بعضهم يلبسون الزرديات. أى الدروع الواقية
للجسم المصنوعة من السلاسل الصلب. ؛ ولكنهم كانوا يحتقرون الدروع المعدنية
والخوذات الصلب التى كان الجنود الإسبان يرتدونها. ففى أى رسم يصور معارك
تلك الفترة يمكن تمييز القوات المسيحية عن قوات المسلمين بقدر كبير من اليقين.
إذ كانت الخوذات الصلب والدروع التى تحمى الصدور فى جانب. على حين كانت
العمامة والثوب الفضفاض فى الجانب الآخر. وقد تطورت هذه الفروق بقعل المتطلبات
التكتيكية والاستراتيجية. كما تطورت Jais المواقف المختلفة من الحرب .
لقد كان المسيحيون يمتلكون سلاحا مذهلا له قوة النار الإغريقية التى عرفتها
القرون السابقة'. وفى الأسطول الذى كان يتجمع ببطء فى مسينا كانت هناك ست
سفن لا تشيه أى سفن فى الأسطول العثماني. فمن خلال خبرة البندقية الطويلة فى
البحر المتوسط كانت قد طورت من خلال التحسينات السلاح الذى قيض له أن يبرهن
أنه السلاح الحاسم. فقد كانت هناك ست سفن طويلة ثقيلة يعلون فوق جميع السفن
الأخرى الراسية فى الميناء. وهى مختلفة تماما عن السفن الحربية الملساء التى كانت
تحيط بها. كانت هذه سفنا حربية ضخمة مصنوعة من ألواح عريضة تسير بالشراع
وبالمجاذيف الضخمة التى يشد كلا منها سبعة رجال أو أكثر. كانت السفن الحربية
الضخمة هجينا من السفن الحربية فى البحر المتوسط والسفن الشراعية فى ال محيط
الأطلنطى"'. وفوق السطح المخصص للمجذفين. على امتداد الجانبين كان يوجد
56
صف من المدافع الثقيلة التى يمكنها أن تهشم بقذيفة جانبية سفينة مسطحة أخف فى
بنائها. aal كانت هذه قلاعا عائمة. وكانت سلاحا تنفرد به البندقية .
ولم تكن السفن الحربية الضخمة قد جربت بعد فى ساحة المعركة. بيد أن السفينة
الواحدة من هذا النوع كانت تعادل فى قوة نيرانها خمس سفن مسطحة عادية. وكان
دون جون مقتنعا بأن السفن الست فى أسطوله ستوفر له التفوق على العثمانيين.
إذا ما سارت الأمور على ما يرام UP وعندما أبحر الأسطول الكبير أخيرا من مسينا.
أصدر أوامره بأن تسير السفن كلها بالسرعة البطيئة التى تسير بها السفن, الضخمة
حتى لا يدخل المعركة دون أن يستفيد من ميزة هذا السلاح السري. أما السبب فى
أن البنادقة وحدهم قد طوروا سفينة يمكنها أن تدمر أقوى سفينة عائمة فسيبقى
مجهولا إلى الأبد. وربما كان السبب ببساطة أن المواد التى صنعت منها كانت فى
متناولهم. كانت فى الترسانة عشر سفن تجارية كبيرة. لم تعد تستخدم فى التجارة
مع الشرق. كذلك كان لدى البنادقة وفرة من المدافع البرونزية. وبمزيج من السفن
والمدافع صنعوا السفن الحربية الضخمة .
ومن غير المحتمل أن يكون العثمانيون قد طوروا سفنا حربية ضخمة لأنفسهم.
على الرغم من أنهم لم يلبثوا أن بنوها عندما شاهدوا قوتها فى ميدان المعركة. ولم
يكن السبب راجعا إلى نقص ا مهارة والمعرفة. فقد كان رماة المدافع ومدفعية الحصار
التركية من نوعية راقية. وإنما كان السبب أنهم كانوا يعرفون أن طريقتهم فى الحرب
كانت الأكثر تفوقا. إذ كانت مرتبطة بقوانين الشرف التى لا توازيها. بشكل فضفاض
سوى مفاهيم الفروسية الأوربية. ففى الغرب كان الشرف مفهوما يرتبط فقط بالطبقة
المتربعة على قمة المجتمع. إذ كان معظم الناس خارج نطاق قوانين سلوك الفروسية.
وكان يعد من قبيل العبث لأى واحد لا يرتبط بالأصول العريقة النبيلة أن يدعى لنفسه
المزايا والخصال التى كانت للفرسان وحظوتهم. ولذلك كان ard لميجيل سرفانتس
Migel de Servantes . والذى كان من بين الآلاف الذين كانوا فى انتظار دون جون
فى مسينا. وكان من سوء حظه أن فقد ذراعه فى معركة ليبانتو البحرية: أن يجعل
57
بطله دون كيخوته Don Quixote رجلا مجنونا فى عيون Gl ae وتمثل جنونه فى
أنه عاش وفق القوانين القديمة للقروسية التى لم تكن لتنطبق عليه. ولكن فى أسطول
على باشا. كان حتى أكثر المحاربين المسلمين تواضعا يعتبر رجلا منكرا لذاته. لقد وقع
دون كيخوته فى فخاخ شبكة الشرف العنكبوتية. الولاء للعائلة. والعشيرة. والرب.
وهى الشبكة التى كانت تكيح جماح كل حركة يقوم بها. لقد كان الأسطول المسيحى
الملتجمع فى مسينا قد أسبغ عليه صفة مقاتلى الحرب المقدسة بمقتضى المرسوم
البابوى فقط. وهو حدث جدير بالملاحظة لأنه كان أمرا نادر الحدوث للغاية. ففى
الغالب الأعم لم تكن الحرب. حتى لو كانت قد شنت لأسباب جيدة. تحظى بهذا الوزن
الذى تكفله الموافقة المقدسة ). بيد أن كل جندى وبحار مسلم. كان مكلفا مدى حياته
بالجهاد فى سبيل الله. كما أن المسألة لم تكن مسألة غايات وإنما كانت مسألة وسائل
أيضا. فالقرآن الكريم الذى كان كثير من المسلمين يحفظونه عن ظهر قلب يخبرهم
(M? 9» o2 9,95» عون
P4 "I > $ v - - id - 2
صراحة. « إنّ الله Gat الذين يُقاتلونَ فى سَبيله صَفا كأنهم بنيان مرصوص
«سورة الصف. آية٤». وكان أدنى جندى من جنود المشاة يحظى بالتكريم وتخليد
ذكراه. بوصفه شهيدا. بسبب كيفية خوضه الحرب وليس فقط aul eS 09 .
لقد كان مقدرا للمعركة التى جرت فى ليبانتى أن تكون علامة على نقطة فاصلة
فى النضال بين عالم المسيحية الغربية وعالم الإسلام. فعلى الجانب المسيحى. كانت
الحرب تتحول إلى مسألة علمانية بشكل متسارع. فحيثما كان البابا قد أصدر
مرسوما (بلا فاعلية. لمنع استخدام القوس الذى يشبه الصليب فى القتال فيما بين
المسيحيين. كانت كافة القيود على آلات الحرب. مهما كانت مخيفة قد رفعت UP
كانت السفن الحربية الضخمة تستلفت النظر لا بسبب التكنولوجيا المستخدمة فى
بنائها فقط. وإنما بسبب السهولة التى بنيت بها. ثم أخذها واستخدامها فى المعركة
فى التو. وعلى النقيض كان الأمر قى صفوف المسلمين. إذ كان كل ابتكار يمكن أن
يكون محل جدل دينى شديد بل يتعرض للمقاومة. فقد كانت الحرب النبيلة ما زالت
تشن بالأسلحة المعروقة التى ورد ذكرها فى القرآن. كالسيوف. والرماح. والحراب
والأقواس والأسهم. وكان الجندى المسلم الصالح هو الذى يقفز داخل الفجوة أو على
58
سطح سفينة العدو دون درع على جسده ولا يحميه سوى 93 8 سلاحه وذراعيه. كانت
البنادق والمدفعية ضرورية» بيد أنها لم تكن من دلائل الشجاعة. وربما لهذا السبب
لم يظهر سوى القليل من التطور والابتكار وتكنولوجيا المدافع فى العالم الإسلامى
. لقد كانت هناك عقيدة كامنة ضمنيا وإن لم تكن معلنة بصورة علنية مؤداها أن
من الأفضل أن تقاتل بطريقة نبيلة وتخسر المعركة بدلا من أن تحارب بغير شرف.
وربما كان الأوربيون يكثرون من الحديث عن التقاليد والطهارة والشرف. ولكنهم
كانوا يسقطونها تماما فى الواقع. فقد تناولت أساطيرهم مناسبات كان الضباط (ai
يدعون عدوهم يطلق النار أولا. على سبيل المجاملة. وهى أمور كانت نادرة TY Gus
وعلى النقيض من ذلك. ربما كانت جيوش الإسلام تستخدم أسلحة جديدة ولكنها
كانت مقيدة بأخلاقها القديمة بشكل متزايد .
* kx o
استغرق الأمر ما يزيد على BIG أسابيع حتى يتمكن دون جون من أن يجعل
أسطوله الضخم الصعب يمضى فى طريقه. فقد عبر من نابولى إلى ميناء مسينا
يوم YO أغسطس ١ م. وكان وصوله ذريعة LLY احتفالات وطقوس كبرى
استمرت وتواصلت. وكانت صقلية قد عقدت العزم على ألا تتفوق عليها مدن الداخل
فى إيطاليا . وثمة بناء ضخم من الرخام المزخرف تزينه صور رمزية موحية بالنصر
والنعمة الربانية تم تشييده على وجه السرعة ليشغل معظم مساحة الأرض الفضاء
أمام المرسى. وكان مريوطا تحت عقود هذا البناء وأقواسه حصان حرب مجه
بالسرج والركاب المطلى بالفضة. واعتلى هذه الهدية الفاخرة المقدمة من المدينة «دون
جون» وشق مسينا عبر الجماهير المحتشدة لتحيته بالهتافات حتى وصل كاتدرائية
لانونزياتيلا La Nnunziatella . تتبعه حاشيته على مسافة منه. وبين مسافة وأخرى.
على امتداد الشوارع» كانت ترتفع أقواس النصر. كما كانت الزهور المتساقطة من
الشرفات تمطر موكبه بغزارة. مما جعل الأرض تختفى تحت طبقة لزجة جميلة
59
الرائحة. ثم انتهت الاحتفالات. وانتظر دون جون بقدر متزايد من الإحباط وصول
آخر قادة السفن العاملين تحت قيادته .وكان قد بذل جهده لإعداد الأسطول للحرب.
واكتشف دون جون أن لا أحد يعرف المكان الذى كان الأسطول العثمانى قد تجمع
فيه. ولهذا جرد فيلقا من السفن تحت قيادة قبطان إسبانى موثوق به لكى يكتشف
مكمنه. وكان الظن أن العدو قد تجمع فى مكان ما قبالة الساحل الشرقى الطويل
للبحر الأدرياتى والبحر الأيوني. بيد أنه لم يكن هناك أحد واثق تماما من مكان
الأسطول العثماني. أو عدد السفن التى ستواجه أسطول العصبة المقدسة .
وبينما كان القائد الشاب يحاول توحيد السفن الإسبانية مع الفرقة البابوية
تحت قيادة مارك أنطونيو كولونا .Marc Antonio Colona ومع سفن البندقية التى
يقو دها المقاتل المحنك سباستيانو فنييرى Sebastiano Veniero . سرعان ما أدرك أن
التحالف الهش قد لا يتحمل عبء الانتظار الزائد عن حده .فقد كانت هناك مشاجرات
يومية تدور فى الشوارع بين المقاتلين الوافدين من مدن مختلفة أو ينتمون لأمم
متنوعة. وعلاوة على ذلك. فمع وجود حوالى ثمانين ألف مقاتل داخل نطاق المدينة
والميناء. كان يوجد باستمرار خطر الأمراض الوبائية التى قد تنهش الصفوف.
ومع هذا. ld لم يجرؤ على الرحيل حتى اكتملت قوة أسطوله. فقد كانت السفن
الجديدة تأتى يوميا. إذ دخل الفيلق البندقى القادم من كريت إلى ميناء مسينا. وكذلك
جاء المزيد من السفن الإسبانية التى كانت تحمل القوات التى تم تجنيدها من ألمانيا.
ومن بين آخر الواصلين كانت اثنتان وعشرون سفينة مسطحة تعمل بالمجاذيف التى
استأجرها ella إسبانيا من مدينة جنوا تحت قيادة. جيان أندريا دوريا Gian Andrea
«Doria والسفن الثلاث الكبيرة المملوكة لفرسان مالطا .
وفى الأسابيع التى انقضت فى مسينا. اكتشف دون جون أن البنادقة لم يكونوا
يريدون الجنوية ولا يثقون فى الإسبان. ومستائين من فرسان مالطا. فقد كان كل
تعيين يقوم به يتسبب فى الحال فى إثارة مشاعر الاستخفاف والغضب قيما بين أولئك
الذين لم يقع عليهم الاختيار وتثور همهمات بأنه يحابى الإسبان حتما. وأنه يؤجل
00
التقدم. بحيث يتيح للعثمانيين الفرصة لنهب ممتلكات البنادقة. وكان كل يوم إضافى
للتأجيل سبب ترسيخ مشاعر التحزب والفرقة بمزيد من القوة. وكان من دواعى
الراحة أنه صدرت أوامر يوم VV سبتمبر بالإبحار عندما عادت سفن الاستطلاع وكان
الطقس جميلا. وكتب دون جون إلى مستشاره ومعلمه. الجندى المحنك «دون جارثيا
الطلطلى «Don Garcia de Toledo يقول إن العدو :
« أقوى منا فى عدد السفن. ولكنه ليس كذلك على ما أظن فى نوعية الرجال أو
Ge i السفن. ولهذا سوف أبحر بمشيئة الرب إلى كورفى الليلة. ومن هناك سوف
أقرر حسبما يتناهى إلى سمعى من أخبار. ومعى ثمانى سفن مائتان . وعدد القوات
ستة وعشرون ألفا. وست سفن حربية ضخمة وأربع وعشرون سفينة حربية ضخمة
وأربع وعشرون سفينة إمداد. إننى واثق أن ربنا سوق يمنحنا النصر Leake نواجه
TP
كان البابا قد أرسل الأسقف «أو دٹسکالتشی «Odescalchi إلى مسينا لكى
يطلب من الرب التوفيق لسفنه. وقد جلب الأسقف معه تحصينات روحية للمقاتلين فى
(الحرب المقدسة. عبارة عن حلوى مصنوعة على صورة حمل يرمز للمسيح 89205
Del وهی حلوى أو بسكويت مخلوطا بدهن البلسان والزيت المركز «ذات حجم كبير
وجمال عظيم». ولم يكن البابا يبارك سوى عدد محدود من قطع الحلوى هذه وفى
السنة الأولى من بابويته فقط. ثم كل سبع سنوات بعد ذلك. وكانت مختومة بصورة
حمل. متكا على كتاب ويحمل راية عليها علامة الصليب ويحيط بها إطار من كلمات
تقول. يا حمل الرب يا من تمحو خطايا العالم. اشملنا بنعمتك»7”"). كانت هذه فى ظنهم
تعويذة مسيحية قوية تمنح من يحوزها الحماية من العواصف فى البحر. والزلازل.
والبرق. والطاعون. والمرض. والموت المفاجئ والشياطين. كما حمل القاصد الرسولى
(سفير البابا ( وثائق تتضمن نبوءات متفائلة مختلفة كتبها إيسيدور الإشبيلى الذى
عاش فى القرن السابع. تقول إن العصبة المقدسة يجب أن تتشكل تحت قيادة قائد
إسبانى سوف يهزم أعداء إسبانيا والمسيح ويفرقهم شذرا. وجلب معه أيضا تأكيدا
61
وضمانا من البابا بأن القائد الشاب سوف يربح مملكته الخاصة بلا شك مكافأة له
على النصر. ولكن على الرغم من هذه التأكيدات بالمساندة المقدسة والحماية الربانية.
كانت هناك بعض الشكوك التى تراود دون جون حول إمكانيات أسطوله .
فعند وصول كل فرقة كان يقوم بالتفتيش عليها. وعلى الرغم من تأكيداته لدون
جارثيا التطيلى. فقد اكتشف أن هذه السفن لم تكن كلها من النوعية الأفضل. ولا كانت
الطواقم المقاتلة كلها على الدرجة نفسها من القوة التى كانت توحى بها أعدادهم.
كانت أفضل سفنه الحربية هى السفن الحربية الإسبانية. التى كانت أكبر قليلا.
وأثقل وزنا. ومبنية من الخشب الجيد مما أكسبها قدرا من الصلابة الذى جعلها
تتفوق على السفن البندقية والبابوية. فقد كانت أسطحها تزدحم بالمشاة الإسبان
GU, ذوى التدريب الراقى والتسليح الثقيل. أما السفن البندقية فكانت تبدو رائعة.
بخطوطها الانسيابية. وبسرعتها التى تسبق بها حتى أسرع السفن العثمانية. بيد أن
شهرة البندقية لم تكن فى محلها تماما. فقد كان بوسع ترسانة البندقية بناء هيكل
السفينة فى يوم واحد. ولكن ملكة البحر نادرا ما تمتلك ما يكفى من مخزون الصوارى
والمجاذيف وقماش الأشرعة الذى يجعلها تعمل بكامل قوتها. وكانت سفن البندقية
غالبا ما تبنى على وجه السرعة من أخشاب الدرجة الثانية ويتم إنهاؤها بشكل غير
مناسب. كان نقص عدد المتطوعين فى المعركة مصدر الخطر الأكبر» وهو ما جعل من
الصعب على مدينة البندقية. التى لم تكن تستخدم الأسرى المسلمين على متن سفنها.
أن تشكل طواقم السفن أو أن تقدم فرقة كاملة من الجنود. ومن حسن Ba دون جون
أنه كان قد استأجر قوات إسبانية تزيد عن Gale وأقنع فنييرو أن يأخذهم على متن
سفنه. وفى الأيام السابقة على معركة ليبانتى. كان قبول طاقم معركة إسبانى يعتبر
اعتراقا مخزيا بالضعف بالنسبة لأى قائد بندقي. ولذلك لم يقبل فنييرو سوى بعد
كثير من التردد -
وأخيرا. فى الصباح الباكر من يوم ١١ سبتمبر ١۷١٠م. بدأ الأسطول يتحرك
خارجا من من مسينا. وبينما كانت سفن العصبة المقدسة تخرج من الميناء. وقد رفرت
62
عليها رايات الحرب» والأعلام والرايات المثلثة. وحيت طواقمها القاصد الرسولى
والمجموعة القليلة من القساوسة الذين كانوا يقفون على حافة سور الميناء. وعندما
كانت كل سفينة تمر. كان كبار رجال الكنيسة يرسمون علامة الصليب. ويباركون
المشروع. وكانت الجماهير ترد على هذا بالهتافات. ومثل النحل المنطلق من الخلية.
بدا أن طابور السفن بلا نهاية حتى توقف على مسافة قريبة من الميناء» ليشكل أعظم
أسطول تجمع على الإطلاق باسم العالم المسيحى لكى ينطلق فى رحلته إلى الشرق
أخيرا. وبينما اتجه الأسطول جنوبا GS! يدور حول رأس بورتى سالفیو Cape of
٥ الصغيرء لكى يلقى مراسيه فى الليلة الثانية قبالة رأس سبارتيفنتو Cape of
.Spartivento تلقى الأسطول أول أخبار محددة عن الأتراك.
وثمه سفينة صغيرة. كانت تبحر من قرية جاليبولى Gallipoli فى شبه جزيرة
برنديزى الضيقة عند الكعب الإيطالى. جاءت إلى جوار سفينة القيادة التى كان دون
جون على متنها وأخبرته أن أربعا وعشرين سفينة إسلامية كانت قد احتلت ميناء
GL. ماريا على ساحل البحر الأدرياتى. جنوب أوترانتو Otranto على الجانب
الإيطالى. على حين كانت فرقة أكبر حجما قد أغارت على كورفو. ولكن موقع القوة
الرئيسية للسفن العثمانية كان مايزال سرا. فهل كان الأسطول العثمانى قد تراجع
إلى مينائه الرئيسى فى بريسيفا إلى الجنوب مباشرة من المضايق على الساحل
الشرقى للبحر الأدرياتي. أم أنه انفصل فى عدة فرق للإغارة على موانئ البلقان
أو كريت أو الجزر والشواطئ الإسبانية. التى كانت كلها بلا حماية آنذاك ونهبها.
وتحرك الأسطول المسيحى مسافة أبعد صوب الشرق. وفى الأذهان أنه قد يتعرض
للهجوم فى أية لحظة من جانب بعض السفن الإسلامية أوكلها. وفى يوم Y سبتمبر.
توقف الأسطول عند رأس كولون Cape of Colonne فقد كانت السفن متقدمة بسرعة
خمسين ميلا بحريا تقريبا فى اليوم وكان يعوقها الحاجة Biat على سفن الإمداد
الأبطأً سرعة مع السفن الحربية الضخمة العاملة ضمن القوة الرئيسية للأسطول.
وهناك علم القباطنة أن القوة الرئيسية للأسطول العثمانى كانت ما زالت راسية فى
بريسيفا. انتظارا لتعليمات السلطان لتحديد مكان الهجوم .
63
ومع وجود العدو على مسيرة أيام قليلة فقط. أراد دون جون أن يستحث السفن
على الإبحار إلى الأمام بأقصى سرعة ممكنة عبر البحر الأدرياتى إلى كورفو. بيد
أن أحوال الطقس ساءت وباءت جميع محاولات السفن لاجتياز مضيق أوترانتو
بالفشل. واصطدمت بعض السفن بالصخور التى أحدثت بها بعض الثقوب. وفقد
بعضها الآخر صواريها وأشرعتها. وعلى الرغم من أن السفن استطاعت آنذاك أن
تسير بالمجاذيف عكس الريح. فإن هذا أنهك قوة المجذفين وكان آخر ما يريده قبطان
أى سفينة أن يصل إلى مسرح المعركة بمجذفين أرهقهم العمل ونال من معنوياتهم.
ولم يحدث أن عبر الأسطول المسيحى الممر البحرى الضيق حتى يوم YV سبتمبر
ليلقى مراسيه فى النهاية فى القناة التى كانت تفصل بين كورفو والأراضى الداخلية.
واكتشف الأسطول أن المدينة قد صارت خرابا.
كانت هناك فرقة بحرية تركية تشن الإغارات فى البحر الأدرياتى وصولا إلى
جزر البندقية الخارجية وخربت كورفو فى أثناء عودتها نحو الجنوب. وقد نهبت
المدينة الرئيسية فى الجزيرة. ودمرت الكنائس. وكسرت رءوس التماثيل. ولكن الأتراك لم
يؤثروا فى القلعة التى كان البنادقة قد بنوها على مدى قرنين من الزمان. وبعد عدة
هجمات بلا طائل. وفقدان ثلاث سفن. واصلوا إبحارهم. وعلى أية حال. عرف أهالى
الجزيرة فى الوقت الذى كان يجرى تدمير منازلهم أن الأسطول التركى كله لم يكن
فى ميناء بريسيفا. وإنما كان على بعد مسافة نحو الجنوب فى المياه المفتوحة بخليج
ليبانتو. وأرسل «دون جون» القبطان جيل دی أندراد Gil de Andrad فى الحال مع
سفنه الاستكشافية للتأكد مما إذا كان الأسطول العثمانى ما زال راسيا هناك. ولمعرفة
حجمه. ثم استدعى مجلس حرب للاجتماع على متن سفينة القيادة ريال Real . وكان
يميل إلى الاندفاع قدما والمخاطرة بكل شىء فى معركة سريعة ضد الأسطول العثمانى.
ولكن مجلس الحرب كان منقسما على نفسه. Sf كان بعض أعضائه لا يرحبون
بالمخاطرة بكل شىء فى مغامرة المعركة, وكانوا يفضلون فرض الحصار على بعض
القلاع والحصون التركية الكبرى. واقترح آخرون أن يحاولوا سحب أسطول العدو
من الميناء الذى يحتمى به فى خليج ليبانتو إلى المياه المفتوحة. وبينما كان المجلس
64
ما يزال مجتمعا جاءت الأخبار من أندراد بأن الأسطول التركى قد ضربه الوباء ولم
يكن فى كامل قوته. وطلب دون جون التصويت فوافق الجميع على أن يشن الأسطول
المسيحى كله هجومه فى الحال ويدمر العدو فى خليج ليبانتو .
فى Jb التشابهات الغامضة التى أحاطت بأحداث سنة ١۷١٠م. كان القبطان
العثمانى على باشا يعقد فى اللحظة نفسها أيضا مجلس حرب مع قباطنة سفنه. وكانت
آراؤهم منقسمة بالطريقة نفسها تقريبا. وتحدث حسن باشا الذى كان باى الجزائر
نيابة عن الغالبية الساحقة. واعترف بأن رجال الاستطلاع أخبروهم أن هذا كان أكبر
أسطول شاهدوه على الإطلاق. ولكنه تذكر الكيفية التى تبعثر بها أسطول الكفار فى
بريفيسا. سنة 4؟15١م. وفى جزيرة جرية ab ULE (فى سنة )٠١١١ تحت
وطأة الهجوم التركى. كان يعتقد أنهم جبناء. لاعزيمة لهم وأنهم سوف يفرون هنا
كما فروا من قبل فى الماضى القريب. وطرح الرأى المعاكس sola بك الذى اقترح
أنه سيكون من الخطأ التقليل من شأن قوة المسيحيين أو الاتحاد فيما بينهم. كما أن
«دون جون». على الرغم من كونه شابا غير محنك. قد أثبت جدارته ضد الموريسكيين
فى سلسلة جبال البوخاراس Alpujarras جنوب إسبانيا. وكان من رأيه أنه يمكن
للأسطول التركى العثمانى أن يكسب كل شىء بلعبة الانتظار. تحت حماية مدافع قلعة
ليبانتو .
أما على ياشا نفسه فكان يفضل الهجوم فى الحال. وكان عزمه قد توطد بسبب
الأو امر التى طال انتظارها من السلطان. فقد أمر سليم أسطوله بالاستيلاء على السفن
المسيحية وجلبها فى الحال غنائم حرب لتصطف فوق صفحة مياه القرن الذهبى.
تحت قصر الحريم الجديد الذى كان قد بناه فى إستنبول. ولم يكن النظام يسمح بأى
انشقاق وتم إسكات كل من كانت قد راودتهم الشكوك. وتوصل المجلس إلى نهاية
مندفعة غير متروية. وعاد القباطنة إلى سفنهم لكى يستعدوا للمعركة. وبسرعة أمدت
(x) جزيرة جربة تجاه السواحل التونسية وهى ضمن الأراضى التونسية (المترجم).
65
القيادة العثمانية التى تميزت بالكفاءة مئات السفن بالطعام والماء. وبكميات كبيرة
من البارود والذخيرة. على حين استدعى على باشا المزيد من القوات من الحاميات
المجاورة. وعلى وجه السرعة أضاف عشرة آلاف رجل من الإنكشارية وأربعة آلاف
من القوات الأخرى إلى طواقمه المقاتلة .
فى الوقت نفسه؛ تحرك أسطول العصبة المقدسة باتجاه الجنوب. وبحلول يوم.
أكتوبر كان قد وصل قبالة بريفيساء بيد أن أمواج البحر العالية والرياح المعاكسة
التى هبت من الجنوب أعاقت تقدمه. ومضى يوم. وأكتوبر فى حال من الجمود.
ومحاولة الصمود فى العاصفة. وبينما كان الأسطول راسيا جاءت سفينة صغيرة
كانت تبحر شمالا من جزيرة كريت صوب البندقية تحمل أخبارا مرعبة غير متوقعة .
كان كل بندقى يعرف أن العثمانيين يحاصرون ميناء فاماجوستا فى قبرص. أما
عاصمة الجزيرة نيقوسيا. فكانت قد سقطت قبل عدة أشهر بعد غزو سنة VO
وكان قد تم ذبح عشرين ألفا من السكان عندما اقتحمت القوات التركية المدينة.
واستسلم بقية سكان الجزيرة لكى يجنبوا أنفسهم هذا المصير التعس. وكانت مدينة
فاماجوستا وحدها التى رفضت الاستسلام وصمدت على أمل أن تجيئها النجدة من
البحر. وفى غضون ساعات فقط من سقوط نيقوسيا كان الخيالة الأتراك يمتطون
خيولهم حول أسوار فاماجوستا ساخرين مستهزئين من السكان ويلوحون برءوس
أعيان مواطنى نيقوسيا التى رشقوها على أسنة حرابهم. وعلى أية حال. كان مارك
أنطونيو براجادينى Marcantonio Bragadino قد جهز قيادته للصمود فى مواجهة
حصار طويل الأمد وكان واضحا أن المدينة سوف تقاوم. على الرغم من المصير المرعب
الذى حاق بنيقوسيا. ومع أوائل ربيع سنة ١۷١٠م كان أكثر من عشرة آلاف تركى قد
احتشدوا حول فاماجوستا 0 وبدا أنها لن تستطيع الصمود وقتا طويلا. ولكن على
مدى أربعة أشهر. صد المدافعون الذين كان عددهم أربعة آلاف جميع الهجمات حتى
تمكن الهجوم الذى حدث فى يوليى سنة ١161م من إحداث ثغرات فى سنة مواقع
بالأسوارء ولم يكن قد تبقى لدی قوات القبارصة سوى آخر برميل Da jb وعندما
66
عادية. فقد ضمن البنادقة الحماية لمن بقى من المواطنين على أن يتم إعادة إجلاء
الحامية إلى جزيرة كريت التى كانت من أملاك البندقية
كان الأتراك قد فقدوا أكثر من خمسين ألف رجل للاستيلاء على نيقوسيا
وفاماجوستا. وكانت الشروط التى منحت للمدافعين لافتة للنظر. لاسيما بعد المذايح
التى جرت على Jal نيقوسياء وفى يوم أغسطس استدعى «لالا مصطفى» براجادينو
وقيادات جيشه إلى معسكره. وكان القائد البندقى يرتدى الثوب الأرجوانى الدال
على رتبته السناتورية. وركب خارجا من فاماجوستا تحت مظلة مطرزة. لحمايته من
حرارة الشمس. على رأس ضباطه ومعه أربعون من الحراس الشخصيين من حملة
البنادق. وتقول السجلات إنه كان هادئا .... ولم يكن خائفا أو متكبرا». وفى اللقاء
اتهمه القائد العثمانى بخرق الاتفاقية المتعلقة باستسلام المدينة وطلب الرهائن. ورد
براجادينو ol هذا لم يكن ضمن الشروط. ثم اندفع الإنكشارية. عند إشارة متفق
عليها. إلى داخل الخيمة وتغلبوا على البنادقة. وفى الخارج كان قد تم تجريد حراس
السناتور من سلاحهم .
كانت الأحداث GIGI قد جرت لصالح الجيش العثمانى الذى احتشد slack
غفيرة حول معسكر Y» مصطفى». ولا يبدو من المحتمل أن براجاندينو كان يتوقع
النجاة بسبب استسلامه gi يأمل فى احترام الاتفاقية. فقد كان من عادة العثمانيين
أن يردوا على المقاومة بالموت. ولذلك كان سماحهم للمدافعين بالتراجع وأسلحتهم
فى أيديهم وراياتهم خفاقة أمرا لم يسبق له I usa ففى مناسبات سابقة كان
العثمانيون يذبحون العدد الأكبر من أسراهم أو يسنعبدونهمء ولايبقون منهم سوى
عدد قليل طلبا للفدية. أو لكى ينقلوا الأخبار السيئة إلى أعدائهم ''. فبعد معركة
موهاكس. كان السلطان سليمان قد جلس على عرش ذهبى على حين كان جنوده
يطيحون برءوس آلاف الأسرى. ai لعب البنادقة دورا LS ولكنه مفهوم تماما فى
67
دراما دموية تقليدية. لقد كان «لالا مصطفى» مصمما على أن يكون العرض أمثولة
وعبرة للجميع. وأن يرضى السلطان فى إستنبول بأن الحصار الطويل لم يكن عبثا.
وضربت أعناق ضباط براجادينو وأركان حربه أمام ناظريه. لدرجة أن الدماء فاضت
على شكل جدول عبر الأرض الجافة ليصل إلى قدميه. وتم تشويهه وقطع أنفه وأذنيه
مثل أى مجرم gsle .
قام الجراحون بتضميد الجراح لوقف نزيف الدم وتأكدوا أن الجروح لم تتقيح.
ووضع براجادينو تحت العناية والرعاية على مدى أسبوعين حتى استعاد قوته E
وفى الوقت نفسه. كانت قواته التى لم تكن قد عرفت بما جرى على زعيمهم. قد
خرجت من قاماجوستا إلى السفن استعدادا للرحيل إلى ce S بحسب الاتفاقية. وعند
الميناء وقعوا أسرى. ليوضعوا والأغلال فى أيديهم وأرجلهم على مقاعد المجذفين فى
السفن العثمانية. وكان القصد من هذا التصرف الأخير السخرية من البنادقة وتجريد
قائدهم من جميع مزايا الشرف. وبعد صلاة الجمعة يوم WV أغسطس جمع الجيش
العثمانى معدات الحصار التى كانت تحيط بالمدينة. وأحضر براجادينو أمامها. وهو
مايزال مرتديا ثوبه السيناتورى الأرجواني. وأجبر على الوقوف على أربع. على يديه
وقدميه. ووضع سرج بغل على ظهره. وركب له plad ووضغت شكيمة اللجام فى
فمه. وتم تحميل سلتين ثقيلتين مملوءتين بالتراب على ظهره فوق السرج. بحيث كان
ينوء تحت ثقلهما. وقد حملهما لإصلاح الثغرات التى حدثت فى السواتر العثمانية من
جراء نيران مدافعه. وطوال الصباح كان يتم تحميله جيئة وذهابا أمام قواته. خارج
الخيام وداخلها. وهو ينال الإساءة من جمهور الجنود. وفى كل مرة كان يمر أمام
خيمة القائد العثمانى. كان يتم إجباره على أن يطرح نقسه أرضا ويأكل ملء فمه من
الأرض المتربة .
فى وقت لاحق من ذلك اليوم انتقل المشهد إلى الميناء. وتم تقبيد السيناتور فى
أعلى الصارى بإحدى السفن أمام جميع جنوده السابقين الذين صاروا عبيدا فى
السفينة فى ذلك الحين وكان معلقا فى السلاسل بغير أنف وأذنين. متأرجحا فى
68
أعلى الصارى تحت الشمس الحارقة ثم أنزل إلى الأرض واقتيد إلى السوق وربط فى
مكان الضرب بالسياط بحيث يمكن لكل أهل فاماجوستا رؤية إهانته. وعندما مالت
الشمس للمغيب. وبعد أن كان معلقا من كعبيه مثل الشاة. بدأ جزار تركى سلخه حيا
وأزال wale ”''). وتحكى الحولية التاريخية أن براجادينى مات عندما وصلت سكين
الجزار. أعلى سرة بطنه». وتمت المهمة المريعة ولكن الجزار كشط الجلد لتنظيفه
من الشحم. وكان «لالا مصطفى» وجنوده يشاهدون العملية كلها فى صمت. وفى
اليوم التالى تم حشو جلد براجادينو بالقش وخيط بدقة مثل دمية ضخمة. ووضع
فوق حصانه ليعرض فى الشوارع تحت مظلته السيناتورية. وركبت الدمية المحاكية
لبراجادينو فى محاكاة ساخرة لرحيله من المدينة يوم. أغسطس. وبعد ذلك علق جلده
متدليا من عارضة سفينة «لالا مصطفى» وظل عالقا هناك مثل الراية. وعندما عاد فاتح
قبرص المنتصر إلى مياه القرن الذهبى» كان الجلد قد تمت دباغته بفضل الطقس.
وكانت محطته النهائية سجن العبيد فى إستنبول حيث تم تعليقه ليكون بمثابة تحذير
صامت لكل من تسول له نفسه أن يقاوم أو يتمرد .
كان مسرح القسوة هذا فى جزء منه. «تشجيعا للآخرين» على حد تعبير المفكر
jill 5 | فولتير «pour encourager les autres» . ومن الناحية الطقوسية لم
يكن العثمانيون قد حطوا من قدر جسد براجادينو وحده وإنما أهانوا مقام البندقية
Cua ذلك أنهم بإظهار قوتهم وسلطانهم عليه وسحبه من مركز السلطة إنما
يكونون قد أهانوا عدوهم. وكان الجميع يعرفون أنه لا يمكن محو هذا العار سوى
مالطا. أن انتزع الأتراك الملابس عن جثث الفرسان وعوموا Shall العارية باتجاه
القلعة فوق طوافات. رد قائد المالطيين لافاليت La Vallette ردا من النوع نفسه. فقد
جلب عشرات من الأسرى الأتراك إلى شرفات القلعة. وأمر بقطع رءوسهم على مرأى
من زملائهم. وقذفت من مدفع لافاليت داخل صفوف الأتراك. لقد كانت هذه إهانة فى
مقابل إهانة. ولكن بعد فاماجوستا لم يكن هناك رد مناسب بعد .
69
كان هذا هو الخبر الذى جىء به إلى أسطول العصبة المقدسة المنتظر تحت ستار
الضباب بين جزر كيفالونيا Cephalonia وإيثاكا Ithaca وقد أخمد الشكوك الباقية
حول ضرورة المعركة التى كان يمكن آنذاك أن تنتقم لموت براجادينو وترد الإهانة
أضعافا مضاعفة. وما إن ارتقع الضباب بالقدر الكافى لتحرك الأسطول بأمان. فى
الساعات الباكرة من يوم. أكتوبر. حتى تحرك الأسطول كله ليدخل البحر المفتوح.
فى مدخل pali باتراس Patras . وعلى مسافة نحو أربعين ميلا من مدخل ميناء
ليبانتو جيد الحماية. وعندما رأى دون جون ساحل الأرض الرئيسية أرسل سفينتين
سريعتين إلى الخليج لكشف ما إذا كان الأسطول العثمانى ما زال راسيا. فإن كان
الأمر كذلك. فإنه لن يتسلل من بين السفن المسيحية الكثيرة التى كانت تبحر لتضييق
الخناق على الخليج صوب المضايق قبل ليبانتو .
وإلى الشمال. حيث كانت السفن المسيحية تندفع فى غمرة موجة من الرياح
الشديدة. كانت جبال أكارنيا Acarnia المرتفعة تقع إلى الشمال. وأرض المورة
المنخفضة تقع إلى الجنوب. وجاءت الريح من الجانب وقد غيرت اتجاهها من خلف
ومن قدام. ومن ثم لم يكن ممكنا استخدام أشرعة السفن الضخمة. وتباطأ الأسطول
حتى يتماشى مع سرعة تلك السفن البطيئة. وبعد الفجر بوقت قصير توقف الأسطول
ليتحرك فى تشكيل المعركة الذى وضع خطته دون جون .وقد أعطى أوامره أيضا
بقطع كل الكباش أو المهاميز المركبة على مقدمات السفن الحربية. والتى كانت عبارة
عن تركيبات خشبية صلدة صممت لكى تضرب أجناب السفن المعادية. وتوفر منصة
يمكن التقدم من فوقها. بيد أن المهماز كان يجعل من الصعب المناورة بالمدافع التى
كانت وحدها كفيلة بشل حركة أى سفينة معادية. فقد كانت استراتيجية دون جون
قائمة على تدمير الأسطول العثمانى وليس الاستيلاء عليه. وكان قصده أن يستخدم
المدافع الثقيلة لسحق الهياكل العليا فى السفن العثمانية. والصعود على متنها عند
الضرورة. على أن يعمل فى البداية على إرسال أكير عدد ممكن من السفن وطواقمها
إلى قاع البحر. ولكن رجاله فهموا من هذه الأوامر رسالة أعمق مغزى. إذ كان قطع
المهاميز يساوى التخلص من أغماد السيوف. وهو ما يعنى أنها لن تعود إلى أغمادها
ثانية دون أن ترتوى بالدماء .
70
لم يكن هناك أحد له تجربة سابقة فى قيادة مثل هذا الأسطول الكبير فى المعركة.
علاوة على أن السفن الحربية الست الضخمة كانت سلاحا جديدا لم تتم تجربتها
بشكل كلى. وكان مقيضا للصراع المرتقب ألا يكون شبيها بأى صراع آخر فى البحر.
ولكن دون جون خطط لكى يحارب فى مياه خليج باتراس المفتوحة تماما كما لو كان
يخوض معركة بالفرسان على الأرض. وعلى أية حال كان القياس شاسعا. فقد امتد
الأسطول فى طابور طوله أربعة أميال تقريبا. وقسم دون جون مئات السفن إلى
أربعة أقسام. المركز الذى أشرف عليه هو شخصياء وجناحين, والاحتياطى وراء
هذا الصف الذى تولى قيادته إسبانى موثوق به. وكان القصد منه سد أية ثغرة
يفتحها العدو. وكانت تكتيكات المعركة بسيطة. فقى المقدمة ستكون السفن الست
الثقيلة. وسوف تسير سفن العصبة المقدسة بسرعة تتزايد بثبات من خلفها. وما إن
يبدأ القتال بالأسلحة الناريةء حتى يرفع معدل التجذيف لتغطى مئات السفن المسافة
الأخيرة فى أقل من نصف دقيقة لكى تسحق خطوط العدو وتتقدم أيضا بكل سرعتها.
ثم تختفى كل مظاهر الاستراتيجية فى خضم القتال يدا بيد. وكان الخوف من أن
السفن العثمانية السريعة القادرة على المناورة قد تقتحم الصف وتدور حول السفن
المسيحية من كل جانب بالطريقة نفسها التى يتبعها الفرسان الأتراك على الأرض
بحيث يهزمون الفرسان المسيحيين المدرعين بفضل أعدادهم الكبيرة .
وعلى الرغم من أن دون جون لم يسبق له أن حارب فى البحر أبدا. فإنه كان
يعرف عدوه. فقد حارب فى البوخاراس من بيت إلى بيت. ومن قرية إلى قرية.
وقد علمته تجربته أنه حتى الفلاحين المسلمين يفضلون الموت على الاستسلام أو
التقهقر“. وكان الدرس المستخلص من المعارك البحرية التى لا تعد ولا تحصى أنه
ما إن يستحوذ المقاتلون المسلمون الأشداء على موطئ قدم فوق متن سفن الأعداء. فإن
فرص النجاة ستتضاءل حينئذ. وكان تصرفه الأخير قبل المعركة أن أعطى أوامره
بتجهيز كل سفينة بشباك تحول دون الصعود على السفن. ولتكون بمثابة السور
على امتداد الجوانب فوق أماكن المجذفين. ولم تكن الشباك لتمنع تسلق السفينة.
ولكنها كانت لا بد وأن تبطئ من حركتهم. مما يوقر الفرصة لطاقم المدافعين لكى
71
يحتشد. وكانت الحماية الفعالة الوحيدة ضد اندفاعة الإنكشارية هى نيران البنادق.
إسبانية ثقيلة. وقد تم تدريبهم على إطلاق النار بغزارة إذا ما نجح العدو فى اعنلاء
سطح السفينة .ولكن فى النهاية لم يستطع دون جون التحكم فى مسار القتال على
متن سفته. وكان لابد للنجاح أن يعتمد على الروح المعنوية لرجاله. وفى ضوء الصباح
الباكر. كان ينتقل فى فرقاطة صغيرة سريعة بين السفن المتمركزة فى الصف جيئة
وذهابا ويصيح مشجعا الطواقم والجنود. ويقول لهم إن الرب معهم. ويذكرهم
بمصير براجادينو الذى يجب أن ينتقموا له على أجساد عدوهم. وكانت الهتافات
تتعالى عند مروره US سفينة .وكان قد أمر بتحرير كل مجرم مسيحى مدان من
المجذفين بحيث يمكنهم الانضمام إلى الحملة الصليبية. على أن تضاعف السلاسل
التى يقيد بها المجذفون من الأسرى المسلمينء فى أيديهم وأرجلهم على السواء .
ولم يكن هناك من يبارى العثمانيين سوى أفضل جنوده. وكانت الميزة لعلى باشا
بقواته الجديدة LG JM والتى نعمت بطعام جيد. وكانت تتوق إلى خوض ال معركة.
ail كان انتصار دون جون فى ليبانتو بفضل تفوق المدافع!*'. إذ كان قد وضع السفن
الضخمة الست فى مقدمة صفوفه على مسافات محددة. واثقا من أن قوة نيرانها
سوف تخلخل خط المعركة العثماني. ومثلما حشدها بالمدافع الثقيلة. حشدها أيضا
برماة البنادق. وتبين الصور التى رسمت للمعركة فيما بعد السفن مدججة ببراميل
البارود التى ظهرت مثل الشوك على ظهر القنفذ. ولابد للنجاح أن يعتمد على مدى
استعداد العثمانيين للدخول فى منطقة القتل بين القلاع العائمة. ولكن إذا تقهقر
العثمانيون ليستدرجوا سفن دون جون داخل الخليج باتجاه مدافع قلعة ليبانتو.
فلابد للحركة أن تتغير. وكانت هناك بالفعل ريح شديدة وكان البحر ضد السفن
المسيحية. وكلما أرهق المجذفون أنفسهم. زادت فرصة تحول الموقف لصالح الأتراك.
وكما هو الحال فى كل المعارك. كانت الفرصة والعناية تتمثل فى القيادة .
ومنذ انبلاج ضوء النهار. على أية حال. تجلت دلائل النعمة الربانية. فقد كان اليوم
72
ليقدم الدعم الروحى. 31 كان دون جون قد أمر منذ وقت طويل أن elis القداس قبل
الدخول فى أية معركة. وعلى متن كل سفينة وقف الرجال بدروعهم ومعهم أسلحتهم.
ثم ركعوا لصلاة القداس. وتصاعدت روائح البخور من جميع السفن. لتعطر الجو
قبل أن تحملها الريح بعيدا. وعندما بدأ القداس ظهرت السفن العثمانية فى الأفق
للأسطول المسيحى الكبير. وعندما لاحظ العثمانيون هدوء السفن الراسية فى المياه
وسكونها. ظنوا أن الرعب قد أمسك بتلابيب الأسطول الغربى. وفوق متن سفن
على باشا. التى امتدت فى صف طويل مثل السفن المسيحية المعادية. بدأت الطبول
تدق وبدأ آلاف الجنود المنتظرين يهتفون بصوت واحد «الله أكبر». ودقوا بأرجلهم.
Ios ts بسيوقهم على دروعهم. وعلى متن السفن التى كان بها موسيقيون. انضمت
أصوات الصنوج والطبول والأبواق لتزيد من صخب الصوت .
وتقارن كتب التاريخ الغربية التى كتبت عن هذه الدقائق بين الصمت الدينى
المحترم من جانب الأسطول المسيحى. «الصخب» الأجش الصادر عن السفن
العثمانية. بيد أن الحقيقة أن الأحداث كانت متشابهة تماما على الجانبين. فعلى
متن السفن الغربية كانت أصوات القساوسة الفردية تقود الصلوات. وقد أحاطت
بهم الجموع فى صمت. وعلى السفن العثمانية. كانت جماعة المؤمنين يصنعون
«موسيقاهم الخشنة». وعلى أية حال. كان كل من الاحتفالين يعزز عقيدة واحدة. فقد
كان من المعتقد لدى كل من الجانبين أن مآل من سيموت فى القتال الوشيك سيكون
Gall فالمسيحيون. حسبما ذكرّهم قساوستهم. قد حصلوا على شهادة من البابا
أنهم سوف يعفون من آلام المطهر. أما المسلمون. فكانوا واثقين بفضل آيات القرآن
الكريم التى ترن أصداؤها فى آذانهم. من أن الجنة فى انتظارهم. ولكن بالنسبة
للمسيحيين المستغرقين فى صلواتهم كانت الضجة المنبعثة من السفن التى لا تبعد
سوى ميل أو نحو ذلك عبر المياه تبدو بربرية ووحشية. تلك الكتب التاريخية نفسها
التى حكت عن بربرية الأتراك هى التى أوردت أيضا قصة تصرف تنم عن الشرف
والفروسية من جانب على باشا. فبينما كان دون جون قد أمر بربط المجذفين من
الأسرى المسلمين على السفن فى مجاذيفهم بالسلاسل. حتى يعيشوا أو يموتوا مع
73
سقنهم. نزل القائد العثمانى إلى السطح الذى كان فيه المجذفون فوق سفينة القيادة
الخاصة به «السلطانة». ليقف بين المجذفين من الأسرى المسيحيين على متن السفينة.
ؤتحدث معهم بالإسبانية قائلا. «أيها الإخوة إننى أتوقع منكم اليوم أن تقوموا
بواجبكم نحوى لقاء المعاملة الطيبة التى عاملتكم بها. وأعدكم إذا ما كتب لى النصر
أن أمنحكم الحرية. وإذا لم أنتصر فإن الله سوف يهبكم إياها»"“ .
حتى فى هذه اللحظات الأخيرة وقبل أن يصدر على LAL أوامره بالتقدم. جادل
بعض قادته. مثل ضباط دون جون عندما سمعوا روايات عن قوة الأسطول وحجمه.
أنهم يجب أن يتجنيوا المعركة. وقال الضباط العثمانيون إن من الحكمة أن يتراجعوا
تحت حماية مدافع ليبانتو وأن يستدرجوا المسيحيين للقتال داخل مياه الخليج
الضيق. ولكن على Lak كان قد aie العزم على الإبحار خارج الخليج والاشتباك مع
gual فضلا عن أنه جعل ذلك YES مياشرًا مع دون جون. Uy كانت الريح خلفه. قبل
الظهر مياشرة. أمر السفن بأن تجذف إلى الأمام بسرعة صوب صفوف العدو وكانت
سفينته تتجه مباشرة نحو السفينة «ريال» التى كانت ترفع ale العصبة المقدسة آنذاك
.وعندما اقتريت السفن العثمانية من مرمى نيران السفن الضخمة بدأت المدافع فى
قصفها. وتغير اتجاه الريح. وفى ذلك الحين كانت الطواقم العثمانية تجذف بهمة فى
بحر ثقيل عكس الريحء على حين كانت السفن المسيحية محمولة إلى الأمام. بأنفاس
السماء» . وغاصت السفن التركية تحت قصف السفن الضخمة. فى بداية الأمر
من مدافع المقدمة فى هذه السفن. ثم من مدافعها الجانبية. ولما رأى على باشا حجم
الدمار. أمر سفنه بالابتعاد بيد أن هذا أدى إلى تفكك التشكيل العثمانى. عندما دخلت
السفن بين الثغرات بين السفن الضخمة 09 وبدلا من طابور سقنه الذى كان يقتحم
السفن المسيحية دفعة واحدة. تبددت القوة الدافعة .
بعض الأحيان كانت مقدمات السفن العتمانية المزودة بالكباش الحديدية تصطدم بسفن
العدو. وفى أحيان أخرى كانت الصوارى والأشرعة تتشابك. وكان الجنود يصبون
74
النار على خصومهم. وكانت كثير من السفن المسيحية مرصعة بالسهام التركية. على
حين كانت أسطح السفن العثمانية قد ثقبت بفعل طلقات البنادق. كما كانت شباك
عرقلة الصعود التى كان دون جون قد أمر بتركيبها قد برهنت على جدواها وامتلأت
بالقتلى العثمانيين وبالذين يعانون الموت بعد أن وقعوا فى فتحات الشباك. فقد
قفز الإنكشارية فوق الشباك. لكى تصيبهم الحراب والطلقات وهم يقطعون الحبال
المدهونة بالقار بالسيوف القصيرة أو بالسكاكين. وكان المزيد منهم يقعون فى براثن
الموت الأكيد. واستمروا فى تمزيق الشباك حتى صارت خرقة بالية فى نهاية الأمر.
ووجد المسيحيون الذين صعدوا على السفن العثمانية أنه لم تكن هناك شباك لدى العدو
ولكنه كان قد فرش ممرات السفن بزيت الزيتون أو العسل. كان الأتراك يحاربون
وهم حفأة مما جعلهم ثابتين على سطح السقينة بشكل أفضل من المشاة الإسبان
أو الألمان الذين كانوا يرتدون الدروع والأحذية المتينة. وكانت السهام المنطلقة من
الأقواس التركية التى تعد بالآلاف مميتة من المسافات القصيرة مثل نيران البنادق.
وكان أى مسيحى ينزلق ويسقط يتم الإجهاز عليه بخنجر أحد البحارة العثمانيين
أو الجنود غير النظاميين وسط المعمعة .
كان على باشا قد أخفق فى الضغط بميزته الأولية وتبددت لدغة الهجوم
العثمانى. ففى الحروب البحرية عادة ما كان الانطباع الأول والهجوم الأول على
درجة كبيرة من الأهمية. وفى ذلك الحين كانت سفينتا القائدين قد اشتبكتا إحداهما
مع الأخرى. aii كانت «سلطانة» راسخة قبالة السفينة «ريال». ولكن على الرغم من
أن على باشا كان قد تردد فى اللحظة الأولى. فقد كانت لديه خطة للتغلب على قوة
النيران الأكبر لدى غريمه. فخلف سفينة القيادة التركية كان هناك أسطول صغير
من السفن والسفن الشراعية الصغيرة التى غصت أسطحها بالإنكشارية. وتم ربطها
سويا بالحبال وألواح الخشب. وكان ذلك يوفر التعزيزات داخل ساحة القتل على متن
السفينة «سلطانة». ومهما كان عدد الرجال الذين كان يمكن لرماة البنادق صرعهم.
كان يصعد على السفينة المزيد والمزيد من الأتراك. كان كل من القائدين يظن أن حصاد
المعركة النهائى سوف يتوقف على المواجهة الشخصية بينهما .إذ كان على باشا.
75
ومثله دون جون. قد اختار قوة من الرجال المسلحين ليكونوا بمثابة قوة الصدمة
لديه. على حين كان هو نفسبه واقفا على السطح المرتفع فى مؤخرة السفينة. ومعه
قوس كبير منحن يقذف بهأببرود على السقينة «ريال». وكان يشاهد دون جون. فى
درعه الأسود المطلى بالفضة. يهبط إلى سطح سفينة قيادة أسطول العصبة لكى يقود
رجاله من حملة البنادق وحملة السيوف. وقذفوا ألواح الخشب للعبور من الفجوة
Tall إلى السفيتة sas edly إخلاء الشطع من الجتود اللكماتيين cle ges
متتابعة من طلقات البنادق. ثم تسلقوا السفينة .
ولكن حدث عندئذ أن جاءت جمهرة كبيرة جديدة من الإنكشارية. واندفعت إلى
الأمام وأجبرتهم على العودة إلى سقينتهم. وتجمع المسيحيون مرة أخرى وشنوا
هجومهم. وبيتما كان الإنكشارية فى اضطرابهم. نزل على باشا إلى سطح المركب
لكى يشد من أزر رجاله. وفى غمرة الاضطراب نالته ضربة سطحية من طلقة بندقية
وسقط. واندقع المسيحيون مرة أخرى إلى الأمام» وقطع رأس القائد العثمانى واحد
منهم. تعرف عليه من ملابسه الفاخرة. وأخذها إلى دون جون الذى كان محصورا
فى وسط القتال بالنيران فى كل مكان آخر فوق سطح السفينة. وفى ثوان كانت رأس
على باشا المهشمة قد وضعت على رمح. ورفعت عاليا لكى يراها الجميع. على حين
كان المحاربون الإسبان المحنكون يشقون طريقهم للأمام ضد الأتراك الذين تدهورت
معنوياتهم فى تلك اللحظة. كانت المنطقة المحيطة بالصارى آمنة. وتمزق علم المسلمين
ذو اللون الأخضر وأنزل من مكانه. وأحضرت راية مثلثة ضخمة عليها علامة الصليب
من السفينة «ريال» وربطت فى قمة الصارى فى السفينة سلطانة .
وبينما كان قلب الأسطول العثمانى قد خرج من القتال فى الوسط. كان القتال ما
زال دائرا Lute gs متزايدة على الجناحين. ودارت معارك يائسة على أسطح السفن
عندما تشابكت فى بعضها البعض. وراح آلاف الرجال حصادا للموت. واصطبغت
مياه الخليج بحمرة الدم. ولاذت بعض السفن العثمانية بالفرار من البنادقة الذين
كان من الواضح أنهم لن يظهروا أية رحمة باتجاه الشاطئ. وطاردهم البنادقة على
76
الشاطئ وقطوا جميع الهاربين. وهناك رجل لم يجد ما يقتل به خصمه على الأرض
سوى عصا غرسها فى حلقه حتى سكن تماما. وفى أغلب الأحيان كانت السفن تقف
وتغرق أعداءها بإطلاق النار. وهم يتفرجون على حين يغرق كل الذين على متن سفن
الأعداء. وفى حرارة مابعد الظهر. بدأت الجثث الطافية فوق المياه تنتفخ بفعل الغازات
وتتقافز مثل القلين .
وبحلول الساعة الرابعة بعد الظهر كانت المعركة قد انتهت. ولقى أكثر من سبعة
آلاف وخمسمائة مسيحى مصرعهم. ولكن خسائر العثمانيين تعدت العشرين ألفا.
وتم تحرير أكثر من خمسة عشر ألف أسير مسيحى من المجذفين على سطح السفن
العثمانية. ولم يتبق من معظم السفن التى كانوا يجذفون عليها سوى هياكلها UD
وهربت Bae سقن قليلة من الجناح الأيمن العثمانى تحت قيادة عليش باشا. الذى
كان مسيحيا قبل أن يعتنق الإسلام. ولكن مصير بقية الأسطول الضخم كان الغرق.
أو التدمير أو الأسر كان هناك كثير من الأسرى وكمية هائلة من الغنائم والأسلاب.
وفى الحال بدأ المسيحيون يتذكرون علامات المؤازرة الإلهية. فقد كانت راية العصبة
المقدسة. التى رفرفت على سفينة القيادة التى قادها دون جون بلا خدش, ولم تمسها
طلقة أو يصبها سهم. على الرغم من أن الصارى ومحيطه من القوائم الخشبية قد
نالته الثقوب. وعلى النقيض من ذلك. كان العلم الأخضر الكبير فى سفينة على باشا
«سلطانة» قد تمزق إلى قطع صغيرة تقريبا. لدرجة أن معظم الكتابة الكوفية صارت
مستعصية على القراءة. ولم يكن هناك بين القتلى أو الجرحى على السفن الإسبانية
قسيس واحد ولا راهب. على الرغم من أنهم كانوا فى حومة القتال. وتذكر الجميع
كيف أن الريح التى كانت قد هبت فى وجوههم سكنت فجأة ثم عكست اتجاهها لتحملهم
إلى الأمام قى اللحظة الحاسمة؛ ولم يلحق أذى بأى من علامات الصليب العديدة على
السفن على الرغم من أن طلقة بندقية انطلقت بالقرب من إحدى هذه العلامات. وتذكر
آخرون ما كان دون جون قد قاله لهم فى الساعة السابقة على المعركة. «يا أبنائى.
نحن هنا لننتصر أو نموت حسبما تقرر السماء. لا تدعوا عدونا الكافر يسألنا. أين
ربكم. « قاتلوا باسمه المقدس سواء واجهتم الموت أو فزتم بالنصر فإنكم للخلود
Cr).
رابحون»
77
هكذا. منذ اللحظة التى انتهت فيها المعركة بدأت صناعة الأساطير. وبينما كان
مراسيه فى Petala YU, كان قد GIA وراءه مشهدا من مشاهد الدمار والخراب .
«على امتداد أميال حول الأسطول الظافر كانت الأمواج على نحو ما أكد
شهود العيان. قد اكتست اللون الأحمر بسبب الدماءء وكانت محملة بألواح الخشب
المكسورة والصوارى والقوائم والمجاذيف. وأجساد الرجال وأطرافهم. والدروع
والأسلحة. والعمائم. والصديريات. والبراميل» وأثاث الكبائن. وكوفيات الفرسان
الغالية. وثياب الباشا الغالية. وزينة الإنكشارية الزاهية. والأسمال ME 35 للعبيد.
وكافة أصناف غنائم الحرب. وكانت القوارب تتحرك هنا وهناك بين البقايا الطافية.
لإنقاذ كل ما يبدو أن له قيمة باستثناء حياة الهالكين»" .
ومن الأسطول الراسى. أرسل دون جون سفينة سريعة لتنقل الأخبار إلى الملك
فيليب. ومعها العلم الأخضر الممزق الذى كانت ترفعه السفينة «سلطانة». وبعد ذلك
تم إرسال علم السلطان الشخصى إلى البابا وأرسل إلى البندقية والإمبراطور فى
فيينا تقريرًا مفصلا عن النصر الكبير؛ بيد أن الملك فيليب لم يكن أول من تلقى الخبر
حسيما كان دون جون قد خطط. ففى يوم V أكتوبر. دخلت سفينة ميناء البندقية.
وهى تطلق مدافعها. وتسحب الأعلام فى الماء. ثم ألقت مراسيها قبالة ميدان سان
مارك. وكان بوسع المشاهدين الذين تطلعوا فى فضول أن يروا الأتراك يسيرون فوق
سطحها. وساد الذعر برهة. لأن الناس ظنوا أن الأتراك عادوا إلى مهاجمة المدينة.
ولكن سرعان ما اتضحت الحقيقة. فقد كانوا من البنادقة الذين لبسوا الثياب التركية
التى حصلوا عليها من غنائم النصر. وفى الحال سرت الأخبار فى جميع أرجاء
المدينة. وبدأت الاحتفالات التى استمرت على مدى أربعة أيام. ودقت أجراس الكنائس
بشكل متواصل آناء الليل وأطراف النهار وأوقدت نيران كبيرة فى الشوارع. مع
تقديم الطعام والنبيذ للناس.
78
وأعلن العيد السنوى لليبانتو. وهو عيد سانت جوستينا. يوم Ube بصفة دائمة.
وبسرعة كتبت مئات القصائد وألفت القطع الموسيقية وألقيت الخطب. وكانت تلك أول
القطر فى سيل جارف من الأشعار والذكريات فى العديد من اللغات الأوربية. ومنذ
تلك اللحظة صارت المعركة قصة رمزية أخلاقية. حيث اكتسبت JS تفاصيل الصراع
مغزى إضافيا. وفى هذه العروض سمع الجمهور كيف دمر دون جون ونبلاء البندقية
الذئب الكاسر. والعجل الهائج. والتنين المخيف. وهيدرا الشرق. لقد قتلوا الوحش.
وعندما انتشرت أخبار المعركة. تذكر الناس حوادث إعجازية جديدة!*). ففى الساعة
الرابعة بعد الظهر. فى اللحظة نقسها التى شهدت نهاية المعركة. كان اليابا. فى روما.
قد توقف عن عمله فجأة. ومشى نحو النافذة وفتحها وأنصت باهتمام. ثم قال لأمين
خزانته وهو يغلق النافذة. « ليكن الرب معك. ليس هذا وقت العمل. ولكنه وقت شكر
الرب. GY أسطولنا انتصر فى هذه اللحظة» CO
وقيل إن الملك فيليب الثانى كانت لديه منذ البداية أخبار عن المعركة وصلته
بواسطة مبعوث من البندقية يوم ۲۹ أكتوبر. عندما كان يراقب صلوات المساء من
القاعة المغطاة بالستائر والمطلة على كنيسة القصر. وبمرور الزمن تم تجميل هذه
اللحظة لكى تعطى وزنا للمعنى الأعمق الذى كان قد ارتبط بالمعركة. وفى سنة
م . أى بعد ست سنوات من موت الملك. نشرت حكاية تحكى كيف كان الملك قيليب
فى صلاة المساء فى كنيسة سانت لورنزو الكتدرائية.
«دخل دون بدرو مانويل. الذى كان رجلا راقيا. من غرفة النوم وهو مشوش
فى نظرته وتصرفاته. مما دل على أن أمرا جللا قد وقع. وقال بصوت عال لجلالته.
« سيدى. إن جندى المراسلة الخاص بدون جون النمساوى موجود هنا. ومعه أخبار
عن نصر عظيم». لكن الأمير العظيم لم يغير وقفته ولم يظهر أية انفعالات. فقد
(#) لا يتدخل المؤلف هنا فى عرض الأساطير التي نمت حول معركة ليبانتو على الرغم من أنه لا يتبناها
أو يصدقها. المترجم
79
كانت إحدى مميزات البيت الملكى النمساوى. من بين مزايا أخرى. ألا يفقد الواحد
منهم أبدا. ومهما حدث. صفاء محياه وجاذبية سلوكه الإمبراطورى. وعندما انتهت
صلوات المساء. نادى رئيس الرهيان وأمره بإقامة صلاة الشكر وإنشاد «نشكرك
أيها الرب «Te Deum Laudamus مع الصلوات الكنسية UD ual
وقد أقحمت تفاصيل هذه الظروف. وأسماء الرجال المخترمين فى الغرقة الملكية.
والموقع داخل كنيسة سان لورتزو المشيدة على الطراز الباروكى. أقحمت كلها فى
القصة إقحاما. ويشير المرشدون السياحيون فى القصر إلى الكرسى الذى كان الملك
يشغله فى اللحظة التى وصلت إليه الأخبار. بيد أن الكنيسة لم تكن قد تكرست فعلا
حتى سنة p VOAN أى بعد ست عشرة سنة من معركة ليبانتو .
وعندماً تلقى الملك فى النهاية تقرير دون جون مساء يوم VY نوفمير فى
الأسكوريال. كانت حوله عائلته وحاشيته. وكان الرسول دون لوب دى فيجويروا
.Don Lope de Figueroa قد سافر على GY gs كان قد أصيب بجرح خطير. كما
أنه كان محل حقاوة فى كل مدينة مرّ بها“ . ولم يكن الفرح الشعبى بليبانتو قاصرا
على الأمم التى شاركت فى المعركة بشكل مباشر. بل إنه حتى فى فرنسا حيث كان
الملك المتدين يحتفظ بعلاقات طيبة مع العثمانيين لأسباب سياسية. كانت هناك مواكب
وصلوات فى الكنائس بأصغر المدن والقرى. وفى إنجلترا البروتستانتية كانت هناك
abi من الاحتفالات الصاخبة فى لندن وخرجت المدن الألمانية عن وقارها من فرط
السرور. وربما كانت تلك المرة الأخيرة التى كان فيها الإحساس بالمشاركة العالمية فى
حرب مقدسة قد تجاوزالانشقاق بين الكاثوليك والبروتستانت وتخطام .
x * k
فى غضون أيام بعد رواية القصة للمرة الأولى فى الأندلس. كانت حكاية
Sacromonte «ليبانتو» تصاع من جديد فى شكل مسرحى فى كهوف سكرومونتى
00
فى غرناط CUR وفى مثل هذه. الروايات» كانت الحقيقة الأخلاقية أهم من المحاكاة
الفعلية C stas SU فما حدث فى لیبانتو كان قد تم تكوينه من الحدث نفسه فى جزء
منه. ومن الأساطير اللاحقة التى أدخلت عليه فى جزء آخر. فقد صارت التفاصيل
الدقيقة للمعركة معروفة على نطاق واسع. بسبب المذكرات والكتييات. أو من خلال
القصص التى كان الرحالة والمسافرون يحكونها. وكانت بعض أعمال الحفر على
الخشب والتى انتشرت فى كافة أنحاء أوربا تلتزم بالحقيقة الواقعية إلى درجة لافتة
للنظر. وكان هناك كتاب متداول فى ألمانيا بعد شهور من المعركة على غلافه رسم
لسفينة حربية فى بداية القتال. وكانت مدافعها الكبيرة تنفث الدخان من جانبيها.
وكانت شباك منع الصعود والدروع المصنوعة من الجلود المغلية فى مواضعها. وتبدو
السفن التركية مهشمة إلى قطع. والبحر ملىء بأشخاص معممين ودروع خشبية
مرسوم عليها الهلال تطفو على سطح المياه UD لقد كانت الاستجابة للمعركة والمعانى
المستفادة منها. أى أصداؤها ممتدة وواسعة المدى. سواء من حيث المكان أو من
حيث الزمان. وبالنسبة للسير ريتشارد لفلاس Richard Lovelace . الذى كتب يعد
مرور قرن على معركة ليبانتو. كانت المعركة اسما دالا. أو اختزالاء يدل على النصر
المسيحى. » عندما كان البحر المريض يغص بالعمائم .... كان هذا هو الإكليل. وهذا
هو الخنصر».
كان celal ذكرى لیبانتو يتم بطرق متعددة. فقد احتفلت روما بعودة مارك
أنطونيى كولونا بانتصار يليق بقيصر. إذ ركب إلى مبنى الكابيتول على صهوة
حصان أبيض. تتبعه صفوف طويلة من الأسرى الأتراك. وقد قيدوا بالسلاسل اثنين
اثنين وهم يجرون السلاسل الثقيلة. كل منهم يرتدى زيه الأحمر أو الأصفر EY كما
أن هناك كولونا أوروراتو Colona Ororato الذى تحتفل فيه المدينة التلية الصغيرة
سير مونيتا Sermonetta بذكرى بطولته فى المعركة سنويا. وقد حيّت مسينا الأسطول
العائد بالمباريات والمنصات الجنائزية الضخمة لتكريم قتلى المعركة. كما نصبت تمثالا
هائلا مطليا لدون جون صنعه المثال أندريا كالاماش Andrea Calamach . وما يزال
تمثال الأدميرال قائما إلى اليوم. وقدمه اليمنى فوق رأس مقطوعة معممة لتركى ميت.
8]
على حين يحكى قصة ليبانتو كلها يحكيها لوح برونزى يدور حول قاعدة التمثال.
وقد عهدت حكومة اليندقية إلى كل من تينتوريتى Tintoretto وبييترو لونجو Pietro
Longo وأندريا فنسنتینو Andrea Vincentino وأنطونيو فاسيلاتشى Antonio
Vassilachi يعمل سلسلة من الرسومات للقاعة المسماة Sala dello Scrutinio فى
قصر دوج البندقية. وقى كنائس Gall وترسانةء السفن. أحيت ذكرى العصبة
المقدسة والنص الذى منحه الرب فى هياكل الكنائس. والرسوم واللوحات التذكارية
الرخامية. وقد خضع تبتيان Titian الذى كان قد انحدر به الحال إلى درجة إنتاج
لوحات تذكارية عن مدينة البندقية. للملك فيليب الثاني. وفى لوحة فخمة. القصة
الرمزية لليبانتو. يبدو الملك فى مظهر الشخص المسيطر على اللوحة. وهو pads ابنه
القاصر دون فرديناند (الذى ولد فى الشهر التالى لمعركة ليبانتو) إلى الرب فى
السماء» على حين تضع يد ربة النصر المجنحة أكاليل الغار على المنتصر. وفى مقدمة
اللوحة يظهر تركى مقيد بحزام. وقد ألقيت أسلحته وعمامته على الأرض بجواره.
ثم تعززت الذكرى الرسمية للمعركة. ففى شهر مارس سنة ۷۲١٠م أصدر البابا
مرسوما Gh يتم الاحتفال بعيد التسابيح فى الذكرى السنوية لمعركة ليبانتى. وفى
كتدرائية طليطلة كانت تعرض راية استولى عليها المسيحيون فى ليبانتى كل عام فى
يوم المعركة. ثم تقام صلاة الشكر. وفى الكنائس بشتى أنحاء العالم المسيحى الغربى
ظلت احتفالات إحياء ذكرى معركة ليبانتو تقام بعد أن طوى النسيان تفاصيل المعركة
بزمن طويل. لقد كانت للمعركة جاذبية شديدة بوصفها «موضعا للذاكرة». فقد بينت
الوحدة المسيحية الأوربية!*). ومن ثم كانت نجدة فيينا من الحصار العثمانى سنة
1387م هى التى أوضحت فقط أن استجابة العالم gagal) جاءت. بصوت موحد
(x) يتحدث المؤلف باستمرار عن أوربا المسيحية بعبارة «العالم المسيحى» متجاهلا المسيحيين العرب
وغيرهم فى العالم (المترجم).
$2
مثلما حدث فى ليبانتى. وإذا كان البروتستانت لم يشاركوا فى ليبانتو. فإن قلة منهم
فقط أدانوها باعتبارها نصرا للكنيسة الكاثوليكية. لقد كان لها بطل شخصى وعدو
شيطانى. وربما كان هذا هو السبب فى أنها استمرت فى كراسات الدعاية وكتيباتها
على مدى أكثر من قرن من الزمان بعد حدوثها .
وفى عمق زمنى أبعد. كتب الأديب الكاثوليكى شسترتون G.K. Chesterton
ملحمة «ليبانتو» التى فيها. حرر دون جون قومه Yo ليصحح أخطاء زمانه فحسب.
وإنما قدم أيضا رسالة للمستقبل :
يحفل الشمال بالأشياء والنصوص المتشابكة والعيون الموجوعة
وجميع الأبرياء أماتهم الغضب والمفاجأة ٠
والمسيحى يقتل المسيحى فى غرفة ضيقة متربة
والمسيحى يفزع من المسيح الذى جاء بوجه جديد ليوم الدينونة والهلاك
والمسيحى يكره مريم التى قبلها الرب قى الجليل.
ولكن دون جون أمير النمسا على صهوة جواده يمضى صوب البحر
وينادى دون جون بالنفير وبكسوف الشمس
يصيح بالبوق. بوق شفتيه ممتدحا الرب المجيد
كان موضوع الاستمرارية هذا. أى استمرارية المعركة ضد عالم الإسلام. قد جاء
فى سياقه المناسب سنة ١151م .فقد نشرت ملحمة. ليبانتو» التى ألفها شستراتون
فى الذكرى السنوية لمعركة ليبانتى. وبعدها بستة أيام هبط الجيش الإيطالى عنى أرض
ليبيا للاستيلاء على ما تبقى من ممتلكات الدولة العثمانية فى شمال أفريقيا. وقبل
ذلك بأيام قليلة. وهناك بعيدا فى البحر الأدرياتى. كان الأسطول الإيطالى قد هاجم
سفينة مدفعية تركية فى بريفيسا وأغرقها. وهو موضع آخر للذكرى. لأن هذا كان
83
المكان الذى أرسى فيه دون جون فى الأيام التى سبقت معركة ليبانتو' . ومع اتفاقية
أوتشی all Ouchy جرى توقيعها يوم ١5 أكتوبر سنة AY أعادت إيطاليا.
الاسترداد» المسيحى إلى شمال أفريقيا. فقد بسطت الأمم الأوربية سيادتها على
الساحل الجنوبى للبحر المتوسط بأسره. من مصر حتى المغرب. كانت ليبانتو. فى
نظر شستروتون على الأقل. حملة صليبية نشطة ومتواصلة. ولم تكن مجرد حادثة
انتزعت من سياق ماض ميت بشكل عشوائى!*.
كذلك ارتبطت ليبانتو فى مرونة بالخيال الشعبي. فقد كانت المواكب التى تضم
من يقومون بدور المسيحيين ومن يقومون بدور المسلمين تحتفل بالانتصار المسيحى
على مدى القرون فى المدن والقرى على ساحل إسبانيا الشرقى وفى DOS uS
إذ كان يتم إحياء الذكريات القديمة أو يعاد بناؤها مثلما حدث فى الاحتفال الضخم
الذى أقيم تحت اسم موريسكا Moresca فى فيسكوفاتو Viscovato بكورسيكا سنة
WAT تكريما للحاكم الجديد. كونت ماربيف Marbeuf وفى هذا الاحتفال قام مائة
وستون راقصًا وراقصة بتمثيل رواية ملحمية عن الانتصار المسيحى" ;
لم يكن هناك نظير فى العالم الإسلامى لدورة الاحتفالات وذكرى النصر. فقد
ساد هناك الحزن على كارثة ليبانتو واعتبرت مشيئة إلهية. فقد كتبت حولية معاصرة
عن Kall بشكل مقتضب أن. الأسطول السلطانى واجه أسطول الكقار الملاعين.
وشاءت إرادة الله أمرا آخر»". وعندما سمع السلطان بما جرى استشاط غضبا
وكاد يأمر بإعدام كافة المسيحيين فى مملكته. بيد أنه اقتنع فى سهولة بالرجوع عن
هذا. لدرجة أننا قد نشك فى أنه كان يقصد هذا أساسا. ولم يكن من تقاليد العثمانيين
أن يخلدوا نصرا ما الذكرى الدائمة. أو أن يعاقبوا أنفسهم بذكرى الهزيمة. كان
النصر أو الهزيمة أمورا بيد الله. بل إن الوزير الأعظم للسلطان سليم الثانى. «محمد
(*) وضع المؤلف كلمة reconquista بين علامتى تنصيص SI يبين أن هذا كان المفهوم الأوربى عن
84
سوقللو» ذكر للميعوث البندقى الذى «LU بعد أيام قليلة من وصول أخبار المعركة إلى
« لقد رأيت كيف أننا نتحمل سوء حظنا. ولكننى سوف أجعلك تعرف الفرق بين
خسارتكم وخسارتنا. فعندما انتزعنا منكم قبرص حرمناكم ذراعا وعندما هزمتم
أسطولنا حلقتم ذقننا فحسب. وعندما تقطع الذراع فإنها لا تنمو ثانية. ولكن الذقن
الحليقة سوف تنمو بشكل أفضل من ذى قبل بفضل الموسى» ٠
ومن بين جميع الانتصارات التى أحرزتها الجيوش العثمانية. كان الاستيلاء
على القسطنطينية على يدى محمد الثانى الانتصار الوحيد الذى يجرى الاحتفال
به ويتم إحياء ذكراه على طريقة احتفال الغرب بليبانتو. ولم يكن هناك فى احتفال
العثمانيين ذلك التدفق فى الصور والنصوص التى تولدت عن النصر المسيحى فى
ليبانتو. ونتيجة لهذا لم يحتل النصر العثمانى بفتح القسطنطينية مكانة راسخة فى
مملكة التاريخ والذاكرة .
Ul بالنسبة للمسيحيين فقد كانت حكايات ليبانتى تحتوى على رسالة مزدوجة
عن الإسلام. فمن Gal كان هناك «لالا مصطفى». القائد فى حملة قيرص. تجسيدا
للعقاب القاسى والوحشى الذى نزل بيراجادينى. وكان ذلك مثالا على المفهوم المسيحى
عن المسلمين ولكن من Gal أخرى. كان على باشا القائد العثمانى فى ليبانتو.
تجسيدا للعدو النبيل. فقد كان هناك تراث مسيحى طويل يرجع إلى زمن الحروب
الصليبية والقصص المتواترة عن خصم ريتشارد الأول ملك إنجلترا الفارس الشهم
صلاح الدين الأيوبي. يدعو إلى احترام العدو القوى. وكان السلاطين العثمانيون من
أمثال سليمان E يحظون بالتكريم أيضا بسبب فضائلهم المادية والحضارية.
حتى لو كانت تلك القضائل تقف على قدم المساواة مع القسوة. ولكن بخلاف صلاح
الدين والسلطان سليمان. لم يكلل على Lab بالنجاح. فقد أخفق وكان نبله فى السلوك
مسألة شخصية ولم يكن نتيجة دوره أو وظيفته. فعندما نزل بين العبيد المجذفين على
مان سفينته ونطق بالكلمات التى بعثت الراحة فى نفوسهم. كان يتصرف وفقا U كان
85
ينبغى على المسيحى أن يفعله. ومن الواضح أن هذا الافتراض غير المعلن كان كامنا
فى الحكايات الغربية التى سجلت سلوك على باشا .
وقد عامله دون جون باحترام. فأخذ ولدى على باشا الصبيين اللذين أسرا على
متن سفينة القيادة «سلطانة» تحت حمايته الشخصية. وأرسل مربيهما الذى نجا هو
الآخر إلى إستنبول ومعه خطاب إلى أمهما قائلا إنهما سالمان ويحظيان برعاية جيدة.
وأخيرا بعد أن مات أحد الصبيين من جراء مرض عارض. أعاد دون جون الصبى
الآخر إلى عائلته دون دقع الفدية الكبيرة التى كان دفعها أمرا تقليديا. ولم تكن هذه
مجرد لياقة منتظرة من قائد تجاه قائد آخر. وليس بوسعى التفكير فى أية حالة أخرى
فى القرن نفسه يمكن أن تشبه هذه الحالة. لقد كان دون جون. مثل على باشا. يتحرك
متخطيا حدوده الشخصية وحدود العلاقات الموضوعة لكل من المسلمين والمسيحيين
ERES
كان الأكثر امتنانا لهذه الملابسات من «دون جون». «على باشا» هو ميجيل دى
سرفانتسء الذى كان محاربا قديما فى gag) La Naval JULY الاسم الذى أطلق
على المعركة فى إسبانيا قيما بعد. فقد كانت ليبانتو مجرد بداية مواجهة سرفانتس
للعالم المسلم. وفى سنة151/5١. وقع فى أسر قرصان جزائرى على مرأى من الساحل
القرنسى تقريبا. وصارت تجربته فى سجن العبيد بالجزائر على مدى خمس ستوات
لب روايته الطويلة دون كيشوته "Don Quixote . حكاية أسير. ولكن الأهم من
الأحداث التى وصفتها الرواية هى طريقة سرفانتس فى القضاء على الإحساس
بالعلاقة قتالية الطابع بين أرض الإسلام والعالم المسيحى. فهو يقدم نفسه فى هذه
الرواية على أنه فقط الكاتب الثانى لرواية دون كيشوته. والقارئ الأول لها أيضا.
وكشف النقاب عن الكاتب الأول وعن عثوره بمحض الصدفة على نص المسودة. عندما
التقى فى طليطلة مصادفة بغلام يبيع حزمة من الأوراق القديمة :
« وقتها كان يحركنى الميل القوى لقراءة هذه القصاصات التى كانت تتطاير
أحيانا عبر الشوارع. قادنى هذا. أى فضولى الطبيعى. إلى أن أنحنى لأرى بعض
86
الأوراق. فوجدتها مكتوبة بالعربية. التى لم أكن قادرا على قراءتها على الرغم من
أننى أعرف الحروف. وبحثت عن واحد من مسلمى البرتغال يمكنه فهمها. والواقع
أنه على الرغم من أن اللغة كانت أكثر طلاوة وقديمة. فإننى ريما وجدت من
يفسرها لى».
وقرأله المفسر العنوان بصوت عال. « تاريخ دون كيشوته تأليف السيد حامد بن
ننجلى. مؤلف عربى Don Quixote de la Moncha. by Cid Hamet Bennengll.
. An Arabic auther
ودفع له سربانتس SI يترجم له النص. وهو ما استغرق ستة أسابيع. ودقع
مقابله ربعين من الزبيب ومكيالين من القمح. ولم يكن السيد حامد الغامض الخفى
هذا مجرد شفرة يتم استخدامها فى موضعها. مثل تلك الشخصيات الغريبة من
الأتراك والفرس التى كان يتم استخدامها للتعليق على العالم المسيحى من منظور
خارجى منفصل إلى حد OL ويعاود المؤلف العربى التجوال فى داخل النص بين
الحين والحين. وهو الذى يكتب مرثية دون كيشوته :
« من أجلى فقط ولد دون كيشوته كما أننى ولدت من أجله وحده. ولد هو لكى
يفعل وأنا ولدت لكى أسجل. وبعبارة أخرى كان كل منا قدر الآخر ... فلترقد عظام
دون كيشوته المتعبة والمتآكلة فى قبره. أى لا تكتبوا المزيد لتكملة قصة حياته. ....
وبعملى هذا سوف تتسقون مع عقيدتكم المسيحية حين تسدون الخير لأولئك الذين
يفعلون الشر ضدكم. وسوف أستريح راضيا هانئا مسرورا برؤية نفسى المؤلف
الأول. الذى استمتع للغاية بثمرة كتاباته. وبنجاح ما هدفت إليه. GY قصدى لم
يكن أكثر من أن تلهم روايتى البشر حتى يمقتوا القصص الزائفة غير المحتملة التى
ترويها كتب الفروسية. التى اهتزت بالفعل من جراء مغامرات صاحبى دون كيشوته
الحقيقية والأصلية والتى سوف تغوص فى طى النسيان. وداعا».
هل كان هذا أكثر من مجرد حيلة أدبية جسورة. إن سرفانتس لم يشارك فى
الصورة النمطية التى كانت شائعة عن المسلم. ولنأخذ. على سبيل المثال. تقديمه لميولى
87
مالك فى المسرحية التى تحمل عنوان The Dungeons of Algiers . والتى كتبها
سنة ٩۹١۱م تقريبا.
« إنه مسلم مشهور
وفى طائفته وقانونه الشرير
كان ضليعا متمكنا ومخلصا للغاية ؛
يعرف لغة الترك
كما يتحدث الإسبانية والألمانية
وكذلك يعرف الإيطالية والفرنسية. وينام
فى سريره. ويأكل على المائدة
جالسا على الطريقة المسيحية ؛
وهو فوق هذا وذاك جندی عظيم
كريم. حكيم ورابط الجأش
تزينه من الفضائل ألف فضيلة OY
وكذلك لم يفعل وليم شكسبير. المعاصر لسرفانتس والذى شاركه تاريخ وفاته.
Lovie رسم شخصية أوثيللو Othello مسلم البندقية .وربما كان «ميولى» النموذج
الذى نسجت على منواله شخصية أوثيللو eS) C. بينما كان ميولى مغربيا خالصا.
كان أوثيللو رجلا مزدوج الهوية. فلا شك فى أنه كان مغربيا مسلما. ولكنه كان أيضا
يعمل فى خدمة البندقية المسيحية. ولكن عندما يكتب سرفانتس عن السيد حامد بن
ننجيلى. وينسب إليه تأليف روايته. فإن هذا الأمر يبدو معقولا فقط عندما نفهم السياق
التاريخى المحدد. إذ كان الجزء الأول من دون كيشوته قد نشر سنة VU ونشر
58
الجزء الثانى سنة G9 وفيما بين هاتين النشرتين. كانت إسبانيا قد تخلصت
نهائيا من أحفاد المسلمين. الموريسكيين. فيعد طرد الموريسكيين من مملكة غرناطة
بعد أن سحق دون جون تمردهم. تم تشتيتهم فى جميع أنحاء إسبانيا. وتحملوا عبء
اللوم على كل ما حاق بإسبانيا من المصائب والنكبات. وفى عمل نهائى من أعمال
التطهير العرقي. أرغموا على التوجه سيرا إلى الموانئ البحرية سنة ۹٠١٠م حيث
حملتهم السفن إلى Gall الإسلامى .
كان سرفانتس عندما أقدم على جعل المسلم السيد حامد. « مؤلف روايته
الأول». قد قام بحركة خارقة للعادة وغاية فى الجسارة فى نظر أهل ذلك الزمان.
فقد أدرك سرفانتس من خلال الأحداث التى مرت بها Gla الحرب. والعبودية.
والعوز والإملاق. والسجن والنجاح. ثم الاستعداد أخيرا للموت فى مسوح الرهبان.
إن تقسيم العالم إلى مسيحيين أخيار ومسلمين شيطاتيين. إنما هو تقسيم زائف
تماما. ولم يكن يساوره شك فى الفجوة التى تفصل بينهما. أو فى أن كلا منهما كان
يعتبر الآخر. كافرا». بيد أنه لقى فى فترة عبوديته فى الجزائر معاملة أفضل من
تلك المعاملة التى لقيها فى وطنه إسبانيا. كما عومل أحيانا معاملة أسوأ من المعاملة
التى عومل بها فى بلاده. لقد ضربت روايته بجذورها فى تربة تجربته الخاصة حقا.
ولكن حتى أولئك الذين لم تطأ أقدامهم أرضا إسلامية قط كان عليهم أن يناضلوا إزاء
موضوع الكافر الذى يتحلى بالفضائل :
« أولئك العرب يميلون كثيرا للسارق الناهب
ذى الوحشية الطبيعية. وصاحب السلوك الدنىء
ولكن الملك هاللا [ملك المغرب. كريم ومعتدل وحكيم
ويناقس أفضل الأبطال قبولا واستحسانا
فهو مجامل. وإنسانى النزعة. يسهل التعامل معه
$9
هذا الملك ينجد بالمروءة عند المصائب
مع أن هذا الأمير العظيم يرفض عقيدتنا المقدسة
فإن فضائله الأخلاقية y Ss واضحة جلية
فهو مثل بعض من حملوا صولجان روما
ويبز معظم الملوك الذين يزين المسيح Ced sie .
لم تكن ليبانتو فى قلب اللغة من المعانى المتشابكة. فقد كانت نصرا مذهلا. لكنها
كانت حسيما تنباً الوزير التركى سوقوللى. نصرا ذا قيمة عسكرية وسياسية عابرة.
فبعد سبعة أعوام من المعركة. قتل جيش مسلم تعززه الإنكشارية »عند القصر الكبير
فى المغرب. ملك البرتغال دوم سباستيان Dom Sebastian ابن أخى دون جون
ومعه معظم النبلاء البرتغاليين!'"!. بيد أن معركة القصر الكبير تلاشت من الذاكرة
الجماعية. على حين تم تجميل معركة ليبانتى وتعزيزها على مر السنين. لقد كان
لقاء دون جون وعلى باشا. بحضور الآلاف من الجانبين. هو الذى قدم أكثر من أية
مواجهة أخرى فى القرن السادس عشر. بين عالم الإسلام المسيحية الغربية الجمع
بين الضدين والالتباسات التى لا تنتهى عن العلاقة بين هذين العال مين .
90
هوامش الفصل الأول
. عرضًا isd أربعة وعشرون قدما طولا فى ثلاثة عشر -١
2. Cited in Rodgers, Naval Warfare, p. 179.
-Y على الرغم من أن الفرنسيين لم يكونوا حاضرين فإن العواطف الشعبية
فى فرنسا كانت فيما يبدو مع قوات iual المقدسة. وفى الدول البروتستانتية ,
يبدو أن التعاطف كان أيضا مع جيوش أوربا الكاثوليكية.
› OLS po مصطلحان Islam ومصطلح Chistendom كل من مصطلح -é
وربما يصفهما كثير من المنظرين بأنهما «خطابان» . ومن المؤكد أننى استخدمت
يهذه الطريقة . وليس باعتباره مصطلحًا «Christendom «مصطلح العالم المسيحى
منذ الأيام الأولى للمسيحية, al خالصًاء وهو ما لم يوجد Gamus يعنى مجتمعًا
وإنما لوصف الثقافات المأخوذة من التاريخ الطويل للدين المسيحى. والإسلام ليس
ما يمكن مقارنته بالضبط فى بنيته بالعالم المسيحى « ولكن ليست لدينا كلمة مفردة فى
وعبارة «دار الإسلام» قد ترجمت بأشكال Lad الإنجليزية تحتوى على هذا الخطاب
مختلفة إلى الإنجليزية . والنقطة الأساسية هى أنه بالنسبة للمسلم الورع يوجد كل ما
هو خير وضرورى فى دار الإسلام » على حين أن كل ما هو خارجها نظام أدنى قدرًا.
ولكن كل ما هو بالخارج يمكن جلبه إلى الداخل ويصير خيرًا . عن هذه الموضوعات
. Hentsch. Imagining أنظر
91
-
6.
16.
27.
28.
ag.
. They escaped, by this papal decree, 200 years of Purgatory.
The banner, which was long kept as a trophy in Spain, was destroyed by fire
in the nineteenth century.
. Ali had formerly been second in command to Piali Pasha.
. Genesis 4:14. The traditional explanation, that the Arabs descended from
Ishmael, the elder son of Abraham, and his concubine Hagar, elided with the
legend of Cain. also the elder son, and also cast out. For the instability and
mutability of these legends of origin, sec Freedman, Images, pp. 89-96.
. The leader of the poor warriors of the First Crusade, che King of the Tafurs,
called Muslims ‘sons of whores and of the race of Cain’; see Cohn, Pursuit.
p. 67. The people of the West, it was believed, were descended from Adam's
third son Seth, via Noah and his lineage.
. See, for example, Christian Augustus Pfaltz von Osteritz, Abominatio desolutionis
Turcicae, Prague: Carl-Ferdinand Druckerei, 1672, pp. 81-3.
. France adopted the alternative approach of secking alliance with the Ottomans,
and Spain also sought an accommodation after 1580.
. The paradox and ambiguity between Islam as part of God's intended plan - to
bring his people to self-awareness ~ and Islam as pure evil was never properly
resolved. Many writers embody both attitudes.
. Some, like the Grand Vizier Sokullu, preferred to use diplomatic means.
. So-called from the three banks of oars on each side.
. Increasingly, also in the artillery carried aboard. This proved to be a decisive
advantage for the Christian ships in battle. But the guns could only sink or
disable an enemy ship. Like infantry ashore, a galley battle usually depended on
hand-to-hand fighting.
This numbered about sixty-five soldiers in the Spanish galleys of the 1530s. but
this had risen markedly by the 1570s. See Guilmartin, Guapouder and Galleys,
p. 227.
lbid., p. 221.
. This practice was especially common among the Maltese captains.
See Guilmartin, Gunpowder and Galleys, p. 63.
. See I. A. A. Thompson, ‘A Map of Crime in Sixteenth-century Spain’, EHR
Second Series, XXI, No. 2 (August 1968), pp. 244—67.
. Often false ‘debis’ were created to allow them to be kept at the oar.
. See Ruth Pike, Penal Servitude in Early Modem Spain, Madison, W1: University
of Wisconsin Press, 1983.
. See Bracewell, Uskoks.
. Sce Guilmastin, Gunpowder and Galleys, p. 99.
. This was the case with Ulch Ali, or Kulic (‘the Sword") Ali; a Calabrian,
kidnapped from his village, he became the Kapudan Pasha after Lepanto.,
This was a form of flammable liquid (like napalm) devised by the Byzantines
that would burn even under water. Its exact formula remains unknown to this
day.
The first forms were Venetian merchant galleys adapted to carry cannon. Later
forms evolved towards becoming longer and broader in beam.
See Guilmartin, Gunpowder and Galleys, p. 234.
Strictly speaking, he lost the use of his arm.
92
30. For example, the sixteenth-century French jurist and philosopher, Jean Bodin
(now best remembered for his writings on political sovereignty), denied that it
was a sufficient cause for a just war.
31. Qur'an, Surah 61:4.
2. See Renard, islam, pp. 43-65.
33. The Patent Number 418 of 15 May 1718 for Puckle's machine gun, however,
shows that it was designed to fire round bullets at Christians and square bullets
at Muslims. This was perhaps the last effort at this kind of control on sectarian
grounds, See W. H. B. Smith, Small Arms of the World, Harrisburg, PA: Stacpole
Publishing Company, 1957. p. 92.
34. Artillery was used in innovative fashions, as, for example, Mehmed the Con-
queror employing siege artillery to destroy the walls of Constantinople, but it
was manufactured by renegade Hungarian Christians.
35. As, notably, at the battle of Dettingen in 1743.
36. See Stirling-Maxwell, Don John, vol. I, p. 385, citing Don John to Don Garcia
de Toledo, 16 September 1571.
37. Ibid., pp. 384-5.
38. The 100,000 men included new contingents that arrived in early spring. See
Beeching, Galleys, p. 175.
39. Ibid., p. 176.
على أية حال سمح السلطان سليمان القانونى لفرسان القديس يوحنا t:
بإخلاء رودس يعد حصار دام خمسة أشهر كلف الأتراك ما بين خمسين ألف ومائة
ولكن فى تلك المناسبة تم تبادل الرهائن بين الجانبين الذين نفذا شروط "t ألف
l : Gs المعاهدة حر
(p.363)
Bohnsetdt, "The Infidel Scourage" , p. 19 : رظنا-غ١
وصف كاتب ألمانى هو Velt Dietrich الأتراك على هذا النحو : "ليست لديهم
رحمة , ولا يضاهيهم أحد فى الاغتيال الوحشى طوال التاريخ » ولا حتى الوثنيين
باستثناء.أفعال الإسكيثيين وغيرهم من البرابرة حين يتملكهم الغضب . ولكن
التركى يفعل مثل هذه الأشياء فى كل وقت ٠ لا لسبب سوى أن الشيطان يسوقه ضد
MONET
(p. 364)
93
42. Some sources suggest that he was whipped every day. My account is based on
Surling-Maxwell, who in turn bases his reconstruction on Paolo Paruta, Storia
della guerra di Cipro, part of his contemporary Historia Venetiana, published in
1605, and on Nestor Martinengo, taken prisoner at Famagusta, and whose
Relazione di tutto il suceso di Famagusta, was published in Venice in 1572. All
these sources reflect viewpoints acceptable ta Venice, but there is no reason to
doubt their accuracy. | have not been able to find an Ottoman source that
covered these events in any detail. See Stirling-Maxwell, Don John, vol. I,
P. 370.
43. C.D. Cobham (ed.), The Sieges of Nicosia and Famagusta: With a Sketch of the
Earlier History of Cyprus, edited from Midgley’s translation of Bishop Graziani’s
History of the War of Cyprus (1624), London: St. Vincent's Press, 1899, p. 17;
and The Sicges of Nicosia and Famagusta in Cyprus. Related by Uberto Foglietta,
trans. Claude Delaval Cobham, London: Waterlow and Sons, 1903.
٤ - كان ينظر إلى سلخ الجلد باعتباره إهانة بالغة » Lage بسبب قسوته ولكن
أيضا بسبب نزع الهوية البطىء . وكان سلخ الجلد نادرًا بين العثمانيين؛ على حين
كانت هناك عقوبات قاسية أخرى أكثر شيوعًا. ولم يكن هناك شك أنه رغبة فى إحداث
تأثير الصدمة أمر YY مصطفى بهذا الشكل المخيف من الموت . وثمة نقطة المرجعية
هنا هى قصة 18,1 Metamorphoses عن أبوللى الذى أمر بسلخ جلد منافسه
مارسياس. وقد رسم المشهد على يد تيتان حوالى سنة ١۷١٠م . وكان الرعب الذى
بثته عملية سلخ الجلد واضحًا فى ترجمة أرش alge سنة VW م.
Jonathan Sawday , the Body Emblazoned : Dissection and the
Human Body in Renaissance Culture, London: Routledge 144, pp. v-141.
وكان من الملاحظ أن براجادينى لم يصرخ ولكنه غمغم بالكلمات حتى سقط
صامتا.
See the dispatch from Don John to Philip lI, describing the taking of Galera, .45
reprinted as Appendix I in Stirling-Maxwell, Den John, vol. 2, pp. 364-71: ‘In
the place itself the defence was so obstinate that it was necessary to take it house
by house and the taking of it lasted from nine in the morning, fighting going
on the whole while in the houses, in the streets and on the roofs, the women
fighting as well and bravely as their husbands,’
94
46. This was Stirling-Maxwell's conclusion about the battle: 'Although in numbers,
both of men and vessels, the Sultan's fleet was superior to the fleet ofthe league,
this superiority was more than counterbalanced by other important advantages
possessed by the Christians. The artillery of the West was of greater power and
far better served than the ordnance of the East.’ See ibid., vol. I, p. 423.
47. My translation from M. Antonio Arroyo, Relación del progresso della Amada de
la Santa Liga (Milan, 1576), cited in ibid., vol. I, p. 410. Maxwell translates
Hermanos as ‘Friends’, but ‘Brothers’ makes better sense.
48. Putti blowing on to the Christian ships to fill the sails were shown in paintings
of Lepanto.
49. Some of the commanders on the wings had already made the decision for
themselves and gave the galleasses a wide berth.
50. Of the 170 Ottoman galleys captured most of them were so badly damaged as
to be useless. See Stirling-Maxwell, Don John, vol. 1, pp. 430-31.
Ibid., p. 407, citing Girolomo Diedo, Lettere di Principe, vol. Ill, p. 266.
51.
52. See Stirling-Maxwell, Don John, vol. I, p. 427.
$3. Ibid., pp. 445-6.
54. Fray Josef de Sigüenza, Historia Del Orden de San Geronimo (1605), cited in ibid.,
P. 448.
قط ولكن كنت قد دخلت إلى مكان الذخائر المقدسة فى إيطاليا وفرنسا بوصفى رجلا
أرسله سموك» . وبرباطة جأش مدروسة لم يسأل الملك عن المعركة فى البداية. «وعلى
مدى نصف الساعة الأولى لم يفعل شيئا غير الأسئلة : «هل أخى بخير حقا؟ « وكافة
أنواع الأسئلة المخاتلة التى تطلبتها الحال. ثم أمرنى أن أحكى كل شىء حدث منذ
البداية» دون حذف أية تفاصيل , وبينما كنت أتحدث, أوقفنى ثلاث مرات ليسألنى عن
المزيد من التفسيرات؛ وعندما انتهيت ٠ نادانى مرة أخرى كما يحدث غالبًا لكى يسأل
عن تفسيرات أخرى؛ عن رعاية سموك للجرحى وكيف تخليت عن نصيبك من أموال
الغنائم co gin وهو ما أثر فيه كثيرًا" انظر :
-Rosell, Historia , Appendix xiv, p. 208,
95
$6.
57.
$8.
$9.
60.
61.
62.
63.
64.
65.
66.
67.
68.
69.
70.
See Christopher Tyerman, The Invention of the Crusades, Basingstoke: Mac-
millan, 1998, pp. 101-6.
See Rosell, Historia, p. 208, for the report of Don Lope de Figueroa.
| owe this observation to John Brewer.
Reproduced in Göllner, Turcica, vol. 1, p. 234.
This was recalled in an etching of the Triumphal Entry made in the mid nine-
teenth century. Nowin the Museo de Roma, Gabinetto Comunale delle Stampe.
It had been also, of course, the site of the inconclusive battle of Prevesa in 1538.
The traditional puppet theatre of Sicily also enacts these stories.
See Musée de la Corse, Moresca.
Cited in Lewis, Discovery, p. 43.
See Joseph von Hammer-Purgstall, Histoire de l'Empire ottoman: depuis son origine
jusqu'à nos jours, trans. J.-J. Hellen, 18 vols, Pans: Bellizard, Barthès, Dufour,
1835-43, vol. 6, p. 434.
As in Montesquieu's Lettres Persanes (1721).
The Dungeons of Algiers, act 3.
Muley Malek was modelled on reality, from a Moroccan prince, Muley Maluco,
living in Spain.
Alfred, An Epick Poem, ‘in Twelve Books’ by Sir Richard Blackmore, London,
1723, bk I, p. 24.
The last carly modern Mediterranean ‘crusade’ was not Lepanto, bur this
Portuguese expedition that ended in disaster on 4 August 1578 not far from
Tangier, See Braudel, Mediterranean, pp. 1178-9, and Hess, Forgotten. Frontier,
pp. 96-8.
96
(r)
الاتصال الأول
هذا الكتاب يدور حول العداوة. كيف خلقت. وكيف بقيت. ومع أن المسلمين لم
يكونوا أول أعداء العالم المسيحى الغربى ولا أعداءه الوحيدين. فإنهم سرعان ما
صاروا بؤرة الخوف والكراهية الأولى بالنسبة للغرب. وقى النهاية صارت الكلمات
المستخدمة لوصفهم نفسها هى رموز الإساءة الشائعة. ففى زمن معركة ليبانتو
كان المسيحيون يسيئون لبعضهم البعض باستخدام مصطلحات مهينة تنطبق على
المسلمين. وفى بافاريا القرن السادس عشر كان البروتستانت يصفون أعداءهم من
رجال الكنيسة الكاثوليكية بأنهم. الجزويت والمماليك». وفى إنجلترا أبدى وليم تايندال
William Tyndale أسفه لأن كثيرا من مواطنيه الكاثوليك قد صاروا هم. المسيح
الدجال من مماليك روما». ومن الصفات التى كانت شائعة فى أوربا القرن التاسع
عشر وبواكير القرن العشرين عبارات مثل. «التركى القاجر». «عرب الشوارع».
«المللا المجنون». ولكنها مصطلحات تعود بأصلها إلى الأفكار التى كانت منتشرة عن
الشرق والتى تطورت بصورة ثابتة منذ القرن السابع عشر فصاعدا .
55% اهتمام المسيحيين بالإسلام وانشغالهم به. إذا ما حكمنا من خلال حجم
النصوص المكتوبة والكتب وتفاسير الكتاب المقدس والأوصصاف. والمجادلات.
والقصائد والملاحم -اهتمام المسلمين بعالم المسيحية الغربية بدرجة كبيرة OY
ويجب أن نميز هنا بين الإسلام والمسيحية. الديانتين اللتين يؤمن Lage أتباعهما من
المسلمين والمسيحيين. و «الإسلام» و«المسيحية» اللتين فى تصور كل من الفريقين
07
لديانة عدوه. فمنذ منتصف القرن السابع الميلادى. كان ينظر إلى «الإسلام» على
أنه العدو الخارجى للعقيدة المسيحية الحقة. ولم يدانه فى خطورته المميتة سوى
العدى الداخلي. أى الهرطقة. وعلى مر الزمان صارت صورة الإسلام بوصفه عدوا.
ومنافسا. وخصما رئيسيا. صورة أكثر تعقيدا وقوة. وتم تعديل الفجاجة الأولية
التى اتسمت بها الصورة لتصير أكثر حذقا من خلال إضافة أبعاد جديدة حسب تغير
الظروف. والتخلص من تلك الأبعاد التى لم تعد مناسبة فى الصورة. وهكذا بدأت
السخرية الفجة من النبى محمد تتلاشى على حين بدأت تتكاثر أوصاف أكثر تنميقا
لخطورة الإسلام .
هذه القدرة على «بناء» الأعداء. وجطهم شيطانيين فى قوتهم. شاملين فى
خصومتهم. لا يبارون فى حقدهم. هى التى تغلغلت فى مجتمع أوربا الغربية.
وقد امتدت هذه القدرة فى الكثير من المناسبات. وبرهنت على فعاليتها ضد جميع
أنماط الأجانب الغرباء عن المجتمع. وكافة أصناف الأعداء السياسيين والعرقيين
والاجتماعيين!'). ومن eS فإنه ينبغى علينا ألا نأخذ ما قيل عن «الإسلام». أو
«الهرطقة». أو «اليهودية», كما هو أو بقيمته الظاهرية. وإنما علينا أن نحاول أن
نرى. أولا وقبل كل شىء. كيف كانت المعانى تنمو وتتكائر. فمنذ البداية فوجئ
الغرب بسرعة تقدم الإسلام. فقد ولد النبى محمد سنة ۷٥م تقريبا. أى بعد خمس
سنوات من موت الإمبراطور جستنيان الذى كان قد أعاد بناء الإمبراطورية الرومانية
(البيزنطية) وعاد بها إلى أقصى اتساع بلغته منذ القرن الثانى بعد الميلاد. بيد أنه فى
غضون جيل واحد بعد وفاة النبى نفسه سنة 177م. كان محاربو الصحراء من جنود
الإسلام يفرضون الحصار على القسطنطينية. عاصمة جستتيان. وحسيما لاحظ
إدوارد جيبون. «لابد أن العرب الأوائل اندهشوا من سهولة انتصاراتهم وسرعتها
عندما خرجوا من الصحراء» .
قبل ظهور الإسلام كان العرب يتفاخرون بحروبهم القبلية. وبطولاتهم البدوية.
وكان الوصف اللاتينى الذى استخدم لوصفهم فيما بعد ferox يوحى بالاندفاع
الوحشى العنيد. لقد كان اللاتين يعنون ضمنا القوة الحيوانية. ولكن العرب كانت لديهم
98
صورة إيجابية عن الذات إلى حد كبير. على حين كانت صورتهم بالنسبة للمسيحيين
مرادفا للبربرية'. ولم تكن جيوش الإسلام التى خرجت من المنطقة الخالية الواقعة
وراء فيلادلفيا الرومانية (عمان الحديثة فى الأردن) والمدن الرومانية الأخرى الواقعة
على حافة الصحراء. والمعروفة إجمالا باسم المدن العشرة .Decapolis تبدو جيوشا
مختلفة عن أية جيوش قبلية أخرى. فلم تكن لديهم أية مهارات مكتسبة بالتدريب أو
الأسلحة جيدة الصنع التى كانت بحوزة أفضل الجيوش البيزنطية أو الفرسان الفرس
ثقيلى التسليح. ففى أفضل الأحوال كانوا محاربين قيليين اعتادوا الحياة الشاقة.
ويمكنهم الازدهار فى البيئة الصحراوية حيث لا يمكن للفرسان ذوى التسليح الثقيل
أو المشاة المتثاقلين أن يبقوا AST من أيام قليلة. ولم تهتم أى من الإمبراطوريتين.
روما وفارس. DAS بالهامش الصحراوي. وكانتا تستأجران عربا آخرين لحماية
مدنهما من المغيرين الصحراويين. وكانت تلك هى الوسيلة التى تبنتها الإمبراطورية .
الرومانية الغربية على مدى قرون عديدة قبل ذلك إزاء «البرايرة» عندها .
كانت هذه مشكلة عسكرية مختلفة بالنسبة لروما فى أوربا حيث كانت الحدود
أو 5 تجرى على امتداد الحدود الطبيعية. مثل الأنهار أو الجبال. ولكن على
امتداد هامش الصحراء الشرقية كان التناقض بين الحضارة والبداوة أكثر حدة
وتطرفا. فقد كانت الحضارة تعنى الزراعة المنظمة. والاستقرار فى القرى والمدن.
وكانت البرية تبدو خالية من الحياة. وكان بوسع عرب الصحراء أن يشنوا الحرب
فى الأراضى الأكثر تحضرا. ولكن كان من الصعب منطقيا أن تقوم القوات النظامية
للإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية بشن حملة بعيدا عن قواعدها.
ونادرا ما شن عرب الصحراء أكثر من غارة واحدة عبر الحدود غير الثابثة. كانت
القبائل قليلة العدد ولم يكن هناك من الأسباب ما يدعوها لمهاجمة عدو قوى. وحشدت
العقيدة البازغة جيشا جديدا قويا كما وفرت له هدفا وقصدا للحرب. وفى خلال سنة
بعد وفاة النبى محمد كانت جميع القبائل الكبرى قد توحدت تحت راية الإسلام.
وتمت مطاردة المرتدين وقتالهم. وخضع أولئك الذين التزموا الحياد. وقد حرم الدين
الجديد الحرب بين المسلمين الإخوة. وهكذا تحول اتجاه ثقافة الغزو نحو الخارج.
فيما وراء شبه الجزيرة العربية .
99
وغالبا ما حققت المجتمعات القبلية. ولا سيما تلك التى ظهرت فى آسيا. مثل
الهون والمغول. توازنا مثاليا وفر ما يكفى من التماسك الاجتماعى والسياسى دون
أن يحد من طاقاتهم الحربية وقوتهم. ويبدو أن التحول والانتقال نفسه قد حدث
فى قلب جزيرة العرب فى القرن السابع الميلادي. إذ وفر الإسلام من خلال تعاليمه
التماسك والاتجاه على السواء. كما وقر القدرة على تعبئة المجموعات القبلية التى
كانت محصورة قبل سنوات قليلة فى الحروب التى كانت تنشب فيما بينها. ومن
بعدها أظهروا كل القوة وسرعة الحركة والطاقة البدائية التى لاحظها المؤرخون
والباحثون بعد ذلك فى جيوش الشرق الأقصى. وعلى أية حال. كان هناك اختلاف
واحد. فقد كانت الجيوش الآسيوية تتمركز حول الحصان. على حين كان العرب ما
يزالون فى الغالب جنودا مشاة. وكان لديهم. بطبيعة الحال بعض الخيالة. وكانوا
يستخدمون الإبل فى تحركاتهم .ولكن. على خلاف التصورات اللاحقة. لم يكن هذا
جيشا يمتطى الخيول العربية الفاخرة. أو جيشا من الفرسان الذين يقاتلون فوق
ظهور الخيل. فقد كان العرب قوما فقراء وكاتوا مسلحين بالحراب. وكانوا يسيرون
بلا تعب ويستخدمون من المياه ويستهلكون من الطعام قدرا أقل مما يستهلكه أى
حيوان. وكانوا يحاربون قبل ذلك الحين فى مجموعات صغيرة وحيدة. ولكنهم كانوا
آنذاك يسيرون تحت قيادة القادة المسلمين slack تعد بالآلاف!*).
(x) هذه الصورة التى يرسمها قلم المؤلف للجيوش الإسلامية تتناقض بشكل واضح مع الصورة
التى ترسمها المصادر التاريخية والدراسات الحديثة عن الفتوح الإسلامية. فلم يكن العرب كلهم
من بدو الصحراء. فقد كان القادة كلهم تقريبا من أبناء قريش ومكة التى كانت مدينة. دولة
لها مؤسساتها وتقوم بدور مهم فى التجارة العالمية بين alle المحيط الهندى وآسيا من ناحية.
والمنطقة العربية وأوربا من ناحية أخرى. كما أن معظم جيوش الفتح كانوا من أبناء اليمن صاحب
الحضارة العريقة. فضلا عن أن العرب يعتزون كثيرا بالحصان فى تراثهم. كما أن مؤرخا مثل
هيو كينيدى الذى كتب الدراسات العديدة عن الفتوح العربية لا يذهب إلى ما ذهب إليه مؤلفنا الذى
يبدو أن معلوماته التاريخية فى هذا الموضوع بحاجة إلى مراجعة. المترجم)
100
وقد تجاهل البيزنطيون. وأعداؤهم الفرس. أو لم تكن لديهم معلوماات كافية.
عن الهبات التى شهدتها الصحراء. وعن سنوات المعارك والمناوشات التى جرت بين
المسلمين والقبائل القوية التى كانت تحيط بهم. ولكن فى منتصف صيف سنة MY
ظهر جيش صحراوى كبير فجأة أمام مدينة الحيرة الفارسية المسورة على الحدود
الصحراوية جنوب نهر الفرات. وفى الوقت نقسه الذى شهد التقدم الإسلامي. كانت
فارس تعانى الضعف. أولا بسيب سنوات الصراع ضد البيزنطيين. وثانيا بسيب
الحرب الأهلية التى نشبت فيما بين أفراد الأسرة الحاكمة. وفى غضون عدة أشهر
كانت الطوابير العسكرية الإسلامية سريعة الحركة قد تقدمت صوب الشمال لتدمر
الحاميات الفارسية المنعزلة. وتقتل أولئك الذين قاوموها. Lol بالصلب أو بالسيفا.
وقضوا على أعدائهم كما جندوا الذين اعتنقوا الإسلام من بين المزارعين وواصلوا
تقدمهم. كانوا يأخذون الضرائب ولا يستقرون فى البلاد التى COO) ass
وهكذا بسط العرب سيادتهم على المناطق الحدودية. شأنهم شأن رجال حرب
العصابات الريفية على مر التاريخ. فقد كانت الصحراء التى تدين لهم بالخضوع
مثل البحر الذى تضرب مياهه شواطئ مناطق الاستقرار فى بلاد الشام وفلسطين
وعلى امتداد السهل الخصيب الواقع فيما بين نهرى دجلة والفرات. وكانوا يتحركون
بالسرعة التى تربك أعداءهم من الفرس والبيزنطيين. إذ كان الجيش الإسلامى الذى
يحارب شرق نهرى العراق الكبيرين يغير وجهته فجأة ليزحف إلى الجنوب الغربى
(*) يبدو أن امؤلف فى حاجة لمراجعة معلوماته التاريخية عن حركة الفتوح الإسلامية. فالصادر
التاريخية لا يمكن أن تسانده فيما ذهب إليه. ومن يتأمل كتب الفتوح. مثل البلاذرى والطبرى
واين عبد الحكم وغيرهم. سوف يجد تناقضا صارخا بين ما ذهب إليه وما ورد فى هذه المصادر
التاريخية. بل إن المصادر التاريخية البيزنطية المعاصرة. وهى معادية للإسلام والمسلمين
بطبيعتها. لم تخترع مثل هذه الأحداث. وما ذكره يوحنا النقيوسى. مثلا. وهو أسقف قبطي
معاصر لفتح مصر ومعاد تماما للمسلمين. يكشف عن تهافت كلام المؤلف. فقد كان العرب
المسلمون فى كثير من الأحيان يأخذون Gull المفتوحة صلحا. مثلما حدث فى فتح بيت المقدس
وفتح مصر. ولم تكن جيوشهم فى غالب الأحوال تزيد أعدادها عن عشرين ألف مقاتل. (المترجم )
101
حول Gab الشام. ثم يتجه شمالا نحو بالميرا. وفى إحدى المراحل. كان على جيش
المسلمين أن يعبر خلال منطقة قاحلة تماما تخلو من الواحات أو منابع المياه. وهنا لعب
تراث الصحراء عند رجال القبائل دوره عندما بحثوا عن النباتات الصحراوية التى
تشير إلى وجود المياه تحت السطح مباشرة. وكانوا أيضا قد جعلوا الإبل تشرب حتى
امتلأ جوفها UL فى آخر واحة مروا بها. ثم كانوا يذبحون فى كل يوم أربعا من
الإبل. ويشقون جوفها الملىء بالمياه لتشرب خيولهم القليلة الثمينة!" .
وفى الوقت نفسه. كانت هناك قوة عربية أخرى. قوامها ثلاثة آلاف فرد على
الأقل. وريما كانوا تسعة آلاف. وهو رقم ضخم بمقاييس حملات الصحراء. تشق
طريقها صوب شمال غرب شبه الجزيرة العربية باتجاه ساحل البحر المتوسط. وكان
الإمبراطور البيزنطى هرقل. وهو محارب قديم محنك عركته المعارك ضد الفرس على
مدى عشرات السنين. مدركا للخطر الذى يشكله عرب الصحراء فى ذلك الحين. وجرد
Ling ميدانيا من حمص فى بلاد الشام لكى يحول دون تقدم المسلمين المتجهين شمالا
من بئر سبع. وكان جيش المسلمين قد ذاق حلاوة النصر بالفعل» وأخذ يزيح جانبا
القوات ا محلية التى كان يقودها حاكم غزة. وثمة حولية سورية كتبت بعد الأحداث
بفترة من الزمان وصفت حصاد المواجهة كما يلى. « هرب البيزنطيون وتخلوا
عن القائد... وذبحه العرب. وقتل حوالى أربعة آلاف من القرويين المساكين من
المسيحيين واليهود والسامرة. ودمر العرب القصر تماما»" وكان هرقل قد أرسل
جمهرة جيشه جنوبا على امتداد الشريط الساحلى المنبسط. oy الطابور الرومانى
بيلدة الرملة. متجها صوب الجيش العربى. وجاءته الأخبار بأنهم ما زالوا قرب غزة.
وقد تحركت قوة بهذا الحجم ببطء. وحافظت على قربها من البحر لضمان وصول
الإمدادات إليها من الأسطول البيزنطى قبالة الساحل. ولم يكن هؤلاء مجرد جنود
محليين ذوى تدريب متواضع. وإنما ضموا نواة من المشاة المدرعة الثقيلة. والخيالة
رماة السهام. والفرسان Re atl الثقيلة .
وعند تقطة ما جنوب الرملة وقع البيزنطيون فى كمين أعده العرب. فقد كان
جيش المسلمين قد تقدم مسافة شمالا أبعد مما كان هرقل أو قادة جيشه قد توقعوه.
102
معركة أجنادين. بيد أن نتيجة هذه المعركة التى نشبت يوم 5١ يوليو سنة AYE
جيل نابلس. وكانت الأرض مسطحة منبسطة. ولم تكن هى الأرض الوعرة أو الوهاد
أو الوديان العميقة التى يفضلها المحاربون غير النظاميين. وكانت الميزة الوحيدة
لدى المسلمين تتمثل فى سرعتهم فى المناورة وحماستهم المندفعة. وطوال اليوم كان
الفرسان العرب القلائل يهاجمون العدو. ويحاولون إغراءه بمهاجمتهم. ويستنفدون
رخات السهام من رماتهم. وكان على قائدهم خالد بن الوليد أن يذكر رجاله بأن
يدخروا جهدهم حتى المساء! . ولكنهم ما إن كسروا صفوف العدو فى وقت متأخر
بعد الظهر. حتى فقد الجيش البيزنطى ميزته المتمثلة فى العدد الكبير والتسليح
الأفضل . ققد تمكن المسلمون من طعن خيول أعدائهم بسكاكينهم ورماحهم. وتمكنوا
من مداهمة المشاة الثقيلة المدرعة. وفى الوقت نفسه تلاشى ضوء النهار ليجعل
الأهداف غير واضحة أمام رماة السهام البيزنطيين .
وبينما كان العرب يهاجمون ويطعنون. ويقطعون رءوس أعدائهم وأطرافهم
بسيوفهم. وحناجرهم تدوى بصيحات الحرب. تمزق تماسك أعدائهم وتبعثروا.
وتوقفت القوات البيزنطية عن إطاعة الأوامر. وأخذوا يطحنون بعضهم بعضا وهم
يحاولون صد هجوم أعدائهم الذين ركبوا أقفيتهم. وما إن انكسرت القوة الدافعة
للبيزنطيين حتى حول العرب هذه المحاولة إلى هزيمة نكراء بمناورة قاموا بها.
وهربت القوات البيزنطية باتجاه الشمال وطاردهم العرب فترة من الوقت. ثم عادوا
لكى يجردوا جثث الجنود القتلى من أسلحتهم ومعداتهم. وفى ذلك الحين تسلح رجال
القبائل الذين لم يكونوا يحملون سوى الحربة والسيف ومعهم خيولهم. وأدى النصر
إلى ارتفاع معنويات العرب المسلمين فزحفوا ضد Gull والبلدات. وأغلقت القدس
أبوابها. ولكن خارج البوابات. حسب رواية صفرونيوس بطريرك بيت المقدس.
103
كان رجال القبائل «... ينهبون المدن. ويتلفون الحقول. ويحرقون القرى. ويخربون
الأديرة المقدسة ...»*. والحقيقة أن المسلمين كانوا أكثر اهتماما بتوطيد سلطانهم.
ولأنهم كانوا أبعد ما يكونون عن تخريب الأرض بشكل همجى. فقد أصدروا الأوامر
بأن يدفع السكان جزية سنوية قدرها دينار واحد سنويا ويسلمون نسبة مئوية من
محاصيليه CY
كانت كارثة أجنادين غير متوقعة بالمرة وأطاحت بكافة خطط الإمبراطور وألقت
بها فى خضم فوضى عارمة. لقد كان قد هزم كثيرين من الأعداء الأقوياء بحيث كان
من غير المصدق أن يحط حفنة من رجال القبائل العربية من قدره على هذا النحو
فى ذلك الحين. وعلى أية حال. فقد أظهرت التقارير التى تلقاها أن هؤلاء الغزاة
الصحراويين. بملابسهم الخشنة. أشباه العراة أحياناء والمسلحين بسكين طويل
ورمح. كانوا فى خطورة الجنود القرس المهرة الذين كان قد حاربهم طوال نصف
عمره. وانسحب من حمص بسرعة. GY الغزاة العرب كانوا مصدر تهديد محتمل Ael
وسار باتجاه الشمال نحو أنطاكية الآمنة. لكى يعاود بناء جيشه. وقد دفع للقبائل
العربية المسيحية التى كانت تتولى من قبل حماية الحدود الأموال لكى يحاربوا معه
مرة أخرى. واستدعى الأرمن الأشداء من جبال الأناضول. وفى الوقت نفسه. ركز
المسلمون قواتهم فى موقع جديد بالقرب من مدينة درعا السورية على نهر اليرموك.
363 كان صفرونيوس من أكثر الكتاب المسيحيين إساءة للمسلمين وللإسلام. ولا غرابة فى ذلك (x)
من رجال الدين المسيحى الذين كانوا وما يزالون من أشد الفئات تعصبا ضد الإسلام الذى
أفقدهم مكانتهم فى البلاد التي خضعت للحكم الإسلامى. . ومن ناحية أخرى. فإننا لا نملك مصادر
محايدة تؤكد مزاعم هذا الأسقف المتعصب الذى يكذب نفسه بنفسه عندما يمتدح الخليفة عمر
بن الخطاب الذى جاء من المديئة المنورة على راحلته. فى رحلة شاقة لكي يتسلم المدينة المقدسة
الأمان من الخليفة العظيم الذى رفض أن age المدينة على Jal y من صفرونيوس الذى حصل هو
يصلى فى كنيسة القيامة حتى لا يتخذها المسلمون مسجذا من بعده. والحقيقة أنه ليس مطلوبا
من المؤلف أن يتبنى وجهة النظر الإسلامية فى هذا الشأن على الرغم من أنه كثيرا ما يحاول رصد
الحقيقة التاريخية. (المترجم).
104
واستطاعت الجيوش البيزنطية القادمة من الشمال أن تقترب منهم من الجهة الأمامية
فقط. فقد كانت الأرض على يسارهم مليئة بالوهاد والوديان العميقة الضيقة. على
وكانت المجموعات الصغيرة فقط من المحاربين هى التى تستطيع أن تشق
طريقها عبر هذه الأراضى الوعرة. ولكن لا يوجد جيش نظامى يمكن أن يختار القتال
فى مثل هذه الظروف. وأقام البيزنطيون معسكرا جيد التحصين إلى الشمال مباشرة
من الموقع العربى. وقد حال هذا بين العرب وبين التقدم داخل بلاد الشام . وكان
القادة البيزنطيون على ثقة من أن أعداءهم المتوحشين سوف يموتون بالآلاف أمام
التحصينات جيدة البناء إذا اختاروا الهجوم .
وعلى أية حال. لجأ المسلمون إلى المناورة التقليدية فى حرب الصحراء. هجوم
بالحشود من جميع الجوانب. وقامت مجموعات صغيرة بالزحف عبر الوديان
الضيقة فى اليرموك. واختبأوا خلف الموقع البيزنطى. وعبرت مجموعات أخرى على
ظهور الخيل والجمال منطقة صخور GWI الرمادية. وأخذوا يشنون هجماتهم على
خطوط المواصلات البيزنطية تجاه بلاد الشام. ووقف الجيشان فى مواجهة أحدهما
الآخر على مدى أربعة أشهر ونفدت المؤن والأقوات من البيزنطيين. كان خط الحياة
بالنسبة لهم هو الطريق الذى يؤدى إلى مينائى صور وصيدا. بيد أنه كان لابد من
عبور جميع الإمدادات فوق جسر قائم على نهر اليرموك الذى لم يكن يبعد سوى
أميال قليلة عن المعسكر الكبير. وفى منتصف شهر أغسطس ظهر المسلمون المختيكون
فى الوديان العميقة واستولوا على الجسر الذى كانت عليه حراسة خفيفة. وقد أدى
هذا إلى عزل البيزنطيين عن الساحل. ولم يبق لهم سوى التقهقر عن طريق الصحراء
صوب دمشق. وفى الصباح الباكر يوم ۲١ أغسطس بدأت الريح تهب من الصحراء.
محملة بالرمال والأتربة بحيث تحولت السماء إلى اللون البرونزى الكئيب. ومع مرور
النهار ازداد الظلام. وثقل الهواء المحمل بالأتربة للدرجة التى جعلت التنفس صعبا.
واستحالت الرؤية على بعد ياردات قليلة. وبينما كان البيزنطيون يكافحون ضد
105
هذه العوامل. إذا بهم يفاجأون بهجوم عربى شامل. كان الوقت متأخرا بعد الظهر.
alli deals aly أن «Laus gS) قرب E E A وكان السلفون (pA SAU ad
الصفوف فى عدة نقاط. وفشلت كافة محاولات تنسيق الدفاع. وفى أثناء الليل ذبحت
القوات البيزنطية فى أماكنها. ومع انبلاج نور الفجر. كان قتلاهم مكدسين فى أكوام
ضخمة على الأرض. والعرب يجردونهم من كل ما يمكن استخدامه. ثم هجروا أرض
المعركة وتركوها للغربان وغيرها من آكلات الجيف .
ولم ينجح فى الهروب سوى آلاف قليلة من القوات البيزنطية فى مجموعات
صغيرة حملت معها الأخبار بالهزيمة المروعة إلى الإمبراطور فى أنطاكية. وبعد
أن كانت مدن الإقليم قد سقطت الواحدة تلو الأخرى فى أيدى المسلمين استنتج
الإمبراطور فى النهاية أنه لا يمكن الاحتفاظ بشرق المتوسط كله. من مصر حتى جبال
طوروس عند حافة الأناضول. وانسحبت قواته الباقية عبر الممر الضيق الذى يسمى
«بوابات قليقية». بعد تدمير جميع المدن والقرى قى دائرة قطرها عدة أميال C7 ومنذ
ذلك الحين فصاعدا. كانت حدود الإمبراطورية البيزنطية تقع فوق هضبة الأناضول
المرتفعة وليس فى الأراضى الخصيبة فى شرق المتوسط .وتخلى الإمبراطور
البيزنطى عن القدس مثلما قعل النصارى العرب الذين كانوا من مصادر دعمه قى
المنطقة. وعلى أية حال. فإن صورة الهزيمة مثقلة بالمبالغة. فقد كانت الحروب من
أجل شرق المتوسط قد نشبت بين البيزنطيين والفرس منذ أيام الإمبراطور جستنيان.
وكان الإمبراطور هرقل والبيزنطيون قد استعادوا السيطرة الكاملة على الأرض
المقدسة من الفرس قبل عشر سنوات فقط من قدوم المسلمين. وفضلا عن ذلك. كان
كثير من المسيحيين يعتبرون من المنشقين والهراطقة فى نظر السلطات الأرثوذكسية
فى القسطنطينية التى كانت تضطهدهم بلا هوادة ولا رحمة. وهذا أحد أسباب تضارب
الروايات المسيحية حول الفتح الإسلامى. فقد كان الأرثوذكس البيزنطيون هم الذين
لعنوا المسلمين وسبوهم بوحشية أكثر من غيرهم. إذ لم تكن كافة الجماعات المسيحية
الأخرى ترى فى المسلمين أعداء ألداء .
106
فى السنة التالية لمعركة أجنادين. اندفع المحاربون العرب إلى مسافة أبعد شمالا
حتى وصلوا قبالة أسوار دمشق. وأطاحوا بالجيوش البيزنطية التى أرسلت ضدهم.
وعلى مسافة أميال قليلة من المدينة هزموا القائد البيزنطى بانيس .Baanes وكان هذا
القائد قد جرد المدينة من حاميتها. واثقا من أن جيشا صحراويا هزيلا فى إمكانياته لا
أملله فى الاستيلاء على مدينة كبيرة مثل دمشق. بيد أن أحد الأساقفة المونوفيزيتيين.
أتباع مذهب الطبيعة الواحدة. من السوريان. كان البيزنطيون قد عاملوه باعتباره
مهرطقا. أخبر القائد المسلم خالد بن الوليد أن البوابة الشرقية ضعيفة التحصين
ودفاعاتها واهنة. بل إنه أمد المسلمين بالسلالم اللازمة لتسلق الأسوار. وما إن علم
البيزنطيون بالاختراق حتى سارعوا بالاتفاق مع القائد المسلم أبى عبيدة بن الجراح
الذى كان يعسكر على الجانب الآخر من المدينة. وتقابلت القوتان المسلمتان فى وسط
المدينة. وأصر Sane gel على أنه يجب احترام المدينة وعدم وضع السيف فى أهلها.
فقد كان جزء من المدينة قد فتح صلحًا واستسلم وتم فتح الجزء الآخر عنوة. ولبعض
الوقت. كان نصف كاتدرائية يوحنا فى دمشق قد صار مسجدا والجزء الآخر يستخدم
للعبادة المسيحية. وفصل بين الديانتين حائط رقيق أقيم على وجه السرعة .
وقد نسب ابن خلدون. الذى كتب فى القرن الرايع عشر. نجاح قبائل الصحراء
إلى روحهم الوحشية. بيد أنهم أثبتوا قدرتهم المدهشة على التوافق والمواءمة. فقد
امتلك المشاة الفقراء الخيول وتقلدوا السيوف ولبسوا الدروع البيزنطية. وفى سنة
Lash wn المسلمون Gall العسكرية التى باتت العنصر الرئيسى فى تقدمهم بعد
ذلك. وكانت القبائل تعسكر فى هذه المدن ويجتمعون لصلاة الجمعة .وكان ممكنا
تثبيت النظام والضبط الاجتماعى عند المسلمين. بيد أنهم كانوا بحاجة أيضا إلى
الإشباع. على أسس منظمة. من خلال المزيد من الفتوحات. فقد كانت حروب الجهاد
واجبا دينيا ولكنها كانت أيضا وسيلة من وسائل الحراك الاجتماعى. الذى يأخذ
أبناء القبائل من فقر الصحراء إلى الحياة المستقرة. ويبدو من المتناقضات أن الجنود
العرب. الذين قامت أخلاقياتهم على أساس القوة والبسالة الفردية, قد استطاعوا أن
يتصرفوا بمثل هذا التماسك والتلاحم. وعلى أية حال. فقد برزت أخلاقيات الإسلام
107
Glue le قم ode a y bill eate 5.5 متف بين Il ات danlL y LALIT فى
وفى شرق المتوسط اعتنق الكثير من السكان العرب المسيحيين الإسلام C فقد
كانت لهذا الدين الجديد جاذبيته :
«كان عنصر الجذب الرئيسى فى الإسلام أنه دين عملى. لم يطلب جهودا تفوق
قدرة البشر ... كان الشرق العربى عشية الفتح الإسلامى قد نسى أو تناسى قصونٌ
الطبيعة البشرية وحدودها؛ إذ كان كثير من أعضاء الكنيسة يرغيون فى تقليد
الملائكة. ومنذ ذلك الحين اتجهت الجماهير نحو حياة الرهبان والراهبات التى تخلو
من الجنس. وخرج كثيرون من القرى والمدن إلى الصحراء. ومن هنا جاءت المآثر التى
تتحدث عن إماتة الجسد التى بينت مدى قدرة الناس على إخضاع أجسادهم لإملاءات
الروح. وكان يعض هؤلاء الرهبان الشرقيون ينامون فى وضع الوقوف فقط. كما
حبس نساك آخرون أنفسهم فى LIG وصوامع مظلمة أو عاشوا فوق الأعمدة. أو
كانوا يأكلون العشب فقط. وحتى هذا العشب كانوا يأكلونه مرة واحدة فى الأسبوع .
«لقد أوقف الإسلام كل هذه الممارسات المتطرفة. وأزاح الخوف المبالغ فيه
من الجنس بعيدا كما نبذ الرهبنة تماما. وقضى على الخوف من الجحيم عند الذين
أخفقوا فى تحقيق الكمال. LS أخمد جذوة الجدل اللاهوتى ... كان الإسلام مثل
رمال الصحراء ... فقد خلق إحساسا بالتضامن والأخوة وهو الإحساس الذى كان
قد ضاع بين المسيحيين المتخاصمين»“ .
ولا غرابة فى أنه منذ اليوم الأول لحركة الفتوح الإسلامية. رأى الجهاز الكنسى
التراتبى الأرثوذكسى. الذى كان بمثابة الذراع الروحى للسلطة السياسية البيزنطية.
أن المسلمين يشكلون خطرا فريدا فى بابه. ذلك أن رجال الدين الأرثوذكس لم يكونوا
قد ردوا بقسوة شديدة» مثلما فعلوا مع المسلمين. على الاحتلال الفارسى لفلسطين
والاستيلاء على بيت المقدس سنة AVE على الرغم من أن المحتلين الفرس كانوا
قد حملوا معهم صليب الصلبوت الذى كان abel الذخائر المقدسة الموجودة ببيت
108
D ual وذات يوم فى ربيع سنة AYA وصل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب.
متدثرا بثوبه البالى الرث. لكى يتسلم القدس ويأخذها تحت حمايته. وراقبه
صفرونيوس بطريرك بيت المقدس الأرثوذكسى وهو يمشى متمهلا فى أرجاء كنيسة
الضريح المقدس. وعلق البطريرك على هذا وهى يهمس باللغة اليونانية لواحد من
شمامسة الكنيسة فى هدوء. «من المؤكد أن هذه فظاعة الخراب التى قال عنها النبى
دانيال قائمة فى المكان المقدس»"". ولابد أن جميع الذين سمعوه لم يفهموه على أنه
مجرد تلميح إلى النبى دانيال. وإنما قهموه أيضا على أنه إشارة إلى كلمات المسيح
على جبل الزيتون عندما طلب منه حواريوه أن يتنباً بالمستقيل :
« فمتى نظرتم رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى قائمة فى المكان
المقدس... لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن
يكون ... حينتذ إن قال لكم أحد هو ذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا لأنه سيقوم
مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن
المختارين C Lal إنجيل متى. إصحاح [VE .٠١ :Y£
لقد رأى البطريرك. الذى عاش فى أثناء الاحتلال الفارسى. فى هذا الرجل
الأشهب خاصية أشد خطورة مما رآه فى جميع الحكام الفرس الكبار الذين سبقوه .
ومن نقطة الاتصال الأولى هذه. نبع خوف عميق وتوجس بين النصارى
الأرثوذكس تجاه الإسلام. وقد تكاثرت هذه المواقف فى المناظرات والمجادلات
التى كتبها الباحثون البيزنطيون. ومنذ تلك الأيام الباكرة بدأت تظهر الموضوعات
والاستعارات المجازية التى عاودت الظهور مرة أخرى فى الهجائيات اللاحقة ضد
الإسلام!”). فقد ظهر العرب فى هذه الكتابات برابرة قبل ظهور الإسلام. وعلى حد
تعبير أحد المعاصرين. وهو مكسيموس المعترف agil « . Maximus Confessor مثل
الوحوش UIST الفرائس على الرغم من أنهم يتخذون شكل C all وفى الروايات
التالية تم تحويل الرعايا المسلمين لأحد الملوك الأرمن إلى صورة رجال لهم رءوس
الكلاب )Cynocephali . وفى غضون قرنين من دخول عمن بن الخطاب بيت المقدس
109
طور الكتاب المسيحيون هجوما شاملا ضد الإسلام. كان أحد المهاجمين الأشداء هو
يوحنا الدمشقيء الذى خدم موظفا فى بلاط الخليفة الأموى قبل أن يهجر الحياة العامة
سنة AR ليدخل سلك الرهبنة!''). فقد لخص القضية ضد الإسلام فى جملة واحدة.
« إن من لا يؤمن بعقيدة الكنيسة العالمية OCT Lats كما أنه وصف النبى محمد بأنه.
المسيح الدجال». بيد أن يوحنا. الذى كان يجيد العربية ويعرف القرآن الكريم. كان
يعتبر معتدلا إلى درجة كبيرة فى عيون أقرانه من القساوسة. وقد أدانه مجمع دينى
مسيحى مسكونى aie سنة VOE بتهمة أنه. صاحب idis مسلمة»»ء وبأنه متعاطف
مع الإسلام أكثر مما CD uus وكان نيكيتاس البيزنطى sil Nicetas Byzantios
عداوة للإسلام. ففوق كل شىء اعتبر الإسلام خطوة للوراء. ورجعية. وخرابا» وأنه.
ديانة سيئة ضارة». وفى رأيه أن النبى محمدًا نفسه كان «كاذبا» واستنتج نيكيتاس
فى نشوة أوهامه بانتصارمنطقه ما عبر عنه بقوله. « وهكذا. فإننى لا أتردد فى أن
أنطلق فى حكمى على محمد. أنه المسيح الدجال Uis
* ko
فى النظام البيزنطى. كانت الكنيسة الأرتوذكسية تخدم الرب من خلال خدمة
الدولة وعلى مر القرون ومنذ glicl قسطتطين المسيحية سنة AVY كانت مدىنته
الجديدة. القسطنطينية قد صارت معقل الديانة. وتم تجميع المزيد والمزيد من
(x) هذا ليس موقفا ضد الإسلام وحده. وإنما هو موقف متعصب ضد جميع الديانات الأخرى كشفه
هذا الرجل الذى كان يعتقد أن الديانة الأرثوذكسية هى الديانة الحقة الوحيدة. ghy ماعداها
كفر. وعلى أية حال. فإن الملاحظ بشكل عام أن المفكرين المسيحيين وزعماء الكنيسة. سواء
الأرثوذكسية أو الكاثوليكية. قد اتخذوا هذه المواقف المتشددة من أصحاب الديانات الأخرى.
بل ومن أتباع المذاهب المسيحية المخالفة ولم يتورعوا عن وصف المخالفين لهم فى المذهب من
المسيحيين بأنهم. هراطقة. أي خارجون عن صحيح الدين. لدرجة أنهم جردوا ضدهم «حملات
صليبية» . ( المترجم )
110
الذخائر المقدسة فى كنائس المدينة. وعند تدشين المدينة سنة Y Y وضع تمثال كبير
للإمبراطور على قمة عمود هائل من الحجر السماقى يرتفع أكثر من مائة قدم. يشع
بضوء أحمر خافت فى ضوء شمس الغروب. وقد حملت الذخائر المقدسة قى موكب
لكى توضع فى غرفة خفية. ووضعت هناك كسرات من الخبز الذى كان المسيح قد
أطعم به خمسة آلاف شخص فى البرية ؛والصليبان اللذان صلب عليهما اللصان على
جانبى المسيح ابن الناصرة فى الجلجثة. وصندوق الألبستر الذى كان يحتوى على
المرهم الذى كانت مريم المجدلية قد دهنت به قدمى المسيح. والقادوم الذى كان نوح
قد بنى به تابوت العهد. والصخرة التى كان موسى قد لمسها بعصاه فاندفع منها
الماء فى البرية. وثوب مريم العذراء. ومعدن البلاديوم الذى كان أينياس قد حمله من
طروادة إلى روما. وألقيت فى التمثال نقسه شظية من صليب Us Lal
وملئت كنيسة الحكمة المقدسة. أيا صوفيا. الكبيرة بالذخائر المقدسة. وأهمها
صليب الصلبوت نفسه. الذى كان الإمبراطور هرقل قد استرده من الفرس قبل فتح
المسلمين القدس بوقت قصير. وكان فى ذلك الحين عبارة عن شظايا محفوظة قى
صندوق كبير فوق هيكل ذهبى. وكانت هناك أيضا ذخائر مقدسة أخرى تتعلق بمعاناة
المسيح. تاج الشوك. والإسفنجة وقطع من المقبرة. وكان من المفترض أن الإمبراطور
اليكسيوس كومنين قد كتب إلى روبرت دوق الفلاندرز .Robert of the Flanders
فى سنة .٠٠۹١ عن الكنز الروحى فى المدينة. « سوف تجد فى القسطنطينية كنزها
الروحى الأكبر مما هو موجود فى العالم كله. لأن كنوز قصورها وحدها تكفى لتأثيث
جميع كنائس العالم المسيحى التى لا يمكن لجميع كنوزها أن ترقى إلى مستوى كنوز
كنيسة أياصوفيا. التى لم تعادل كنوزها أبدا أية كنوز حتى كنوز معبد سليمان»" .
هذه جميعا كانت معايير الديانة الحقة (بالنسبة لهم). وعلى مر القرون كانت
القسطنطينية قد صارت صندوقا Wola لحفظ الذخائر المقدسة. فقد كانت الأرض
المقدسة والمواقع المسيحية قد خضحت للبحث والتنقيب طلبا للذكريات المقدسة.
وصارت القسطنطينية توصف بأنها. المدينة المقدسة» التى تنبأ بها Ga gs فى رؤياه.
IH
« وأنا يوحنا رأيت Gall المقدسة أورشليم نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس
سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نقسه يكون معهم إلها لهم». والواقع أن
أورشليم الجديدة. بوصفها مدينة كانت تتهيأ لهذا الغرض المقدس. كانت أفضل من
أورشليم القديمة التى كانت قد امتلأت بظلال خيانة المسيح وتعانى فى الوقت نفسه
مع النور المقدس. لقد جمعت معاناة المسيح الألم والتسامى سويا. بيد أن أورشليم لم
تكن مدينة تناسب المسيح المرفوع الطاهر مثلما كان يمكن للقسطنطينية أن تكون. لقد
المقدسة التى تسير فيها يوميا. أو احتفالاتها بأعياد القديسين. بناء مدينة جديرة
بالغرض الذى بنيت من أجله أمرا ممكنا. إذ كانت أورشليم القديمة هى الماضى.
وكانت أورشليم الجديدة. القسطنطينية. هى المستقيل .
كان ما أدى إلى تطور الهجائيات البيزنطية ضد الإسلام هى تلك الهجمات
التى تعرضت لها مدينة أم الرب. أى القسطنطينية أو أورشليم الجديدة. ففى ربيع
سنة We أمسكت المفاجأة بتلابيب أهل القسطنطينية وتملكهم الرعب عندما ظهر
أسطول ضخم من السفن الصغيرة المكتظة بالمسلمين المسلحين فى مضيق الدردنيل.
وأبحرت السفن قاصدة البسفور وألقت مراسيها على الشاطئ الشمالى على مسافة
سبعة أميال من المدينة. بالقرب من القصر البحرى المهجور فى الهيبيدروم. ثم أنزلت
حمولتها البشرية وانسحبت عائدة إلى بحر مرمرة. وتقدم طابور المشاة الطويل
على شكل قوس ضخم قبالة الأسوار البرية الثلاثية التى كانت قد بنيت فى عهد
الإميراطور ثيودوسيوس Theodosius فى القرن الرابع الميلادى. والتى كانت تحمى
قلب المدينة ضد الهجمات القادمة من الشمال. وعندما استفاقت القوات البيزنطة
من صدمتها. حققت النصر فى البداية. فقد سارت من المدينة وأوشكت على اجتياح
الجيش العربى خارجها. أما فى البحر. فقد هاجموا الأسطول العريى ودمروا كثيرا
من سفنه. وثمة سلاح جديد. النار الإغريقية». التى لا يمكن إطفاؤها فى الماء. يرهن
على أنه سلاح مدمر ضد العرب. فى البحر وعلى البر على UP gual بيد أن العرب
112
عوضوا خسائرهم بسرعة. فقد وصل أسطول جديد وجيش جديد من الجنوب. وكان
البيزنطيون قد فقدوا السيطرة فى البحر حول المدينة ولم يعد بوسعهم التحرك فيما
وراء الأسوار. لأنهم كانوا أقل عددا من العرب كما أنهم كانوا منهكين أكثر من العرب
الذين كانوا على استعداد للبقاء طوال الفترة اللازمة للاستيلاء على القسطنطينية .
وكان العرب يشنون هجوما جديدا فى كل ربيع منذ سنة WY حتى WT من
معسكرهم الحصين قرب المدينة. كانت الخسائر البشرية مهولة؛ ففى واحدة من
الهجمات قتل ثلاثون ألف شخص. وبالتدريج اتبع المدافعون البيزنطيون التكتيكات
التى تعلموا استخدامها ضد طوابير الجنود المسلمين على الأرض. بحيث يدفعونهم
مهرولين إلى البحر بلا رحمة. وعند سيلايوم Syllaeum فى آسيا الصغرى. استولت
فرقة بيزنطية على سفن إمداد عربية كانت متجهة شمالا ودمرتها. وإذ حرم العرب من
التعزيزات فى السنة السابعة من الغزو. انسحبوا فى نهاية الأمر وعادوا إلى شرق
المتوسط وقد تخلوا عن فكرة الغزو. فقد أدركوا أن عدد الرجال لديهم قليل. وأنهم
لا يملكون ما يكفى من آلات الحصار الكبيرة الضرورية لنقب أسوار ثيودوسيوس
الثلاثية التى تحمى المدينة. وعلاوة على ذلك تسبب اعتمادهم على الطريق البحرى
وحده لإمداداتهم وتعزيزاتهم فى فشل المغامرة برمتها.
وعلى مدى جيل لم يشن العرب أية هجمات جديدة على المدينة. ولكن فى بواكير
سنة ١١۷م عاد السفير البيزتطى إلى دمشق يحمل أنباء إلى القسطنطينية بأن العرب
يجهزون جيشا وأسطولا أكبر من أى جيش رأته الأعين من قبل. وأصدر الإمبراطور
أوامره بملء جميع شون الغلال وخزانات المياه عن آخرها. وإصلاح الأسوار والزيادة
فى طولها. ووضع السفن كلها فى حالة الحرب. فقد كان يتوقع أن تطول الحرب
وفى أواخر فصل الربيع سنة VW تقدم جيش عربى قوامه ثمانين ألف رجل
من ناحية الجنوب. وكان المسلمون؛ قبل خمس سنوات. قد أطاحوا بالقوات البيزنطية
الميدانية عند أيواب قليقية ثم احتلوا الأرض الواقعة بين جبال طوروس وساحل
113
البحر المتوسط. وفى ذلك الحين استولى المسلمون فى أثناء تقدمهم شمالا على كل
مدينة جيدة فى طريقهم كان يحتلها البيزنطيون دونما صعوبة كبيرة. وأظهروا أن
مهارتهم فى OF الحصار قد تحسنت بشكل لافت للنظر منذ هجماتهم السابقة على
القسطنطينية. ووصلوا إلى شاطئ البحر المتوسط عند برجامون وتايعوا سيرهم
شمالا إلى شاطئ الدردنيل فى أوائل شهر يونيو. وعند أبيدوس قابلوا أسطولا من
السفن الصغيرة قادما من بلاد الشام يحمل القوات وخيولهم وجمالهم عبر مسافة
الميل التى تنقلهم إلى الشاطئ الآخر. كانت تلك لحظة تاريخية. oS فى ذلك المكان كان
ملك الملوك كسرى. قبل أكثر من ألف سنة. قد صنع جسرا من القوارب حتى تتمكن
جيوشه من العبور إلى أوريا .
وبنهاية شهر يوليو سنة VV كان القائد المسلم «مسلمة» وجنوده يعسكرون
قبالة أسوار ثيودوسيوس. وكان يرسل فى كل يوم مجموعات لاستطلاع أحوال
المدافعين. ليكشفوا الأماكن التى يقل فيها عدد الرجال على الأسوار. قبل شن الهجوم
الشامل فى منتصف شهر أغسطس. وقد عمل الإمبراطور الذى كان قد ركز أقضل
قواته فى كتائب متحركة خلف استحكامات all على صد هجمات العرب. وكان
السلاح ذو الفعالية الأكبر فى هزيمة الهجوم العربى على الأسوار تركيبة محسنة
حديثة من النار الإغريقية. إذ كان لاجئ يونانى هارب من بلاد الشام قد طور تركيبة
جديدة من الكبريت والجير الحى عرفت باسم «نار البحر». وكان الجير الحى إذا
اختلط بالماء يبدأ فى الاحتراق بحرارة مكثفة تؤدى إلى إشعال المزيج. وكانت كثير من
السفن الحربية فى الأسطول البيزنطى مجهزة بقاذفات خاصة بالنار الإغريقية. ولكن
الإميراطور ليو جرد بعض هذه السفن القاذفة ووضعها على مسافات متقاربة بطول
الأسوار. كما كانت هناك فرق خاصة مجهزة بأنواع متحركة من تاذفات اللهب aia
وما إن كان السائل يلتهب فإنه يستحيل a yb] وببساطة كانت الطوابير العربية
المتقدمة تحترق تماما. ومع الغروب كانت سحب الدخان الرمادى الكثيف معلقة تحوم
فوق سماء المدينة وتملؤها برائحة اللحم البشرى المحترق الخانقة .
114
وفى الشهر التالى. تحول ميزان المزايا لصالح المسلمين مرة أخرى. فقد أبحر
أسطول من حو الى ألف وثمانمائة مركب صغير محملة بالجنود ومعها عشرون سفينة
حربية كبيرة من مصر ودخلت بحر مرمرة. وكان قائدهم «سليمان بن عبد الملك» قد
أنزل معظم قواته لتعزيز جيش المسلمين الذى يفرض الحصار على القسطنطينية.
ولكن الأسطول كله أبحر بعد ذلك باتجاه البسفور لمهاجمة المدينة من ناحية البحر.
وعلى أية حال. أبحرت السفن الحربية البيزنطية الراسية فى مياه القرن الذهبى
لتمطر السفن العربية ب «نار االبحر». ودفعت السفن المشتعلة بالنيران فى اتجاهها.
وسرعان ما تحولت الفجوة الضيقة بين الشاطئ الآسيوى والشاطئ الأوربى إلى
«غابة متحركة» تموج بالسفن المحترقة. وكل منها تشعل النار فى شراع السفينة
المجاورة لها أو فى حبالها. ونجح سليمان فى حشد عدد Jal من سفنه التى لم ينلها
الدمار وأبحر عائدا إلى بحر مرمرة. وعلى امتداد الشتاء التالى الذى كان قارص
البرد. ماتت أعداد كبيرة من العرب وغيرهم من الشرقيين بسبب البرد. وأرسل القادة
العرب طلبات ملحة iale إلى دمشق يطلبون إمدادت CURIE
وفى الربيع التالى ازدادت وطأة الحصار. فقد وصلت المزيد من السفن من
الإسكندرية. وموانئ LE وفى الوقت نفسه كان قد تم انتشال الكثير من السفن
المدمرة فى الخريف وتم إصلاحها. وذات ليلة. وتحت جنع الظلام. تسلل أسطول
المسلمين خلسة وتسلل بين المراقبين البيزنطيين لينزل آلافا من الجنود على الجبهة
الشرقية. ولكن فى ذلك الحين تعرض المهاجمون أنفسهم للهجوم من الجانبين. فقد
دقع البيزنطيون القبائل البلغارية فى البلقان لمهاجمة العرب فقام جيش من أيناء
القبائل البلغارية بالتجمع حول معسكر المسلمين. ودارت معركة وحشية تغلب فيها
البلغار على العرب ورقد على أرض المعركة حوالى عشرين ألفا من المسلمين ما بين
قتيل وجريح على مرأى من أسوار القسطنطينية الكبيرة. كما مات عدد كبير آخر بفعل
المرض. وفى يوم ١5 أغسطس سنة VYA هدم المسلمون معسكرهم وساروا عائدين
فى ales! الدردتيل.
HS
لقد أرسى الحصاران اللذان فرضهما العرب سنة AVO CMM » وسنة VAV
VIA . واستيلاء الجيوش العربية فى الوقت نفسه على ما تبقى من الممتلكات
البيزنطية بشمال أفريقيا. صورة. «السراكنة» أو. «الهاجريين» gl «الإسماعيليين»
بوصفهم العدو الأكثر عزما وشيطانية من بين الأعداء الذين واجههم البيزنطيون
على الإطلاق. فقد بدأ الكتاب البيزنطيون يتحدثون عن. روح العدو المتغطرسة. أبناء
«إسماعيل» وأنهم. جنس أنجبته «أم جارية». وافترضوا أن فشل محاولات الحصار
كان نتيجة لتصميم الرب على إنقاذ شعبه من «العرب الشرهين الموغلين قى الشر»
07 وعلى أية حال. تأخر الكتّاب البيزنطيون كثيرا فى شن الهجوم الشامل على
المسلمين لأنهم انشغلوا فى أعقاب الهجوم الثانى على الفور فى الحرب الأهلية التى
نشبت داخل العالم المسيحى الأرثوذكسى. إذ إن أولئك الذين كانوا يبجلون الصور
المقدسة. الأيقونات. (الأيقونيون. وأولئك الذين اعتقدوا أنها نوع من عبادة الأصنام.
اللاأيقونيون) اضطهد كل منهما الآخر وقتلوا أفراد الفريق الآخر فى أزمة استمرت
على مدى ما يزيد على قرن من الزمان. بعد أن حرم الأيقونات فى سنة NYO
الإمبراطور البيزنطى ليو الثالث Leo I المعروف باسم ليو الأيسوري. الذى تولى
الدفاع عن القسطنطينية. وعلى مدى تلك الفترة كان اللاأيقونيون يمسكون بزمام
السلطة. ولقيت الحركة اللاأيقونية مساندة قوية من الجيش. وجاءت نهاية الحركة
اللاأيقونية الفعلية وتجدد الصراع ضد المسلمين على نحو أو آخر. ففى مارس سنة
ALY وتحت قيادة الإمبراطورة ثيودورا Theodora التى كانت وصية على ابنها
الذى كان عمره عامين, وتم سحب كل المراسيم المضادة للأيقونات. ووقع قرار
الحرمان الكنسى على اللاأيقونيين الذين كانوا قد ماتوا منذ فترة طويلة بعد موتهم .
ولا غرابة فى أنه كان ثمة نظرة تربط بين الفكرة السائدة عن الإسلام والنظرة
إلى اللاأيقونيين الذين رفضوا تصوير الرب فى شكل الإنسان والذين باتوا
مهزومين فى ذلك الحين. وحسبما يقول نيكولاس زيرنوف ‘Nicolas Zernov
«كانت اللاأيقونية حركة الاحتجاج الشرقى الأخير من داخل المسيحية ضد الهللينية
التى تداخلت فى نسيج واحد مع تقاليد الكنيسة البيزنطية. لقد كانت جزءا من تلك
116
الحركة صوب التو حيد والفقه البسيط الذى كان الإسلام نفسه أقوى تعبير عنه». وقد
أشار أيضا إلى أن الجيش ساند زعماء هذه الحركة فى حملتهم ضد Oly «oU gi
معظم الجنود كانوا. من بين الأرمن وأبناء ماردين والأيسوريين وغيرهم من الشعوب
الآسيوية»!' ''. as] كان المسلمون هم العدو الخارجى والعدو الداخلى فى آن معا.
بعقيدتهم التى كانت تتحدى ما كان قد صار المبدأ الجوهرى للإيمان الأرثوذكسي.
فبالنسبة لبعض الكتاب الأرثوذكس كان المسلمون مجرد هراطقة. أى يقفون على قدم
المساواة مع اليعاقبة. والنساطرة والأقباط وغيرهم من المنشقين. وبالنسبة للبعض
الآخر. كانوا هم الوحش الذى تنبأ به سفر الرؤيا. عصا الرب وأداة الجحيم للانتقام
الإلهى من المسيحية الخاطئة. وفى بعض Glad! كانوا يساوون بينهم وبين غيرهم
من أعداء بيزنطة القدامى. فكانوا يسمونهم «الفرس» ويسمون حاكمهم «خسرو»
(كسرى). وفى أحيان أخرى كانوا يطلقون عليهم اسم. «الإسماعيليين». لكى يفرقوا
بين سلالتهم وسلالة إبراهيم الشرعيين. أو يسمونهم. الهاجريين» نسبة إلى هاجر
أم إسماعيل التى كانت محظية لإبراهيم أبى الأنبياء. وليست هناك إجابة واضحة
عن Gaull فى أنهم حملوا اسم. «السراكنة» Saracens أى أبناء سارة زوجة
إبراهيم. بيد أن الكلمة كانت مستخدمة لوصف سكان صحراء شبه الجزيرة العربية
قبل الإسلام ثم امتدت لتشمل المسلمين بعد COS وهناك نظرية نشرها إيسيدور
الإشبيلى Saint Isidore مؤداها أن هؤلاء كانوا من السورينجاى Syriangae وأن
كلمة سراكنة جاءت تحريفا لها. وهناك نظرية أخرى تقول إن الكلمة كانت تطلق فى
البداية على واحدة من القبائل البدوية العربية. هم بنو سارة. ثم صارت تطلق على
جميع عرب الصحراء فى وقت لاحق .
وأيا كان الاشتقاق الذى جاءت منه الكلمة. فإن هناك بعض العناصر المشتركة
التى لم تلبث أن ربطت نفسها بالسراكنة بعد الفتوح العربية التى بدأت سنة WE
فى منطقة شرق المتوسط. وتؤكد المصادر المسيحية الباكرة على الخاصية المرتبطة
بنهاية العالم فى هذه الفتوح. بمعنى أنها كانت الانتقام الإلهى الذى أوقعه الرب على
شعبه الواقع فى الخطيئة فى وقت كانت هناك ثقة فى المجىء الثانى للمسيح. فقد JU
117
الأسقف الأرمنى سيبيوس Sebeos فى US الموسوم «تاريخ هرقل». الذى يمثل
الرواية الوحيدة المعاصرة عن الفتوح من مصدر مسيحي!* إنه يخشى أن يحكى عن
الرعب الكامل الناتج عن الغزو الذى قام به الإسماعيليون. ووصف هذا الغزو بأنه
ريح مسمومة حارة. السموم). تحرق وتهلك. تهب علينا. تشعل النيران فى الأشجار
الباسقة الجميلة فى الحديقة. وفى النباتات الصغيرة ذات الأوراق الغزيرة»!''). وقد
كتب أيضا عن مظاهر الرعب الأخرى التى تم ارتكابها. وألمح إلى أن هذا لا يمكن إلا
أن يكون الوحش الرابع فى سفر الرؤيا. مثل «نسر طائر». وهو على خلاف الوحوش
الأخرى. لم يسترح أبدا ليلا أو نهارا قائلا. «يا أيها الرب المقدس. الذى كان. ويكون
Cases,
وقد توسع سيبيوس فى وصفه للوحش فقال إنه كان. « رهيبا. عجيبا. له أسنان
من حدید» ومخالبه من نحاس. يلتهم ويسحق ويدهس ... لقد cle من صحراء كبرى Y
حدود لها حيث عاش موسى وبنو إسرائيل فى الماضى. بحسب كلام النبى دانيال. ol
من صحراء شاسعة رهيبة. حيث ثارت عاصفة الأمم وملأت الأرض. وغزت الأرض
ودهستها. وهكذا تم إنجازها. سيكون الوحش الرابع هو المملكة الرابعة على وجه
الأرض والتى ستكون AST كارثية من جميع الممالك. والتى ستحول الأرض كلها إلى
eel
£l
على UF حال. كان الوحش الرابع يقوم بعمل الرب على الرغم من أنه نفسه كان
أداة الشر. ففى رؤيا يوحنا كان الوحش الرابع هو الموت. «... فنظرت وإذا فرس
أخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية تتبعه وأعطيا سلطانا على ربع الأرض
) #) كان يوحنا أسقف نقيوس فى مصر شاهد عيان أيضا على أحداث الفتح العربى. . وقد كان هذا
الرجل أحد كبار الكنيسة المصرية وكان معاديا تماما للبيزنطيين. . وعلى الرغم من أن كتابه لم
يصلنا سوى فى اللغة الحبشية مع تحريفات وإضافات من جانب المترجم الحبشى فإن قيمته
كبيرة بالنسبة للمؤرخين. ( المترجم )
118
أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض» لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم
ومن يستطيع الوقوف»!"') وقد شهدت عدة مصادر بالقتل والدمار الحتمى الذى صب
الغزو. وقى الرواية المكتوبة أنجزوا رؤية تنبؤية للمسيحية. لقد تجسدت أداة فى
سلالة إبراهيم غير الشرعيين :يحميهم الرب ومع هذا تفصلهم عن المسيح مسافة لا
نهائية. وقد دخلت المفردات المجازية عن العنف والرعب التى خلقتها تلك الاتصالات
الأولية فى ثنايا كثير من الروايات. ولكن المصطلحات لم تكن ثابتة مثلما هو الحال فى
أكثر النبوءات. ail كان سيبيوس يترجم الأحداث فى مصطلحات كان من الضرورى
صياغتها لتحقيق كلمة الرب ومشيئته. لقد كان المسلمون شرا ضروريا”" .
* ok ok
ail قدم GUSH البيزنطيون الإسلام منذ القرن السابع فصاعدا على أنه خطر
مميت يواجه المسيحيين. أخطر مما كانت تمثله فارس على الإطلاق. وقد صنف
سيبيوس. فى نهاية كتابه» بعد أن حكى عن الهجوم الأول على القسطنطينية. الخطر
الذى كان الإسلام يمثله بقوله. «... ومثلما ينطلق السهم من قوس شديد التقوس
يمسك به رجل تجاه الهدفء فكذلك هم العرب الذين يأتون من صحراء سيناء لكى
يدمروا العالم بأسره بالجوع. والسيف. والإرهاب العظيم»".
لقد تم تصوير المسلمين بالمصطلحات السلبية نفسها الواردة فى الهجائيات
الكاثوليكية الغربية التى استخدمت فى تصوير الشرق! '! فقد كانت هناك أيضا
مصطلحات مثل. خلاصة الشر. بل المسيح الدجال. كما وصفوا أيضا بأنهم الأداة
اللازمة للحنق الإلهى وحكمه على شعب الرب الواقع قى الخطيئة. وبمرور الزمن
تكاثرت أشكال جديدة من أوصاف الإدانة واللعنة. ولكنها كلها وضعت فى إطار تم
توسيعه فى مدى عقود قليلة بعد الاتصال الأولى. ومنذ هذا الوقت تم فهم «الإسلام»
من خلال أمثلة موجودة فى العهد القديم وفى العهد الجديد من الكتاب المقدس عن
الشر والدمار. كانت هذه الأوصاف المنسوبة للبشر والموجودة منذ JONI هى التى
119
تكررت فيما بعد فى خطاب الكتاب. وبقيت دون نقد أو مواجهة على مدى Bac قرون.
وتسربت هذه الأوصاف خارج أوساط المتعلمين لتصل إلى عقول عامة الناس أو
أفواههم. ومن بعدها اكتسبت الكلمات التى استخدمها الكتاب معانى جديدة. ولكن
هذه العملية واجهت المقاومة. فقد كتب ألكوين Alcuin . الذى كان أشهر alle أنجلو
سكونى فى القرن الثامن الميلادى ومؤسس مدرسة القصر فى قصر الإمبراطور
شارلمان بآخن. Yo ينبغى لأولئك الناس أن يستمعوا لمن يقول إن صوت النبى هو صوت
الرب. لأن الصخب الصادر عن العامة المشاغبين دائما ما يقترب من الجنون»!''). وما
يزال الجدل محتدما حول كيفية زرع الأفكار التى تجسدت فى عدد قليل من المؤلفات
bere
وبثها بين الجماهير الأكبر عددا والذين 222335 بيدهم الأمية .
ويعتمد فهم الأفكار التى تتناول المسلم بوصقه كافرا على طريقة عمل اللغة ON
فهناك العديد من النظريات التى تعمل بها اللغة. ولكن فى خمسينيات القرن العشرين
قدم المحلل النفسى الفرنسى «جاك لاكان «Jacques Lacan تفسيرا مقيدا عن GES
عمل اللغة وآثار استخدامها. وقد أخذ النموذج الذى كان أول من أوضحه هو أبو
علم اللغة. فردينائد دى سوسير .«Ferdinand de Saussure وهذيه us SI
ما رأى أنه حقيقة العلاقات الإنسانية. وكان سوسير قد عرف الاتصال بأنه نظام
خالص وشامل من العلامات. وتتكون كل كلمة فيه من عنصرين"“ .والعنصر الأول
هو الوصف أو «المدلول» المشتق من الكلمة الفرنسية signifie . والعنصر الثانى هو
الدال. أى الوسيلة التى توصل بها معناها. سواء كانت هذه الوسيلة الصوت المنطوق
أو العلامات المرئية. مثل الكتابة .
وسيكون الاتصال مستحيلا إذا لم يكن هناك فهم مشترك لكيفية الربط بين الدال
والمدلول. إذ يجب تسمية الشىء نفسه بالطريقة نفسها. ولكن «لاكان». ياعتباره عالم
نفس. رأى أنه لا يوجد بين مرضاه فى الواقع العملى علاقة ندية بين العنصرين. فقد
GI بالفعل جزءا فى سلسلة من الروابط العقلية. يحملان فى داخلهما ما بقى من
تلك الروابط. وإذا طبقنا نظرية «لاكان» عن الممارسة اللغوية على السباب واللعنات.
لكان معنى هذا أنه يجب إخضاع Gi إهانة للسياق. لأنها تحمل فى طياتها آثارا واهية
120
تركتها إهانات مماثلة حدثت من قبل. وفى حالة المسيحية والإسلام يجب أن يحيط
هذا السياق بتاريخ يعود القهقرى إلى عدة قرون مضت. فإذا قبلنا هذا المفهوم فلن
يكون هناك سوى عدد قليل للغاية من العبارات داخل ذلك التاريخ يمكن أخذها بقيمتها
السطحية. إذ إن معناها مستمد بصورة جزئية من تجمع الخوف والكراهية الممتدة.
وتنقصنا فى السجلات الباكرة تلك المعلومات التى تساعدنا على رؤية المدلولات
الكاملة لهذه الفكرة ولكننا إذا ما خرجنا من التتابع الزمنى برهة لوجدنا مثالا. يرجع
إلى النصف الثانى من القرن التاسع عشرء يوضح كيف يمكن للعداوة أن تصطنع
نسيج المعنى على هذا النحو وتزيفه وتحافظ عليه.
ck %* رن
هذا المثال يظهر فى السجلات القنصلية البريطانية التى يرجع تاريخها إلى يونيو
e WV فى زمن كانت هناك هجمات وحشية ضد المسيحيين فى الشرق الأوسط.
وهو ما سوف نعود إليه فى هذا GUSH مرة أخرى. فقد طلبت الحكومة البريطانية
من قناصلها فى الدولة العثمانية كتابة تقرير موجز وشامل عن انطباعاتهم عن كيفية
Blo المسيحيين فى JB حكومة مسلمة. وقد فسر الموظفون المختلفون التعليمات
الصريحة الصادرة إليهم بطرق مختلفة. |3 bay القنصل بلنت Blunt فى بريشتينا
بالبلقان أن المسيحيين كانوا «بالتأكيد» أحسن حالا منهم قبل عشر سنوات. ففى تلك
الأيام كان. يمكن للمرء أن يحكم بمقاييس التسامح التركى المعمول بها فى تلك الأيام
بإرغامهم على الزحف تحت wl gal لا تكاد تصل إلى ارتفاع أربعة أقدام». لقد
كان الاستدلال هنا واضحا بلا لبس. إذ كان معناه أن الأتراك يجبرون النصارى على
صناعة أبواب كنائسهم منخفضة بالقدر الذى يجبر من يرتادها على الانحناء للدخول.
ومن ثم يهينون أنفسهم. ولكن بحسب قراءتى أنا لهذا راودنى الشك فى أن يكون
هذا الموظف القنصلى المحنك قد فسر الموقف تفسيرا صحيحا. فقد كان هناك تفسير
آخر لوجود هذه الأبواب المنخفضة التقطته من مكان آخر. هذا التفسير يشير إلى أن
121
المسيحيين أنفسهم هم الذين كانوا يتعمدون جعل أبواب كنائسهم منخفضة. بحيث
يتم منع المسلمين من الدخول إلى كنائسهم على ظهور بغالهم مما يتسبب فى تلويث
الأرضية. ومن المؤكد أن كلا من الروايتين توضح أنه كان هناك اضطهاد. ولكن كل
رواية تسلك طريقا مختلفا عن طريق الأخرى .
وعلى أية حال. فقد ساورنى الشك أيضا فى مدى إمكانية الاعتماد على أى من
التفسيرين دليلا على وجود الاضطهاد العام. فقد عاشت «مارى إليزا روجرز» فى
فلسطين فى أثناء فترة الخمسينيات من القرن التاسع عشر. ووصفت كثيرا من
الكنائس بقدر كبير من التفصيل. ولكنها لم تشر أبدا إلى هذه الرموز المعمارية الدالة
على الاضطهاد. كما أنها لم تشر مرة واحدة إلى أن المسيحيين كانوا ينحنون لكى
يدخلوا إلى أماكن العبادة الخاصة بهم. فهل كانت هناك تفسيرات أخرى لا تعنى
أنه كان هناك اضطهاد. ففى أوربا المسيحية تتخذ أبواب الكنائس كافة الأشكال
والأحجام. والأبواب الكبيرة الثقيلة تحتوى غالبا على مدخل صغير يستخدم يوميا
[ما يعرف باسم الخوخة وهو موجود فى الأبواب القديمة فى مصر أيضا. ؛ على حين
تفتح الأبواب الكبيرة فى الأعياد والاحتفالات .. كما أن الكثير من الكنائس الأوربية
لها مداخل ثانوية صغيرة وضيقة. أى التفسيرات صحيح إذن؟ هل كان ذلك طغيانا
رسميا وضع لإهانة المسيحيين؟ هل كان ردا مسيحيا على مشكلة كريهة. أم ربما لم
تكن سوى وسيلة بلاغية. ومجرد مجاز طرح فى صورة الحقيقة. أم كان تصويرا
قصد به التعبير عن خاصية. التسامح التركى». ليس بوسعنا أن نعرف. وربما كان
القنصل يريد فقط أن يستخدم رمزا مناسبا للدلالة على اضطهاد «الأيام السيئة
الماضية حقيقة» فى أربعيتيات القرن التاسع عشر . ٠
على أية حال. هناك باب واحد بعينه ريما كان يمثل النمط السائد فى هذه
الحكايات. إذ إن كنيسة الميلاد فى بيت لحم. التى بناها الإمبراطور جستتيان سنة
ov كان لها فى الأصل ثلاث بوابات فى واجهتها الغربية. ولكن تاريخ المبنى يكشف
كيف أنها تغيرت على مر القرون:
«المدخل الرئيسى إلى البازيليكا عن طريق الباب الصغير جدا. باب الخضوع
(4لاسم عرضا aunt's ارتفاعا. ويجب أن يدخل الزوار منحنين كما لو كانوا
يدخلون كهفا حقيقيا. وفى الأصل كان للكنيسة ثلاثة مداخل. اثنان منها سدا بالطوب
الآجر. ثم أخفيا بدعامة بنيت فيما بعد ( بعد القرن السادس عشر) وبالمبانى الأرمنية.
Li المدخل المركزى والأعلى فى كنيسة جستنيان فقد أعاد الصليبيون تشكيله. ونتج
عن هذه العملية قوس مديب ما يزال ماثلا للعيان إلى اليوم مع الكورتيش الذى وضعه
جستنيان فى المبنى الذى بناه. وقد عمل المدخل الصغير الحالى فى أثناء العصر
العثمانى لمتع الفرسان الراكبين من دخول البازيليكا. الكنيسة)»“.
جميع الحكايات الحديثة تكرر هذه القصة. زاعمين أن العثمانيين كانوا يجعلون
أرض الكنيسة إصطبلا لخيولهم” E ولكن الآثار الباقية هناك تتلاشى. وليس هناك
اتفاق على الوقت الذى حدث فيه هذا التدنيس بالضبط. وعلاوة على ذلك. ليس هناك
ما يشير إلى أن مواقع أخرى مساوية فى الأهمية. مثل كنيسة القيامة. قد لقيت
المعاملة نفسها. إذن. أى القصص كانت صحيحة. الخيول أم الإهانة والذل. أم أن
الباب فى كنيسة بيت لحم تم تخفيض ارتفاعه لأسباب معمارية. أخذت فى الاعتبار
فى التغييرات التى أجريت أيام الصليبيين. ومن المؤكد أن المدخل المنخفض لم يترك
pole " رمزی لدى. ماری روجز. التى قالت. « ail مررنا تحت طريق منخفض
من الأقواس». كانت هذه هى الطريقة الصحيحة التى وصفت بها دخولها من باب
e AUI ار
هذه الحكايات. وحكايات أخرى مثلها. يجب دائما. فى تقديرى. توخى الحذر فى
نشرها. ولا شك فى أنه قد تولدت على مر القرون من الربط بين «الحكم الإسلامى»
وصورة مدخل الكنيسة الضيق. أفكارعن الذل الذى لقيه المسيحيون. وكان متوقعا
أن يستنتج المسيحيون من هذا الكيفية التى كان المسلمون يتصرفون بها دائما تجاه
المسيحيين. ولكن تغيير السياق يؤدى إلى تغيير المعنى. إذ إن الباب الضيق نفسه. فى
أيد مسيحية. سيكون له مدلول مختلف تماما. وعندها يمكن أن يصبح هذا الباب LLS
123
عن طريق الخلاص مع تذكر كلمات المسيح فى إنجيل متى: a اضق النات و اکر
الطريق الذى يؤدى إلى الحياة. وقليلون هم الذين Ue gans
هذا التناقض أعاد إلى ذاكرتى نموذج «لاكان» التصويرى عن كيفية خلق المعنى.
وتوصيله. وفهمه. ففى البداية رسم بابين جنبا إلى جنب. ولم يكن لأى منهما مدلول
خاص. وعندما كتب فوق أحدهما كلمة «رجال. وفوق الآخر كلمة. نساء» فهم القارئ.
كان كل ob حينئذ يوحى بما خلفه. ليطلق شلالا من الروابط والصلات. وكانت
النقطة التى أراد «لاكان» توضيحها أنه ليس هناك شىء فى كلمتى «رجال». «تساء»
بحد ذاتهما. ولا فى صورة البابين بحد ذاتها. ولكن تواجدهما بجوار بعضهما
وعليهما الكلمتان المكتوبتان. سرعان ما صنع رايطة ثقافية بين الجنسين. ومع عملية
التبول LC gaily وهكذا يشير إلى أن المدلول الخاص لهذين البابين إنما حسمه
السياق. لقد كانت الكثير من الحكايات الأوربية عن. «العالم الإاسلامى» قد بنيت بهذه
الطريقة. مثل تفسير القنصل البريطانى بلنت للمدخل الواطئ فى كنيسة بريشتينا. إذ
إن نموذج التفسير الغربى للإسلام. الاضطهاد والوحشية والتهديد. هو الذى حسم
كيفية فهم الحوادث والتراكيب والصور وحددها! “.
هوامش الفصل الثانى
(66-p.65)
Curio's Notable Historie of the Saracens
78 * * ees * " i - o» 1
ole! توماس نيوتن أن النبوخذ نصر البابلى والفرعون التركى أقرب تمامًا إلى
أنوفنا ... بل إنهم الآن على أبوابنا مستعدين لدخول بيوتنا ... هذا الوحش المدمر
والطاغية الدموى . واللص العام للعالم . انظر
Coelius Augustinus Curio, A Notable Historie of the Saracens, Trans .
Thomas Newton, London: n.p. Amesterdam Walter J. Johnson Inc. 1977 .
2. Thefirst'Mad Mullah’ was the Somali leader Mohammed bin Abdullah Hassan,
against whom the British fought from 1899. ‘Mad Mullah’ has now become a
common insult. ,
- أعد الكاتب الذى عاش فى القرن العاشر حمزة الأصفهانى قائمة بخمس أمم
كبرى فقط من الصين فى الشرق حتى البربر فى الغرب» نقلا عن Khalidi. Arable
olaia Historian Thought ۱۱۸-۱۱۷ . كان هناك هجاء إسلامى ضد المسيحية
وضد المسيحيين الغربيين بوجه خاص « ولكن قبل أواخر القرن الثامن عشر لم يكن
مصحوبا بأى فضول قوى تجاه أولئك الذين هاجمهم . ويلاحظ چاك واردنبرج أيضا
أنه بينما كان (gal المسلمين ' dade Load غن اسلف خارج دار الإسلام؛ كان هناك
ما يشبه الغياب الكامل عن Jal الذمة فى الأراضى الإسلامية" انظر :
125
4. This was the ‘persecuting society’, first identified by R. L Moore, subsequently
challenged and modified, but still solid in all its essentials. See Moore, Formation,
and Laursen and Nederman, Beyond.
هذه الخاصية نفسها كانت مدانة من جانب الإسلام : إذ إن مصطلح «جاهلية» -4
يصف العصور المظلمة قبل الإسلام الذى جلب النظام والنور إلى العالم. ولكن
الشعر العربى كان ما زال يستخدم الصفات الحربية فى القبيلة لرسم صورة النبالة
. ويلاحظ روبرت هويلاند أن «الإسلام ظهر بين سكان Gall وبدأ بنظرة حضرية
نمطية إلى البدو... وفى الأدب الإسلامى الباكر كان البدو يصورون غالبا على أنهم
أجلاف . وكان لابد لكل هذا أن يتغير بسرعة ؛ ويتم تصويرهم على أنهم جذور العرب
ودعم «eL انظر:
Arabia and the Arabs: From the Brone Age to the Coming of Islam ,
London , Rautiedge, 2001, pp. 2437- .
US s هويلاند الأسبق «Seeing Islam» i يحتوى على نطاق ممتد GU من
البيانات السلبية عن الإسلام الباكر. ولكنه يؤسس أيضا أنه لم يكن هناك استجابة
موحدة تمامًا وعلى أية حال o يلاحظ (مم.4؟0-1) أنه فى الكتابات اليونانية لم
يكن المسلمون سوى أعداء الرب ... والصورة التى كانت لدى البيزنطى العادى عن
العرب كانت محكومة بأكثر من ألف سنة من الانحياز ... وأن أسلافهم فى الكتاب
المقدس " من نسل الجارية هاجر قد وصمتهم دينيا بأنهم «أحقر شعوب الأرض» ada)
الإدانة والازدراء موجودة فى الحولية السورية سنة 274١م على أساس مصدر من
القرن الثامن.
6. For example, at Duma in 634. See Glubb, Conquests, p. 132.
7. Mark Whittrow has pointed to multiple problems with the sources for the first
islamic conquests. See Whittrow, Making, pp. 82-9.
8. Cited in Gil, History, p. 41.
9. lbid., pp. 38-9.
lo. See Gibbon, Dedine and Fall, vol. §, p. 422. Gibbon uses the often fanciful
chronicle of Al Wakidi, and Ockley's History of the Saracens, But although the
details are embellished the essence of the battle seems plausible.
S
126
23.
24.
25.
26.
27.
28.
. See Gil, History, pp. 4274.
. This was the pass that Alexander the Great and his armies had traversed.
. Gil, History, p. 170, asserts the contrary: ‘One should not assume that the
Moslems were in a majority during this period.’ However, his Muslims are
Peninsular Arabs, ‘tribes who derived their income from taxes from the subdued
population’, and so converts do not figure.
. See Zemov, Eastem Christendom, p. 84.
. This had been miraculously rediscovered by the Emperor Constantine’s
mother, Saint Helena.
. Cited in Glubb, Conquests, p. 183.
„ Matthew 24: 15724.
. See Constantelos, ‘Moslem Conquests’, p. 325.
. Cited in Christades, ‘Arabs’, p. 316.
. These monstrous creatures were first described by Pliny the Elder in his Historia
Naturalis, completed in AD 77. See Moser, Ancestral Images, pp. 36-7. See also
C. Meredith Jones, "The Conventional Saracen ofthe Songs of Geste", Speculum
17 (1942), pp. 201-25.
. See Sahas, John of Damascus.
22.
De Fide Orthodoxa, IV, 11; cited in Khoury, Polémique, p. 11. John's father had
been among those who formally surrendered Damascus to the Muslims.
See Jane I. Smith, ‘Islam and Christendom: Historical, Cultural and Religious
Interaction from the Seventh to the Fifteenth Centuries’ in The Oxford History
of Islam, ed. John L. Esposito, Oxford: Oxford University Press, 1999, p. 322.
She observes: ‘Scholastic writings coming out of the eastern part of the empire
in the ninth and tenth centuries, especially from Byzantium, tended to be
contemptuous and even abusive of the Prophet. In general this polemic was
apocalyptic (prophesying the end of the Arabs) and highly uncharitable. The
work produced in Spain . .. provided the first attempt at a comprehensive
view of the religion of the Saracens, despite its predilection to see Islam as a
preparation for the final appearance of the Antichrist.’
See Khoury, Polémique, pp. 360-61.
See Sherrard, Constantinople, pp. 8-9.
Cited in W. R. Lethaby and Harold Swainson, Sancta Sophia Constantinople: A
Study of Byzantine Building, London: Macmillan & Co., 1894.
Revelation, 21: 2-3.
However, it was difficult to use effectively, except in limited defensive situ-
ations. For a balanced view, see Whittrow, Making, pp. 124-5.
127
29. See Gibbon, Dedine and Fall, vol. 6, p. 8: "The winter proved uncommonly
rigorous. Above an hundred days the ground was covered with deep snow,
and the natives of the sultry climes of Egypt and Arabia lay torpid and almost
lifeless in their frozen camp.’
30. Theodosius Grammatikos, in Spyridonos Lambros, ‘Le deuxiéme siége de
Constantinople par les Arabes et Théodosius Grammatikos’, Athens: Historika
Meletemata, 1884, pp. 129-32, cited in Ducellier, Chrétiens, p. 133.
3I. See Brubaker, Vision, pp. 19-58.
32. Zemov, Eastern Christendom, p. 86.
33. See Rotter, Abendland und Sarazenen, pp. 68-9, and Tolan, Saracens, passim.
34. See History of Heraclius, cited in Ducellier, Chrétiens, p. 28. The best translation
is The ‘Armenian History’ Attributed to Sebeos, trans. Robert Thomson, 2 vols,
Philadelphia, PA: University of Pennsylvania Press, 2000.
35. Revelation, 4: 7-8.
36. Ducellier, Chrétiens, p. 28.
37. Revelation 6: 1-17.
-YA الحقيقة أن موقف سيبيوس . على الرغم من أنه موقف معادء قد تغير
فى تسجيله بين السرد التاريخى وبين عمل رابطة أخروية. وهكذا فإنه فى الفصل
الثلاثين من تاريخه يبدأ بالقول " إننى سوف أناقش خط ذرية إبراهيم » ليست الذرية
المولودة من امرأة aa ولكن الذرية التى ولدت من جارية خادمة والتى عنها تحقق
الاقتباس المأخوذ عن GUSH المقدس بأن يده ستكون على USI وسوف تكون يد
الجميع عليه" سفر التكوين 17: [VY
39. Ibid., Chapter 38.
40. See Michael McCormick, ‘Diplomacy and the Carolingian Encounter with
Byzantium down to the Accession of Charles the Bald’ in B. McGinn and
W. Otten (eds), Eriugena: Fast and West, Notre Dame, IN: University of Notre
Dame Press, 1994. However, the outcome of these connections can be seen in
the cluster of chronicles concerning the seventh century of Spain; the Chronicle
of 754. the Continuatio Byzantia Arabica or Chronicle of 741, and a lost Historia
Arabica. The historiographical connections between them and their relative
importance is contested, bur it is clear that Christians in Spain were fully aware
of events in the eastern Mediterranean during the conquest after 634, and
related these to the conquest of Spain. For a good discussion of these issues see
Collins, Arab Conquest, pp. 52-65. Dubler, ‘Sobre la crónica’ is suggestive of a
wider range of connections.
128
41. Alcuin, Opera, in J. P. Migne, Patrologiae Series Latina, Paris: Migne, 1863, vol.
100, letter 164.
۲- هذا يصيح كيف أن لاكان Ecrits à وصف الطريقة (all يمكن بها
اعتناق المفاهيم والأفكار. وقد لاحظ جاك دريدا أيضا تعقيد هذه الملاحق والارتباطات
والطريقة التى بها تنمو الإضافات الخارجية للفكرة (وتفسيراتها) على مر الزمان
"إن تفكيك القماش المنسوج [للنص] يمكن فى Ul حالة أن يستغرق قرونا لإبطال
الشبكة: : الشبكة التى تحتوى على شبكة, ٠ فك الشبكة على مدى قرونء وإعادة تشكيلها
أيضا باعتبارها كائنًا عضويًا ؛ تتكاثر بلا نهاية وتولد نسيجها الخاص وراء الأثر
القاطع + وهو القرار المتعلق بكل قراءة"".
Jacques Derrida, Dissemination , trans Barbara Johnson , London :
The Athlone Press, 1981/ 1993, p. 63 .
Jacques lacan , Ecrits, trans . Alan Sheridan , New York, انظر أيضا
. NY: Norton, 1977
ود وجدت لكان o على الهم بشكل خارق el حت فى الترجمة على
الرغم من أن الطبعة الفرنسية الأصلية
Edition du Seuil) 1411( كانت نقطة مهمة فى الإشارات المرجعية . وعلى أية
«Ji فان بعض الأوراق فى كتابه برهنت على أنها مصدر مساعدة » انظر :
Mark Bracher and Ellie Ragiand - Sullivan (eds.), Lacan and the
Subject of Language, London, Routledge, 1990.
(p.369)
43. On Saussure and Lacan, see Martin Francis Murray, ‘Saussure, Lacan and the
Limits of Language", University of Sussex PhD dissertation, 1995. On Lacan’s
approach, see Nancy and Lacoue-Lebarthe, The Title.
129
44. Cited in Bat Ye'or, Dedine, p. 419, Blunt to Bulwer, 14 July 1860.
4$. See Qustandi Shomali, ‘Church of the Nativity: History and Structure’,
www.unesco.org/archi2000/pdf/shomali.pdf
46. There is also a Muslim story of desecration, with the Crusaders stabling their
horses in the Al-Aqsa mosque after the capture of Jerusalem in 1099. Are the
two stories connected or reciprocal?
47. Mary Eliza Rogers, Domestic Life in Palestine (1862), London: Kegan Paul
International, 1989, pp. 41—2.
48. Matthew 7:14. Gate and door are synonymous. Sec, also, Luke 13: 23-4: ‘Then
said one unto him, "Lord, are there few that be saved?" And he said unto
them, “Strive to enter in at the strait gate: for many, 1 say unto you, will seek
to enter in and will not be able." '
- قال لاكان «إن ازدواج الاسم من خلال مجرد التجاور بين مصطلحين
... ينتج مفاجأة بواسطة ترسيب غير متوقع لمعنى غير متوقع : صورة البابين التى
ترمز» بحدود الفردية المقدمة للرجل الغربى من أجل إشباع حاجاته الطبيعية بعيدا عن
colo gl اللازمة الضرورية التى يبدو أنه يشارك فيها الغالبية العظمى من المجتمعات
البدائية والتى بواسطتها تخضع حياته العامة لقوانين العزل عند التبول . انظر:
Jacques Lacan : «The Agency of the Letter in the Unconcious or
Reason since Freud «, Ecrits , trans . Alan Sheridan, New York , NY:
Narton, 1977, p.151.
(p.369)
5- يشير الدكتور دانى كوزيك Dane Kusic إلى اختلاف جوهرى بين المثل
الأساسية فى كل من العالم المسيحى وعالم الإسلام: "بدلا من أن تعمل بطريقة التقسيم
الغربية والتعريف الصارم للقطبين الذى يقصى كل منهما GAY فإن المصطلحات
الدينية الإسلامية وغيرها غالبا ما تعمل بأسلوب متزامن حيث يمكن استبدال Pars
Pro toto ب totom Pro Parte (أى الأجزاء من أجل الكل تستبدل بالكل من أجل
الجزء والعكس بالعكس) . وقد طور كوزيك نموذجه جزئيًا من تحديد بيير بوردييه
للاستخدامات المتعددة والمتطابقة لبيت Kabyle فى كتايه:
130
Outline of Theory of Practice (Combridge Studies in Social
Authropology 16) trans. Richard Nice, Cambridge : CUP, 1977 , pp. 96
sqq.
: انظر
Namazi-s, in Istanbul : An Invitation to Reflexsive Ethnomusicology",
Chapter 7 , Unpublished ph D. University of Maryland 1996.
131
الجزء الثانى
(r)
الأندلس
كان الدخول إلى إسبانيا سهلاً من شاطئ المغرب. ممر مائى ضيق. ثم شواطئ
مفتوحة تفسح الطريق للرمال والشجيرات القصيرة الكثيفة. ثم إلى تلال منخفضة.
وإلى الغرب نهر الوادى الكبير Guadalquivir الراكد الذى يفيض فى البحر عند
lire سانلوكار دی باراميدا. حيث سيجمع كريستوفر كولومبس سفنه سنة MAY
وفى أعلى مجراه ترقد أشبيلية وقرطبة. أكبر مدن الجنوب» حيث الإسبان ما يزالون
يسمون المكان وعاء الطهى الإسبانى. من الهضبة الباردة العالية فى وسط إسبانيا.
وفى الشرق فقط. على الطريق إلى غرناطة وجبال سييرا .Sierra Nevada lulii
توجد جبال يمكن مقارنتها بسلاسل جبال الأطلس فى شمال أقريقيا. وحتى فى
عرناطة؛ ترتفع القمم العالية لجبال سييرا تيقادا خلف الحقول المستوية فى فيجا
Vega التى كانت fie سجادة خضراء قد بسطت أمام المدينة. وكان للرحالة الرائد
فى القرن التاسع عشر ريتشارد فورد Richard Ford أن يدرك خصوصيتها. فقد
وصف «الاستحكامات الخالدة لقيجا الجميلة... أو اللؤلؤة الصافيه التى يقطع حدها
الخارجى السماء الزرقاء»'.
وبالنسبة لأبناء شمال أفريقياء المعتادين على المغرب والجزائرء والصحراء التى
وراءهماء كانت هذه أرضا سهلة. أعطها الماء وسوف تزدهر بوفرة. وعلى النقيض
من موطن الوفرة هذا يكون الاقتراب من إسبانيا من الشمال عبر جبال البرينيس.
فقد كانت هناك ممرات قليلة عبر الجبال ولم يكن أى منها Os سوى حيث تتلاشى
135
القمم العليا تجاه المحيط الأطلنطى. وكانت إسبانيا Led وراء Sale جبال البرينيس
أرضا وعرة وجبلية. وكاتت الأنهار الكبرى التى تعبر الأرض من الشرق إلى الغرب.
تشكل مجموعة أخرى من العوائق. وقد لاحظ الرحالة الإنجليزى الذى عاش فى
القرن السادس عشر جيمس هويل James Howell أنه «حوالى ثلث قارة إسبانيا
مكون من تلال ضخمة وعرة وجبالء يمكن للمرء فيها أن يحس بالفرق بين الحرارة
والبرودة فى الهواء ببعض الأماكن أكثر من الإحساس به فيما بين الشتاء والصيف
فى مناخ Dal
ومن منظور شمال أوربى» كانت إسبانيا ببساطة بلادًا جنوبية SG تفصلها
عن بقية أوربا كتلة جبال البرينيس. وبالنسبة للإسبان كانت الجبال تقليديا ملاذهم
وخلاصهم. وثمة أسطورة شعبية غير معروفة الأصل تقول إنه عندما زعم الشيطان
أنه له السياده على الأرض كلها أمام يسوع المسيح» نسى إسبانياء فقد حجبتها عن
نظره الشرير القمم الجبلية العظمى. ولإسبانيا أربعة حدود. الحدود الأرضية مع
أورباء وساحل يطل على المحيط الأطلنطى» وخط ساحلى طويل على البحر Hee gall
وعبر مضيق مائى ضيق. أفريقيا. وربما كان الفتح الإسلامى لأفريقيا قد بات حتميًا
منذ ذلك اليوم فى سنة p WAN الذى وقف فيه القائد العربى عقبة بن نافع على شواطئ
الأطلنطى. بالقرب من مدينة أجادير الحالية. وتحكى القصة التراثية عن هذه الحملة
أن القائد المسلم خاض فى الماء بحصانه حتى كاهلهء وهو يلوح بسيفه تجاه المحيط
الخاوى. وهو يصيح الله أكبر. لولا أن هذا البحر قد أوقف مسيرتى. لمضيت فيه حتى
أصل إلى مملكة الغرب المجهولة. لأدعو إلى وحدانية الله. وأضع السيف قى الكفار
الذين يعبدون سواه" وبينما وضع المحيط الغربى مانعًا فى وجه التقدم الإسلامى.
كان المضيق بين أفريقيا وأوربا غير مانع. ذلك أن السفن كانت تعبره باستمرار فيما
بين موانئ شمال أفريقيا وموانئ جنوب إسبانيا. فقد كانت الثروة والوفرة التى
نعمت بها أسبانيا ذات بريق لا يقاوء!'). وهكذا «là فى العقد نفسه. ١٠/ا- ١ الام
الذى كانت فيه الجيوش الإسلامية تعسكر أمام القسطنطينية للمرة الثانية ونالتها
الهزيمة. كان أبناء دينهم يحرزون فى الغرب انتصارا يتعدى أقصى ما وصل إليه
136
خيالهم. ونحن نعرف النتيجة. أى الاستيلاء على كل الأراضى تقريبا من الشاطي
الإسبانى الجنوبى حتى جبال البرينيس Les) وراءها). ولكن عملية الفتح تبقى
محجوبة وراء ستائر الغموض. وكما كان الحال قى الشرقء لم يجتذب اللقاء الأول
بين المسلمين والمسيحيين أى مؤرخ سوى بعد عقود من MS sa
وهناك يعض حقائق لا نزاع ولا جدال بشأنها. ففى سنة aVV تم نقل قوات
الطليعة من البربر فى أربع سفن صغيرة عبر الأميال العشرة من مياه المضيق إلى
جزيرة تسمى لاس بالوماس Las Palomas فى مواجهة الساحل الإسبانى مباشرة.
بالقرب من جزيرة طريف Tarifa الحديثة. وكان مع القائد طريف بن مالك أربعمائة
من المشاة ومائة فارس فقط. وكانوا مسلحين تسليحا خفيقا. ولا يحملون سوى
الحد الأدنى من الطعام والماء. ولم يكن معهم أية معدات ثقيلة. ومع هذاء فإنهم عندما
لم يقابلوا أية مقاومة حقيقية. سرعان ما ملأوا سفنهم بكمية ضخمة من الغنائم
والأسلاب. وقد أشار خروج طريف إلى أن إغارة كاملة القوة على الأرض الإسبانية
الرئيسية لابد وأن تجلب غنائم ثمينة. وفى السنة التاليةء جهز قائده الأعلى فى
طنجة طارق بن زياد حملة أكبر حجمًا. وأبحر من الساحل الأفريقى فى أوائل شهر
أبريل. ونزل برجاله السبعمائة تحت جنح الظلام خلف الجبل (الذى يسمى الآن جبل
طارق). وفى الصباح» ساروا على الشريط الرملى الذى يفصل القمة الصخرية عن
الأرض الرئيسية واحتلوا دائرة واسعة من الأرض فيما وراء المدينة الصغيرة التى
تسمى الآن الجزيرة Algeciras
كان هذا هو القرق الصغير بين هذه الحملة وأى من الحملات الأخرى التى تدعو
للتفكير والتى كانت من خصائص حركة الفتوح العربية. فقى بواكير القرن الثامن
الميلادى. كانت إسبانيا تحت حكم سلالة من الفيزيقوط -Visigoths وعلى atoll
من ندرة المصادر فإننا نعرف أن ملك إسبانياء رودريك sla „Roderick مسرعًا إلى
الجنوب بجيش كبير لصد الغزاة. ولقى حتفه فى المعركة التى جرت غير بعيد من
النقطة التى كان المسلمون قد أرسوا عليهاء بالقرب من مدينة Asida Caesarina
137
الرومانية القديمة. وتفرق الجيش الفيزيقوطى شذرا. ويعد المعركة لم تكن هناك
تقريبًا أية مقاومة منظمة. وأرسل طارق الذى كان يقود ما يزيد قليلاً على سبعة آلاف
رجل تجريدة صغيرة تحت قيادة أحد رجال القبائل الموثوق بهم واسمه مغيث الرومى
لكى يستولى على قرطبة. وعندما وصلت المجموعة إلى ضفة النهر الكبير قبالة المدينة.
عرفوا من أحد الرعاة أن الفيزيقوط قد هربوا من قرطبة. ولم يبق سوى مئات قليلة
من الرجال. واكتشف مغيث الرومى أيضا أن هناك ثغرة فى الدقاعات. وبحلول الليل
تسلل مع حفنة من الرجال» وفتح البوابة المؤدية إلى الجسر الرومانى القديم. وفى
الصباح الباكر استولى رجاله القلائل على المدينة.
وفى الوقت نفسه شق طارق طريقه شمالاً بأقصى سرعة تجاه طليطلة عاصمة
الفيزيقوط. ولحق به قائده موسى بن نصيرء ومعه التعزيزات التى كان فى أمس
الحاجة إليها. وعندما وصلوا أسوار المدينةء وجدوا البوابات مفتوحة والمدينة خاوية
بالفعل. ولم يواجه احتلال إسبانيا شمال طليطلة الذى حدث فى السنوات التالية
سوى قدر قليل من المقاومة لم يزد إلا قليلا عن هذا الزحف الأول. وقاومت مدينة
أو مدينتان وتم نهبها. ولكن مثلما حدث فى شرق المتوسط. يدا أن الفتح الإسلامى
لا يمكن مقاومته على الإطلاق. وعلى أية حال. ففى ذلك الوقت بدا أن ضياع إسبانيا
أقل قبولا للتفسير من ضياع الشرق. ذلك أن أول رواية عن سقوط إسبانياء والتى
كتبت حوالى سنة yc Yo E وضعت ضياع إسبانيا فى إطار الكتاب المقدسء بشكل يشبه
كثيرا ما كان قد فعله بطريرك بيت المقدس (صفرونيوس) قبل قرن من الزمان!".
وقال المؤرخ المسيحى أيضا إن قائد طارق بن زياد الأعلى. موسى بن نصيرء كان
«مجرردًا من الرحمة» GY أحرق Gall الجميلة. وأعدم النبلاء والأعيان فى ذلك الوقت
وعذبهم. وأمر بضرب الأطقال والأمهات المرضعات حتى الموت؛. ولكنه ما إن ملأ
نفوس الجميع بمثل هذا الرعب. سارعت بعض المدن التى بقيت إلى all وبالمداهنة
والخداع والسخريةء منح هذه المدن ما ترغب فيه». وقد تم تنفيذ هذه الاتفاقيات فى
معظمها. وبسرعة وسهولة حلت السلطة الإسلامية محل السيادة المسيحية.
138
وبمرور الوقت صارت الروايات المسيحية والإسلامية عن هذا الحدث حكايات
متخمة بالتعبيرات التنيؤية. وقد حملت نكهة حريفة بفعل افتراضات وجود الشهوة
والخيانة. وقدمت الأساطير تفسيرًا لكيفية استطاعة طارق بن زياد. وليس معه سوى
عدة آلاف قليلة من الرجال. أن يهزم «جميع المحاربين المسيحيين فى إسبانيا»؛ والذين
قدرهم البعض بعدد مائة ألف رجل. لاذا انقلب الرب ضد شعبه“؟ لقد تم العثور على
الإجابة فى الانحطاط الخلقى الذى جلب النقمة الربانية. لقد فسر الكتاب المسيحيون
النصر السهل الذى أحرزه البرير وقادتهم العرب Liza بأنه قدر خبيث. ولكن الرب
كان قد تخلى عن شعبه لأن حكام الفيزيقوط بإخفاقاتهم الأخلاقية قد حطوا من
شأنهم. وقد تخلل موضوع الشهوة المؤدى إلى الخيانة نسيج الرواية. «فى البلاط
الملكى فى أشبيلية. بدأوا يتحدثون. بين أمور أخرى» عن جمال النساء. وتدخل أحد
أولئك الحاضرين ليقول إنه ليست هناك امرأة فى الدنيا بأسرها تفوق فى جمالها
ابنه الكونت جوليان gay) شخصية ضبابية. يفترض أنه كان قائد uius التى كانت
مقاطعة بيزنطة فى شمال أفريقيا). وعند سماع هذا طلب الملك من مستشاره الرئيسى
البحث عن الوسيلة التى يمكنه بها أن يرسل سرًا فى طلبها حتى يمكنه رؤيتها. وكانت
نصيحة ذلك الرجل أن يرسل إلى جوليان uS يحضر إلى هناك ليقضى بضعة أيام
معه فى الأكل والشرب. . وبينما كان جوليان يستمتع بالضيافة. كتب الملك خطابا باسم
الكونت جوليان مصحوبا بالخاتم الشخصى للكونت. يأمر الكونتيسة بالحضور إلى
mu ict i arn أغوى الملك أوليفا «وضاجع الفتاة بشكل
غير شرعى Maat Bat
كانت قصة الملك الفيزيقوطى تردد صدى القصة الواردة فى الكتاب المقدس عن
الملك داود الذى هام بامرأة تسمى بتشبع“' وانحط GLE بسبب ذلك . ail كان
سقوط داود كما يحكيه سفر صمويل الثانى بنبوءة تقول. «والآن لا يفارق السيف
بيتك إلى الأبد bY احتقرتنى وأخذت امرأة أوريا الحثى لتكون لك Maal al إن
(*) القصة كاملة عن بتث بتشيع التى هام ب بها داود وضاجعها فى غياب زوجها فى الميدان ثم دبر مؤامرة
للتخلص منه (سقر صمويل الثانى V المترجم)
(x) صمويل الثانى ١١-1١7: (المترجم)
شهوة الملك العبرى جلبت عليه العقاب هو وشعبه. وفى إسبانيا. كان جميع المشاركين
فى هذه الكارثة غارقين فى مستنقع الرذيلة بقدر متساو. بيد أن خطايا المسيحيين
كانت قد سمحت بحدوث شر أعظم. الغزو الإسلامى. وسمحت بانتصاره. وبات الفتح
أسطورة مسهبة موسعة.
«إسبانيا ... نسيت أغانيها وتغيرت لغتها إلى كلمات أجنبية وغريبة. ارتدى
المسلمون الحرير والثياب الملونة التى غتموها. وكانت أعنة خيولهم مثل النار وكانت
وجوههم سوداء قاتمة. وكان أكثرهم وسامة فى سواد قدر الطهوء وعيونهم تشع مثل
النار؛ وخيولهم سريعة مثل الفهودء وكان فرسانهم قساة مؤذين أكثر من الذئب الذى
يأتى ليلاً لالتهام الغنم»''.
ويصير التهديد والوعيد الذى يسوقه المؤرخ أكثر GES ودرامية وهو يمهد
لعمله. ass أعلن أن هذا الطمس المادى والأخلاقى والثقافى GY بأسرها. sla من
الشر الكامن فى الإسلام. لقد كان المؤرخ محددًا. ليس هناك انحلال أخلاقى يفوق ما
يتسم به أعداء المسيح هؤلاء OD
ail كان هذا أيضا تاريخًا تمت صياغته لكى يقدم أصلا لملوك إسبانيا المسيحيين
فى CD aui ففى داخل هذه السرديات تم إسقاط الانحطاط الأخلاقى للمسلمين
على إخفاقات الأيزيقوط؛ وضاروا جميعا US واحدًا. إذ لم يعد الك رودريك مسيحيًا
حقا. ولكنه صار مثل مسلم فى شهوانيته التى لا يمكنه السيطرة C Gale وكان
النذل الأكبر الأسقف أوبا Oppa من الخط الملكى الملوث. فقد كان أوبا قد تحالف مع
الكفار. وسعى إلى إقناع بطل مسيحى يقود مجموعة صغيرة من الوطنيين- هو الملك
بيلايو King Pelayo بالخضوع للجيش الإسلامى. وفى مؤرخة ألقونسو الثالث
ملك أشتورياسء التى كتبت فى أواخر القرن التاسع الميلادى. جاء أوبا إلى بلايو
فى كهف تحف به الثلوج عند كوثادونجا Covadonga فى أعالى الجبال الشمالية
الغربية. وحاول الأسقف أن يقنعه بالاستسلام. ورد بلايو على هذا باحتقار:
140
«ألم تقرأ فى الكتاب المقدس أن كنيسة الرب يمكن إن تصير صغيرة مثل حبة
خردل ويمكن حينئذ أن تكون. برحمة الرب» صالحة GY تنمو مرة أخرى لتكبر؟
وأجاب الأسقف «هكذا هو المكتوب» وقال بيلايو. «المسيح هو أملنا إنه بهذا Jil
الضئيل الذى 5 col يمكن إنقاذ إسبانيا وإعادة جيش الشعب القوطى. ومن ثم فإننى
أثق فى أن وعد الرب سوف يتحقق فينا كما كان قد أعلن من خلال داود ... فى المعركة
التى هددتنا بها معنا ربنا يسوع المسيح ليداقع Ge أمام الإله الأب. وهو قوى بما يكفى
لأن ينقذنا نحن القلة منهم» CO)
لقد أدى احتقار بلايو للعرض. ومقاومته النبيلة. وانتصاره النهائى. بشكل
مباشر إلى تأسيس مملكة آشتورياس Asturias ومن ثم البيت الملكى فى قشتالة. وفى
alle الأحلام هذا الذى يوجد فيه الخير والشرء كانت قشتالة تجسيدًا للتراث الحقيقى
للفيزيقوط «الأخيار». لقد كان رودريك وأوبا يشتركان فى pall نفسهء واكنهما LIS
قد فقدا فضيلتهما وشرفهما الموروثين بسبب خستهما. لقد صارا مسلمين فى السر.
ail كان ملوك قشتالة هم الذين حملوا التراث المشرف للفيزيقوط فى عروقهم وكان
العرب أو المسلمون بلا خلاف هم وكلاء الشر. لقد كان هناك مسلمون فى كتب التاريخ
هذه تصرقوا على نحو مشرف. بيد أن هذه الاستثناءات كانت تستغل لكى تخفف من
وطأة الأذى المسيحى.
وغالبا ما تكون هذه الروابط بين الماضى الأسطورى ومجال التاريخ مجرد
تخمين. ولكن فى حالة الأسقف أوبا هذه نعرف أن الأسطورة ذاعت على نطاق شعبى.
فبعد قرون من الفتح. وفى سنة epy ENO وفى أثناء حرب أهلية جرت فى قشتالة» كان
ell إنريك الرابع King Enrique IV قد خلع رمزيا فى أثيلا Avila على يد مجموعة
من النبلاء المنشقين. وتم إجلاس تمثال للملك على كرسى. وقد تم تنفيذ فعل الخلع
على يد كبير الأساقفة كاريللو Carrillo الذى أخذ التاج عن رأس تمثال الملك. وأخذ
نبيل آخر السيف من يده؛ وقام ثالث بضرب تمثال الملك بعيدا عن العرش Oe ge SU
وانتشرت أخبار هذا الحدث بسرعة فى جميع أنحاء قشتالة. وبعد شهور قليلة
14]
كان جنود إنريك يحاصرون قلعة سيمانكاس Simancas وأقاموا احتفالاً US pa
للسخرية من الأحداث التى جرت فى DUST بيد أنهم لم يعطوا كاريللو اسمه أو لقبه
الحقيقى. وإنما سموه أوبا لكى يربطوا بينه وبين الخائن الأكبر لبيلايو قبل ما يزيد
على سبعة قرون من OGL وقد بينوا على هذا النحو مدى عمق GLE كاريللو .
وخيط الشر الذى يجرى فى هذه السرديات. على السطح أحيانا وتحت السطح
فى غالب الأحيان. كانوا هم المسلمين. فقد كانوا بمثابة الابتلاء والامتحان الذى أرسله
الرب إلى شعبهء ولن يدمرهم سوى ملك مسيحى مؤمن بالرب يتحلى بالفضيلة.
أى بيلايو P aas ومثل اليهود الذين كان ينظر إليهم على أنهم البديل أو التابع
لهم فى أغلب الأحيان, وعلى النحو Gall جاءوا به فى روايات سقوط القديس. كان
المسلمون تجسيدا للشر. لقد استخدم الرب المسلمين مثل عصا غليظة ليضرب بها
شعبه ويعيدهم إلى الفضيلة.
ونحن بحاجة إلى ترسيخ حقيقة إسبانيا المسيحية فى مواجهة الدعاية القشتالية
المخترعة بدهاء. فعلى مدى ما يقرب من خمسمائة سنة. ۷۲۰ إلى ٠۲۰۰ تقريبا. كان
المسلمون سادة على معظم شبه الجزيرة الأيبيرية. وقد أسموها «الأندلس» أى أرض
الوندال Vandal . وتعززت أعدادهم على فترات بموجات جديدة من الفاتحين من شمال
أفريقيا. بيد أن أعداد الفاتحين المسلمين كانت قليلة. لم يكن عددهم يزيد على عشرين
ألفا فى الموجات الأولى- وفيما بعد لم يكونوا أكثر من قشرة رفيعة. أشبه ما يكونون
بالطبقة الحاكمة من الفيزيقوط؛ على قمة عدد كبير من السكان المسيحيين الكائوليك.
ولكن هذه الشريحة من المسلمين كانت متقسمة بحد زاتها ما بين البرير والعرب. فقد
كان البربر هم السكان الأصليين فى الأقاليم الجبلية بشمال أفريقيا. الذين أعاقت
مقاومتهم العنيدة الجيوش العربية المتقدمة من الشرق. وكان اعتناق البربر الإسلام
حديثا للغاية. وكانت الكثير من عوائدهم قبل الإسلام تلازمهم فى عقيدتهم الجديدة.
142
Lil العرب الذين كانوا يرجعون بروابطهم إلى القبائل القديمة فى شبه الجزيرة
العربية. فكانوا ينظرون باستعلاء إلى البربر. ولم يكن من قبيل المصادفة أن أفضل
الأراضى وأغنى Gall فى إسبانيا كانت من نصيب oat على حين كانت المناطق
الجبلية والمناطق الأشد فقرًا هى التى سكنت بها العشائر البربرية. هذا التقسيم. على
الرغم من أنه كان محجوبا وراء نجاح المؤسسات الإسلامية فى إسبانيا. كان بمثابة
القوة الدافعة إلى عدم الاستقرار فى داخل الثقافة الإسلامية بإسباتيا .
كانت إسبانيا الإسلامية تبدو قوة صلبة وموحدة. ولكن هذا لم يكن حقيقيًا
سوى فى جزء منه. فقد كانت هناك الكثير من الشروخ داخل البناء. وكانت بعض
هذه الشروخ قبلية. GY العرب كانوا دائمى الشجار فيما بينهم. كما أن البربر كانوا
متململين وغالبا ما كانوا يتمردون على المزاعم العربية. وبمجرد أن تلاشت السلطة
المركزية. تشرذمت الوحدات السياسية. وهكذا كان هناك على مدى هذه القرون
الخمسة ثلاث فترات فقط من الوحدة الإجبارية ولم تدم كل منها سوى وقت قصير
نسبيًا. كانت الفترة الأولى تحت حكم الإمارة. التى صارت خلافة قرطبة فى القرن
العاشر الميلادى. وكانت الثانية والثالثة تحت سيادة المرابطين والموحدين السلالتين
الحاكمتين المغربيتين فى أثناء القرنين الحادى عشر والثانى C use ولكن هذه
الفترات كانت محاطة بسنوات طويلة من الفرقة والحرب الأهلية. وفى هذا الصدد
تشابهت الدولة المسلمة مع الممالك المسيحية القائمة فى الشمال. والتى كانت ميالة إلى
التقاتل فيما بينها مثلما كانت تحارب ضد عدوها المشترك المزعوم.
وعلى الرغم من أن الدول الإسلامية كانت تسمى شبه الجزيرة كلها «الأندلس»,
فإن نهرى الإبرو Ebro والدیورو Duero فى الشمال LIS يشكلان خط التقسيم الفعلى
بين الحكم الإسلامى والحكم المسيحى. وإذ واجهت دويلة بيلايو المسيحية المستقلة
التقدم الإسلامى المندفع. وجدت لنقسها النجاة فى رحاب الجبال العالية شمال غرب
إسبانيا. واقتفت الأساطير تراثا متصلاً من الحكم المسيحى من جبال أشتورياس هذه
حيث «كانت ما تزال هناك شرارة حيوية. فقد فضل بعض الهاربين ذوو العزم حياة
الفقر والحرية فى وديان أشتورياس. الجبال الوعرة التى صدت عبيد الخليفة»('"
143
على حد تعبير إدوارد جيبون Edward Gibbo و الحقيقة أن الطوابير العربية كانت
أكثر اهتماما بالاندقاع إلى الأمام عبر جبال البريتيس إلى داخل فرنسا منهم بالقتال
فى الجبال. وبحلول سنة eV Y كان العرب» قد وطدوا أنفسهم حول مدينة ناربون
6 التى استولوا عليها سنة AYNA ومن قاعدتهم الجنوبية شنوا إغارات
واسعة النطاق فى العمق الفرنسى حتى معركة تور سنة aVYY عندما تمت الإطاحة
بجيش من الغزاة المسلمين من إسبانيا على يد الفرنجة بقيادة شارل مارتل Charles
Martel . وفى تاريخ فرنسا تبدو هذه معركة كبيرة. «وقف رجال الشمال صامدين
بلا حراك مثل السور: كانوا مثل حزام جليدى وقد تجمدوا سويا. ولا يمكن تفريقهم.
عندما ذيحوا العرب C aagi gans وقد صار الانتصار على المسلمين عند تور" فى
عيون الغرب نصرًا نمطيًا. تم إحرازه مثل معركة «لاس ناقاس دى تولوزا Las Navas
«de Tolosa سنة a YNY أو معركة ليبانتو سنة ie oV وله معنى رمزى كبير.
ولكن الحقيقة. وعلى الرغم من أن هذه الإغارات الشمالية استمرت على مدى بعض
السنين بعد الفتح» فقد قنع المسلمون بترسيخ حكمهم فى الجنوب. إِذْ كانت معظم
الأراضى شمال ball النهرى أرضا قاحلة جدياء. وسرعان ما صارت أرضا بلا
Gale $45 فيها Gall والقلاع. كان بعضها يدين بالولاء الاسمى للك مسيحى.
والبعض الآخر يدين بالولاء لأمير قرطبة أو خليفتها.
فى هذه الأراضى الإسبانية الشمالية» توسعت النواة الصغيرة فى جبال
أشتورياس صوب الشرق لتصير Klos ليون Leon وعاصمتها أوفيدو Oviedo
وكانت الحدود بين ليون والجنوب المسلم معروفة باسم. «أرض القلاع». قشتالة
LY -Castile كانت منطقة تعج بالأبراج والحصون. وسرعان ما صارت قشتالة
أكبر وأقوى من أمها ليون. وإلى الشرق من قشتالة كانت مملكة أرجون „Aragon
التى بدأ وجودها عند سفوح جبال البرينيس وتوسعت فى بطء نحو الجنوب وشرقا
(*) تعرف فى المصادر العربية بمعركة بلاط الشهداء. وكان قائدها عبد الرحمن الغافقى. (المترجم)
144
باتجاه البحر المتوسط. وهناك جابهت بلاد برشلونة الفرنجية وحدود مملكة فالنسيا
الإسلامية. وبمرور الزمن اندمجت هذه فى أراضى أرجون. وبمنتصف القرن الرابع
عشر. كانت إسبانيا المسيحية تتكون من خمس ممالك: البرتغال فى الغرب؛ ليون.
قشتالة تتمددان بالوسط؛ مملكة نافارا Navarra الضئيلة (جزء منها شمال جبال
البرينيس وجزء جنوبها). أرجون. Ley فيها قطالونياء وقالنسيا التى كانت مملكة
إسلامية قبل ذلك (التى فتحها الملك جيمس الأول ملك أرجون فى سنة (e YA التى
احتلت معظم المنطقة الساحلية المطلة على البحر المتوسط.
كانت Gull ومعظم الأرض المنتجة فى الجنوب بيد المسلمين: قرطبة ثم إشبيلية
فيما بعد فى الأرض الخصبة المسطحة حول النهر الكبيرء وقرطبة ومعها Load
83 التى كانت تنتج تقريبا JS أصناف الفاكهة. وجميع ag Sil والحدائق حول
قالينسيا التى وصفها أحد الكتاب بأنها الفردوس9") HR de
أرضهم على أنها الفردوس. ولكن بمبررات أقل كثيرًا. لأنهم كانوا يمتلكون
من الوفرة الزائدة التى كانت بأيدى المسلمين فى الجنوب. وحيث تطلبت aoe
العون والمساعدة, ابتدع الجنوبيون نظامًا شاملا للرى, يشبه إلى حد كبير نظم الرى
الموجودة فى بلاد الشام ومصر. فقد جعلت الشمس المشرقة والمياه المتدفقة من
الجنوب إحدى أفضل المناطق الزراعية فى العالم المعروف آنذاك. وكانت بؤرة هذه
الثروة. هى العاصمة. قرطبة» على الرغم من أن المراكز الحضرية؛ من سرقسطة فى
الشمال. مرورًا بطليطلة فى قلب شبه الجزيرة: إلى المدن فى الشرق والجنوب. كانت
غاصة بالمبانى الجديدة والممتلكات الثمينة.
كان الكثير من هذه المبانى الإسلامية قد بنأها المسيحيون الذين عاشوا تحت
الحكم الإسلامى والذين عرفوا باسم الموزاراب ;Mozarabes أى «المستعربين». وفى
القرن الأول بعد الفتح الإسلامى شكلوا أغلبية كبيرة فى المدن الإسلامية. وفى بعض
أجزاء الريق. وهكذا . كان سكان الأندلس قى القرن التاسع الميلادى يتألفون من أربعة
عناصر رئيسية: الفاتحون المسلمون, من العرب والبرير. والمسيحيون المستعريون
145
واليهود. وكان المستعربون من سكان إسبانيا الرومانية والغزاة الفيزيقوط الذين
كانوا قد عبروا جبال البرينيس فى القرن الخامس الميلادى. ويكتنف الغموض تاريخ
قدوم اليهود إلى إسبانيا للمرة الأولى. فقد زعم البعض أنهم وصلوا أول مرة زمن
الأسر البابلى فى القرن السادس قبل الميلادء على حين يزعم البعض الآخر أنهم كانوا
قد هاجروا صوب الغرب بعد أن دمر الرومان القدس سنة 7١ ميلادية. وأول دليل
مادى على وجودهم مقبرة امرأة يهودية عند آدرا Adra من القرن الثالث الميلادى.
وقد عانى السكان اليهود اضطهادات قاسية تحت حكم ملوك الفيزيقوط. وهكذا كان
الفتح الإسلامى بمثابة تحرير لهم من ربقة الاضطهاد.
وفى الغالب الأعم, وبغض النظر عن الانفجار بين الحين والآخر للخصومة
المتبادلة. فقد عمل الجميع على العيش جنبا إلى جنب. وعلى مدى القرون الثلاثة الأولى
من الحكم الإسلامى اعتنق الكثير من المسيحيين الإسلام واكتسبت الثقافات سمات
مشتركة. على حين ظلت تحتفظ بهوياتها المتمايزة CURL g وكما كان الحال فى
شرق المتوسطء حيث بات من المتعذر التمييز بين المسيحيين العرب والجمهرة الأكبر
من السكان المسلمين» تلاشت أيضا فى الأندلس الفروق السطحية بين الجماعات.
فغالبا ما اتخذ اليهود والمستعربون اللغة العربية لسانًا. على حين تخلى البربر أيضا
عن اللهجات المحلية لصالح العربية (ومن الواضح مع هذا أنهم احتفظوا باللهجة
(à s yall ومع هذا بقيت الجماعات متمايزة. فقد حافظت على عاداتها وتمسكت
بقوانينها LOLI كان هذا التوافق الفريد والمتناقض التى أعطاه أميركو كاسترو
Américo Castro فيما بعد اسم «التعايش -«Convivecia
وكثير من العلاقات المتبادلة المتنوعة بين edis الإسلام وعالم المسيحية التى تجلت
فيما بعد فى أماكن أخرى ظهرت فى إسبانيا أولا. ومع هذا. فإنه بسبب عزلة شبه
الجزيرة فيما وراء جبال البرينيس وتحتها. فإن هذه التجربة لم تستلفت انتياه أحد
إلى حد كبير. وعلى أية حال فإننا إذا قرأنا تجرية إسبانيا فى ضوء تجربة البلقان
وشرق المتوسط. فسوف تظهر على السطح العلاقات. والمشابهات. والمتوازيات.
146
وطوال تاريخ الأندلس الطو يل كانت هناك خاصية مستمدة أسماها رون باركاى Ron
Barkai «العدو فى المرآة» . فعلى مدى ما يزيد على ثلاثمائة سنة عاش المسلمون
الأندلسيون وعاش المسيحيون واليهود بينهم نهم UI ثم فى أثناء إعادة فتح إسبانيا على
أيدى رجال القبائل تحت حكم المرابطين والموحدين المسلمين المتشددين. فى القرنين
الحادى عشر والثانى عشر الميلاديين. تلاشى العنصر المسيحى والعنصر اليهودى
فى إسبانيا بسرعة. فالسيحيون ن الأندلسيون إما اعتنقوا الإسلام أو اضطروا للهجرة
شمالاً إلى الأراضى Cas Lal وفى خلال تلك القرون الباكرة كان نموذج العيش
سويا تاجخا. باستثناء أولئك الذين كانوا يريدون إبراز الاختلافات الدينية. ولكن
بحلول القرن الثالث عشرء اندفعت المملكة المسيحية الرئيسية. قشتالة. جنويًا صوب
قرطية. لكى تغزو الجزء الأكبر من الدويلات التى كانت إسلامية ذات مرة» كان ميدأ
«العيش سويا «Convivencia قد أشرف على الموت بالفعلء أو مات وتوقف AGUS
فى مناطق عديدة من الأندلس. فعندما عاد المسيحيون إلى الجنوب» وجاءوا حكامًا.
باعتبارهم المجموعة السائدة وليسوا الجماعة الخاضعة. وصارت غرناطة فى الشرق
المملكة الإسلامية الكاملة الوحيدة فى إسبانياء وملادًا لجميع المسلمين الذين لم يرغبوا
فى أن يعيشوا تحت حكم حاكم مسيحى. . وبسرعة تم القضاء على معظم آثار «العيش
سويا». ولكن قى القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر فقط تحركت إسبانيا
المسيحية المنتصرة فى ثبات صوب محو العناصر غير المسيحية ضمن AGE
ومع هذا. بغض النظر عن السيادة الإسلامية أو المسيحيةء كانت شيه الجزيرة
فى العصور الوسطى تضم أكثر من ثقافة. وحقيقة أن ثلاث جماعات متعلمة متحضرة
عاشت جنبا إلى جنب داخل الدولة نفسها كانت صدفة ناتجة عن الفتح, ٠ وتسببت فى
مشكلات بلا نهاية لكل من الباحثين المسلمين والباحثين المسيحيين» الذين حاولوا
مثابرين إثبات أن هناك فجوة لا يمكن عبورها بين العالمين. . وثمة عالم مسلم عاش فى
أخريات القرن الخامس عشر من شمال أفريقياء هو الونشريسى؛ وصف المخاطر
التى واجهها أبناء دينه فى إسبانيا بالأراضى المسيحية بين الكفار:
147
إذ قال إن على المرء أن يحترس من التأثير الهدام لطريقة eile. ولغتهم
ولباسهم. وعاداتهم الكريهة. والتأثير على الناس الذين يعيشون معهم فترة طويلة
من الزمن. مثلما حدث مع Jal أفيلا Avila وغيرها من الأماكن. فقد ضاعت منهم
لغتهم Ly all وعندما تموت GU العربيةء كذلك يموت الإخلاص لها. وهناك إهمال
بالضرورة للعبادة التى يتم التعبير عنها بكلمات عربية بكل مأ تتسم به من غنى
وفضائل باهرة... إن العيش مع غير المؤمنين غير مسموح به. ولا Bal ساعة أو ess
بسبب كل القذارة والدنس الذى ينطوى عليه. والفساد الدينى والدنيوى على السواء.
والذى يستمر طوال Css JM
وقد عبر العلماء المسيحيون عن احتقار مشابه للمسلمين. وبما أن هذا القدر
سويا» (وازدهر) على مدى هذه القرون كلها. وما الذى تسبب فى نهايته؟
فبالنسبة للمسلمين والمسيحيين على السواء كانت تجربة العيش بالقرب من غير
المؤمنين تبعث على القلق. فقد كانت العادات الاجتماعية لكل جماعة تسعى إلى تقليل
العلاقة مع أتباع الدين الآخر إلى الحد الأدنى. وغالبا ما تحدث كل منهما عن الآخر فى
مصطلحات الخوف والاحتقار أحيانًا. فقد كانت الترتيبات فى أشبيلية القرن الثانى
عشر بفعل تأثير المرابطين الزهاد من شمال أفريقيا تقرر أنه على النساء المسلمات :
«يجب منعهن من دخول كنائسهم البغيضة. GY القسوس أشرارء 865 لوطيون.
ويجب منع النساء الفرنجيات من دخول الكنيسة سوى فى أيام الخدمات الدينية أو
الاحتفالات GY من عاداتهن أن يأكلن ويشربن ويضاجعن القساوسة» الذين ليس من
بينهم واحد إلا وله امرأتان أو أكثر ينام معهن. لقد صارت هذه عادة فيما بينهم, لأنهم
قد أباحوا الحرام وحرموا المباح»"".
وبينما كان يمكن أن ينعم المسيحيون واليهود بالتسامح فى الأراضى الإسلامية,
فإنهم كانوا مع هذا يجب تحاشيهم. والترتيبات نفسها قررت بصراحة أنه لا يجب
148
والمسيحى هما الأنسب لمثل هذه الأعمال. GY هذه أعمال أولئك الذين يتسمون
بالدناءة»: وعلاوة على ذلك. فإن الثوب المملوك لمريض يهودى» أو مسيحى لا يجب
بيعه دون الإشارة إلى أصله ٠ وكذلك الثوب الذى يملكه فاسد ماجن» UT والسبب
فى هذا التقييد. مثلما هو فى جميع القيود الأخرى» كان سبيًا عمليا. إذ إن كل هذه
الاتصالات كان يمكن أن تتسبب فى النجاسةء وكل هذه المواجهات المادية كان يمكن
أن تعبر الحدود ما بين المباح والحرام.
كانت المخاوف نابعة من التجاورء ولكنها لم تكن نابعة بالضرورة من التجربة
المباشرة فقد كان القساوسة الزناة (يصر ابن عبدون الذى كتب التعاليم الأشبيلية
على أن كل القساوسة كانوا زناة) بمثابة تعبير مجازى عما سيحدث إذا ما تم انتهاك
الحواجز الاجتماعية. فيصيرون تهديدًا للنساء المسلمات والمسيحيات على السواء.
[FINT من ذلك أن يصير القساوسة خطرًا على التظام الاجتماعى dale لأن
Jos المسلمين واليهود والمسيحيين. على حد سواء. كانوا يعتبرون النساء نقطة
الضعف ومصدر الهلاك. وحسبما لاحظت Ue الأنثرويولوجيا مارى دوجلاس
Mary Douglas التى كتبت عن المحرمات فى الثورات اليهودية:
«لم تكن النجاسة مسألة منفصلة على الإطلاق. فلم تكن لتحدث سوى من منظور
فكرى تراتبى. ومن ثم فإن أى تفسير جزئى لقواعد النجاسة فى ثقافة أخرى مآله
الفشل. إذ إن الطريقة الوحيدة التى تكتسى بها أقكار النجاسة معنى تتمثل فى
الاحتكام إلى بناء كامل يضم الأساس والهوامش والخطوط الداخلية فى علاقة واحدة
تجطه متفصلاً I
داخل هذا اليناء شكلت الحدود التعريفات الدينية لكل من المسلم واليهودى
والمسيحى. ذلك أنه دون الفصل الفعال بينهم تكمن مخاطرة لا يمكن التحكم بها
تهدد الاستقرار الاجتماعى. ودون التحريم كانت المخاوف بين المسلمين والمسيحيين
واليهود على السواء من تجاوز حاجز النجاسة. وكما هو الحال فى كثير من المجتمعات,
كان التعدى الجنسى هو الأشد شحنا من الناحية العاطفية كما أنه أشد الأخطار
149
المباشرة. فقد لاحظ الفقهاء المسلمون الضعف الذى يعترى الرجال عندما يواجهون
النساء ولكنهم وجهوا اللوم إلى النساء يسبب الإغراء. لقد وجدت الرغبة فى الفصل
داخل كل جماعة, لأنها رأت فى الآخرين خطرًا محتملاً. ومع هذا فإن الرغبة فى البقاء
منفصلة لم تكن بالضرورة نشاطا ينم عن الخصومة أو عن موقف عدائى. فقد كانت
الجماعات تنتمى إلى طوائف مميزة ومنفصله. وكلمة «طائفة» Caste ترتبط اليوم
بالديانة الهندوسية الهندية. وقد أخذها البرتغاليون إلى الهند فى القرن السادس
عشرء واستخدموها للتواصل- بشكل غير كامل- مع البناء الاجتماعى المركب الذى
وجدوه هناك. ولكن فى اللغات الموجودة بشبه جزيرة إيبيريا تعنى الكلمة «قراية
الدم» أو «العشيرة». أى يشتركون فى رابطة عامة ولكنهم أيضا يظهرون اختلافات
عميقة فيما بينهم. وقد وجد عالم فقه اللغة الإسبانى الرائد رامون مينانديز بيدال
-Ramon Meneedez Pidal فى دراسته التى قام بها قى بواكير القرن العشرين
عن تطور اللغة الإسبانية. أن المفهوم وفر تشابها Made قى وصف العناصر المختلفة
المكونة لثقافة شبه جزيرة إيبيريا اللغوية. وغالبا ما لايكون هناك شىء يربط بينهما.
بمصطلحات Udall ولكنه رأى هذه العناصر بوصفها «طوائف» منفصلة داخل
إطارى ثقافى مشترك. مرتبطا فى داخله ولكنه منفصل 24 COL . ويتوافق هذا مع
تعريفات أكثر حداثة «للطائفة». هو نوع من التقسيم الاجتماعى الذي يقوم فقط على
سلالة تجبر بو sone على ele ا Tees "). ولهذه الأسباب جميعًا
ولا يمكن أن نكون متأكدين GLS كيف كان المسلمون والمسيحيون واليهود
ينظرون إلى بعضهم بعضا. ومن المؤكد أن عبارات العداء كانت هى السائدة. بيد أن
هذه قد لا تمثل حقيقة الحياة ua gall بيد أن جميع الأدلة المتاحة تشى b عندما
لم تكن هناك خصومة نشطة كانت الجماعات تريد أن تبقى منفصلة. وعلاوة على ذلك.
فإن Lo يسميه داقيد نيزنبرج David Nizenberg «الخلفية الثابتة» للعنف «لم تترا
أبدا عن الوعى العملى. فقد أثرت على الأفعال اليومية واستراتيجيات الأقلية والأغلبية
على السواء: ما الملابس التى يجب ارتداؤها. ما الطريق التى ينبغى اتخاذها فى
150
الذهاب إلى foal كيف يمكن توجيه الاتهام إلى عدو بارتكاب جريمة- وتمتد القائمة
إلى ما لا Ute وغاليا ما كانت الآراء السلبية التى احتفظت بها كل جماعة عن
الجماعات الأخرى متبادلة. فقد كان المسلمون يعتقدون فى أعماقهم بأن هناك إباحية
جنسية لدى الطوائف الأخرى"". وكان المسيحيون يعتقدون الاعتقاد نفسه عن الحياة
الجنسية لدى اليهود والمسلمين. وفى آخر مواد القانون القشتالى فى بواكير القرن
الرابع عشر Siete Partidas يعتبر الملشرعون قضية الرجال اليهود الذين يضاجعون
امرأة مسيحية. «اليهود الذين يعيشون مع نساء مسيحيات مذنبون على قدر كبير
من الصفاقة والجرأة. ولهذا السبب نقرر أن جميع اليهود الذين قد تتم إدانتهم. من
الآن قفصاعدًا. بارتكاب مثل هذا الأمرء يجب إعدامهم»! “. وكان المسلمون يخضعون
للعقوبة نفسها. وفى جميع مجتمعات العصور الوسطى كان التعدى الجنسى يعتبر
هداما للنظام الاجتماعى بأسره. وقد صدر مرسوم إنجليزى فى ola e MW أن
«الأعمال المحظورة قانونا التى يمارسونها بواسطة أجسادهم القاجرة تستوجب
سخط الرب وغضبه egal ولكن بالنسبة للمسيحى واليهودى والمسلم على
السواء. كانت الأفعال الجنسية عبر حدود الطوائف تشكل نظامًا أكبر من الأفعال
الشريرة, تقترب من اللواط. Jing بيتر داميان Peter Damian فى ذمه للأفعال
اللواطية فى كتابه الموسوم Liber Comorrhianus (حوالى ١55؟1١م) موقفا يمكن
تطبيقه على كل الأفعال الحسية المحظورة. «إنها تلوث الجسد: إنها تخمد ضوء العقل
... إن هذه تنتهك الوقار. وتقتل التواضع. وتخنق الطهارة وتذبح العذرية التى لا
يمكن إصلاحها بخنجر العدوى القذرة. إنها تدنس كل شیءء وتلطخ كل شىء. وتلوث
كل شىء... إنها لا تسمح لشىء بالنقاء. ولا تبقى Éni نظيفاء ولا تبقى على شىء
سوى الجسد»“.
وهناك عدد لا حصر له من الشراك والعوائق كامنة فى قلب ميدأ «التعايش».
إذ إن الإغراء الجنسى عير حدود الطائفة كان هو الأخطر والأشد إفسادًا. وعلى أية
حال يجب Gale أن نقرأ مجموعات القوانين والممنوعات ليس باعتبارها تمثيلاً للا حدث
بالفعل وإنما باعتبارها Lage لمنع المخاطر الناجمة عن التقارب الخارج عن السيطرة.
151
ولم يحرم الإسلام أبدا الزواج بين الرجال المسلمين والنساء من الطوائف الأخرى,
على حين كانت المحظيات والجوارى تستخدم جنسيًا من جانب الرجال دونما اعتبار
لدياناتهن. وبحكم الشريعة كان من المفروض أن أولاد الرجال المسلمين يتبعون دين
أبيهم. ولكن حقائق الحياة الإنسانية. فى الماضى كما فى الحاضر. لم تكن دائمًا
متماشية مع ما يقرره القانون. وكل تلك الأمثلة التى سقتها من فترة كان فيها مفهوم
المجتمع المختلط نفسه يبدو خطيرًا إلى أقصى حد. وكانت هذه الجرائم. فيما أظن.
نوعًا من المجاز الدال على المخاطر الكامنة فى الاختلاط بغير المؤمنين باعتبار ذلك
محاولة جادة لتحريم السلوك الفعلى“. وفى عقول أصحاب الروح النقية الطاهرة
فقط كان ded فصل مطلق أو عزل للمسيحى. Lol اليهودى أو المسلم فكان بوسعهم
إحراز ما كانوا يسعون إليه بواسطة النص المقدس أو التهديد بالعقاب.
Kock ck
كانت طبوجرافية المدينة أو البلدة أو القرية فى الأندلس مقسمة بإزاء خطوط
غير مرئية. فقد كانت لكل جماعة منطقتها Lola التى كان الأغراب قد يخاطرون
بالهلاك إذا دخلوها. وبال مثل. فمن خلال اتفاق اجتماعى هش كانت هناك مناطق أخرى
بمثابة أرض مشتركة. وربما كانت هذه المناطق طريقًاء أو سوقاء أو الأماكن التى كان
يتم فيها سحب المياه أو غسيل الثياب““. ففى إسبانيا الإسلامية كان العامل القبلى
مضافا إلى وجود الطوائف الأخرى» وكان ذلك أيضا يمكن أن يؤدى إلى العنف.
لقد كانت هناك كلمة فى اللغة العربية هى كلمة «نفرة» التى تدل على تكدير السلم
فى السوق “. ولم يكن ممكنا للتعايش أن يستمر سوى بقدر ما تبقى الحواجز
المادية أو الثقافية مصونة لا تنتهك cit gO) هناك آنذاك فترات يتصاعد فيها التوتر
الدينى أو الاجتماعى» يبرز فيها شعور التقسيم بين المسيحيين واليهود والمسلمين.
ولكن الممارسة اليومية فى الحياة كانت أقرب إلى ما وصفه أميركو كاسترو بأنه :
التكامل» ". وفى تعريف التكامل يعول كاسترو على الأنماط الثقافية الشائعة لكل
152
من المسيحيين والمسلمين!*؛) ٠ «إن المسلم يشعر بنفسه فى أشياء . والمسيحى الإسبانى
يشعر بأشياء فى نفسه» فى شخصه». وبالنسبة لكاسترو. كان المسلمون شعراء
وحالمين؛ وكان المسيحيون ناشطين. «يتحدث الإسبانى عن نفسه؛ عن جسده. عن
منعه وعن مصائبه. وكل شىء مبرر ويكتسب قيمة فى اللحظة التى يُنسب فيها إلى
C eas وقد وجد من الصعب أن يحدد كيف تفاعل هذان الضدان. وعند التطبيق
على هاتين الجماعتين المشاركتين فى الأندلس. بالحدود والحواجز التى لا تنتهى
فيما بينهما والتى كان يتم عبورها على كلا الجانبين لتتفاعل كل منهما مع الأخرى.
تبدو فكرة التكامل معقولة. asl كانت قرطبة أو أشبيلية. يما فيها من مئات النواحى
والأحياء تبدو ثوبًا مرقعًا .
لقد كانت المناطق العربية والبربرية والمسيحية واليهودية متجاورة جنبا إلى
جنب. وحدودها مفتوحة إلى حد ما كما أنها ليست مفتوحة بدرجة ما CO من المؤكد
أنه من الناحية اللغوية وإلى حد ما على المستوى الثقافى. گان poe ea tll
المدن متكاملين بالمعنى المحدود الذى assa كاسترو. بيد أنهم أيضا ظلوا منفصلين
ومنعزلين داخل جماعاتهم المنفصلة. ولم يكن الدين دائما هى عامل الحسم الوحيد
فالعرب والبربر وكلاهما مسلمون. بقوا متباعدين فى عشائرهم. وكثيرا ما isi
Ax n . وقبع المسيحيون واليهود داخل الحدود التى وضعت لهم فى الشريعة
الإسلاميةء ولكن حتى داخل جماعاتهم كانت هناك درجات متمايزة من الثروة والمكانة.
لقد اعتمد نجاح التعايش Convivencia على هذا التقسيمء على بناء اجتماعى
مستقر كان يسمح بالتعددية. وعلى أية «Jis لم تبرز «نظرية كبرى» فعالة من LLS
التاريخ الطويل للأندلس بعد سنة ١1لام, والحديث عن التعايش بوصفه كيانًا ÉG
مستقرا. مثلما قعل کاسترو. خطأ. . لقد كان بناء من التساهل كان يفتقر إلى التوازن
الفعال فى القوة بين الأغلبية والأقليات. وعندما تغير توازن القوى. اختفت الأسس
السابقة التى قام عليها التعايش. والحقيقة. أن الظروف كانت فى حال من التبدل
المستمر بحيث أثرت على المعادلة بين أقلية السكان وغالبيتهم.
153
ولكنها أيضا حقيقة أن الدول الإسلامية الأولى: ثم المسيحية. بالمواصفات التى
أشرت إليها بالفعل. قد نجحت فى توفيق أوضاع الأقليات فى شبه الجزيرة. وعلى
مدى القرون الثلاثة الأولى تعايش المسيحيون مع المسلمين فى الأندلس» وعلى مدى
القرون الثلاثة التالية توصلت الدول المسيحية قى الشمال إلى ترتيبات براجماتية
مع الأقليات المسلمة فيها. وعلى Ui حالء كانت هناك فترتان من الضغط الشديد تم
فيهما نسخ التوافق عمدًا. إحدى الفترتين كان Gai المسيحيون تحت وطأة التحدى
بوصفهم أقلية داخل دولة إسلاميةء والفترة الأخرى ترتبط بجماعة مسلمة تستعد
للقتال داخل دولة مسيحية. وقد حدثت الأولى فى القرن التاسع فى قرطبة المسلمة
حيث سعى المسيحيون عمدًا إلى الاستشهاد التكفير عن فشلهم Stull فى مقاومة
المسلمين. وكانت الثانية فى إسبانيا المسيحية فى أثناء القرن السادس عشرء وكانت
مملكة غرناطة القديمة مركزها الأول. وهناك أصدر المسيحيون المنتصرون مراسيم
باتياع سياسة جذرية لدفع الجماهير إلى اعتناق المسيحية. وقد انتهت بعملية تطهير
عرقى للتخلص من جميع نسل المسلمين. وسوف أناقش الآن الحكاية الأولى- شهداء
قرطبة. وما صار يعرف باسم مشكلة الموريسكيين Morisco يظهر فى القصول
التالية. ولكنى أعتقد أن كلتيهما تكشف عن عواقب تهافت الفروض الكامنة التى كانت
قد سمحت بنجاح التعايش. وهنا تبدو الدروس التى يمكن أن تفيد منها البلقان وشرق
المتوسط واضحة للغاية.
لقد زاد السكان المسلمون فى الأندلس بسرعة كبيرة فى أثناء القرنين الأولين
بعد الفتح. ففى القرن الثامن؛ كان المسلمون حامية صغيرة ومنعزلة. Wy تزاوجوا
مع السكان المحليين زادت أعداد المسلمين بالمواليد بشكل ثابت. ولكن الشطر الأكبر
من نمو المجتمع المسلم لم يكن بسبب المهاجرين من شمال أفريقيا أو أبنائهم» وإنما
كان بسبب المسيحيين الذين تحولوا إلى الإسلام. كانت هناك حالات إسلام فردية
وحالات تحولت فيها مدن بأسرها وأحياء بكاملها إلى الإسلام» بيد أنه لم يكن هناك
من uel الإسلام LAS فقد كان مسموحًا لليهود والمسيحيين بممارسة شعائر دينهم
ولكنهم كانوا مهمشين. خارج الجسد الرئيسى للمجتمع من الناحية الاقتصادية
154
والاجتماعية. وكانت المطالب التى يفرضها الإسلام على من يعتنقه لا تزيد Loc تطلبه
المسيحية من أتباعها. وكان اعتناق الإسلام خيارًا جذابًا. GY غير المسلمين كانوا '
مواطنين من الدرجة الثانية داخل المجتمع الإسلامى. وكما رأينا. ففى الممارسة لم
تكن هناك قيود شديدة الوطأة تفرض على اليهود والمسيحيين. ولكن الشعور بالدونية
سواء كان مفروضا بالقانون el لاء لم يختف.
وفى منتصف القرن» على أية حال. كانت هناك محاولة بين المسيحيين الأكثر غيرة
GY بمنعوا تناقص أعدادهم وأن يشددوا على الفصل بين المسيحيين والمسلمين. فقد
شكل شهداء قرطبة المسيحيون بسرعة ما سوف يطلق عليه النقاد الأدبيون مصطلح
is) 5 نقطة يسهل التعرف عليها تتمدد عندها حادثة تاريخية ما لكى تكتسب
أبعادًا أسطورية أو خرافية. وقد صارت هذه الحوادث بالنسبة للمسيحيين رمدًا
للعداوة الحتمية بين الثقافتين. فقد ضخموا من المتناقضات فيما بينهما لكى يضفوا
نوعا من الدرامية ويمتدحوا الهوية الثقافية لواحد من المجتمعين. ولكى يدينوا الآخر
ويصموه بالشيطانية. وبمرور الزمنء وبالتراكم. تحولت هذه الحكايات من حقيقة
تاريخية إلى شعور كامن لا إرادى بقوة غريبة» خطيرة. ومخيفة- صورة مركبة بنيت
على أساس نبوءة فى الكتاب المقدس, وعلى الشخصية الغامضة للمسيح الدجال.
وعلى تجربة يومية للوجود المسلم الذى بدا أنه يجسد هذه العناصر جميعًا. وفى
هذا الاختلاق الأسطورى. تكون الأحداث- الفتح الإسلامى وحوادث الاستشهاد-
مضافة مثل pall الجديد الذى يضاف إلى قدر طهو Ue gu DE إذ إنها تقوى الخليط
وتمزجه لتخرج فى النهاية مطهوة على نار هادئة. وفى النظرية ال مسيحية كان هذاء
ad التأثير الذى يعيد إحياء دماء الشهداء. عندما ينتشر ويبعث الجماعة المسيحية
من مرقدها. لقد كانت حكايات الشهداء. بعد زمن طويل من تضحياتهم. أحد العناصر
الأكثر قوة فى مستودع أسلحة المؤمنين الحقيقيين.
لقد كان كل فرد يفهم القصص بطريقته الخاصة. وربما يمكن تفسير العملية
على أنها «تشر» بالطريقة التى قصد بها الفيلسوف الفرنسى چاك دريدا وضع هذا
155
المصطلح. ففى رأيهء أن الطريقة التى تستخدم بها اللغة تعنى أن كل استخدام-
نشر .dissememindi يعطل أى إمكانية لوجود معان ثابتة أو راسخة. ففى كل مرة
تستخدم فيها كلمة ما تولد تراكما مختلفا وجديدا. وهكذا فإن استخدام اللغة يؤدى
إلى عدم الثبات بشكل لا نهائى. «إن قوة تحطيمها وشكلها تفجر أفق المعانى». فليس
هناك حد أو نهاية لعملية التحول coda وليس Ld من يخبرنا بما قد يكون معناها.
ويسميها دريدا «تكاثر لا يمكن الحد منه وتعدد ذو قوة 5&5 C O83,
لقد وفرت حركة شهداء قرطبة فى سياقها التاريخى (مثل أساطير الملك- البطل
بيلايو) «تعددية ذات قوة تكاثرية». وكما سنرى. كانت إحدى حالات الاستشهاد
تستفز حالة أخرى. ليس من خلال أية آلية واضحة ولكنها كانت تظهر تلقائيا ومع هذا
كانت التلقائية محكومة بالطريقة التى كانت بها بذرة الاستشهاد تضرب بجذورها.
وبالطريقة التى كانت تنتشر بها الأسطورة التى تتطور بسرعة. والمهم هنا ليس
التفاصيل الدقيقة للحوادث التى جرت فى قرطبة وإنما إمكانية اختلاق الأسطورة
فيها. لقد كانت الأفعال الرمزية طنانة وفعالة فى شيه الجزيرة الإيبيرية بعد وقت
طويل من السياق التاريخى الدقيق الذى ظهرت فيه ثم اختفت. وعند هذه النقطة
صارت le gin أدبيا» يمكن تطبيقه فى ظروف متعددة. وريما تكون الأفعال الرمزية,
فى الأسطورة والخرافة؛ أكثر قوة فى بعض الثقافات منها فى ثقافات أخرى. وتبدو
إيبيريا (مثل البلقان وشرق المتوسط). على a القرون. خاضعة بدرجة كبيرة لهذه
التأثيرات. حيث يدخل الماضى cull فى الحاضر الحى. وتبدو هذه العملية واضحة
فى قصص سقوط مملكة الفيزيقوط والتى انتشرت وشكلت الأساس الذى قامت عليه
أسطورة إسبانيا المسيحية.
إن سهولة الفتح والسرعة التى تحول بها كثير من المسيحيين المحليين إلى
الإسلام أدت إلى نمو الأدب العربى المزدهر وإلى اضمحلال المجتمع المسيحى. وفى
المسيحية فى المقام الأول. ولجعل تضحية الشهيد بحياته أمرًا أكثر إقناعا. كان لابد
156
من إبراز النتائج المرعبة للسقوط. ولم يكن هذا بالأمر السهل. فالأندلس. مع بعض
الاستثناءات. كانت تلتزم بالأوامر القرآنية تجاه أقلياتها من غير المسلمين. فقد كان
اليهود والمسيحيون يدفعون الجزية وكان مسموحا لهم بممارسة شعاش دينهم.
وكانت حركة الشهداء المسيحية فى منتصف القرن التاسع احتجاجًا ضد الاستيعاب
المتزايدء ورفضًا للتدهور للبطىء لثقافتهم وديانتهم. وبين المسيحيين فى مدن
الأندلس الكبرى حلت اللغة العربية محل اللاتينية باعتبارها اللغة الراقية للثقافة. على
حين كانت هناك لغة عربية دارجةء ولهجة رومانسية وبربرية قد صارت لغة الوطن
والشار PD وصار قرطبى شاب. هو ألفاروس .Alvarus كاتب سيرة إيولوجيوس
Eulogius الذى كان ga نفسه الملاك الذى سجل أعمال الشهداء المسيحيين بقرطبة.
ail حملت كتابات ألفاروس إحساسًا عميقا بالخسارة فى الثقافة المسيحية :
«يبتهج إخوانى المسيحيون بالأشعار والحكايات العربية؛ وهم يدرسون أعمال
الفقهاء المسلمين لا بغرض تفنيدها. ولكن لكى يحرزوا لأنفسهم أسلوبا عربيا رشيقا.
أين يمكن اليوم أن نجد رجلا Gale يقرأ الشروح اللاتينية للكتاب المقدس. من الذى
يدرس الأناجيل والنبوءات وأعمال الرسل. يا للأسف. إن الشباب المسيحيين الذين
يلفتون النظر يمواهبهم لا يعرفون Éd عن أى أدب أو لغة أخرى غير الأدب العربى
واللغة العربية ... يا له من أمر مثير للأسى. لقد نسى المسيحيون لغتهم الخاصة,
ولا يكاد يكون هناك واحد بين الألف يمكنه أن يكتب لصديقه بلغة لاتينية سليمة».
وقد لاحظ ألقاروس موقفين نجاه الإسلام بين معاصريه المستعربين. ولم يكن
يتحدث عن أولئك الذين خسروا الروح. «المولدين». أى المسيحيين الذين كانوا قد
تحولوا إلى الإسلام. وقد اعترفت غالبية المسيحيين بقوة الثقافة الإسلاميةء وسعوا
إلى الإفادة منها. وكانت هناك أقلية تهدف إلى خلق حائط لا يمكن اختراقه حول
الجماعة المسيحية. وبطريقة الجماعات المنشقة والثورية طوال التاريخ. كان أعضاء
هذه الأقلية قد اختلقوا عدوا شيطانيًا ليكون أسطورة تساند مقاومتهم. وقد فعلوا
هذا من خلال السلاح التقليدى لدى الضعفاء: أى الفعل الرمزىء» أو الدعاية بالفعل.
157
وكان الفعل هو الاستشهاد. الذى كان مقدرًا له أن يخدم فى بناء أسطورة سوداء
عن إسلام يقتل الشهداء. وفى هذه الصورة عن الإسلام. ساد عنصران: كان العنصر
الأول الشهوانية والعنصر الآخر القسوة. وكان الإيحاء بأن القسوة الإسلامية لها
شرورها المعتادة. قاغتصاب العذارىء وتدمير مذابح الكنائس والكتب المقدسة.
والذبح الوحشى. كانت كلها جرائم متساوية. فما أن ترتكب إحداها حتى تستدعى
حدوث الجرائم الأخرى. ويمكن تحديد التفاصيل الحقيقية لحركة الشهداء بيساطة.
فعلى مدى تسعة أعوام. جاء ثمانية وأربعون من المسيحيين إلى عاصمة الأندلس.
قرطبة. وتعمدوا أن يجلبوا على أنفسهم الموت العلنى بإهانة النبى محمد والزعم
ob نبى مزيف. وبا مثل. كان التجديف وإعلان الكفر فى أى بلد غربى مسيحى؛ على
نحو ما فعل الكثير من الهراطقة والوثنيين. يجلب بالضرورة أيضا عقوبة الإعدام.
وكان أول من مات مختلفا إلى حد ما عن الآخرينء وتوضح قصته طبيعة العلاقة بين
الجماعات الدينية فى المدينة قبل بداية حركة الاستشهاد. فقد كان قسيسا مسيحدًا
يسمى بيرفيكتوس Perfectus وهو ما يعنى الكامل فى اللغة العربية. ولأنه كان
مفوهًا فى اللغة العربية. فإنه غالبًا ما كان يتحدث مع المسلمين فى السوق. ويبدو
واضحًا أن مسائل الاعتقاد والدين كانت محل مناقشات كثيرة. وذات يوم سأله
جماعة من المسلمين عن رأيه قى نبيهم. وفى البداية لجأ إلى المراوغة لأنه كان يعرف
الخطرء قائلا إنهم يريدون الإيقاع به لكى يدفعوا به إلى الموت. فأنكروا هذاء وضمنوا
له ألا يدينوه. وعندها أخبرهم أن المسيحيين يعتبرون نبى المسلمين «خادم الشيطان».
ail تخطى بيرفيكتوس الحدود بين ما كان مسموحًا به وما لم يكن كذلك. ولیس
هناك فى رواية ألثاروس ما يشير إلى سيب اتخاذه هذه الخطوة القاتلة. ففى البداية
ترك أولئك الذين كان قد جادلهم الأمر يمرء ولكنهم بفعلتهم هذه صاروا متورطين فى
تجديفه ومجاهرته بالكفر. وفيما بعد صاحوا فى السوق بأنه جاهر بالتجديف فى
حق LU adl ثم أخذ بيرفيكتوس إلى القاضى. وعندما تم إثبات الذنب الذى جناه
بحسب الشرع. aSa عليه بالعقوبة الوحيدة الممكنة؛ الموت. وبعد Bae شهور وفى
۸ أبريل سنة * 46م. تم إخراجه أخيرا للإعدام أمام جمهور يحتفلون بنهاية شهر
158
رمضان. وعندما daly سيف الجلاد صاح بصوت عال عدة مرات. «نعم لقد aid
نبيكم. وألعنه الآن...» وقال عبارات بذيئة ضد النبى وضد الحاضرين!*). ولم يسكته
وقد أخذ مسيحيو المدينة جسده من ساحة الإعدام وأعادوا فتح المقبرة القديمة
لسانت أسيسكلو س 86156105 -Saint وهو قديس استشهد فى أثناء حكم الإمبراطور
دقلديانوس (والذى أعيد دفنه بعد قرون فيما كان قد صار كنيسة بيرفيكتوس).
وهناك أقيم احتفال كبير بقيادة أسقف قرطبةء وتم دفن Gall باعتبارها جثة شهيد
جديد بين عظام القديس. وكان هذا عملاً رمزيًا عميق المغزى» فمن الناحية المادية
انضم بيرفيكتوس إلى قديس شهيد سبقه زمنيا. وبعد ذلك. بوقت قصير. تم جلد
مسيحى آخر اسمه چون بعد اتهامه باتخاذ اسم النبى عبثا ٩ وكوته لم يواجه
عقوبة الإعدام. على الرغم من أن كثيرا من المسلمين أدانوا هذا. يشير إلى أن السلطات
القضائية لم تكن تسعى إلى القيام بعملية تطهير وطرد للمسيحيين أو إلهاب الرأى
العام المسيحى. وبدلاً من ذلك. يبدو أن العكس كان صحيمًا. ققد فسر القاضى هذه
الحادثة الجديدة بقدر ما أمكنه من اللين والتسامح. وناله النقد من جراء Ada
كان خوف القاضى مبررًا. فقد بات المسلمون مستنفرين ضد المسيحيين.
لأنهم رأوا أن المسيحيين كانوا يتعمدون السخرية من النبى. وفى حالة جون كان
هذا حقا. ولكن بين أولئك الذين سعوا عمدا إلى الاستشهاد كانت إدانتهم للإسلام
آنذاك حريصة ومتعمدة أن تصل إلى الحد الذى لا يمكن غفرانه. إذ كان المسيحيون
الراغبون فى الاستشهاد فى ذلك الحين قد فعلوا ما يجلب عليهم الإعدام بالذم فى
الإسلام وتحقيق الخلاص. وكان التالى Lal, اسمه اسحق. من عائلة ثرية. (ley
فى اللغة العربية. كان قد تم تعيينه سكرتيرًا حكوميًا. وجاء إلى القاضى فى ساحة
(*) لم أرفائدة فى ترجمة بقية العبارات المنسوبة إلى هذا القسيس لأنها عبارة عن شتائم بذيئة. ومن
المؤكدأنها صادمة لقراء العربية من المسلمين وغيرهم من ذوى الحساسية الأخلاقية الذين
Y ترضيهم مثل هذه العبارات أيا كان المقصود بها. (المترجم)
159
محكمة مفتوحة وقال إنه برغب فى النطق بالشهادتين واعتناق الإسلام. ولكن بينما
كان القاضى Gab التعليمات. صاح إسحق فجأه «لقد مات نبيكم» لقد خدعكم؛ عليه
اللعنة. إنه شرير جر معه أشرارًا كثيرين إلى الجحيم, لماذا لا تقوم nd وأنت deo
عاقل. بالارتداد عن هذه العقائد المهلكة». وتملك القاضى غضب شديد فلطمه على
وجهه. ولكن مستشاريه أوقفوه وأخبروه بأنه حتى المجرم المدان لا يجب أن يتعرض
للإهانة.
وعندما استعاد القاضى سيطرته على نفسه. قال لإسحق إنه إما مخمور
أو مجنون. لأنه لا يمكن أن يكون Male بأن الموت هو العقوبة الوحيدة جزاء التجديف.
وأجاب الراهب بهدوء: «أيها القاضى إننى بكامل قواى العقلية. ولم أذق الخمر قى
حياتى. ولأن نار حب الحقيقة uis as واتتنى الجرأة على أن أتحدث Ule إليك وإلى
الآخرين الحاضرين هنا. احكم على بالموت. ولأننى أبعد ما يكون عن الموت» قإننى
أتحرق شوقًا. ألم يقل الرب طوبى للذين يضطهدون من أجل الحقيقة لأن لهم مملكة
السماء».
وحاول القاضى أن يتجنب توقيع العقوبة الحتمية» ولكنه لم يكن يملك خيارًا
آخر بحكم الشريعة. وواجه إسحق نهايته المرجوة يوم. يونيو AON وبعدها JE
الجلاد مشغولاً. فبعد إسحق بيومين قام رجل اسمه سانشو بالسب والتجديف وفقد
رأسه وحياته. وبعدها بيومين. sla ستة رهبان. من بينهم عم إسحقء أمام القاضى
وأعلنوا. «نحن أيضا نردد كلمات إخواننا المقدسين إسحق وسانشو» وتبعهم المزيد
حتى مات أحد عشر شهيدًا فى أقل من شهرين. وقد عارض كثير من المسيحيين هذه
التضحيات خوفا من أنها قد تستفز غضب المسلمين ضد الأقلية المسيحية كلها .
)+( هذه الرواية التى كتبها قس کائولیکی. وفيها الكثير من الخيال والأسطورة لا سيما فيما يتعلق
بالحوار الذى لم يكن ممكنا تسجيله بأى حال من الأحوال. لقد وضع كاتب هذه الأسطورة الكلام
الذى رآه مناسبًا على ألسنة أبطاله. لقد كتب ما ينبغى أن تكون عليه الحكاية. وليس ما جرى
بالقعل. والمدهش أن المؤلف الذى يعرف هذا يورد النص كما هو. (المترجم)
160
كانت مصالح السلطات المسلمة والمجتمع المسيحى الكبير فى منع هذه المواجهات
الانتحارية متطابقة. وقد تم اجتماع مجلس كنسى لمنع المزيد من حالات الاستشهاد.
ولكن يدا ققط أنه أثار المسيحيين المتشددين وزاد من حماستهم النسكية. فقد دخل
راهبان المسجد الكبير فى قرطبة فى صلاة الجمعة وصاحا «إن مملكة السماء متاحة
للمؤمنين. ولكن بالنسبة لكم Gul الكفار. فإن الجحيم ينتظركم. وسينفتح بعد وقت
قصير لكى يبتلعكم جميعا». وهريوا بصعوبة من أن يشنقهم المؤمنون الذين كانوا
يؤدون الصلاة. وتمت محاكمتهما وطارت رأساهما بسرعة فى ساحة السوق.
وكان آخر ضحايا حماستهم الشخصية هما الأسقف إيولوجيوس وامرأة
شابة اسمها ليوكريتيا -Leocritia وكان إيولوجيوس قد كتب تقريرا gl عن حركة
الاستشهاد وأرسله إلى الشمال طلبا للسلامة بالحفاظ عليه خلف حدود المسلمين.
وتم القبض عليه واتهامه بالسعى إلى تنصير ليوكريتيا التى كانت قد ولدت لوالدين
مسلمين. وكان القاضى مترددا فى إدانة هذا المسيحى ذى المكانة الكبيرة. وأمر بأن
يتم جلده عقابًا على جريمة أقل. وعندها سب إيولوجيوس النبى محمد بأقذع الألفاظ.
بيد أن القاضى رفض رسميا إدانته وحوله إلى بلاط الوزيرء كبير موظفى قرطبة.
وجاء أحد أعضاء المحكمة إلى إيولوجيوس وقال له :
«إننى لست مندهشا L إبولوجيوس. عندما يقوم cob والبلهاء بتقديم
رءوسهم لالإعدام دون سبب. ولكن كيف يمكن لرجل متعلم مثلك. ورجل يتمتع بتقدير
العموم, أن يسير على نهجهم. أى جنون يدفعك إلى هذا. IU تآمرت على هذا النحو
ضد حياتك أنت. إننى أصلى لكى تصغى إلى كلامى. انحن للضرورة. وانطق كلمة
واحدة فقط تسحب ما قلته أمام القاضىء وفى تلك الحالة سوف أجيب عن زملائى
وعن نفسى GL لن يكون هناك ما تخشاه» .
ولكن إيولوجيوس رفض الإنكار والتراجع عما قاله. وانطلق لكى يضمن موتا
استشهادیًا لا ينسى. وأدين بشكل رسمى وأرسل لإعدامه. وقام خصى من العاملين
فى المحكمة بالإساءة إليه وضربه على وجهه وهو فى الطريق إلى أرض الإعدام.
161
وبالتوافق مع المواعظ المسيحية. قدم إيولوجيوس الجانب الآخر من وجهه الذى
لم يلطم وقال. «الطم الآخر أيضا». واعتذر الخصى. وبعد دقائق قليلة بعد الساعة
التاسعة بقليل صباح اليوم ١١ مارس سنة LAO طارت رأس الأسقف. وألقى جسده
مكشوفًا لكى تنهشه الكلاب الضالة والقطط والفئران. حتى حصل المسيحيون على
الإذن باستعادته. وأعدمت ليوكريتيا بعد ذلك بأربعة أيام وألقيت جثتها فى النهر
«لكى يأكلها السمك». وقد أدى موت شخصية كبيرة مثل إليولوجيوس إلى التأثير
بقدر أكير كثيرًا من موت جميع الشهداء الآخرين الأقل مكانة. وعندما ade ملك ليون
معاهدة مع السلطان محمد فى سنة AAAY كان أحد شروط المعاهدة أن تسلم إليه
عظام الشهيدين المقدسين إيولوجيوس وليوكريتيا!”"' .
* k ck
ولم يتم شرح الدواقع التى حضت الشهداء على الاستشهاد شرحًا وافيًا على
الإطلاق aii UP انحدر كثير منهم من عائلات llis ولهم معتقدات إسلامية
ومسيحية فى خلفياتهم. وكثيرون جاءوا من الجماعات الرهبانية الصغيرة المتجمعة
حول قرطبة. ويلفت النظر أنهم جاءوا من دير واحد فى تابانوس Tabanos الذى
أخرج ما لا بقل عن عشرة شهداء!*). وتصاعد aae حالات الاستشهاد. فقد ردت
السلطات الإسلامية بالعقاب الجماعى. ومن الأمور ذات المغزى. أن القيود التقليدية
على الأقليات قد طبقت للمرة الأولى بشكل جامد على الملابس التى حددها الفقهاء.
كما أن الكنائس خضعت للفحص للكشف Lec إذا كانت هناك كنائس جديدة قد بنيت
ومن ثم يجب هدمها. بل إن الترميمات الصغيرة أو التحسينات كان يمكن أن تؤدى
إلى الإزالة. وانقلب كثير من المسيحيين ضد المتحمسين. وقد سجل إيولوجيوس أن
(s) استخدم المؤلف AK «شهداءه فى هذا الجزء على الرغم من عدم دقة المصطلح فى وصف ما حدث.
وقد التزمت بما استخدمه المؤلف من تعبيرات. (المترجم)
162
المسيحيين الأول ربما يكونون قد تأثروا بحالات الاستشهاد. ولكن. «عندما أشعلت
النار السماوية جوانح الكثيرين وقادت الجماهير من المؤمنين إلى الذهاب للميدان
كان الجميع الذين خافوا من هياج الطاغية المتوحش. غيروا رأيهم وانقلبوا بشكل
مذهل. فقد حطوا من GLa الشهداء ولعنوهم, وأعلنوا أن الشهداء ومؤيديهم على
السواء يرتكبون جريمة Case
وفى النهاية. حوالى سنة ٤٥۸م. أدين الشهداء Gow, باعتبارهم هراطقة أمام
القاضى وأمام مجموعة من أعيان المسيحيين- أساقفة ورؤساء أديرة وقساوسة
وتبلاء- قى محاولة لمنع المزيد من الضغط على المجتمع المسيحى .
لقد كانت دماء الشهداء قد أقامت الكنيسة الباكرة. وسرعان ما قوضت الحكم
الوثنى. «كان النمط الشائع للقديس المسيحى هو الشهيد. وفى هذا المسار أخذ الرجال
والنساء المقدسون الذين لم يموتوا من أجل المسيح مكانهم بجانب الشهداء. وبقى
شخص الشهيد النموذج الأمثل للقديس. وعبادة القديسين ... لها أصولها الثابتة
فى عبادة الشهداء»! C فمع اعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحيةء لم تعد هناك
حاجة إلى الشهداء. ولكن فى مواجهة قوة الإسلام (التى كان يبدو أنها لا تقهر).
ثم استخدام هذا السلاح الأقوى فى ترسانة أسلحة الكنيسة مرة أخرى. وإذا كانت
الأسباب الدقيقة لحركة الشهداء تكمن فى قلب كل من قرر أن يضحى بحياته. فإن
هدفها كان واضحًا. وكل قصص الشهداء تحت حكم الطفيان تجلب بطريقة
ماء لا يعرفها سوى الربء النصر للكنيسة .
وثمة كاتب. هو الكوشانى» يناقض الحماسة المسيحية بالتعقل الإسلامى.
وأعاد سرد حكاية المسيحى الذى جاء أمام القاضى بعد حوالى ستين سنة من حركة
الشهداء» فى سنة eA Y ليشرح الراوى أن المسيحيين يعتقدون فى هذا النوع من
الانتحار باعتياره من أعمال التدين. على الرغم من أن المسيح لم يشجع أبدا أى شىء
من هذا القبيل. وقد نهى القاضى الرجل المسيحى ووبخه GY حاول الانتحار. وأجاب
163
المسيحى أنه لن يكون هو القتيل. ولكن شبيهه. «بينما أذهب أنا إلى السماء». وأمر
القاضى بجلده. ثم يسأل عمن سقطت ضربات السوط على ظهره. أجاب المسيحى.
على ظهرى أنا». فقال القاضى. «تماما كما سيقع السيف على رقبتك»"" وهكذاء وعلى
الرغم من أنه كان ما يزال يمكن العثور على الذى ينتحر طلبًا للشهادة والمتعصب. فإنه
بحلول القرن العاشر كان بعض الاستقرار القديم قد عاد. وكان سفير الإمبراطور أوتو
الأول. Otto المسمى چون جورزى John of Gorze إلى بلاط عبد الرحمن الثالث
ف sud ned على Lean هذا Gs Geo كر كع فى يهجة E
نفسها. وبدلاً من ذلك وجد القساوسة المسيحيين الذين حذروه من الخصومة واللدد
مع السلطات الإسلامية وكانوا صارمين فى إثنائه عن القيام بأى أعمال استفزازية.
ورفض الخليفة الخطابات التى أرسلها الإمبراطورء GY وجد نغمتها مهينة ومذلة.
وبدلاً من ذلك رد بإرسال موظف مدنی مسيحى darul ریسیموندوس , -Recemundus
يشغل منصب أسقف غرناطة. لكى يطلب من الإمبراطور سحب الخطابات» وهو ما
قام به فعلا. وتم إرضاء cel SII وعاد جون جورتزى إلى وطنه بعد أن شهد عرضًا
على شرفه.
كان ريسيموندوس مثالاً للعدد الأكبر بين المسيحيين الذين كانوا قد عقدوا العزم
على أن يؤدوا دورهم بفاعلية داخل المجتمع الإسلامى. وقد جمع كتابًا ضخمًا باسم
تقويم قرطبة؛ ربط بين التفاصيل الفلكية والزراعية وتفاصيل الاحتفالات المسيحية.
وقدم نسخة إلى خليفة عبد الرحمنء» الحكم الثانى. والحقيقة أنه aed نسختين. كانت
الأولى تحتوى على تفاصيل عن جميع الشهداء فى قرطية وأعيادهم ويستخدمها
المسيحيون. وفى النسخة التى قدمت إلى الخليفة» تم حذف هذه التفاصيل بصورة
لبقة (وفطنة) وفى الجوهر:
«وكانت واقعية الحكم الإسلامى SaaS هذا النوع من الحلول الوسط ... وكانت
الكنيسة الراديكالية تروق لبعض المسيحيين, بيد أن مثل هذه الكنيسة لم تكن تستطيع
سوى أن تصبح بؤرة لمزيد من العنف. ولم يكن بإمكانها أن تحافظ على العلاقة
164
المستقرة بين الحكومة والرعايا الخاضعين لها والتى تتيح للمسيحيين أن يمارسوا
حياتهم اليومية فى سلام» OT
لقد استخدمت حركة الشهداء. فى محاولة لتقوية رد الفعل العنيف فيما بين
المسلمين. المجادلات التى كانت قد تطورت بالفعل فى شرق المتوسط. كان أحد
الشهداء قد جاء إلى إسبانيا من دير سورى حيث كان حنا الدمشقى قد كتب مقالته
ضد الإسلام. وقد طرحت الكثير من الموضوعات نفسها فى الهجاء القرطبى ضد
المسلمين. فقد اتهم النبى محمد بأنه مفرط فى الناحية الجنسية. Gly واقع فى شرك
الانشغال بالجسد. وقد عرّض بول ألفاروسء الذى كتب سيرة حياة إيولوجيوس
المسيح الذى بشر بالسلامء بمحمد الذى ale الرجال القتال؛ على حين طور المسيح
الطهارة. مارس محمد الشره فى كل أشكال المتعة, الزنا 07 وتم طرح الكتالوج
الكامل لكل الإهانات التى صارت الأن إهانات تقليدية!*).
«المسلمون منتفخون بالكبرياء. كسولون ينعمون بالأعمال الجسديةء يسرقون
قى الأكل غاصبون طماعون فى حيازة الممتلكات ... لا شرف لهم. ولا حقيقة. غير
معتادين على الرحمة والعاطفة ... وهم متقلبو الأطوار. لصوص. مكارون. والحقيقة
أنهم غارقون تمامًا فى ثمالة كافة أنواع الدنس» يزدرون التواضع fie الجنون.
يرفضون الطهارة كما لو كانت lae يستخفون بالعذرية كما لو كانت قذارة العهر
والدعارة. يضعون رذائل الجسد أمام فضائل الروح»ا“.
وأدى هذا بشكل طبيعى إلى أن محمذا كان (فى زعمهم) هو النذير بالمسيح
الدجال. وفى الهجائيات اللاحقة صار هو المسيح الدجال نفسه.
)*( هذا شكل تقليدى من أشكال المذمة والسباب التى اعتاد رجال الكنيسة الكاثوليكية فى الغرب
الأوربى أن e جهوها للإسلام: . وللتبى عليه الصلاة والسلام. وقد وردت فى النص الأصلى بهذا
الشكل الذى يكشف بوضوح عن وجه التعصب القبيح ضد الإسلام. (المترجم)
165
هذه البلاغة الوحشية رددت أصداء تلك الهجمات التى شنها المسيحيون على
أباطرة روما الوثنيين. فقد ذكرت هذه أتباعهم بالشر الذى كانوا يناضلون ضده.
والأهم من ذلك كثيراء أنها كشفت عن ضعف فى حالة الشهداء. GY الإسلام لم يزعم
بأن المسيحيين يعبدون أصناما زائفة. كان كثير من العلماء المسلمين مترددين حتى فى
قبول المتحولين من المسيحية إلى الإسلام. بحجة أنهم يلوثون الإسلام. وهناك elle
cage كتب «أنهم يقولون إن الإغراءات سوف تأتى مع Jal الكتاب وأنهم سيكونون
مستحقين Calg وعلى الرغم من أن الزواج بين رجل مسلم وامرأة غير مسلمة
لم يكن محرّمًا. فقد كان ينظر إليه على أنه يحفل باحتمالات الخطر الروحى. ققد
تكون الزوجة المسيحية أو اليهودية مصدرًا لعدم الاستقرار والفساد فى أى منزل
مسلم لأنها حتما لاد أن تكون ميالة إلى قيادة أطفالها حسب دينها وتجنح بهم بعيدًا
عن الصراط المستقيم للإسلاه''). وفى هذا كان بعض الفقهاء المسلمين والقاروس
المسيحى على اتفاق. الفصل أفضل من أى شكل من أشكال الاتصال .
وعلى أية حال. تم نسيان الشهداء فى قرطبة بسرعة ويرد ذكر حكم خلافة قرطبة
فى النصف الأخير من القرن العاشر باعتباره عصرًا ذهبيًا. وقد ردد مؤرخ إسبانيا
الإسلامية الذى عاش فى القرن التاسع عشر رينارت دوزى Reinhart Dozy أصداء
المديح الذى كاله للمدينة المؤرخون المعاصرون. والشعراء. والمبعوثون الأجانب على
السواء :
«كانت حالة البلاد منسجمة مع ازدهار الخزانة العامة. فالزراعة والصناعة
والتجارة. والفنون والعلوم ازدهرت جميعًا. وكانت عين الرحالة تسر فى كافة النواحى
بالحقول المزروعة بشكل جديدء والمروية على أساس علمى. بحيث إن التربة التى كانت
تبدو جدباء للغاية. صارت أرضا خصبة... وكانت قرطبة بسكانها الذين وصلوا إلى
نصف مليون Laud ومساجدها وجوامعها التى كان عددها ثلاثة آلاف. وقصورها
الفاخرة. وبيوتها التى وصلت إلى مائة وثلاثة عشر ألف منزلء والثلاثمائة حمام
vale وضواحيها الثمانى والعشرون. لا تفوقها فى الحجم والعظمة سوى بغداد ...
لقد تسربت شهرة قرطبة حتى فى ألمانيا البعيدة. ذلك أن الراهبة السكسونية هرزويثا
166
83 اشتهرت فى النصف الأخير من القرن العاشر بسبب أشعارها اللاتينية
والأعمال المسرحية التى أطلقت فيها اسم «جوهرة الدنيا» على قرطبة!).
وفى بلاطات أوربا المسيحية. كانت منتجات قرطبة. من أشغال العاج والحرير
والأوانى البرونزية التى صنعت بشكل أخاذ على أشكال الطواويس. والظباء.
والوحوش الخيالية. وصناديق الدنانير الذهبية- صارت كلها رموزا لعالم من
الحضارة والرفاهية التى لا نظير لها. وربما كانت الأندلس المسلمة عدوة للمسيح.
ومع هذا فإنها كانت ذات جاذبية وإغواء OY)
167
هوامش الفصل الثالث
1. In his Handbook for Travellers in Spain (1845), reprinted in Richard Ford,
Granada: Escritos con dibujos inéditos del autor, Granada: Patronato de la Alhambra,
1955.
2. But he also recognized the essence of the unforgiving terrain: ‘But where
Spaine has water and Valleis there she is extraordinarily fruitfull': James Howell,
Instructions for Foreign Travel, t650.
3. Cited in Glubb, Conquesis, p. 355.
4. See W. Montgomery Watt and Pierre Cachia, A History of Islamic Spain,
Edinburgh: Edinburgh University Press, 1996, pp. 9-10, on the alternative
possibilities of expansion.
$. The Christian Mozarahie Chronicle and the Continuationes Byzantia- Arabica date
from a few decades after the conquest. The first Arabic sources are later. See
Collins, Arab Conquest, pp. 710-97. Ron Barkai makes the valid point that
Byzantia- Arabica is less negative towards the Muslims in its language, and many
ofthe more positive passages do not appear or have been altered in the Mozarubic
Chronicle, Sec Barkai, Cristianos y musulmanes, pp. 24—5.
1- أعطى طريف اسمه لأول بلدة إسلامية فى إسبانيا c وقد بنيت بالقرب من
القلعة الرومانية السايقة Julia Traduce
7. See the Continuatio. tsidoriana Hispania ad annum 754. commonly called the
Mozarahic Chronicle, translated by Colin Smith, in Smith, Christians, vol. 1,
pp. 12713. This chronicle is the first version of the story.
S. See the Clironide of Alfonse Hl of the Asturias, written in $83: "Because they had
abandoned the Lord, and had not served him in righteousness and truth. they
were abandoned by the Lord and were not allowed to dwell in the promised
land [terram desideratam]; m ibid.. pp. 24-9.
9. See the Historia preudo-Isidoriaua: in ibid.. pp. 14-16. This ewellth-century text
introduced the trope of illicit sexuality into the foundation myth of Spain. In
the Mezarabie Chronicle (254). the moral flaw of the king (Roderick) was that
he ‘violently usurped’ the crown; ibid., pp. 10-11.
168
to. The two connected in a confused and uncertain fashion in what, since Julia
Kristeva, we have called intertextuality . My suggestion here is that Roderick’s
story is depicted, by a succession. of clerical authors, in markedly Davidic
terms.
\\- كتب كتاب Estoria de Espana فى الربع الأخير من القرن الثالث عشر
عندما وصل هذا الوصف الأسطورى للفتح إلى درجة غير عادية من الازدهار . وعلاوة
على ذلك « فإن هذا الوصف لم يكتب فى اللاتينية التى يستخدمها الدارسون وإنما فى
الرومانسية (القشتالية). انظر : 21 2-Smith, Christians , vol 1. pp. .
12. Ibid. : : 1
-٣ تعرف أميركى كاسترو على أهمية هذه القصص «لأن قشتالة على مدى
القرون حملت عبء النضال ضد شعب حكموا عليه ob محب للملذات ٠ شعب كان
يتحدث عن الحب والمجون فى أدبهم» وقد كانت تصورات اغتصاب العذراوات وتعدد
الزوجات لدى القساوسة من عوامل الحسم فى الغزو الظافر الذى قام به المسلمون)
انظر:
Castro , Strcture, p. 328.
-٤ صورة الشهوة الجنسية عند المسلم صارت صورة نمطية يصاغ على
مثالها. وهكذا Bay خوان مانویل فى Libro de los Estades أنه ' بعد صلب المسيح
بوقت طويل ظهر رجل مزيف اسمه محمد ... وكجزء من تعاليمه قدم لهم غفرانا UIS
للذنوب لكى يشبعوا نزواتهم الشهوانية إلى مدى غير معقول Ball ورد فى :
Smith, Christians, vol .2 , pp. 9495- .
is. Cited in ibid.. vol. 1, pp. 26-9.
See Angus MacKay. “Ritual and Propaganda in Fifteenth-century Castile’, Past .قا
aud Present 107 (May 1985). pp. 3741.
17. Ana Echevarria. rightly observes that. fifteenth-century Castilians «howed a
special identification with their ancestors, and evidently a knowledge of the
epics that portrayed them. See Echevarria, Fortress of Faith. p. 121. The events
at Simancas are outlined in W. D. Phillips, Enrique IV and the Crisis of Fifteenth-
century Castile, Cambridge, MA: Medieval Academy of America, 1978.
169
18. See also the explanation for the instrumentality of the Muslims offered by Juan
Manuel in the Libro de fos Estados; Smith, Christians, vol. 2, pp. 94-5. This same
theme emerged in the letter written by Alfonso VIII to Innocent lil lamenting
that so few Christians had died in the triumph over the Muslims at Las Navas
de Tolosa in 1212: ‘There is one cause for regret here: that so few in such a
vast army went to Christ as martyrs’; ibid., p. 23.
5 فترات السلطة المركزية فى الأندلس كانت على النحو التالى :
ولاة الأندلس aVOO—VIV:
eS Y - Vo : الإمارة الأموية
eg VV-AVY : الخلافة الأموية
خلافة المرابطين : 85١١-50١1ام
eYYY£- M MEO خلافة الموحدين
(TV1. P)
20. Gibbon, Decline and Fall, vol. 5, p. 479.
23. It was also known as the battle of Poitiers.
22. Isidore of Beja, Chronicle, cited in William Stearns Davis {ed.), Readings in
Ancient History, Boston, MA: Allyn and Bacon, 1912-13, vol. 2, pp. 362-4.
23. See Glick, Islamic and Christian Spain, citing Elias Téres, "Textos poéticos arabes
sobre Valencia’, Al-Andalus 10 (1064). DD. 202-<.
ما يزال عدد الذين أسلموا مسألة خلافية. وأفضل طريقة للحسابء قام بها -٤
ريتشارد بولييت كانت موضع تساؤل ؛ لكنها لم يتم تجاوزها . ولكن من الواضح أن
حتى مع السماح ينمو سكانى عالى المعدل: لم يشكلوا o uil المهاجرين من شمال
: سوى أقلية من السكان المسلمين . انظر
.Glick. Islamic and Christian Spain
Yo — مسألة اللغة كانت محل جدال أكثر سخونة من مسألة اعتناق الإسلام. ولا
يمكن حسم مسألة بقاء البربرية . وسواء كانت الرومانثية لغة يتحدث بها المستعربون
أو لغة شائعة » مسألة محل Jas أيضا. والممارسة الشعبية الشفاهية أصعب فى
170
ترسيخها من الممارسة النصية المكتوبة c بيد أنه حتى اللغة المكتوبة مسألة
صعبة. ولكن هناك بعض الأدلة سنة a AO مثلا عندما استولى المسيحيون على
طليطلة » كان جمهرة السكان الكبيرة فى المدينة يتحدثون العربية. عن لغات التجارة
واللغات المنتشرة مثل السايير انظر :
J.E. Wansbrough. lingua Franca in the Mediterranean. Rich mond:
. 1555 -Curzon Press
(YYY .p)
26. See Chejne, Muslim Spain, pp. 110-20.
27. See Barkai, Cristianos y musulmanes.
28. See Ross Brann, Power in the Portrayal: Representation of Jews and Muslims in
Eleven- and Twelfth-century Islamic Spain, Princeton, NJ: Princeton University
Press, 2002.
29. See Guichard, Al-Andalus, pp. 171-2.
30. The Jews were expelled in 1492 from Castile and Aragon, and from Portugal
and Navarre in the sixteenth century. Muslims were converted by decree in
1499, and those who adhered to their faith were forced to leave. The Chris-
tianized descendants of former Muslims were deported between 1609 and 1614.
31. From al-Wansharishi, Abul Abbas Ahmad, Kitab al-mi'yar al-mugrib, Rabat:
1981, p. 141. Translated from the Arabic in Harvey, Islamic Spain, pp. 58-9.
32. See Ibn Abdun, Hisba manual [market codes], translated in Olivia Remic
Constable, Medieval Iberia: Readings from Christian, Muslim and Jewish Sources,
Philadelphia, PA: University of Pennsylvania Press, 1997, p. 178.
33. Ibid., p. 179.
34. Douglas, Purity and Danger, p. 41.
35. First, in his Manual de gramática histórica española elemental, Madrid: Suarez, 1904,
but the idea of a culture built up from many different intertwined sources
suffuses Menéndez Pidal’s later work, especially Origenes del espanol, estado
lingitistica de la peninsula ibérica hasta el siglo xi, Madrid: Editorial Hernando,
1926. The extended concept of caste, casticismo, meaning purity of essence, has
a powerful and somewhat malign meaning in Spanish history. This was in part
the topic of Miguel de Unamuno’s volume of essays En Tomo al Casticismo
(1895). Hence the use of the idea of caste in the Spanish context has a strong
resonance. Américo Castro took Menéndez Pidal’s notion and translated it into
a theory of Spanish particularism; see Castro, Structure, pp. 607-15.
171
36.
37.
d
The definition is that of David Crystal in The Cambridge Encydopaedia of
Language, Cambridge: Cambridge University Press, 1997, p. 38.
The ‘oppositional’ statements predominated from the mid eleventh century, at
a point when the confrontation between Islam and its Christian enemies became
acute.
Nirenberg, Communities, p. 127
. See Geertz, Meaning, pp. 141-2.
` 4- صور القانون ale يعد تل هذا الغا ربا prod المرأة قادرة
على مقاومة الإغواء مرة ثانية . "لأن الاعتداء الثانى. سوف يفقدها كل ممتلكاتها .
41.
43.
44-
45.
وسوف يتم إعدامها .
(YVY.p)
jeffrey Richards, Sex, Dissidence and Damnation: Minority Groups in the Middle
Ages, London: Routledge and Kegan Paul, 1991, p. 139.
. tbid., pp. 139740. Peter Damian referred specifically to clerical acts of sodomy,
but the tone is analogous to the general abhorrence of transgressive acts. The
Seville market regulation of Ibn Abdun, for example, declared that catamites
were ‘debauchees accursed by God and man alike"; see Olivia Remie Constable,
Medieval Iberia: Readings from Christian, Muslim and Jewish Sources, Philadelphia,
PA: University of Pennsylvania Press, 1997, p. 179.
The great Castilian Jaw codes created by Alfonso X, the Siete Partidas, for
example, were never promulgated at the time of their creation. They were not
so much law codes as a representation of an ideal stare.
Mark R. Cohen cites the study by A. L. Udovitch and Lucette Valensi on the
modem Jewish community of Djerba (Jerbi) in Tunisia, to the effect that
‘although the ethnic and religious boundaries separating Muslims and Jews are
by no means absent or obliterated in the market place, it is here chat the lines
of demarcation are most fluid and permeable’, See Cohen, Under Crescent and
Cross, p. 118.
Francisco Benet, "Explosive Markets: The Berber Highlands’, in Louise E.
Sweet (ed.), Peoples and Cultures of the Middle East, Garden City, NJ: Prentice
Hall, 1970, pp. 171-203. Benet is writing principally of modern Berber culture,
but Islamic Spain was predominantly Berber in culture, and the parallels drawn
seem appropriate.
1- أشار داقيد نينربرج إلى أنه فى إسبانيا كانت تعيش ثلاث طوائف جنبًا إلى
جنب. فاللحم (الذى يجب أن يذبح حسب مستويات محددة لكل من اليهود والمسلمين )
172
صار بؤرة العنف والنزاع (VY-1A Nirenberg . Communities. pp) . وفى
بعض الأوقات بذلت محاولات لإنتاج تسهيلات شاملة للفصل الطائفى: بيد أن هذا
لم ينجح إلا نادرًا على المدى الطويل « ما لم يمكن للزمن أن يقسمهم LS فى حالة
الدخول إلى الحمامات العامة فى قرطبة القرن التاسع . على الأقل فى نظر يانينا
سنافزان.. اتظر دراستها "
"Identity and Differentiation"
47. ‘If | give the name integralism to certain features that are common to Spanish
and Moorish existence . . . [n spite of the similarities between Spaniards and
Moslems, the two people were differently situated inside the vital whole
wherein are integrated the activity of the mind and the awareness of the
objective and subjective = the “dwelling places" of their lives were different.”
See Castro, Structure, p. 239.
48. ltiscurious that he uses ‘Spaniards’, rather than "Christians! as the parallel tenn
to ‘Muslims’.
49. Castro, Structure, pp. 248-50.
şo. Spanish has retained a rich vocabulary of locality, which perhaps echoes this
tradition of segmentation: barrio (neighbourhood), rincon (quarter), querencia
(favourite place; now usually a bullfighting term).
$1. See Dana Reynolds, ‘The African Heritage and Ethnohistory of the Moors’,
in Van Sertiima, Golden Age, pp. 93-150.
52. This is Derrida's dissémination. Typically, he denies its meaning: "In the last
analysis, dissemination means nothing, and cannot be reassembled into a defi-
nition.’ But the word ‘dissemination’ is a Derridean pun, filled with multiple
connotations. It embodies the sexual act of in-semination, and no one can tell
as a consequence how heritable qualities will change or transmute down the
generations. However, dissemination is itself the act of spreading, and not
knowing where the seed will fall or where it will implant and grow. Thus there
has to be a common framework of meaning if communication is to take place
at all, but the consequences of dissemination mean that this transfer of meaning
is always subject to distortion. See Jacques Derrida, Positions, trans. Alan Bass,
Chicago, IL: University of Chicago Press, 1981, pp. 4-5. | am grateful to
Professor Nick Royle for drawing my attention to this relatively clear statement
of a Derridean position.
173
bay cov أمريكو كاسترو أنه "لاشىء يكشف أكثر من اللغة" . ولكن JUL لا شىء
أكثر إرباكا ولا يقينى أكثر من GU . كذلك يقدم أنور شيجن, الذى كتب تاريخا مفيدا
باللغة الإنجليزية عن اللغة Lay all صورة للتقدم الخاص للغة العربية فى إسبانيا
فى الصفحات من ۱۸۲ إلى 145 . ولكن حتى شيجن فى تقديمه غير متأكد بشأن
التواصل بين اللغات. إن الاختلاط اللغوى فى الأندلس تضمن تنويعة كبيرة من
اللهجات المتطوقة - عريية » وبربرية ورومانسية- ولغة عربية ولغة لاتينية مكتوبتين
> وكانت الأولى تتقدم والأخيرة تتراجع . وهناك دليل لاحق على أن كثيرا من أهل
الشمال كانت لديهم بعض المعرفة بالعربية المنطوقة. وليس هناك فى إسبانيا ما يدعم
إشارة دانييل Lead يتعلق بصقلية النورمانية من Gl الاستخدام المستمر لثلاث لغات
قد خلق مجتمعا متعدد الثقافات أو متسامحًا . انظر :
Buxo. "Bilingualismo Y biculturalismo . ; \£1.Daniel. The Arabs. p
,AY-NVV .pp
(YVo.p)
54. Alvarus wrote profusely, His main works were his letters (Epistula), Memoriale
sanctorum, Vita Eulogii and Liber apologeticus martyrum, all contemporary with the
events he described. On the effect of martyrs in Cordoba, see Dozy, Spanish
islam, pp. 268-9.
$$. Jessica Coope, in her excellent account of the martyrs movement and of
Perfectus, draws rather different conclusions. She notes that the Church of
St Acisclus was a centre of ‘radical’ Christianity, and that the Muslims sought
deliberately to entrap Perfectus. However, rather than resisting their entrap-
ment, he participated in it with fatal results. The same body of evidence (and
that provided by partisans, Eulogius and Alvarus) is capable of a number of
interpretations. But al) the sources tend towards the volatility of the religious
situation in Cordoba at the time. See Coope, Martyrs, pp. 18-19.
36. Ibid.
$7. The material for this section is drawn from Dozy, Spanish Islam, pp. 268—307.
$8. Wolf, Christian Martyrs, analyses the movement in depth. He makes the case that
the movement was not masterminded by Eulogius but, rather, that he portrayed
the events in a way that would make their message more powerful. In particular,
he countered the arguments that they were not true martyrs because they
performed no miracles, and that they brought their deaths upon themselves, as
indeed the authorities in Cordoba, both Christian and Muslim, clearly belicved.
$9. Eulogius, Epistula ad Alvarusum, 1, cited and translated in Coope, Martyrs.
60. R.A. Markus, The End of Ancient Christianity, Cambridge: Cambridge Univer-
sity Press, 1990, p. 24.
174
61. Coope, Martyrs, p. 52.
62. Ibid., p. 69.
63. Alvarus, Indiculus luminosus, cited and translated in ibid., p. 49.
64. Ibid.
65. Cited in Safran, ‘Identity and Differentiation’, p. 583.
66. Ibid. Abu Abdullah, Malik bin Anas, was born in Medina in 715. He produced
the Kiítab-al-Mywatta, the earliest surviving book of Islamic law, and made an
important collection of hadith, oral traditions of the Prophet. The Malikite legal
tradition followed in Al-Andalus ‘disliked marriage with dhimmi women but
did not forbid it. He [Malik] disliked it because the dhimmi wife eats pork and
drinks wine and the Muslim husband kisses her and has intercourse with her.
When she has children, she nourishes them according to her religion; she feeds
them food that is forbidden and gives them wine to drink. Malik disapproved
of intermarriage out of concern for purity and also because he feared for the
religion of the children.
67. Dozy, Spanish Islam, pp. 445-6.
68. See Las Andalucias de Damasco a Córdoba, Paris: Editorial Hazan, 2000.
175
(£)
Leia ”جوهرة
فى قلب قرطبة المدينة الشبيهة بالجوهرة كان الجامع الكبير. وقد بناها عبد
الرحمن الأول من سنة ١۷۸م إلى سنة ۷۸۷م وجملها خلفاؤه وحسنوها. كانت
أصولها المعمارية مركبة. مع اقتراحات بأشكال بيزنطية وكذلك أصداء قوية من بلاد
الشام. فقد كان الخلفاء الأمويون كانوا قد حكموا فى دمشق من سنة 1٤١ إلى سنة
حم وعندما أطاح بهم منافسوهم العباسيون» وتمت مطاردة جميع أفراد الأسرة
الأموية وقتلهم فيما عدا واحدا. وهرب الناجى- عبد الرحمن. غربًا إلى أبعد نقطة فى
العالم الإسلامى بحوض البحر المتوسط. وفى إسبانيا وجد مؤيدين مخلصين. وتحت
حكمه تم إعلان الأندلس مستقلة عن الخلافة العباسية الجديدة فى بغداد. وخلق عبد
الرحمن الأول دولة قوية عاصمتها قرطبة سرعان ما صارت الخلافة الأموية فى
قرطية سنة PAYA
كان المسجد الكبير الذى بناه أول دليل على وضعية الحكم الذاتى. وفى البناء
والوظيفة كان يمائل مساجد المشرق. ولكن غابة الأعمدة به والمتوجة بالعقود المزدوجة
المزخرفة بعدة ألوان والتى تخرج أحجارها ذات الشكل الإسفينى على شكل شعاع من
مركز العقد. لم تكن موجودة فى أى مبنى بالشرق. كانت هذه من خصائص البنايات
الفيزيقوطية. وعدلها وطورها الصناع من المستعربين . وفى كل مرحلة من مراحل
توسعة الجامع. كان يكتسب المزيد'“. وكان هناك أيضا ارتباط مباشر مع الشرق
المسيحى, GY فى سنة ١۹1م كتب الخليفة الحكم إلى القسطنطينية يطلب خدمات
177
وإنما عادوا ومعهم 7٠ قنطارًا من مربعات الفسيفساء (الموزايكو) التى أرسلها ملك
الروم على سبيل الهدية.
كان الطراز الثقافى الذى اكتسى الثوب الإسبانى- جزء عربى وجزء مستعرب-
موجودا فى القصر بمدينة الزهراء التى بنيت خارج قرطبة على يد عبد الرحمن الثالثء
الذى كان فى سنة ۹۲۹م قد أعلن نفسه خليفة. أمير المؤمنين والمدافع عن الدين. وكان
القصر الجديد شهادة على مكانته المهيبة. فقد كانت عجائبه تبدو واضحة للعيان
متمثلة فى خصائص الأعمدة والعقود الموجودة فى الجامع s ولكنها كانت أكثر
ضخامة وأشد تأثيرًا. وزخرفة الحجارة مثل غابة من النباتات منتشرة على الحوائط
والأعمدة. ونافورات مياه صغيرة تنبثق من مناقير الطيور البرونزية أو من أفواه
الخيول العفية المصنوعة من البرونز؛ وصناديق العاج والألبستر المنحوت عليها بدقة
مناظر البلاط. هذه كلها تكاد تكون كل ما تبقى من الحياة فى داخل هذا القصر. والذى
كان ذات يوم ينافس القصر الكبير الذى بناه قسطنطين فى القسطنطينية“. كانت
لمدينة الزهراء بعض العناصر الموجودة فى القصور الأموية ببلاد الشام والأردنء
ولكن عناصر أكثر منها كثيرا نبعت أصلا من الأندلس. وكان القصر يسمى» حسبما
قيل» تكريمًا لزوجة عبد الرحمن الأثيرة. وسميت مدينة الزهراء. وبداً البناء فى سنة
7م وعلى مدى خمسة وعشرين سنة كان يعمل فيه ما يصل إلى اثنى عشر ألفا
متواجدون فى مكان المدينة. كان مقياسها شاسدحًا. وسورها الخارجى يصل إلى أكثر
من كيلو متر ونصف طولاً. على حين كانت فى القاعة الكبرى. بركة ضخمة من الزئبق
تومض متلألئة وتعكس العقود والزخارف .
والأثر الذى تركه القصر والخليفة على الزوار الأجانب. المعتادين على الحياة
الأكثر خشونة فى الشمال. تم تسجيله فى Bae مناسبات. وتحكى إحدى القصص
كيف أنه كان يرغب فى أن يبهرهم بعظمته ولهذا ففى داخل القصر:
178
« أجلس الأعيان الذين ظنوا أنهم ملوك. لأنهم كانوا جالسين على كراسى
فاخرة. وقد ارتدوا ثيابًا من القصب والحرير. وفى كل مرة كان السفراء يرون
واحدًا من هؤلاء الأعيان ينبطحون أمامه متصورين أنه الخليفة. ويقال لهم عندئذ
«ارقعوا رءوسكم ما هذا إلا عبد من عبيده».
ثيابه خشنة وقصيرة. وما كان يرتديه لم يكن يساوى أكثر من أربعة دراهم. وكان
يجلس على اللأرض. وقد أحنى رأسه. وأمامه المصحف. وسيف ثار. وقيل للسفراء
انظروا ها هو الحاكم» .
هذا التواضع اللافت للنظر يردد أصداء دخول الخليفة عمر بن الخطاب بيت
المقدس سنة WA بملابسه المتهرئة المزمعة وبغله CL gball ومن ناحية أظهر
خليفة قرطبة نفسه خادمًا متواضعا ait سوف يحمل كلمته المقدسة:, بالنار والسيف
ضد أعداء الإسلاء!**. GY على الرغم من أن المدينة والقصر GIS دليلاً معماريا
وبشريًا على الانصهار الثقافى. فإن السياق الذى قدم فيه الخليفة نفسه أيضًا أكد
على غرض المعارضة لدى قرطبة. وعلى ثروتها وقوتها العسكرية. فقد كتب دوزى
عن الحكم الثالث «فى تسامحه الواسع كان يدعو إلى مجالسه رجالاً من دين آخر...
وهو نموذج لحاكم من العصور الحديثة؛ لا خليفة ينتمى للعصور الوسطى». بيد
أن هذه المزاعم تتجاوز الحقيقة. حقيقة أن كثيرا من الحكام الأوائل فى قرطبة كانوا
OB مبالغة. وتعتمد على خيال أكثر من اعتمادها على الحقيقة. وعلى أى حال. Gad هذه رواية (x)
البغال لم تكن من الدواب التى يركبها عرب شبه الجزيرة. والأرجح أن الخليفة العظيم جاء من
الحجاز إلى فلسطين على راحلته (ناقته) الحمراء التى دخل بها بيت المقدس بعد أن سلمها له
صقر ونيوس. (المترجم)
(sec) هذا تخريج عجيب من جانب المؤلف. GY الدعوة إلى الإسلام يجب أن تكون «بالحكمة والموعظة
الحسنة» حسب تعاليم القرآن cu SIE وليس بالسيف والنار كما يزعم المؤلف. فى هذا التخريج.
ويبدو أنه بحاجة إلى دراسة موقف الإسلام من نشر الدعوة بحسب نصوص القرآن وأحداث
التاريخ. وليس بحسب الظنون والاستنتاجات. (المترجم)
179
أكثر انفتاحًا على تأثيرات غير إسلامية من خلفائهم من المرابطين أو من الموحدين
القادمين من صحراوات شمال أفريقيا وجبالها. ولكن بسبب كل الإنجازات فى الفن
وفى العلوم والتعليم. كانت قرطبة مبنية حول نظرية الحربء إن لم تكن الممارسة
الدائمة. ضد الشمال المسيحى. كانت أخلاق الخليفة القرطبى متجسدة فى لحظة
رمزية أخرى. ققد مات عيد الرحمن الثالث فى سنة ١571م. وفى سنة ۹۹۷م قاد رجل
الأندلس العسكرى القوى. المنصور جيشه الظافر عائدًا بعد تدمير الضريح المسيحى
الكبير لسانتياجو دى كومبوستلا Santiago de Compstela .
كان سانتياجو. حسبما جادل المسيحيون الإسبان أكثر المواضع قداسة فى
أوربا. ويتفق معهم فى هذا كثير من سكان شمال جبال البرينيس. لأنه عند سانتياجو,
حوالى سنة BAVA تم اكتشاف عظام القديس يوحنا بمعجزة. وعلاوة على ذلك.
تحولت هذه العظام إلى رفات القديس يوحنا الرسول. حسبما شاع الاعتقاد فى
البداية, ولكنها كانت رفات يوحنا آخر. وهكذا. على الأرض الإسبانية فى قلب مملكة
أشتورياس. التى تتعرض باستمرار لاعتداءات المسلمين. كان يوجد جسد قديس
ينتمى عن قرب إلى شخص المسيح نفسه. كانت هذه ذخائر مقدسة أكثر من أى شظية
من الصليب الحقيقى أو أحد مساميره . وبالفعل فى سنة SA YY فى معركة كلافيخو
Clavijo تدخل القديس يوحنا عندما كان الملك راميرو ملك أشتورياس يخسر المعركة
أمام المسلمين. فجأة. ظهر شخص يمتطى حصانا أبيض. وحول المعركة لصالح
المسيحيين. وأخير الملك أن المسيح نفسه. أعطانى إسبانيا للعناية بها وحمايتها من
أيدى أعداء الدين». كان هذا هو الظهور الأول للقديس يوحنا قاتل المسلمين Santiago
5 ومن بعدها كان يعود المرة تلو المرة لكى ينقذ إسبانيا المسيحية من
الكارثة .
وهكذا كان الاستيلاء على بقايا القديس بالنسبة للمسلمين عملاً ينطوى على
جسارة عظيمة. وفى أغسطس سنة ۹۹۷م شق المنصور وجيش قرطبة طريقهم بالقتال
صوب الشمال إلى مدينة كوميو ستلاء ولم تكن لدى المسيحيين القوة لمقاومتهم. وتم
180
هجران الضريح الذى لم يبق به سوى راهب واحد. وسأله المنصور لماذا بقى على حين
هرب الآخرون جميعا. وقال الراهب. «إننى أصلى للقديس يوحنا» وأخبره القائد أن
يصلى فى أمان وعين حراسه الخصوصيين حوله لحمايته. وفى اليوم التالى؛ أمر
المنصور بإزالة المقبرة. بشكل فعال لدرجة أنه فى الغد لم يكن هناك أحد يفترض أنها
كانت قد وجدت هناك ed AL ومع هذا فإن عظام القديس تركت دون إزعاج. وفى
الوقت المحدد دخل المنصور قرطبة ومعه كثرة من الأسرى المسيحيين. يحملون على
أكتافهم بوابات ضريح سانتياجى وأجراس الكنيسة. ووضعت الأبواب على سقف
الجامع الذى لم ينته بناؤه وعلقت الأجراس فى البناء نفسه لكى تستخدم فى الإضاءة
كالمصابيه! C
فلماذا ترك المنصور عظام القديس دون أن يمسها أحد. فى أحد المعانى كانت
الأشياء التى حملها فى عودته بعد انتصاره رموز قوة سانتياجو. ذلك أن صوت
أجراس الكنيسة؛ أعلى من صوت المؤذن. كان يؤذى المسلمين بشكل عميق. وقى المدن
الإسلامية. كان من المعتاد منع المسيحيين من استخدام أجراس الكنائس*. وهكذاء
فإنه بأخذ الأجراس كان قد أسكت صوت القديس وأجهض التجمعات عند ضريحه.
وكانت الأبواب رمزا لقدسية الكنيسة وقوتها. وبتعليقها فى الجامع فإنه ألغى قوة
القديس'''). وفى جيل لاحقء قام أحد حكام قرطبة بالحط من مكانة أمير قشتالى
من على قاعدته؛ فقد كان قد أمر بحشو جلد الأميرء الذى كان قد قتل فى المعركة,
بالقش وعلقه أمام البوابة الكبيرة لقصره. قبل أن يرسله ليعلق بصورة دائمة فى
أكبر مساجد المدينة. لكن المنصور لم يحاول cles! بقايا سانتياجىء وقال المسيحيون
إن هذا كان بسبب قداسة يوحنا وقوة عظامه التى لم يجرؤ حتى المنصور على التدخل
بشأنها. وقد أعلن أن فعالية القديس ورفاته صارت أكبر من ذى قبل. كان هذا أكثر ما
يستلفت النظر إذا ما وضعنا فى اعتيارنا أنه على يد المنصور. بحسب ما ذكره مؤلق
(*) كان يمنع استخدام أجراس الكنائس فى أوقات صلوات المسلمين ورفع الأذان فقط ولم تكن
الأجراس ممنوعة بشكل مطلق (المترجم)
181
مسيحى مجهول «تلاشت العبادة الإلهية فى إسبانيا. وتم تدمير كل مجد الشعب
المسيحى. والكنوز التى تم تخزينها فى الكنائس تم نهبها». فالمنصور نفسه «وقع ...
فى قبضة الشيطان الذى كان قد تملكه عندما كان حيًاء ودفن فى الجحيم»'.
هل كان الاحترام أو الخرافة هى التى حركت «الملعون» المنصور عند سانتياجو
دى كومبو ستلا؟ هناك UL تجعلنا نفضل الاحترام. فعلى الرغم من المجادلات
المسيحية؛ لم يكن المنصور متطرفا. وعلى العموم كان المتعصبون فقط بين المسلمين
والمسيحيين هم الذين يدنسون أضرحة الطائفة الأخرى C فالمسلمون يعترفون
بالمسيح نبيا وبأمه مريم على أنها العذراء المقدسة. وفى بعض الحالات. كان المسلمون
والمسيحيون يستخدمون ضريحًا يجتذب أتباع كل من الديانتين. ومن ثم كان عدم
إزعاج عظام أخى النبى عيسى يتماشى تمامًا مع الممارسات الإسلامية على حين دمروا
الضريح المبنى فوقها. والواقع. أنه فى أثناء كل من الإمارة والخلافة فى قرطبةء
حسبما ناقشنا بالفعل. كانت ممارسة التعايش Convivencia بشكل طبيعى تعنى أن
. المسلمين. واليهود والمسيحيين يتخلون عن الإهانات المجانية التى يكيلونها للطوائف
الأخرى. وحكاية شهداء قرطبة مثال مذهل على العكس.
x k ck
بعد وفاة المنصور فى سنة cp VY كان لدى خليفة قرطبة أقل من ثلاثين
سنة لحكمها. وأدى إخفاقها المتزايد إلى تمرد عسكرى وتوالى حكام حكموا فترات
قصيرة وأحد الخلفاء لم يستمر أكثر من سبعة وأربعين يومًا. وتم نهب قصر الخليفة
فى مدينة الزهراء وسرقه المتمردين من المرتزقة البربر» على حين أن مجمع القصور
الأكبر الذى بناه المنصور لنفسه ولعائلته وسماه المدينة الزاهرة قد هدم حجرًا حجرًا.
بحيث لم يبق منها شىء؛ وبحلول سنة ١7١١م تم تخريب وادى النهر الكبير «I$ فقد
انتزعت الأشجار من جذورها وتركت الحقول بلا زراعة!''' ونصب الزعماء المحليون
المسلمون أنفسهم ملوكا وعرفوا باسم ملوك الطوائف. وبعض أكير هذه الممالك كانت
182
ترتكز على مدن مثل أشبيلية. وغرناطة. بداخوز وسرقسطة. ولكن أخريات لم تكن
تزيد على القلعة والأراضى المحيطة بها إلا قليلاً. وكثير من تلك الممالك التى كانت
قريبة من الحدود مع الدول المسيحية فى الشمال بدأت تدفع إتاوة حماية Parias
لحكام قشتالة وأراجون فى سبيل البقاء.
وعلى مدى فترة تزيد قليلا على خمسين سنة. لم يوجد حكم مركزى فى الأندلس
فقد سعى العديد من الملوك الصغار إلى التمتع برغد العيش الذى كان موجودا من قبل
فى قرطبة على الرغم من أن ذلك كان على نطاق محدد. كان عصر الطوائف عصرا من
الازدهار الفنى والاستهلاك المتصاعد فى مواد الرفاهية. وكان كل بلاط صغير يحسد
الآخرين. ولم يعمّر كثير من الدويلات. إذ استولى جيرانها الأقوياء على أراضيها
وقصورها وتم اغتيال حكامها فى هدوء. وكانت الدول المسيحية تأخذ أموالا طائلة
نظير الحماية من الممالك الإسلامية. ولكن فى سنة ١۸٠٠م قام ملك قشتالة ألقونسو
السادس. بدلا من أخذ الرشاوى التى قدمها له حاكم طليطلة. بالاستيلاء على مدينته.
ومع هذا استمر يأخذ الإتاوة Gad من الملوك الأبعد مسافة, مثل ملك غرناطة. بيد أن
قصد ألفونسو كان واضحًا. فقد كان مبعوثه إلى عبدالله حاكم غرناطه صريحا بلا
غموض: «إن الأندلس ملك للمسيحيين منذ البداية حتى قام العرب بغزوهم. وعندما لا
تبقى معكم أموال أو جنود. فإننا سوف نستولى على البلاد دون أدنى Cases ولا
كان الملوك المسلمون يخشون الهجوم من الشمال بعد الاستيلاء على طليطلة. فإنهم
أرسلوا الرسل عبر مضيق جبل طارق إلى شمال أفريقيا يطلبون المساعدة من المحارب
الصحراوى القديم. يوسف بن تاشقين. الحاكم الموحدى فى المغرب .
كان التدفق البشرى جيئة وذهايًا عبر المضيق لا يتوقف منذ الفتح الأول سنة
١م . فقد كان التجار والمستوطنون والمرتزقة البربر دائما يعتبرون الأندلس أرض
الميعاد. وعلى أية «Jes كان المرابطون لا يشبهون التيار الأول من الذين وصلوا فى
tal UE SEN ata يوووا جز قال اللحافة االسخر STERN
الرجال مقنعين وكانت النساء مكشوفات ogo gl وكان sal أسمائهم المشتركة
«الطوارق»!*). ومثل الحركات الإصلاحية الأخرى التى حركتها ظروف الصحراء
183
القاسية. كان المرابطون يرون العالم بمنظور زاهد متقشف. وكرسوا حياتهم أولا
لتطهير أنفسهم. ومن iS تطهير الإسلام مما شابه. وكما هو الحال فى الجيوش
القبائلية المسلمة التى خرجت فى حركة الفتوح العربية الأولى فى القرن السابع,
برهنوا على أنهم قوة عسكرية متماسكة وشديدة ومرنة. وبحلول سنة 71١١م كانت
الجيوش التى قادها يوسف بن تاشفين قد فتحت الساحل من جبال كبيلة فى الجزائر
الحالية حتى ساحل الأطلنطى. وفى سنة 77١٠م أسس عاصمة جديدة فى مراكش.
ووحد الأراضى من الانحناءة الكبيرة لنهر النيجر جنوب تمبكتو حتى المحيط
الأطلنطى فى الغرب والبحر المتوسط فى الشمال. كانت هذه إمبراطورية قوية. تتحكم
فى طرق التجارة فى أفريقيا. ولها موارد هائلة من القوة البشرية. وتسيطر على
موانئ ساحل شمال أفريقيا.
وفى سنة io YT A9 بينما كانت طليطلة تحت الحصار من جانب القشتاليين. طلب
حاكم أشبيلية. المعتمد. من يوسف بن تاشفين الذى كان قد سمى نفسه آنذاك أمير
المؤمنين:
«إن ألفونسو السادس حاكم قشتالة قد جاء إلينا CIUS منا المنابر والمآذن
والمحاريب والمساجد, لكى تقام بها الصلبان. وبحيث يمكن للرهبان أن يخربوها ...
لقد أعطاك الله ملكا بسبب الجهاد والدفاع عن دينه Gall وبسبب سعيك... ولديك OW
العديد من جند الله الذين ربما يفوزون بالجنة بسبب جهادهم فى حياتهم»0").
وعلى الرغم من أن يوسف دخل إسبانيا بقواته فعلا. وهزم جيش ألفونسو عند
ساجراخاس Sagrajas بالقرب من بداخوز Badajoz ففى أكتوبر .e V AM فإن
رغبته كانت قليلة فى الزج بنفسه فى الشئون الأندلسية. ale عبر مضيق جبل طارق.
ولم يحدث حتى سنة ۹۱٠٠م أن عاد بكامل قوته بعد استغاثات كثيرة من الحكام
المسلمين. لمقاومة زحف القوى المسيحية. ومن بعدها حتى سنة 45١١م كانت الأندلس
تحكم من مراكش باعتبارها إحدى ولايات المرابطين.
184
كان الاستيلاء على طليطلة (بالإضافة إلى تقدم ألفونسى السادس على مناطق
أخرى» وقيامه بشن إغارات وصلت إلى أسوار أشبيلية) ووصول الجيوش الحماسية
للمرابطين قد ارتبطا سويا. sayy الهجوم على أشبيلية. كان ألفونسى السادس قد
واصل ركوبه إلى طريف» حيث كان المسلمون الأوائل قد نزلوا. حيث خاض بفرسه
فى زبد الأمواج على الشاطئ معلنا. «هذه حدود إسبانيا وقد وطأت قدمى أرضها».
لقد أراد أن يحسن مزاعمه فى أن يكون «إمبراطور جميع الأمم فى إسبانيا. لقد كان
«للحرب المقدسة» المسيحية التى بدأت بدعوة البابا أوربان الثانى للحملة الصليبية قد
أرست سوابقها فى إسبانيا. وعلى المنوال نفسه؛ كان الجهاد- بمعنى إصلاح النقس
روحيا من الداخل وبمعنى الحروب الخارجية لنشر الدين- والذى كان القوة الدافعة
للمرابطين. تتردد أصداؤه بتطورات موازية ومعاصرة داخل alle المسيحية! '). كان
سلف أوربان, البابا جريجورى السابع. قد شجع المسيحيين على القتال فى إسبانيا
لصالح البابوية؛ التى كانت تسعى إلى مد حقوقها على الأراضى التى كانت مسيحية
ذات مرة ولكنها كانت تحت حكم المسلمين فى ذلك الحين. وأهدر ألفونسو فرصة
العمل بوصفه وكيلا عن البابوية؛ ورفض المزاعم البابوية بالسلطة على إسبانيا. وبدأ
يسمى نفسه (إمبراطور كل إسبانيا .(Imperotor Totius hispaniae وكان استرداد
طليطلة. عاصمة القيزيقوطء Bale] تقرير قوية لمزاعم ملك ليون وملك قشتالة. ورثة
SEC فى حكم شبه الجزيرة كلها.
استسملت طليطلة لألفونسو السادس يوم. مايو pV AO وسمح للمسلمين الذين
بقوا فى المدينة بالاحتفاظ بكل ممتلكاتهم وممارسة شعائر دينهم بحرية. ومثلما كان
المسيحيون تحت حكم المسلمين فى الأندلسء كانوا يدفعون الجزية. وكان هناك الكثير
من القلق عندما أمر أسقف طليطلة الجديد والملكة. وكلاهما من صل فرنسى.ء عندما
كان الملك غائبا فى حملة عسكرية. بتحويل مسجد طليطلة الرئيسى إلى كاتدرائية
المدينة الجديدة. ولكن ذلك المسجد بدوره كان قد بنى فوق الكئيسة الفيزيقوطية
القديمة؛ مثل جامع قرطبة. ومع هذا. ففى السنوات التى أعقبت استرداد المسيحيين
طليطلة؛ كما حدث فى القرون الأولى من تاريخ إسبانيا الإسلامية. أرسى المسلمون
185
الذين وقعو! تحت الحكم المسيحى شكلا من التعايش "Convivencia وقد رأى
كثير من الباحثين هذه الروح تعبر عن نفسها فى النتاج الفكرى الذى خرج من طليطلة.
بنفس القدر الذى كانت به قرطبة فى وقت سابق محل احتفاء بوصفها مركرًا للثقافة.
فقد صارت طليطلة أيضا موطنا لكثير من المستعربين المسيحيين الهاربين من البيئة
الأكثر قسوة فى الأندلس تحت حكم المرابطين.
وثمة نقطة مضادة لصورة التسامح هذه تحت حكم ألفونسى السادس تكمن فى .
سيرة الحياة العملية لرودريجو دياز دى Rodrigo Diaz de Vivar „Ùa المعروف
باسم السيد القنبيطور EI Cid Campeador أو بصيغته الأبسط السيد. كان
رودريجو يقف فى عالمين. فقد نما وترعرع فى أراضى الحدود الملتبسة والغامضة
فى ممالك طريق. وانتهى به المطاف فى حقبة الحروب الصليبية والجهاد. ومات
فى يوليو سنة e VAN وفى غضون أسبوع من الهجوم الصليبى والاستيلاء على
بيت المقدس. فى مدينة فالنسیا. التى كان قد فتحها. وحتى قبل موته» كانت أعماله
الجسورة قد دونت فى كتاب تاريخ بعنوان Historia Roderici (تاريخ رودريجو).
وتم تأليف ملحمة السيد فى بداية القرن الثالث عشر. وكلمة السيد منها كلمة «سيدى»
Lu all عنوانا على الاحترام. ونال السيد التكريم من كل من المسلمين والمسيحيين
على السواء. فقد قتل هو ورجاله «المسلمين» بتلذذ واستمتاع. وهم يدعون حاميهم
وراعيهم القديس يوحنا قاتل المسلمين. فى أثناء قيامهم بذلك. بيد أن القتل كان مسألة
عمل ولم يكن موضوع كراهية:
«أنزل أتباع السيد ضربات بلا رحمة وفى وقت قصير قتلوا ثلاثمائة من
المسلمين. وبينما كان المسلمون الذين وقعوا فى الفخ يطلقون صرخات مدوية. نطق
السيد المحظوظ دائما بهذه الكلمات: الحمدلله فى السماء ولجميع قديسيه. والآن
سوف يكون لدينا أماكن أفضل للخيول وسادتها ... اسمعوا لی» أنت يا ألقار فاريز
وجميع فرسانى. لقد ربحنا ثروة كبرى بالاستيلاء على هذه القلعة. هذه الكثرة من
المسلمين الذين يرقدون موتى ولم يبق منهم أحياء سوى عدد قليل. لن نكون قادرين
186
على بيع أسراناء سواء من الرجال أو النساء. لن نربح شيكا بقطع رءوسهم. فلنسمم
لهم بالعودة إلى Tall لأننا سادة هنا. سوف نحتل بيوتهم ونجعلهم Tt seals
وعندما تراجع السيد أخيرا من قلعته (بعد أن باعها إلى المسلمين من المدن
المجاورة مقابل ثلاثة آلاف قطعة ذهبية). وكان جميع المسلمين حزانى فقالوا وهم
يرونه راحلا. «هل أنت راحل أيها السيد. فتصحبك صلواتنا نحن راضون عن الطريقة
التى alga Liable 5
لقد تم تصوير السيد على أنه شخصية متناقضة. حارب كونت برشلوته
المسيحى. الذى كان فرنجيًا بالفرح الشديد نفسه الذى كان يقاتل به المسلمين. وفى
الملحمة يوصف المسلمون بأنهم المغاربة (المور (moros دون إضافة أى صفات
تحط من شأنهم. وفى المعركة هناك مساواة بين الخصوم. فالمسلمون يستنجدون
بمحمد. والمسيحيون يستغيثون بالقديس يوحنا. وبعض المسلمين كانوا جبناء. ولكن
كثيرا من المسيحيين T lS كذلك أيضا. والجزء الأكبر من ملحمة السيد يتناول الخيانة
والنكاية التى نالها السيد من جانب رقاقه المسيحيين فقد وصف السيد الحاكم المسلم
لمولينا Molina بأنه صديق كان يعيش معه فى سلام. وأعطى الحاكم رجال السيد
«ترحيبًا يفيض بالفرح قائلا: La» أنتم هناء يا أتباع صديقى الطيب» . وبعد
جيلين من GUS ملحمة السید» وفى مكان آخر فإن كتاب تاريخ إسبانيا Estoria de
LS Espana رأينا قدم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصطلحات أنكرت أية
إمكانية للصداقة والود .
كان السيد رجلاً يعيش فى مناطق الحدود» وعندما رفضه الملك. خدم غيره.
سواء كان مسلما أو مسيحيًا. وفى الثلث الأخير من القرن الثالث عشرء كان هذا ما
زال Saa على امتداد الحدود» بيد أنه كان أصعب كثيرًا بالنسبة لرجل مثل روديجو
أراد أن يعيش فى كلا العالمين. وفى ملحمة السيد. تم تصوير رودريجو باعتباره
فارسًا مسيحيًا أكثر من تقديمه باعتباره المرتزق الذى عاش بمنطقة الحدود الذى
صوره التاريخ. وفيما بعد صار السيد عنوانًا على الرجولة الإسبانيةء تجسيذا بشريًا
187
لسانتياجو””'). Bay GS إدواردو مانزانو مورينو .Eduardo Manzano Moreno
الباحثين واللاهوتيين المسيحيين» وعن مفاهيم الفقهاء المسلمين. فلا ينبغى:
«إنكار وجود فرق. أو خصومة. أو مواجهة بين مملكتى الإسلام والمسيحية فى
شيه الجزيرة الإيبيرية. فيشكل مستمر على نحو ما. وبقدر ما من الوضوح-. كان
الصراع موجودًا. واتخذ أشكالاً متنوعة طوال القرون الثمانية التى استمر فيها
الحكم الإسلامى. ومن الواضح أن هذا الصراع قد أنتج الحدودء ولكن يبدو واضحًا
أن هذه الحدود لا يمكن تقييمها بإسقاط مفاهيم الحاضر عن الحدود على العصور
C plan gl
وعلى أية le كانت حياة الحدود فى زمن الحروب الصليبية فى إسبانيا أو
«حرب الاسترداد» كما أطلق Yule مختلفة عما كانت عليه فى زمن السيد. وفى
القرون التى سبقته .
لقد كان الاستيلاء على طليطلة البداية الفعلية لحرب الاسترداد. إذ إن سقوط
سرقسطة فى أيدى الجيش الصليبى الذى قاده ألفونسو الأول ملك أراجون يوم VA
ديسمير سنة 4١1١م كان يعنى أن الإسلام خسر موقع الطليعة الأمامى له فى الشمال.
ولكن الاستيلاء على قرطبة يوم YA يونيو سنة YT كان لحظة رمزية حاسمة فى
النموذج المتغير للتاريخ الإيبيرى. وقبل دخول فرديناند الثالث ملك أشبيلية داخل
أسوار المدينةء أمر ob كل من يرغب فى الرحيل حر فى الذهاب. ومعه كل ممتلكاته.
Lei أولئك الذين بقراء فقد نص الاتفاق أيضا على حريتهم فى ممارسة شعائر دينهم»
ولكن تحت حكم مسيحى وليس الحكم الإسلامى. وبالنسبة للمسلمين المخلصين كان
هذا أمرًا فظيعًا. ولا شك فى أنهم كانوا يشكلون الجزء الأكبر من اللاجئين» وقد
سافر بعضهم جنوبًا باتجاه الساحل ليأخذوا سفينة إلى شمال أفريقياء والبعض
الآخر باتجاه الجنوب الشرقى عبر النهر الكبير فى اتجاه غرناطة. وعندما دخل الملك
/
المدينة ذهب أولا إلى المسجد الكبير» حيث شاهد أجراس سانتياجو. وعلى حد تعبير
القشتالى القائد الأول للتاج الملكى Primera Cronica Gene
« فى عيد الحواريين بطرس وبولس. فإن مدينة قرطبة ... تم تطهيرها من
الدنس واستسلمت للملك فرديناند. وعندها أمر الملك فرديناند يوضع صليب على
البرج الرئيسى حيث كان اسم محمد من المعتاد أن ينادى وينال المديح» وعتدئذ بدأ
جميع المسيحيين يصيحون فى سعادة وفرح» «ليكن الرب فى عوننا» ووجد اللك
هناك أجراس كنيسة القديس يوحنا الحوارى فى جاليثياء والتى كان قد جلبها إلى
هناك المنصور ... ووضع فى مسجد قرطبة مما تسبب فى خزى المسيحيين» وهناك
بقيت الأجراس حتى هذا الفتح الذى قام به الملك فرديناند لمدينة قرطبة ... ثم إن الملك
فرديناند أمر بأن تؤخذ هذه الأجراس نفسها وتعاد إلى كنيسة سانتياجو بجاليثيا.
وهكذاء زينت كنيسة سانتياجو. بسرور مرة أخرى»"".
وحمل الأسرى المسلمون الأجراس الكبيرة مرة أخرى إلى كوميوستلاء حيث
الكنيسة التى أعيد بناؤها بعد هجوم المنصور والتى كانت قد تركت أماكن للأجراس.
وما أن أعيد تعليقها حتى دق الصوت العميق للأجراس مرة أخرى ليعلن أن القديس
يوحنا قد انتصر مرة أخرى على أعداء المسيح».
كانت تلك اللحظة علامة على بداية مرحلة جديدة فى تاريخ شبه الجزيرة. وكما
رأيناء فعلى مدى معظم الفترة منذ سنة ١م حتى أواخر القرن الحادى عشرء كان
المسلمون والمسيحيون واليهود يعيشون سويا تحت الحكم الإسلامى. وقى ذلك الحين
كان هناك مسلمون قلائل فى الممالك المسيحية بشمال إسبانيا. ولكن مع بواكير القرن
الثالث عشرء كانت غالبية المسلمين واليهود يعيشون فى الغالب الأعم تحت السيادة
المسيحية؛ وقد استمر هذا الموقف حتى هذه الفترة الثانية من التعايش Convivencia
انتهت بطرد اليهود فى سنة 8937١ام, ثم المرسوم الذى صدر بتنصير المسلمين بعد
ثمانى سنوات. ومفهوم العيش سويا يميز كلا الفترتين. ولكنه كان ينطوى تحت
شروط مختلفة ويمنتصف القرن الثالث عشرء كان فرديناند الثالث ملك قشتالة قد
189
احتل أشبيلية ووادى النهر الكبير كله. وكان جيمس الأول ملك أراجون قد استولى
على جزر البليار وفالنسيا والممالك الصغيرة الواقعة على الجنوب. ولم تبق سوى
مملكة غرناطة كتلة صلبة متماسكة من الأرض بأيدى المسلمين .
كانت غالبية المسلمين آنذاك يعيشون تحت الحكم المسيحى. وهو موقف لم
تتصوره شرائع المسلمين وممارستهم على الإطلاق”*". GY المسلمين الأخيار
المتطهرين لا يمكنهم أداء واجباتهم تجاه الله سوى داخل مجتمع يحكمه المسلمون. بيد
أنه من القرن الثالث عشر عاش المسلمون بشكل دائم فى الممالك الإسبانية المسيحية
الخمس. وكل دولة كان لها أسلوبها الخاص تجاه رعاياها من المسلمين واليهود. وكل
مملكة. وكل جماعة محلية داخل JS مملكة. كان لها إطارها الخاص من الترتيبات
والعادات التى تحكم العلاقة. وكان الموقف النظرى الذى قدمه ألفونسو العاشر ملك
قشتالة فى مجموعة قوانينه المثالية التى تحمل اسم -Siete Partidas وتضم الطبيعة
المزدوجة للمواقف المسيحية تجاه المسلمين:
«المسلمون هم ذلك النوع من الناس الذين يؤمنون بأن محمدا كان Ga أو رسول
الله. ولأن الأفعال أو التصرفات التى قام بها لا تظهر أى قدسية عظيمة من جانبه.
يمكن أن تبرر له مثل هذه المكانة المقدسةء فإن دينهم بمثابة إهانة للرب ... وهكذا نقول
إن المسلمين يجب أن يعيشوا بين المسيحيين بالطريقة نفسها مثل ... اليهودء وأن
يمارسوا شعائر دينهم ولا يتعدون على ديننا. ولكن فى المدن المسيحية يمنع المسلمون
من أن يكون لهم مساجد. ولا أن يقدموا أضحيات علنية أمام الناسء والمساجد التى
كانت لهم من قبل يجب أن تؤول إلى الملك. الذى قد يمنحها لأى شخص يريد. وحتى
مع أن المسلمين لا يملكون شريعة Sure فمادامو يعيشون بين المسيحيين وتحت
حمایتهم» فلا يجب أن يسمحوا بسرقة ممتلكاتهم منهم aC gall
وفى ظل الحكم الإسلامى كان اليهود والمسيحيون أيضا «تحت الحماية».
باعتبارهم «أهل الكتاب». لأنهم يبجلون إبراهيم وجميع الأنبياء السابقين على النبى
محمد. ومن الناحية العملية. فإن هذا لم يمنعهم من أن يقعوا تحت أقسى الضغوط
190
من جانب المرابطين والموحدين. وفى الممالك المسيحية. اكتسبت فكرة أن المسلمين
شر ضرورى قوة وزخمًا. وقد عبر دون خوان مانويل من قشتالة فى «US (كتاب
الهيئات) عن رؤية شائعة فى شتى أرجاء إسبانيا المسيحية:
«بعد صلب يسوع المسيح بزمن «Jo gh كان هناك رجل مزيف يسمى محمد. وكان
يدعو فى بلاد العرب» ويقنع عددا معينا من الناس الجهلاء أنه نبى أرسله الله. وكجزء
من تعاليمه قدم لهم غفرانا کاملاً لكى يشبع نزواتهم بشبق مفرط وإلى مدى غير
معقول ... وكاتوا قد استولوا على الأراضى المملوكة للمسيحيين. وهذا هو السبب فى
أن هناك حريًا بين المسيحيين والمسلمين وستكون هناك حرب حتى يستعيد المسيحيون
الأراضى التى أخذها المسلمون منهم بالقوة؛ ولكن ليس هناك سبب آخر بسبب
ديانتهم أو بسبب الطائفة التى ينتمون إليها يدعو إلى وجود الحرب بين الطرفين. فلم
يأمر يسوع المسيح بقتل أحد أو بالضغط على أى واحد لكى يعتنق الديانة المسيحبة.
لأنه لا يرغب في أى إيمان بقوة القهر OD
ومنذ الوقت الذى حازت فيه الممالك المسيحية عددا كبيرا من السكان مع
الاستيلاء على طليطلة سنة ١۸٠١م حاول حكامهم الحفاظ على فصل واضح بين
المسيحيين واليهود وأولئك المسلمين الذين كانوا يعيشون آنذاك تحت الحكم المسيحى.
والذين عرفوا باسم Mudejares أى «الذين بقوا بالخلف». وقد اختلفت كل dab
أو إقليم فى الترتيبات المحددة. ولكن الأقليات تجمعت حول أحيائها أو مستوطناتها
الخاصة. لأنهم كانوا يستطيعون هناك أن يتخذوا لهم مسجدا أو معبداء وهو ما لم
يكن مسموحا به فى المناطق المسيحية. وكانت التشريعات المتكررة تصدر لتطالب
الأقليات بارتداء قبعات. أو علامات. أو ملابس. أو فى حالة المسلمين «حلاقة شعر
إسلامية» E ولكن من الواضح أن هذه القيود لم تكن تنفذ غاليًا. وهناك مثال فاضح
فاحش يخص عاهرة مسيحية اسمها أليساند دى تولبا فى شتاء سنة VV" ٤ عندما
كانت تبحث عن عمل فى مخيم للرعاة بعيدًا فى أراجون. وسألت الرعاة عما إذا كان
هناك أحد آخر يحتاج إلى خدماتها. وقيل لها. «واحد مسلم فقط». ولكن أحد الرعاة
191
ذهب It أيتولا «المسلم» وسأله إذا ما كان يريد أن ينام مع أليساند. وقال إن هذا غير
ممكن GY مسلمء فضلا عن أنه لا يملك نقودا. وقال الراعى لورينك إنه سوف يعطيه
النقود. وبالنسبة للآخر فعليه أن يقول إن اسمه «يوهان» وأنه جاء من الميناء ومن
المفترض أنه أجنبى. وسار كل شىء على ما يرام حتى صرخت فجأة عندما اكتشفت
عند نقطة معينة أن زبونها مختن ومن ثم فإنه مسلم أو يهودى.
تخبرنا هذه الحكاية عدة أشباء. أن المسلمين والمسيحيين كانوا يعملون سويًا؛
وأنهم كان يمكنهم أن يقيموا العلاقة السهلة المازحة التى تتضمنها هذه الحكاية.
وأنه لم يكن من السهل التقرقة بين المسلم والمسيحى من المظهر الخارجى. Madly
إذا ما كانت نكتة مثل هذه قد صارت معلومة لدى السلطات. فإن العواقب يمكن أن
تكون وخيمة. وهرب المسلم آية الله Aytola بحكمة قبل أن يمسك به القانون OY
عقوبات تخطى الحواجز الجنسية بين المسلمين والمسيحيين يمكن أن تكون وحشية.
حتى بسبب المضاجعة مع عاهرة UR ine لقد كان فى أراجون. ولكن القانون
فى قشتالة يقول «إذا قام مسلم بمعاشرة امرأة من العامة تبذل نقسها للجميع.
للمرة الأولى» يجب أن يتم جلدهما سويًا فى أنحاء المدينة. وفى المرة الثانية» يجب
إعدامهما»"'.
وكلما Gà e المزيد عن موقف الذين بقوا فى الخلف Mudejares فى أعقاب
الاسترداد المسيحى فى القرن الثالث عشر. صار أقل إمكانية الحديث عن موقف
المسلمين فى إسبانيا بأى منظور شامل أو عام“ . ويوضح جابرييل مارتينيز. جروس
Gabriel martinez- gros أنه كانت هناك تنويعات كثيرة من التجارب الإسلامية
تحت الحكم المسيحى؛: جزئيا GY كل مملكة أو مكان كانت تعمل وفق خطوطها
الخاصة. وكان المسلمون الباقون Mudejars المستقرون die مدة طويلة فى مجتمعات
الشمال. مثل طليطلة. فى موقف مختلف عن المسلمين «المدجنين» الجدد فى الجنوب.
ولكن حتى فى طليطلة. التى تقوم غالبًا باعتبارها نموذجا «للتعددية والتسامح» كانت
٠ هناك فئتان مختلفتان للغاية من المسلمين: الأحرار C I asl وكان العبيد هم أولئك
192
الذين أسروا فى الحرب بحق الغزو. ولكن أيضا كان من السهل على المسلمين الذين
يقعون فى حبائل كثير من القوانين التى تحكم وضعيتهم الدونية أن يعبروا الحدود
بين مكانة الحر ومكانة العبد (أى يفقد الأحرار منهم حريتهم ويتحولون إلى عبيد) .
هذه الاختلافات برزت بشدة فى اللغة wall وصف بها المسلمون المسيحيين.
Sally بالعكس. وقد تتبعت المستعرية الإسبانية Gl لابيدرا جوتييريز Eva
Lapiedra Gutierrez المصطلحات الستة عشر المستخدمة فى وصف المسيحيين فى
كتب التاريخ العربية عن إيبيريا والتى كتبت فيما بين القرن التاسع والقرن الرابع
عشر. واستنتاجها يتشح بالغموض. وهو ما يعكس الحقيقة بلا ريب. كانت للعداوة
درجاتها. فقد كانت هناك درجات وأنماط مختلفة من العداء يتم التعبير عنها فى
الكلمات المستخدمة. فعلى سبيل المثال» فهى تصف «عدو الله». وهو المصطلح الأكثر
شيوعًا فى الاستخدام» بأنه عدوانى. ولكن المصطلح الذى يليه فى الشيوع «نصرانى»
كان محايدا بالمقارنة مع المصطلح السابق. أما مصطلح «رومى» الذى كان يعنى من
الناحية الفنية «بيزنطى». فكان يستخدم Ul eile للدلالة على المسيحيين الإسبان.
وكان يحتل مكانة ما بين المصطلحين. ولكنه لم يكن يستخدم غالبًا. كما أن مصطلح
«كافر» كان يستخدم بدرجة أقل. وهكذا حتى فى سياق إسبانياء وبها جبهة القتال
الشمالية المتقدمة دائماء كان المسيحيون أحيانا يتم الحديث عنهم باعتبارهم أعداء
مکروهین؛ ولكن فى مناسبات أخرى كانوا يوصفون بمصطلحات لا تنم عن شعور
قوى بالعداء. وقد خلق المسلمون بالتدريج سجلاً ممتدا من المصطلحات لوصف
المسيحيين» مثل إفرنج وفرنجى. . والتى كانت تنطبق على المسيحيين فى إسبانيا وفى
الأرض المقدسة. وفى الشرق. على أية حال» كان المسيحيون ن الغربيون فقط هم الذين
يوصفون بهذا الاسم. أما المسيحيون المحليون من الأرثوذكس والسريان فكان وصف
نصرانى ينطبق «ale ولا يوصفون أبدا بمصطلح فرتج"".
لقد اكتشفت جونييريز وجود تركبية صالحة للتطبيق ومتغيرة لاحتواء
المسيحيين الذين صاروا أكثر تسلطا. . وكانت جميع المصطلحات تقليدية مشتقة من
193
القرآن الكريم ما عدا اثنين منها. ولكن المسلمين كانوا بحاجة إلى لغة جديدة لوصف
تجربة وجود القوى المسيحية. وعندما أراد المسلمون أن يوسعوا من نطاق مخزونهم
من مصطلحات الإهانة زاد ابتعادهم عن هذا المعجم اللغوى التقليدى. فقد تزايد
وصف غير المسلمين بأوصاف تدل على أنهم غير متحضرين. وفى رأى جوتييريز أن
هذه المصطلحات كانت الأكثر تعقيدا بين كافة المصطلحات المستخدمة فى كتب التاريخ
العربية الإسلامية لتعريف المسيحيين» وهى مصطلحات تجمع بين صفة الفظاظة
والهمجية. والوحشية والشبق الجنسى الذى يوصف به الحمار ON gtx sil
وباستخدام هذه المغردات» كان بوسع المسلمين أن يصوروا المسيحيين الغربيين
على أنهم ناقصون أخلاقيًا بالضرورة. وملعونون بسبب بيئتهم والمؤثرات المفسدة
فى ثقافتهم. لقد كان سوء طالع الفرنج نابعًا من مناخ بلادهم الشمالية القارص
وقد أكد كاتب بعد آخر على أن هذا قد حدد alles شخصيتهم: «فالبرودة المقرطة...
قد دمرت سلوكياتهم. وجعلت قلوبهم قاسية ... كما أن لونهم أبيض بطبيعة Jil
وهم مثل الوحوش لا يأبهون سوئ بالحربء والقتال uis ally طريقتهم
فى الكتابة كانت ضد الطبيعة, « لأنهم يكتبون من الشمال إلى اليمين بحيث تكون
«بعيدة عن القلب وليست فى اتجاهه». وكان المسيحيون الغربيون يوصفون بأنهم
كلاب (التى يحتقرها المسلمون بشكل خاص). أو خنازير وهو الأسوأ بين الأوصاف
الحيوانية. وهو الأمر الذى أدخل مصطلحات السب والإهانة من جديد فى مفاهيم
الحلال والحرام التى حددها القرآن الكريم.
لقد كان الكفار أنجاسا. مثل السائل المنوى» والبول. ودم الحيض. والبراز
التى كانت أشياء نجسة ملوثة! “. فإذا أراد المسلمون أن يجعلوا سبة الكفر أشد
وطأة كان يربطونها عندئذ بأشياء قذرة نجسة بحسب تقاليدهم الطقوسية. . ذلك أن
مصطلحات مثل الحيوانات البرية كالكلب أو الخنزير كانت تشير إلى خصائص لا
يمكن التغاضى عنها!' “. فقد كان الخنزير خنزيرًا على Oat a وكان الحط من
شأن أى كائن بشرى. بإعطائه سمت حيوان حقير. يحمل معنى مجازيًا كبيرًا. كما أن
194
خصاله الحيوانية. تؤكد من الناحية التبادلية. على إنسانية المتحدث. ونظافة المسلم.
بيد أن اللعنة المرتبطة بالكفر سوف تنقشع وتختفى تماما فى نفس اللحظة التى ينطق
فيها الكافر بالشهادة ويبدأ فى أن يعيش حياة إسلامية حقة.
كانت المفاهيم المسيحية اليومية عن المسلمين مخيفة بالتالى. فقد أضفت قصص
الحدود الشعرية خصائص رومانسية على محاربى الحدود المسلمين مع غرتاطة. بيد
أنهم كانوا لا يزالون أشخاصًا تبث الخوف وتمثل الخطر. ونادرا ما كان المسيحيون
يساوون بين المسلمين واليهودء بيد أن كراهية مجموعة ما كان يبدو أنه يفيض أيضا
على الأخرى» وكان يتم الربط بين المسلمين واليهود فى عقول الكثير من المسيحيين.
وكان الحكام والرأى العام سويا يعتبرونهم أعداء. متواجدين فقط بفضل كرم المجتمع
الملسيحى. وقد عانى اليهود هجمات أكثر انتظاما وقسوة من الهجمات التى تعرض
لها المسلمون. وثمة انفجار للغضب الشعبى والهياج أدى إلى مذبحة وحشية جرت
على اليهود» بدأت فى أشبيلية فى يونيو سنة ١۳۹٠م ولكنها سرعان ما انتشرت فى
كثير من أجزاء إسبانياء وكانت نتاجا لأسباب ilia وكان معظمها محليا خالصاء
ولكن وقوعها وكزنها خيط مشترك يمر من خلال جميع عمليات القتل؛ فى الأندلس.
وفى بقية قشتالة. وقى أرجونء وخاصة فى جزر البليار. كان إحساسًا بالرفض تجاه
«جميع أولئك الذين لم يكونوا مسيحيين».
فى سنة Le VA بدأ الأرشيدوق فيران مارتينيز Ferran Martinez حاكم
إيثيخيا. قرب أشييلية. فى إلقاء سلسلة من المواعظ الشعبية الموجهة ضد اليهود.
وكانت جميعها تحظى بحضور المستمعين. وفى سنة e AY شجع غوغاء أشبيلية
على مهاجمة الحى اليهودى واستئصال «بيوت الشيطان» أى المعايد اليهودية. ومن
الصعب أن تجد سبيا مباشرا للعداوة الجديدة ضد اليهودء ولكن رجل الدولة القشتالى
yb بيريز لوبيز دی Perez Lopez de Ayala YLI عكس انحيازا Úle حينما كتب
عن اليهود بوصفهم «مستعدين لشرب cles المضطهدين. اليهود يبثون الفرقة فى
الناس. الذين يموتون دون أن يدافع عنهم eae وفى سنة ؟151١م, قام المبشر
195
الفالنثى الدومينيكانى فنسانت فيرير Vincent Ferrer بتصنيف اليهود ولكنه أيضا
أوضح علاقتهم بالمسلمين!*). كان لابد من عزل كل من المسلمين واليهود عن الاتصال
بالمسيحيين. وحسب تعبيره «تماما مثلما يجب أن تعيش العاهرات وحدهن. كذلك
يجب أن يعيش اليهود». وكان يجب على المسلمين أن يلزموا حدود أحيائهم moreriac
حيث لا يمكنهم أن يلوثوا إسبانيا Psal
وقد دفعت الهجمات الشريرة المتزايدة الكثير من اليهود إلى اعتناق المسيحية.
وباعتبارهم مسيحيين laus. أو .Conversos لم يكن هناك شىء فى القانون يمنع
التزاوج بينهم وبين العائلات الأخرى من. المسيحيين القدامى» وفيما بين «المسيحيين
القدامى» واليهود الذين بقوا على دينهم. ظهرت المخاوف القديمة من اختلاط النسب
والاختلاط الجنسى عبر حدود الطبقات على السطح مرة أخرى. وهناك كاتب يهودى
عاش فى القرن السادس عشر كتب ينحى باللائمة على الاضطهادات لهذا السبب.
«كانت هذه المعاناة مجرد عقاب من الغضب الإلهى. OY كثيرين تزوجوا من نساء
الأمميين, وولد الأطفال من هذه الزيجات Lady LAW بعد أن قتلوا والديهم»“.
وعلى أية حال. فإن عملية التنصير الجماعى غيرت أيضا نموذج العلاقات بين المسلمين
والمسيحيين واليهود بأسره.
ففى أثناء القرن الخامس عشر. بدأت الدول المسيحية السائدة فى إسبانيا تطور
نظرية جديدة عن الكاقر. وفى هذه النظرة تحمل اليهودية. والإسلام بالتالى» وصمة
UIE ومن ثم فإن أى متنصر من المسلمين أو اليهود يمكن أن يكون مسيحيا نقياء
مثلما يمكن لأى شخص من أصل مسيحى «غير موصوم» أن يحملها.
ولا شك فى أن هذه الآراء كانت قد توطدت فى المجتمع المسيحى داخل شبه
الجزيرة منذ زمن طويل: حيث كان يمكن للانحراف الجنسى أن يحمل Va على مدى
(x) هذا مثال واضح وفج على إقحام اليهود فى موضوع يتناول العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.
ولكنها الدعاية الصهيونية الفجة. (المترجم)
196
جيل (أن عاهرة (hijo de puta) كانت TLL قشتالية تقليدية وما تزال. ولكنها كانت
سبة تلقى عقابًا قاسيا إذا ما قيلت (Úle . هذا الاتجاه الكامن داخل المجتمع الإسبانى تم
تكبيره فى نظام قانونى منذ منتصف القرن الخامس عشر. ولكنه كان GG من أسفل
وليس نابعًا من مرسوم ملكى. وكان المثال الأول فى سنة a ME EA عندما أصدر goss
سارمینتو .Pero Sarmiento قائد حركة تمرد فى طليطلة ضد الدعم SU لليهود
أن يتولى وظيفة عامة. وأمام جمع غفير فى قاعة مدينة طليطلة. صنف سارمينتو كل
الأعمال الشريرة التى قيل إن اليهود قد ارتكبوها. وأولها كان أن اليهود فى طليطلة
قد فتحوا بوابات المدينة أمام قوات المسلمين بقيادة طارق بن زياد فى سنة ١١لام,
وبذلك حققوا قرونا من السيادة الإسلامية؛ كما أن نسلهم «المسيحيون الجد :».
استمروا فى تأمرهم ضد «المسيحيين الحقيقيين»7”'). وفى الذاكرة الحية. كانوا قد
تآمروا مع أعداء طليطلة لشن حرب قاسية بالقوة المسلحة. بالدم والنارء ومارسوا
النهب والدمار. كما لو كانوا من المسلمين. أعداء العقيدة المسيحية!"'. وحتى عندما تم
إخماد التمرد فى سنة ١55١م استمر مرسوم سارمينتو ساريًا. وعلى مدى الأربعين
سنة التالية. زاد aae المؤسسات التى تبنت متطلبات أنه يجب أن يكون «نقاء الدم»
«Limpieza de Sangre) من شروط عضوية أى نقابة أو أى هيئة مماثلة. والكلمة
التى كانت مستخدمه نات مغرى خاص؛ فقد كان «المسيحيون القدامى» يصفون
أنفسهم بأنهم «الأطهار؛ .(Limpios) كانوا «مسيحيين أنقياء». على افتراض ol
المتنصرين كانوا غير أنقياء وفيهم خشونة وغلظة .
كان الهجوم الجديد ضد «المسيحيين الجدد» والذى بدأ فى ستينيات القرن
الخامس عشر قد زاد لهيبه بفعل المواعظ الكنسيةء وبفعل النشرات الهجائية المؤثرة
مكل «حصن الدين» (Fartalitium fidei Cnotra Christianos) التى كتبها ألونسو
دى إسبينا „Alonso de Espina كما أن محاكم التفتيش التى تأسست فى قشتالة سنة
م . قادت الهجوم. ويشير ألبرت سيكروف الباحث البارز فى التاريخ الباكر
«لنقاء الدم» إلى أن المسلمين لم يكونوا الهدف الرئيسى أو موضوع هذه nail )^(
197
وعلى أية حال فإن اللغة المستخدمة كانت تشمل كلا من اليهود والمسلمين. US كان
الحال فى طليطلة سنة aN EEA وقى القرن الخامس عشرء كانت قوانين «نقاء الدم»
قد ضعت لكبح اليهود المتنصرين. ولكن بعد سنة * 5١م ولا سيما بعد الثورة فى
ألبوخاراس سنة ia OA زادت النظرة إلى المسلمين واليهود الذين تم إجبارهم على
التنصر باعتبارهم الأعداء الأشد خطرا داخل الأراضى الإسبانية. كان ثمة غموض
شديد فى قوانين نقاء الدم. ففى العقيدة المسيحية؛ يمحو التعميد كل الخطايا. وكانت
التوبة الخالصة تعنى أنه لم يبق شىء من الحياة السابقة. ومع هذا. هل كان التعميد
والتوبة قادرين على طمس المفهوم الشعبى عن الذنب اليهودى لموت يسوع المسيح.
وبالنسبة للاهوتيين العارفين بمصادر الكتاب المقدسء كان التنصير يعنى حقا مسح
الماضى من خلال تضحية بدح حمل الربء أى يسوع UT LL بيد أن هذه كانت
فكرة عويصة جدا بحيث لا تنتشر بين غير المتعلمين. وهكذا. فإن الرسائل المعقدة
الذى كتبها إسبينا وأتباعه فهمت ببساطة على أنها دعوة لحماية المجتمع المسيحى
ممن يهاجمونه. المسلمون واليهود.
كان aae المسلمين المدجنين Mudejares يقوق عدد اليهود فى إسبانيا السيحية,
بيد أنه من التناقض أن اليهود واليهود المتنصرين هم الذين كانوا طوال القرن
الخامس عشر وما بعدهء الهدف الأول لتشريعات نقاء الدماء» ومحاكم التفتيش بعد
ذلك. ويفسر هذا الحقيقة القائلة بأن الجماعتين كانتا تختلفان للغاية فى توزيعهما
ووظيفتهما. كانت أكثرية المسلمين تعمل فى الأرضء على حين كان اليهود متمركزين
فى call حيث التوترات. خاصة فى الأعمال والتجارة؛ يمكن أن تتحول إلى العنف
بسهولة. كما أنهم كانوا يقومون بأدوار. مثل جباية الضرائب. كانت تثير العداوة
د
وعلاوة على ذلك. فعلى الرغم من أن الإسلام كان العدو الخارجى الذى يحمل
تهديدًا. فإن العلاقة بين اليهودية والمسيحية (التى ولدت من pay اليهودية) كانت
قد تحولت إلى خصومة طقوسية. وكان من الممكن تماما أن يتحول الطقس الدينى
198
إلى حقيقة فى أغلب الأحيان. ففى Bae أماكن. كانت احتفالات أسبوع الآلام sie)
المسيحيين) تستدعى رسم اليهود وهم يقومون بعملية صلب المسيح. وكان هذا فى
كثير من الأحيان وقت هياج المشاعر الذى يمكن أن يتحول إلى هجمات رمزية على
البيوت والمعابد اليهودية. وليس من الواضح ما إذا كانت أعمال الكراهية هذه تؤدى إلى
العنف الحقيقى al لا. ولكن كانت هناك هجمات عديدة. مصحوبة WE بأفعال وحشية
دونما مبرر. على اليهود فى قشتالة. كانت الهجمات سنة ۱۳۹۱م أكثر الهجمات
خطورة. ولكن هذه الهجمات عادت فى مناسبات عديدة فى أثناء القرن الخامس عشر.
فى طليطلة سنة 449١م وسنة pVEW وفى قالادوليد Valladolid سنة e MV"
وفى قرطبة سنة pVEVY ولم تتم الموافقة رسميًا على أى من هذه الهجمات. ولكن
منذ ثمانينيات القرن الخامس عشر. بدأت السياسة الرسمية تجاه غير النصارى من
اليهود والمسلمين على السواء تصير أكثر شدة. فالمراسيم القديمة المتعلقة بالملابس.
وقيود التجارة. والعيش بعيدا عن المسيحيين. تم فرضها من جديد. وتم بناء مناطق
معزولة (جيتو) خارج Gall أو بإغلاق الشوارع وسد الأبواب والنوافذ .
ولا عجب فى أن معظم الباحثين قد ركزوا على أن المسيحيين قد تملكهم الشك قى
اليهود المتنصرين حديثًا. فقد قيل إن هذا التنصير الزائف كان غرضه القيام بمحاولات
متواصلة دائمة لتقويض الممالك المسيحية. وتم إنتاج نصوص مزيفة بشكل فج. مثل
ذلك التلفيق فى سنة 597١م لخطاب من يوسف رئيس اليهود فى القسطنطينية. الذى
يفترض أنه كان قد وضع خطة للتسلل والهدم فى إسبانيا المسيحية. ويشير مضمون
هذا الخطاب بقوة إلى العناصر التى كونت جنون الريبة المسيحية. فقد سأله يهود
إسبانيا كيف يمكنهم مقاومة ملك إسبانيا الذى يجبرهم على التنصر أى حتى يقتلهم.
ومن المفترض أن يوسف أجابهم:
«حيث إنكم تقولون إن ملك إسبانيا سوف ينصركم. فعليكم فعل هذا لأنه لا بديل
أمامكم. وحيث إنكم تقولون إنهم يجردونكم من ممتلكاتكم. اجعلوا أبناءكم les
بحيث يمكنكم رويدًا رويدا أن تأخذوا ممتلكاتهم. وحيث إنكم تقولون إنهم يسلبون
199
حياتكم. اجعلوا أبناءكم أطباء وصيدلانيين حتى يمكنكم إنهاء حياتهم. وحيث إنكم
تقولون إنهم يدمرون معابدكم. اجعلوا أبناءكم قساوسة ولاهوتيين. حتى يمكنكم
تدمير كنائسهم. وبقدر ما يخص متاعبكم الأخرى» اجعلوا أبناءكم أنصارًا وإداريين
ومحامين ومستشارين. ودعوهم يشاركون فى شئون الدولة بحيث يمكنكم الفوز
A بالأرض.
وعلى أية حال. GUE بينما يمكن فهم انشغال المؤرخين باضطهاد اليهود فى
القرن الخامس عشرء فإنه يحجب القهر الذى تعرض له السكان المسلمون فى القرن
التالى. ail ترك المسلمون خارج الحسابات. ويبدو لعيون العصر الحديث أنه من غير
المقنع أن تلصق بهم وصمة الدم. باعتبارهم قتلة المسيح. فجأة فى السنوات اللاحقة.
فقد كان من المعلوم تمامًا أن الإسلام ظهر بعد موت المسيح بسنوات. ومع هذا فإنه
امه nape الجن لكاي حاز المسلمون أيضا مرحلة بعد أخرى» وصمة لا
تمحى شأنهم شأن اليهود. ألم يجدوا المسيح الدجال محمد؟ حسبما اعتقد كثير من
المسيحيين. أو لم ينهبوا الأرض المقدسة نفسها. ولهذا فإنه بينما فى غمار موجة نقاء
الدم كان الضحايا الرئيسيون من اليهود ومن اعتنق منهم المسيحية. فعادة ما كان
المسلمون يقعون تحت نير شكاوى الكراهية.
x OK ok
كان موقع غرناطة. آخر ملاذ غير مسيحى فى شبه الجزيرة بعد منتصف القرن
الثالث عشر فى حال دائمة من التدفق. كان يمكن لغرناطة أن تصير حليقا أو عدوا
للممالك المسيحية بسرعة محيرة مربكةء وفقا GY فريقا أو آخر من الفرقاء يمسك
بزمام السيطرة فى الممالك المسيحية أو فى غرناطة نفسها. وفى غرناطة تحولت
السلطة ذهابا وإيابا بين فريق من العائلة الملكية وفريق آخر. festus;
هو محمد التاسع «الأعسر» العرش ما لا يقل عن أريع مناسيات منفصلة. وعلى
أية حال. فعلى الرغم من عدم الاستقرار فى شئون غرناءلة السياسية. فإن القوة
200
العسكرية لآخر دولة إسلامية زادت ونمت فى أثناء القرن الخامس عشر . وبينما كانت
قشتالة. بصفة خاصة. قد بدأت فى تطوير الأسلحة النارية وقطار حصار بالمدافع
والبنادق. ركز الغرناطيون على بناء وفرة من المدن الصغيرة المحصنة والأبراج.
وكان يمكن استخدام هذه أساسًا لنمط متحرك بكفاءة من الحرب الحدودية التى كانت
تسود يشكل منزايد على امتداد الحدود.
وبدأ أسلوبان من الحملات فى الظهور ابتداء من القرن الخامس عشر. وعادة مأ
كان بوسع القشتاليين. بفضل تفوقهم فى السلاح والمال والقوة البشرية. أن يستولى
على أقوى الحصون بعد حصار طويل. بيد أن هذا لم يكن يحدث دومًا. ففى سنة
۷ م. كانت المدافع الثلاثة الكبيرة لفرديناند الصبى -Infante Ferdinaud ابن
ملك قشتالة چون الثانى. قد نجحت فى إحداث ثغرة فى أسوار مدينة الزهراء التابعة
لغرناطة. وتحركت نحو ستنيل .Stenenil وهناك نصبت المدافع وقصفت المدينة ليلا
ونهارًا لدرجة أن القشتاليين كانوا قد استنفدوا مخزونهم من الحجارة. وكل فارس
ورجل مسلح تحدد له من بعدها نصيب من الصخور عليه إحضارها لكى لا تبقى
المداقع صامتة. ولكن. عندما مر الخريف. استمر صمود الأهالى» وهم يصلحون
الدمار تحت جنح الليل. وبنهاية شهر أكتوبر. كان فرديناند ما زال بعيدا عن أن يجعل
المدينة تستسلم ولم يكن يريد أن يقع فى فخاخ الشتاء وهو فى أرض العدو» حيث
كان يمكن لخيالة غرناطة الخفيفة Jinetes أن يقطعوا «ie إمداداته. وهكذا انسحب
المحاصرون المسيحيون فى شىء من الاضطراب مما أدى إلى تهكم المدافعين من فوق
الأسوار'.
كان أسلوب الغرناطيين فى الحرب يعتمد على السرعة والتحرك. أى الإغارة
على الحدود بالشكل التقليدى. وكان الخيالة الخفيفة قد عدلوا من أسلوب الركوب
الحر المعروف فى شمال أفريقيا (الذى سوف يرسمه فيما بعد الفنان جيريكولت
-Gericault بقدر كبير من الحيوية لصالونات فرنسا فى القرن التاسع عشر). فقد
كان الخيالة يمتطون جيادا صغيرة خفيفة التجهيز. وقد ربيت بحيث تثبت أقدامها
201
على أرض وعرة وصخرية. ولا يضعون سوى درع خفيف. عادة ما كان من سلاسل
الزرد. وكانت أسلحتهم الهجومية عبارة عن حزمة من الرماح وسيف طويل. ولكن
الكثيرين أيضا كانوا خبراء فى استخدام القوس المصلب الخفيف ولكنه قوى. الذى
كان يمكنهم إطلاقه. وإعادة تجهيزه حتى فى أثناء الحركة. وكانوا قد أتقنوا أسلوبا
يسمى «الكر والفر». الذى كان يستخدم غالبا فى المعارك القبلية فى المغرب. فكانوا
يهاجمون ثم يتقهقرون» فى محاولة لسحب gadi وراءهم. وقد برهن هذا الأسلوب
ضد الفرسان المسيحيين على قعاليته الشديدة؛ GY هجمة الخيالة ثقيلة التسليح
كانت تعتمد على الكتلة والتأثير فى نجاحها. وما إن ينفصل الفرسان المسيحيون
عن «فيالقهم» حتى يصيروا أهدافا سهلة للفرسان الخفيفة Jinetes والواقع. أنه
لمواجهة التحدى» بدأ النبلاء القشتاليون الذين كانت أراضيهم تشترك فى حدودها
مع غرناطة يستخدمون الفرسان الخفيفة هم أنفسهم.
وعلى العكسء عندما كان الغرناطيون يخوضون معركة وفق الأسلوب القشتالى
الثابت. كانوا يخرجون ly هو أسوأ. كما حدث فى مواجهة بالقرب من لوركا فى
سنة ٠٤١١ م. حينما كانت هناك فرقة من الغزاة عائدة إلى غرناطة بأربعين ألف رأس
من الماشية ووقعت بين براتن الفرسان المسيحيين :
«عندما شاهدوا بعضهم Lân نظم المسلمون أنفسهم فى صف وكذلك فعل
المسيحيون. وتم خوض المعركة بحماسة شديدة لدرجة أن المسيحيين اضطروا
إلى شن ثلاث هجمات. ولكن المسلمين هزموا فى نهاية الأمر. وقتل منهم أكثر من
ثمانمائة» وخسر المسيحيون أربعين قتيلا ومائتى جريح».
وقام القائد المسيحى آلونسو فاخاردو LIL Alonso Fajardo لنفسه وشن
إغارة على لوكرا Locra حيت ذبح السكان المسلمين. ثم توجه إلى قرية على قمة عالية.
وقد سجل بصفاقة «أخذت موخاكار Mojacar حيث فعلت أمورًا عظيمة لدرجة أن الدم
كان يسيل فى Mag of nd وقد استمرت هذه الإغارات والمناوشات بغض النظر عن
ما إذا كانت هناك حرب معلنة بين غرناطة وجاراتهاء سواء فى الشتاء أو الصيف. فقد
202
كانت العصابات الغرناطية تمارس النهب حتى بوابات قرطاجنة Cartagena حيث
كان ميخيل لوكاس دی إیرانزو Miguel Lucas de Iranzo من خاين Jaen قد Go»
البلدات على مسافة أميال قليلة فقط من غرناطة نفسها ردًا على ذلك.
كانت النبوءة منتشرة دائما فى إسبانيا المسيحية وكانت تصفية الحساب
النهائى مع غرناطة متوقعة منذ وقت طويل. وكان فى الذاكرة أن الملك بيلايو فى
كهفه فى أشتورياس بكوقادونجا Covadonga قد ob Gs الرب سوف يأتى فى
النهاية لمساعدة شعبه. وقد أخذ هذا على محمل أن الرب شاء استرداد غرناطة بيد
أن علامات التفاؤل التى ارتبطت بالأمير فرديناند والأميرة إيزابيلا وريثى عرش
أراجون وقشتالة. تجاوزت نبوءات الماضى. فقد اعتقد كثير من القشتاليين أن
إيزابيلا الكاثوليكية La Catolica كانت قد ولدت بمعجزة من أجل «استعادة المملكة
المفقودة. وأطلق عليها آخرون اسم العذراء المقدسة مريم ESN كان الربط بين
مولد وريث SS لفرديناند وإيزابيلا فى سنة 8/ا14١م, واستقرار ولاية العرش فى
قشتالة. وصعود فرديناند على عرش أراجون. باعثا على توالد المزيد من النبواءات.
فلابد أن يتم إنجاز خلاص المملكة. وسوف يتم إعادة إسبانيا «أمة إسبانية واحدة»»
قدرها الأول أن تكون مملكة عالمية. ثم بعد ذلك هيراركية سماوية» .
كان ينظر إلى فرديناند وإيزابيلا على أنهما مندوبا الخطة الإلهية. فانتصارهما
على الشرء حسبما كان مأمولاً. سيكون له جانبان. كان الجانب الأول التطهير الداخلى.
وتم aie مجلس وطنى للكنيسة الإسبانية فى إشبيلية فى صيف VEVA م وأعلن برنامج
للإصلاح. وفى AM ضمن إيزابيلا وفرديناند موافقة البابا سكستوس Sixtus
على تعيين أعضاء محاكم التفتيش للخدمة فى مملكة قشتالة. وبدأوا عملهم بشغف
سنة a MEAT وفيما بين ١۸٤م و۸۸٤ م. تمت إعادة الآلاف من الهراطقة وغيرهم من
أعداء الكنيسة الكاثوليكية إلى حظيرة الكنيسة أو تم تسليمهم للدولة لإحراقهم” ).
وكان الوجه الآخر لهذا التطور الوطنى يستكمل بحرب الاسترداد المقدسة. وثمة
شاعر شعبی. هو فرای إنيجودى مندوزا .Fray Ingo de Mendoza أعلن أن الملك
203
والملكة فى قشتالة سوف ينهيان فظاعة الحكم الإسلامى فى شبه UPS Sl فقد
تم إحياء الأفكار القديمة عن قشتالة «الإمبراطورية»» على حين ظهرت النبوءات فى
أراجون ob فرديناند سوف يطرد المسلمين GLS من أرض إسبانيا. بل من شمال
]358 9
لم تكن فكرة استرداد شيه الجزيرة كلها من السيادة الإسلامية هى نفسها فكرة
محو المسلمين من على وجه إسبانيا. قعلى مدى عدة قرون. عاش المجتمعان جنبا إلى
جنب ى ظروف سياسية مختلفة. وبينما كان المسيحيون واليهود تحت حكم المسلمين
«أهل ذمة» أى الأقليات المحمية ولكنها خاضعة داخل الدولة. صار المسلمون الآن فى
إسبانيا المسيحية أقنانا إقطاعيين سواء للملك أو لأحد النبلاء. الذى صار من بعدها
مسكولاً عنهم. ولم تكن غرناطة ممقوتة لأنها مليئة بالمسلمين. بقدر ما كانت ممقوتة
لأنها كانت دولة مستقلة وحرة. كما كانت عدوانية وتحيك المؤامرات بلا نهاية مع
شمال أفريقيا وتواصل مناوشات الحدود مع المسيحيين فى الشمال. وحتى عندما
كانت توجد Gas افتراضية مع الغرناطيين. بدأ فرديناند وإيزابيلا التخطيط للقيام
بحملة ضد bb uz لأنهماء كما Las للبابا. LIS يتحركان Yo بدافع من أية رغبة فى
توسيع ممالكنا... ولكن أملاً فقط فى أن العقيدة الكاثوليكية المقدسة سوف تنتشر
وأن ale المسيحية سوف يتخلص من مثل هذا الخطر الدائم الموجود هنا على أبوابنا.
مادام لم يتم استئصال هؤلاء الكفار فى مملكة غرناطة من إسبانيا» UD وهكذا. بينما
كان هجوم غرناطى على الزهراء التى طال النزاع حولها يوم YI ديسمير ig MAY
سبب الحرب .Casus belli كانت خطة الاقتلاع النهائى للحكم الإسلامى فى إسبانيا
فد وضعت .
وعلى أية حالء كانت Klas غرناطة تتمتع بدفاعات جيدة. سواء بالطبيعة أو
بالفن الحربى. فقد كانت كل Sab ومدينة مسورة. فى المنطقة الحدودية مرصعة
بكثرة من الأبراج الصغيرة all إذا ما تملكتها حامية شديدة العزم» لم يكن ممكنا
الاستيلاء عليها سوى إذا هدمتها المدفعية. وبعد عدة قرون. وصف الكاتب الأمريكى
واشنجتون إيرفينج Washington Irving غرناطة كما رآها Jl مرة:
204
«مملكة غرناطة القديمة, التى كنا على وشك التوغل Lead واحدة من أكثر المناطق
جبلية فى إسبانيا. فهناك سلاسل ممتدة شاسعة من الجبال التى لا شجر فيها ولا
obi والتى رقشتها ألوان الرخام والجرانيت. التى تسطع قممها التى أحرقتها
الشمس على خلفية من السماء صافية الزرقة... وفى عبور هذه السلاسل الجبلية
الشاهقة غالبا ما يضطر المساقر إلى تخقيف مقود حصانه لأعلى وأسفل حسب
المصاعد والمنازل المنحدرة والوعرة التى تشبه الدرجات المكسورة فى السلم. وفى
بعض الأحيان يتلوى الطريق على طول الجرف الذى يصيب المرء بالدوار... أو يتلكأ
خلال المنحدرات الوعرة التى تآكلت بفعل سيول الشتاء»“.
ولكن ما إن عبرنا الجبال حتى ظهرت غرناطة مختلفة. فهناك ترقد المدينة لتملأً
الثغرة الواقعة فى أكثر الأودية خصوبة ونماء. حيث تتصارع الصحراء والحدائق من
أجل السيادة. وكانت الصخرة نفسها مجبرة على أن تنبت التين والبرتقال والليمون,
وأن تزدهر بالريحان والزهور' 7 وقيل إن العاصمة المسورة نفسهاء كان بها ٠١١
برجا وسبع بوابات كبيرة؛ وفى داخلها كان عدد السكان يقدر فى بداية القرن الرابع
عشر بحوالى مائتى ألف نسمة. وفوق المدينة على ربوة صخرية يقف قصر الحمراء
الحصين. بقلعته المسماة القصبة. وخارج سورها الدائرى القصر الصيفى جنر اليف
©6. وقد تسببت عظمة المدينة فى إقبال الناس. فقد استطاع مواطن من
أشبيلية أن يؤكد:
من لم ير أشبيلية لم ير عجبًا .
ويرد أحدهم عليه :
إن من لم يشاهد غرناطة لم ير Bab على الإطلاق
كانت مملكة غرناطة غنية ومنتجة. فقد كانت السفن القادمة من شرق المتوسط
تزور موانئ مثل ملقا لشراء الحرائر وغيرها من الأقمشة والمنسوجات. والسكر
والفاكهة!'. كانت فلورنسا تشترى الجلود «القرطبية». ولا غروء أن سفير إمبراطور
205
الإمبراطورية الرومانية المقدسة وهو فى طريقه إلى ليسبون يقارن لطافة غرناطة
ورشاقتها مع التسهيلات الأكثر بدائية فى الممالك OZ كان الرمان Punica
082 شعار غرناطة الذى يحمل اسمها. فبالنسبة للزهاد المسلمين كانت هذه
الفاكهة الممتلئة بالبذور اللامعة الصغيرة تعنى جوهر الجنة السماويةء وتمثل الكثرة
الهائلة لخلق -CPSI ولم يكن المسيحيون من أمثال الملك فرديناند يعرفون شيئا عن
هذه الرمزية العميقة. فذات مرة وصف استراتيجيته لغزو غرناطة فى شكل نكتة
لفظية. إذ قال إنه سوف يأكل بذور الرمان واحدة فواحدة. بيد أنه كان يغوى القدر.
إذ يعرف الجميع أن الرمانة تحوى بذورا وفيرة. وقد ارتدت النكتة عليه. GY آخر
أعمال حرب الاسترداد استغرقت أكثر من عشر سنوات حتى تمت وكانت تكلفتها
مدمرة .
لقد تم خوض معارك الاسترداد فى العصور الوسطى فى ظروف مواتية للجيوش
المسيحية فى الشمال بدرجة كبيرة CD وحتى حينما كانت تصيبهم مصيبة. مثل
معركة الأرك سنة ia YMO فإنها عادة ما كانت نتيجة أخطاء تكتيكية أو استراتيجية.
وليس alae X uas أو الموازد. aly 56 التحرب من أجل abl شيكا aia
ai كان النبلاء والبلدات Gulls فى قشتالة تستدعى كلها لتقديم فيالق الفرسان
والجنود, مثلما كان يحدث فى أى جيش فى العصور الوسطى. أما المنظمات الرهبانية
العسكرية مثل كالاتراقا .Calatrava وسانتياجى Santiago والقنطرة Alcantora
فقد شكلت فرق فرسان النخبة والمحترفين المعتادين على هجمات رأس الحربة. ولكن
كان معهم عنصر جديد. عدد كبير من قطع المدفعية المصممة لتدمير الأسوار الحجرية,
وقد اصطفت فى طابور من البارود والقاذفات المحمولة على عربات. وبعض قطع
المدفعية هذه كانت ضخمة وأكبر من تلك التى استخدمت بنجاح فى وقت سابق من ذلك
القرن. فقد كانت تلك المدفعية التى تم نشرها فى حصار بازا Baza اثنى عشر قدما
Ysb وعيار أربع عشرة بوصة وتقذف كرة حجرية يزيد وزنها على X, We ولم
تكن هذه المدافع الضخمة قادرة على أن تطلق سوى قذيفة واحدة فى الساعة. ولكن
أسوارًا قليلة كانت تستطيع الصمود فى وجه القصف المتواصل. ومع هذا فإنها لم
206
تكن حاسمة بالضرورة. إذ إن المدافعين عن بازا لم يجبروا على الاستسلام بالقصف:
ولكنهم ببساطة عانوا من نفاد الطعام والذخائر .
كذلك كان القشتاليون يفرطون فى الثقة بأنفسهم. فقد كان نجاحهم الأول قى
الاستيلاء على Alhama aab فى قلب مملكة غرناطة؛ يهجوم مفاجئ جسور. ولح يكن
ممكنا أن تتكرر ضربة المعلم هذه. وكان هجومهم التالى على بلدة لوخا Loja فى يوليو
7م حركة القصد منها تعزيز الهامات؛ كارثة محققة. ذلك أن الفرسان الخفيفة
من غرناطة اجتاحوا المواقع المسيحية بسرعة» على حين كان رماة السهام الغرناطيون
يلتقطون القشتاليين ذوى التسليح الثقيل المرتبكين. وكان قلائل من القوات المسيحية
هم الذين حاربوا من قبل فى المناخ القائظ والظروف القاسية فى الجنوب. على حين
كان الغرناطيون قد اكتسبوا الصلابة على مرّ الأجيال فى حرب الحدود. ووقع زحف
قشتالى كبير على ملقا فى الربيع التالى فى كمين بالجبال الوعرة والأخاديد العميقة
شمال المدينة. وإذ تم سحقه من كل جانب اضطر مقدم منظمة Glia, سانتياجوء التى
كانت المنظمة الأولى فى الفرسان الإسبان. وتقول الرواية إنه صاح. «أيها الرب كم
هو عظيم غضبك اليوم على خدمك. لقد حولت جبن هؤلاء الكفار إلى جسارة فائقة.
وحولت الفلاحين والأقنان إلى رجال حرب وشجاعة»(").
كان قد بدأ يتضح أن الحرب من أجل غرناطة لا يمكن كسبها سوى بالضغط
البطىء بلا رحمة أو Ciis وإذ بقيت الجيوش المسيحية بعيدة عن المرتفعات قدر
المستطاع, أخذت تتقدم على امتداد أودية الأنهار والسهول المسطحة التى تؤدى فى
النهاية إلى عاصمة غرناطة. تحت جبال نيقادا .Sierra Nevada بيد أن كل طرق
الاقتراب كانت تحظى بدفاع كثيف وعند كل معقل أو بلدة حصينة كانت تجرى الدراما
نفسها. فقد كانت ستئيل .Setenil شمال روندا Ronda التى كان القشتاليون قد
فشلوا فى الاستيلاء عليها سنة VET V منحوتة فى التل وكان يحميها برج على التل
من فوقها. وتمركزت المدفعية القشتالية وبدأت تقصف الأسوار ببطء. وما إن تمكنت
القوات من الدخول حتى ذبحوا كل من وجدوه حيًا بين الأنقاض. وفى مواقع أخرى
207
Benanquex Jis فى سنة ia VEA استولى فرديناند على Sub عنوة. ثم شنق أكثر
من أعيان البلدةء وعلق أجسادهم فى صف طويل مثل قلادة على الأسوار. واستعبد
الباقى رجالاً ونساء وأطفالا. ولكن البلدات استمرت فى المقاومة بعناد وتباطأ معدل
التقدم أكثر فأكثر. وقد أدى الاستيلاء على روندا فى YY مايى ie MEA? وهى مدينة
محصنة بنيت على جرف صخرى فوق النهر الكبير. إلى تحويل الحرب لصالح
المسيحيين. وكان من الممكن لروندا أن تصمد وقنًا أطول؛ ولكن عددًا من قادتها قرروا
الاستسلام بشروط مواتية. وبعدها أعطى فرديناند أعداءه هذين الخيارين. الموت أو
الاستعباد لمن يقاومون؛ كلمات معسولة وأفضال على أولئك الذين يسلمون مواقعهم.
وقد أثبت الخيار الثانى جاذبيته مادام استمرت الحرب.
كانت الجيوش المسيحية تتقدم آنذاك تجاه غرناطة من الغرب والشمال على
السواء. وتم صدهم عن موكلين Moclin جنوب المدينة الحدودية القشتالية Alcala
.la Real كانت موكلين قلعة أخرى بنيت لتستفيد من امتداد الأرض وانيساطها.
مما يجعلها حاجزا منيعًا يحول دون أى تقدم على الطريق الرئيسى إلى غرناطة".
وفشلوا فى الاستيلاء Gale ولكن الحدود الطويلة جعلت المسيحيين يهاجمون ثانية
من نقطة أبعد نحو الشرق. وبنجاح أكبر كثيرا. فقد تحركت قوة كبيرة جنوبا من
0 ولمهاجمة القلعتين التوأم فى كامبيل Cambil والهابير .Alhaber اللتين كان
قد تم بناؤهما لحماية الطريق السريع إلى غرناطة. ومرة أخرى ناور القشتاليون
بمشقة يمدافعهم الثقيلة وأدخلوها إلى الموقع ودكوا الأسوار القديمة. ونجحوا.
وعندما سقطت القلعتان التوأم. كان قد تم اختراق آخر خطوط الدفاع الخارجية
لغرناطة. وبحلول صيف سنة ١۸٤٠م بعد أربع سنوات من الحملات العسكرية.
استقر خط جبهة فرديناند عند «تفاحة غرناطة» حصن اللورا dolls Illora يوجد
نهر Cubillas الذى يعبره جسر ضبق عند قرية بينوس بوينتى -Pinos Puente
وبعدها بالنسبة للمسافر العادى» كانت المسافة أقل من مسيرة نصف يوم لدخول
غرناطة نفسها.
208
فى ذلك الحين لم يكن الخطر الأكبر يكمن فى المدينة التى أمامهم وإنما فى الخلف.
فبينما كان خط الساحل ما زال بأيدى المسلمين» لم يكن من الممكن تجاهل خطر الدعم
المغربى أو حتى العثمانى لإخوانهم المسلمين. فقد كانت حامية ملقا مكونة إلى حد
كبير من المتطوعين البربر من شمال أفريقياء والتواقين لتوجيه ضربة ضد الكفار.
وفى الوقت نفسه أرسل حكام غرناطة عددًا من المبعوثين لطلب الدعم من أى دولة
مسلمة يمكن أن تهب إلى نجدتهم. وعلى Ul حال لم يكن أى حاكم مسلم فى المغرب
أو من أو السلطان العثمانى فى إستنبول على استعداد أو Wald على مساعدتهم.
ومع هذا فإن فرديناند قرر أن يضع استراتيجية تعزل غرناطة عن الموانئ على طول
الجناح ge gia! ثم عزل العاصمة تمامًا. كانت أفضل أساليب غرناطة أن تهاجم كل
قوة قشتالية بدورها. اعتمادًا على حقيقة أن ن خيالتها الذين امتازوا بالسرعة يمكنهم
التحرك بقدر أكبر من السهولة من جبهة إلى أخرى. . أما ما جعل دفاعهم ينهار فى
نهاية الأمر فكانت الفرقة والتشرذم. . فقد انقسمت الأسرة الملكية فى شراذم عديدة.
وقد عزموا على محاربة بعضهم البعض بدلا من محارية العدو الخارجى. وفى بعض
الأوقات كانت إحدى المجموعات قد استولت على مدينة غرناطة وحاصرت مجموعة
أخرى فى قلعة وقصر الحمراء فى أعاليها. وفى أوقات أخرى كان بعض الأشخاص
القياديين فى غرناطة متحالفين مع المسيحيين على حين كان آخرون يناضلون ضدهم
على أرض المعركة.
PORE NE الغرناطيون غارقين فى مشاجر اتم e كانت
(O3: fal asses piel S
Ast s dod وقرنساء ^ Lilet واجداء أخرى كثيرة من أوربا. وكل محاولة
المسلمون. وقد B» Y مؤرخ حرب غرناطة فرناندو دى بولجار Fernando de Pulgar
أن «ومن ذا الذى لا يتعجب من القلب الجسور لهؤلاء الكفار فى المعركة. وطاعتهم
209
الحفاظ على مقاصدهم»". وقد جعلت قوة مقاومتهم القشتاليين يحاربون من أجل
كل ياردة من الأرض. وقال بولجار إنهم بدوا راغبين فى قتل المسيحيين أكثر من
رغبتهم فى الحفاظ على حياتهم. وعلى الجانب المسيحى كانت وحشية القتال تعنى
أن الرغبة فى الانتقام كانت تعلو فوق الرغبة فى المكسب المالى. ولم يحاول أحد أن
يتخذ أسرى. كانوا يريدون فقط أن يقتلوا أى يصيبوا العدو بالعجز. ولكن عندما طال
الحصار بدأ سكان المدينة يعانون الجوع. ووفقًا لأحد المصادر العربيةء عندما نفد
مخزون الطعام اضطروا إلى أن يأكلوا أى شىء يمكن أن يؤكل. الخيول. والبغال.
والحميرء والكلاب والجلود وأوراق الشجر. aie y ذلك فقط بدأوا يسعون إلى شروط
DS NET
ولكن فرديناند لم يكن ليعطيهم شيئا فى هذه الحال» وهكذا كان عليهم أن يواجهوا
الموت أو العبودية. وعندما استسلمت المدينة وقلعتها فى نهاية الأمر بعد حصار ثلاثة
أشهر. احتفل فرديتاند وإيزابيلا ومعهم بلاطهما بأسره بصلاة القداس فى المسجد
الرئيسى» الذى كرسوه بسرعة كنيسة سانت مارى للتجسد المقدس. وفى الوقت
نفسه سيقت طوابير طويلة من Jal ملقة إلى العبودية. وعلى أية حالء قدر لمجموعتين
أن تلقيا مصيرًا خاصاء اثنا عشر مسيحيا اعتنقوا الإسلام بعد أن كانوا قد هجروا
المسيحية. وسيقوا إلى ساحة مفتوحة وجردوا من ملابسهم وربطوا فى أعمدة قائمة.
وحكم عليهم بالقتل بقصبة مسنونة .acanavereado وكان الخيالة فى الجيش قد
أعطوا حزمة من القصب المسنون التى قطعت بسن مدببة رفيعة ويسوقون للأمام
والخلف. ليقذفوا رماحهم التى صنعوها على عجل على المرتدين المربوطين. وتحسنت
دقتهم حتى صارت أجساد المدانين أشبه بنماذج شهيد سان سباستيان. وقد انغرست
فيها الرماح. هذا الإعدام المطول والتنكيلى استمر معظم النهار تحت حرارة الشمس
قبل أن يموت آخر هؤلاء التعساء. ولاستكمال مأ كان كاتب المؤرخة الأب Abarca قد
وصفه بأنه «الاحتفالات والإضاءات التى تستحق أعظم الشكر للتدين الكاثوليكى من
جانب مليكينا», ثم حرق عددا من اليهود الذين اعتنقوا المسيحية ثم عادوا إلى دين
Os
آبائهم أحياء وهم مربوطون فى الأعمدة
210
كانت ملقة الحارسة على الطرق الجنوبية المؤدية إلى غرناطة. وسيطر فرديناند
بالفعل على الطريق إلى ضاحية غرناطة نفسها. والمنطقة الأخرى الوحيدة حيث بقى
المسلمون يمسكون بزمام السيطرة كانت النصف الشرقى من المملكة. ومعهم المدينة
الحصينة الكبيرة بازا Baza التى تتحكم فى الطريق من فالنسيا إلى مرسية. وفى ربيع
سنة ١۸٤م انتشرت قافلة الحصار القشتالية مرة أخرى؛ ولكن بعد خمسة أشهر
لم ass بازا استعدادا للاستسلام كما كانت فى اليوم الأول للحصار. وحتى المساء بدا
وكأنها ضد المسيحيين. GY فيضانا عارمًا مفاجئا اكتسح الكثير من المعسكر القشتالى
ودمر معظم الطرق البدائية. وأرسلت الملكة إيزابيلا ستة آلاف عامل لإصلاح الطرق.
وجاءت بشخصها لكى ترفع من الروح المعنوية المنهارة لقواتها. وعلى حد تعبير
العيارات المتزلفة المنافقة لبيتر مارتير دى أنغيير gill )Peter Martyr d Anghiera!
صار فيما بعد مؤرخا مرموقا لإسبانيا وإمبراطوريتها فى أمريكا) بينما تكدس
المسلمون فى شرقات السور للمراقبة وصلت الملكة «يحيط بها جوقة من الجميلات.
كما لو كانت تحتفل بمراسيم زواج ابنهاء وبدا حضورها فى الحال أنه أدخل المسرة
علنيا وأعاد الحياة إلى روحنا المعنوية. التى كانت قد تهاوت تحت السهر الطويل؛
والأخطارو الإرهاق»"“. وكان لها الأثر المضاد على المدافعين الذين أرسلوا مفاوضين
إلى فرديناند. كانت شروطه كريمة بقدر ما كانت تلك الشروط التى قدمها إلى أهل
ملقة قاسية. ونم الاتفاق على الاستسلام بسرعة, وفى يوم. ديسمبر سنة (MEAN
ركب فرديناند وإيزابيلا إلى داخل بازا. على حين تم رفع علم عليه صليب. وبسقوط
المدينةء كانت آخر مدينة حصينة غير غرناطة قد وقعت فى الأيدى المسيحية.
بيد أن تكلفة الحرب كانت تتزايد يوميًا. فقد كان لدى الملك والملكة ثمانين ألف
رجل قى الميدان وكان مفهومًا أن فرض حصار على غرناطة نفسها مشروع أكير
يكثير من ملقة أو يازا. كان العمل أشبه بالهجوم العثمانى على القسطنطينية فى
سنة ٩٥٤۱م منه بأى شىء كانت الجيوش الإسبانية قد حاولت القيام به. وقال بيتر
مارتير إن التجار الجنوية. الذين يسافرون إلى كل مكان. أعلنوا أن هذه أكبر مدينة
محصنة قى allel ولكن بخلاف القسطنطينية. بحاميتها الضئيلة التى لم تكن
211
كافية بالمرة للدفاع عن أسوارها الطويلة. كانت غرناطة مكدسة بعشرين ألف deo
مسلح. بما فيهم من بقى من حامية بازا وجواديكس Guadix والذين عقدوا العزم
على الدفاع عن آخر قطعة أرض إسلامية فى الأندلس. كانت المرتفعات فوق المدينة
مسورة وتحظى بدفاع كثيف وتشرف على السهل أسفلها. وكانت المدينة نفسها
محاطة ولا يمكن الهجوم عليها سوى من الأمام. وقد ربط وليم هيكلينج برسكوت
William Hickling Prescott فى os الذى بحمل عنوان. History of the Reign
of Ferdinand and Isabella بين غرناطة وبين شجرة بلوط راسخة «هى آخر ما
بقى من أشجار الغابة تتحدى العاصفة التى كانت قد اقتلعت جميع أخواتها» .
وهكذا جلس القشتاليون قبالة المدينة وانتظروا استسلامها. ومن ربيع سنة
e MES إلى شتاء <١ انتظروا. وكان التأخير تقطعه هجمات مفاجئة من العدو
تخرج من بوابات غرناطة. واشتباكات فردية. ومواكب وخدمات كنسية وسط المدينة
التى أقيمت من الخيام. وفى بواكير سنة MEA تم بناء معسكر ails أطلق عليه
اسم «العقيدة المقدسة» Santa Fe وهو الاسم الذى أطلقته على المعسكر إيزابيلا
نفسها. وقد أقيم على شكل الصليب. وفى النهاية. بيدأت عصبة صغيرة من أعيان
المدينة يتفاوضون سرا للاستسلام فى أكتوبر AVERY ومرة أخرى أدى التشرذم
والخلاف والانقسام إلى تقويض القضية الغرناطية. ولتحاشى هجوم أطول. أو
المخاطرة بالتعرض لهجوم. كان من المعقول بالنسبة للمسيحيين أن يقدموا شروطا
مقبولة. ووافق مفاوضى فرديناند على كل ما طلب منهم. وكان من الشروط أن يسمح
لمسلمى غرناطة أن يبقوا فى مواطنهم أو يهاجروا إلى شمال أفريقيا حسب رغبتهم.
أما حقوقهم فى العبادة. وشرائعهم الخاصة. والحماية من الضرائب الظالمة. فقد تم
blau جميعًا. وحدهم. كان يهود غرناطة هم التعساء. وربما تحسبًا للمصير الأفدح
الذى كانوا سيلاقونه. فإن أولئك الذين لم يتحولوا إلى المسيحية «كان عليهم العبور
إلى شمال أفريقيا فى غضون BIG أعوام»"".
212
وتم عقد الاتفاق سرًا بشكل رسمى» بيد أن بعض سكان غرناطة شموا رائحته.
ثمة مسلم... بدأ الصيحة داخل المدينةء قائلا بأنهم كانوا سينتصرون إذا ما خلعوا
محمدًا وإذا ما تحدوا الاتفاق. وأخذ يجوب أنحاء المدينة Ula وثار معه عشرون
ألقا من المسلمين. وتقرر تقديم يوم الاستسلام الرسمى من. يناير إلى. يناير. وفى
يوم Jal يناير. قام واحد من ضباط فرديناند. هو جوتيير دی کاردنیاس Gutierre de
Cardenas )355 من المحاربين المجريين باستلام مفاتيح القلعة واحتل جميع النقاط
الرئيسية بالقلعة. وعندما تلقى فرديناند المفاتيح فى اليوم التالى من الأمير محمد
الثانى عشر الذى تعرفه المصادر الإسبانية باسم Boabdil (أبو عبداث. الذى قبّل
يدهء كان ذلك Gas. فذا بالنسبة للشعراء والمؤرخين. لقد حدث JESI السلطة بالفعل:
ail استسلمت الأندلس للغازيةء إسبانيا الخالدة.
وقد احتفى معظم المؤرخين. والشعراء والفنانين القشتاليين بتحقيق وعد الرب
لشعبه. وعلاوة على ذلك كانت نهاية الأندلس مجرد مرحلة فى تقدم صليب المسيح
الذى كان له أن يقود إلى استرداد الأرض المقدسة نفسها. ففى سنة 6١م كان من
المفروض أن فرديناند. مع قريبيه إيمانويل ملك البرتغال وهنرى الثامن ملك إنجلترا
«سوف يزحفون عبر شمال أفريقيا إلى بيت المقدس". كانت العواقب المعنوية لإنهاء
الحكم الإسلامى فى إسبانيا هائلة. كان منح لقب الملكين الكاثوليين Los Reyes
5 إلى فرديناند وإيزابيلا فى سنة 154١م من قبل البابا ألكسندر السادس
فى أساسه مكافأة على غزو غرناطة وطرد اليهود من Lilia! لقد ركز الوهم
التخيلى للحروب الصليبيةء أو «الاسترداد» على استمرارية الماضى الفيزيقوط-
المسيحى الوهمى. لأن اللقب نفسه له صدى تاريخى. فقد كان الملك ألفونسو الأول ملك
أشتورياس هو الآخر ملكا «كاثوليكيا». كما كان بطرس الأول ملك أراجون فى القرن
(x) مرة أخرى تبدو فجاجة الدعاية الصهيونية فى إقحام اليهود- دون سبب علمى- فى سياق
الحديث عن حوادث تاريخية تتلق بالصراع الإسلامى / المسيحى. ويبدى أن المؤلف كان بحاجة
دائمة لمن يذكره بأن اليهود خارج موضوع بحثه. لقد صار هذا عبئا لا مبرر له (المترجم)
الثالث عشر. لقد أدى التفخيم المكثف للعقيدة الكاثوليكية إلى إعادة كتابة الماضى
وأخرست أصوات الثقافات التى جرى تدميرها فى سياق هذه العملية إلى حد كبير .
وتسجل الأسطورة (والتاريخ) «تنهيدة المسلمين الأخيرة». عندما تنهد آخر
الأمراء gil عبداة Boabdil حزنا على ضياع غرناطة. بيد أن هذا ليس سوى رثاء
للخضوع إنه لا يحمل معنى المقاومة. التصميم على الموت بدلاً من الخضوع. ولكنه
يحدد خصائص الحرب الطويلة من أجل غرناطة على نحو أفضل. وسجل المؤرخ
القشتالى. فرناندو دى بولجار حادثة صغيرة يمكن الوثوق بها أكثر من شخصية
الأندلسء وكانت تنبؤية بالآلام النهائية التى سيعانيها المسلمون فى إسبانيا. فقد حكى
قصة نساج مسلم بسيط فى لوخا e MEA? Loja وعندما استعدت زوجته وجيرانه
للهروب من القشتاليين استمر يعمل على نوله. وعندما توسلوا إليه أن يلحق بهم,
رفض توسلاتهم. «أين تريدنا أن نذهب. أين يجب علينا أن نسعى للحفاظ على أنفسنا.
من الجوع. من السلاح الأبيض؟ أم من الاضطهاد. يا زوجتى إننى أقول لك إنه ما دمنا
لا نجد لنا صديقًا تأخذه بنا شفقة على تعاستنا ويخلصنا منهاء فإننى أفضل الانتظار
لعدو يطمع فيما نملك وسوف يقتلنى. إننى أفضل الموت هنا بالسلاح الأبيض بدلا من
الموت لاحقا بالأصقاد والقيود. لأن لوخاء التى تحدت المسيحيين ذات مرة ودافعت عن
المسلمين: قد صارت مقبرة المدافعين عنها ووطنا لأعدائها»”".
وإذا رفض أن يغير رأيه بقى الرجل فى منزله حتى اقتحمه المسيحيون وقتلوه.
هوامش الفصل الرابع
1. See Dodds, Architecture, pp. 94-6.
2. In much the same way that the Ottoman Turks centuries later adapted the
architectural traditions of the Byzantines in building their state mosques. See
Godfrey Goodwin, A History of Ottoman Architecture, London: Thames and
Hudson, 1971.
3. From a Spanish translation of Ibn Idhari, Al Bayan al Mughrib. ,
SUL ae من dui أى “oa الآن حوالی عد عشرة um امتدت —£
أرض مرتفعة تطل على النهر الكبير, وكان سكن الخليفة الخاص مثل شرفة تطل على
الريف. انظر :
«Las Andalucias de Damasco a Cirdoba. Paris . Editorial Hazan
.0—A£ .pp.Y^^"
For Abd al-Rahman's palace reception and its impact, see Dozy, Spanish Islam, .و
pp. 446-7. The entry of Caliph Omar into Jerusalem and, specifically, whether
he was riding upon an ass, a horse ora camel has its own hotly disputedsymbolism;
see hup://answering-islam.org/Responses/Al-Kadhi/ro6.14.html. The sig-
nificance of his riding an ass is that it would have echoed the prophecy of
Zechariah 9:9 - ‘Behold, thy King cometh unto thee; he is just, and having
salvation; lowly, and riding upon an ass, and upon a colt the foal of an ass.’ It
was widely known that Christ had entered the city on an ass, in fulfilment of
that prediction. Another echo was that of al-Duraq, a magical beast that had
carried the Prophet Mohammed to Jerusalem'on his night journey, and which
was often depicted as part winged ass and part mule. These complex resonances
also have a more modern context. In 1918 General Allenby, followed by his
staff, had deliberately dismounted from his horse so as to enter Jerusalem
respectfully on foot, unlike the German Kaiser Wilhelm Il who on his visit ten
. years before had been driven through the Jaffa Gate in great state. Allenby's
215
Christian humility was ordered by the Foreign Office to contrast with the
emperor's apparent Teutonic arrogance.
6. Ibid., p. 447.
7. Sec R.A. Fletcher, Saint James's Catapult: The Life aud Times of Diego Gelmirez
of Santiago de Compostela, Oxford: Oxford University Press, 1984, pp. 56-8.
8. Castro, Structure, pp. 130745.
9. See Dozy, Spanish Islam, p. $19.
to. Ibid., p. $20. Castro, Structure, says that the bells were melted down to make
lamps for the mosque.
-١ يضفى بروس لينكولن بعض المعنى فيما يتعلق بالمقصود بالهجوم على
الجوانب الرمزية للضريح عندما يصف الهجوم على شعائر الكنيسة عند بداية الحرب
الأهلية الإسبانية فى سنة ١۹۳٠م ol قصد أعداء الكنيسة أن يبينوا بوضوح قاطع
وعلنى أن الصور لا قوة لها ومن ثم يوقعوا إهانة مزدوجة على أبطالها . أولا بعرض
إفلاس رموزهم وثانيًا عدم قدرتهم فى مواجهة الهجوم” . انظر:
Bruce Lincoln Discource and the Construction of Social Boundaries.
QYYN- NYC pp. 3AA5 Oxford . Oxford University Press
12. Historia Sileuse, written in Leon in about 1115.
13. In the case of the Wahabis in the nineteenth and twentieth centuries in Arabia,
they desecrated even Muslim sites, proclaiming them idolatrous.
14. This was against the law and practice of Islam.
15. E. Lévi-Provengal, ‘Les Mémoires de Abd Allah’, Al-Andalus 4 (1936),
pp- 35-6.
اسمهم صورة أسبائية من كلمة «المرايطين» ‘ التى تعنى اولئك الذين جاءوا -\1
العسكرية الأولى للجيوش العربية. مثل Gall فيها حياة النسك والزهد. وقد كانت
القيروان تقوم بالوظيفة نفسهاء شأنها شأن المستوطنات الوهابية فى شبه gl الكوفة
. الطوارق gh. مثل ذريتهم فى العصر الحديث -۷
17. Like their modern descendants, the Tuareg.
18. See Chejne, Muslim Spain, pp. 69-72.
19. Ibn Idhari, Al Bayan al Mughrib, cited in Cheyne, Muslim Spain, p. 72.
216
-Y° قليل من المصطلحات أكثر إرباكا أو أسىء استخدامهاواعتبرتها الدوائر
الإسلامية جهاذاء ولم يكن المصطلح لينطبق على الحرب وحدها GY. "النضار"
يمكن أن يكون داخليًا وأخلاقيًا مثلما يكون عسكريًا . كذلك فإن الصراع المسيحى
فى الحملة الصليبية" كان ملتبسًا بالغموض » فقد كانت هناك حملات صليبية ضد
الأعداء العلمانيين للبابوية أو الهيراركية الكنسية . وضد الهراطقة « مثلما كانت ضد
المسلمين . ولكن a sede الجهاد يمكن إثارته من جانب أحد الحكام c وما إن يحدث هذا
حتى كانت طبيعة الصراع تتغير . هناك قدر كبير من الأدبيات حول هذا الموضوع ,
ولكن من أجل منظور واسع. انظر:
.Johnson and Kelsay. Just War
(Yvy .p)
21. María Jesús Rubiera Mata has pointed out that the ‘tolerance’ of Toledo is
a misnomer, being much more an accommodation between Muslims aud
Christians. Against that should be set regular attacks on the Jews of the city.
Sec ‘Les premiers Mores convertis ou les prémices de la tolérance’, in Cardaillac.
Tolède, pp. 102-15.
22. The Poem of the Cid (anonymous), translated by Rita Hamilton and Janet Perry,
Harmondsworth: Penguin, 1975, p. 55.
23. Ibid., p. 7t. (Corneille produced his own version of the heroic deeds of
Rodrigo in his play Le Cid of 1637.)
24. lbid., p. 98.
Y* o— YA Y.Fletcher. Quest. pp : انظر JU Yl عن هذا - Y?
ومن الواضح أنه عند هذه المسافة الزمنية» أن الحدود بين التاريخ والأسطورة .
غد تشوشت وخضعت للتفسير . ولكن الرغبة فى بناء نمط مثالى من الإسبانية, سواء
من خلال السيد gh حتى دون كيخوته sill كان Lal قد اصطنع لكى يخدم غرضا
نمطيا مشابها . تمثل سمة مستمرة فى الماضى الإسبانى.
26. Sce Eduardo Manzano Moreno, "The Creation of a Mediaeval Frontier: Islan
and Christianity in the Iberian Peninsula, Eighth to Eleventh Centuries’, in
Power and Standen, Frontiers, p. $2.
217
M.
35.
36.
37.
. Cited in O'Callaghan, History, pp. 344-5.
. Many Muslims had lived in Old and New Castile and the Kingdom of Aragon
for several generations, and though in a minority were a settled part of the
population. They were very different from the newly conquered communities
in the south. See Harvey, Islamic Spain, pp. $172.
. Cited in ibid., p. 66.
30.
3t.
See Smith, Christians and Moors, vol. 2, p. 94, (my translation).
In 1408, Queen Catalina, regent for the young Juan Il, ordered that Moors
should wear a blue moon on their clothes and, four years later, that no one
should address a Moor with the courtesy title Don. She even decreed that all
Moors and Jews should live within their own communities and should not
work for Christians. But the decrees were not effective and, in 1418, the status
quo ante was restored; see Hillgarth, Spanish Kingdoms, vol. 2, p. 129.
. This story is told in Nirenberg, Communities, pp. 146-8.
33.
From the Siete Partidas. The Muslim and Jewish communities were even more
anxious to preserve the separation of the communities.
This is the point that Gabricl Martinez-Gros raises against Pierre Guichard's
Structures tociales orientales et occidentales dans ’ Espagne musulmane, Paris: Ecole des
hautes études en sciences sociales, 1977. Martinez-Gros regards an ‘Andalusian
identity’ as a form of Orientalism: ‘About the first hundred pages of Pierre
Guichard's book are devoted to defining the characteristics of "Occident" and
“Orient” as a benchmark from which we can judge the society of Al-Andalus
... The "Occident" is derived from the Carolingian epoch, where we retum
to the first centuries of the history of Al-Andalus. The “Orient”, by contrast,
finds its essential framework and definitions in the studies of modem anthropol-
ogists, well versed in understanding the mountains of the maghrib. the marshes
of Southern Iraq, or the deserts of Arabia, as if a sort of Eternal East existed,
eternally preserved for good or ill within history.” He suggests that the evidence
used by Guichard will not sustain the elaborate superstructure built upon it;
see Martinez-Gras, Identité Andalouse, p. 117.
See Mikel de Epalza, ‘Pluralisme et tolérance, un modèle tolédan?’ and Jean-
Pierre Molénat, ‘Mudéjars, captifs et affranchis’, in Cardaillac, Tolède.
See Lapiedra Gutiérrez, Como, pp. 67 sqq. Logically, Jews should also have
been called kafir. No doubt they were, but more often it seems were referred
to as yaliudun or ludum; see Rubin and Wasserstein, Dhimmis.
See Lapiedra Gutiérrez, Coo, pp. 1897247.
218
۸- هذا الاستخدام الذى يشير إلى بشر قد sae من منذلور سلبى . الكراهية
“ASU! على أنها بدافع من مرض كراهية الأجانب . موجهة تجاه GUS بربرى غير
متحضر ؛ وهو استخدام له مضامين مهنية واضحة. وعلى النقيض من ذلك « كان
المتحدثون من العرب المسلمين يتمتعون. ضمنا بالمزايا المناقضة. ضمناء أى أنهم
كانوا متحضرين » مثقفين؛ وهم لم يتخلوا عن أنفسهم تاركيها لعواطفهم الجامحة ؛
فقد حكمتهم كوابح التعليم والثقافة التى علمتهم أن يسيطروا على غرائزهم البدائية.
, MY Ibid: p
(TVA .p)
39. Abdullah Thabit, ‘Arab Views of Northern Europeans in Medieval History and
Geography’, citing Shams al Din al-Ansari, Kitab Nukhbar al-Dahe fi ‘Aja’ib
al- Barr wa al-Bahr, in Blanks, Images, pp. 74-8.
40. A modem view is: ‘As regards the people of the Book [i.c. the Jews and the
Christians} who do not accept the Prophethood of Prophet Muhammad bin
Abdullah (Peace be upon him and his progeny), they are commonly considered
najis, but it is not improbable that they are Pak. However, it is better to avoid
them.’ See section on kafir @ www.al-islam.org/laws/najisthings.heml
41. ‘Islamic tradition has long identified the baser human tendencies, referred to
collectively as “nafs”, with wild beasts such as the dragon or wolf"; see Renard,
Islam, pp. 213-14.
42. For a remarkable and wide-ranging analysis of the ‘meaning’ of the pig, see
Fabre-Vassas, Singular Beast. Despite itstitle, much of its content has a resonance
for the reaction in Muslim societies to the pig. However a ‘sea pig’ is not najis,
See clarification of najis @ www.al-islams.org/laws/najisthings.html
43. Cited Hillgarth, Spanish Kingdoms, vol. 2, pp. 138-9.
44. Ibid., pp. 142-3.
45. Cited ibid., p. 140.
46. See Sicrotf. Controverses, pp. 32-6.
47. قلط[ p. 35, note 37, citing Alonso de Cartagena, Defeuserium Unitatis Chris-
tiana.
48. Ibid.. p. 26.
qy. Pope Nicholas V condemned the Toledo decree as against the laws of God. |
owe the recension of Christian attitudes to the Jews to Profesor Rober
. Michael.
$0. The range of occupations open to Jews was restricted.
st. Cited Skrot, Controverses, pp. 116717. He found various manuscript copies of
similar letters from the Jews of Spain to those of Babylon. The original texts
were attributed by some authorities to Juan Martinez Silíceo, Archbishop of
"Toledo.
$2. This episode is desenbed in Harvey, Islamic Spain, pp. 2327 3.
$3. Cited ibid., pp. 258-9.
$4. Sce Hillgarth, Spanish Kingdoms, vol. 2, pp. 363-4.
.
8 SLE (المتهودون) يستخدم أولا فى الكنيسة Judaizers كان مصطلح - ٠
للدلالة على مجموعة تسعى إلى ربط المسيحية بالشريعة الموسوية والتراث اليهودى.
وفى أيدى محاكم التفتيش الإسبانيةء منذ القرن الخامس عشر + صار هذا المصطلح
وسيلة للتحقيق مع المسيحيين الجدد من أصل يهودى والسيطرة عليهم. وقد جمع
: GS فى satus
Benzion Netanyahu. The Origins of the Inquisition in Fifteenth
Ynd) «Y ° °1 «Century Spain . New York. NY ; New York Review of Books
.(edn
كمية كبيرة من الأدلة ويجادل بحرارة بأن أولتك ال "Judaizers” كانوا إلى
حد كبير وهماء تم بناؤه لكى يسيطرو! على جماهير المتنصرين» ومنعهم من
أن يأخذوا مكانهم فى المجتمع المسيحى. وقدمت محاكم التفتيش رؤية عن مؤامرة
للتهويد» ولكن الأرجح كثيرا أن كثيرًا من المتنصرين كانو! يعرفون القليل عن العقيدة
المسيحية وكانوا ما يزالون يعيشون داخل ثقافة تحمل صدى قويًا لأصولهم. عن هذه
الرؤية انظر:
David Nirenberg . "Mass Conversion and Genealogical Mentalities
: Jews and Christians in Fifteenth — Century Spain Past and Present
-£\—\.pp. (Y^ °° February( \vé
(YA: -P)
220
66.
7i.
74.
7$.
76.
77-
$û. See the works of Dechado lingo de Mendoza, Madrid: Nueva Biblioteca de
Autores Españoles, 1502-28, 19772.
. See Edwards, Spain, pp. 22273.
$8. Cited D. Nicolle, Granada 1492: The Recongutest of Spam, London: Osprey
Publishing, 1998. p. 16.
Washington Irving. Tales of the Mtambra, Granada: Miguel Sanchez Editor,
1976, p. 19.
Ibid.
Edwards, Spain, p. 169.
.. Cited by Prescott, History, p. 191.
. This was a Sufi image. For Shi'ites, each seed represented the tears shed for the
murder of Hussain at Kerbala. See Malek Chebel, Dictiounaire des symboles
musulmans: Rites, mystique et civilisation, Paris: Albin Michel, 1995. pp. 136-77.
.. See Ladera Quesada, Granada, pp. 17174.
.. D. Nicolle, Granada t492: The Reconquest of Spain, London: Osprey Publishing.
1998, p. 47.
But Ferdinand and Isabella were fortunate when Mohammed XI, known to
the Spaniards as Boabdil, who was the son of Granada's emir, was captured in
a skirmish. They signed an agreement with him and thereafter fostered his
growing sense of rivalry with his father.
. Tt eventually succumbed in 1486 when an incendiary projectile blew up the
arsenal.
. Prescott, History, p. 258.
Ibid., p. 264.
. Nubdhat al-asyr'. cited by Harvey, Islamic Spain, pp. 2997300.
. Prescott, History, p. 269.
Ibid., p. 282.
ibid., p. 292.
Ibid.
Cited Harvey, islamie Spain, p. 321.
See Dupront, Mythe, vol. 2, p. 791.
Cited Harvey, Islamic Spain, p. 290.
لا
ta
~
(0)
إسبانيا الخالدة
العام NEA Y لحظة الانتصار فى غرناطة عندما «استرد» المسيحيون فى النهاية
آخر الهكتارات فى إسبانيا. يبدو Úle مختلفًا لكل جيل. فقد وجد الكتاب والرسامون
فى القرن التاسع عشر أنه يحمل إغراء Lola فبعد أربعة قرون من الحدث. أضفى
كل من واشنجتون «gid al ومعاصره القريب رسام التاريخ قرانسيسكو براديللا إى
Francisco Pradilla. Ortiz . 51. jl الرومانسية على الحدث. ففى وصف إيرفنج
للاحتفالات كان فردينائد وإيزابيلا:
«أخيرا ... Li, الصليب الفضىء» والعلم الكبير لهذه الحملة الصليبية؛ المرقوع
على -Torre de la Vella أو برج المراقبة الكبيرء ويلمع فى أشعة الشمس... وبجانبه
كان مزروهًا راية الحوارى المجيد سان جيمس. وعلت صيحة عظيمة تقول «سانتياجو,
سانتياجو» بين جنود الجيش كله. وأخيرًا جاءت الراية الملكية يحملها فارس مسلح.
مع صيحة تقول. قشتالة. قشتالة للملك فرديناند والملكة إيزابيلا» وردد الجيش كله
هذه الكلمات ... وعند رؤية هذه الإشارات بالامتلاك ركع الملكان. وتوجها بالشكر
إلى Goll على هذا النصر العظيم. وبينما حذا الجمع الغقير المحتشد هناك حذوهما
وانطلق أفراد الكورس التابعون للكنيسة الملكية إلى الأمام فى ترنيمة رزينة نشكرك
Li الرب Te Deum laudamus
ثم تحرك الموكب كله إلى الأمام باتجاه القلعةء فى الطريق لقابلة آخر أمير يغادر
المدينة للمرة الأخيرة. وكان هذا هو الحدث الذى خلده براديلا إى أورتيز. أبو عبدالله
223
ممسكا مفاتيح القلعة وفرديناند ينحنى انحناءة خفيفة إلى الأمام على فرسه. ويده
ممدودة لتلقى المفاتيح. ولكن الملكة إيزابيلا. التى كانت تتألق فوق جواد صغير ناصع
البياض. هى التى حكمت الصورة.
وعلى أية حال. كان هو الفنان الأول الذى رسم هذا المشهد والذى اقترب من
المعنى المركزى للاسترداد ودور إيزابيلا فيها. أما الرسام البورجوندى قيليب دى
فيجارنى Philippe de Vigarny فكان موظقا قى إسبانيا منذ 55/8 ١م. وقد أبدع مع
آخرين المذبح الفاخر المزخرف بالعديد من الألوان فى كتدرائية بورجوس Burgos
وكان مشتركا فى الخطط الأولى لبناء الكنيسة الملكية فى غرناطة سنة 6١15١م.
وعندما أمر الإمبراطور شارل الخامس ببناء القبر الخاص بجديه على مقياس كبيرء
كان فيجارنى مسئولا إلى حد كبير عن النقش المعمول من الخشب المحفور والمدهون.
وقد عرف الرسالة التى رغب فرديناند فى توصيلها ومن المعقول أن نفترض أن هذا
الأثر الذى يمجد الرب قدم الإلهام بدقة إلى الملوك الكاثوليك. وكان الهيكل على شكل
رواق الأعمدة فى كنيسة من عصر النهضة ومن خلال مجموعة من لوحات مطلية
a sla Mole: ias dus (sia g والقديسين: وشهداء SS S > aos TE الدين
يصعدون جميعا فى صفوف إلى اليمامة اللقدسة, والرب نفسه فى قمة الصور. وعند
كل من الجانبين ركع فرديناند وإيزابيلا. بزاوية ليست فى اتجاه البؤرة المركزية
للهيكل. وإنما يواجهان أحدهما الآخر. ومن هذا ربما كان مقصودا أن المشاهد سوف
يستوعب الحب العظيم والمقدس الذى كان GS كل منهما D SU
وتحتها. على قاعدة المذبح أو الهيكل. كانت لوحة أخرى من ألواح خشبية
محفورة. وعليها استقر البناء الفوقى كله (مجازيا وحرفيا). وتحكى هذه اللوحة
قصة الاستيلاء على غرناطة. وتحت التمثال الشخصى لفرديناند كانت حكاية الحرب
والدخول الظافر إلى المدينة. والملكة فى المقدمة. وتحت إيزابيلا رسمان يصوران
لحظة الذروة فى الغزوء رغبة الملكة الحماسية. التى تمثلت فى تحول المسلمين إلى
المسيحية. كان هذا هو فعل «الإطاحة بالطائفة المحمدية» الذى نقش على مقبرتها.
وميز الذروة الحقيقية لحركة الاسترداد .Reconaquista
224
وقد ثار جدل استمر طويلا حول ما إذا كان الشريك المسيطر هو فرديناند el
إيزابيلا. وتقترح الصور والتماثيل أنها كانت إيزابيلا. بيد أنه يمكن طرح السؤال
بطريقة أخرىء والإجابة عليه تتعدى السؤال. هل كان النصر نصرا لقشتالة أم
لآراجون. لقد قادت قشتالة وكانت إيزابيلا التجسيد لتراث طويل من الإيديولوجية
السياسية القشتالية. وقد ورث فرديناند التقاليد نفسها: فقد كان جون الأول ملك
قشتالة الجد الأكبر لكل منهما. والواقع أن العروة الوثقى التى جمعت نسبهما
قد أوجدت مشكلة كبيرة. فعندما تزوجا فإنهما فعلا هذا دون الترخيص البابوى
الجوهرى الذى يسمح بالزواج بين أبناء العم. وكانا قد اعتمدا على وثيقة كان قد
جرى تزييفها. وهكذا لم تكن مسألة إيزابيلا التى تمثل قيم قشتالة وفرديتاند الذى
يمثل قيم أراجون. لقد LIS وريثين لميراث مشترك.
بيد أنه كان هناك تمييز بينهما. فقد كان فرديناند قد ولد فى أراجون على حين
كانت إيزابيلا ابنة قشتالة. ولدت فى مادريجاس دى ألتاس توريس Madrigas de las
Altas Torres بالقرب من مدينة دل كاميو .Medina del Campo وكانت أيضا ملكة
قشتالة. والوريث المباشر لتراث ملكى طويل فى قشتالة وليون. والوريث لأشتورياس
ومملكة الفيزيقوط شبه الأسطورية. وعلاوة على ذلك. فإن فكرة الوطن ومكان الميلاد.
فكرة الأرض التى يسميها الإسبان Chica (مفهومة حقا ولكنها أقرب ما تكون إلى
أرض الوطن) كانت قلب «إسبانيا» التى حارب كل من الملكين الكائوليكيين لاستعادتها.
ومقهوم الاسترداد. أى الامتلاك الكامل للأرض التى سرقت من «الإسبان» ومن عالم
المسيحية بواسطة المسلمين (وحلفائهم اليهود) كان موجودًا بغض النظر عن الحقائق
السياسية قى شبه الجزيرة الإيبيرية.
والخطط التى بدأ فرديناند وإيزابيلا يضعانها موضع التنفيذ فى أثناء إقامتهما
لأشهر قليلة فى قصر الحمراء سنة ١۹٤٠م كانت موجودة فى الأفكار والإلهامات
التى فى التاريخ. ولكنها كانت أيضا ممزوجة بروح الفرصة الجديدة. ولم تعد هناك
ضرورة للتطويعات والمراوغات القديمة للماضى. فقد توقعوا أن يعتتق المسلمون
المسيحية بأعداد كبيرة, كما كان اليهود قد فعلوا فى أثناء الجزء الباكر من القرن. وكان
225
قسيس الاعتراف الخاص بإيزابيلا. هرناندو دى تالافيرا -Harnando de Talavera
Ls, لأساقفة غرناطة. وبدأ فى التو يطبق خططا لشرح الحقيقة وحق المسيحية فى
قيادة المسلمين فى المدينة. وكان التنصير يجب أن يكون حقيقيًا وليس إجباريًا إذا
ما أريد له أن يكون صليا ومخلصًا. وعلى أية حال. كانت المشكلات الناجمة عن هذه
السياسة قد ظهرت بالفعل قى حالة اليهود. فقد كان أولئك الذين تنصروا. بسبب
محاكم التفتيش. ريما «يرتدون» إلى عاداتهم وتقاليدهم القديمة فى الحياة. وكان
وجود كل من اليهود والمسيحيين الجدد داخل إسبانيا يشى بوجود العراقيل فى مسار
التنصير الربانى. وكان الرد على ما يسمى «المتهودون .«Judaizer» الذين قوضوا
الديانة المسيحية الجديدة المتنصرين. تتمثل فى إزاحة هؤلاء الذين يمارسون الإغواء
من أرض إسبانيا .
وبدأت العملية فى غرناطة يوم Y Y مارس سنة ۹۲٤م عندما أصدر فردينائد
وإيزابيلا المنتصران مرسوما يحدد طرد يهود إسبانيا. وكان النذير المسبق بموقف
الملكين متضمنا فى وثيقة الاستسلام التى وقعها المسلمون فى غرناطة فى نوفمبر
..١ وقد كانت هذه الوثيقة قد صورت «نقل يهود غرناطة إلى شمال أفريقيا».
وهناك قراران صدرا فى الوقت نفسه فى قشتالة وأراجون. بلا مواربة:
« واليهود المذكورون ... فى مملكتينا عليهم أن يرحلوا ولا يعودوا أبدا إليهما
... اليهود مهما كانت أعمارهم ... ومعهم أولادهم وبناتهم. وخدمهم من الرجال
وخادماتهم من النساء واليهود المألوفون. أولئك الذين من الكبار ومن هم أدنى: مهما
كانت أعمارهم. عليهم ألا يتجاسروا على العودة إلى هذه الأماكن. ولا يقيموا فيها ...
وإلا تعرضوا لعقوبة الموت ومصادرة كل ممتلكاتهم».
وكانت الأسس التى قام عليها ذلك أن وجود اليهود المستمر لابد وأن يقسد
شبه الجزيرة التى أعيد تنصيرها. وأخيرا صدر القرار فى أبريل سنة ۹۲٤٠م ولم
يطبق على المسيحيين من أصل يهودى: فقد بقى خيار التنصير مفتوحًا. وفى مايو
أصدر فردیناند تعليماته لعضو محاكم التفتيش توماس دی توركويمادا Tomas de
226
Yl Torquemada يعيق sl يهودى عبّر عن رغبته فى أن يصيع مسيحيًا ويعود إلى
إسبانيا. وحتى بعد أن تم الطرد. أصدر فرديناند مرسومًا AT من برشلونة بحيث
يمكن لأى يهودى كان قد رحل أن يعود (على النقيض من المرسوم السابق) بشرط
تقديم الدليل على أنهم قد Ng ued
ولكن ربما يكون قد تم طرد ما بين خمسين ألفا وثمانين ألفا من قشتالة وأراجون,
بعضهم إلى شمال أفريقيا. وركب كثيرون منهم السفن إلى إيطاليا أو إستنبول. كانت
الشروط شديدة الوطأة. فلم يكن مسموحًا للتجار الأثرياء أن يأخذوا أى ذهب أو
فضة. على الرغم من أنه كان مسموحًا لهم ببيع ممتلكاتهم. وأى شىء يتركونه يكون
من حق التاج. وفى الواقع. أنها كانت مصادر لكل شىء باستثناء ما خف حمله من
ممتلكاتهم. وهذه الرواية المعاصرة عن وصولهم إلى جنوا فى طريقهم إلى الشرق
تعبر عن مدى هذه المأساة الإنسانية. «لم يكن ممكنا لأحد أن يتأمل معاناة المنفيين
اليهود دون أن يتحرك. فقد هلك عدد كبير جدا من الجوع» خصوصا صغار السن.
فالأمهات اللاتى لا يقدرن على مساندة أنفسهن. كن يحملن أطفالهن الذين يتضورون
جوعا فى أذرعتهن ويموتون سويًا. وقد سقط كثيرون ضحايا البرد. وآخرون بسبب
شدة الظمأ... ووصلوا جنوا جماعات. ولكنهم لم يعانوا البقاء هناك كثيرًا يسبب
القانو ن القديم الذى يمنع المسافر اليهودى من البقاء أكثر من ثلاثة أيام. وعلى أية
Sle سمح لهم أن يعيدوا تجهيز سفنهم وأن يستريحوا بضعة أيام من الإرهاق الذى
نالهم فى رحلتهم. وريما يحسبهم المرء أطياف أشباح» فقد بلغوا حدا من الهزال.
ومن الشحوب درجة جعلت عيونهم غائرة... وأغمى على كثيرين وقضوا نحبهم على
حاجز الميناء».
ولكن بينما كان غرض اللكين الكائوليكيين إيجاد إسبانيا مسيحية واحدة. مكونة
فن النصارى القدامى والنصارى الجددء كان الاتجاه المضاد نحو إسبانيا منقسمة
بأصلها يزداد قوة عن ذى قبل. ففى السنة الأخيرة من الحملة على غرناطة. كانت
تبذل جهوذا كبيرة لاصطناع أدلة على أن اليهود والمتنصرين يمثلان خطرا وتهديدا
227
على إسبانيا. وقيما بين سنة ' ١٤٠م ونوقمبر سنه edle VEVV تدخر محاكم التفتيش
وسعًا Ley) فى ذلك نوبات التعذيب المتكررة) للبرهنة على أن عشرة رجال قد اختطفوا
طفلاً من قرية لا جارديا La Guardia بالقرب من طليطلة. وصلبوه. ثم نزعوا قلبه
وشريوا dos . وعلى الرغم من حقيقة أنهم لم يجدوا طفلاً مفقودا من القريةء فقد أدين
المتهمون فى النهاية وأحرقوا أحياء. ونشرت تقارير عن المحاكمة وتم تداولها على
نطاق واسع. وفى المحتوى اختلفت الادعاءات قليلا عن الدعاية والاتهامات المزيفة
الموجهة ضد اليهود فى أجزاء أخرى من أوروبا. وكانت القصة مماثلة بشكل مذهل
لحالة سيمون الترنتى Simon of Trent التى حدثت فى شمال إيطاليا سنة ١١٤٠م
٠ pon buds cabanas اختفى طفل صغير بالفعل وتم العثور على الجثة
فى النهر بعد B all قليلة. وعلى أية حال. لم يكن هناك دليل على أية علاقة لليهود بهذا
الموت. ولا يوجد أية إشارة بأن هناك أى بدائل معقولة وردت فى الحسبان.
وعلى أية حال. فإن الحكايات المشوهة والاتهامات التى تطورت بسرعة حول
سيمون الترنتى سرعان ما اتبعت النموذج الذى تم التعرف عليه فى إسبانيا Dia
إذ إن العناصر تقسهاء مثل الصلب. والختان والنزيف» ظهرت بشكل متكرر فى
القضايا التى رفعت ضد اليهود. وصار سيمون الترنتى موضوعًا شعييًا للرسوم
الدموية المرسومة على قطع الخشبء مثلما حدث فى الموضوع الخيالى عن طفل لا
جوارديا Infant of la Guardia الذى سمى Lad بعد «Cristobal أى «طقل Magnus
وبعد أحداث لاجوارديا. صار الذعر الاجتماعى من المتنصرين 008165505 Wale
ba, يوسف ييروشالى Yosef Yerushalmi أن «عدم الثقة التقليدية فى اليهود
باعتبارهم أجانب تخلت عن مكانها الآن لخوف أكثر رعبًا من المتنصرين باعتبارهم
من الداخل» فقد كان كثيرون فى إسبانيا يعتقدون أن «وصمة» الميلاد اليهودى
لا يمكن محوها Mul وتشى قصص من هذا القجيل بقوة الحالة المزاجية الشعبية.
وباطراد صار الاسم المستخدم آنذاك على تطاق واسع للدلالة على المتنصرين المارانو
0 بمعنى الخنزير. ازدراء بالتلاعب بالتحريم اليهودى لأكل لحم الخنزير
Lol الكلمة التى استخدمت للمرأة اليهودية التى تنصرت فكانت marrana والتى
باتت تعنى عاهرة» أو امرأة قذرة).
228
كانت النار التى التهمت اليهود والمتنصرين فى لاجوارديا تُعتبر بردًا وسلامًا
أمام الشروط التى تمت الموافقة عليها لاستسلام غرناطة فى يناير e AY وكان
فى هذا المناخ الذى يلفه الخوف أن صدر بعد شهرين المرسومان الخاصان بالطرد.
وعلى الرغم من أن اليهود والمسلمين قد تم ربطهما سويا فى المواقف المسيحية,
قإنهم فى الفهم الشعبى لم يكونوا متطابقين. قالمكان الذى احتله اليهود فى العلاقة
بالمسيحية كان شاذا لا مثيل GY cal يسوع نفسه كان يهوديا «ولد فى بيت داود».
ولكنه كان قد قتل أيضا بأيدى اليهود. وكان التهديد الذى ساد الظن بأنهم يشكلونه
بالنسبة للمسيحيين تهديدا يتسم بالدهاء والمخاتلة والخبث ولم يكن تهديدا حربيا.
أما المسلمون. على النقيض. فكانوا العدو الخارجى. لا يجاريهم أحد فى قدرتهم
على الحرب وقسوتهم الوحشية. ولكن. مثل أنواع من الحيوانات البرية. يمكن
استئناسهم. كان هناك «المسلمون المسالمون». وهم المزارعون الكادحون المسالمون
وأرباب الحرف والمهن فى كل من قشتالة وأراجون. ولا شك فى أن Jal غرتاطة كانوا
«مسلمين متوحشين». الذين كانوا قد خاضوا لتوهم حربا استمرت عشرة أعوام ضد
أفضل الجنود الذين استطاعت إسبانيا المسيحية تجنيدهم. ولكن شاع اعتقاد واسع
المدى فى سنة ۹۲٤٠م أن التنصير يمكن أن ينجز التحولء وأنهم إذا ما تنصروا
فسوف يتركون وراءهم أساليبهم وطرقهم القديمة. وهذه بطبيعة الحال» كانت أيضا
النظرية التى طبقت على اليهود.
ومن المؤكد أن فرديناند وإيزابيلا اعتقدا أن المسلمين يمكن تنصيرهم ليكونوا
مواطنين واعين ونافعين. وكان التوقع الواضح فى سنة 1597م أن المسلمين سوف
يكونون على استعداد لأن يصيروا مسيحيين. وكان الكرم غير المعتاد تجاه السكان
المسلمين فى الاستسلام تمليه الرغبة فى إنهاء حرب طويلة. وقد سارت الشروط
قشتالة ورعاياهم الجدد. بالإضافة إلى عدد من التنازلات اللافتة للنظر. مثل الحق فى
الاحتفاظ بالأسلحة. ولكنها كتبت فى سياق جديد تمامًا. كانت هناك عبارتان تتعلقان
بموضوع التنصير. كانت العبارة الأولى تختص بالمسيحيين الذين كانوا قد اعتنقوا
229
الإسلام. فلا يجب مساءلتهم عن دوافعهم. كما أن أية امرأة أسلمت وتزوجت Valine
لايجب إرغامها على أن تصبح مسيحية ضد إرادتها. وينطبق الأمر نفسه على الأطفال
من أم مسيحية وأب مسلم. أما العبارة الثانية فقد قررت أنه لا يجب إرغام أى مسلم.
رجلا أو «al pal على أن يصبح مسيحيا ضد رغيته وإرادته. هاتان الفقرتان عبرتا عن
خوف المسلمين من التنصير الإجبارى. بداية بالفئات الأكثر ضعفا والهامشية. وكان
التوقع الواثق بين الإسبان أنه سيكون هناك كثيرون سوف يأتون طواعية ليرتموا
بين ذراعى المسيح المرحبة بهم. ولم يكن من المتوقع أن يستمر الإسلام فى الوجود
زمئًا طويلاً فى غرناطة. وكانت العيارة الأخيرة فى اتفاقية الاستسلام واضحة
بلا غموض:
«إن سمو الأمراء وخلفاءهم لن يسمحوا بذلك أبدا. فللملك أبى عبدالله. وموظفيه
وقادته العسكريين. وأخيار الرجال وعامة الشعب بأسره. الرفيع منهم والصغير. أن
يعيشوا فى ديانتهم ولا يسمحوا بأخذ مساجدهم منهم, ولا مآذنهم ومؤذنيهم. ولا أن
يتدخلوا فى المؤسسات الدينية أو الأوقاف التى أوقفوها لمثل هذه الأغراض. كما أنهم
لن يزعجوا العادات والتقاليد التى يجرون عليها»!".
كان التوقع أن كثيرين من «المسلمين المحاربين» سوق يفضلون الهجرة إلى شمال
أفريقيا تحت شروط مواتية وضعت فى الاستسلام أو أنهم سوف يتركون المدينة بأى
حال. وكتب سكرتير فريناند ja» 4.56 دی زافرا Hernando de Zafra قی ديسمير
7م أن «بنى سراج» Abencarajes (الذين يعتبرون عشيرة مقاتلة ذات صفات
خاصة) قد أخذوا نساءهم فى الأعلى إلى البوخاراس. بعد أن باعوا جميع ممتلكاتهم.
فقد كانوا يستعدون للرحيل مع نهاية شهر مارس. وبقدر ما أستطيع أن أرى فإن
معظم الناس يحزمون متاعهم للرحيل فى الوقت نفسه». وتتبأ بأنه بحلول الصيف
سيبقى فقط المزارعون وأرباب الحرف. ولم يغادروا بسبب أنهم عوملوا معاملة
سيئة- كما قال «فإنه ليس هناك قوم قد عوملوا بطريقة أفضل منهم إطلاقا» '.
وبعد جيل. فى سنة ia VOY لاحظ أحد المعلقين أن كل «الناس النبلاء» فى المجتمع
230
المسلم كانوا قد رحلوا وكان أولئك الباقون «من العامة والطبقات الدنيا»''). وفى
غضون سنوات قليلة بعد الغزو لم تعد غرناطة مدينة أغلب سكانها من المسلمين"'.
وتم تقسيمها as مثل كثير من مدن قشتالة إلى أحياء مسيحية وأحياء للمدجنين
المسلمين .Mudejar وصارت المنطقة المسماة Ge Albaicim مسلمًا خالصًا. على حين
تم تخصيص الأجزاء السفلى من المدينة للمسيحيين. سواء المهاجرين من الشمال
أو المسلمين المتنصرين. وتم مد نطاق الفصل بترتيبات صممت لكى تبقى المسيحيين
والمسلمين داخل حدود جماعاتهم. وهو عمل ليس سهلا فى مدينة مثل غرناطة.
وبحلول سنة ۹۹٤٠م كان ما يقرب من أربعين Ul من «المسيحيين القدامى»
المستوطنين قد دخلوا Blas غرناطة. وكثير منهم معهم عائلاتهم. وبحلول سنة
٠ كان الرقم قد وصل إلى مائة OPN وكان المأمول أن هؤلاء الرواد سوف
يقدمون للمسلمين مثالا ونموذجًا مسيحيًا. ففى البداية سوف يتنصر المجتمع المسلم
فى غرناطة. ثم جمهور الريف Gow يحذو حذوهم. كان المتوقع أن يكون التقدم
سريعًا. وحددت سنوات ثلاث فى شروط الاستسلام إعفاء ضريبيا للمسلمين وبعدها
يعود فرض الضرائب. وفرضت الضرائب الجديدة على المسلمين بمستوى أعلى
كثيرا من المفروض على مواطتيهم المسيحيين بحيث يكون هناك حافز مالى قوى على
التنصير. وكانت مدة السنوات الثلاث أيضا الوقت الذى كان يمكن للمسلمين فيه أن
يرحلوا دون أن يدفعوا شيئًا. وكان زفرا يفترض أن أولئك الذين لايرغبون قى العيش
تحت الحكم المسيحى سيكونون قد رحلوا قبل سنة ١۹٤٠م وأن أولئك الذين يبقون
سيكوتون على استعداد للتنصر.
كانت ثقة الملكين الكاثوليكيين فى مهمتهما بلا حدود. فقد تصورا أنه يمكن
استرداد أراضى الفيزيقوط القديمة فى شمال أفريقيا واستعادة بيت المقدس. وقدم
الجنوى كريستوفر كولوميس مهمته بالإبحار غربا لاكتشاف الهند باعتبارها جزءًا
من مهمة مقدسة كان ala لكل من فرديناند وإيزابيلا أن يقوما بها وينجزاها. وقد
رأى كولومبوس كيف أنهما قاما بغزو غرناطة أولا. ثم طردا اليهود. وأخيرا. حسبما
231
زعم كولومبوس. Gli سوف يعود محملا بثروات «ويكميات تكفى فى غضون ثلاث
سنوات GY يقوم بالإعداد لغزو الأرض المقدسة. والقيام بذلك. وقد توسلت لجلالتكم
بالفعل أن ترى أن كل المكاسب التى تتأتى من هذا. أى مشروعىء يجب أن تنفق على
OO us NN غزو
وثمة مصدر يمكن أن يعول عليه فى الربح بشكل أكير كان يتمثل فى ذهب أفريقيا
الذى يفيض من جزر الكنارى- فهذه الجزر» حسبما زعمت كتب التاريخ القشتالية,
كانت من قبل ملكا للملك الثيزيقوطى التعس رورديك. وفى سنة 594١م كان الملوك
القشتاليون قد اتخذوا لقب «ملك الكنارى الكبرى وجميع جزرها». وقد تم غزو الجزر
على فترات فى سنة ia MET Y ولكن فى سنة ٩۸٤۱م كان أسطول قشتالى كبير قد
أبحر إلى الجزر واستكمل احتلال كناريا الكبرى لحساب التاج. وقد قاوم بعض
السكان guanches culo فى الجزيرة الكبيرة الأخرى Tenerife ببسالة. ففى
مايو سنة ٤۹٤٠م شن الجوانشيز هجومًا وقتلوا ألفى جندى إسبانى وهم يصعدون
المنحدرات شديدة الانحدار فى Teide البركان الذى يتحكم فى الجزيرة. وأصابوا
القائد الإسبانى ألونسو فرنانديز دى لوجو Alonso Fernandez de Lugo بجروح
بليغة. وهبط المزيد من الجنود الإسبان على الجزيرة وبدأوا بطريقة منظمة فى قتل
السكان أو استعبادهم. وكان قد تم تنصير الكثير من الجوانشيزء وأرسل الملكان
الكاثوليكيان موظفا فى سنة V EVA م لرعاية مصالح جميع سكان جزر الكنارى» بغض
النظر عن ديانتهم. فقد كان من المعترف به أن الناس البسطاء من سكان الكنارى
كانوا جاهزين للتنصير. وصار الكثير منهم «مسيحيين طيبين». ومن ثم يجب أن
تلقو ا As ala
على أية حال. تم عبور asl الحدود فى سنة MESE ففى عملية مقاومة ثم
احتلال تنيرايف وقتلوا المسيحيين. أظهر الجوانشيز طبيعتهم الوحشية. وصاروا
متمردين شديدى المراس» ومن ثم خضعوا لإجراءات وحشية. ولا يجب اعتبار غزو
جزر الكنارى وتنصيرها وغزو غرناطة معزولين عن كل منهما الآخر. قلم يكن اليهود
232
يعتبرون متوحشين أبدا. ذلك أن تنصيرهم يأتى فى سياق مجموعة من الفئات المستقرة
وجاء النذير بهم فى الكتاب المقدس. وقد تم إرساء طريقة التنصير: فيجب أن يكون
«بإرادتهم» وقائما على أساس الرضا. وعلاوة على ذلك. فإن اليهود السابقين» فى
حال تنصيرهم. يجب عدم النظر إليهم بوصفهم مسيحيين آخرين. وكان المسلمون
مشكلة أخرى. فقد كانت قلة من المسلمين قد تنصروا فى الماضى. وعندما عرضت
عليهم الفرصة فى غزوات قشتالة الباكرة اختار كثيرون الرحيل إلى بلد تحت الحكم
الإسلامى. وعلى أية حال فإن المدجنين المسالمين الجادين فى عملهم الذين عاشوا فى
الأراضى المسيحية على مدى عدة أجيال أظهروا أنه كان يمكن بالنسبة «للمسلمين»
أن يعيشوا فى هدوء تحت الحكم المسيحى. وفى بعض المناطق كانوا قد تأقلموا بشكل
مطرد مع الثقافة السائدة, لدرجة أنهم فى أماكن مثل Avila فى قشتالة وفى كثير من
أراضى أراجون. لم يعودوا يستخدمون اللغة العربية.
ولم يكن تراث الثقافة الإسلامية. الذى كان قد أنتج قصر الحمراء وجامع قرطبة
الكبير. محل تجاهل من جانب المسيحيين وهذا الموقف المحترم حسم السياسات
الأولية وممارسات التنصير. لكن المسيحيين كانوا ما زالوا يرون أن المسلمين
يتسمون بسجايا وحشية وقاسية. هذا الالتباس وجد فى كتب المجادلات المسيحية
فى العصور الوسطى وفى تواريخ حركة الاسترداد. كما أنه حكم فى بعض الأحيان
تجربة المعاصرين. فقد كانت النظرة إلى مسلمى Abd مثل الجوانشيزء تصمهم
بأنهم أصحاب هوية غير مؤكدة. فإذا كان المسلمون متوحشين. قإن تنصيرهم لابد
وأن يكون أقل مدعاة للحيطة من تنصير اليهود. وكان لابد أن تتحول استراتيجية
التنصير فى اتجاه مختلف.
من الممكن النظر إلى النصف الأخير من القرن الخامس عشر من عدة منظورات
233
متمايزة. فهو عصر النهضة الفنية والثقافية, وانتشار الطباعة. وفقدان القسطنطينية,
وكشف الأوربيين للأمريكتين ورحلة ثاسكو دى جاما إلى الهند. كل هذه الأحداث
كانت تؤخذ على أنها من معالم ذلك العصر. فقد كان العصر السابق يتسم بكونه
«كارثيا» جزئيًا بسبب النتائج التى خلفها الموت Ps ME الذى قتل ثلث سكان
المنطقة ما بين أيسلندا Osi gills وهناك مجموعة كبيرة من الروابط- الاجتماعية
والسياسية تم ربطها بهذا الحدث الفرد. ويشير فيليب زيجلر Philip Zigler فى
دراسته عن الموت الأسود. إلى المشابهة التى حدثت فى القرن العشرين بين ما جرى
فى الموت الأسود وما حدث فى أعقاب الحرب العالمية الأولى. وفى رأيه أن المقارنة
تتمثل فى أن كلا منهما «أسهمت أكبر إسهام فى تفكك UD ae وقد شهد القرن
الخامس عشر فى إسبانيا كلا من التفكك وإعادة الاندماج. ولكن على أسس مختلفة
عن تلك الأسس التى كانت سائدة من قبل. وعلاوة على ذلك. بدلا من وجود سبب واحد
هائلء كان هناك فهم متزايد للأحداث على أنها نتاج أسباب متعددة. كان كل شىء فى
حال من التدفق وخاضعًا للتغيير. كانت القوانين تكتب ولا تفرض بالقوة إطلاقاء أو
تفرض لفترات قصيرة فقط. وتغيرت الأسر الحأكمة. كما وجد اللوك» والأنبياء غير
الشرعيين والمدعون الذين كانوا جميعا يتنافسون من أجل السلطة. وهنا أفكر أيضا
فى فرنسا وإنجلترا اللتين كانتا دولتين قويتين غنيتين. وبالتالى مستقرتين. ولكن فى
ثقافة محكومة بحدودها الداخلية مثل شبه جزيرة إيبيريا. ينبغى أن نتوقع عددًا قليلا
من اليقينيات أو النماذج فى أثناء القرن الخامس عشر وما بعده .
كانت الفئات الاجتماعية المستقرة من قبل فى إسبانيا بسبيلها لأن تنشطر. ويبدو
هذا واضحًا فى لغة العصر. إذ إن كلمة «يهودى». «مارانوس» التى زاد استخدام
(x) الموت الأسود Black Death وباء cial العالم من جنوب شرق آسيا حتى أوربا فى منتصف
القرن الرابع عشر. وقضى على أعداد ضخمة من سكان العالم آنذاك وقد حدث فى منتصف
القرن الثامن الهجرى / الرايع عشر الميلادى ووصفه المؤرخون العرب باسم «الفناء الكبير»
وكان من أهم أسباب التدهور الاقتصادى والسياسى لدولة سلاطين المماليك (المترجم)
234
المسيحيين لها للإشارة المهينة إلى اليهود- المتخفين. وسمى المسلمون Moros
التى كان يمكن أن تكون أحيانا كلمة إعجاب. ولكنها GU ما كانت تتضمن شعورا
بالاحتقار. أو كانوا يسمون المدجنين. الذين كانوا فئة من الخاضعين. وعندها كانوا
يتحولون فى مظهرهم عن طريق تنصيرهم إلى موريسكيين 110115605 أى «المسلمين
الصغار». وهو مصطلح يشى بالاحتقار والحط من قدرهم. حتى إذا كان فى بعض
الأحيان ممزوجًا بشعور بالشفقة CU ولكنه لم يكن كذلك فى بعض الأحيان: إذ إن
المؤلف الحقيقى لدون كيخوته. .Cid Hamet Benegeli الذى قابلناه فى الفصل
الأول كان شخصًا مثقفا ومتعلمًا. ويجب ألا تكون مرتاحين لاستخدام كلمة مورسكى
المهينة, للسبب نفسه الذى يجعل كلمة مارانوس لا alas باستخفاف UP فقد كانت
كلمة مستهجنة ولا تستخدم قط من جانب أولئك «المسيحيين الجدد» أنفسهم. إذ كانت
قد صكت حديثا لكى توحى بموقف جديد تجاه الناس الخاضعين. الذين كانوا قد
جردوا من ديانتهم القديمة بمرسوم وخضعوا للتعميد بطريقة آلية سطحية. وعندما
كتب الموريسكى نوميز دی ميولى Numez de Muley احتجاجا على معاملتهم فى
غرناطة. أطلق agale اسم Jal الأرض naturales .
ولكن التغير فى اللغة كان علامة على التغير فى المكانة. أولا فى غرناطه وقشتالة
وبعد ذلك فى أراجون وفالنسيا. صار المدجنون «موريسكيين» بمرسوم ملكى.
واختفى المسلمون المتوحشون ولكتهم صاروا نبلاء تحدئت عنهم قصص الحدود
الشعرية؛ وفى ذلك الحين على مدى قرن من الزمان صاروا aud «لهم فقط المظهر
الخارجى للإنسان GY بقية ما فيهم وحوش». لقد كان الموريسكيون نقيضًا لكل ما هو
حسن,ء فهم يعبدون Mame الذى كان «كلمة الشيطان». بدلا من يسوع الرب الذى كان
«كلمة OG UE وهنا يمكن أن نرى تغيرًا فى العملية. ذلك أن الهجاء التقليدى ضد
cea Lal الذى بنى على مدى قرون عديدة. قد اندمج مع أسلوب جديد فى الإساءة.
ولم يحدث هذا باعتباره مجرد نوع من التقييم اللغوى: لقد كان يضرب بجذوره فى
تتابع محدد من الحوادث. ولم يكن هذا الحصاد مقصودًا لم يكن هناك تنبؤ به ولكنه
لم يكن نتيجة عشوائية.
235
ويمكن أن نضع نقطة بداية لهذا التعبير الجديد فى الانتقاص فى غرناطة فى
أثناء أواخر صيف سنة MEAS ففى يوليو كان الملكان الكاثوليكيان فى غرناطة
للمرة الأولى منذ ربيع سنة e MAY وبعد سبع سنوات كانا يتوقعان أن يريا شعبًا
اعتنق المسيحية. حسب تقارير كبير الأساقفة تلافيرا وهرناندو دى زافرا التى
قادتهما إلى الاعتقاد بذلك. لكن المدينة كانت على حالها التى تركوها edule ما زالت
تبدو مدينة مسلمة أكثر منها مدينة مسيحية! M وفى الأحياء المسيحية الجديدة
كانت هناك كنائس جديدة ظاهرة. كما كانت هناك أعداد محدودة من ably OSI all
القديسين واحتفالاتهاء وصوت أجراس الكنائس (التى كان مسلمو غرناطة يشيرون
إليها باحتقار على LoT «أجراس البقر»). وعلى أية حال. كانت المساجد ما زالت تغص
بالمؤمنين فى صلاة الجمعة.
أراد فرديناند وإيزابيلا الإسراع بمعدل التنصير. ربما إلى المستوى الذى تحقق
بين يهود البلاد والجوانشيز فى جزر الكنارى. وخارج مملكة غرناطة كان التقدم
يسير بشكل أفضل. ففى مدينة كاسبى Caspe فى أراجون كان المسلمون الباقون قد
تحولوا إلى المسيحية بأعداد كبيرة. يقودهم أبرز أعيان جماعتهم. فقد صار الملكان
الكاثوليكيان. فى أثناء الأشهر التى قضياها فى قصر الحمراء. مقتنعين أن التنصير
لم يكن يجرى بما يكفى من النشاط فى العاصمة. وإذا ما تعثرت غرناطة. فإن التنصير
فى المملكة بأسرها سيكون أصعب كثيرًا. وقبل رحيلهما فى شهر نوفمبر أصدرا
التعليمات إلى كبير الأساقفة فى طليطلة» فرانسيسكو خيمينيز دى سسنيروس
Francisco Jimevez de Cisneros (الذى کان قد خلف تالافيرا فى وظيفة قسيس
الاعتراف الخاص بإيزابيلا ). Ob يدعو فريقه من المبشرين القادرين والمحاورين
للاجتماع فى غرناطة لتسريع عملية التنصير .
وكان خيمينيز دى سيسنيروس قد جادل بالفعل فى البلاط مطالبا بسياسة أشد
Lal gue تجاه المسلمين قى غرناطة. وبصفة خاصة. GIS يعارض GLS العبارة الواردة
فى اتفاقية الاستسلام سنة AVERY والتى سمحت للمسيحيين السابقين وأولادهم أن
236
يبقوا. حسب اختيارهم. على الإسلام. وما إن استقر فى الحى المسلم بغرناطة حتى
بدأ فى الحال يعد قوائم بهؤلاء الأقراد. الذى وضع لهم مصطلح elches الذين
اجتمعوا فى حضوره. وهناك ألقى على مسامعهم خطبة حماسية. وعلى حد تعبير
واحد من مؤرخى البلاط :
«أقنعهم بكلمات رقيقة بالعودة إلى الديانة الكاثوليكية المقدسة. فإنه سيكون
من أفحش الخطايا السماح للناس الذين كان أسلافهم من المسيحيين بالانتماء إلى
دين المسلمين. حسب قوله ... وأولئك الذين تنصروا بهذه الطريقة حصلوا منه على
المساعدة وأسبغ عليهم الرضا. أما أولئك الذين رفضوا. فقد وضعهم فى السجن.
وحبسهم حتى تنصروا .... وعندما سمع أن كثيرين من الزعماء المسلمين كانوا
يهاجمون منهجه الذى كان يناقض الاتفاقية ... حبس المعارضين ووضعهم فى
الأغلال» وعلى الرغم من أن ذلك كان مناقضا لأخلاقه. ققد سمح بالتعامل معهم بطرق
لم تكن صحيحة»'.
كان هذا كناية عن السجن المشدد والتعذيب. وفى هذا كان خيمينيز دى
سيسنيروس يتخذ نفس مسار محاكم التفتيش. التى كانت قد بدأت فى فالنسياء
وبطريقة غير قانونية تفرض سطوتها على المسلمين والمسيحيين على السواء E
وعلاوة على ells فإنه بسبب توقع زيادة المتنصرين فى غرناطة سنة MEAS م. امتدت
سطوة محاكم التفتيش فى قرطبة إلى مملكة غرناطة. وفى النهاية مثل أمامها كبير
الأساقفة تلافيرا نفسه بتهمة السعى إلى تهويد إسبانيا عن طريق السحر ".
وعندما ذهب أحد موظفى خيمينيز دى سيسنيروس إلى الحى المسلم فى VA
ديسمبر ٩۹٤۱م لكى يخطب فى عدد آخر من المسلمين الذين كانوا مسيحيين من
قبل .elches قتله pal Jal وأغلقوا البوابات وحملوا السلاح دفاعا عن حقوقهم
«ويدأوا يستغيثون بمحمد ويطالبون بالحرية. ويقولون إنهم سوف يحرقون اتفاقية
الاستسلام. وخرجوا إلى الشوارع. وأغلقوا وحصنوا بوابات Albaicim ضد
مسيحيى المدينة. ثم بدأو! يحاربونهم وطوال الليل ازدادت الاضطرابات» C فقد
237
ساد الذعر بينهم خوفا من أن يتم تنصيرهم بالقوة. بل إن كبير الأساقفة تلافيرا
الذى يحظى بالقبول عندهم قذفوه بالحجارة ولم يسمحوا له بالدخول. وعندما تبع
الكونت دى تينديلا Count de Tendilla القائد العام للملكة. كبير الأساقفة استمعوا
إليه بقدر أكبر من الاحترام. وأخبرهم أن ملاحقة المسلمين ذوى الأصول المسيحية
سوف تنتهى» Gly لن يكون هناك المزيد من التنصير الإجبارى؛ وفى لفتة رمزية.
أحضر زوجته وابته الصغير من قصر الحمراء إلى البايشين وعهد بهم إلى رعاية
السكان المسلمين وكرم ضيافتهم. واستمرت الانتفاضة فى المدينة حوالى عشرة call
ولكن كان هناك توقع بمزيد من الانتفاضات. لكن لم يكن ممكنا فعل شىء لمنع أخبار
الحوادث فى العاصمة من الوصول إلى القرى المسلمة المخلصة فى البوخاراس. فقد
كانت هذه القرى قد صارت الملاذ الأخير لأولئك الذين لم يستطيعوا أو لم يقدروا على
مغادرة بلادهم, ولكنهم لا يريدون العيش بالقرب من النصارى أكثر مما يجب. وكان
كثير منهم قد شاركوا فى الدفاع عن غرناطة وكانوا على ألفة بكل خط وكل صدع
فى الأرض» وهى معرفة لا تقدر بثمن فى حروب العصابات التى لم تلبث أن غطت
المملكة كلها .
فى الوقت نفسه استمر خيمينيز دى سيسنيروس فى برنامجه للتنصير
الجماهيرى. وجعل وعود تينديلا تتبدد هباء. وبعد خمسة أيام من انتهاء انتفاضة
البايشين» تباهى سيسنيروس بأنه عمّد ثلاثة آلاف قى صباح يوم واحد. وتم إرسال
الرسل إلى فرديناند وإيزابيلا فى إشبيليه. وكانا مع خوفهما من غضب المسلمين. قد
تأثرا بارتفاع عدد حالات التنصير. وأصدرا تعليمات إلى خيمينيز دى سيسنيروس
ob «رغبتنا أن تجنى ما تستطيع من ثمار Dali ولتبرير هذا التحول فى
السياسة؛ زعم فرديناند آنذاك أن الانتفاضة القصيرة فى غرناطة, التى لم ينتج
عنها سوى قتيل واحدء قد حولت (Jal غرناطة إلى مسلمين محاربين انتهكوا شروط
الاستسلام. وكون هذه مماحكة أمر تشى به حقيقة أنه أيضا اعترف أن الانتفاضة
كانت أقل من أعمال الشغب. وفى الحال أكد على piai الذى أصدره تنديلا على
الجميع باستثناء أولئك الذين كانوا متورطين بشكل مباشر ومد العفو ليشمل كل
238
أعمال التمرد شريطة استثناء تلك التى تخص المتحولين إلى المسيحية بحلول VO
قبراير alors كان التنصير الجماهيرى الذى خشاه المسلمون يجرى بالفعل.
وضاعف سيسنيروس. الذى حصل مجددا آنذاك على الدعم المحدد. جهودهم وكان
هو وفريقه قد عمدوا جميع سكان المدينة تقريبا- هذا هو الحدث «البطولى» الذى تم
تخليد ذكراه فى رسومات فيجارنى فى الكنيسة الملكية.
كان تلافارا يعرف مسلمى غرناطة جيدا. GIS, خيمينيز دی سسنيروس قد
همشه آنذاك. وخشى من حدوث كارثة. وكتب إلى سكرتير فرديناند أن النجاح فى
العاصمة لا يمثل ما سوف يحدث فى الريف. إن طائرًا واحدا من طيور السنونى لا
يصنع الصيف ...» فى تعليق موجز مقتضب. وأنهى خطابه بعبارة. « من غرناطة.
التى هى فى الحقيقة مجرد قشرة رمان فارغة «desgranada '). وسرعان ما حدثت
انتفاضة جماهيرية فى الجبال عقب ذلك على نطاق لم يكن الملك يتوقعه. وعلى أية حالء
بدا أيضا أن هذا يؤكد أنه كان على حق slo فقد كان المسلمون متوحشين ومحبين
للحرب» ولا يسود الهدوء سوى إذا تم تنصيرهم جميعا. كان الإسبانى المسيحى فقط
هو الذى يأمل فى أن يزدهر ولكن GY المدن والقرى فى ألبوخاراس انتفضت الواحدة
تلو الأخرىء كان من الواضح أن هذا الهدف لن يتحقق بالوسائل السلمية. وجمع
القائد العام: تنديلاء ما استطاع أن يجده من القوات وتحرك ضد جويخار .Guejar
أقرب Bab محصنة فى الجبال. وبعد قتال jaye تغلب الجنود المسيحيون المدربون
على أهل اليلدة. وتم ذبح الناجين من الذكور جماعة على حين سبيت النساء واسترق
الأطفال. وبعدها أبيحت البلدة للنهب على أيدى رجال تنديلا. وفى شهر فبراير وصل
فرديناند من إشبيلية بقوات جديدة. وفى مارس وضع السيف فى -lanjaron ودخل
طابور آخر ألبوخاراس تحت قيادة الكونت دی ليرين .Count of Lerin الذى داهم
العديد من القرى. وفى إحداها حشر الناس والأطفال فى أحد المساجد قبل أن يفجره
a5 LIL وقد وصف المؤرخ الأراجونى الذى عاش فى القرن السابع عشر بدرو
دى أباركا Pedro de Abarca القرويين بأنهم «هذه الحيوانات المتوحشة التى تسكن
ألبوخاراس». وهو رأى كان منتشرا على نطاق واسع فى ذلك الوقت. واستسلم الجزء
239
الغربى من الجبال. منح الناجون السلام إذا ما سلموا جميع أسلحتهم وحصونهم.
ودفع غرامة عقابية قدرها خمسون ألف دوكات. i
فى يوليو سنة ٠15١م جاءت إيزابيلا والبلاط إلى غرناطة واستمرت أعمال
التنصير تحت عين الملكة اليقظة. وتم تنصير مدن بياتزاء وجوديكس والمرية Beaza
Gaudix Almeria وتم إرسال فرق من المبشرين إلى المناطق التى تم غزوها وقدمت
المزيد من المغريات ولم يكن مطلوبًا من أى متنصر جديد أن يدفع نصيبه من الغرامة
المفروضة على بقية السكان. ولكن فى ديسمير دفع هذا التنصير النشط ألبوخاراس
الشرقية إلى الثورة التى تم إخمادها بطريقة منظمة وبمداهمة كل Bal أو قرية.
واستعباد الباقين من سكانها. لقد قتل الرجالء ولكن فى بعض الأحيان تم تعميدهم
جماعة قبل موتهم. وفى فبراير سنة )2807 كانت هناك انتفاضة أشد خطورة فى
الجبال عند الطرف البعيد لمملكة غرناطةء فيما وراء روندا وبالقرب من ملقا والمراكز
الحضرية فى الجنوب. وفى الحال انطلقت قوات كبيرة من القادة القشتاليين ومعهم
ثلاثمائة فارس وألفا جندى مشاة من أشبيلية لإخماد التمرد الجديد. وتم قتل العديد
لأنهم تاهوا فى الجبال. بما فيهم قائدهم» وهو جندى شهير يسمى ألونسو هرمانديز
دى قرطبة Alonso Hermandez de Cordoba الذى يعرف عادة باسم pa li
دی أجويلار Alonso de Aguilar الذى صارت نهايته البطولية موضوعًا للعديد
من القصص الشعرية DII sal كانت تلك أسوأ كارثة تحل بالجيوش القشتالية
منذ الخسائر التى وقعت فى الحرب من أجل غرناطة. وجمع فرديناند قوة ضخمة,
تكملها المدفعية فى روندا واستعد لتطهير الأرض بالطريقة نفسها التى كان قد تم
بها تطهير «ol Ld gall بالنار والسيف. وسرعان ما سعى قادة التمرد فى الغرب
إلى طلب الصلح. وقدم لهم فرديناند خيارًا بسيطا. التعميد أو الرحيل من أراضى
قشتالة. وواصل تقدمه حتى وافقوا. مكتسحا القرى المحصنة, ليقتل الرجال ويسبى
النساء والأطفال.
كان قراره صريحا لا لبس فيه. يجب أن ينتهى الإسلام فى قشتالة فقد أعلن
فرديناند «إن رأيى ورأى الملكة هو أن أولئك المسلمين يجب تعميدهم» وإذا لم يصيروا
240
مسيحيين فإن أولادهم وأحفادهم سوف يكونون مسيحيين». وتمت الموافقة على
شروط السلام يوم ١١ أبريل سنة e V7 وفى الحال عبر كثير من المسلمين مضيق
جبل طارق إلى شمال أفريقيا. وبالنسبة لإيزابيلا أيضا كان يجب على المسلمين جميعا
فى قشتالة «إما أن ينتصروا أو يتركوا مملكتناء لأننا Y يمكن أن نؤوى OV GUSH
وفى يوليو» أصدر الملكان الكاثوليكيان Tol من قصر الحمراء يمنع المسلمين من
الإقامة داخل حدود مملكة غرناطة. لأنهم يحولون دون التقدم الروحى للمتنصرين.
وفى يوم VY فبراير Y ple ١19١م تم إصدار مرسوم لقشتالة. ينص على أن المسلمين
جميعًا يجب أن يختاروا بين مغادرة إسبانيا بحلول يوم ٠ أبريل أو التعميد. وهو
وقت أقل مما تم منحه لليهود قبل عقد من الزمان. ومن ناحية كان هذا مؤشرا على
اقتناع بأن من سيرغبون فى الرحيل لن يكون عددهم كبيرًا. وهذا ما حدث بالفعل.
فقد كان معظم الذين رغبوا فى المغادرة قد غادرو! بالفعل. وقد تأسف عدد قليل من
المسيحيين على ما حدث. والواقع أنه ما إن تم بيع جميع أولئك الذين تم استعبادهم
فى غرناطة حتى كانت الحرب قد حققت مكسبا محترمًا للتاج.
وكان من رأى الملكة أن المرسوم الذى يطلب التنصير لم يكن ليرقى إلى التنصير
الإجبارى لأن المسلمين كان أمامهم البديل بمغادرة قشتالة أو الخضوع للتنصير.
وهرب sue من المدجنين القشتاليين إلى أراجون. وناقار. dus كان يمكنهم ممارسة
شعائر الإسلام حتى ذلك الحين. وكان حفيدها شارل الخامس هو الذى طبق معادلة
التعميد أو الطرد على كافة ممتلكاته الإسبانية. كانت هذه السفسطة غير مقنعةء وقد
اكتشف مبعوثها بيتر مارتير دى أنغييرا Peter Martyr of Anghiera لشرح القرار
لسلطان مصرء أن من الصعب إنكار التنصير الجماعى بالقوة. ولم يكن مسلمو
غرناطة قد توقعوا على الإطلاق أن يلتزم المسيحيون باتفاقية e MAY ولكن قصة
الغدر الذى مارسته قشتالة صار مصدرًا لعدم الثقة فى جماعات المتنصرين those
ail قاوم المسلمون التنصير JENG وبقبول وضعهم الجديد على مضض أيضا.
ذلك أن وحشية الحرب فى ألبوخاراس. وخاصة موت ماركيز قرطبة (ألونسو دى
أجويلار) عززت المزيد من المساواة الشعبية بين الإسلام والعنف والخطر الكامن.
241
فقد ساد الظن ob الغرناطيين المسلمين كانوا على اتصال بالقراصنة البربرء وبنى
جلدتهم فى شمال أفريقياء أو مع العثمانيين البعيدين. ومثلما كان اليهود المتنصرون
يحملون وصمة فى sages كذلك كان المسلمون الذين تم تنصيرهم بصورة جماعية.
كان ينظر إليهم على أنهم بالطبيعة معارضون وخطرون. وكان الموريسكى فى غرناطة
بحكم القانون ممنوعًا من حمل سكين يستخدمه فى الأكل. Li gd من أن يستخدعه
لإيذاء Ce as atl as d
فى غضون سنوات قليلة. كان على إسبانيا أن تضم الكثير من الكفار الجدد
ty! ble, فى الأراضى الجديدة بأمريكا. وكانت التجربة الحديثة فى التنصير
الجماعى للمسلمين قد وضعت موضع الممارسة عبر المحيط TIME وفى الوطن
كانت النظرة إلى المسلمين باعتبارهم مصدر تهديدء وعلى أنهم العدو فى الداخل؛ قد
تعززت بالنضال الكبير مع العثمانيين فى البحر المتوسط. وترسخ الشعور بالخطر
تمامًا. ذلك أن احتلال العثمانيين للأراضى الأراجونية فى أبوليا حول أوترانتى فى
مملكة نابولى SIS MAY- MEA" قصيرا ولكنه كان خطيرًا. aii دمرت الكاتدرائية
التى كان قد بناها أحد ملوك أراجون سنة ۸۸٠٠م وصارت أنقاضًا ونهبت المدينة عند
انسحاب الأسطول العثمانى. وقد أبحرت السفن عائدة لبلادها بسبب وفاة السلطان
محمد الثانى» ولكن هناك اعتقاد بأنها قد تعود فى أى وقت. كذلك كان العثمانيون
يخشون الطموحات الإسبانية. إن إن حملتها «لاسترداد» شمال أفريقيا بدأت فى سنة
17م بالاستيلاء على مدينة Ue التى تبقى مثل سبته. أرضا إسبانية حتى اليوم.
وقد نمت الروابط القبلية والعشائرية بين الموريسكيين فى غرناطة وأولئك الذين
كانوا قد عبروا مضيق جبل طارق إلى الأراضى الإسلامية لتصير فى نظر القشتاليين
نوعًا من المؤامرة. فالمراسلات مع «البربر» والسعى إلى الهرب عبر مياه المضيق باتت
أعمالا! جرامية يعاقب عليها بالموت. وحتى الأب بارتلومى دی لاس Bartolomé L.S
.de las Casas المداقع المتحمس عن الهنود الكفار فى الأمريكتين. كان يعتقد أن
الحرب التى يشنها المسيحيون ضد الكفار فى الأمريكتين؛ كان يعتقد أن الحرب التى
242
يشنها المسيحيون ضد الكفار المسلمين. ضرورية وجديرة بالثناء لاسترداد القدس.
ولطرد المسلمين خارج إسبانياء ودائمًا للحرب ضد المسلمين فى كل مكان. فهم أعداء
العقيدة المسيحيةء ومغتصبو الممالك [edge seal وفى الأماكن الأخرى عبر لاس
كاساس عن الدافع المزدوج لمحاربة الإسلام. «لدينا حرب عادلة ضدهم؛ ليس فقط
عندما يشنونها ضدنا بالفعل ولكن حتى عندما يتوقفونء لأن لنا تجربة طويلة جدًا فى
قصدهم إلحاق الأذى بنا: ولهذا فإن حربنا ضدهم لا يمكن أن تسمى حربًا وإنما هى
دفاع مشرو ug وعندما يقدم لاس كاساس عدم الشرعية فى اضطهاد الهنود Indios
(السكان المحليين فى الأمريكتين) وإساءة معاملتهم. فإنه يفعل هذا باعتباره نقيض
التزامهم بشرعية الحرب المقدسة ضد الأتراك الكفار والمسلمين فى إسبانيا Moors
«الذين يزعجوننا ويسيئون معاملتنا». وهو يرسم التناقض بين الأمريكتين الكفار
«الذين لم يعرفوا أبدا ولم يكونوا مضطرين GY يعرفوا أن هناك Lo gd مسيحيين فى
العالم ومن ثم لم يعادوهم على الإطلاق». «مسلمى إسبانيا والأتراك الذين اضطهدوا
الاسم المسيحى واحتلوا بالعنف ممالك المسيحيين» وقرر أن الحقيقة أنه كان هناك
كفار بعينهم فى أمريكا يستحقون المعاملة القاسية. مثل أهل الكاريبى. الذين قاوموا
كولومبس (والذين أمر فرديناند باتخاذ إجراءات متطرفة ضدهم) :
«بعد أن هبوا وتمردوا ضدنا تسببوا فى عصيان بقية الهنود فى الجزيرة...
وقد حاولوا ويحاولون حماية أنفسهم من التنصير أو تعلم أمور عقيدتنا الكاثولكية
ويحاربون باستمرار ضد رعايانا... وهم يزدادون صلابة فى أساليبهم. ويمزقون
أوصال هنودنا hapal
كان الاتهام USL لحوم البشر محض افتراء. ولا يختلف كثيرًا عن الاتهام بأن
اليهود يصليون الأطفال ويشربون aeo وعلى أية Jla فإن هذا الاتهام. مثل
اتهام المسلمين «بالقسوة». قد خدم لتجريد أهل الكاريبى من الحماية التى تتوفر
للهنود المسالمين.
243
وعتدما رادت الأخطار السياسية التى تمثلها قوة إسلامية توسعية. كذلك كان
هناك معنى جديد وقوى يتم إضفاؤه على المخاوف القديمة والانحيازات القديمة. ولم
يعد علماء النهضة المتحضرون يعتقدون أن المسلمين لهم رءوس مثل رءوس الكلاب
وأنهم ينبحون» ولكنهم مع هذا نسبوا إليهم خصالا وحشية وقاسية: فقد كانت
الانحيازات القديمة الملفقة قد تحولت. ففى أثناء عهد الملكين الكاثوليكيين. كانت هناك
نظرية جديدة عن الكاقر آخذة فى التطور. ففى سنة 1511م طور الكاردينال توماس
دی شو كايتانو Tomas de Vio Cayetano مذهبا مستحدثا عن درجات الكفر. كان
هناك أولئك الكفار الذين هم بالفعل تحت سطوة المسيحية؛ وكان المسلمون فى إسبانيا
JEM التقليدى عليهم. وكان هناك أولئك الذين هم بحكم القانون ولكن ليسوا فى
الحقيقة تحت الحكم المسيحى» مثل سكان شمال أفريقيا أو الأرض المقدسة. وكان
هناك أولئك الذين لم يكونوا قط تحت الحكم المسيحى مثل هنود الأمريكتين.
وبينما كان مشروعًا ومستحسنا إجبار الفئتين الأوليين على اعتناق المسيحية.
لم يكن مشروعا أن يتم استعباد السكان الأصليين فى العالم الجديد أو معاقبتهم. فقد
كان ينبغى «أن نرسل رجالا طيبين, السياسة التى كان تلافيرا قد سعى إلى تطبيقها
(ببعض النجاح) فى غرناطة. قبل أن تحل محلها الطرق الأكثر قسوة التى انتهجها
خيمينيز دى سيسنروس.كان الجدل نفسه حول التعميد والتنصير الأمين الذى
ترددت أصداؤه فى غرناطة قيما بين سنة a MEAS وسنة ١١١٠م هو الذى نشب من
جديد. وقد حكم القصد الجيد وراء التعميد النظريةء وهى وجهة نظر عبر عنها بشكل
محدد البابا بول الثالث فى مرسومه الذى يحمل عنوان Altitudo divine Consilli
(سمو العناية الربانية). «كل من قام بتعميد هؤلاء الهنود الذين جاءوا إلى ديانة
المسيح باسم الثالوث المقدس المبارك دون اتباع الطقوس المرعية من جانب الكنيسة,
ليسوا مذنبين لأنهم ظنوا عن حق أنه كان من المناسب فعل هذا».
وهكذا فإن وجهة نظر فرديناند وإيزابيلا أن الغاية الجيدة فى تنصير المسلمين
فى غرناطة رجحت كفتها على أية شكوك حول الطرق المستخدمة وتمت المصادقة عليها
244
بأثر رجعى. ولكن وجهة نظر لاس كاساس. التى لم توزع مطبوعة حتى مرور أربعة
قرون بعد كتابتها. عن عواقب هذا الأسلوب فى تنصير الهنود إنما تنطبق بالقدر
نفسه على المسلمين فى إسبانيا. فإنهم بالتالى سيكونون :
«تحكمهم الكراهية الدائمة والضغينة تجاه مضطهديهم... ومن ثم» حتى عندما
قد يقولون أحيانا إنهم يرغبون فى اعتناق المسيحية ويمكن للمرء أن يرى أن الأمر
قد يكون كذلك اعتمادا على الدلائل الخارجية التى يبدونها للتدليل على رغبتهم؛ فإنه
يمكنك دائما على أية حال. أن تكون فى ريبة من أن تنصرهم لا يأتى من قصد مخلص
ولا ينبع من إرادة حرةء ولكنه تنصر مزيف, أو هو تنصر لتجنب أية شرور يخشون
أن تلحق بهم مرة أخرى فى Pat
ومما يثير السخريةء أن خيمينيز دى سيسنروس. الرائد فى التنصير الجماعى.
كان هو الذى كان قد أرسى الطريق فى سنة ۷١١٠م alal عمل حياة لاس كاساس
عندما عينه ليرأس لجنة التحقيق فى الشرور التى جرت على الهنود. ولكن نبوءة لاس
كاساس طبقت بقوة أكبر على وطنه متها فى الممتلكات الإسبانية فى أمريكا.
وقد لاحظ الناقد ستيفن جرينبلات Stephen Greenblatt أن الغزاة الإسبان
65 فى القرن السادس عشر (الذين جلبوا معهم تجربتهم فى غزو
البلاد الإسلامية فى إسبانيا) ورأوا فى لغتهم أنها آلية للغزو. وقد اقتبس عن
أنطونيو دى نبريخا Antonio de Nebrija الذى نشر كتابه عن قواعد اللغة القشتالية
سنة ١١٤٠م وقدمه إلى الملكة إيزابيلا أسقف Avila وسألت الملك عن الهدف
من الكتاب وأجاب الأسقف «ما القصد منه؟ يا صاحبة الجلالة. إن اللغة هى أداة
الإمبراطورية الكاملة» كانت رؤية جرينبلات أن المواجهة فى العالم الجديد بين
السلطة الحاكمة وكلام إسبانيامن aas D والأهالى المخرسين من ناحية أخرى تحمل
صدى قويا من التنافس السابق مع «الآخر» المسلم. وهو يرى أن الغرب قد «تدربوا
على مواجهتهم مع شعوب العالم الجديدء وتصرفوا فى استجابتهم تجاه الرجل
المتوحش الأسطورى. بوحى من اختلاط الانجذاب والرفض. والشوق والكراهية فى
245
داخلهم»!''). وفى عيون الكثيرين, لم يكن الرجل المتوحش مجرد تجريد أسطورى.
فإن الكثير من خصاله كانت قد نسبت إلى المسلمين بالفعل؛ وهم من نسل إسماعيل.
وكان ملاك الرب قد أخبر أمه هاجر: «وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين ابنا.
وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك. وإنه يكون إنسانا وحشيا. يده على
كل واحد ويد كل واحد عليه» (تكوين OVA SM لقد كانت الوحشية والعنف.
ونقص التحكم فى النفس. والعاطفة الجياشة الانتقادات الأساسية التى اصطنعها
العالم المسيحى لأبناء إسماعيل منذ الأيام الأولى.
246
te
‘ee
هوامش الفصل الخامس
. Washington Irving, A Clironide of the Conquest of. Granada, London: John
Murray, 1829, vol. 1. pp. 645-30.
. [n E] Escorial, the royal figures at prayer face the altar.
. See John Edwards, The Spanish Inquisition, Stroud: Tempus, 1999, p. 88.
. The account s by the Genoese Senarega, cited in l'rescott, History, p. 322.
. Sve Fahre- Vassas, Singular Beast, pp. 13178.
. This putative child of La Guardia was canonized in 1807.
. Sce Yerushalmi. Assimilation, p. 10.
. See Sicroff, Controversies, pp. 26-7. See also Antonio Dominguez Ortiz, La
Clase social de los converses en Castilla en la Edad Modema, Madrid: Consejo
Superior de Investigaciones Científicas, 1955. p. 13. For the complex vocabu-
lary linking pigs and Jews see Fabre-Vassas, Singular Beast.
9g. See Harvey, Islamic Spain, pp. 314721. The تحت source of the full text of the
capitulation is in Garcia Arenal, Los Mariscos, pp. 1-728.
.. Caro Baroja, Lex Monistos, p. 9.
Oud. p. 12.
. Caro Baroja indicates that most of the Muslim inhabitants appeared content
with these arrangements.
. Sec Miguel Angel Ladero Quesada, "Spain 1492: Social Values and Structures’,
in Schwartz, Implicit Understandings, pp. 101-2.
Columbus’ Journal, cited Lass, Isabel, p. 291.
“Fhe calamitous century’ was how Barbara Tuchman described it in her popular
hook, 4 Distant Mirror (1978).
. See Philip Ziegler. The Black Death, London: The Folio Society, 1997, p. 245.
The comparison he refers to was made by J. W. Thompson in "The Aftermath
of the Black Death and the Aftermath of the Great War’, American Journal of
Sociology 26 (1920-21), p. $65.
۷-لاحظ أنور شيجنى أن مصطلح (morisc) Suu so كان Jal استخدامًا من
wr te " d
المصطلح التقليدى مورو ١ والسراكنة, والهاجريين إلخ . وكان مصطلح موريسكو
يستخدم أيضا قبل سنة Y ١١م مثلما حدث فى كتاب:
Libro del Buen Amor
WA .Chejne « Islam and the West. p انظر:.
See Arturo Farinelli, Marrano (storia de un vituperio), Geneva: L. S. Olschki, 1925. .18
Pérez de Chinchon, Antialcordu (Valencia: 1532). cited in Cardaillac, Moriscos. .19
de
=Y" على الرغم من Gl لا نعرف شيئا عن تاريخ غرناطة من سنة MAY إلى
مم فإن هذه الفترة بقيت فى الذاكرة الشعبية باعتبارها عصرا ذهبيًا للسلام
والازدهار. والخلافات حول تفسير مصطلحات الاستسلام استقرت على يد زافرا
by يرضى كلا من المسلمين والمسيحيين . فقد بذل تالاثيرا ما أمكنه من جهد لتنصير
المسلمين من خلال التعليم ووضع النموذج والمثال » وأنشأ حلقة نقاشية لتعليم اللغة
العربية للقساوسة وتدريبهم على تقاليد التبشير فى الكنيسة؛ بحيث يوائمون الملبس
والعادات واللغة عند المتنصرين الجدد. هذه الفترة من السلم كانت ممكنة YS GY
من الجانبين LIS يرحبان بالعيش فى JB تسامح متبادل تجاه كل منهما AT! وهو
موقف كان يضرب بجذوره فى التراث وفى شخصيات كونت تنديلا القائد العسكرى
وتلاقيرا .
Helen Nadar . The Mendoza Family in the Spanish Renaissance
.pp .\4V% New Brunswick. NJ: Rutgers University Press .\09°—\Yo°
A= Nov .
(YAY .p)
21. Alonso de Santa Cruz, Crónica de los Reyes Catdlicas, ed. Juan de Mata Carriazo,
Seville: Escuela. de Estudios Hispano-Americanos de Sevilla, 1951, vol. 2,
pp. 19172.
23. See Lea, Monseos, pp. 27-8.
248
M.
3$.
36.
. He came from a Jewish converso family.
. Lus del Mirino! Carvajal, Historia del rebelión y castigo de los moriscos del Reyno
de Granada (1600), Madrid: Saucha, 1797.
. kadero Quesada, Mudéjarcs, p. 77.
.. Cited Liss, Isabel, p. 331.
. See Lea, Moriscos. p. 461.
. His brother served under Tendilla in the Alpujarras and went on to become
one of the greatest soldiers of the age: Gonzalez de Córdoba, El Gran Capitán.
. Ladero Quesada, Mudéjares, p. 81.
. Liss, Jubel, p. 332.
.. Decree of 12 May 1511 (Seville) of Ferdinand the Catholic, authorizing new
converts to use knives with a rounded point (archillos de punta redonda), Coleccion
de documentos inéditos para la Historia de España, 113 vols, Madrid, 1842-95, vol.
ILL, p. 568. The issue of bearing arms, whether for hunting or for other purposes,
was a key area of contention between the Moriscos and the authonties. See
Documents nos 1-6, 9, 11 and 13-17.
. See Mercedes Garcia-Arenal, ‘Moriscos and Indians; A Comparative
Approach’, in Van Gelder and De Moor, “The Middle East and Europe’,
PP. 39755.
.. Casas, Apologética, p. 1037, cited in Luis N. Rivera, A Violent Evangelism: The
Political and Religious Conquest of the Americas, Louisville, KY: Westminster,
1992, p. 212. See also Document 20.
See Casas, History.
Casas, Apologética, p. 1039.
See Richard Konetzke, Coleccion de documentos para la historia de la formación social
de Hispanoamerica 1493-1810, Madrid: Consejo Superior de Investigaciones
Cientificas, 1953, vol. 1, pp. 3273.
-YV هناك حالات مؤكدة جيدا من الاستهلاك الاحتفالى للحم البشرى « لاسيما
فى الروايات الأوربية الباكرة عن العالم الجديد. وصارت WES شعبيا للغاية من الأدب
١1١ 9 V) Hans Staden. True History His Captivity ) ولكن فى الوقت نفسه تقريبا.
صارت طبيعة جسد المسيح ودمه , التى شكلت جوهر طقوس التناول (الإفخارستيا),
محل محاجاة ساخنة بين البروتستانت والكاثوليك. وقد تم الاتفاق فى مجمع ترنت
على أنه بالنسبة للكاثوليك ' فإن الخبز والنبيذ يتحولان بواسطة القسيس المرسّم من
الكنيسة إلى لحم المسيح ودمه لدرجة أنه لايبقى سوى مظهر الخبز والنبيذ" . وكانت
طبيعة التحول معقدة من الناحية اللاهوتية » ولكن كان واضحًا أن هذا كان تحولا
249
0 n 1 ` veh e à 0 Were.
حقيقيا ولم يكن مجرد تحول رمزى . وقد نتج عن هذا مفهوم أن المسيحيين أيضا
-—
39.
8.
يمارسون شكلا من أشكال أكل لحوم البشر.
(YAY.p)
Tomas de Vio Cayetano, Secunda secundae: patis summae totins theologiae d.
Thomae. Aquinatis, Thomas a Vio Cujetani comentariis illustrate (1547), part 2,
2.66.8; cited by Luis N. Rivera, A Violent Evangelism: The Political and Religious
Conquest of the Americas, Louisville, KY: Westminster, 1992. p. 214.
See Bartolomé de las Casas, Del único nodo de atraer a todos los puchlos a la
verdadera. religion, trans. by Atenógenes Santamaría, Mexico City: Fondo de
Cultura Económica, 1975, p. 465.
. Stephen J. Greenblatt, Leaming to Curse: Essays in Early Modem Culture, New
York: Routledge, 1990, pp. 16-17.
. Ibid., pp. 21-2.
. Genesis 16: :1—12.
250
(1)
« اب الد ارة $ Sey?
Malas Hierbas
كانت لإسبانيا تحت حكم خلفاء الملكين الكاثويكيين- أولا حفيدها شارل. ثم
cuba الثانى- أعداء كثر. وكانت هناك خصومات قديمة مع جاراتها فرنسا والدول
الإسلامية فى شمال أفريقيا. ثم كان هناك أعداء مذهبيون. من بينهم الإصلاحيون
المسيحيون مثل لوثر وكالفن وأتباع إراسموس Erasmus يمثلون التهديد الأكبر.
وأخيراء الخطر الماثل على الدوام وهو الإمبراطورية العثمانية. والخطر الداخلى
الخبيث المتمثل فى «المسيحيين الجدد» أى الذين كانوا يهودا أى موريسكيين من قبل.
واستطاع لاس كاساس. الذى كان يكتب فى إسبانيا فى السنوات الأخيرة من حياتهء
أن يرى للوهلة الأولى ما كان يخشى منه «المسيحيون القدماء» مثل وصمة اليهودية
الخفية والخطر الذى يشكله الموريسكيون الذين رفضوا بعناد أن يصبحوا مثل سائر
المسيحيين. وكان هناك اعتقاد شائع على نطاق واسع بأن Gl من هاتين المجموعتين
تعتنق المسيحية حقا. وكان هناك اعتقاد بأن كليهما خطر يهدد العقيدة المسيحية
ومن ثم فهم يهددون فى النهاية أمن إسبانيا. بيد أن الموريسكيين كانوا هم الذين قد
صاروا فى النهاية أخطر من أن يعيشوا على أرض إسبانيا وهم الذينء طردوا فيما
بين سنة e VUA وسنة 1714م بغض النظر عن كونهم مسيحيين مخلصين pl لا. مات
لاكاساس فی دير أتوشا Atocha بمدريد فى سنة 1517١م, ولهذا فإنه لم يعش ليرى
حصاد «الكراهية والضغينة» المتواصلة فى الثورة الثانية فى ألبوخاراس التى بدأت
قبل عيد الميلاد سنه a YA مباشرة.
bo
uu
€
كانت «الكراهية والضغينة» بين المسيحيين القدامى والموريسكيين متبادلة.
وبينما كانت الدولة الإسبانية تضغط بشدة أكثر من ذى قبل على أقليتها من
المتتنصرين. كانت قدرة الموريسكيين وإرادة المقاومة لديهم تزداد صلابة وقوة.
لقد كان من الممكن تفادى الحربين المرعبتين بين المسيحيين والموريسكيين (فى
سنة pO" V MEAS وسنة ۸١١٠-٠۷١٠م). فالمعاصرون الذين شاهدوهما رأوا
أنهما بلا سيب ولا ضرورة. ققد Sele كلاهما بسبب عدالة المنتصر. وليس فقط
من السنوات العشر التى استغرقتها حرب غرناطة وإنما من الرغبة الموجودة على
مدى القرون داخل قشتالة لتصحيح الأخطاء التى لحقت بأسلافهم الفيزيقوط
الأسطوريين. كما أن الأساطير التى كانت قد عبأت المجتمع القشتالى فى أثناء مئات
' السنين من السلطة الإسلامية كانت أيضا قد غرست روح الانتقام فى هذا المجتمع. لقد
كان كل من فرديناند وإيزابيلا يرغبان فى تحقيق الهدف القديم بوجود إسبانيا نقية,
ولكن حسّهما السياسى «أنبأهما أن هذا الهدف ينبغى أن يتحقق بالتدريج بدلاً من
الوسائل الجذرية. ولكن. كما رأينا. وجدا أن جاذبية الفعل المفاجئ الحاسم والدرامى
لا تقاوم. وفى البداية توصلا إلى حل «مشكلة» اليهود» وعرضوا عليهم النفى أو
اتباع الصليب. ثم جاء بعد ذلك التنصير الجماعى فى غرناطة. وهو ما حدث تحت
نظر إيزابيلا. وأخيرا فإن الأوامر الملكية طبقت معادلة التنصير على كل المسلمين فى
قشتالة فى أعقاب حرب البوخاراس الأولى.
ولم يسبق Fal أن تمت محاولة على هذا النطاق فى العالم المسيحى منذ التنصير
الجماعى لقبائل السلاف فى البلقان قبل عدة قرون. وفى إسبانيا. كان تنصير اليهود
والمسلمين مشروعًا ترعاه الدولة يدفعه للأمام الملكان الكاثوليكيان وخلفاؤهما فى
سبيل مجد الرب ومجد إسبانيا. وكانت الكنيسة الإسبانية ومحاكم التفتيش الإسبانية
أدوات الدولة إلى درجة كبيرة. ولم يسمح أى من شارل الخامس ولا فيليب الثانى
للبابوية GL سيطرة داخل أراضيها. وكان كلاهما على خلاف مع البابوات الذين
حاولوا كبح جماحهما. فقد نهبت قوات شارل الخامس روما نفسها فى سنة p YO YV
وفى سنة 1557١م. كان البابا بول الرابع المعادى لإسبانيا فى عنف قد أصدر قرار
252
الحرمان ضد فيليب وأبيه. وأرسل فيليب قواته ضد الأراضى البابوية. وبعد موت
بول الرابع. سعى فيليب (الذى عاد إلى صحبة المؤمنين) إلى إعادة بناء الرابطة
التى تربطه بالبابوية؛ وبحلول سنة ١م كان هناك أربعة وسيعون كاردينالاً من
بين سبعين كاردينالاً يتقاضون رواتبهم من إسبانيا C ومن بعدها تجنب كل من
قيليب والكرسى المقدس (البابا) المواجهة. بيد أن تنصير الجماهير الذى حدث فى
إسبانيا كان ضد احتجاجات البابوية فى البداية. وتحت حكم شارل الخامس وتحت
حكم فيليب الثانى بدرجة أكبرء كانت المساواة بين الكاثوليكى الطيب وأفراد الرعية
الطيبين Male حاسمًا واضحًا فى سياسة الدولة. أما الأراضى الواطئة فى الشمال.
والخاضعة للحكم الإسبانى» فقد صارت ملاذا للهراطقة البروتستانت والمتمردين.
الذين لم يكونوا ليصبحوا أبدا رعايا مطيعين ما لم يكونوا. Bye أخرى, مسيحيين
كاثوليك مخلصين. وقد طبقت معايير مماثلة على الموريسكيين فى إسبانيا بعد
Yu ' 15ام.
ومثل كل الفئات الإدارية. كان مصطلح موريسكى Morisco يخفى داخله
تقسيمات فرعية واختلافات محلية. فقد كانت هناك أربعة أجيال فصلت المقهورين
سنة 1557م عن أولئك المطرودين فى سنة ie UA وتغيرت أمور كثيرة على امتداد
تلك الفترة الطويلة CO ففى غرناطة القديمة؛ فى السنة الأولىء كان هناك فى البداية
aae قليل من المهاجرين من المسيحيين القدامى» ولكن بحلول ستينيات القرن السادس
عشرء كان هؤلاء الذين أعادوا تشكيل التركيبة السكانية يكونون أكثر من BUL £o
من السكان. وفى جميع أرجاء قشتالة وأراجون وقالنسياء كانت النظرة إلى
المسلمين ثم الموريسكيين ترى فيهم حلفاء طبيعين ABA أعداء إسبانيا؛ فقد كان
ينظر إلى الموريسكيين فى قالنسيا على أنهم فى عصبة تحالف مع قراصنة شمال
أفريقيا أو الأتراك. أما الموريسكيون فى أراجون. الذين كانوا يعيشون فى سفوح
جبال البرينيس. فقد كانوا على اتصال مع الهجونوت Huguenots (البروتستانت
الفرنسيين) على الجانب الآخر من Laat وفى نظر معظم الموظفين. كان
الموريسكيون يمثلون جمهرة خطيرة دون تفرقة. ولكن فى الحقيقة كانت جماعات
253
المدجنين السابقين المبعثرة فى مناطق الحدود بقشتالة تختلف تمام الاختلاف عن
العدد الكبير من سكان مملكة قالنسيا. الذين كانوا هم غالبية السكان فى المرتفعات.
وفى غرناطة كانت المشكلةء فى نظر المسيحيينء حادة. كانت هذه أرضا تم غزوها
حديثاء وتم خوض هذه المعركة من أجل «قلوب وعقول» السكان وكأنها امتداد للحرب.
لقد كان الهدف المنشود هو التطهير.
كان البديلان المتاحان فى غرناطة بعد سنة 1597م المقاربة الحذرة والمضنية التى
قدمها تلافيراء كبير أساقفة غرناطة. والاستراتيجية القوية التى تبناها الكاردينال
خيمينيز دى سيسنروس رئيس أساقفة إسبانيا. فبالنسية لتلافيرا. الذى كان قسًا
مدربًا بشكل جيد. مفوها فصيحا فى لغة المتنصرين. كان ذلك سوف يجلبهم إلى
المسيح بالإقناع ولیس بالقوة. وكان خيمينيز دى سسينروس يفضل أن يجلب
المسلمين بالسرعة الممكنة إلى أحضان الكنيسة ثم يستخدم محاكم التفتيش وغيرها
من وسائل السيطرة الاجتماعية لمنع التمرد. وفاز سسنيروس فى الجدل وما إن حدث
التنصير الإجبارى. حتى تم تقسيم المملكة إلى أبرشيات. وأرسل القساوسة إلى
مراكز السكان الكبرى. وهناك شنوا معركة كانت بلا جدوى إلى حد كبير لتحويل
المسيحيين الشكليين إلى مسيحيين حقيقيين.
ولم تكن المعضلة جديدة. ففى القرن الثانى عشر. كان بطرس المبجل قد حض
بالفعل على أن المسلمين يمكن كسبهم بطريقة أفضل إلى حظيرة المسيحية «ليس
كما يفعل شعبنا AGILE بالسلاح» ليس بالقوة وإنما بالعقل. ليس بالكراهية وإنما
بالحب» P ويجدر بنا أن تتذكر أن مثالا على نموذج أبطأ وأكثر تطورًا كان قد حدث
بالفعل فى إيبيريا. ولكن فى الأندلس الإسلامية. فلم تكن هناك حملة منظمة لفرض
الإسلام بالقوة فى إسبانيا بعد الفتح الإسلامى. بيد أنه فى غضون قرنين من الزمان
كان معظم أهالى الأندلس المسيحيون قد اعتنقوا الإسلام. كانت الطرق القوية النشيطة
التى كان رائدها خيمينيز دى سسنيروس تمليها الدوافع السياسية وبدا أنها سوف
تنجح على المدى القصير. وبحكم القانون. وعلى الورق» كان الإسلام قد انتهى وأعلن
254
أن الأمة بأسرها رسميًا أمة مسيحية. ولكن أدوات السيطرة والكبت برهنت فى نهاية
الأمر على أنها غير كافية. ولم يتمكنوا من التغلب على المقاومة السلبية للموريسكيين
الغرناطيين مهما كانت الجهود الجهيدة التى استخدمت بها.
خلسة» استمر الموريسكون فى غرناطة يتلون القرآن الكريم؛ ويسمون أبناءهم
أسماء إسلامية. ويختنون أبناءهم. وقد استهانت السلطات بقدرة الموريسكيين على
المقاومة وحاولت تدمير ديانتهم بوسائل صممت للتطبيق على الهراطقة المسيحيين
واليهود. كانت طريقتهم الأولى فى السيطرة استئصال النصوص الإسلامية. ففى
سنة ۹۹٤٠م أمر سسنيروس بأن جميع نسخ القرآن الكريم وغيره من الكتب الدينية
يجب أن تجمع ثم صدر أمر بتدميرها. كان هذا تصرفا رمزيًا بشكل عميق. وبينما
كانت محاكم التفتيش تشعل نيرانا بطيئة تحت الهراطقة والمتنصرين فى إسبانياء قدم
خيمينيز دى سسينروس فعل الإيمان auto- da- fé الخاص به فى الميدان الرئيسى
فى غرناطة؛ فقد أحرق كتب الإسلام المقدسة7).
لم يكن هذا بالضبط تصرف البربرية القح LS يبدو الآن. فقد كان سسنيروس
الراعى الأكبر للبحث فى إسبانيا الذى كاد أن يكون وحده من دفع إلى الأمام إنتاج
Biblia Complutense التى طبعت نصوص المصادر المتعلقة بالكتاب المقدس فى
اللغة اللاتينية. واللغة اليونانية والعبرية. والكلدانية (أى السوريانية) فى أعمدة
متوازية. وتمامًا مثلما اعتقد خيمينيز دى سسنيروس فى قوة الكلمة المكتوبة وأن
المسيحية سوف تتقدم من خلال هذه الطبعة الأثرية للكتاب المقدسء ولهذا كان مقتنعًا
ob الإسلام فى إسبانيا سوف تناله جروح مميتة بتدمير نصوصه المقدسة لقد كان
يدرك تمام الإدراك مدى تبجيل المسلمين للقرآن الكريم والتقدير الخارق للعادة الذى
ينظرون به إلى GU العربية. كان حرق الكتب lobe جوهريًا فى سياسته لتسريع
التنصير. وفى نظره أنه ستكون هناك مبالغة طبيعية لدى المسلمين المتنصرين للبحث
عن نور المسيح؛ ولا يستطيع سحبهم والعودة إلى أساليبهم القديمة سوى الدعاة
المسلمين. ولم تكن هناك نسخ مطبوعة من القرآن الكريم والنصوص المخطوطة
المستهلكة فى غرناطه لا يمكن استبدالها بسهولة.
255
ومن المؤكد. أن الذين كتبوا سيرة كبير أساقفة طليطلة رأوا فى حرق الكتب
فعلاً عظيما للغاية يستحق الثناء» Ials g على عزم خيمينيز دی سسينروس على إنجاز
أغراض الرب. ولهذا فإنهم غالوا فى عدد المجلدات بحيث أوصلوها إلى أكثر من
مليون مجلد. وهو رقم غير محتمل لأنه كان يتيح أكثر من ثلاثة نصوص مخطوطة لكل
ساكن من سكان غرناطة. هذا الرقم الكلى كان مجارًا أكثر من كونه حقيقة, مثل المدى
البطولى غير الممكن للانتصارات المسيحية الباكرة على الكفار فى حرب الاسترداد.
وفى نظر أنصار خيمينيز دى سسنيروس. أنه كان قد حقق نصرا مؤزرا فى حرب
روحية تم شنها JS وسيلة ممكنة. ولكى نجد ما يساويه فى المصطلحات المسيحية؛
فإننا بحاجة إلى الرعب الكاثوليكى والنفور من تدمير البروتستانت للصور والذخائر
المقدسة فى الأراضى الواطئة فيما بعد فى القرن السادس عشر. كانت النار الموقدة قى
الخلاء فى غرناطة عملاً من أعمال تحطيم الأيقونات عن قصد. وكان ذلك Kab See
أيضاء لأن الكتب نفسها كانت فقط ذروة بناء العقيدة الإسلامية فى غرناطة. لقد عاشت
غالبية الموريسكيين فى غرناطة ليس فى المدن وإنما فى الريف. حيث كان يمكن لعدد
قليل من الناس أن يقرأوا النصوص. ولكن الرسالة كانت معروفة ويجرى تعليمها
شفويًا. مثلما كان معظم المسيحيين المعاصرين يتعلمون دينهم سماعًا وبالمشاهدة.
وهكذا فإن القوة الحقيقية للإسلام كانت تكمن فى عقول الأطفال وذاكرتهم. ومنذ أيام
النبى محمد كانوا يتعلمون القرآن الكريم حفظا عن ظهر قلب. وهكذا. حتى فى داخل
المجتمعات الفردية الفقيرة كان ثمة مورد بشرى للمعرفة.
ونحن الآن نبدأ فى فهم أهمية النصوص الموريسكية المكتوبة. وهى تنتقل من
يد إلى أخرى ويتم نسخها. مخبأة عن عيون الجيران وعن جواسيس السلطات.
لقد كتبت فى تنويعة من اللغات والخطوط. كان بعضها GUL العربية. وبعضها
باللهجة الموريسكية الرومانسية التى تسمى alajamiado بمعنى الأجنبية. وفى
بعض الأحيان كانت لغة الخميادو تكتب بالحروف العربية وفى بعض الأحيان تكتب
بالأبجدية اللاتينية. وهو ما يوحى بمجتمع مقيد فى استخدامه اللغة العربية؛ لأن
الحديث بالعربية علنا كان يعنى المخاطرة بجذب انتياه محاكم التفتيش. ولكنهم كانوا
256
يؤمنون أن الخط المكتوب قد خلق من أجل كتابة القرآن الكريم. لقد كان علامة على
ميراثهم وهويتهم وكان كل شىء يكتب بهذا الخط عملا من أعمال الإيمان. ولهذا فإن
النصوص المخطوطة. سواء باللغة العربية أو فى ألخميادو التى تستخدم الحروف
العربية. كانت حيوية بالنسبة للعلماء للحفاظ على وحدة العقيدة. ولكنها كانت أيضا
تحظى بتقدير فى جميع الجماعات الموريسيكية باعتبارها رمورًا لدينهم وأصلهم
الحقيقى الذى كان عرضة للعدوان. كانت الكلمة والمكتوبة تكملان إحداهما الأخرى.
ولو كان الدين قد انتقل عن طريق الذاكرة والكلام فقط. فإن هذه المعرفة بمرور الزمن
لابد أن تغير وأن تفسد. ولكن مادام كان هناك أولئك الذين كان يمكنهم قراءة آيات
القرآن الكريم. ويكتبونها ويمررونها من جيل لآخر. لن يكون لحرق الكتب سوى
تأثير محدود .
لقد كان الموريسكيون مسيحيين من الناحية الرسميةء وكان الرهبان والقساوسة
قد جندوا فى المملكة لكى يساندوا ديأنتهم الجديدة. وعلى مدى عشر سنوات. حتى
سنة VY بذلت جهود قوية لجعل عمليات التنصير الافتراضى هذه حقيقية. وعلى
أية حال فإنهم فشلوا فى عمل أية طرق للوصول إلى السكان الذين لم يظهروا أى
اهتمام إيجابى بالمسيحية. وبالتدريج. اعترف الموظفون فى غرناطة بأن الموريسكيين
يمكن أن يتنصروا فقط بتغيير كل جانب من جوانب حياتهم. وفى gale سنة gg M
وعلى مدى السنوات التالية. تم إرساء عدد من القواعد لتنظيم الحياة الموريسكية. وقد
شملت هذه القواعد جميع العادات التى كانت دينية على وجه الخصوص فى أصلها.
مثل الوضوء. وممارسات الزواج. وأساليب الذبح الشرعى الحلال. فقد فرض على
أطفال الموريسكيين أن يكون لهم آباء روحيون وأمهات روحيات. وكان لابد لكل زواج
موريسكى أن يتم بشهود من المسيحيين القدامى”). وفى سنة 1517م صدرت الأوامر
بأنه لا يجب على الرجال من المسيحيين القدامى أن تكون لهم علاقات حميمية مع
النساء CU as وفيما بعدء اتسع هامش القيود هذا لكى يشمل الطعام الذى
يأكله الموريسكيون وتوجيه الحياة الأسرية C فى سنة 1557م كانت هناك «وقفة
فى اضطهاد الموريسكيين» UD وجاء شارل الخامس إلى غرناطة وأمر ببناء القصر
257
الجديد الفخم. من الحجر الأبيض والرخام الأبيض اللامع. lle على التل المشرف
على المدينة وسط الأسوار الوردية للقلعة الإسلامية. وعندما وصل الإمبراطور. شاهد
بسرعة مدى المشكلات الاجتماعية والسياسية واستفسر عن مكانة الموريسكيين.
وقد أوضح التقرير أنهم لم يكونوا يتلقون التعليمات الدينية الصحيحة. وأنهم كانوا
فريسة للاستغلال الباهظ. ونتيجة لهذاء تم التوصل إلى الاستنتاج المفزع بأنه لم يكن
هناك ما يزيد على سبعة مسيحيين حقيقيين بين العدد الكبير من الموريسكيين الذين
تمت مقابلتهم.
وقد سعى شارل» الذى أطال مدة بقائه قى غرناطة لمدة ستة أشهر خلال خريف
سنة ١١١٠م إلى الوصول لحل حاسم. وفى مرسوم غرناطة الصادر فى. ديسمبر
م , أمر بإنهاء أربعين من المظالم الكبرى الواقعة على الموريسكيين. ولكنه فرض
أيضا قيودًا جديدة كثيرة. فقد منعوا من استخدام اللغة العربية أو ارتداء الملابس
التى كانت معروفة بأنها ملابس إسلامية. ومنعت النساء من ارتداء الحجاب. ولم يكن
بإمكاتهم لبس المجوهرات أو حمل أية أسلحة؛ وكان يجب أن تبقى أبواب منازلهم
مفتوحة فى أيام الجمعة وفى أثناء حفلات الزفاف وإلا انغمسوا فى الممارسات
الإسلامية. كما منعت الأسماء الإسلامية. وأخيرًا. حدد معنى كلمة Moriscos
ومكانتها وأمر بوضع برنامج للتبشير والتوجيه تحت عناية كبير أساقفة غرناطة
بدرو دی Pedro de Alba LÍ
كان هذا شارل فى دور حامى الدين الذى كان قد جربه قبل خمس سنوات فى
المجلس التشريعى فى ورمس Diet of Worms ثم أحبط على يد مارتن لوثر. ولكن
جهوده لم تكن أكثر نجاحًا فى غرناطة. وعلى أية حال. جلبت القرارات والمراسيم
عائدًا ودخلا. فقد قبل مبلغ تسعين ألف دوكات لمدة ست سنوات من الموريسكيين
ووافق على وقف المراسيم والقرارات العقابية» وهو ترتيب استمر (مع المزيد من
الدفعات الإضافية الكثيرة) حتى تنازل عن العرش لصالح ابنه فيليب فى سنة
5مم. ومع هذا. فإنها كانت هدنة غير متوازنة: فى الحقيقة كانت وسائل التنصير
258
والاضطهاد قد زادت قوة. ففى سنة 1075م تم نقل محكمة تفتيش خاين إلى غرناطة
ووضعت فى مبنى أنيق بالمدينة؛ وقبل ذلك كانت محكمة التفتيش فى غرناطة لا تعمل
سوى باعتبارها فرعا لمحكمة تفتيش قرطبة. وتم إرسال المزيد والمزيد من القساوسة
إلى المملكة..وتم إنتاج دليل للتنصير فى ثلاثينيات القرن السادس عشر'.
وعلى أية حال. فإن هذا الضغط المتزايد من أجل التنصير كانت له نتائج غير
مقصودة. فقد زاد من الإحساس بالهوية المسلمة فيما بين أهل غرناطة الذين طوروا
مهارات خاصة فى مقاومة الكنيسة المهيمنة. وفى خلال نصف القرن الذى أعقب
الحرب الأولى فى ألبوخاراس يمكننا أن نرى تطورين متوازيين ومتصلين. فمن جهة.
كان هناك إحباط عند كل مستوى داخل المجتمع المسيحى القديم بسبب قوة شكيمة
الموريسكيين. الذين كان معظمهم مسيحيين بالاسم فقط حسبما أدرك الناس. وأكثر
من هذاء كان ينظر إليهم على أنهم سيكونون أكثر خطورة. فقد بدا أنهم يزيدون
عددًا وبمعدل أسرع من المسيحيين القدامى» وغاليًا ما كان هذا الانطباع حقيقيا. هذه
الزيادة فسرها المسيحيون على أنها بسبب شبقهم الجنسى الكامن فيهم. وحتى
فضائلهم مثل الجد والاجتهاد. كان لها آنذاك مضمون سلبى. فقد كانوا يعملون بجد.
ولكن فقط لأنهم كانوا جشعين. إذ كان همهم كسب المال وعدم إنفاقه إطلاقًا إلا داخل
جماعتهم. وفى سنة VVU Y عكس رئيس أساقفة قالنسيا. خوان دى ريبيراء الرأى
الشائع منذ زمن طويل. «لأنهم عموما شهوانيون وجشعون ويحبون ادخار المال أكثر
من أى شىء آخر ولا ينفقونه. فإنهم اختاروا مواصلة القيام بالأعمال الأكثر سهولة.
أصحاب حوانيت. وباعة جائلون. وحلوانية. وجناينية ... إنهم الإسفنجة التى تمتص
الثروة إلى خارج Deoa]
ولكن كان ينظر إليهم على أنهم أشرار أكثر من أى شىء آخر. فالموريسكيون
تآمروا مع أعداء إسبانيا الخارجيين. على حين كان المزيد منهم داخل البلاد يخرجون
على القانون. بحيث يتحولون إلى عصايات للسرقة أو قطع الطريق sic. .(monfies)
المستوى الرسمى. ظهر هذا الإحباط فى التشريعات المتشددة باطراد التى وضعت
259
بقصد كسر مقاومة الموريسكيين. ولكن Ale لم تكن هذه القوانين توضع مود
التنفيذ. ففى قالنسيا. كان ملاك الأراضى من النبلاء يعتمدون على الموريسكيين
لفلاحة ضياعهم وبذلك يحمونهم قدر الإمكان.
وقد حدث خط التطور الآخر داخل المجتمع الموريسكى. ففى غرناطة وبقية
إسبانيا كان المجتمع الموريسكى قد حرم إلى حد كبير من زعمائه الطبيعيين. الذين
كانوا قد رحلوا إلى شمال أفريقيا. وعلى أية حال. بقيت أعداد كافية من الطبقات
المتعلمة والمتدينة للحفاظ على أصول الديانة الإسلامية وبدأت الجماعة أيضا تطور
نخبة جديدة. وكان كثير من هؤلاء الرجال. مثل العالم ألونسو دی کاستیللو Alonso
de Castilli كانوا متنصرين حقيقيين. ولكنهم مع هذا لم يفقدوا إحساسهم بالارتباط
بعائلاتهم وأصولهه''). لقد صار الموريسكيون بسرعة بارعين فى التوافق مع العقيدة
المسيحية أحيانا وبشكل متردد. فعندما كانوا يتعرضون للضغط كانوا يحضرون
أطفالهم للتعميد. ولكن بعد الاحتفال. يعودون إلى بيوتهم ويغسلون بعناية كل آثار
المياه المقدسة للكقار. وعندما أطلقت عليهم أسماء مسيحية» لم يكونوا يستخدمونها قط
فيما بيتهم. وإذا حضروا الخدمات الكنسية المسيحية. كانوا يقو ن الكلمات الخاطئة
أو يتكلمون فى أماكن غير مناسبة فى الاحتفال. وهم يتظاهرون بالجهل. وكان
المسيحيون القدامى الحانقون الهائجون يشيرون إلى هذه الفضائح التى تحط من
شأن الطقوس المقدسة وتسىء إليها. واستمر الموريسكيون فى إعطاء الصدقات التى
نص عليها القرآن ¿ الكريم. وفى أداء فريضة الصلاة عندما يكون ذلك ممكنا ويعلمون
أولادهم قراءة الكتب الدينية. وعندما كان أحدهم يموت كان أقاريه يرشون حفارى
القبور حتى لا يدفنوا الموريسكى الميت فى فناء الكنيسة وإنما فى الأرض المفتوحة
التى لم تكن مكرسة للكنيسة. . ولم يكونوا يتعاملون مع السلطة المسيحية على الإطلاق.
فقد وجد الكهنة العاملون فى المجتمع الموريسكى بطرطوسة أنهم كان يتمون عملهم
فى الاعتراف بسرعة فائقة. لأن الموريسكيين ؛ «عندما يعترفون لا يكشفون إطلاقًا عن
أية خطاياء ولهذا لم يجدوا شيئا للاعتراف»"'. ويمكن أن نخرج بشعور عن كيفية
مقاومتهم من المرسوم الذى صدر فى أوران Oran التى كانت تحت الحكم العثمانى
260
فى سنة p VOW والذى أسبغ الشرعية على بعض الحلول الوسط بشأن تشددهم فى
التمسك بدينهم:
«استمروا فى الصلاة حتى إذا اضطررتم للصلاة فى صمت أو بالإشارة.
«أوفوا بالتزامكم بالزكاة بأية وسيلة لفعل الخير تجاه الفقراء. وتذكروا أن الله
لا يعبأ بالظاهر, وإنما بالنية الداخلية فى قلوبكم
«وللوفاء بقوانين التطهرء. استحموا فى البحر أو النهر؛ وإذا كان ذلك ممنوعًا
فقوموا بذلك ليلا وسيكون صالحا GLS مثل القيام به فى ضوء النهار
«توضأوا قبل الصلاة أو حتى يتمموا حائطا
«إذا أرغمتم ساعة الصلاة على تبجيل الأصنام المسيحية ... فانظروا إلى
الأصنام عندما يفعل النصارى ذلك» ولكن فكروا فى أنفسكم أنكم تسيرون على
الصراط المستقيم حتى ولو لم تكوتوا فى مواجهة القبلة.
«إذا اضطررتم لأكل لحم الخنزير. فافعلوا. ولكن بعقل صاف واعترفوا aL
لسن حلالاً. كما يجب عليكم بالتسية لأى شوء oA
«إذا اضطررتم إلى أخذ الفائدة (الممنوعة فى الشريعة الإسلامية) فافعلوا مع
تصفية نيتكم وطلب المغفرة من الله.
«إذا حكم عليكم الكفار. وكان بوسعكم أن تظهروا غير ما تبطنون. فافعلوا ذلك
وأنتم تنكرون بقلوبكم ما تقولونه بألسنتكم. وهو ما أنتم عليه مرغمون»“'.
ولم يكن هناك أمر كان فيه عزم الموريسكيين على المقاومة أقوى منه فى موضوع
الختان. فلم يكن الذكور المسيحيون يختنون عادة. على حين كان المسلمون واليهود
يختنون. لقد كانت نقطة هوية محددة ولا يمكن القضاء عليهاء فعل دم لا يشبه إطلاقا
طقوس التعميد C Lal وكان le gine من جانب شارل الخامس شخصيا فى
261
غرناطة سنة ١١١٠ء فيما عدا Gaby من الأسقف أو الحاكم الأكبر فى المملكة. وكانت
عقوبة الختان هى النفى الدائم وخسران جميع الممتلكات. وبذلت جهود قوية لتعقب
أولئك الذين كانوا يقومون بعمليات الختان. وكانت.القابلات الموريسكيات ممنوعات
رسميًا وصدرت تعليمات للقابلات من المسيحيات القدامى بإبلاغ أى قسيس إذا
وجدن طفلا قد تم JD ata
ولكن بحسب برنارد فنسنت Bernard Vincent كانت الأغلبية الغالبة من الذكور
فى غرناطة يختنون باستمرار فى العقود ما بين الحرب الأولى والحرب الثانية فى
ألبوخاراس. وتشير سجلات محاكم التفتيش فى ثالنسيا إلى أنه فى ثلاث قرى
فى سنة ٤۷٥۱م كان ما يقرب من ثمانين GUL من السكان الذكور مختنين. ولكن
حينما كانت السلطات تحاول أن تكتشف المسئول. يقايلهم جدار من الصمت أو من
التعليمات المضللة. وقد قالت إحدى الموريسكيات فى قالنسيا إنها لا تعرف من الذى
فعلها. فقد كان ابنها قد أخذ منها وعندما أعادوه. كان قد تم ختانه. وقد ألقى آخرون
اللوم على أشخاص غير معروقين أو على أولئك الذين كانوا قد ماتوا وصاروا آمنين
بالفعل. وقد سعت السلطات المسيحية إلى الإمساك بمن يقومون بالختان ولكنهم كانوا
يفشلون عادة؛ وعندما كانت هذه السلطات تنجح. فغالبا كان الذين يقومون بالختان
يلقون أقصى عقوبة, وقد حكم على أحدهم بالحرق Ga فى فالنسيا سنة CU AV CAV
وعلى أية حال. بقى الموريسكيون مسالمين فى الظاهر. بشرط ألا تقوم السلطات
المسيحية بتهديد هويتهم الاجتماعية والدينية بشكل خطير. كانوا راضين بالانتظار.
لأنهم كانوا يعتقدون أنهم سوف ينتقمون من أعدائهم. الذين كانوا مذنبين بسوء النية
فى سنة e MEAS وحنثوا بأيمانهم التى حلفوا عليها. وفى غرناطة وربما فى أماكن
أخرى فى الجماعات الموريسكية بإسبانيا كان هناك اعتقاد بأن السيادة المسيحية لن
تدوم إلى الأبد. واستمر الموريسكيون تحت الحكم المسيحى يسخرون من التعليمات
القانونية التى كانت تحد من حريتهم. وفى نظر المسيحيين كان هذا شذوذا لا يمكن
السكوت عنه. لأن الموريسكيين بدوا بملابسهم ولغتهم وسلوكهم وكأنهم يزدرون كل
262
شىء يقدم إليهم ويستخفون به. وبين الحين والحين كان تصاعد العداء على المستوى
الشعبى يدخل السجل التاريخى. وفى إحدى المحاكمات فى قرطبة روى أن sah
المسيحيين القدامى صاح ضد الموريسكيين فى الشارع «يا كلاب» من الذى أحرق
الصور والصلبان والكنائس ووضع سر القربان المقدس فى روث البقر» وصاح آخر
«الموت لهؤلاء السدوميين الذين تحولوا عن ديانة يسوع المسيح»"'.
7م وقدمت تفسيرات عديدة لهذا التشدد المفاجئ فى المواقف تجاه الموريسكيين.
فقد جلس على عرش إسبانيا ملك جديد. «ما كان يمكن شراؤه تحت حكم شارل الخامس
لم يكن ممكنا فى ظل حكم فيليب الثانى». إذ إن القوة الصاعدة للعثمانيين فى غرب
المتوسط والدليل الواضح على اتصال الموريسكيين مع أبناء دينهم زاد من المخاوف
من «العدى قى الداخل». وبدأت السلطات تسمع تقارير عن أن المرتدين الموريسكيين
فى الجبال كانوا يبدأون فى تشكيل عصابات حرب كبيرة. وأنهم يهاجمون حتى
المجموعات المسلحة جيدا من المسافرين المسيحيين على الطرق. والمجتمعات الصغيرة
UE aa وصارت محاكم التفتيش فى جميع أنحاء إسبانيا أكثر نشاطا. وفى يوم.
مايو سنة ١١١٠م أعيد إحياء المراسيم المعلقة منذ زمن طويل بشأن غرناطة وزادت
قوتها. وكان الرئيس الجديد المعين مجلس القضاء الملكى فى ALG E أعلى هيئة
قانونية فى المملكة. هو بدرو دى ديزا .Pedro de Deza وكانت لديه تعليمات بأن
يفرض بالقوة المرسوم الجديد حرفيا. ولكى لا يكون هناك أى غموض أو «Quid أمر
بطباعة نسخ من القيود الجديدة على أن توزع وتنشر فى يناير سنة VOW فى
ذكرى استيلاء فرديناند وإيزابيلا على المدينة.
وفى سنة 168١م استأنف فرانسیسکو نونيز ميولى Francisco Nunez
Muley وهو موريسكى ومتنصر مخلص للمسيحية. ضد مرسوم سنة 951١م الذى
كان يدعو إلى القضاء على عادات الموريسكيين ومنع استخدم اللغة العربية:
263
«كيف يمكن أن تأخذ قومًا بعيدا عن لغتهم الأصلية التى ولدوا بها وتربوا عليها.
إن المصريين والسوريين والمالطيين وغيرهم يتحدثون ويقرأون ويكتبون العربية
وهم مسيكيون معنا o] bal الور كيين حميها sioe فى peadas
فیما بقی من سنوات عمرهم. وباختصار فإن المرسوم قصد به أن يدمرنا. وفرضه
بالقوة يسبب الآلام UY الذين لا يمكنهم تحمل مثل هذا :الغبه. وهم يهربون من
البلاد...»(“'.
وعندما هب الموريسكيون فى ثورة فى السنة AGN كتب أحد زعمائهم» محمد
المسيحية:
إن عبادة أصنامهم المرسومة
لسخرية من الخفى العظيم
وعندما تدق الأجراس علينا أن
نجتمع لعبادة الصورة القذرة؛
فى الكنيسة يقوم الواعظ
بصوته الأجش مثل البومة الصارخة
وهو يبتهل بالخمر ولحم الخنزير
وتتم صلاة القداس مصحوبة بالخمر؛
فى تواضع زائف. يعلن
أن هذا هو القانون الإلهى!”'
204
وكل عنصر- الأجراس الصاخبة. البومة (طائر الفأل السيئ. والخمر لحم
الخنزير القذر- كان SY قراءه وسامعيه بأن المسيحية تهدف إلى تدميره").
وكان الموريسكيون يسمون القساوسة الإسبان «الذئاب. لصوص بلا رحمة. يتسمون
بالكبر والغطرسة. والعبث. اللواط. التراخى الأخلاقى. التجديف. والخروج على
العقيدةء والمباهاة. والصلف. والطغيان. والسطوء Ul s
كان للمرسوم الجديد هدف واحد. وقد كان مصممًا فى النهاية للقضاء على
الفروق التى كانت تسمح للموريسكيين بالتمسك بهويتهم المنفصلة. فقد منع بطريقة
منظمة كل تلك التمييزات التى حددت بناءهم الاجتماعى. وكان عليهم أن يتعلموا اللغة
القشتالية فى غضون ثلاث سنوات» وبعدها سوف يتم منع اللغة العربية Ule وفى
الخفاء. US y الوثائق المكتوبة GUL العربية يجب أن تلغى وتصبح باطلة. وتضمن
هذا أية ممتلكات موثقة أو بعقد. وكان يجب إخضاع كل الكتب العربية للتفتيش.
ويمكن الاحتفاظ بتلك الكتب التى تبدى غير ضارة. ولكن ليس لفترة أكثر من ثلاث
سنوات» ويجب السماح بالملايس الإسلامية لمدة سنتين على الأكثر. وبعدها يجب على
الموريسكيين أن يلبسوا مثل القشتاليين. وكل الأسماء الشخصية وأسماء الأسر
الإسلامية وجميع سجلات النسب كانت ممنوعة. وكذلك منعت كافة أشكال الرقص
والغناء التقليدى التى تسمى cols -Zambras. Leilas أشد الشروط خطرًا منع
الوثائق واللغة العربية. والقضاء على علامات النسب أو أى ذكر لها. وعلى مدى عدة
سنوات» كانت السلطات فى غرناطة تقوم بفحص مراسيم الألقاب وتصادر أية ملكيات
للأرض لم تكن تتماشى بالضبط مع ما جاء فى المراسيم. وقد رأى الموريسكيون
الأثرياء فى المرسوم وسيلة شاملة لتجريدهم من أصولهم ولإثراء الموظفين وغيرهم
من المسيحيين القدامى. وكان منع الأنساب قد قطع قلب البناء الاجتماعى لأنه كان
سيجعل الزيجات داخل نظام العشيرة القديمة Mol مستحيلا.
وصدر المرسوم فى حينهء وفى اليوم نفسه دخلت جماعات من الجنود حمامات
المسلمين فى غرناطة. التى كانت ممنوعة فى ظل التعليمات- ويدأوا تدميرها. وكان
265
واضحًا أن هذه القوانين الجديدة لن تكون حبرًا على ورق مثل التشريعات السابقة.
وتم عقد اجتماعات على وجه السرعة فى ألبيثيم Albaicim حيث تقرر أنه مالم تتوقف
الشروط. فإن الموريسكيين سوف يثورون كما فعلوا سنة MENS وتم نشر مرسوم
أخير يأمر GL فى عيد رأس السنة فى 1574م يجب أخذ جميع أطفال الموريسكيين
فيما بين سن الثالثة والخامسة عشرة إلى القسيس المحلى» الذى سيضعهم فى
مدرسة حيث يجب أن يتعلموا GUI القشتالية والدين المسيحى. وكان هناك الكثير
من الوفود للاحتجاج لدى رئيس مجلس القضاء ديزا. ولكنه أخبرهم أن الملك كان قد
عزم على إنقاذ أرواح الأطفال الخالدة وأن القرارات كانت نهائية. وكانت هناك أعمال
شغب فى أثناء شهر أبريل سنة 1674م فى العاصمة وفى الجبال. فقد كان هناك
إحساس متصاعد بأن هناك تخطيطا لانتفاضة وأصدرت الحكومة أوامر بمصادرة
كل الأقواس والبنادق التى كانت قد صدرت بها تراخيص للصيد 00 كانت الشائعات
حقيقية. لأن الموريسكيين. بإحساس التضييق عليهم كانوا قد وضعوا خططا شاملة
للانتفاضة فى يوم رأس سنة 1514١م, فى كل من المدينة والجبال. ثمانية آلاف رجل,
فى ملابس الأتراك لبث الرعب فى نفوس المسيحيين. كان مخططا أن يزحفوا إلى
غرناطة حيث سوف يغلق حى المسلمين Albaicin البوابات ويبدأون الثورة. بيد أن
الخوف والكراهية فى الريف بلغ حدا جعل الانتفاضة تبدأ قبل موعدها. وتم ذبح
الجنود والحاميات المحلية فى القرى واليلدات الصغيرة. ويحلول يوم YY ديسمبر.
كان Bl وثمانية وعشرون IS قد هبت فى انتفاضة ثائرة. ونجحت غارة فى
غرناطة نفسها ولكن شابها سوء التنسيق. كانت جذور الانتفاضة وقوتها بين سكان
الجبال فى ألبوخاراس.
Mondejar الذى كان يعرف غرناطة وألبوخاراس. قد أخمد الثورة بالفعل وفى
كل قرية قدم شروطا للاستسلام» ولقى أولئك الذين خضعوا معاملة طيبة. Lol
أولئك الذين لم يخضعوا فكان مصيرهم القتل أو الاستعباد. ولكن بعد ذلك تم إلغاء
تنازلاته وحل محله فى القيادة دون جون الأخ غير الشقيق للملك. وفى ذلك الحين
206
أيقن الموريسكيون أنهم يواجهون الموت أو العبودية حتى إذا خضعوا للملك. ولذلك
واصلوا qual بمزيد من اليأس. ولم يتنازلوا عن مدينة أو قرية إلا بعد أن كبدوا
الإسبان (وتكبدوا هم أيضا) عددًا كبيرًا من الأرواح. وفى الوقت الذى أخمدت فيه
آخر علامات الثورة يوم gale V4 ٠/151م, كانت الحملة قد تكلفت ستين ألف قتيل
إسبانى ومليون 54 P SS وعلاوة على cell حسبما لاحظ السفير البندقى ليوناردو
دوناتو Gls Leonardo Donato لى كان الأتراك قد أرسلوا أسطولاً لمساندة
الموريسكيين بدلا من التحول ضد البندقية. لكانوا قد أوقدوا شعلة يستحيل إطفاؤها
ولجعلوا الثورة تمتد إلى مرسيه. وقالنسيا. وقطالونيا وأراجون. ولتوقع رجال
الدولة الإسبان أن يتدفق نصف الهوجونوت الفرنسيين فوق جبال D usta all
لم يكن جميع الموريسكيين فى مملكة غرناطة قد انضموا للثورة. ولكن أولئك
الذين نجوا ولم يصبهم أذى عوملوا جميعا المعاملة نفسها. وفى يوم Jal نوفمبر سنة
a oV طلب من الموريسكيين الباقين أن يتجمعوا فى بلداتهم Vaal js s ووصلت
تجريدة من الجنود عند كل نقطة تجمع. وقسمت السكان إلى مجموعات كل منها ألف
وخمسمائة فرد. يحرسها فرقة من مائتى جندى. كان من المتوقع أن يسير الرجال
والنساء, وأن يحملوا أطفالهم وكبار السن. ومن خلفهم ممتلكاتهم الشخصية مكومة
فوق العريات: ؤبينما اتجهو| سوب الشمال أو الغرب. إلى قشتالة. كان يتوقع منهم
أن يقطعوا مسافة ثلاثة عشر ميلا فى اليوم. وكان المفروض أن يتناولوا وجبتين
جيدتين فى كل يوم. وفى الممارسة. كانت عملية الطرد الأولى لما يزيد على خمسين
Lill فوق طرق سيئة وفى طقس ردىء أمرًا يستحيل تدبيره أو تنسيقه. وبحلول
الوقت الذى وصل فيه الموريسكيون مقصدهم فى قشتالة القديمة والجديدة. كان
عشرون GUL منهم على الأقل قد ماتوا فى الطريق بين نوفمبر 191١م وربيع سنة
DADA والعدد الإجمالى حوالى ثمانين ألفا تم اقتلاعهم من بلداتهم وقراهم,
وأعيد توطينهم فى مجتمعات لم تكن لديها رغبة فى استقبالهم. وتم ترك عدد قليل.
وعدد من رجال العصابات والموريسكيين الذين فروا إلى الجبال بدلاً من الخضوع
للعدالة المسيحية [الجائرة]. بيد أن هذا التطهير العرقى تحقق بثمن فادح. لأن الإقليم
267
الذى كان 152352 صار Ée على الدولة الإسبانية. لقد أفرغت غرناطة بالفعل من
سكانها السابقين. وحتى عندما أعيد توطين المسيحيين من الشمال فيهاء لم تستعد
المملكة رفاهيتها السابقة قط.
كان المنفيون الغرناطيون فى قشتالة. تحت المراقبة الدائمة» وقد أخذ ee
أطفالهم ليعيشوا فى عائلات مسيحية قديمةء ما زالوا يثيرون المخاوف الوحشية بين
المسيحيين. وقد أثار الغرناطيون السابقون اهتمامًا خاصًا من محاكم التفتيش حيثما
استقروا. ومع هذا وعلى الرغم من الزيارات الأسبوعية من القساوسة. كان الكثير
ما زالوا غير قادرين على أن يصيروا «مسيحيين مخلصين وطيبين». ققد كان Jal
غرناطة ما يزالون يحافظون على طرقهم القديمةء سواء فى دينهم أو فى «وحشيتهم
المفترضة». وفى سنة 191/7م. أخبر أحد الموريسكيين من أراندا Aranda على نهر
دوير Duero فى أعماق قشتالة. القساوسة المحليين أن «الموريسكيين الذين أخذوا
من غرناطة ينوون الثورة مرة أخرى والاستيلاء على التلال عندما يكون الوقت
I Cas وكان الموريسكيون فى قالنسيا ومرسية وأراجون يشكلون خطرًا أكبر,
لأنهم يستطيعون أن يتحدوا مع العثمانيين ويرشدوا السفن القادمة من الجزائر فى
هجماتهم على الساحل الإسبانى. وقى سنة ١8١١م سرت شائعات على نطاق واسع
بأن الموريسكيين فى غرب الأندلس على اتصال بشمال أفريقيا وكانوا يخططون
لإنزال قوات من ٠ (1 AL وبدا أن الخطر (الذى بنى على الشائعة وبعض الأدلة
Nate PT EE والبراهين)
وبعد عشر سنوات فقط من تفريغ غرناطة من سكانها بالكاد. اجتمع فيليب
الثانى ومستشاروه فى ليسبون Lisbon لمناقشة المسألة الموريسكية. وفى سنة
١ م كان فيليب قد diem البرتغال. sn صار آنذاك حاكما un
268
على الحل. وكان من المتفق عليه ضرورة وجود حل كامل ودائم. GY لم يعد بوسع
إسبانيا أن تخاطر بوجودهم. وطلب اللك الاقتراحات. وكان أحد الاقتراحات أنه
يجب تكديس السكان الموريسكيين جميعا على متن سفن قديمة ثم تغرق فى اليحر بمن
على متنها. ولكن الصعوبات اللوجستية كانت حائلا لا يمكن التغلب عليه. وكانت هناك
حاجة إلى الأسطول فى الفلاندرز. وعلى مدى العقدين التاليين تم اقتراح مشروعات
خيالية أخرى لأن الملك مد نطاق الاستفسار. وكان هناك اقتراح آخر يقضى بتشغيل
جميع الذكور فى السفن حتى موتهم. مما يحقق فائدة كبرى للدولة. واقتراح غيره.
من قسيس من أصل موريسكى هو دوريكال Durrical الذى اقترح حلا يناسب مربى
الماشيةء ينبغى أن يأمر الملك بأنه. لايجب على الموريسكى أن يتزوج موريسكية. وإنما
يتزوج فقط من المسيحيين القدامى. وسوف ينشأ الأطفال مسيحيين. على حين أن
الذكور البالغين لن ينجبوا وسوف يتلاشى نسلهم»! T
فى سنة ۸۷٥۱م أجاب أسقف سيجوربى Segorbe مارتن دی يالفاتييرا Martin
de Salvatierra على طلب فيليب إيجاد حل ببرنامج يتسم بالصفاقة المتسرعة. ففى
نظر سالفاتييرا كان من الخطر GLS السماح للموريسكيين «هذا الشعب الشرير
المؤذى» بالذهاب إلى شمال أفريقياء حيث سيعززون قوة أعداء إسبانيا. وكان
أحسن رد أن جميع الرجال والنساء والأطفال الموريسكيين. يجب أن يتم خصيهم أو
استئصال مبيض الإناث منهم. ثم يمكن أخذهم إلى أماكن خاوية فى العالم الجديد
ويتركون هناك E وفى السنة التالية, اقترح ألونسو جوتييريز الإشييلى Alonso
legs Gutierrez of Seville من نظام العشيرة cus يتم وضع علامة على وجه كل
موريسكىء حتى يمكن التعرف عليهم ثم يرسلون إلى العمل. فإذا ما زادت الأعداد عن
الحد. فيجب اختيار البعض لكى يتم إخصاؤهم «وهو ما يقعلونه بالهنود الحمر دونما
صعوبة Uus uS هذه الحلول البروكرستيزية!*). كانت تشترك فى عامل واحد: هو
(x) نسبة إلى بروكروستيز Procrustes الذى تقول الأساطير الإغريقية إنه كان لصا يضع سريرًا
لكى يمدد عليه ضحاياد. فإذا كانت الضحية أطول من السرير قطع أطراقها حتى تتواءم معه.
وإذا كان العكس مد ساقى الضحية أو مطها. والمقصود هنا أن هذه حلول تعسفية مقترحة للمسألة
الموريسكية (المترجم)
269
التخلى فعليا عن أى Jal فى تنصير الموريسكيين أو استيعابهم. وبينما كانت الأخطار
الحالة سياسية. من الأتراك ومن البرتستانت- فإن التعامل مع الموريسكيين كان
جوهريًا لأن الشكوك التى عاشت طويلا بشأنهم كانت تقول إنهم خبثاء بالميلاد. وقد
وضع أسقف سيجوربى الموريسكيين واليهود فى حزمة واحدة باعتبارهما مخاطر
تجابه إسبانيا: «هذا الشعب الشرير أعمى ومتمرد فى كفره بشروره الخالصة وروح
التمرد caue كما كان الحال وكما هو الحال بالنسبة is gall الذين يقاومون الروح
القدس»“'.
ولاشك فى أنه كان هناك بعد سياسى جعل الخوف من الموريسكيين يظهر حقيقة
وليس وهما: إذ إن فكرة مؤامرة بين اليهود الإسبان والمتنصرين وعدو خارجى
(يهود إستنبول أو الفرنسيون أو البروتستانت) كانت راسخة. وعلى الرغم من أنها
كانت تطفو على السطح Gel فقد كان لها أساس بسيط أو لم يكن لها أى أساس فى
الحقيقة. ولكن الصلات بين الموريسكيين والأعداء المسلمين الخارجيين كانت حقيقية
Ly فيه LUSH فقد حاربت فرقة من الجنود العثمانيين معهم فى البوخاراس» كما أن
القراصنة الموريسكيين أغاروا على السواحل. وتظهر جريمة «الهروب إلى البربر»
من وقت لآخر فى سجلات قصر الحمراءء قيادة الأركان العسكرية فى غرناطة.
وأمرت محاكم التفتيش «بتطبيق القوانين»: أو صادقت على السجن البطىء وتفتيت
عظام الأرجل لكى تستخرج الاعترافات من الأعداء الداخليين من الموريسكيين. وكانوا
يعرفون أن الموريسكيين. الذين كان كثير منهم باعة جائلين وحمالين» كانوا يعبرون
إسبانيا بالطول والعرض. وهم يحملون معهم الأخبار وبعض الكتب الإسلامية
أحيانًا. وكانوا يجلبون أخبارًا عن هزائم الإسبان فى البحر المتوسطء وهو ما كان
يقابل بالفرح. على حين كانت هزائم العثمانيين مثل تلك التى حدثت فى ليبانتو ثقابل
بالاستياء. وقد تعلم أفراد الجماعات الصغيرة الذين عاشوا فى واحدة من القرى أو
البلدات المسيحية القديمةء أن يهمسوا بالنبوءات وكذلك كان حال الفرد الموريسكى
الذى يعيش متظاهرًا بأنه مسيحى.
270
فى سنة VOUS م. وفى وسط الحرب من أجل ألبوخاراس. انتزعت محاكم التفتيش
فی غرناطة اعترافا من موريسكى اسمه زكريا. وقد أخبرهم أن قومه كانوا متأكدين
أنهم على وشك أن ينتقموا من المسيحيين. وكتب سكرتير المحكمة «لقد تعلموا فى
كتب القصص أنهم سوف يستعيدون أرضهم وأن المسلمين البربر سوف ينتصرون».
وكل Gull الإسبانية فى أفريقيا سوف تسقط فى أيديهم؛ ثم اعتقد الموريسكيون «أن
جسرا مصنوعا من النحاس سوف يظهر عند مضيق جيل طارق. وسوف يعبرون عليه
ويأخذون إسبانيا كلها حتى Lll كانت كثير من هذه النبوءات جديدة تمامًا
وليست من التراث القديم. وقد نمت آمال الانتقام من انتصارات الإسلام فى الأماكن
الأخرى. وقال الموريسكيون لأنفسهم إن «الأتراك سوف يسيرون بجيوشهم إلى
روما ولن يهرب المسيحيون فيما عدا أولئك الذين سوف يعودون إلى حقيقة النبى؛ أما
الباقون فسوف يصيرون أسرى أو يقتلون»! E وبدا الموريسكيون فى عيون معظم
الإسيان خطرًا مستمرًا على العقيدة وخطرًا على VAY ga
وعلى أية حال. لوحظ أن النقطة التى تم طرد الموريسكيين عندها تصادفت مع
أدنى مستوى من التهديد من جانب العثمانيين فى البحر المتوسط على مدى سنوات
عديدة. ومع هذا. فإن الطرد كان مخططا باعتياره العلاج ليس لداء عضال Gal s
لمرض مزمن. وقد عبر سيرفانتس عن الموقف الشعبى تجاه الموريسكيين عندما كتب
من خلال إحدى شخصياته الكلبية فى روايته «حوار الكلاب». «إنهم الحمى البطيئة
التى تقتل بصورة أكيدة مثل الحمى الشديدة» UT ومضت المجادلة لتقول إنه مادام
بقى الموريسكيون فى إسبانيا فلن تستطيع الأمة أن تزدهر أبدًا. وكانت هناك حالات
أفضل وأكثر عقلانية ضد الطرد على أسس اقتصادية. ولكن فى جدل استمر على مدى
عدة عقود. لم يستطع أولئك الذين عارضوا طرد الموريسكيين أن يردوا على حجة لم
يكن لها أساس فى الحقائق والأرقام. فقد كان الموريسكيون بالنسبة لأعدائهم مرضا
فى الجسد السياسى؛ وكان لابد من إخراجه منه بأية وسيلة ممكنة؛ مثل بعض حالات
المزاج الشرير. وعلى الرغم من أن طرد اليهود سنة ie MAY كان ما يزال ماثلاً فى
أذهان كل من يهمهم الأمر. فإن الموقف لم يكن متماثلاً بالضبط. ففى سنة «MAY
271
كان قد تم رسم خط تقريبى يفرق بين اليهود والمسيحيين الجدد الذين كانوا من أصل
يهودى. والواقع أن اليهود والمسيحيين الجدد قد يقوا. وفى السنوات الحديثة كان
هناك جدل عنيف Lee إذا كان طرد اليهود سنة ١١٤٠م على أساس العرق أو العقيدة.
فإن المسألة ما تزال مفتوحة؛ على أية حال فإنه من الواضح أن طرد الموريسكيين
سنة NAVE- VVA كان متوقعًا على أساس UT 8 adl
والمذمة التى حولها العالم بدرو أزتار كاردونا Pedro Aznar Cardona ضد
الموريسكيين فى سنة ١١١١م كانت مختلفة عن أية مذمة ماضية ضد المسلمين. فقد
قال إن الموريسكيين:
«وباء. أرائل. مهملين. وأعداء للآداب والعلوم. وهم يربون أطفالهم دوتما
تعليم؛ وهم أغبياء وكلامهم فيه وقاحة. ولغتهم بربرية. وملابسهم سخيفة. وهم
يأكلون على الأرض ويعيشون على الخضراوات» والحبوب. والفاكهة. والعسل
واللبن؛ وهم لا يشربون الخمر ولا يأكلون اللحوم إلا إذا ذبحوها بأنفسهم؛ وهم
يحبون الاحتيال والقصصء والرقصء والتريض. والنزهة وغيرها من الانحرافات
الهمجية؛ وهم يعملون بالأعمال التى تتطلب القليل من العمل مثل النسيج. والحياكة,
وصناعة الأحذيةء والتجارة وما أشبه ذلك. وهم باعة جائلون يبيعون الزيت» والسمك.
والحلوى» والسكر. والبيض. وغيرها من المنتجات. وهم حمقى فى حمل الأسلحة
وهكذا. فإنهم جبناء ومخنثون. وهم لا يسافرون سوى فى جماعات؛ وهم حسيون غير
مخلصين. وهم يتزوجون شبابا ويتكاثرون مثل الأعشاب الضارة malas hierbas
بحيث يزحمون الأماكن ويلوثونها».
ولم يكن الجميع يتفقون معه. ذلك أن المجادلات المعقدة والمكروبة فى غالب الأحيان
كانت تعترف بالظلم والخطيئة فى طرد الموريسكيين البالغين ممن كانوا مسيحيين
مخلصين وإبعاد JULY! الأبرياء. وكانت هناك اقتراحات بأن أطفال الموريسكيين
الصغار جدا يجب الحفاظ عليهم فى إسبانيا وينشأون مسيحيين طيبين» بعيدا عن
التأثيرات المفسدة لوالديهم. وهو ما تم الاتفاق عليه فى نهاية المطاف. وبتعبير المؤرخ
272
باسكوال بورانات إى براشينا. الملتخصص فى عملية الطرد وصاحب التأثير الواسع.
الذى قال لاحقا: «كان قانون الرعاية شديد الوطأة. ليس فقط على الأقراد المذنبين.
ولكن على الناس أجمعين. على الأب والأبناء. على الكبير والصغير سواء بسواء:
وخطيئة النسل (Pescado de raza) خطيئة الأمة بأسرها لأنها غرست المراوغة
العنيدة فى وجدان الموريسكيين الذين تم تعميدهم, ولم يكن ممكنا تخليصهم من هذا
بعقاب أحد الأفرادء وإنما فقط من خلال إنزال العقوبة بكل أولئك المذنبين بجريمة
التواطؤ والتضامن مع الارتداد العام عن الدين المسيحى... لقد كان الأطفال يدفعون
ثمن خطايا آبائهم»““.
لقد كان يعبر بعد قرون مرت على الحدث. عن المشاعر العنيفة تجاه الموريسكيين
التى كانت ما تزال تعتمل فى وجدان إسبانيا الكاثوليكية فى منتصف القرن التاسع
عشر. وقد كتب عن مرسوم الطرد الصادر فى ۲۲ سبتمبر 1105م «ونأتى «OE
أخيرا. إلى الساعة القن كدر iei الموريسكيون جذورا وفروعًا (la raza Morisco)
عن سلسلة طويلة مملة من الدنس؛ والتجديف؛ وتدنيس المقدسات. والتخلى عن
المسيحية, والمؤامرات السياسية داخل صدر بلادنا العزيزة. لقد قضى الأمر Alea
.“ Jactaest
كان القرار النهائى Shas الطرد إلى شمال أفريقيا Yas من القتل الجماعى. وعند
هذه الدرجة كانت الإنسانية قد انتصرت على السياسة الواقعية. ففى المنفى. استمر
استياء الموريسكيين من طردهم LL فى نفوس ذريتهم. وفى القرن العشرين. كانت
بعض العائلات ما تزال قادرة على أن تظهر مفاتيح قديمة وقالوا إنهم سوف يفتحون
بها أبواب بيوتهم القديمة فى إسبانيا. وفى المرسوم. كانت هناك بعض التنازلات. فلم
يكن مطلوبًا من كل أولئك الذين ينحدرون من أصول مغربية أن يرحلوا. وكان يمكن
للموريسكيين أن يتركوا خلفهم أطفالا حتى سن الرابعة لكى تتم تنشئتهم مسيحيين.
والأطفال حتى سن السادسة ممن ولدوا لأب من المسيحيين القدامى وأم موريسكية
كان يمكن أن يبقوا ومعهم أمهم؛ ولكن إذا كان أبوهم موريسكيا وأمهم من قدامى
النصارىء فلابد من طرده وإبقائهم. وكان من الممكن أن تكون هناك حالات إعفاء
لأولئك الموريسكيين الذين كانوا يعيشون بين ظهرانى المسيحيين فقطء وأولئك الذين
كان يمكنهم الحصول من أحد الأساقفة ومن قسيس محلى على شهادة بمسيحيتهم
الحقة. كان لهذه العبارات أن تريح ضمائر أولئك الذين لم يستطيعوا أن يتحملوا ذنب
عقاب الأبرياء UT ولم يكن هناك وقت أمام الموريسكيين لاتخاذ من يمثلهم. وكان
المتوقع أن يكون الطرد كليًا.
وهكذا. لم يتم طرد جميع الموريسكيين؛ على الرغم من أن الخروج كان شاملا
بقدر ما كانت حكومة فى القرن السابع عشر تأمل فى تحقيقه. واستمر رجال
العصابات وقطاع الطرق من الموريسكيين فى اجتياح إسبانيا. وكانوا يعاودون
الظهور بين الحين والحين فى سجلات محاكم التفتيش. وقد حدثت آخر محاكمة
للموريسكيين فى قرطاجنة سنة 1714م. حيث تم اكتشاف مجموعة داخل مسجد
سرى **'). وبالنسبة لكثير من الإسبان. فى القرن التاسع عشر كما فى القرن السابع
عشر. بدا أن طرد الموريسكيين كان ضروريا أو حتمياء وهى وجهة نظر استمرت
أيضا حتى النصف الثاني من القرن العشرين. فقد ألقى كلاوديو سانشيز- ألبورنوز
-Claudio Sanchez. Albornoz فى نهاية کتابه الذى يحمل عنوان :
Sob الضوء على المستقيل إذا لم يكن قد تم Spain: Historical Enigma
الموريسكيين:
« لا يحتاج المرء إلى خيال واسع لكى يحسب المشكلات التى كان يمكن أن يتسبب
فيها الموريسيكيون لإسبانيا. فى حال وجود قالنسيا «إسلامية» بعد ثلاثمائة سنة من
الانتصار على المسيحيين بالبلاد. ووجود عدد من الموريسكيين يقارب عدد المسيحيين
فى أراجون. فى خضم الاضطراب الذى ساد القرنين التاسع عشر والعشرين ...
لقد تجنبت الأمة أخطارا فادحة ... كانت الأغلبية الموريسكية ستفرضها على حياتنا
تاريخياء وفى الوقت الحالى 1577م وعلى مستقبلنا» C0
هنا توجد اللغة القديمة عن التحدى السكانى. حسيما جاءت فى صوت كلب
سرفانتس, وكبير الأساقفة ريبيرا وغيرهما كثر فى زمن طرد الموريسكيين. بيد أن
274
سانشيز- ألبورنزو كتب من منظور لا يتعلق بتهديد بعيد مضى عليه ثلاثمائة سنة,
Lally عن خطر أحدث زمانا. فقد أبقى الخوف من التهديد الإسلامى على ارتباط قوى
بين الماضى والحاضر. فكل الرعب القديم يمكن أن يسترد عافيته. وهكذا فإن الكارثة
ألفا من جنوده- قتلهم رجال قبائل البربر ومثلوا بهم فى معركة أنوال Anual - فتحت
الطريق أمام سيل الخوف والكراهية. كذلك فعل المتمرد الجنرال فرانسيسكو فرانكو
عندما أحضر جيش أفر يقيا بكتائبه المغربية «Moorish» إلى إسبانيا سنة YA
لقد زود الحكومة الجمهورية الشرعية بنقطة حشد قوية. لقد جلب فرانكو المسلمين
(المور (Moor إلى إسبانيا مرة أخرى. وجلب معهم البربرية. وهكذا. وعلى الرغم من
أن تسعمائة سنة من الإسلام انتهت بطرد الموريسكيين. فإن شبح وجودهم بقى منذ
ذلك الحين فصاعدًا حتى القرن العشرين.
* ok Gk
كانت الكراهية والخوف موجودين دائمًا فى المجتمع الإيبيرى وقى كل المجتمعات.
ولكنهم فى إسبانيا ركزوا على مدى عدة قرون على القسمة بين العالم المسلم والعالم
السيحى كما لم يكن هذا تجريدا نظريًا مثلما كان فى بقية أوربا المسيحية. فقد كان
الإسلام والمسيحية متداخلين فى نسيجهما فى المشهد. ققد عاشت الديانتان جنبا إلى
icis ليس فى وئام ولكن فى نوع من التوازن. وقد تغير هذا فى غضون فترة تقل عن
قرن من الزمانء عندما تغيرت الموازين. حيث تم رسميا إلغاء اليهودية والإسلام. وتم
خلق ثقافة مسيحية جديدة تدعو للوحدة. وفى القرون اللاحقة سوف يوصف هذا بأنه
هندسة اجتماعية. ولكن قى القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت يتم التلاعب
بها فى نطاق مجادلة دينية. فاليهود. المتنصرون. والمسلمون والموريسكيون اعتبروا
أعداء المسيحء وبالتدريج بات النظر إلى الموريسكيين باعتبارهم التهديد المباشر أكثر
من غيره. وسرعان ما بدأوا يجتذبون ذلك النوع من الإهانة الغريزية التى كانت توجه
275
إلى اليهود طوال Bac قرون. هذه الإساءة. التى تطورت منذ سبعينيات القرن السادس
عشر. كانت لها نهاية واحدة فى المنظور المرئي. تصنيقهم جميعا باعتبارهم مسلمين
متخفين. لقد كانوا هم العدى الدائم فى الداخل. لقد كانوا هم «الأعشاب الضارة»
التى كانت تخنق الدولة. وهكذا. فإن لغة الشارع الدالة على النفور والاحتقار تسربت
صاعدة فى المقالات العلمية التى كتبها علماء وقساوسة.
غالبا ما كتب الرجال المتعلمون باللهجة المحلية. القشتالية. والتى جعلت ما نشره
ميسورا بصورة مباشرة أمام جمهور عريض داخل الأراضى الإسبانية. ولكنها
أتاحت أيضا لهم جمهورا أوسع. ففى القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت اللغة
القشتالية لغة القوة العظمى فى أوربا. وكان يمكن قراءة الكتب المنشورة بالإسبانية
فى معظم أنحاء أوربا. وهكذا فإن الهجاء المكتوب فى إسبانياء سواء كان بالقشتالية
أو اللاتينية, كانت أصداؤه تتردد وتأثيره يمتد بعيدا Lad وراء جبال البرينيس. وقى
ذلك الوقت يجب أن نتوقف عن رؤية إسبانيا بوصفها US جنوبيا معزولاً من أوربا.
وإنما نراها فى ضوء الأفكار والمواقف. باعتبارها نقطة العقدة. فقد نشرت إسيانيا
الإيديولوجيات التى كانت ترمى إلى أن يكون لها تطبيق عالمى ولكنها كانت غالبًا
ما تضرب بجذورها فى المشاغل الخاصة بإيبيريا. وكان الرحالة الأجانب على حق
عندما تعرفوا على شبه الجزيرة الإيبيرية بوصفها متمايزة بشكل ما. لأسباب غالبًا
ما نسبوها إلى أسلافها من المسلمين. ومن المثير للسخرية أن الأنماط الأدبية التى
طبقوها غالبا على الإسبان كانت هى تلك التى كان المسيحيون القدامى قد ثبتوها على
الموريسكيين. فبعد أن كان AT الموريسكيين واليهود قد رحلوا بزمن طويل» استمرت
هذه الصور والتشبيهات موجودة. وقد ظهرت الدولة الإسبانية وكأنها معجزة قى
عيون البعض. Uys مسيحية نموذجية مرتبة نموذجا للدولة الفاضلة (يوتوبيا).
وبالنسبة للبعض الآخر كانت على العكس تمامًا. Uys آثمة. وسواء كان طرد اليهود
والموريسكيين فاضلاً أو UST فإن ذلك يعتمد على ميولك أو منظورك .
وعلى ai حال. فإن الصور واللغة لا تبقى ساكنة على حالها قط. فعند نقطة
ما بعد طرد الموريسكيين من غرناطة فى سبعينيات القرن السادس عشر وإعادة
276
إسكان Gall والقرى الخالية بالمسيحيين القدامى من Jal الشمالء بدأت تظهر فى
هذه المجتمعات مواسم وموالد للمسلمين والنصارى Fiestas of Moros. Cristiano
وبالتدريج أيضاء عندما صار المسلم شخصا بعيدا شبه أسطورى. صار الأتراك
الخطرون الصورة الحاكمة المهددة USD “ وفى بعض الأحيان كانوا يصورون
معا فى الموالد والاحتفالات. ففى سنة ١١١ح تركزت احتفالات طليطلة بنزول شارل
الخامس فى برشلونة على موكب تاريخى حول «برج شاهق الارتفاع [مصنوع من
الخشب والجص] مملوء «بالمسلمين» الذين ارتدوا الملابس ذات الطراز الإسلامى وفى
الداخل كان كبير الأتراك يدافع عن القلعة». وقد لقى المسلمون وكبير الأتراك الهزيمة
فى دورات وتم استعراضهم بالسلاسل فى أرجاء المدينة» وهم يحملون أعلامهم. هذا
الموكب التاريخى كان له رسالة واضحة ومباشرة old أهمية ملحة وعاجلة. ولكن
الاحتفال بالانتصار المسيحى على الإسلام استمر باقيا بعد أن كان غرضه المركزى قد
ol gb النسيان. وحتى co gill تحتفل مدينة يازا Baza بمنأسبة Cascamorras سحق
المسلمين يوم. سبتمبر من كل سنة. ويجوب رجال مصبوغون باللون البنى من قمة
الرأس إلى أخمص القدم يجوبون أنحاء all على حين يضربهم الناس. صائحين
بأنهم جاءوا ليسرقوا صورة العذراء. وأصل هذا الاحتفال يتوه فى ضبابية الأسرار؛
ويفترض البعض )945 ما لا يرجح) أنه يستدعى ذكرى تزمت الموحدين الشديد فى
القرن الثالث عشر. وحتى الاسم- -Cascamorras رسم غامض. وعلى أية حال.
كانت بازا نصرًا عظيمًا للملكين الكاثوليكيين فى الحرب من أجل غرناطة؛ ويمكن
بسهولة قراءة Cascamorras لأنها «سحق المسلمين» (Cascar los moros) .
وهناك احتفالات مشابهة فى جميع أنحاء ما كان ذات مرة يسمى الأندلس. وعلى
الرغم من أن المخطوطات التى تؤرخ لهذه الأحداث التى تتزايد باستمراريرجع تاريخها
إلى القرن التاسع عشر. فإن كلمتى Moros (مسلمون). Cristianos (مسيحيون)
ظهرتا فى مهرجانات قبلها بزمن طويل. ففى ألكوى Alcoy. فی فالنسياء كان age
سان جورج فى سنة p VIIA مميزا بالمواكب التى سارت خلال الشوارع وفيها بعض
الرجال يرتدون مثل «المسلمين النصارى» وغيرهم بملابس «النصارى النصارى» فى
277
ملابس ترجع إلى القرن السابق. وفى المعركة التمثيلية التى اختتم بها «JUS YI لم
تكن مفاجأة أن المسيحيين أثبتوا مرة أخرى أنهم لا يغلبون. لقد كان الهدف من هذه
الاحتفالات ألا يظهروا تفوق المسيحية على الإسلام بقدر ما كان الغرض إظهار أن :
« نقدم مشهدا عن الاتحاد المثالى وصورة عن عظمة المدينة: فلم يعد «المسلمون»
موجودين باعتبارهم شخوصا مخيفة وسخيفة ... فالمسلمون فى الاحتفالات ليسوا
محاربين متوحشين ولكنهم رجال متحضرون نبلاء» وأزياؤهم تكاد تكون دائما أكثر
أناقة من ملابس النصارىء ويبدون مهيبى الطلعة»'“
ويمرور الزمن» صارت هذه الاحتفالات معقدة بصورة مطردة ومدهشة. بأدوار
محددة خصصت ‘co وكنائس وإخوانيات محددة. ولكن فى القرى والبلدات
الصغيرة بألبوخاراس كانت الاحتفالات تحتفظ بأشكالها الأصلية وغرضها الأصلى
على مدى زمنى أطول. ففى قالور Valor حيث ولد أحد قادة حرب ألبوخاراس الثانيةء
كان التركيز على الإحسان المسيحى. فقد قدم الملك «المسلم» سيفه إلى الملك المسيحى
وركع عند قدميه. وأجاب المسيحى:
«أيها المسلمون إن الرحمة بين المسيحيين
تحيا فى قلوبنا. إنها تملأ روحنا
على الرغم من أنك مهزوم. فإننى أمنحك حريتك
)°°(
خذ سيفا وانهض»
وام يكو apta da يعو E GL i ao فقد
كانت معركة دموية من أجل السيطرة على Bab تتضور جوعًا. حيث مات مائتان من
الموريسكيين فى قتال ضد المشاة المدربين الأشداء. وعندما تخلوا عن البلدة للإسبان.
شنقوا رهائنهم المسيحيين فى برج الكنيسة. ولكن حتى فى قالور. نجحت الأسطورة
التى صنعت «المسلمين والمسيحيين» فى حجب الحقيقة التاريخية؛ كما حدث فى جميع
278
أنحاء إسبانيا. هذا الاحتفال بالاتحاد فقد غرضه الأصلى فى النهاية وصار ذكرى
فولكلورية فى أثناء القرن الثامن عشر. أى ما يزيد قليلا على قرن من الزمان بعد
رحيل آخر «المسلمين». وفى أثناء القرن التاسع عشر تم تشكيل الأحداث بشكل آخر.
ومع بداية هذا القرن كانت هذه الأحداث المحلية قد تحولت إلى عامل جذب وعرض
سياحى عالمى .
وعلى أية حال. فإن فكرة «المسلمين مع المسيحيين» ولغة الاسترداد ظهرت أيضا
فى أملاك إسبانيا الاستعمارية فى الأمريكتين وفى الشرق الأقصى!”) وهناك لم تفقد
جذورها الأصلية المتعلقة بالصراع. وقد انتشرت الاحتفالات fiestas بسرعة فى
أنحاء المكسيك وجواتيما لا حيث لم يشاهد أى «مسلمين» على الإطلاق. ولكن السكان
المحليين حلوا محلهم. فقد ربطوا بينهم وبين المسلمين -Moros وحملوا المهرجانات
التقليدية للأزدك والمعارك التمثيلية إلى احتفالاتهم. وحولوها إلى فييستا مهرجانات.
وبينما رأى المستعمرون الإسبان فى الاحتفال رسالة بالسلام والتسامح المسيحى.
رأى السكان المحليون فى احتفالات Moros. Cristainos وسيلة للحفاظ على ذكريات
القوة الأزدكية بل والآمال فى أن يطردوا الإسبان فى PORN ولم تكن اللغة
والمواقف فى الاسترداد مقيدة فى حدود الأطلنطى. وفيما بعد فى القرن السادس
عشر. وهناك بعيدا فى الشرق فى الفلبين. وجد الإسبان مجتمعات مسلمة قوية
ومقاتلة فى ميندناو وخليج سولو. وبالغريزة أطلقوا عيهم اسم المور (المسلمين).
وقد وضعوا مصطلحا ليدل على الجماعات الكثيرة التى عملوا على تنصيرها بصورة
جماعية كلية هو مصطلح Indios على اسم الشعوب المسالمة فى الأمريكتين. ولكن
هؤلاء كانوا أصحاب البأس الشديد الذين كانوا يسمون المور (المسلمين) وهى تسمية
عرقية. ولم يحدث أبدا أن نجح الإسبان فى السيطرة على المسلمين جنوب الفيليبين.
ولم تفلح أية حكومة لاحقة فى الواقع. وهكذا. استمر الربط بين الإسلام والوحشية
عندما أخذ الإسبان ثقافتهم معهم إلى العالم الأوسع .
وبهذه الطريقة حملت إسيانيا صراعها الطويل مع «الإسلام» فيما وراء شيه
الجزيرة. لقد أشرت إلى أن «كيف». «لماذا» فى الكلمات والمفاهيم التى ثبتت عن أبناء
279
قبائل الأزتك والملايو كانت ظرفية. ولكن الإحاطة الداخلية يمعرفة الخطر والوحشية
كانت تنتشر بواسطة الكلمات نفسها. فقد عرف كل الإسبان ما الذى يمكن للمسلم
أن يفعله وما سوف يفعله. وقد استمر هذا الموقف حتى فى أكثر السياقات هدوءًا.
وفى بلاطات عصر النهضة فى أورباء كانت هناك رقصة عنيفة ولا تخضع للسيطرة
jbo اسمها الموريسك .Moresque أو الرقصة الإسلامية. وثمة شاعر ألمانى كان
يزور نورمبرج فى سنة ١۹٤۱م شاهد La je كان المشاركون فيه يتحركون فى
دائرة. وهم يطوحون أذرعتهم وسيقانهم فى تقلصات هزلية. وأعناقهم ممدودة
للخلف وعلى وجوههم تكشيرة وحشية. وفى بعض الأحيان كانوا يسمون «المجانين»
أو «المتوحشين». ولكنهم غالبا كانوا يعرفون باسم المسلمين Moors وبوسعك أن
تراهم حتى الآنء GY هناك طاقما من الشخوص الخشبية المطلية. Moriskentanzer
.Erasnus Grasser «xi. فى متحف ميونيخ. وهؤلاء المسلمون الصغار لهم وجوه
داكنة. وسيقان وأذرع قوية. وأيد قويةء ووجوه عابسة. فهم يعطون إحساسًا بالقوة
والغموض والتهديد' C
280
te
هوامش الفصل السادس
. See Geoffrey Parker, The Grand Strategy of Philip H. New Haven, CT: Yale
University Press, 1998. pp. 80-81.
. See L. P. Harvey. “Los Moriscos y los cinco pilares de Islam’ in Temimi,
I nit tdi, pp- 93 77.
; See John Lynch, Spain 156071595: From Nation State to World Empre. Oxtord:
Blackwell, 1994, p. 513.
. See Braudel, Mediterranean, vol. 2, pp. 376-82.
Nigel Griffin makes the point chat there was a constant shortage of competent
missionaries, and many were being absorbed by the missions in America,
Sec Nigel Griffin, ° "Un muro invisible": Moriscos and Castianos Viejos in
Granada’ in Hodcraft, Mediaeval, pp. 133-66. He also observed that the records
of the Granada Chancellery and the archives of the Alhambra are ‘still incom-
pletely utilized by historians’. This was certainly true when | was working there
almost twenty years earlier. Before my time in Granada only K. Garrad (among
Western scholars) had used the material in a systematic way. And Garrad's
splendid thesis has never been published.
6. Cited Knitzeck. Peter, p. 161.
7. Ordered on 12 October 1501. The limited effect of his ordinance may be
gauged from a decree of Ferdinand on 20 June 510 issuing a pardon to
Moriscos who had books in Arabic and ordering them to hand them over to
the authorities. They were to exanunc them, to pass on the books of philo-
sophy, medicine and history, and to bum the rest; Colección de documentos
inédites pata la Historia de España, 113 vols, Madrid, 1842-95, vol. XXXIX,
P. 447.
See Documents, no. 21. There was a further decree in 1523 against attempts
by Moriscos to bypass this provision. Then there was a further letter issued in
1530 on the enforcement of the regulations.
. See Documents, no. 22.
. See Documents, uo. 21.
. See for example a copy of a 1530 letter from the empress in the archive of the
Cathedral of Granada that the Moriscos should alter their form ot dress.
. See Dominguez Ortiz and Vincent. Historia, pp. 257 33.
28]
1j.
td.
15.
16.
17.
18.
19.
Decree of 7 December 1526, cited in Gallego y Burin and Gimir Sandoval,
Moristos, pp. 206-13.
See Documents, no. 23. Sce also Antonio Garrido Aranda, ‘Papel de la Iglesia
de Granada en la asimilación de la sociedad morisca’, Anuario de historia modema
y contemporanea 2—3 (1975—6), pp. 69-103.
Ribera’s second ‘Memorial’, translated and cited in Hillgarth, Mirror, pp. 206-7.
Sce Cabenalas Rodriguez, El Morisco granadino.
Cardaillac, Moriscos, pp. 36-43.
On this process, called tagiyah or dissimulation, and the Mufti of Oran's advice,
sec Chejne, Islam, pp. 24-5.
Sce Fabre-Vassas, Singular Beast, pp. 112- t9.
۲٠ - اختلف السن الذى كان الأطفال يختنون فيه " فالفقهاء ليسوا مجمعين على
السن التى يجب أن يتم فيها الختان ... المواردى يقترح أن الختان يجب أن يتم فى
سن السابعة على الأكثر ولكن يفضل أن يكون بعد سبعة أيام أو أربعين يومًا فيما عدا
الحالات التى لا يكون مناسبًا aas . انظر :
Sami Aleech " To Mutilate the Name of Jehovah or Allah
Ligimitization of Male and Female Cirumcision.
.
23.
(YAE -P)
. See Bernard Vincent, "The Moriscos and Circumcision’ in Cruz and Perry,
Culture, pp. 78-92.
Juan Aranda Doncel, ‘Las Prácticas musulmanas de los moriscos andaluces a
traves de las relaciones de causas del Tribunal de la Inquisición de Córdoba' in
Temimi, Prácticas, pp. 11-31.
See B. Vincent, ‘Les Bandits morisques en Andalousie au XVIe siècle’, Revue
d'Histoire Moderne et Contemporaine, 1974, pp. 389—400, and Regli, Estudios,
.م 44. The military headquarters in the Alhambra at Granada received reports
of monfies and Moriscos attacking fishermen on the beach at Velez Malaga in
1564 (sce Documents, no. 10); of Christians being taken prisoner by monfies in
1566 (see Documents, no. 12); and of murders Moriscos are supposed to have
committed in La Cuesta de Cebeda (see Documents, no. 7)
. Cited Chejne, Islam.
. The full text is in Lea, Moriscos, pp. 434-7.
For these symbolic meanings see Malek Chebel, Dictionnaire des symboles musul-
mans: Rites, mystique et civilisation, Paris: Albin Michel, 1995.
. All these appear in E. Saavedra, ‘Discurso’, Memorial de la Real Academia de la
Historia, 6 (1889), p. 159.
282
. See Documents, no. 14.
. See Lea, Moriscos, p. 263.
. Ibid., citing Relazioni Venete, Serie 1, Tom VI, p. 408.
. The Moniscos in the capital itself had already been expelled in June 1569.
. Lapeyre, Géographie, p. 125.
. Dominguez Ortiz and Vincent, Historia, p. 58.
. Ibid., p. 62.
. He gave some thought to the problem of limpieza and concluded it was not an
obstacle.
. See Boronat y Barrachina, Moriscos, vol. 1, p. 634. The bishop proposed that
these people without a land should be taken to a laud without people: ‘Este
gente se puede llevar a las costas . . . de Terranova, que son amplissimas y sin ninguna
población." That would finish them off and, to make sure (specialmente), there
would be 'capando [gelding] los museos grandes y pequeños y las mugeres [the adult
males and boys and the women]." This could be done in sequence, taking those
from Valencia to onc place, those from Aragon to another, those from Castile
to another. These solutions have remarkably close echoes to Book IV of Swift's
Gulliver's Travels (1726), where the Houyhnhnms debate the respective merits
of exterminating or castrating the Yahoos. See Jonathan Swift, Gulliver's Travels,
London: The Folio Society, 1965, pp. 215 and 240.
. ‘Informe de Don Alonso Gutiérrez acerca la cuestión morisca, Sevilla 5 Sept.
1588", cited in Boronat y Barrachina, Moriscos, vol. 1, p. 346.
- Ibid., p. 627.
. AHN Inq, Leg. 2603 [. Cited Cardaillac, Moriscos, p. 62.
. See ibid., p. 6o.
. See Maria Soledad Carrasco, El Moro de Granada en la literatura del siglo XV al
XX, Madrid: Revista de Occidente, 1956. The bulk of this was first published
in English as "The Moor of Granada in Spanish Literature of the Eighteenth
and Nineteenth Centuries’, PhD thesis, Columbia University. NY, 1954.
. See Miguel de Cervantes Saavedra, "The Dialogue of the Dogs’ in Exemplary
Novels, Warminster: Aris & Phillips, 1992.
. Fora clear parallel see Caro Baroja, Formas, p. 459.
. Pedro Azanar Cardona, Expulsion justificada de los moriscos españoles y suma de las
excelencias cristianas de nuestro Rey D. Felipe et Católico tercero deste nombre, Huesca,
1612, translated in Chejne, Islam and the West, pp. 177-8.
. Boranat y Barrachina, Moriscos, vol. 2, p. 172.
. Ibid., p. 189.
. Ibid., pp. 192-3; expulsion decree, clauses 9-12.
. See Lea, Moriscos, p. 39t. Others suggest that these were not Moriscos but
Muslim slaves or servants.
. Sanchez-Albornóz, Spain, vol. 2, p. 1245.
283
pron : الخيال الشعبى بالرعب من جراء هذه الحوادث الرهيبة (الانتصارات
العثمانية فى البحر المتوسط) لدرجة أنه فيما بعد كانت كلمة «ترك» قد حلت محل كلمة
السراسنة أو المور. انخلر:
George Herelle , Les Pastorales 4 sujets tragiques considereees
literairement , Paris : Libaraire Champion , 1926, p. 341.
S1. Marlène Albert-Llorca, ‘Le Maure dans les fetes valenciennes de moros y chris-
nianos', in Musée de la Corse, Motesca, p. 341.
Harold Lopez Mendez, España desconocida: la Alpujarra, rincón misterioso, Madrid: .$2
n.p., 1967, p. 90.
7 - إننى ممتن كثيرا لداقيد نير نبيرج لتقديم هذه المنطقة كلها إلى. ففى اتصال
خاص ناقض العروض فى أسبوع الآلام الإسبانى بالاحتفالات بالمسلمين والمسيحيين
Moros Y Cristianus . وفى إسبانيا . من المؤكد أن عرض المسلمين والمسيحيين كان
طبيعة النصر . وعلى أية حال فإنها ما إن تخرج عن الحوار المسيطر فى إسبانيا .
وعندما يكون الموضوع التراثى- أو موضوعًا غریبا آخر- قد انتهى c فإنهم كانوا
يمكن أن يتحولوا إلى قوة مختلفة هدامة.
(YAE -P)
$4. See Harris, Aztecs, passim.
$5. Calling for ‘thick description’? See Geertz, Interpretation, pp. 6-30.
284
المجزء الثالث
(v)
إلى الأرض المقدسة
بدت شبه الجزيرة الإيبيرية كبيرة فى هذا الكتاب» بيد أنه لا توجد طريقة بسيطة
ومحايدة يمكن بها الإشارة إليها. فكل اسم من أسمائها- إيبيرياء هسبانيا. الأندلس
وإسبانيا- يعلن عن موروث مختلف» ونظرة خاصة إلى تاريخها وأصولها. على
الرغم من أنه يصف الأرض نفسها بطريقة مختلفة. وعلى مدى زمن طويل كان أولئك
الذين كتبوا عن «إسبانيا «Spain قد فعلوا ذلك اعتمادا على مصادر مسيحية أساسًا.
وأولئك الذين كتبوا عن «الأندلس» وأرخوا لها اعتمدوا بصفة رئيسية على المواد
الواردة فى المصادر الإسلامية. وهكذا فإن تاريخ الماضى نفسه»ء فى الفضاء dads
كان له وجه مزدوج. فقد تضمن JS ما كان مكتوبًا عنها وما تم تجاهله؛ وما كان Us yo
على السطح» وما أسماه ميرون بنفنستى Meron Benvenisti «التاريخ Magy ga!
والتاريخ المدفون ليس مادة أثرية يمكن الكشف عنها بالحفائر. وإنما هو أرض تملؤها
الأشباح والذكريات. وجميع المناطق الثلاث التى أضعها فى اعتبارى فى هذا الكتاب
لها تواريخ مدفونة.
كانت إسبانيا المنطقة الأولى. والمنطقة الثانية كانت شبه الجزيرة ذات الشكل
الإسفينى التى يحدها البحر الإدرياتى من الغرب والبحر الأسود من الشرق. والتى
تمتد حتى السهل المجرى الكبير. وقد أطلق عليها الأتراك اسم البلقان «أى الجبل».
وذلك الاسم- البلقان- التصق بها. Lay مثل المواقع المقدسة فى إسباتيا. غمر
القديسون المدفونون الأرض بنوع من القداسة""). وهناك منطقة ثالثة تقع إلى الشرق.
207
على الطرف المقابل من البحر المتوسط. وهى ممتدة من حافة صحراء سيناء حتى
سفوح التلال فى هضبة الأناضول. وكان لها عدة أسماء مختلفة. ولكن فى كثير من
اللغات الأوربية كان لها وما يزال اسم شرق المتوسط Levant من المصطلح الإيطالى
والإسبانى الذى يشير إلى المنطقة التى تشرق الشمس عندها Levante قى الشرق.
وفى اللغة العربية كانت تسمى المشرقء التى تعنى أيضا الأرض التى تشرق منها
الشمس. ولكن النمط الأصلى لهذه الفكرة عن الأرض المقدسة كان ذلك الجزء من
شرق المتوسط حيث ولد يسوع المسيح ومات!".
وقد فرض على المسلمين القيام برحلة الحج إلى مكة مرة واحدة على الأقل فى
العمر. ولكن الحج إلى فلسطين؛ الأرض المقدسة. لم يكن فرضًا على المسيحيين. ومع
هذا فإن الحاج سوف يجنى مكسبًا روحيًا عظيما. وقد تضمنت رحلة gall المسيحى
RAE EE disais كانت gei ا oe gods usi aas لدان فا
الصلاة بقلب طاهر حيث وقف المسيح نفسه ذات مرة كانت عملا ذا أهمية رمزية
كبرى. وهناك فارس ترك ممتلكاته لدير كلونى ورحل قاصدا الأرض المقدسة»ء كتب.
«لقد قررت الذهاب إلى القدس. حيث صار الرب إنسانا. وحيث تكلم مع البشر» ولكى
أعبده حيثما مشى»!'. وكان من الممكن أيضا فرض gall باعتباره تكفيرا عن جريمة
خطيرة مثل القتل. وفى بعض الأحيان كان هؤلاء الحجاج يحملون سلاسل حديدية
ثقبلة حول أوساطهم لكى تشير إلى سبب رحلتهم. وكان الاعتقاد شائعًا على نطاق
واسع أنه عندما يصلى الخاطئ فى القدس» فإن الرب نفسه سوف يفك الحلقات
الحديدية لكى يجعل غفرانه واضحًا.
كانت القدس مغناطيسًا يجتذب المسلمين والنصارىء واليهود على السواء.
وكانت ثالث الحرمين بالنسبة للمسلمين Ley) تزال). بعد مكة atly وغالبًا ما
كان اليهود الأتقياء يأتون المدينة فى شهر تشرى ويمكثون للاحتفال بعيد خيمة
Sug وكان الحج المسيحى قد بدأ تحت حكم الإمبراطور قسطنطين واستمر تحت
حكم خلفائه. وقد بذلت جهود كبيرة لاستعادة ماضى الأرض المقدسة. وإذا كانت
288
المواضع المقدسة قد ضاعت أو طواها النسيان فقد تم تحديد هذه المواضع التى ذكرها
الكتاب المقدس وأعيدت إلى سيرتها الأولى. وشيدت كنائس فاخرة تكريسا للأماكن
الأساسية فى حياة المسيح. وفى البداية بنى مجمع الضريح المقدس الشاسع فيما بين
سنة ۳۲١ وسنة 177م. فوق المقبرة التى رقد فيها المسيح فترة قصيرة. وقد بدأت
هيلين. أم قسطنطين المهيبة, بناء الكنائس فى بيت لحم وفوق جبل الزيتون. وكانت
هى مسئولة أيضا عن اكتشاف الصلبان الثلاثة التى فقدت فترة طويلة والتى صلب
عليها يسوع الناصرى واللصان. وهى ذخائر مقدسة كانت قد اختفت عدة قرون قبل
ذلك. وقد تم التعرف على الصليب الذى صلب عليه المسيح بحيلة بسيطة بإنزال امرأة
مريضة تعانى سكرات الموت على كل من الصلبان الخشبية بالدور. ومشاهدتها على
كل منهم وهى تشفى بمعجزة فى اللحظة التى وضعت فيها على الصليب الحقيقى.
ولم تكن القدس فقط. ولكن بيت لحم والناصرة وغيرها أماكن كثيرة ورد ذكرها
فى العهد القديم والعهد الجديدء كانت تستقبل مددًا ge ÉG الحجاج منذ القرن
الرابع الميلادى فصاعدا. وقد لاحظ سان جيروم (e EY -YEY) الذى كان يعيش
فى الأرض المقدسة, أن الأماكن التى بها مسيحى مثابر يجب أن يصلى فى القدس
قد صارت من الكثرة بحيث كان من المستحيل زيارتها جميعا فى يوم واحد . ولم
يلبث الحجاج المتحمسون أن اكتشفوا كثيرًا من المواضع المقدسة الإضافية. وبعضها
مشكوك فى حقيقته. وقد أخبرت جيروم. واحدة من جماعته كيف أنها زارت المنازل
التى كان كورنيليوس وفيليب قد عاشا فيها من قبل فى مدينة قيصرية. وكذلك مقبرة
العذراوات الأربع المجهولات. وفى بيت لحم لم تكتف فقط بزيارة كنيسة الميلاد.
وإنما زارت أيضا ما جعله التراث مقبرة راشيل. وفى الخليل أخذوها لتشاهد بعض
الذخائر المقدسة المهمة؛ فقد دخلت كوخ سارة الحقيقىء زوجة إبراهيم. حيث كانت
ملابس إسحق وأقمطته قد حفظت. وخارج الكوخ شاهدت LL شجرة بلوط أبى
الأنبياء التى طعنت فى السن ولكنها ما زالت تورق بنشاط UP
289
كان الغزو الفارسى لفلسطين ثم احتلالها فى بواكير القرن السابع؛ ثم
الحروب بين الإمبراطور البيزنطى هرقل ضدهم وضد المسلمين ثم الفتح الإسلامى
لفلسطين الذى أعقب هذا قد أعاق تدفق الحجاج بشدة. خاصة من الغرب. بيد أن
تدفق الحجاج لم يتوقف بصورة GIS أبداء وفيما بعد اشترى الإمبراطور شارلمان
(الذى تقول الأسطورة إنه هو نفسه قام برحلة حج) نزلا فى القدس» لاستقبال أى
مسيحيين غربيين. كما بنى كنيسة ومكتبة لكى يستخدموها. وفى سنة ١٠۸م أرسل
أيضا الأموال لكى تستخدم فى إصلاح المواضع المقدسة الرئيسية بالمدينة!'). وعلى
أية حال فإن جمهرة الحجاج لم يكونوا من المسيحيين الغربيين. ولكن من الرجال
المتدينين والنساء الورعات من مصر وغيرها من المناطق التى كانت آنذاك تحت الحكم
الإسلامى. وكذلك أولئك القادمون من أراضى الدولة البيزنطية. فقد قيدت الرحلة
الطويلة من غرب أوربا رحلة الحج فى نطاق أولئك الذين كان بوسعهم تحمل الوقت
والنفقات الكبيرة ". ومع هذا زادت أعداد الحجاج القادمين من الغرب بصورة
ثابتة. وكانت هناك ست مجموعات كبيرة من الأراضى الناطقة بالألمانية فى القرن
التاسع الميلادى» ثم إحدى عشرة مجموعة فى القرن العاشرء وبعدها تسع وثلاثون
مجموعة فى القرن الحادى C e ولكن بمنتصف القرن التاسع كانت الرحلة قد
صارت أشد خطورة.
لقد انتصر الإسلام فى القرن السابع ولكن السيطرة السياسية والعسكرية على
الأراضى الإسلامية توزعت فى النهاية. وإن نظرة استراتيجية على أى خريطة للبحر
المتوسط لسوف ترى شمال أفريقيا مرتبطا بشرق المتوسط والأناضول عند شريط
ضيق من الأرض يمثل جسرً! يمر فى الصحراء» عبر شبه جزيرة سيناء وشمالا
بحذاء الشريط الساحلى لفلسطين''. والنظرة السريعة الخاطفة سوف تسجل
أن مختلف أراضى شمال أفريقيا. وبعضها شريط ساحلى وبعضها سلاسل جبال
290
مرتفعة. وبعضها صحراء. كانت متمايزة عن الأراضى الإسلامية إلى شمال الجسر
البرى. وفوق هذا وذاكء فإن مصر. عند ملتقى أفريقيا وشرق المتوسط, كانت GUS
تاريخِيًا له خصوصيته. إذ إن أرض مصرء مثل القدس. قد ذكرت فى القرآن الكريم»
وبذلك وجدت داخل نطاق الخصائص الإسلامية منذ البداية. ولم يكن هناك نظير
للاقتصاد المصرى القائم على نهر النيلء وكان الإسلام فى مصر قد ورث تراثا طويلاً
من الثقافة والحكم والسلطة. ومع بناء القاهرة فى الربع الأخير من القرن العاشر
الميلادى وافتتاح جامع الأزهر وجامعته سنة AAA صارت مصر أيضا مركرًا als
للعالم Dead
ولكن لم تكن هناك عوامل أخرى كثيرة مشتركة بين أهل شمال أفريقيا وأولئك
الناس فيما وراء الجسر البرى. فقد تشكل الإسلام فى شمال أفريقيا من كل من العرب
والبربر. فإلى الغرب من مدينة القيروان. على خليج سرت الكبير المفتوح. كان هناك
الناطقون GUL البربريةء وليس العربية الذين يشكلون السواد الأعظم من السكان.
ومن حواف هذه الأراضى cle الفاتحون الفاطميون إلى مصر فى منتصف القرن
العاشر. هؤلاء المغامرون كانوا على المذهب الشيعى وأخذوا اسمهم عن فاطمة بنت
النبى محمد التى زعموا أنهم انحدروا من CDL Las وكانت الخلافة التى أسسوها
فى القاهرة على أساس تقاليد الشيعةء حتى مع أن غالبية المسلمين الذين حكموهم فى
دولتهم الجديدة كانوا على المذهب السنى. ومعظم التاريخ التالى للأراضى الإسلامية
فى شرق المتوسط كان صراعا بين أولئك الذين حكموا فى شمال الجسر البرى وأولئك
الذين حكموا إلى cde gin بغض النظر عن المذهب الإسلامى الذى Oe gated ومنذ
أواخر القرن العاشرء أغارت الجيوش بقدر أو آخر من الاستمرارية جيئة وذهابًا
عبر الشريط الساحلى فى شرق المتوسط. حيث اشتبكوا على التوالى مع الجيوش
البيزنطية والحكام العباسيين فى بغداد. ولكن القبائل Aa gall التى عاشت على
الإغارة على التجار والمسافرين كانت الأخطر من وجهة نظر الحجاج. كانت قلسطين
قد صارت منطقة حرب.
291
ونادرًا ما حاول الحكام المسلمون إعاقة الحج. الذى كان يوفر لهم مصدرًا مهما
للدخل وكانت هناك حالات شغب بين الحين والآخر وغيرها من الاضطرابات الشعبية.
كما حدث فى سنة 773 كم عندما تم تدمير جزء من cls الضريح المقدس. ولكن فى
سنة Y ١١م صارت هذه الهجمات سياسة رسمية. ذلك أن الخليفة الحاكم بأمر الله
القاطمى غريب الأطوار فى القاهرة pol فجأة بحملة ضد المسيحيين الشرقيين واليهود
المحليين وأماكنهم المقدسة. cling على أوامره. تم تدمير عدد من الكنائس والمعابد.
والأكثر درامية من هذا كلهء أنه تم «تفكيك» الضريح الموجود بكنيسة القيامة. مع
سحب المستويات الأعلى إلى أسفل حتى حالت الربوة المرتفعة من الكتل الحجرية
والديش التى كانت مرتفعة جدا دون المزيد من الإزالة. ثم سويت كنيسة مريم العذراء
على جبل صهيون بالأرض. على حين أزيلت كنيسة القديسة آن DLS واستخدمت
أحجارها فى أبنية جديدة بالموقع.
وقد وضع الحاكم وسائل جديدة ومبتكرة لممارسة الضغط على المسيحيين
المحليين لكى يعتنقوا الإسلام. فقد أمر المسيحيين الأقباط والأرثوذكس بأن يلبسوا
السواد «وأن يعلقوا صلبانا خشبية ثقيلة فى أعناقهم. طولها نصف متر وعرضها
نصف متر». وفى سنة ١٠١٠م أمر اليهود بأن يضعوا أجراسًا كبيرة حول رقابهم
عندما يدخلون الحمامات العامة''). وقد أذعن كثيرون واعتنقوا الإسلام. ومع هذا
استمر الحجاج الغربيون يفدون إلى بيت المقدس حتى فى أثناء أقسى الاضطهادات
التى حلت بالنصارى المحليين!*). ولم تكن هجمات الحاكم بأمر الله على «أهل الكتاب»
(*) قارن بين هذه الاضطهادات المؤقتة والتى تراجع عنها الحاكم نفسه فى نهاية عهده وبين
الاضطهادات التى ذكرها المؤلف نفسه قى الفصل السابق فى شبه جزيرة إيبيريا ضد المسلمين
واليهود, ثم الموريسكيين. وعلى أية حال. فإن 14S من الباحثين يعتبرون العصر الفاطمى على
العموم. العصر الذهبى لأهل الذمة» فى مصر والشام وغيرها من المناطق التى خضعت للحكم
القاطمى؛ ولكن المؤلف اختار التركيز على تصرفات الحاكم التى نالت المسلمين السنة بضرر أكبر
وأشمل مما أصاب التصارى واليهود. والذى نسبت إليه أمور كثيرة شاذة تركت تأثيرها السلبى
على المجتمع المصرى والشامى بأسره (المترجم)
292
جزءًا من عداوة إسلامية عامة ضد المسيحيين. فقد قال كثيرون إن الخليفة الفاطمى
كان U gine وغير متدين» وأن سياساته كانت غير مسبوقة بالتأكيد. كذلك أعلن الحاكم
بأمر الله الفاطمى سنة M ١١م أن له خصائص إلهية وبدأ فى اضطهاد المسلمين السنة
بالعنف نفسه الذى هاجم به الديانات الأخرى"'. وأخيرا فى سنة ١7١١م مات فى
ظروف غامضةء وانتهى فكره المضطرب معه.
وعلى أية حال. ترددت أصداء تدمير كنيسة القيامة بقوة فى أوريا. ومن
المفترض أن البابا سرجيوس الرابع Sergius IV قد أصدر منشورا موجها للمؤمنين.
يحثهم على إرسال جيش عن طريق البحر من إيطاليا لإنقاذ مدينة القدس الجريحة.
«ليعلم جميع المسيحيين أن الأخبار جاءت من الشرق إلى الكرسى البابوى بأن كنيسة
الضريح المقدس قد تم تدميرها من سقفها إلى أساسها على أيدى الوثنيين. هذا الدمار
قد غمر الكنيسة كلها ومدينة روما فى حزن عميق وأسى. إن العالم كله يرتدى ثوب
الحداد والناس يرتعشون. وهم يزفرون زفرات حارة...
«وإننا نقصد بمساعدة الرب أن نقتل هؤلاء الأعداء جميعا ونعيد ضريح المخلص
المقدس. ولا يجب عليكم يا أبنائى أن تخاقوا اضطراب البحرء ولا ترتعدوا من
هول الحرب. لأن الرب قد وعد كل من يخسر الحياة الحالية من أجل المسيح سوف
يربح Ble أخرى لن يخسرها أيدًا. GY هذه ليست معركة فى سبيل مملكة أرضية.
ولكنها قى سبيل الرب الخالد». وبعد موت الحاكم بأمر الله. تم إصلاح الدمار المادى
ببطء. وأعيد بناء الضريح المقدس جزئيًا على الرغم من أن ذلك لم يكن على مقياس
بناء قسطنطين الكبير. وعلى أية حالء لم يكن هناك شىء يمكن أن يمحو الذاكرة.
الفولكلورية عن تدميره بأيدى المسلمين.
وقد أدت الذكرى الألفية لصلب المسيح سنة ١١٠٠م إلى حفن حركة الحج إلى
القدس. ومع هذا فإن أولئك الذين قاموا بالرحلة إلى الأرض المقدسة كانوا يعودون
بحكايات عن خراب ab اجتاحتها الحرب وهجمات البدو المتواصلة. وشيئا Énis
كان على الحجاج أن يسافروا فى مجموعات كبيرة يمكنها الدفاع عن نفسها: وكانت
203
هناك مجموعة من ألمانيا فى سنة 55١١م يقودها جونثر Gaul Gunther بامبورج
.Bamburg وصل عددها الإجمالى سيعة آلافء بمن قيهم عدد من النبلاء وحامية
Rus ولكن حتى بالنسبة de goat كبيرة مثل هذه كانت الرحلة حافلة بأخطار
غير متوقعة. وفى يوم Vo مارس. وكانت المدينة المقدسة على مرمى البصر تقريبًا.
هاجمهم المفيرون وأوقعوا بهم خسائر جسيمة. وعلى مدى يومين لم يحاولوا أن
يقاتلوا دفاعًا عن أنفسهم, ويردوا المهاجمين. وقد أنقذهم أمير الرملة. الذى وصل
بحاميته وطرد المغيرين. ثم تولى حراسة المجموعة قى طريقهم إلى القدس. وهكذا
على الأقل فى هذه المناسبة بذلت السلطات ما قى وسعها لحماية الحجاج. ولكن
بالنسبة لأولئك الذين وصلوا فى النهاية إلى القدس وعادوا إلى وطنهم سالمين» كانت
أقوى الذكريات تتعلق بأولئك الذين كانوا قد ماتوا على الطريق. ومن السبعة آلاف
الذين كانوا قد انطلقوا فى الرحلة عاد ألفان! P
وبمنتصف القرن الحادى عشر كانت فلسطين قد صارت خرايًا بسبب الحرب»
وكانت تغص باللصوص وقطاع الطرق. وكان إمداد جماعات الحجاج بالحماية
والمؤن يتعدى قدرة الحكام المسلمين» فى الأرض التى كانت تعانى نقصا فى الطعام
والمياه. ولابد أن هذه المجموعات التى كانت تضم عدة آلاف. ومعهم الحماية المسلحة
من الفرسان المدرعين والمرافقين. ومعسكراتهم السائرة المحصنة. كانت تبدو مثل
جيوش غازية أكثر منها جماعات من المتدينين. وبشكل متزايد كانت الجماعات الكبيرة
من الحجاج الباحثين عن الطعام والمياه يلقون استجابات عدائية. كانت هناك مناوشات
فى الموانئ مثل طرابلس وفيما بعد فى Gall الواقعة على طريق السفر مثل الرملةء
حيث رفض Jal البلدة دخول الحجاج مدينتهم. وقد رأى الحجاج فقط أن الأرض
المقدسة التى كان يجب أن تكون ملكا للمسيحيين. كانت تعانى على أيدى المسلمين.
لقد كانت قد تحولت إلى «برية». وفى عيون الحجاج كان هناك قدر قليل من المظاهر
الخارجية للتمييز بين أولئك المسلمين الذين يتصرفون بشكل حسن تجاههم مثل
أمير الرملة. وبين الآخرين الذين لم يكونوا يفعلون هذا. وكانت الإحباطات التى لا
تنتهى فی الرحلة. والطلبات التى لا تتوقف للرسوم والرشاوى للمرور عبر الأراضى
294
البيزنطية والإسلامية على السواء. وطلبات الدفع لتسهيل الدخول فى المواضع
المقدسة قد ode إحساسهم السائد بالغضب والاستياء. ولهذا فإن آلاف الحجاج
حملوا معهم إلى بلادهم حكايات عن رحلتهم الصعبة والخطيرة» وقصصا كانت بلا
شك تحمل قدرًا من المبالغة يزداد عند كل مرة تعاد فيها روايتهاء لتضخيم ما زعموا
أنه كان بطولة من جانبهم. j
ويكاد يكون من المستحيل. عند بداية الألفية الثالثةء أن نعيد بناء الفهم الشعبى
للأرض المقدسة فى أثناء القرن الحادى عشر. ولكن يمكننا أن نقول بأمان إن قليلين
من المؤمنين كانوا يجهلونها. وبالنسبة لمعظم المسيحيين العاديين فى ذلك الوقت. كانت
ديانتهم تحددها احتفالات الكنيسة. وحقيقة الرب؛ ولكنها لا تتحدد بشكل مباشر من
خلال النصوص المكتوية!'"). فقد جاءت كلمة الرب إليهم عن طريق سلسلة من المواقف
الشفاهية التى نقلها لهم قساوستهم. وقد أطلق عالم فقه اللغة الرائد والتر أونج
Yule Walter Ong مصطلح «التعلم الشفاهى». وقد لاحظ أيضا الخاصية الدرامية
الجوهرية فى الرسالة المسيحية. لقد صممت على أن تكون منطوقة لا سيما وأنها
كانت مبنية حول مجموعة من السرديات والأمثال. وهذه لها جميع الخصائص الثلاثة
للقصة الجيدة. الموقع. والشخصية والحدث. Lol القرآن فهو على النقيض. على الرغم
من قوته البلاغية العظيمة. يقوم فى جوهره على التجريد ونادرا ما يحدد الأماكن.
والسرديات المسيحية كلها لها مكان Topos محدد. مثل إسطبل بيت لحم. أى إطعام
الخمسة آلاف بجانب بحر الجليل. ودخول المسيح القدس. ومحاكمته ثم صلبه فى
المدينة, كلها أحداث ترتبط ارتباطا وثيقا بالمكان'. لقد صارت الطبوغرافية المتخيلة
للأرض المقدسة المنتج الرئيسى للفن والرسوم التوضيحية فى العصور الوسطى.
ولابد أن القدس بصفة Lala. قد صارت مكانا أكثر واقعية بالنسبة لأى مسيحى من
روماء وباريس» وإدنبرج أو Gal فالناصرة؛ والجليل. وقبلها جميعا القدس» كانت
tho
S
'
den من تراث كل مسيحى. وقد تصاعدت أهمية المكان المباشر بالشعور بأن كثيرًا
من الذخائر المقدسة التى حظيت بالتبجيل فى الكنائس الغربية كانت أصولها موجودة
TIC ME
كانت المدينة المقدسة بالنسبة للمسيحيين الغربيين» وحتى بدرجة أكبر من
المسيحيين الشرقيين. أرضًا مثمرة AST من أية أرض أخرىء مثل «جنة من المباهج
as) Call y كانت مركز العالم؛ حيث دخل دانتى الجحيم فى بداية GES «الكوميديا
الإلهية» ولم تكن القدس اسم مكان مفرد. وقد ردد GLI أوربان الثانى أصداء هذا
الشعور الشعبى: حين جسد الصراع» عندما دعا العالم المسيحى إلى مساعدة القدس:
«هذه المدينة LSU من ثم والتى تقع فى مركز الأرض أسيرة الآن بيد أعداء الرب...
ولهذا فهى تسعى إلى أن تتحرر وترغب فى ذلك. ولا تتوقف عن أن تستعطفكم لتهبوا
لمساعدتها. وهى تطلب منكم بصفة خاصة أن تنقذوها». لقد كانت الآلام والعذاب الذى
يعانيه المسيحيون فى الشرق إنسانيا وليس مجردا. لقد اغتصب الأشرار أرضا كانت
ملكا للمسيح (حسبما زعم البابا):
«ثمة جنس ملعون. جنس مبعد عن الرب GLS جيل لم يتوجه قلبه حقا ولاعهد
بروحه إلى الرب» قد غزا أراضى أولئك المسيحيين وأخلاها من سكانها بالسيف.
والنهب والتار... أو أنه دمر تمامًا كنائس الرب أو حولها لممارسة شعائر دينه. إنهم
يدمرون الهياكل بعد أن نجسوها بقذارتهم. وهم يختنون المسيحيين. وينشرون الدم
«وعندما يرغبون فى تعذيب الناس بالموت الشنيع. فإنهم يتقبون بطونهم عند
السرة ويستخرجون أحشادهم. ويربطونها فى عصىء ثم يقودون الضحية وهم
يضربونه بالسياط فى دائرة حتى تندفع الأحشاء خارجه ويسقط الضحية طريحًا
على الأرض وآخرون يقيدونهم فى عمود ويرشقونهم بالسهام. ويرغمون غيرهم
على أن يمدوا أعناقهم ثم يهاجمونهم بالسيوف المجردة. محاولين قطع الرقبة
بضربة واحدة. ترى ماذا أقول عن اغتصاب النساء الشنيع؟ إن الكلام عنه أسوأ من
الصمت ''.
فى هذه الهجائية تحدث أوربان عن فلسطين. على الرغم من أن هذه الفظائع لم
تحدث أبدا فى الحقيقة حتى فى ظل تجاوزات الحاكم بأمر الله. ولكن النص الخفى
الذى كان أوربان يقرأ منه كان يتعلق بالعمليات الدموية الرومانية ضد الشهداء
والتى كانت مألوفة لدى الذين كانوا يستمعون إليه'.
وإنه لسؤال مفتوح عما إذا كان ممكنا شن الحملات الصليبية دون مهارات
أوربان الثانى الخطابية. لقد كان يفهم مستمعيه المباشرين وجمهوره الأعرض على
السواء. وبمهارة أعاد تفعيل العناصر المعروفة لدى جمهور السامعين. القسوة
والبربرية. تدمير الضريح المقدس» وحكم الكفار. فى دعوة لم يكن من الممكن أن
يكون لها سوى استجابة واحدة. ومن سوء الحظ إن ما نعرفه قليل جدا عن خططه
ومقاصده فى أواخر صيف سنة 55١١م عندما عبر جبال الألب إلى فرنسا الجنوبية.
فهل كان أوربان قد قرر بالفعل طرح دعوته إلى العالم المسيحى أم أن اقتناعه برز أثناء
قدوم فصل الخريف؟ ومن المؤكد أنه قد اختار مسرح خطبته ببعض العناية. فقد كان
قادة الكنيسة فى فرنسا مدعوين لاجتماع مع البابا فى كليرمون؛ على حافة أوثرينى
‘Auvergne وكانت منطقة يمكن الوصول إليها من الشمال والجنوب. وقى يوم VA
نوفمبر eis lie YT A ثلاثمائة من رجال الكنيسة ومعهم مساعدوهم الكنسيون فى
أكبر كنيسة بالمدينة وملأوها عن آخرها. وهناك وضعوا حلولاً للمنازعات حول النظام
والتنظيم السليم. وتم توقيع عقوية الحرمان الكنسى على ملك فرنسا بسبب الزنا
وعلى أسقف كامبرى Cambrai لبيعه الوظائف الكنسية فى أسقفيته. ولكن Lo
كانت وقائع الاجتماع تمضى قدمًا. أعلن البابا فجأة أنه فى يوم الثلاثاء VV نوفمير
سوف يتكلم ليس إلى الكنيسة فقط ولكن إلى العالم. وتم بناء منصة خارج البوابة
(*) قامت الدعاية للحملة الصليبية على الكذب وتلفيق الاتهامات الوحشية على أيدى المسلمين. وقد
أخذ البابا ورجال الكنيسة الروايات القديمة عن الفظائع الرومانية ضد المسيحيين الأوائل (وهى
أيضا تحمل قدرا كبيرًا من المبالغة) لكى ينسبوها إلى المسلمين فى القدس. لقد كذبت الكنيسة
الكاثوليكية على رعاياها فى سبيل تجنيدهم فى الحملة الصليبية (المترجم)
297
الشرقية للمدينة وفى الصباح الباكر يوم الخطاب وضع العرش البابوى أمام جمهرة
وقد اختلفت وتضاربت الروايات عن خطبة أوربان بشكل يبعث على الضيق فى
حدث جلل فى التاريخ مثل هذا. ولم يكتب أحد تقريرا حرفيًا وهناك خمس روايات
مختلفة عما قاله أوربان. وتختلف كل منها عن الأخريات اختلافا بينا فى اللهجة
والموضوع الذى أكد عليه. لكى تعكس اهتمامات الكاتب نفسه. وعلى أية حال. فمن
الواضح أن العامل المشترك فى جميع الروايات كان منهج أوربان فى كسب سامعيه.
وإذا كانت التفاصيل تختلف. فإن قصده وأسلوبه واضح. لقد كان يخبر الجمهور
الغفير الذى تجمع أمامه قصة. ويذكرهم بحقائق يعرفونها جيدًا. وينسج أفكاره
وقصصه معا بطرق لم يكونوا حتى ذلك الحين قد أخذوها فى الاعتبار. وفى إحدى
الروايات. كتبها روبير الراهب» pales باعتبارهم رجال فرنساء الذين لجأ إليهم فى
الساعة التى احتاج العالم المسيحى إليهم:
« يا شعب الفرنج. أيها الشعب القادم عبر الجبال؛ يا من اختاركم الرب وأحيكم
لأنكم تتألقون فى كثير جدا من أعمالكم؛ بعيدون عن كل الأمم بقضل موقع بلادكم.
وكذلك بعقيدتكم الكاثوليكية وشرف الكنيسة المقدسة. إليكم نوجه خطابنا وتقصدكم
أنتم بالحث على الفعل»".
وفى رواية أخرى» أوردها فوشيه الشارترى. ربط فى حرص موضوع الكنيسة
الطاهرة. الذى كانوا يناقشونه على مدى تسعة أيامء بالشر الكبير الواضح فى
الشرق. ودعا النصارى للحج المسلح إلى الشرق:
«إننى. أو بالأحرى الربء يناشدكم باعتباركم المبشرين بالرب أن ... تحملوا
المساعدة حالاً إلى أولئك المسيحيين وأن تدمروا الجنس الشرير وتطردوه من أراضى
أصدقائنا. إننى أقول هذا للحاضرين. وهو موجه أيضا لأولئك الغائبين. علاوة على
أن المسيح يأمر به.
298
US s الذين يموتون فى الطريق. سواء فى البر أو فى البحرء أو فى المعركة ضد
الوثنيين سوف ينالون غفرانا لخطاياهم فى الحال. وهذا ما أمنحهم إياه من خلال
سلطة الرب التى أسبغها ule
ياله من عار من مثل هذا الجنس الحقير الوضيع, الذى يعبد الشياطين. أن يهزم
شعبا بدين بديانة الرب القدير...».
وعندما lS ردت عليه الجماهير بصيحة موافقة «الرب يريدها Deus lo
«vult وعندما انتهى من خطابه» ركع أديمار Adhemer أسقف لوی 92 .Le Puy ce
أمامه. يطلب منه الإذن بأن ينضم إلى الحملة العظيمة. وفجأة اندفعت الجماهير إلى
الأمام وارتفعت صيحات «الرب يريدها» إلى ذروتها. وفى رواية جويبرت النوجنتى
Guibert of Nogent أنه حدث عند تلك اللحظة أن باركهم أوربان جميعًا وهو يرسم
علامة الصليب بيده» ثم أعطاهم الشعار الذى سيخوضون الحرب فى ظله. «لقد وضع
علامة تناسب تماما المهمة المشرفة برسم علامة الصليبء رمز معاناة الربء شعار
الجندية أو بالأحرى ما سيكون جيش SM
فى كليرمون حقق أوربان ما كان قد فشل سلفه المشاغب (وربما الأعظم) البابا
جريجورى السابع فى إنجازه. فقد تخطى موضوعات السلطة البابوية والحكومة
اليابوية لكى يحث المجتمع المسيحى» من الكنسيين والعلمانيين. على الفعل. والحركة
التى أطلقها (ومن الواضح إمكانية شن حرب لحساب الرب كانت موجودة قبل أن
يتكلم ) لم تكن لها حدود مقررة أو مدى same ولم يكن لها اسم. وسوف تمر قرون
قبل أن يصك مصطلح «حملة صليبية» للمرة الأولى» ولم يصبح هذا المصطلح SLE
حتى القرن الثامن عشر. بعد وقت طويل من تراخى الدافع الأول. وبالنسبة لأوربان
ومعاصريه كان ذلك حجًا أو رحلة. ولكنها Ua, صارت فريدة بسبب الصليب الذى
ارتداه المشاركون فيها. لقد تجسد كل شىء فى الشعار والرمز. علاقة الصليب التى
لا تنكر» والمألوفة لدى المسيحيين جميعًا OD
200
كانت صورة الصليب علامة على الحدود بين alle المسيحية alle s الإسلام.
بالنسبة لعالم المسيحية كان يمثل نصرًا جوهريا- على الموت نفسه. فهو يشير إلى
بشرية المسيح وألوهيته على السواء. خاصة عندما كان يرسم جسد المسيح معلقًا
فوق الصليب. أما بالنسبة للمسلمين فهو يمثل العبثية الجوهرية فى المزاعم المسيحية
بألوهية المسيح. فقد كان المسلمون فى شرق المتوسط يدركون بالفعل الأهمية الرمزية
للصليب عند المسيحيين. وكان لهذا السبب أن الحاكم بأمر الله الفاطمى كان قد
أجبرهم على تحمل عبء الصلبان الخشبية الثقيلة حول أعناقهم. وكان لهذا السبب
أن المسيحيين لم يكن يسمح لهم بوضع الشعار الكنسى فوق أسطح مبانيهم» وسبب
غضب المسلمين وحنقهم عندما وضع الصليبيون المنتصرون صليبا على واحد من
أقدس المواقع الإسلامية فى القدس.
وقد أنتجت دعوة أوربان للقيام برحلة ga مسلحة؛ تحت راية الصليب: استجابة
بين السكان على نطاق واسع وفاقت كل التوقعات. هذا الاندفاع للمشاعر الشعبية
والالتزام لا يمكن تفسيرهما بشكل صحيح بالأسباب المادية» مثل فقر المحاصيل.
على الرغم من أن مثل هذه المسائل كانت من بين العوامل بالتأكيد. ذلك أن أولئك
الذين احتشدوا استجابة لندائه بتحرير الأرض المقدسة كانوا فيما يبدو لديهم فكرة
مهزوزة عما ينطوى عليه هدفهم. فلم يكن من الممكن أن يكون هناك مسيحى متدين
لا يدرك أن هناك Else فى الشرق حيث ولد المسيح. كذلك فلابد أن كثيرين كانوا قد
سمعوا أن هذه الأرض الفردوسية كانت تحت التهديد. وفى بعض المجتمعات ريما
كان هناك أيضا cla كان قد قام بالرحلة فعلاً. وفى ثقافة حيث كانت المعرفة ما زالت
تنتقل شفاهاء كانت مثل هذه الشهادة تنتقل بسرعة كبيرة. وربما كان آخرون قد
عرفوا حكايات الأبطال العظماء مثل الملك آرثر. والذين ساد اعتقاد واسع بأنهم قاموا
بزحلة الحج فى زمن أسبق. ولكن فى الأيام الأخيرة لم تعد قصص الحجاج تتناول
المدينة المقدسةء وإنما كانت تتناول فشلهم فى إكمال الرحلة. فقد كانوا قد وجدوا
الطريق مسدودًا واضطروا إلى الرجوع. وكان بطرس الناسك» الذى قاد الحملة
الصليبية الشعبية فى سنة 97١١م قد فشل بالفعل فى الوصول إلى الأرض المقدسة
300
فى مناسبة سابقة. فقد كان الجنود الأتراك الذين يسيطرون على الطرق المؤدية إلى
القدس قد أجبروه على العودةء وتابعوه باللعنات .
كانت كنيسة القيامة قد نالها الدمار قبل أقل من قرن من الزمان. وكان هذا ما زال
ماثلا فى الذاكرة الجماعية. وقى ذلك الحين بدت الأماكن المقدسة مرة أخرى واقعة
تحت التهديد. كان الخوف إن لم تكن الحقيقة واقعيا بما فيه الكفاية. فقد كان الشرق
as بالحرب طوال معظم القرن الحادى عشر. ولكن فى أغسطس سنة ١/ا*ام
تغير توازن القوى بين الإمبراطورية البيزتطية والمسلمين فجأة بشكل شامل. ذلك أن
الأتراك السلاجقة الذين كانوا قد فرضوا سيطرتهم على العالم الشرقى الإسلامى
هزموا الجيوش البيزنطية فى معركة مانزكرت فى أرمينيا. وفى غضون أشهر قليلة.
كان الفرسان الأتراك يسيطرون على سواحل البحر المتوسط. وتم تأسيس سلطنة
سلجوقية فى الأناضول. وفرض جيش من الأتراك السلاجقة الحصار على القدس فى
السنة نفسها ولكنه استولى على المدينة من الحامية الفاطمية بعد سنتين فقط. وفى
سنة eM VV ثار المسلمون المحليون على سادتهم الجدد. وطردوا الأتراك. وعندما
عادوا بالقوة استعادوا السيطرة على المدينة وارتكبوا مذبحة كبيرة ضد القاضى
وعائلات أعيان المدينة. وكان النير التركى باهظا على المسلمين والنصارى واليهود
سواء بسواء. فقد فرضت الضرائب الثقيلة على الكل دونما تمييز.
* k k
كان جتود المسيح الجدد «موسومين بالصليب» .Crucesignati وكانوا معفيين
من العمليات العادية للقانون فى أثتاء رحلتهم إلى الشرق. فلم يكن ممكنا الاستيلاء
على ممتلكاتهم» ولا يمكن اتخاذ أى تصرف ضدهم. وحتى ذلك الوقت كان العالم
المسيحى قد اعترف بفئتين فى المجتمع :أولئك الذين كانوا ينتمون لمؤسسة الكنيسة,
والأغلبية الساحقة ممن لا ينتمون إليها. وفى ذلك الحين كان أولئك الذين أخذوا
شارة الصليب يقفون فى منتصف الطريق بين الفئتين. وبمرور الوقت. تطورت النظم
301
الرهبانية C تر ETE E الوسطى بشكل رسمى
أكثر. ولكن فى «الحملة الصليبية» التى افتتحت بكلمات أوربان. كانت غالبية أولئك
الذين انطلقوا نحو الشرق ليسوا من النبلاء ولا حتى مهرة فى السلاح. وحيثما كان
أوربان قد أثار جنوب فرنساء سواء بالخطابات أو جولات الدعوة التى لم تتوقف
إلى الحج المسلح. كانت الدعوة إلى الحرب تنتشر فى الشمال لإنقاذ القدس على أيدى
أشخاص غامضين من أمثال بطرس الناسك. الذى كان راهبا من قبل فى شمال شرق
ETT
وربما تكون الأسطورة قد بالغت فى الملامح والخصائص الجسدية لبطرس-
dag ثقيلة. قصير وسمين ولكنه شاحب المظهر- وملابسه الرثة والحمار المسن
gil كان يسافر فوقه مسافات هاظة. ولكن تأثير ما كان يقوله فى القرى والمدن
كان مذهلاً. وق قال جدويزت cS a] Sin gill باسموآن محاظا eai غفيرة
من الناس». الذين اعتادوا نزع شعيرات من حماره. الذى كانوا يعاملونه على أنه من
الذخائر المقدسة” P وكان يدعو الناس لحرب من أجل المسيح» واتبعوه على الفور,
وجلبوا معهم ما فى متناولهم من الأسلحة والأدوات. ومن البلاد الواطئة وشمال
فرنسا ووادى الراين. كان قد جمع ما يقرب من خمسة عشر ألفا من الأتباع وقت
وصوله بجيشه إلى كولونيا فى بدايات شهر أبريل e ١57
وبدأت عصابات من هؤلاء الجنود فقيرى التسليح ولكنهم مدفوعون بحماسة
وحشية السير نحو الشرق C وعندما وصلت هذه الكتلة البشرية أخيرا إلى
أسوار القسطنطينيةء حياهم الإمبراطور أليكسيوس بحرارة. ولكنه رفض السماح
لهم بدخول المدينة. ولم يسمح لهم سوى أن يشاهدوا الأضرحة المقدسة من خلال
البوابات وفى مجموعات لا تزيد عن ثمانية pic شخصًا وتحت حراسة مشددة.
وأقام الحجاج Tua كحت أسوان شو شوش على سييل KEN وغاشوا glo
أرض المدينة. ونهبوا منازل الضواحى والضياع التى كانت تحيط بالمدينة. خاصة على
امتداد ساحل البحرء بل إنهم انتزعوا الرصاص من أسقف SUS وفى يوم.
302
أغسطسء» وفر أليكسيوس أسطولاً من السفن الصغيرة لنقل الحجاج عبر البسفور.
وكان مسرورًا لرؤيتهم يرحلون: ولم تكن هذه ھی القوات التى كان يأمل فيها لكى
تساعده فى مقاومة عمليات النهب والتدمير التى يقوم بها الأتراك. ولا هو صدق أن
هذه الحثالة يمكن أن تنجو من معركة مع المسلمين. وسوف SL البرهان على أنه
كان محقا.
تقدم جيش الحملة الشعبية جنوبًا وخرب الأراضى أمامه. وأحرزوا بعض
النجاح. واستولوا على بعض القلاع المعزولة وجمعوا كمية كبيرة من الأسلاب
والغنائم. ولكن فى أكتوبر جمع الأتراك جيشا كبيرًا يكفى للتعامل مع هذا العدو المستفز
بصورة متزايدة والذين اعتبروهم من المرتزقة العاملين فى خدمة Coli yell
واستدرج الجواسيس الصليبيين خارج معسكرهم بحكايات عن أن أكبر وأغنى
مدينة فى الإقليم, وهى نيقية. التى كانت على بعد أميال قليلة فقطء يمكن أن تسقط
بأيديهم. وفى فجر يوم ۲١ أكتوبر انطلقت القوة كلها- حوالى خمسة وعشرين ألفا
من الرجال المشاة وخمسمائة من الفرسان- طالبين نيقية. وعلى مسافة ثلاثة أميال
تقريبا من المعسكر وقعوا فى كمين أعده لهم الأتراك. الذين كانوا قد اختبأوا فى
أرض الغابات على كلا جانبى النهر. وأمطرتهم رخات من الأسهم, ثم دهمتهم هجمات
مفاجئة من الخيالة الأتراك. وانهار النظام بأسره. وقد ركب الفرسان فوق مشاتهم
وهم يحاولون الهرب .
لم تكن الحملات الصليبية الشعبية التى انتهت على هذا النحو الكارثى تضم
الحجاج الذين كان البابا أوربان يتصورهم عندما أطلق دعوته فى OS ga AK فقد
كان أوربان الثانى قد حدد القسطنطينية نقطة اللقاء للصليبيين وبحلول ربيع سنة
١٠م كانت أربعة جيوش من الفرسان والرجال المسلحين» وكتلة من أتباع المعسكر
المسلحين. قد تلاقوا عند المدينة. وبحلول أوائل يونيو كان قد تم نقل جيش يتراوح
Oed ade مسن UE ومقى e E فق alata gar yii الأسطون الوط
هذا الرقم الكبير يعطى إحساسا Ni عن قوة الصليبيين العسكرية. فقد كان
303
حوالى سبعة آلاف فقط من هذا العدد من الفرسان ثقيلى التسليح؛ وهى مساهمة
أوربا الغربية الخاصة فى فن الحرب. وكان بعض الباقين من حاملى الحراب
المجربين وعدد قليل من رماة السهامء ولكن الجمهرة GIGS كانوا من الصليبيين
الفقراء. من الرجال والنساءء أغواهم الصليب والوعد بالغنائم والأسلاب. وكان كل
فارس مدرع miles نواة لعصبة حرب مصغرة. فقد كان يسانده مرافقون بعضهم
راكبون وبعضهم مشاة. ولكنهم جميعا مسلحون ومخلصون لقائدهم. وبدورهم كان
معظم الفرسان يدينون بالولاء والطاعة لواحد من السادة الإقطاعيين الكبار أو الحكام
الذين كانوا مسئولين عن الحملة. ولكنه كان بناء فضفاضا به قليل من الإحساس
المتماسك بالاتجاه. جيش يقوده مجلس من القادة. وفى الغرب» كانت معظم الشئون
الحربية محلية وبينما كان كثير منهم قد زاروا الشرق فى رحلة الحج» كان نورمان
جنوب إيطاليا فقط هم الذين لهم خبرة بالطريقة الشرقية فى الحرب. ومع هذا فحتى
هم لم تكن لديهم معرفة بالمسافات الشاسعة فى آسيا الصغرى وعن المناخ القاسى.
وصحراوات glll حيث لا يمكن لشىء أن gals وحيث يوجد عدو قوی غير (gl عدو
كانوا قد واجهوه من قبل.
كان الغرب والشرق يواجهان الحرب من منظورين مختلفين. كان الأسلوب
الغربى قائمًا على أساس الاشتباك القر يب. وعلى تأثير الفارس المدرع الذى يقود بكامل
سرعته ضد عدوهء ومرافقوه غالبًا يحيطون به. وكانت خيول الحرب الأوربية أكبر
وأثقل من الحصان فى الشرقء وكان من المعتاد أن يقاتل الصليبيون من فوق ظهور
الخيلء بحربة ثقيلة وسيف طويل مستقيم؛ كما كانت الاستخدامات المتعددة للفرسان
المسيحيين تستلفت النظر. وكان رداؤهم المصنوع من السلاسل الثقيلة hauberks
يشبه القمصان الطويلة» يصل إلى منتصف بطن الساق. ويضعون غطاء رأس حديديا
غالبا ما كان مقوى ومدعمًا. كان كفيلاً بصد أية ضربة. ولم تكن الصورة التى سادت
أواخر العصور الوسطى عن الرجل المدرع الذى يجر قدميه. ولابد أن يُحمل ليوضع
على السرج؛ تنطبق على هذه الجيوش. وسواء كانت القوات الصليبية ذات الدروع
LSI, أو من ELEM فقد كان بإمكانها أن تخترق معظم التشكيلات الشرقية.
J04
وبينما كان الفرسان الغربيون يصطدمون بقلب صفوف العدوء كان الأتراك
عادة ما يقفون بعيدا عن خصومهمء ويمطرونهم بالسهام والرماح على بعدء قبل أن
يندفعوا إلى الداخل بسرعة ليقوموا بالهجمة المضادة. وكان القوس التركى المقوس
الذى لاينافس مصنوعا من طبقات من عظام القرون وأعصاب الحيوان؛ فى أيدى
الرجال المهرة يمكن أن يقذف السهام لكى تحفر ثغرات فى قمصان الزرد أو الخوذة
الحديدية. وتحكى إحدى الروايات عن صليبى أصيب بسهم فى ساقه: تغلغل السهم
التركى خلال طبقتين من الزرد وغاص فى جنب الحصان عميقًا بحيث أرداه قتيلاً.
وما زال الراكب مشبوكا فى جثته. وكان بوسع رامى السهام التركى الذى يمتطى
فرسًا أن يقذف ثلاثة أسهم فى ثوان قليلة وهو راكب بكل سرعته, سواء وهو يهاجم.
أو وهو يتقهقر. وعلاوة على ذلك. كانت لدى جيوش الشرق قوات متخصصة لم
تكن الجيوش فى الغرب قد طورت مثلها بعد. فقد كان رماة الأسهم من فوق ظهور
الخيل هم أصحاب المهارة الأبرز لدى الأتراك؛ وقد كان لدى السوريين خيالة خفيفة
(فرسان)» ماهرون ويارعون فى استخدام الحربة؛ وكان الفرسان الفرس مسلحين
بدروع ثقيلةء تغطى الرجل والحصان سواء بسواء.
وقد وجد الغربيون أن الفارس المدرع لم يكن محصتا ضد الخطر. فبعد الحملة
الصليبية الأولى: alie حاكم محلى مبارزة على سبيل المحاكمة بين اثنين من الأبطال.
وفى جولة القتال هجم الفارس الغربى على خصمه برمح ثقيل. مصويا نحو صدره
المكشوف. ورمى الفارس الشامى برمح خفيف فى عضلة كتف حصان الفارس. مما
تسبب فى عرقلته واصطدامه بالأرض. وألقى بالفارس أرضا ولكن قبل أن يتمكن
من الوقوف على قدميه. كان العربى قد ضربه طريحا بخوذته الحربيةء ثم قفز إلى
الأرض لكى يذبح رقبة الأوربى المكشوفة بسيفه. وعند هذه النقطة توقف القتال
الزائف. وعلى أية حال فإن العرب والأتراك أدركوا بسرعة أن هؤلاء الرجال ليسوا
مثل البيزنطيينء الذين كانوا على معرفة بهم من معارك كثيرة. Lady صورة لهؤلاء
الفرنج الأقوياء تطفى على سطح الأدبيات العربية. فهم يظهرون مثل رجال حسام
حليقى الذقون «كما لو كانوا قد تخلفوا من قوم عاد» أو لو لم يكونوا من البشر بالمرة.
305
وكانوا يحملون حرايًا عريضة الرأس متينة أو حرابًا من فولاذ . ولم تكن الشجاعة
المتهورة وقوة عزيمتهم مفهومة بالنسبة لنظرائهم المسلمين. ويحكى أسامة بن منقذ.
وهو واحد من الأمراء المسلمين. قصة عن ثمانية من المحاربين العرب الذين قابلوا
Lust صليبيًا واحدًا. وطلب منهم أن يعطوه ما معهم من الإبل. فسبوه ورفضوا.
وقتل أو جرح منهم أربعة الواحد تلو الآخرء ثم طلب الإبل ثانية قائلا: «وإلا سوف
أقضى عليكم» ثم قسم الإبل وأخذ أربعة وقادها أمام أعينهم لأنهم كانوا بلا حيلة
أمامه ولم يكن لديهم Jol فى التغلب عليه. وهكذا عاد بغنائمه. وكان واحدا بينما كانوا
ثمانية رجال PP
وقد أوضحت المعركة الأولى للصليبيين مدى إمكانية خطورة أسلوب الحرب
الغربى على الجيوش الشرقية الأكبر حجمًا. وقد حاصر الصليبيون مدينة نيقية.
التى كانت الإغواء القاتل للحملة الصليبية الشعبية. وفى يوم VV يونيى /ا91١١ام,
أرسل السلطان السلجوقى els أرسلان. أفضل قواته لمساندة الحامية التى تدافع
عن أكبر مدينة فى ممتلكاته. ونزل الأتراك من التلال المرتفعة المحيطةء وهم يصيحون
صيحات الحرب الخاصة بهم ويدقون الطبول. ووقف صف رفيع من الصليبيين بين
الأتراك وشرفات الدفاع فى سور المدينة واندفع رجال eli أرسلان عند بوابة المدينة
الرئيسية؛ وهم يتوقعون سحق الصليبيين. وفوجئوا فى أثناء اندفاعهم إلى الأمام أن
طابورا من الصليبيين قد ضر بهم من الجناح ضربة مذهلة. وفى اللوحة الاستشراقية
عن المعركة والتى رسمها فى القرن التاسع عشر هنرى سيرور Henri Serrur نجد
قدرًا كبيرًا من الرومانسية. بيد Lol نقلت إحساسا بالاشتباك المتوحش واختلاط
الحايل بالتابل على حين يمزق الفرسان الصليبيون أعداءهم إربا إربًا. وفى معركة
استمرت من الفجر حتى الغسق. تعلم قلج أرسلان القوة المدمرة للحراب الطويلة
والسيوف الثقيلة التى بحوزة الصليبيين.
أما الصليبيون. من جانبهم. فسرعان ما تعلموا أن يحترموا دقة الرماة الأتراك
وسرعتهم. وبعد ما يزيد قليلا عن شهر بعد سقوط نيقية؛ أكمن الأتراك لطابور صليبى
306
فى طريقه إلى الطريق الرومانى القديم الموصل إلى ضوروليوم. وقتلوا أو جرحوا
الكثير من الصليبيين. ولكن الناجين تجمعوا من جديد. وحاربوا Lelia عن أنفسهم.
وعندها هزموا الأتراك. ومهما كانت خسائرهم فادحة. فإن شيئا لم يوقف التقدم
البطىء للصليبيين. وعندما نفدت منهم المؤن وماتت الخيولء انتهى الأمر بالفرسان
إلى ركوب الثيران. ولكنهم ظلوا يواصلون الزحف. وقاموا باكتساح كبير شرقا ثم
جنوبا. عبر الصحراء والجبال. وكانوا يخسرون رجالا كل cage ولكن بحلول شهر
أكتوبر سنة ٠١۹۷ م توقفوا أمام مدينة أنطاكية الضخمة, مفتاح منطقة شرق المتوسط.
وهى مساحة حضرية ضخمة طولها ثلاثة أميال تقريبا وعرضها ميل واحد فيما بين
نهر العاصى وجبل سيلبيوس. حيث تتقابل سلسلة جيال لبنان مع سلسلة جبال
طوروس. وأسوارها الطويلة ذات الشرفات الحصينة تتماشى طبيعة الأرض دون أية
نقاط ضعف واضحة. وفوق أسوار المدينة قلعة قوية التحصين. وطوال الشتاء عسكر
الصليبيون قبالة هذه الأسوار التى لا يمكن اختراقهاء ويعانون Cage من هجمات
المدافعين عن المدينة. وعلى أية حال. أتاح التوقف أمام أنطاكية للصليبيين أن يجددوا
مؤنهم. فقد كانت أساطيل من السفن تجلب لهم الطعام والمعدات من قبرص. وكان
كربوغا. حاكم الموصلء البعيد فى الشرق بالعراق الحديث. يستغل الشتاء أيضا
وبواكير الربيع لحشد جيش كبير لفك حصار أنطاكية. ولو لم يكن الصليبيون قد
استولوا على أنطاكية قبل وصوله لوقعوا فى مأزق خطير» محصورين بين أسوار
«أنطاكية من خلفهم وعدو جديد واثق من نفسه أمامهم».
ولكن فى يوم. يونيو سنة 94١١م تظاهر الصليبيون أنهم يقيمون معسكرًا
وانطلقوا نحو الشرق,ء لمواجهة كربوغا. ثم عادوا أدراجهم بعد هبوط fall وقامت
عصبة صغيرة من الفرسان بتسلق الأسوار الشمالية- Lay ATE التى كانت قد تركت
بلا حراسة وفى داخل المدينة قابلوا بعض هواطنى المدينة من المسيحيين الذين قادوهم
عبر شبكة الشوارع إلى اثنتين من بوابات المدينة الصغيرة. وهناك قتلوا الحراس
وفتحوا الأبواب. واندفع الجيش الصليبى عن بكرة أبيه داخل أنطاكية. وفى يوم واحد
کان كل S s ركاذ أو اموا هدق EE dat is asses روم ررقيو lius
307
ذكر المؤرخ المجهول صاحب «أعمال .Gesta Francorum g jill بذل الصليبيون
محاولة. ولكنها باءت بالفشل. للاستيلاء على القلعة. وحاصروا أنطاكية على مدى
ثمانية أشهر. وبعد يوم من استيلائهم على المدينة (وإن لم يستولوا على القلعة).
بدأت طلائع جيش كربوغا الكبير تظهر قبالة الأسوار. وسرعان ما وصل الجيش
المسلم بأسره واستولى على آلات الحصار التى كان الصليبيون قد شيدوها. وإذا
كان الصليبيون محصورين فيما بين القلعة فوقهم وجيش الموصل الذى يحيط. فإنهم
وقعوا فى الفخ داخل المدينة التى لم يكن بها طعام وقليل من المياه. وقد كان الرجال
يأكلون أوراق التين. tally والشوك وكل أنواع أوراق الشجر المغلية فى الماء. وكان
البعض الآخر يطبخون الجلود المجففة للخيول والجمال والثيران والجاموس!"".
وتم إنقاذهم بمعجزة. وفى داخل المدينة تدهورت المعنويات يومًا بعد يوم. حتى
تم اكتشاف ذخائر مقدسة غير عادية يوم ٤ يوتيو. فقد تم استخراج الحربة المقدسهة
التى كانت قد اخترقت جنب المسيح فى عملية الصلب من تحت الأرض فى كنيسة
القديس بطرس. وقد تم الكشف عن موقعها فى رؤيا أو حلم. وأخذت الحربة التى
اكتشفوها على أنها رسالة من الرب بأنه Mages وبعد أسبوعين فقط؛ وبعد Bel go
كثيرة لا تنتهى. وصيام مطول وتجهيز الذخائر الهشة لتكون راية للمعركة. سار
الجيش الصليبى وروحه المعنوية dle خارج بوابة الجسر على نهر العاصى» وتوجه
مباشرة نحو القوة الإسلامية المعسكرة أمامه. ورفعت الحربة المقدسة lle فى طليعة
الجيش حتى يشاهدها الجميع. وتحرك الجيش بسرعة بطيئة. ولم يتبق من خيول
الحرب بعد أشهر طويلة من الحصار سوى مائتى Las. ولكن الجنود المشاة
الذين كانوا يسيرون أمام الفرسان القلائل الباقين لم يكونوا من الرجال المبتذلين
ذوى التجهيز السيئ غير المدربين. وقد عززهم عدد قليل من حاملى الرماح المدريين,
والذين كانوا يشكلون المشاة فى المعارك السابقة. فقد كان معظم أولئك الذين ضمهم
الطابور من الفرسان البارعين فى كامل تسليحهم الذين ثبت أنه من الصعب تماما
قتلهم. وقد حكيت الروايات عن الفرسان الذين كانوا يبدون مثل القنافذ بالسهام
التى رشقت بهم» والرماح والقذائف. ولكنهم ما زالوا يتحركون إلى الأمام ويقاتلون
308
يقسوة. وبيتما كان الفارس الراكب. رمز الفروسيةء يمتلك قوة ضاربة عظيمة.
اكتشف الأتراك أن حصانه عرضة للخطر. وضد المشاة المدرعين. الذين يحاربون
بصورة موحدة. برهنت الأساليب التركية التقليدية على أن فعاليتها قليلةء ail كان
الفرسان الغربيون مدربين للقتال على ظهور الخيل أو على أقدامهم: وكان هذا التنوع
هو الذى أنقذ الصليبيين يوم a VAA giis YA
كان المسلمون الذين تجمعوا عند بوابة الجسر مجرد جزء من الجيش الرئيسى,
الذى كان على بعد عدة أميال شمال المدينة. وعندما شاهدوا جيش SLAM يتقدم. ظنوا
أن هذه محاولة يائسة من العدو الذى كان على حافة الهزيمة. ولم يكن هناك ما يجعلهم
يعرفون أن شعور الصليبيين الجديد كان مشوبًا بالنشوة والفرح» وقد بدا مستحيلاً
أن هذه العصبة الغوغائية من الرجال المشاة يمكن أن يبرهنوا على أنهم مميتون
مثل الرجال على ظهور الخيل. وهجم الأتراك. وهم يمطرون الصليبيين بالسهام.
ولقى كثيرون من أفراد المعسكر مصرعهم. ولكن لم يقتل من الفرسان سوى عدد
قليل للغاية. وبسرعة انقضوا على ELEL المسلمين الذين كانوأ يشكلون جمهرة قوة
الحصار وقتلوا منهم UO a ثم اتجهوا شمالاً. بحيث يكونون بالقرب من النهر
الذى على يمينهم ولا يتعرضون للهجوم من Lal الجناح وتقدموا بسرعة ثابتة.
palag فرسان المسلمين مرة بعد أخرىء ولكنهم كانوا يصدون. لم يكن هناك شىء
يعيق الحربة المقدسة. ومع هبوط الليلء كان جيش كربوغا كله قد تراجع قى فوضى
(*) هذه رواية غير «تاريخية» U حدث فى أنطاكية حسبما روته المصادر اللاتينية التى كتبها بعض من
كانو! شهود عيان على الأحداث نفسها؛ فقد تجاهل المؤلف رواية هذه المصادر عن GLA المسئول
عن أحد أبراج المدينة الذى سلمه إلى بوهيموند النورمانى. كما تجاهل «تلغيق» حكاية الحربة
المقدسة من أحد أتباع ريمون دى سانجيل. وانكشاف اللعبة ومحاكمة القسيس صاحب «الرؤيا
المزيفة». والرواية هنا رواية فيها قدر كبير من الاعتماد على عناصر أسطورية وغير تاريخية.
راجع. قاسم عبده قاسم. ماهية الحروب الصليبية. الفصل الثالث (دار عين للدراسات والبحوث
الإنسانية والاجتماعية. طبعة (e Y^ Y المترجم
309
واستولى الصليبيون على معسكره. ووجدوا كمية هائلة من الطعام. وعددا كبيرا من
p Lol المعسكر وخزينة الميدان الخاصة بكربوغا.
كان النصر الذى منحه الرب قبالة أسسوار أتطاكية الأول فى سلسلة من
الانتصارات. وذابت الجيوش الإسلامية على حين كان الصليبيون مستمرين فى
تقدمهم جنوبا عبر إقليم شرق المتوسط حتى القدس. ومنذ أنطاكية فصاعدًا بدأ موقف
المسلمين من الغزاة الأوربيين يتغير. فقد ترك الصليبيون تأثيرا حاسمًا ليس على
الأتراك السلاجقة وحدهم ولكن على الثقافة السياسية المركبة والمتشرذمة فى شرق
المتوسط. وفى ذلك الحين لاحظت كتب التاريخ الإسلامية كيف كان الفرنج مختلفين
GLS عن البيزنطيين: فقد كانوا غير متحضرين بالمرة. وقد أسماهم المؤرخ الدمشقى
«ابن القلانسى» الكفارء أو «المتوحشين». ولكن شكواه الرئيسية أنهم ينتهكون
الاتفاقيات المعقودة بيساطة شديدة. فعند بلدة المعرة معرة التحمان قام القرنح بعد
أن منحوا السكان الأمانء بخيانة عهدهم. فقد أقاموا الصلبان فوق البلدة» وفرضوا
الغرامات على سكان البلدةء ولم ينفذوا الشروط التى كانوا قد اتفقوا عليها'“. ولم
يذكر أشد الأحداث هولا فى المعرةء والتى سجلها مؤرخون آخرون من المسلمين
والمسيحيين. وقد كتب فوشيه الشارترى:
«إننى أرتجف فزعًا أن أقول إن كثيرًا من رجالنا. الذين عذبهم جنون الجوع
بدرجة رهيبةء قطعوا قطعًا من اللحم الآدمى من أرداف المسلمين الممددين قتلى
هناك. وقد طبخوا هذه القطع وأكلوها. والتهموا اللحم بوحشية الذى لم يكن قد
نضج تمامًا من الشواء. وبهذه الطريقة نال من يفرضون الحصار أذى أكير مما نال
المحاصرين»“.
كان هذا سلوك gas. انات Y لوك بشن Bay الور خون مثالا بعد 55 لهذا
العنف الماجن. وعند أتطاكية. سجل فوشيه أنه عندما استولى الصليبيون على معسكر
المسلمين لم يستعبدو! النساء اللاتى وجدوهن (متلما GIS المسلمون سيقعلون) ولكن
«فيما يتعلق بالنساء الموجودات فى خيام العدو فإن الفرنج لم يلحقوا بهن شرًا وإتما
310
غرسوا الحراب فى بطونهن. ثم قاموا جميعا بصوت Jle يباركون Goll ويمجدونه.
لأنه فى رحمة خالصة منه خلصهم من أقسى الأعداء»“. وأعلن تاجر من المعرة
«إننى من المدينة التى لعنها الله وحكم عليها بالخراب يا صديقى. قد قتلوا كل سكانها.
وأعملوا السيف فى المسنين والأطفال»!''). وحكى المؤرخون المسلمون عن الكثير من
أعمال الخيانة والوحشية داخل العالم الإسلامى. ولكن كان هناك شىء مختلف فى
القسوة الحيوانية الفظة لدى الأوربيين. هذه الخصائص التى جعلتهم على هذا القدر
من الفعالية فى المعركة جعلتهم قادرين أيضا على الإتيان بأى فعل من أفعال الوحشية.
وفى عيون المسلمين. جاء المثل بالغ الشذوذ على هذه الوحشية الشريرة عندما
تم الاستيلاء على القدس فى نهاية المطاف. فعندما كان المسلمون قد فتحوا المدينة.
عاملوها باحترام وتبجيل؛ وباستثناء age الحاكم بأمر الله القصير. تواجد المسلمون
واليهود والنصارى جنبا إلى جنب داخل أسوارها. ولكن الصليبيين عاملوا المدينة
مثل أى مكان آخر أبدى بعض المقاومة. ووصل جيشهم أخيرا إلى مقصده يوم.
يونيو a M AA وما رآه الصليبيون وقع عليهم وقع الصدمة. فبدلاً من المدينة المقدسة
التى رسموها فى خيالهم» واجهتهم OGG وبخلاف أنطاكية التى كانت قائمة على
أرض مسطحة بأسوارها الطويلة. كانت القدس توفر لهم فرص الهجوم. ولكن الميزة
كانت تكمن فى المدافعين الجدد عن المدينة بتجهيزاتهم الجيدة. وقبل ما يزيد على
سنةء كانت القوات الفاطمية قد أعادت احتلال المدينةء وطردت الحامية التركية. وقد
glee | بنشاط لتحسين الدفاعات وأوضحوا أنهم لن يستسلموا دون C Js وفى
اليوم التالى لوصول الجيش الصليبى» قام الجيش كله. وأفراده حفاة وفى ملابس
c gil بموكب حول ial مما جلب عليهم صيحات السخرية من الجنود الذين فوق
الأسوار. ثم تجمع الجيش على جبل الزيتون لكى يستمعوا إلى موعظة بعد أخرى,
مما رفع معنوياتهم وذكرهم بالغرض من الرحلة. ولم يعد الصليبيون يتمتعون بفوائد
الحربة المقدسة. فقد كانت شهرتها قد تلطخت بالشائعات التى انتشرت عن أنها لم
تكن من الذخائر المقدسة الحقيقية. وطالب الراهب الذى كان قد اكتشفها. بطرس
بارثولوميو Peter Bartholomew بحقه فى الدفاع عن شرفه وعن الحربة المقدسة
311
من خلال المحاكمة بالمحنة!*). ومن سوء الحظء أنه «احترق بصورة مرعبة» بألسنة
اللهب ومات بعدها باثنى عشر یوما“ .
وفى ذلك الحين تلقى الصليبيون خارج القدس أخبارًا عن جيش كبير يتجمع فى
مصر لفك الحصار عن القدس. ولم تكن هناك فرصة لتجويع القدس حتى تستسلم.
فلم يكن ممكنا أخذها سوى بالهجوم. ومرة أخرى. مثلما حدث فى أنطاكيةء خاطروا
بالوقوع فى مصيدة بين العدو داخل الأسوار والعدو خارجها. ومن ثم كانت فكرة
الحصار الطويل مستبعدة إذ يجب أخذ المدينة بالقوة. ولكن لم تكن لديهم الأخشاب
التى يمكن أن يصنعوا منها السلالم وأبراج الحصار كما كانت الحامية قد سممت
الآبار خارج الأسوار. وتم إرسال مجموعات لاستكشاف البلاد والعثور على ما يكفى
من الأشجار لبناء آلات الحصارء وفى النهاية تم بناء برجين متحركين من الخشب
Mu وغطيت بالجلود المبتلة لمنع الحامية المسلمة من تدميرها بالنار الإغريقية. وفى
يوم WV يوليو سنة eV AA تمت دحرجة أكبر البرجين ببطء فى موقع قريب من
السور الشمالى للمدينة. بينما كان كبش مغطى يضرب فى السور الخارجى المنخفض
الذى كان يحمى التحصينات الرئيسية. وعلى مدى يومين كان الكبش يضرب فى
السورء تحت النيران المستمرة من جانب العدى. ولكنه ببطء حرك الأحجار فى السور
لدرجة أنه فى صباح يوم VE يوليو أمكن دفع البرج إلى مكان قريب بما يكفى لوضع
(x) المحاكمة Ordeal Gath نوع من المحاكمات البدائية التى عرفتها الشعوب الجرمانية التى سكنت
أوربا فى موجات متتالية فيما بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين. وتقوم هذه المحاكمة على
أساس أن المتهم الذى يتعرض للأذى يكون مدانا ومذنيا. وكان من أشهر هذه المحاكمات أن يرفع
المتهم حجرا ثقيلا من قاع إناء به ماء solio أو يقيض على قطعة من الحديد المحمى, أو يدخل
نارًا موقدة ويخرج منها. ومن الواضح أن هذه الوسائل كانت للتخلص من أغراد سيئى السمعة
خصوصا فى زمن كان الطب والعلاج فيه متخلفا فى أوربا . وقد دخل JUI eno sd SL واحترق.
لكن القادة الصليبيين هم الذين أرغموه على هذا بعد أن اكتشفوا كذبه لصالح ريمون دى سان
جيل (الصنجيل). ولم يطلب هو ذلك (المترجم)
3/2
جسور الهجوم على متاريس المدينة. وبذل المدافعون المزيد من الجهود المستميتة لكى
يسقطوه. ولكن تم اكتساحهم بعيدا عن السور بوابل من السهام.
وفجأة انصبت سحابات ضخمة من الدخان الأسود الخانق بين آلات الحصار
وغطى الأسوارء مما سبب صدمة للمدافعين. وعندما رأوا اتجاه لهيب النيران. أدركوا
أن الصليبيين قد أضرموا النار فى حزم من القش المبلول داخل الأبراج. ولما اكتنف
الدخان الأسوار. ثم تركيب جسور الهجوم وعبر اثنان من الفرسان الفلمنك وقفزا
على سور المدينة. وبينما LIS يحتجزان المدافعين. اندفع المزيد من الفرسان عبر
الجسور مما دعم الموقف على السور. وضعف الدفاع ثم انهار. وتم وضع السلالم
بسرعة على السور وتسلق المزيد من الفرسان إلى داخل المدينة. وعندما تقدموا خلال
ce ol gal كان المدافعون المسلمون يفرون أمامهم. وتحرك بعض الفرسان لفتح بوابة
العامود. مما أتاح للجيش الرئيسى دخول المدينة. وقام آخرون بمطاردة المدافعين.
وبدأوا يذبحون كل شىء يتحرك داخل الأسوار. وأعطى الكونت ريمون الأمان للباقين
من الحامية فى قلعة المدينة» ولكن كثيرين لقوا حتفهم. وقد كتب ريمون الأجلويرى
Raymond of Aguilar الذى کان معه:
«بعض رجالنا (وكانوا هم الأكثر رحمة) قطعوا رءوس أعدائهم. ورشقهم
البعض الآخر بالسهام؛ بحيث سقطوا من الأبراج؛ وغيرهم عذبوهم وقتا أطول بأن
قذفوهم فى اللهب. وشوهدت فى شوارع المدينة أكوام من الرءوس والأيدى والأقدام.
وكان من الضرورى أن يتلمس المرء طريقه فوق جثث الرجال والخيول ....
«والواقع. أنها كانت عدالة الرب وحكمه المعتبر أن هذا المكان لابد وأن يمتلئ
بدماء غير المؤمنين. GY عانى هذه الفترة الطويلة من كفرهم. كانت المدينة aks
بالجثث وبالدماء» UP
ثم كانت هناك ثغرة. فى اليوم الأول حدثت المذابح فى قلب المعركة. وفى اليوم
التالى.
313
«قى الصباح تسلق رجالنا بحذر فوق سطح المعيد (المسجد) وهاجموا المسلمين,
من الرجال والنساء على السواء. وقطعوا رءوسهم بسيوف مسلولة. وقذف المسلمون
الآخرون بأنفسهم من فوق المسجد... وسحب المسلمون الذين كانوا ما يزالون أحياء
جثث الموتى أمام البوابات. وصنعوا منهم كومة ضخمة. كبيرة فى حجم البيوت. ولم
يكن ual قد رأى مثل هذه الكثرة من القتلى الوثنيين أو سمع عنه UY Mas
ولاذ يهود المديتة بمعايدهم, التى أشعلت بها جميعا النيران. وماتوا جميعا.
وثمة كاتب. هو ألبرت الأيكس Albert of Aix يذكر حادثة itis بعض أولئك الذين
كانوا حاضرين فى القدس فى رواياتهم. وفى اليوم الثالث بعد سقوط aad قرر
قادة الغزو قتل جميع الأسرى من الرجال والنساء والأطفال لكلا ينضموا إلى الجيش
المتقدم من مصر فى عملية حصار جديدة كان الصليبيون يتوقعونها ويخشونها! E
ولكن التقدم الإسلامى توقف بفعل انتصار نهائى مذهل. فقد توج فرح
الصليبيين باستعادة بعض أجزاء صليب الصلبوت وكان القساوسة الأرثوذكس
الذين طردهم القائد الفاطمى قبل وصول الصليبيين قد أخذوا معهم هذه الأجزاء.
وبعد الغزو رجعوا ومعهم كنزهم الغالى وأخفوه. وعذبهم الصليبيون حتى كشفوا
عن المكان الذى خبأوه فيه. وبخلاف الحربة المقدسةء كان لصليب الصلبوت أصل
حقيقى. وهكذا. عندما تحرك جيش مصر على امتداد الساحل إلى مدينة عسقلان.
وواجه جيشا صليبيًا متجدد c3 yall يحمل أكثر الذخائر المقدسة قداسة فى طليعته .
كان الجيش المصرى فى معظمه مؤلفا من BLAM العرب sgala ورجال من
شمال أفريقياء والأرمن. وكانوا مسلحين جيدا ومجهزين تجهيزا حسنا. وفى ١١
(x) ذكر المؤلف أنهم من الأثيوبيين. والحقيقة أن الجنود المشاة فى الجيش الفاطمى كانوا من تلك
الفئة التى أطلقت عليها المصادر التاريخية المعاصرة اسم «السودان». وهم ليسوا من منطقة
السودان الحديث, ولكنها تسمية عامة كانت تطلق على كل من ينتمى إلى أفريقيا السوداء. وقد
تقل المؤلف هذه التسمية عن المصادر اللاتينية التى كان مؤلفوها يظنون أن كل أسود البشرة
أثيوبى؛ وهى فى الأصل التسمية الإغريقية لسود البشرة. (المترجم)
3/4
أغسطس انقض عليهم الصليبيون الذين كانوا قد ساروا بأقصى سرعة. أمام أسوار
عسقلان. وكان الصليبيون قد تعلموا درس أنطاكية: ففى ذلك الحين كان فرسانهم
محميين بقوة متينة من الجنود SLAM معظمهم مدرعون. ولكن عند عسقلان. كان
الجيش المسلم هو الذى شن الهجوم على صفوف الصليبيين. يقودهم الجنود السود
الذين كانوا يستخدمون عصيا حديدية ضخمة يمكن أن تهشم اللحم والعظام. وعلى
كلا الجناحين حاول الفرسان المصريون ويعض الرماة الراكبين الإحاطة بالصليبيين.
وإذ التصق SLAM المسلمون بظهورهم بأسوار عسقلان كانوا هدفا مثاليًا لهجمة
الفرسان الصليبيين. وبعد هجمة أو اثنتين ضربت الفوضى أطنابها بينهم, ثم أعاد
الصليبيون تنظيم صفوفهم وشنوا هجمة ثانية. قاصدين العلم المصرى. وأخيرًا
انهار المصريون وهربو! من ميدان المعركة.
فى أنطاكية. كان هجوم الصليبيين اليائس قد بث الذعر فى قلوب قوة أكبر
حجما. لم تبد سوى القليل من المقاومة. وعند عسقلان» كان القتال أصعب كثيراء وكان
الصليبيون محظوظين لأن القوة المصرية كلها لم تكن جاهزة للمعركة عندما بدأوا
هجومهم. ولكنهم بحلول أغسطس ia V8 كانت صلابتهم قد اشتدن بفعل سنوات
ثلاث من المعارك والحصار والرحلة الملحمية. وعلاوة على ذلك. كانوا قد صقلوا
المهارات الخام فى الحرب الأوربية. وقد لعب المشاة المدرعون دورا متزايد الأهمية
وأدركوا أهمية القوات الراكبة الخفيفة والأكثر قدرة على المناورة والتى كان بوسعها
حماية الخيالة المدرعة الثقيلة. بمطاردة القرسان الرماة الأتراك. وبعد عسقلان لم
يكن هناك عدو يحتمل أن يتحدى استيلاءهم على فلسطين. وبدأت الممالك اللاتينية فى
الشرق» التى امتدت من حافة الهضبة الأناضولية حتى حافة صحراء سيناء» توطد
وقد استمرت Klas بيت المقدس اللاتينية على مدى سبعة وثمانين le من
' ١١1١م حتى VVAV وشكلت كونتياتها. وبارونیاتها. وإقطاعاتها. مجتمعًا حدوديًا
كان تحت التهديد بشكل مستمر. ولا غرى أن الأثر اللافت والأكثر بقاء الذى تركه
315
الصليبيون على الأرض تمثل فى قلاعهم الضخمة والهندسة المعمارية العسكرية. فقد
كانت الممالك الصليبية فى الشرق قد صمدت بسبب التدفق غير المنتظم من القوة
البشرية ومن JUI من الغرب» ولكن هذا لم يكن كافيًا على الإطلاق ونادرًا ما جاء فى
وقته. كان هذا موطئ pad ولم يكن غزوا شاملا. مثل احتلال النورمان لإنجلترا سنة
75١٠م وريما كان هناك حوالى ثلاثة آلاف من الفرسان الفرنج البالغين. بالإضافة
إلى حوالى خمسة آلاف من المشاة من الرجال المسلحين. والذين تزوج كثير منهم
من المسيحيات المحليات بل حتى من المسلمات. ولم يكن السكان الغربيون فى المملكة
يتجاوزون فى عددهم الكلى أكثر من خمسة وعشرين ألفا. فى وسط جمهرة من
السكان أكبر كثيرا من المسلمين الناطقين بالعربية والمسيحيين المحليين''). وعلى
الحدود شمالاً وجنويًا كانت هناك دول إسلامية معادية. لم تلبث أن سيطرت على
الكيان اللاتينى فى نهاية الأمر. ولم يكن الصليبيون أكثر من مستعمرات متناثرة.
تتمركز عادة على قلعة أو بلدة حصينة. لقد كانت قوتهم أشد على المستوى النظرى
مما كانت عليه فى الواقع. لقد حدث أن حكمتهم الأرض المقدسة بدلاً من أن
يحكموها هم .
لقد استخدمت كلمتى «حملة صليبية». «صليبى». وهذا ما يفعله الجميع. ولكن
لم يسهم فى الحملة الصليبية الأولى «صليبى» واحد. ففى أفضل الأحوال كانوا
صليبيين قبل أن توجد الكلمة نفسها avant la lettre لقد كانت الحروب التى شنت
بذريعة إنقاذ القدس سابقة على وجود كلمة «صليبى» بزمن طويل» وهى الكلمة التى
صيغت للمرة الأولى فى القرن الثالث عشر فى كلمة (Cruzada بعد جيل من استرداد
المسلمين للقدس فى سنة 417١1١م. ودخلت فى استخدامات اللغة الإنجليزية للمرة
الأولى فى الشكل الفرنسى للكلمة Croisade سنة 61/5١م, ولم تتم أنجلزتها تمامًا
فى الشكل Crusade حتى بواكير القرن التامن عشرء بعد Crusado. . . Crusada.
316
0 التى تمت تجربتها جميعا ووجدت دون المطلوب GIS) مصطلح «الحملة
الصليبية» منذ البداية مصطلحًا عائمًا. متحركا للغايةء يمكن تعديله. ولا يحدد بالدقة
سوى القليل جدا ولكنه مفعم بالمضامين. لقد كان على الدوام نظرية متعددة الجوانب.
وقد جند البابوات مفهومًا Made كان يسمح لهم بإعلان حرب مقدسة على أى فرد أو
مجموعة. يصفونهم بأنهم أعداء المسيح. كانت هناك صليبيات ضد المسلمين . وضد
الهراطقة المنشقين عن الكنيسة الكاثوليكية مثل الألبيجنيسيين فى إقليم البروفانس؛
وضد الملكيات المسيحية المتمردة. بل حتى ضد بلدات متواضعة لم تسر فى ركاب
البابوية. ولكن الفئة الأولىء أى الحرب ضد المسلمين كانت دائما تحظى بالشرعية
باعتبارها الحرب الحقيقية «من أجل الصليب وبه».
كانت الحرب المقدسة بدعة داخل الكنيسة المسيحية. التى كانت على مدى Bae
قرون تناضل لكى تفرض سلام الرب على خصومها. وكان الأساقفة فى مقاطعة
ناربون „Narbonne قبل أربعين سنة من خطبة أوربان. قد أعلنوا. «لايقتل مسيحى
مسيحيا آخرء GY لا شك فى أن قتل مسيحى يعنى إراقة دم المسيح» UO كما أن
أوربان الثانى. وفقا لرواية فوشيه الشارترىء قد عبر عن التناقض بين شرور الحرب
والنضال من أجل قضية خيرة. فقد أخبر أوربان الجمع المحتشد فى كليرمون:
«أولئك منكم الذين اعتادوا من قبل على أن يتنافسوا بطريقة آثمة فى الحروب
الخاصة ضد المؤمنين عليهم أن يحاربوا ضد USI وأن ينهوا الحرب نهاية ظافرة
... وأولئك منكم الذين كانوا حتى هذه اللحظة لصوصًا عليهم الآن أن يصيروا جنودًا.
وأولئك منكم الذين كانوا ينافسون Lad مضى إخوتهم وأقاربهم عليهم أن يحاربوا
الآن ضد البرابرة حسبما ينبغى عليهم».
كان الإسلام قد طور نظرية متماسكة عن الجهاد قبل ذلك بفترة طويلة. فقد
طرح الفقهاء المسلمون فكرة عالم ينقسم إلى جزأين- أحدهما دار MET
يحكم حاكم مسلم حقيقى. والآخر دار الحرب» dus لم يكن زمام السيطرة بأيدى
المسلمين“. وعلى المسلمين أن يجاهدوا لضمان أن يحل السلام محل الحرب CY
317
والجذر العربى لكلمة يجاهد. ج ه د). اشتقت منه كلمة «جهاد». التى تعنى أى نوع
من المعركة فى سبيل قضية خيرة. وفى المصطلحات اليومية تشير إلى جهاد النفس
ضد الشر أو ضد الغواية. وتسمى «الجهاد الأعظم». وهو أشبه ما يكون بما كتبه
الكتاب المسيحيون فيما بعد عن الحرب المقدسة ضد COR TI ولكن الكلمة نفسها
كانت تعنى أيضا «الحرب المقدسة» فى المعنى العسكرى الخالصء الذى يعتبره معظم
المسلمين «الجهاد الأصغر». المستمد من هذه العملية لتطهير النفس داخليا OO وقد
ركز معظم الكتاب الغربيين فيما بعد على المعنى الثانى» على حد تعبير رودلف بيترز
Rudolph Peters الموجن:
«كانت عقيدة الجهاد قى الإسلام تروق دائما للخيال الغربى. ذلك أن صورة
تركى مرعب» يرفل فى ثوب طويل وهو يلوح بسيفه القصير المقوس؛ مستعدا لذبح
أى كافر قد يصادفه فى طريقه ويرفض اعتناق دين tame كانت صورة نمطية شائعة
فى الأدب الغربى على مدى زمن طويل ... والافتراض الكامن وراء هذه الأنماط
الشائعة أن المسلمين. الذين غالبا ما يطلق agale بصورة فضفاضة اسم العرب» قوم
متعطشون للدماء بالفطرة. معادون للأشخاص الذين يدينون بدين آخرء وأن هذا
راجع إلى دينهم» الذى يزعم الغربيون أنه يدعو إلى عدم التسامح والتعصب والحرب
المستمرة ضد غير المؤمنين».
وقد وردت كلمة جهاد مرات قليلة فى القرآن الكريم» وبشكل أكبر من تفسيرات
الفقهاء للأحاديث النبوية الشفاهية المنسوبة للنبى محمد. وغالبًا ما تتطلب الأحاديث
تقسيرًا خاصًا لكى تتم مواءمتها مع الأحداث. ومن الناحية النظريةء بالنسبة للإسلام
وبالنسبة للمسيحية, كانت الحرب شرًا. ولإضفاء القدسية على المعركة والقتل كان
لابد أن تكون جهادًا من أجل قضية خيرة وربانية. ومع مرور الزمن. بالتالى. طور
كل من المجتمعين أفكارًا مشابهة GLS قى ظاهرها عن الحرب العادلة فى سبيل
قضية خيرة. ولكن كانت هناك اختلاقات بين العمليات المتوازية ولكنها مختلفة فى
التطور” ". ففى العالم المسيحى. كانت عقيدة الحرب المقدسة محل Jas ساخن ثم
318
تشعبت فيما بعد إلى تفرعات إيديولوجية مختلفة كثيرة. كانت فى معظمها استجابة
للتغير السياسى والاجتماعى. وقد تعرض مصطلح «الحملة الصليبية» لتشويه كبير.
الحج. الرحلة. الموسوم بالصليب» وهلم جراء وكلها كانت طرقًا أخرى لوصفها. LÍ
فى الإسلام فقد كان هناك مصطلحان يستخدمان بشكل شائع- الجهادء والغزاة
فى التركية العثمانية- ويمكن أن يكون هناك قدر قليل من الجدل فى معنى هذين
المصطلحين» وقليل من البحث النظرى فى Laas gue وكان السيب فى هذا أن المذهب
السنى السائد يحد بشدة من التقييم النظرى؛ وحسبما عبر المعاصرون عن هذا. لقد
أغلق باب الاجتهاد حوالى سنة * ٠ 5. وكان معنى هذا أن أصول الدين. Las فيه الجهاد
غير قابلة للمناقشة ولا يمكن OL aas
بيد أن العلماء المسلمين استمروا فى مواءمة تطبيق هذه المبادئ غير القابلة
للتغيير (الراسخة): بشرح الحقائق الخالدة وتفسيرها وتطبيق القوانين ONS SME
ولم يكن نظاما متحجرا وجامدًا. وإذا كانت النظرية ALE فإن تطبيقاتها لم تكن
كذلك. ولم تكن جميع الحروب ضد الكفار تعلن بوصفها جهاداء ومن المؤكد أن
المقاومة ضد الفرنج فيما بين سنة eV AV وسنة 99١١م لم تكن تعتبر فى ذلك الوقت
جهادًا. ولكن فى أثناء القرنين اللذين احتل فيهما الفرنج شرق المتوسط؛ علا صوت
aa الخ اة وضاوت BSI وسو كا cibis a الغو ة السملة الضلنينة كافك هوه
الدعوة الموجهة إلى المسلمين تخدم غرضًا C Gans لقد كانت الاجتماعات تعمل على
لم شمل مجتمع كانت تحكمه الفرقة. فقد وفرت عبارة الحرب المقدسة. التى كانت
تركيبا لغويًا جديداء أسلوبا G53 GEIL بصورة فريدة. وقبل المواجهة الحاسمة فى
فلسطين. كانت المسيحية مركزة على مفهوم سلام الرب. وكان معظم العالم الإسلامى
قد تخلى عرفا عن البلاغة التقليدية وعن ممارسة «الجهاد الأصغر». ونتيجة نضال
الثقاقتين فى شزق a ill قان گلا culo Logie مسلحة بإيديولوجية حرب Shale
وسيب Jule للحرب .
319
وعندما واجهت القوات النظامية لكل من «الحملة الصليبية». «الجهاد» بعضهما
البعض فى ميدان المعركة مباشرة. كان التناقض بينهما باديًا فى الحال. وإذا ما
تحدثنا بصورة مرئية سنجد أن العنصر الرئيسى السائد من الجانب المسيحى الغربى
هيمن على الآخرين جميعا. فقد كانت الرايات الإسلامية تحمل الكثير من الرموز
والنصوص. معظمها أسماء الله الحسنى وآيات مناسبة من القرآن الكريم. ولكن على
الجانب المسيحى كانت الصورة الوحيدة للصليب هى السائدة. ومن الاتصال الأول
كانت السمة المحددة للحملة الصليبية هى رمز المسيح المصلوب. لقد كان «الصليبيون»
موسومين بالصليب Cruceignati ". وفى نظر المسلمين العرب» كان هناك شىء
مميز ومثير للقلق بشأن هؤلاء المسيحيين. الفرنج» الذين يضعون شعار الصليب
والذين كانوا قد اجتاحوا القدس فى سنة OANA
لقد انتهك من يرتدون الصليب جميع المقاييس المقبولة من المجتمع بطرق لا
تخطر على بال المسيحيين المحليين بل والبيزنطيين. وحكى المحارب المسلم أسامة بن
منقذ الذى عاش فى القرن الثانى عشر عن عدم ملاءمة سلوك الصليبيين فى الأرض
المقدسة. فقال. «وليس عندهم شىء من النخوة والغيرة». وحكى قصة رجل حمامى
كان الفرنج يرتادون حمامه:
ون all Jad فأرسن ilo وشم جتعزون ule من يشد فى وة SAIN قن
الحمام aad يده فجذب مئزری من وسطى رماه. فرآنى. Gly قريب age بحلق عانتى.
فقال: سالم. فتقربت منه. فمد يده على عانتى وقال. سالم» جید» Gay دینی Jac!
لى كذا. واستلقى على ظهره. وله مثل لحيته فى ذلك الموضع. فحلقته. jab يده
عليه فاستواطأه فقال: سالم. بحق دينك ael للداما (والداما بلسانهم الست) city
امرأته. وقال لغلام له. قل للداما تجىء. فمضى فأحضرها وأدخلها. فاسلتقت على
ظهرها وقال: اعمل كما عملت لى. فحلقت ذلك الشعر وزوجها قاعد ينظرنى. فشكرنى
ووهبنى حق خدمتى».
n
to
m
هذه الحكاية النابضة بالحياة تحكى عن حادثة حقيقية. أو ربما كانت مجرد طريفة
من الطرائف. ولكن المؤكد أن الفرنج قد أريكوا أسامة وحيروه. فقد كتب. «فانظروا
إلى هذا الاختلاف العظيم: ما فيهم غيرة ولا نخوة. وفيهم الشجاعة العظيمة. وما
تكون الشجاعة إلا من النخوة والأنفة من سوء US y OM as ME لاحظت كارول
هبللنيراند :Carole Hillenbrand
«هذه القصة تمس الاختلاف الجوهرى الذى أدركه المسلمون بين مجتمعهم
ومجتمع الفرتج. ففى مجتمع كانت النساء فيه تحت حماية الرجال من أهلهن. لايسمح
لهن بالكشف عن وجوههن المحجبة سوى لعدد من أقاربهن الذكور. فإن سلوك الفارس
الفرنجى وزوجته ... كلاهما يذم لا أخلاقية الفرنج فحسب وإنما [على النقيض] يعزز
أيضا قيم المجتمع المسلم»".
وفى الحقيقة أن إثمهم ذهب إلى أبعد من هذا. فبالنسبة للمسلمين. كان
الصليبيون. باختراقهم الحدود بين (الحرام). (الحلال). قد انتهكوا وزعزعوا ليس
حياتهم فقط وإنما العالم كله من حولهم وفى عيون المسلمين» خلق الفرنج دنسًا مرئيًا
للغاية ومستمرًا ققد كان رمز الصليب السائد موجودًا فى كل مكان فوق الكنائس
وحتى مسجد الصخرة والمسجد الأقصى المقدسين فى القدس. فقد كانت كل النظم
الرهبانية العسكرية داخل الدويلات الصليبية تستخدم الصليب شعارًا لها وصار
رمرًا للنجاسة. هذا الإحساس بالتلوث يجرى عبر إحدى الحكايات فى ألف ليلة وليلة.
فهى تحكى كيف أن البراز الجاف للبطريرك الأكبر فى القسطنطينية كان مبجلاً لدى
المسيحيين لدرجة أنه كان Biao ويصنع منه «أقدس بخور لتكريس النصارى فى كل
مناسباتهم» ولمباركة العروس. ولتعطير المواليد الجدد وتطهير القسيس عند تكريسه».
Lay أن البظريرك لم يكن pbs إنتاج الكمية المطلوبة. فقد اعتاد القساوسة على
غش المسحوق بخلطه بمواد أقل قداسة. أى براز بطاركة أقل رتبة بل وحتى براز
القساوسة أنقسهم». وفيما بعد كان هذا البخور المقدس ينثر على صليب خشبى كبير.
كان الجنود يجبرون على تقبيله. وفى هذه الحال. يزعم الراوى. لايمكن أن يكون
321
هناك شك فى أنه المسحوق أصلى GV رائحته رهيبة ويمكنها أن تقتل فيلاً فى جيش
المسلمين»“.
هذه الفكاهة الساخرة المكشوفة. مثل الحكاية التى أوردها أسامة, تتعلق مباشرة
بالنجاسة (بمعنى مادى) التى تصورها المسلمون فى الصليبيين. ولكنها توحى
أيضا بإساءتها الأعمق للحساسيات الإسلامية. فبالنسبة لهم كان رسم المسيح على
الصليب يلوث نطاقًا كبيرًا من المحرمات. فالجسد الذى خلقه الله ليس موضع تفكير.
بما فى ذلك الرب المسيحى الذى جرب الميلاد المادى. أما فى الإسلام قال سبحاته
وتعالى ليس كمثله شىء. على حين كان المسيحيون الغربيون يزعمون أن له خصائص
مادية. وقد ظهر أن قدرة الصليبيين على التلويث غير محدودة. فقد دنسوا. عن غفلة
أو عن عمد. الحرم الشريف فى القدس منذ اللحظة الأولى التى احتلوا فيها المدينة.
إذ قتلوا الآلاف داخل الحرم المقدس. كما أنهم جعلوا ساحة المسجد الأقصى إصطبلا
لخيولهم. بينما سجل زائر فى وقت لاحق أنه. «بالنسبة GH الصخرة: بنى الفرنج
فوقها كنيسة هيكلاء ووضعوا فيها السفن والتماثيل» وقد رأى الكاتب نفسه «صورا
لحيوانات ترعى مثبتة على الرخام ورأيت بينها رسوما لما يشبه الخنازير» " وسواء
كانت خنازير أم لا تلك المرسومة قربما كان هذا أقل أهمية من التأكيد على أن الرواية
كانت تبدو مقنعة LS بالنسبة للمسلمين. وهناك رحالة مسلم آخر أصيب بالصدمة
Lovie صعد إلى الأماكن المقدسة فقال إنه دخل القدس ورأى الرهبان والقساوسة
مسئولين عن الصخرة المقدسة... وشاهد عليها زجاجات الخمر التى يحتفلون بها فى
شتو انهه ودخل المسجد الأقصى الذى رأى فيه جرسًا معلقًا»" وأكبر دليل واضح
على هذا الدنس من وجهة نظر المسلمين تمثل فى الصليب الذهبى الكبير الذى كان قد
تم وضعه فوق أعلى نقطة فى قبة الصخرة.
وسرعان ما بات الصليب رمزا لكل نوع من الدنس والتلويث المرتبط بالفرنج.
كان هذا الامتعاض المسلم قائما. فى جزء منه على JOVI على حقيقة الحياة اليومية
فى الممالك الصليبية حيث حلت الصور المسيحية محل التجريد الإسلامى. كان هذا
322
العرض العلنى مزعمًا جدًا للمسلمين. وهناك كثير من الممارسات مثل تبجيل الصليب,
والصور والتماثيل وما شابههاء كانت بين المسيحيين المحليين الذين يعيشون فى
ظل الحكم الإسلامى قبل احتلال الصليبيين لفلسطين وبعده. وعلى أية حال. كان
المسيحيون الذين يعيشون فى العالم الإسلامى ممنوعين عادة من إظهار التجليات
السمعية والبصرية للمسيحية: فلا أجراس تدق لجمع المسيحيين: ولا صلبان فوق
كنائسهم. ولا مواكب عمومية. وباختصار لا شىء يسىء إلى حساسيات الأغلبية.
وهكذا لم يكن المسلمون عادة يواجهون بالعبادة المسيحية. التى كانت خفية إلى حد
كبير. وقد ele النصر العام للمسيحية. خاصة فى تلك الوفرة من الكنائس والأضرحة
الجديدة التى بنيت فى جميع أنحاء فلسطين. صدمة بصرية ونفسية )"0 كان هناك
الكثير من الكنائس والأضرحة قبل سنة 99١١م ولكن فى ذلك الحين كانت سرعة الأبنية
الجديدة جامحة ولم تتباطأ على مدى ستة عقود gh سبعة. لقد تمت توسعة الضريح
المقدس ليصبح كنيسة للحجاج ضخمة على الطراز الرومانسك .Romanesque
تحرس أعظم ضريح فى العالم المسيحى. وكان المسجد المسمى الحرم الشريف (قبة
الصخرة) قد ترك سليما من الناحية المادية ولكنه غطى بأعمال الفريسكو فى الخارج
وبالصور المسيحية فى الداخل؛ وإذا تم تحويله إلى كنيسة قدس الأقداس معبد الرب
(Templum Donimi) فقد تم تكريسه يوم عيد الفصح سنة EV وكان إضفاء
الطابع المسيحى على المدينة ماديا مصحوبًا بالتغير الذى طرأ على سكانها. فقد حرم
المسلمون واليهود من العيش داخل أسوار المدينة. بحيث صارت القدس آنذاك مدينة
مسيحية: بل اكتظت الأحياء المسلمة واليهودية القديمة بالمهاجرين والحجاج القادمين
من الغري““.
وعلى مدى القرون» باستثناء بعض المناسبات النادرة وبغض النظر عمن كان
يحكم المدينةء كانت القدس فضاءً محايدًا. فقد كان اليهود والنصارى والمسلمون قد
عقدوا نوعا من السلام الربانى. وكان بوسع الحجاج أن يتعبدوا فى أماكنهم المقدسة,
وكان يمكن للباحثين عن العلم أن يقتربوا من الله أكثر من خلال الدراسة. وفى بعض
الأحيان تطور نوع من الأكاديمية غير الرسمية. حيث كانت الديانات المختلفة يمكن
323
أن تناقش موضوعات الإيمان. وقد قاطعت الحملة الصليبية الأولى والمملكة اللاتينية
التى قارب عمرها قرنا من الزمان ذلك التراث الطويل. ولكنها خلقت أيضا إحساسًا
جديدا بالغضب والقلق فى كل من العالم المسيحى الغريى والعالم الإسلامى فى البحر
المتوسط. وتكمن جذور هذا الغضب والقلق فى مرحلة أسبق زمنيًا. فى القرن السابع
الميلادى. فلابد أن الصورة السلبية للكافر كانت موجودة Wad داخل المجتمع الأوربى
قبل القرن الحادى عشر. ولا يمكن لشىء غير هذا أن يفسر الاستجابة غير العادية
لدعوة أوربان. ولكن هذا لم يكن الخطاب السائد. وبعد الحملة الصليبية الأولى. كان
هو الخطاب السائد فى الشرق وفى الغرب على السواء. وفى أثناء الاحتلال الصليبى
للقدس» من سنة 55١١م إلى سنة a VVAV زادت استعمالات مجان الدنس وما نتج
عنها من الحاجة إلى التطهر فى كتابات الكتاب المسلمين. وكانت فى نفمتها. إن لم
يكن فى مضمونها. مماثلة لردود الفعل الغربية لاحتلال المسلمين القدس فى السنوات
السابقة على غزو سنة 55١١م ومرة أخرى فى القرون التى أعقبت استرداد المسلمين
المدينة سنة ۸۷١٠م .
لقد استثار الاسترداد الإسلامى للمدينة كثرة من الاستجايات المختلفة فى الغرب
وبحلول أربعينيات القرن الرابع عشر. كان بوسع الدارس والمبشر الدومينيكانى
اليارز روبرت هولكوت Robert Holkot أن يجادل بأن «ليس ممكنا تعليم حياة المسيح
سوى بتدمير destrundo et reprobando دين محمد ولعنته»" وأكد أكثر من ذلك
على أن الإسلام ينبغى استتصاله بالتبشير «والسيف الروحى» على السواءء وإذا
لزم الأمر فبالغزى والإبادة. كما لم يكن هولكوت شخصا غير مهم. فقد نمت شهرته
بعد موته سنة 59١١م كما أن كتابه «دراسة فى GES المحكمة». الذى تضمن هذه
الإدانة» طبع عشرين طبعة فيما بين سنة ٠ م وسنة ۲۰٠٠م . ولكن كان هناك
آخرون. مثل ولیم الطرابلسى William of Tripoli الذى كتب فى عكاء والذى آمن
GG] راسا بامكائة تحويل Guill موساكل سلمية إلى الحياة المسيحرة. وقد
اختتم UL.) De State Saracenorum als المسلمين ) بتأكيده الواثق. «فقط بكلمة
الرب وحدها. دونما Jas فلسفى ودون أسلحة عسكرية» سوف يسعون مثل قطيع
24
s
بسيط من الخراف إلى معمودية المسيح وسوف يدخلون فى شعب الرب. ومن يقول
ويكتب هذا هو الذى بإرادة الرب قد ate أكثر من ألف» *".
بيد أن ثقته فى التنصير لم يشاركه فيها كثيرون. وكان النمط SSVI شيوعا يتمثل
فى الدارسين الذين ساورهم الشك حتى فى الرغبة فى التنصير. والفرنسسكانى
ألكسندر Alexander of Hales „ula فى كتابه Summae Universae Theologiae
الذى صدر فى سنة 51١١م قد صنف المسلمين مع الهراطقة الموصومين وصمة لا
شفاء منها بكفرهم ومن ثم يجب قتلهم بواسطة أية سلطة قانونية. وقد اقترح بينوا
ألينيان Benoit of Alignan فى كتابه Tractatus fidei أن «سخافات محمد» يجب
استئصالها «بالنار والسيف» )07 ولكن أحدا من الدارسين لم يشر إلى أن حقيقة
وجود الإسلام لا يمكن تجاهلها أبدا. كانت هذه «الأسطورة الذائعة للحملة الصليبية»
التى اقتفى آثارها ألفونسى دوبرونت Alphonse Dupront من خلال كتاب حياته
وهو GES تاريخ يكاد يكون على غرار GUS جيبون فى مداه. هذه الأسطورة.
على حد تعبيره. صارت «حقيقة مستوطنة» وهو شرط دائم للروح الجماعية» O0
ولكن الحملات الصليبية فى العصور الوسطى. مثل التوسع العثمانى فى البلقان
والحصارين الكبيرين لقيينا(9؟15. (e MY. كان لهما تأثير مزدوج. فقد غيرّت
الغرب. ولكنها أيضا حولت مظهر الشرق.
هوامش الفصل السابع
-١ هذا يختلف عن التاريخ "الوطنى" الشائع فى كثير من المجتمعات. وفى
إسبانيا تنافس تقسيران متصارعان على الأرض الوطنية نفسها . انظر:
and Meron Benvenisti . Sacred Landscape: ١5-7 Glick. Islamic. pp
Berkeley . CA University . 14 £A The Buried History of the Holy Land Since
.Y*** of California Press
بياتريس كاسو: GOS وهناك أيضا فصل جيد
Beatris Caseau . " Sacred Landscape" in Glenn Bowersock and
Oleg Grabar (eds.) « Late Antiquity . A Guide to the Past Classical
«\444 , World. Harvard. MA: Belktap Press of Harvard University Press
. 064—YV.pp
(Y^? .p)
2. See Anzulovi, Heavenly Serbia, .م
3. Many of the cities of the Levant and Anatolia had sites associated with the
heroic early days of Christianity and were accordingly treated with reverence.
4. Recueil des chartes de l'abbaye de Cluny, cited in Dupront, Mythe, vol. 3, p. 1361.
$. The common Arabic term for the city, Al-Quds, refers to its sanctity. Later che
sacred terrain was extended to the area immediately around the city to become
the Holy Land, al-ard al-mugaddasa. After Saladin's reconquest this latter term
was used to include the whole ‘Holy Land’, roughly as Christians conceived it.
See Hillenbrand, Crusades, pp. 301-2.
6. See Gil, History, pp. 622-6.
7. Jerome, Epistle 46:9: "Time forbids me to survey the penod which has passed
since the Lord's ascension. or to recount the bishoos. the martvrs. the divines.
326
who have come to Jerusalem from a feeling that their devotion and knowledge
would be incomplete and their virtue without the finishing touch, unless they
adored Christ in the very spot where the gospel first flashed from the gibbet.’
8. Jerome, Epistle 108, which is the longest of his letters and where he describes
Paula’s journey through the Holy Land.
9. Cited Gil, History, pp. 285-7.
to. it has been estimated that it cost a year's income or more to undertake a
pilgrimage. See J. Sumption, Pilgrimage, London: Faber, 1975, pp. 169, 205-6.
ıı. R. Rohricht, Die Deutschen im Heiligen Lande: Chronologisches Verzeichnis
degenigen Deutschen, welche als Jerusalempilger und Kreuzfahrer sicher nachzuweisen
eder wahrscheinlich anzusehen sind ¢. 650-1291, Aalen: Scientia-Verlag, 1968 (new
edition of 1894 edition), cited in Gil, History, p. 483.
12. This is Sir John Keegan's image, in our joint book Zones of Conflict, and 1 am
grateful to him for it.
-AY كان حكام القاهرة الفاطميون من المسلمين الشيعة بيد أن الأزهر كان
يجذب دائمًا الطلاب والمدرسين من كافة أنحاء العالم الإسلامى.
VE — هناك أدبيات ضخمة عن النماذج المختلفة للإيمان فى الإسلام c ولا أقترح
أن أحدد الفروق هنا. وسوف أشير إلى أنها كانت تمثل اتجاهات مختلفة فى الإيمان.
والممارسة السياسية والاجتماعية . داخل الإطار الكلى للوسلام الذى تم اعتناقه
بمرور الزمن؛ وكان يؤدى فى بعض الأحيان إلى المزيد من الانقسامات والانقسامات
الفرعية. ويؤكد مؤرخو الإسلام المحدثون أيضا على تقاليد الصوفية c وتقاليد مختلف
الدراويش « الإسلام الشعبى" التى كانت تدخل العبادات المحلية والممارسات المحلية.
وبالإضافة إلى هذاء كان هناك فيما بعد تقاليد تنسكية مثل الوهابية فى القرن الثامن
عشر فى شبه الجزيرة العربية. من أجل تحديد واضح انظر:
Lapidus . History .
Although sectarian issues played some part, Sunni rulers fought Sunni rulers .15
with the same verve that they confronted the Shia ones.
This is from the fifteenth-century Kilat by Al-Maqrizi, cited in Elizabeth .16
Hallam (ed.), Chronicles of the Crusades: Eyewitness Accounts of the Wars between
Christianity and Islam, Godalming: Bramley Books, 1996, pp. 22-5.
Gil, History, pp. 379-80. He notes that Al-Hakim may have regarded himself .17
asthe mahdi, 'redeemer', who had come to save and rescue Islam. Others simply
considered him insane.
327
18.
to
tw
t2. 9 te
E »-
26.
[A
^
The history of this document is chequered. Carl Erdmann considered that it
was contemporary with the destruction wrought by Al-Hakim. Later scholars,
like Gieysztor, suggested that it was confected by the monks of Moissac at the
time that Urban II was promoting the First Crusade. However, more recently
Schaller has reinterpreted the whole issue and considers it authentic. Regardless
of its date, it indicates the horror with which the destruction of the Holy
Sepulchre was greeted. See Erdmann, Origin, pp. 113-17; A. Gieysztor, ‘The
Genesis of the Crusades: The Encyclical of Sergius IV (1009-1012)", Medievatia
et Humanistica 5 (1948), pp. 3-23, and 6 (1950), pp. 3-34; H. M. Schaller, ‘Zur
Kreuzzugsenzyklika Papst Sergius IV* in H. Mordek (ed.), Papsttum, Kirche und
Recht im Mitctalter: Festschrift für Horst Fuhrmann zum 65 Cehurtstag, Tübingen:
M. Niemeyer, 1991, pp. 135-53.
. Marshall W. Baldwin, A History of the Crusades: The First Hundred. Years,
Philadelphia, PA: University of Pennsylvania Press, 1958, pp. 76-7.
. See Gil, History, p. 487.
- "The centrality of the bare scriptural word in liturgy, catechism and sermon
receded before the elaboration of the church liturgical tradition. Thus the
Word was available to the rank and file mainly through the evolved forms of
the liturgy, biblical storytelling, or biblically inspired art, and much less, if at
all, through substantial reading, recitation and study of the holy words them-
selves.’ See Graham, Beyond, p. 120.
. The only parable that lacks a sense of precise topography is where Jesus was
tempted by the Devil.
| am grateful to the Rev. David Batson for explaining the issue of relics to me.
. See Cohn, Pursuit, Dp. 64-5.
This is taken from the account of Urban's Clermont speech by Robert the
Monk from a work called the Historia Hierosolymitana, He was present at
Clermont, but the text was written much later, E have used the online version
@ www.wwnorton.com / nael / nto / middle / crusade / clermontfrm.htm
Robert the Monk claimed to have been present on the day although he
composed his version about a quarter of a century 2fter Clermont, and with
the Gesta Francorum (The Deeds of the Franks, written about 1100, an account of
the First Crusade) before him. But the details unconsciously reveal Urban's
rhetorical skill and are thus convincing. See August C. Krey, The First Crusade:
The Accounts of Eyewitnesses and Participants, Princeton, NJ: Princeton University
Press, 1921, pp. 3376.
"This, made of any kind of cloth, he ordered to be sewn upon the shirts, cloaks,
and byrra of those who were about to go.’ Sce ibid., pp. 36-40.
328
YA - حسب رواية روبير الراهب فإنه عندما سمع أوربان الرد على دعوته بحمل
السلاح بصيحات مرحبة «الرب يريدها.. الرب يريدها» شكر الرب. ولوح بيده طاليًا
الصمت وقال: Len لم يكن الرب حاضرًا فى أرواحكم . لا نطقتم جميعًا بالصيحة
نفسها. ومن ثم فإننى أقول لكم إن الرب « الذى زرع هذا فى صدوركم . قد أخرج
منكم هذه الصيحة. فلتكن هذه صيحة الحرب لكم فى القتال لأنها أعطيت لكم بواسطة
الرب. وعتدما تشنون هجومًا مسلحًا على العدو؛ فلتدوى هذه الصيحة من جميع
جتود الرب «إنها إرادة gall إنها إرادة الرب».
Curiously, the anthropologist Roy Wagner, who coined the phrase ‘Symbols .29
that stand for themselves’, bypassed the cross when searching for the core
symbol of the West. In fact it mects his needs much better than the Eucharist,
which he selected. See Wagner, Symbols.
Cited by Dana C. Munro, Urban and the Crusaders: Translations and Reprints from .30
the Original Sources of European. History, vol. 1:2, Philadelphia, PA: University
of Pennsylvania Press, 1895, p. 20.
١ كانوا as استخدموا صورة عدو كافر لابد من 432558 وتدميره مهما كان
الثمن. وكان أول من عانى من هذا الإفراط فى تصوير العدو المتوحش هم اليهود
فى مدن حوض الراين. كانت الدوافع الأولية للصليبية هى السرقة والنهب» ولكن
تحت هجومهة الوحشى: الذئ jou فى جميع المضادرء اللاثينية والعبرية: كانت هناك
كراهية لشعب كان قد أنكر المسيح مثلما فعل الكفار الذين احتلوا القدس . وقد JS
أكثر من ألف يهودى من الرجال والنساء والأطفال قتلوا فى ماينز وأكثر من ذلك
بكثير فى مدن بعيدة مثل براج التى فتحت أبوابها للصليبيين. وعندما مروا خلال
المجر فى طريقهم إلى الشرق» عامل الصليبيون السكان المحليين كما فعلوا مع اليهود
gin d ola القرى أسسكوا يعنا ب مجرى لم نسم أن برقم cul يكن أن (ses
الطعام وخوزقوه . انظر:
. 117 .Runciman . History. vol . L pp
(Y^^.p)
39.
40.
47.
49.
. See Runciman, History, vol. 1, pp. 106-7.
» There were many foreigners in Byzantine service, most notably the Varangian
Guard, composed first of Norsemen, and later of Normans. After 1066, many
Anglo-Saxons left England and made a new life in the East.
. Nor did the Church approve of the massacres of Jews in the Rhineland by the
popular Crusade. See Jacob R. Marcus, The Jew in the Medieval World: A Source
Book 415-1791, New York, NY: Harper & Row, 1965, pp. 115-20.
$. Lyons, "Crusading Stratum’, pp. 147-61.
. An Arabs Syrian. Gentleman and Warrior in the Period of the Crusades: Memoirs of
Usamah ibn-Mungidh, trans. by Philip K. Hitti, New York, NY: Columbia
University Press, 2000, pp. 120-21.
. Gesta Francorum, cited in France, Victory, p. 277.
. The Church of St Peter was being re-consecrated after its use as a nosque.
Some doubted che authenticity of the relic but kept silent, because this manifest
token of Divine favour suddenly restored the spirits of the Crusaders.
Even the fresh horses rhat had been gathered along che way had mostly expired
and been eaten.
Kerbogha's army comprised many different detachments, including infantry
spearmen and archers.
. H. A. R. Gibb, The Damascus Chronicle of the Crasades, Extracted and Translated
from the Chronide of thn Al-Qalanisi, London: Luzac and Co., 1932. p. 47.
. Harold S. Fink, Fulcher of Chartres: A History of the Expedition to Jerusalem
1095—1127, Knoxville, TE: University of Tennessee Press, 1969. pp. 112-13.
. Ibid. p. toa.
. Cited in Hillenbrand, Crusades, p. 71.
. For the images of Jerusalem, see Dupront, Mythe, vol. lll. pp. 1361-4.
There are suggestions that a Crusader embassy was negotiating in Cairo for a
Christian protectorate over the city, such as the Byzantines had. previously
exercised, and as Emperor Frederick I was to conclude in 1229 for a period of
ten years.
See Runciman, History, vol. 1, pp. 226-7.
. The often quoted statement that the Crusaders walked "up to their knees in
blood' was a metaphor. The similarity between so many of the descriptions of
killing and atrocity, notably in the capture of Constantinople by the Crusaders
in 1204 and then by the Ottomans in 1453, suggests chat many of these
statements are stylistic and not intended to be taken literally. See August C.
Krey. The First Crusade: The Accounts of Eyewitnesses and Particpants, Princeton,
NJ: Princeton University Press, t921, pp. 257-62.
Gesta Francorum, cited by Elizabeth Hallam (ed.), Chronides of the Crusades:
Eyewitness Accounts of the Wars between Christianity and Islam, Godalming: Bram-
ley Books, 1996, p. 93.
330
go. See France, Victory, p. 356.
$1. See Runciman, History, vol. 2, pp. 237-64.
2. For a good introduction to this topic, see Christopher Tyerman, The Invention
of the Crusades, Basingstoke: Macmillan, 1998. By the late eighteenth century,
the future president of the young United States, Thomas Jefferson, had turned
the word into a figure of speech, calling for a ‘crusade s against ignorance’.
Meade aad —-ov التى تم خوضها ضد هؤلاء الذين ينظر إليهم على أنهم
أعداء خارجيون أو داخليون للمسيحية من أجل استرداد الأملاك المسيحية أو MER
عن الكنيسة أو الشعب المسيحى. انظر:
Riley - Smith . Short History . p. XXVIII
وكانت هناك محاولات للحد من هذه القوة التكفيرية عن الذنوب . وكان مارسيليون
من بادوا الوحيد الذى هاجم إساءة استخدام البأيوية لهذا الحق لبدء حملة صليبية.
(YA .p)
53. ‘A holy war fought against those perceived to be external or internal foes of
Christendom for the recovery of Christian property or in defence of the Church
or Christian people’; see Riley-Smith, Short History, pp. xxviii-xxix. There
were attempts to limit this plenary power, and Marsilio of Padua was only the
most notable figure who attacked papal misuse of this right to initiate a Crusade.
$4. Meeting of the Bishops at Narbonne, 1054, cited in Marc Bloch, Feudal Society,
cans. L. A. Manyon, London: Routledge and Kegan Paul, 1962, p. 413.
$$. It was possible for a nation to be Islamic in belief but not under crue and
authorized Islamic rule. Thus rebels or Islamic enemies are often characterized
as 'apostates' (ridda) and falling outside the protection of the faith. On this topic
see the references cited by Fred M. Donner in his article "The Sources of
Islamic Conceptions of War’ in Johnson and Kelsay (eds), Just War, pp. 31-69.
In their survey article ‘The Idea of the Jihad before the Crusades’, Roy
Mottahedeh and Ridwan al-Sayyid present convincing evidence that there was
a multiplicity of interpretations for the lesser jihad. See Angeliki E. Laiou and
Roy Parviz Mottahedeh (eds), The Crusades from the Perspective of Byzantium and
the Muslim World, Washington, DC: Dumbarton Oaks, 2001.
The concept of War to enforce this Peace was criticized by Moulavi Cheragi
Ali in A Critical Exposition of the Popular Jihad, Karachi: Karimsons, reprint of
1885 edition, n.d., pp. 157-9: "It is only a theory of our Common Law, in its
military and political chapters, which allow waging unprovoked war with
$6.
7
331
$7.
$8.
. See Peters, Islam, pp. 475. He goes on to make the more contemporary point:
60.
. The division between the Sunm and Shia branches of Islam in the seventh
70.
n.
non-Muslims . . . The casuistical sophistry of the canonical legists in deducing
these war theories from the Koran is altogether futile . . . Neither of these
verscs had anything to do with waging unprovoked war and exacting tributes
during Mohammad's time nor could they be made a law for future military
conquest.’
That is: al-jthad al-akbar.
That is: al-jihad al-asghar.
‘Nowadays that image has been replaced by that of the Arab “terrorist” in
battledress, armed with a Kalashnikov gun and prepared to murder in cold
blood Jewish and Chrisuan women and children.’ ‘The popular film The Siege
(1998), which depicts the United States traumatized by Arab terrorism in New
York, is a powerful example of this tendency; the mass murders at the World
Trade Center on the morning of 11 September 2001 come into the same
category as the killings in Jerusalem in 1099 in the history of atrocity.
See Johnson, Holy War.
century had already created major divergences within Islam. Thus Shia scholars
never accepted that interpretation was a closed issue.
. This is Bernard Lewis's expression. Sce Lewis, Political Language, p. 129.
. See Bonner, Aristocratic Violence, pp. 155-6.
. See Hillenbrand, Crusades, pp. 304-8, and Lewis, Discovery, p. 22.
. The point at which they came to be called saliba, ‘crosses’, is difficult to
determine precisely.
. Gabrieli, Arab Historians, pp. 77-5.
. See Hillenbrand, Crusades, p. 280.
. "Taleof Umarb. Numan’, The Book of One Thousand and One Nights, 4 vols, trans.
J.C. Mardrus and Powys Mathers, London: Routledge, 1994. vol. 1, p. 442.
. Imad al-Din al-Isfahani, Kirab al-fath, cited and translated in Hillenbrand,
Crusades, p. 290. | wonder whether the stabling of horses in Al-Aqsa was either
the source of the story for the Ottomans stabling horses in the Holy Sepulchre,
or a memory that provoked them to do it.
Ibn Wasil, Muffarij al-kurub, cited and translated in Hillenbrand, Crusades, p. 291.
On the building of Muslim Jerusalem and its transformation, see Oleg Grabar,
The Shape of the Holy: Early Islamic Jerusalem, Princeton, NJ: Princeton Univer-
sity Press, 1990.
. For the near-complete separation of Muslim and Latin Christian societies in
Palestine, see Benjamin Z. Kedar, "The Subjected Muslims of the Frankish
Levant’ in Powell (ed.), Muslims, pp. 135-74.
332
74.
7$
76.
7"
.. Postilla super librum sapiciíae, كت lecture 68: Nen enim est possibile decere vitam
Christi nisi destmende et teprobande lem: Mathometi On Holkot, see Kedar,
Crusade, pp. 188-9.
ft had been much copied in the scriptori, and the early editions appeared in
Reutingen, Speyer, Cologne and Basel; Holkot remained in print well into the
seventeenth century.
Translated and cited in Thiaop, Critician, p. 122.
See Kedar, Crime, p. 189.
Dupront, Myte, vol. 2, p. 976. The more than 2,000 pages أن Dupront’s work
Le Mythe de avisade constitute one of the great works of modern historiography,
bur Dupront understood (and the book was published after his death) that he
was able to explore only part of the vast spider's web of connections that he
uncovered.
333
(A)
الغزو والاسترداد
ولدت الحملة االصليبية الأولى من رحم الخوف. فقد اعتقد أوربان الثاني أن
الأرض المقدسة كانت فى خطر واستجاب العالم المسيحى لدعوته. وعلى الرغم من
أن الحروب الصليبية اللاحقة إلى الشرق كانت إلى درجة كبيرة نتاجا للطموحات
السياسية والتوسعات الإقليمية, فإن العنصر الداخلى لم يختف أبدا. فقد نمت
المخاوفء من خلال الاتصال مع الشرق وازدياد انشغال الغرب بالإسلام. وبينما «sl,
المسلمون منبعا للدنس فى المسيحيين الفرنج. كذلك أيضا كان المسيحيون فى ذلك
الحين يلومون المسلمين بسبب all المتصاعد للفساد فى العالم المسيحى7'). وشكى
رجال الكنيسة من أن الناس فى المملكة اللاتينية كانوا يتبعون الأساليب الفاجرة
للشرق. ويرتدون ملابس غير مسيحية ويسلون أنفسهم بالنساء المسلمات. إذا ما
كان لنا أن نصدق جيمس الفيترى: «بين البولانى (أبناء الصليبيين الذين ولدوا فى
الأرض المقدسة. لا يكاد يكون هناك واحد فى الألف يأخذ زواجه مأخذ الجد. فهم لا
يعتبرون الزنا خطيئة مميتة. فمنذ الطفولة وهم يدللون وينغمسون فى المتع الجسدية؛
حيث إنهم ليسوا معتادين على سماع كلمة الربء التى يتجاهلونها بخفة وطيش.
والمدينة (عكا) مليئة بالمواخير ولأن الإيجار الذى تدفعه العاهرات أعلى. فإنه ليس
فقط. العلمانيون» ولكن حتى رجال الكنيسة. بل حتى الرهبان» يؤجرون بيوتهم فى
جميع أرجاء المدينة إلى sl al
ولم يكن هناك مكان كانت فيه هذه الأفكار عن الدنس مطروحة بشكل أكثر
وضوخا من أفينون فى ربيع سنة MY? ففى فبراير سقط قس فى منتصف العمر
اسمه أوبيكينوس كانيسترس Opicimus de Canistris مريضًا على حين غرة. ورقد
فى سريره حتى نهاية شهر مارسء عندما شفى فجأة» بعد أن رأى رؤياء حسبما «JU
عن العالم. وقد ترك مرضه خللا فى عقله وأصيبت ذراعه اليمنى بالشلل. وانتهى
مساره الوظيفى الرسمى سكرتيرا بابويا فى القصر البابوى. ومع هذاء تعلم أن
يستخدم ذراعه اليسرى» وبدأ يكتب ويرسم بصورة متهورة. وعلى مدى الشهور
القليلة التالية ملأ أكثر من اثنتين وخمسين قطعة كبيرة من الرق. وعند تلك اللحظة
اختفى من على مسرح التاريخ. إذ إن تاريخ موته غير مؤكد. واختفى ما كتبه فى
السجلات البابوية حيث بقى غير مكتشف على مدى ستمائة سنة تقريبا.
كان أوبيكينوس قد بات مهووسا بخطيئته ورغبته الخاصة. ففى أثناء مرضه
نذأ يرئ أشكالا Leds BI تتوارئ خلف معالم pie bs y البخر dasa gat فكان
أحدها ذكراء والآخر «ul وكان الثالث شيطانيا ملتحيًا وحشيًا. وقد رسم أشكاله
المشوهة على خط الساحل» وفى اعتقاده أن الرب خلق الأرض لغرض Le وأن رسالته
كانت واضحة بحيث لا يخطئها أحد. هكذا قدم أوبيكينوس البحر المتوسط باعتباره
بحر الخطيئة. وعلى خط الساحل الشمالى (أوربا) وخط الساحل الجنوبى. أفريقيا)
رسم بالحبر رأسين لشكلين cul gs أحدهما لذكر والآخر لأنثى. وجعل لهما وجهين.
وملابس. وأذرع وسيقانا. تناسبت مع الطبوغرافية الأطراف السفلى بشكل أكثر
دقة. فكانت إيطاليا تناسب JSS الساق اليمنى والحذاء ذى الرقبة لشكل أورباء ولكن
الساق اليسرى انتهت بشكل غير مضبوط فى قلب بلاد اليونان. ومهما كان الأمر,
فإن الذروة حيث تكاد تتلامس الرأسان كانت مركز اهتمامه. فقد أوضح أوبيكينوس
أن هذا لم يكن جوارًا بالصدقة. لقد كانوا متعمقين فى الحوار الجسدى".
ورسم على الساحل الأفريقى شكلا أنثويًا فى الملابس المراكشية. وكانت
بذراعيها اللتين تشيران slash بطنها (الحجاب الحاجز): من المفترض أنها تهمس
336
da e ety ed 5 ong D. Su e -$ 5 ^
فى أذن أوربا: تعال. نتضاجع C والكلمة اللاتينية التى استخدمها commisce
mini . تحمل معنى الاختلاط المحظورء وأعلن أوبيكينوس عن مضيق das طارق:
بين إسبانيا وموريتانيا يوجد vulva oceani فرج المحيط الذى يمر فيه البحر
المتوسط" 7 كان المشهد الذى استحوذ عليه هو ارتباط امرأة مسلمة مغرية وأوربا
طاهرة انحرفت عن سبيل الفضيلة. لقد كان هذا حقا عمل الشيطان. وعند الناحية
الأخرى من البحر المتوسط. رأى رأس الشريرء شكل قاتم احتل الشطر الشرقى من
البحر المتوسط ووجهه يغطى منطقة شرق المتوسط والأراضى التى يحتلها المسلمون,
ولحية كاملة تصل إلى حافة البلقان.
صار أوبيكينوس منشغلا بهذه المعانى الأعمق فى أرض المنطقة. فقد توصل إلى
أن يرى كل حادثة فى حياته المضطربة كما لو كانت مرسومة على الخرائط أمامه.
ورويدا رويدا صار هو أوربا الرجل. الذى يناضل ضد الإغواء. وعندما أصيب
بالمرض فهم متاعبه باعتبارها رمزا للمتاعب السياسية التى ابتليت بها لمبارديا.
وبفحص نماذج الشعر على جسده أدرك Ula qal على موضع بساتين الكروم فى
جميع أنحاء IL sh وقد ازداد انشغاله بالرغبة الجنسية والشر قوة عن ذى قبل.
وصارت المرأة. أفريقيا" رمز الخطيئة. والنفاق وما إلى ذلك" . على حين أن الرجل.
أوربا يمثل ' الطهارة والخلاص أو D ue gil وقد لعب بالارتباط بين السواحل
الشمالية والسواحل الجنوبية. ففى بعض الأحيان كانت أفريقيا ذكرًا فحلا وأوربا
الأنثى الضعيفة أمام الإغواء. ولكن فى معظم رسوماته» كانت أفريقيا ترتدى ملايس
امرأة مسلمة: فكانت المرأة. أفريقياء بطبيعة الحالء كافرة. وكان العالم المسيحى
قد تدنس بسبب جواره مع أفريقيا وشرق المتوسط. كان هذا معنى المرأة. أفريقيا
والشكل المعتم للشر. وكانت هناك الأرض التى يحتلها "الإسلام". والقدس نفسها
ترقد تحت جسد الشرء على حين كانت إسبانيا تتعرض للغواية.
وقد عبر أوبيكينوس (فى شكل متطرف) عن رابطة مشتركة بين الشرق المسلم
بالخطر والفساد. وقد أكدت التجربة التى مر بها شرق المتوسط على مدى القرنين
337
اللذين شهدا الاحتلال الصليبى المعتقدات التى كانت قد استفزت الدافع الصليبى فى
المحل الأول. إذ كان الصليبيون الأوائل قد كرسوا أنفسهم لخلاص الأرض المقدسة,
التى اعتقدوا أنها كانت معرضة لخطر التدمير. هذا الشعور بالتهديد تزايد عندما
وصلوا إلى الشرق وهذا القلق تنامى خلال الفترة التى شهدت الوجود الصليبى
كلها. كانوا قلة وكان الكفار كثرة Lega” يكون لدينا كونت يكون للعدو أربعون ملكا.
وحيثما يكون Ud فارس يكون لهم دوق... وحينما يكون لنا قلعة يكون لهم DP Shae
هذا الشعور بالضغطء من جانب أقلية مسيحية غربية ضئيلة تغرق قى
بحر من USI كان حقيقيًا Bia y فى آن معًا. وقبل قرن من حياة أوبيكينوس
الكانيستريسىء لاحظ المؤرخ روجر الفندوفرى Roger of Wendover فى خطاب
مكتوب من مدينة Se سنة NYN "نحن والشعوب الأخرى على ناحيتنا من الماء
تحت ضغط كبير lia ونفقات عظيمة فى القيام بهذه الحملة الصليبية. لدرجة أننا
لن نكون قادرين على توفير نفقاتنا الضرورية للاستمرار ... إذا لم تتداركنا الرحمة
الربانية ونتلقى قريبًا المساعدة من رفاقنا المسيحيين" . ومع هذا كان الوجود فى
الشرق ضرورة جوهرية لتدعيم انتصار المسيح. ولهذا السبب امتدح شاعر مجهول
حملة لويس التاسع ملك فرنسا فى منتصف القرن الثالث عشر باعتبارها وسيلة
"لكين يتاظان اتراك بدك يكم PY pital opos
فى فلسطين وفى إسبانياء كان الإسلام والمسيحية يتنافسان من أجل الأراضى
نفسها. ومع هذا كان هناك فارق دقيق. فالأندلس ترقد على الطرف الخارجى للعالم
الإسلامى. ولم تكن لها الأهمية الخاصة للمسجد الأقصى فى القدس. حيث أسرى
بالنبى محمد فى رحلة إعجازية ليلاء ثم أخذ إلى السماء!''). وزعم المسيحيون الإسبان
أن إسبانيا هى الأرض المقدسة الخاصة بهم بحق الأسبقية, التى كان المسلمون فيها
دخلاء مۇقتىن. وعلى النقيض من ذلك زعم المسلمون واليهود والتصارى جميعا
لأنفسهم حقوقا كاملة فى أرض فلسطين التى يبجلها أتباع الديانات الثلاث جميعًا
وعلاوة على ذلك. فى كل حالة؛ كانت عملية خسارة هذه الأرض واسترجاعها فيما بعد
336
قد صارت موضوعًا دينيا وأدبيا متكررًا. فقد ولدت خسارة المسلمين للأماكن المقدسة
فى القدسء منذ سنة ١١55 إلى ۱۸۷م انشغالا GAS بالعدو المسيحى الكافر.
6١م تراثا من الذم والقدح فى كل من الجماعتين. فكل معركةء وحصارء أو تدنيس
أو تهب. كانت وقودًا للسرديات المعادية. وهكذا بدا أن استرداد كونتية الرها سنة
م على يد عماد الدين زنكى حاكم الموصل تدخل إلهى بالنسبة للمؤرخ المسلم ابن
الأثير الذى قال إن الله القدير رأى أمراء المسلمين...وكيف قصرت همتهم عن دعم
الدين Gall والدفاع عن المؤمنين بالله الواحد الأحد ورأى خضوعهم لعدوهم وقسوة
طغيانهم .... وأراد عندها أن يرسل على الفرنج واحدًا يمكنه مبادلة الشر فى أفعالهم
ويرسل لشياطين الصلبان. أى المسيحيين الغربيين. حجارة من عنده لتدميرهم
والقضاء agate
وبالنسبة للأسقف وليم الصورى. ضاعت المدينة بسبب الإخفاقات المسيحية.
المشاجرات التافهة بين الأمراء المسيحيين والإهمال فى العالم المسيحى للميراث
المقدس فى الشرق:. وهكذا بينما أمير أنطاكية. الذى تحكمت فيه الكراهية الحمقاء,
تأخر فى تقديم المساعدة التى يدين بها لإخوته وبينما انتظر الكونت المساعدة من
من خراقات الكفار من خلال الكلمات التى بشر بها الحوارى ثادايوس. إلى عبودية
لا CD asus
وقد دفعت خسارة La M الغرب إلى شن الحملة الصليبية الثانية التى قادها
الإمبراطور الألمانى كونراد الثالث Conrad H والملك لويس السابع louis VII ملك
فرنسا. وقد رسم ستيفن رنسيمان Steven Rumciman خارطة صعود الحملة ثم
سقوطها المشين:
"ليس هناك مشروع غربى لحملة صليبية بدأ بآمال أعظم من هذا. وقد خطط لها
الباباء وتم التيشير بها وألهمتها فصاحة سان برنار St. Bernard الذهبية, وقادها
339
اثنان من حكام أوربا الغربية الكبارء ولهذا كانت واعدة بالكثير من المجد والخلاص
للعالم المسيحى .... وفى الحقيقة أن الحملة الصليبية قد انتهت نهاية خائبة على أيدى
قادتها. بسبب مشاكساتهم, وجهلهم وغباوتهم وعدم کفاءته OU
ولم يحدث لأية حملة صليبية تالية أن لبت التوقعات الكبيرة التى خلقتها الحملة
الصليبية الأولى "الحج". ففى أثناء القرن الثانى عشر والقرن الثالث عشر تسبيت
سلسلة متتابعة من المغامرات الفاشلة فى الدفع بعدد من الكتاب إلى التساؤل عما إذا
كانت هذه الرحلات تنفيذًا لإرادة الرب حقا. هل كان الرب سيسمح لها بالفشل على
هذا النحو المشين والمخزى إذا ما كانت تنفيدًا لإرادته؟ وقد وجدت الكثير من الحلول
المبتكرة لهذا اللغز. فقد نتج الفشل عن جوانب القصور العادية فى الحملات الصليبية
نفسها وعن المجتمع الشرير الذى كان قد أنتجها. لم تكن جديرة باسترداد المدينة
المقدسة. وشرح آخرون انتصارات «المسلمين الكفار» بأنها أداة يطهر بها المسيح
شعبه الخاطئ ويدعوهم إلى الإصلاح. ولكن بالتدريج برز تفسير أكثر شمولاء بدا
وكأنه يناسب الظروفء كما أنه رتب الإسلام فى داخل العقيدة المسيحية.
فبالنسبة لكثير من الدارسين يمكن تفسير نجاح الإسلام فقط بطريقة عقلانية
لو أن النبى محمدًا وأتباعه يمثلون المسيح الدجال. الذى كان ظهوره إيذانا بانتصار
المسيح النهائى فى مجيئه الثانى. وكان سان بولس قد أعطى هذه الفكرة القديمة
تعريفا مسيحيا موجرًا: "لأنه لا يأتى إن لم يأت الارتداد أولا ويستعلن إنسان الخطية
ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودًا حتى إنه يجلس فى هيكل
الله بصفته إلها مظهرًا نفسه أنه إله. C (رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكى
£27 وبالنسبة للكثير من المسيحيين. فإن "إنسان الخطية" الواضح بذاته كان هو
النبى محمد. وربط المسلمين بالمسيح الدجال جعلهم أعداء ألداء للمسيحيين» ولكن هذا
أكد أيضا هزيمتهم فى نهاية المطاف. ومن الخطر أن نكون محددين أكثر من اللازم
فى مسائل الإدراك والفهم. ولا Sule واحد. أو نص أو صورة واحدة يجب أن تقرأ
خارج سياقها الأصلى» ولا يمكن أبدا أن نكون متأكدين من أن الوثائق القليلة المكتوية
340
ليست ناجية بالصدفة. ومن ثم فهى مضللة) وباقية من الماضى البعيد. ولكن منذ
فترة أواخر العصور الوسطى فصاعدًا. كان هناك تحول فى الصورة التى كانت لدى
الجماعة المسيحية والجماعة الإسلامية عن كل منهما الأخرى. فقد كانت كل منهما
عدائية وشكاكة؛ ولكن بينما كانت صورة الغرب عن الشرق تبدو فى حال دائمة من
التغيير والتبدلء كان الموقف الإسلامى ÉG
وأقرب ما يمكن أن يوصلنا إلى الموقف الشعبى يتمثل فى الحكايات عن الأبطال
الفولكلوريين الذين يقضون على خصومهم» وهم من الصليبيين أحياناء وأحيانًا
أخرى من البيزنطيين. وبالإضافة إلى الأبطال الفولكلوريين التقليديين من أمثال
أبو زيد ورستم. كان هناك أبطال جدد وتاريخيون مثل السلطان الظاهر بيبرس
السلطان المملوكى حاكم مصرء الذى طرد الفرنج فى النهاية من آخر معاقلهم فى
المشر GOONS
وتراث هذه الحكايات هى الفانتازيا المسلية. وهى Le كان الناس يريدوته. أما
الحكايات التى كانت مليئة Lol ll والإثارة والشخصيات النابضة فكانت بضاعة
الحكائين الجوالين المحترفين. ولهذا OP سيرة الظاهر بيبرس" عبارة عن تتابع
طويل من المغامرات الجسورة غير الممكنة. فقد دافع السلطان عن الققراء وأصلح
الأخطاء. وكان ينتقل بطريقة سحرية إلى إنجلترا وكانت له الكثير من المواجهات التى
تهز الوجدان. ومع هذا فإن تجربته مع المسيحيين تم تنميطها ب bill من جانب
uus ان" . جون. الذى لقى فى النهاية جزاءه العادل على يدى السلطان. وفى ملحمة
شعبية أخرى. "الأميرة ذات الهمة". حتى أشجع الفرنج وصف بأنه. رجل شرير
للغاية وغشاش OW"
(x) هذه رؤية شعبية فى «سيرة الظاهر بيبرس». وليست حقيقة تاريخية. GY الذى قاد عملية الحلرد
النهائى للصليبيين هو السلطان الأشرف خليل بن قلاون سنة ١15ه / ١م )2 (es
341
كان هؤلاء جميعًا أشرارًا مخزونين (لاستخدامهم عند الضرورة. ٠ تماما مثلما
كان بيبرس بطلا ذا بعد واحد. ولكن مثلما كان الغربيون يحددون ملامح شخصيات
الرجال والنساء فى الشرقء كانت هناك صور للكفار فى مخيلة المسلمين يمكنهم
Gale جرت e کارا (isd بالكل أن ob ust ت خو
وكانوا قد سمعوا أن الفرنج خطرون» وخونة وأشرارء وفاسدون ماديا وروحيًا. وفى
النهاية لم يتبق الكثير من الإعجاب بشجاعة الصليبيين الذى كان قد ظهر فى كتايات
أسامة بن منقذ.
مثلت المواجهة التى ظهرت فى شرق المتوسط صدمة عظيمة لكل من العالم
المسيحى الغربى alles الإسلام فى البحر المتوسط, مما ترك بصماته بعمق على كل
من الثقافتين. فقد كان كل غزو يولد الرغبة فى الاسترداد. ولكى نفهم كيف ولاذا
استمر هذا الأثر gage على مدى قرون عديدة. لا بد من الاستعانة بعلم النفس
الاجتماعى» وعندها تتمثل الصعوبة فى إيجاد مناهج تفسير ليست مفارقة زمنيًا أو
غير مناسبة. وقد أرسى كيمبول يونج Kimball Young وهو واحد من أهم الرواد فى
هذا العلم. جوهر المشكلة. ' يمكن أن تكون الدعاية صريحة وغرضها ظاهر معلنء أو
ريما تخفى قصدها. وهی دائمًا لها مكان داخل إطار اجتماعی. ثقاقى؛ بغيره لا يمكن
فهم ملامحها النفسية ولا ملامحها الثقافية. OY) كان الخوف والكراهية اللذان نبعا
من المواجهة بين العالم الإسلامى والمسيحى استجابة شرطية أو بافلوفية UD (نسبة
إلى تجربة بافلوف Pavlove على الحيوانات للتعرف على الاستجابات الشرطية ).
وغاليًا ما كان التأييد المساند نابعًا من الاقتناع الذى رسخ بوسائل أخرى فى الغالب.
لأن الاستجابة كانت أحيانًا تجربة شخصية. ومعظم أولئك الذين اعتقدوا أن الكفار-
"السراكنة" "الهاجريين" "الإسماعليين”, "الأتراك". كانو؟ متوحشين وبرابرة لم
يقابلوا أبدًا مسلمًا أو تركيًا فى حياتهم. ومع هذا فإن هذا الفهم كان حقيقيًا بالنسبة
لهم كما لى كانوا قد عرفوا المسلمين أو الأتراك. لقد عرفوا هذا من جيرانهم. ومن
الاستماع Sel pally ومن الصور البصريةء مثلما نفعل تحن اليوم. هذا الغرس لمعرفة
جديدة كان حيويًا للإبقاء على العداوة .
كانت رسالة بافلوف أنه ما لم تكن هذه التجارب والمعتقدات تدعم وتتعزز بانتظام
فإن الاستجابة الشرطية سوف تتضاءل. هذه التغذية بالقطارة بالمعلومات والأفكار
الجديدة» وتكرار الموضوعات القديمة وإعادتها. كان يعنى أن الصراع البعيد فى
شرق المتوسط بين العالم المسيحى وعالم الإسلام قد حكم العلاقة التالية بينهما. لقد
صار النقطة المرجعية الرمزية للتذكر فى المستقبل. وعلى حد تعبير ألفونس دوبرونت
"عندها تقول كلمة حملة ضليبية" ,“هناك شئ dps ler مشاعرنا Line jap هذا s uilla
ale هو قوة الأسطورة القصوى التى هى حية وحقيقية»! O وكلمة «حملة صليبية»,
تحمل معنى أقوى بالنسبة لكثير من المسلمينء على حين أن "الجهاد" ما يزال يستفز
الخوف بين المسيحيين. asl صارت هاتان الكلمتان GES عن العدوء تعززان ذكريات
UR, pa sedi قسوتهم ووحشيتهم
ويمكننا أن نقتفى آثار الوسائل التى تم بها بناء هذه المخاوف والكراهية. لقد
بدأ إيمانويل سيفان «lac Emmamuel Siven الجوهرى عن. الحملة الصليبية
المضادة" عند المسلمين بالإشارة إلى عناصر متمايزة وإن كانت متشابهة فى خلق
هذه الإيديولوجية:. المواقف الكائنة". التى كانت موجودة قبل ضغط الأحداث
وضغط الدعاية 'والمواقف المختلقة" التى تشكلت gl) استغلت) نتيجة للأحداث أو
FERT
وكانت وظيفة هذه الإيديولوجية تعزيز المواقف الكائنة. ولكن هذه العناصر
التوأم كانت قوية فى خلق الإيديولوجية الأولى قحسب» وفيما بعد. فى خلق أسطورة
"الحملة الصليبية" فى الثقافة الغربية. فقد كان لدى الصليبيين الذين زحفوا إلى
الأرض المقدسة أفكار ثابتة (وإن كان أساسها (Uso عن عدوهم» على حين لم يكن لدى
المسلمين الذين واجهوهم أى مقهوم محدد عن الفرنج سوى أنهم JUS منفرون بشكل
شاذ. وعلى أية حالء ففى أثناء هذه المواجهة فى الشرقء طور المسلمون والمسيحيون
الغربيون آراء أكثر تعقيدا ومتسقة بشكل ما عن كل منهما الآخر. والدرجة التى
وصلت إليها JS مجموعة فى إنتاج صور معاكسة أو صور مرآة تستلفت النظر.
343
فقد اعتبر الأوربيون أن المسلمين قساة وعنيفون يطبعهم. وشعر المسلمون بالشىء
نفسه عن الأوربيين. وقد طور الأوربيون تصورا جامحًا عن النزعات الجنسية لدى
المسلمين. واعتبر المسلمون أن igi ill حسبما أوضح أسامة بن منقذ. أفضل قليلا من
الحيوانات فيما يتعلق بالسلوك الجنسى السليم.
وبالقدر نفسه» كان باستطاعة كل جانب أن يقدر السجايا البطولية والنبيلة لدى
الآخر. فقد تم تصوير السلطان صلاح الدين فى كثير من الروايات الأوربية» على
الرغم من أن جيوشه استردت القدس سنة ie MAY باعتباره حاكمًا عادلا وشريفًا
أكثر من كثير من الحكام الأوربيين المسيحيين. وبالمثل» لم يجد المسلمون أية صعوبة
فى الاعتراف بالمهارة العسكرية وشجاعة خصومهم فى الوقت تفسه الذى وصفوهم
"باقلاعين" كنا أن الواقف اللي لم xa اليد من أشكان الاتصال السياسى
والاقتصادى بين الأعداء حتى فى أوقات الحروب والدعاية العدائية". وعلى Ul
حال» فبينما أنتج المسلمون صلاح الدين والظاهر بيبرس» وكانوا خصومًا أشداء قى
ساحة المعركة, فإن قواهم المرئية ظهرت أقل من قوة الأوربيين"7"). فلم تكن هناك
قلعة للمسلمين؛ مثلاء يمكن أن تجارى القوة الدفاعية للقلاع الصليبية مثل حصن
الكرك. وبوفرت Beaufort على ساحل اليحر فى صيدا . وكانت سيادة الأتراك
العثمانيين منذ منتصف القرن الرابع عشرء فى كل من الأناضول والبلقان هى التى
غيرت موازين القوى. لقد كان صلاح الدين نبيلا 93 15 ولكنه كان يمثل شعبًا حقيرًا.
Li سلطان الأتراك. الخان الأعظم. والذى عرفه الأوربيون بأسم „Grand Signor
فكان فى رأيهم يمثل دولة كافرة وثقافة كافرة قوتها مصدر خوف لا يمكن إنكارها.
وقد جعل سلطان الأتراك من نفسه حامل راية الإسلام. وكان الأتراك العثماتيون
بدواء جاءوا باعتبارهم مرتزقة جلبهم السلاجقة إلى الأناضول. وبقوا بعد سقوطهم.
وبحلول سنة ۱۲۸۰م تمركزوا فى مركز عثمانى EE فى غرب الأناضول. وأسس
ابنه عثمان عاصمتهم فى بورصة على منحدرات جبل أوليمبوس فى ميسيا سنة
QM حيث يو جد نقش بلقب " المجاهد سلطان الغزاة. الغازى ابن الغازى" U وبنى
344
قصر أورخان فى قلعة المدينة فوق حافة جبلية Ab gh وهى قلعة أخذت تمتد وتكير
حتى صارت "عصية على الاقتحام تقريبا" C وفى سنة ٠١٠٠م جند الإمبراطور
Gs. كونتاكوزينوس John Contacuzenus مقاتلى أورخان العثمانيين فى حملته
ضد ملك صربیا ستيفن دوشان -Stephen Dushan وبعدھا SYS, سنواتء عبر
سليمان بن أورخان مضيق الدردنيل واستولى على القلاع التى كانوا قد وعدوا
بامتلاكها ثمنا لدعمهم. وقى غضون سنوات قليلة. كان العثمانيون قد تقدموا من
قاعدتهم فى جالليبولى إلى مدينة أدرنة Adrianpoli الحصينةء عاصمة إقليم تراقيا.
وسقط سليمان عن جواده عندما كان يمارس الصيد ومات متأثرًا يجراحه. وكان
ابنه مراد هو الذى GIR جده أورخان سلطانا حوالى سنة e وخلال خمسة
عشر شهرًا كان جنوده الغزاة قد بثوا الرعب فى تلك الأراضى. واستسلمت أدرنة
بدلا من أن تواجه مصير خورلو Chorlu حيث كان العثمانيون قد ذبحوا كل من
كان داخل أسوارهاء ولم يبقوا سوى على القائد لكى يتم إعدامه بصورة رسمية.
وسرعان ما امتدت الأملاك التركية قى أوريا من البسفور إلى سفوح جبال البلقان.
وقبل الإمبراطور البيزنطى فى القسطنطينية السلطة العثمانية؛ بيد أن المسيحيين
الآخرين لم يكونوا على هذا القدر من السكون. وعبر الصرب ومعهم بعض المجريين
المحالفين» نهر ماريتزا ul -River Maritza يتم الإمساك بهم مثل الوحوش البرية
[D 5 5 5 ي يا ~ n
فى وكرها . ودفعوا إلى النهر مثل ألسنة اللهب التى تهزها الريح » على حد تعبير
كلمات مؤرخ عثمانى OY
وفى سنة 517١م عبر العثمانيون نهر ماريتزا واندفعوا شمالا حتى كانوا gua
5م قد استولوا على الممرات الجبلية والأراضى الواقعة أمام صوفيا. ثم تحول
مراد عندئذ باتجاه الغرب فى مقدونيا. وفى سنوات ثلاث كان الأتراك قد وصلوا نهر
فردار عند مدينة سكوبجى Skopje وامتدت ممتلكاتهم الأوربية عند هذه النقطة من
سهل ترافيا إلى جبال الألب الدينارية Dinaric Alps كذلك وسع السلطان ممتلكاته
فى الأناضول. ولكن الشطر الأكبر من ممتلكاته كان بقع شمال مضيق الدردنيل
345
ولهذا حول عاصمته من بورصة إلى أدرنة وبحلول سنة ۱۳۸١ م» كانت معظم المدن
المسيحية الرئيسية فى جنوب البلقان» Ley فى ذلك صوفيا. وموناستيرونيس» فى
يديه. ولم يتبق بعيدا عن سلطانه سوى بلجراد على نهر الدانوب والقسطنطينية.
وفى سنة ۱۳۸۸م شن مراد حملة بجيوشه ضد مملكة صربيا SI يستكمل فتوحاته
لأراضى البلقان.
وقى يوم Y" يونيو سنة p AS وفوق سهل كوسوفو بولجىء Jis" الغربان"
حيث نعمت الغربان بوليمة من جثث الموتى» هزم مراد بجيوشه الأوربية والآسيوية
التى تساندها كل القوى المسيحية الخاضعة cad لازار Lazar قائد الصرب. وعند لحظة
الإنتصار هذهء قتل السلطان فى ميدان المعركة وخلفه فى الحال ابنه بايزيد الذى كان
يقود الجناح الأيمن من الجيش التركى. وفى أعقاب المعركة. خضع الأمراء الصرب
الباقون للسلطة العثمانية. وبعد كوسوقوء حول العثمانيون انتياههم تجاه العقبة
الوحيدة الباقية فى سبيل سيطرتهم على جنوب البلقان. وفى سنة WA فرضوا
الحصار على القسطنطينية نفسهاء ولكن مرة أخرى قامت الأسوار العظيمة بحماية
المدينة. وكانت فرقة من ستمائة رجل مسلح وألف وستمائة من Sle; السهام يقودهم
بوسيكو .Boucicault وهو مارشال من فرنساء قد وصلت سنة ۱۳۹۸م وكسرت
الحصار العثمانى وزادت من قوة المقاومة البيزنطية. بيد أنه حتى هذه التعزيزات لم
تستطع أن تزيح التهديد التركى» ولذلك انسحب بوسيكو بعد سنة وتم رفع الحصار
فى مقايل تنازلات جعلت من الإمبراطور البيزنطى بالفعل تابعًا للسلطان.
وكان العالم المسيحى الغربى قد اعترف فى النهاية بقوة عدوه الجديد. وعلى
مدى حوالى خمسين سنة (pVEEA AYAT) تم تجميع أربع حملات صليبية لا
بقصد إعادة الاستيلاء على القدس وإنما بقصد مهاجمة العثمانيين "الكفار" فى
البلقان. وبعد سنة a MAS لم يعد العدو المسلم فى آسيا ولكنه كان على ضفاف نهر
الدانوب» مع وجود فرسان التتار يشنون إغاراتهم على المجر وأراضى الحدود فى
النمساء وبعد ست سنوات من كوسوفو. استجاب الصليبيون للدعوة الملحة من البابا
J46
بونيفاس التاسع Boniface IX وزحف جيش مسيحى أوربى صوب الشرق. وتم
سحق هذا الجيش فى يوم VV سبتمير سنة 797١م على أيدى القوات العثمانية جيدة
التنظيم تحت إمرة السلطان بايزيد يلدريم (أى الصاعقة) قبالة Rab نيقوبوليس على
المرتفعات المطلة على نهر الدانوب. وفى الصباح التالى للمعركة جلس السلطان يشاهد
الأسرى الصليبيين يساقون عرايا أمامهء وأيديهم مقيدة GIR ظهورهم. وخيرهم
بين اعتناق الإسلام أو قطع رءوسهم فى الحالء إذا رفضوا. وتخلى عدد قليل منهم
عن دينهم» وتم ترتيب الأكوام المتزايدة من الرءوس فى تلال صغيرة أمام «Osa
وسحبت الجثث بعيدًا. وفى نهاية ذلك اليوم الطويلء ذبح العثمانيون أكش من ثلاثة
آلاف صليبى. وإن كانت بعض الروايات وصلت بالعدد إلى عشرة آلاف. وتم إطلاق
فارس وحيد وأرسل إلى باريس ليحكى انتقام السلطان إلى ملك فرنسا. كانت المذبحة
فى جزء منها ردًا على المذبحة التى ارتكبها الصليبيون ضد أسراهم من الأتراك قبل
المعركة, ولكن هذا الذبح الرسمى والاحتفالى كان ابتكارا. ومختلقا عن المذابح التى
كانت شائعة بعد الاستيلاء على المدن أو فى أعقاب المعارك مباشرة. وكانت المذبحة
الجماعية التى ارتكبها الصليبيون فى القدس سنة 99١١م قد نيعت من تعطش هائج
إلى الدماء بعد المعركة. وعلى النقيض من ذلك كان قصد بايزيد أن ينقذ عملا محسوبا
يستقر فى الذاكرة عن القسوة؛ ويتعارض مع السلوكيات العادية فى الحرب. فقد كان
كثير من أولئك الذين قتلوا من أصول ALG كان سيتم دفع فدية لهم .
ولكن هدف السلطان كان قد تحقق. فسرعان ما انتشرت أخبار نيقوبوليس وما
جرى بعدها فى جميع أنحاء أوربا وبرهنت على الصعوبة البالغة فى إثارة أى اهتمام
فى الغرب بشن حملة صليبية جديدة . وفى المجر فقط كانت الدعوة إلى حملة
صليبية ما زالت ممكنة. وسرعان ما daly مراد الثانى بن بايزيد قوة مجرية بعثت
من جديد. وكان المجريون وحلفاؤهم تحت قيادة فارس والاشيا الأبيض" يانوس
هونيادى Janos Hunyadi . الذى ذاع صيته الفضى فى جميع أرجاء البلقان.
وقد عرفه المجريون باسم «توركقيرو «ToroKvero (أى سوط الترك). وقد عين
حاكما لترانسلفانيا فى سنة ce VEE) واستعاد الكثير من الأرض التى كان الأتراك
347
قد استولوا عليها على امتداد نهر الدانوب. وفى سنة ce MEEY تم القيام بالحملة
الصليبية التى طال انتظارها: فقد شن فلاديسلاف ملك بولندا والمجر» حملة صليبية
جديدة. وتقدم بحذاء نهر الدانوب ليستولى على صوفيا ونيش. وبعد هزيمة خطيرة
تالت مراد عند كوستونيز! .Kostuniza وافق على هدنة مدتها عشر سنوات.
ولكن فى السنة التاليةء انتهك الملك المجرى شروط الهدنة وقاد حملة صليبية
جديدة أسفل الدانوب. وكان مراد فى ذلك الوقت يدافع عن ممتلكاته فی آسياء فسارع
إلى جمع جيوشه من هناك ومن أوربا. وزحف شمالا تجاه الصليبيين. وعند مدينة
فارنا Varna . على ساحل البحر gut أحرز السلطان بشكل غير متوقع نصرا
آخر على مقياس معركة نيقوبوليس. ومات الملك فلاديسلاف وكثير من أفضل قواته
فى المعركة. وفصلت رأس الملك عن جسده» وحفظت فى برميل من العسل وأرسلت
إلى بورصة حيث رشقت فى حرية وتم عرضها فى موكب نصر فى الشوارع! ".
وفى الوقت نفسه؛ هرب هونيادى» الذى كان يقود أحد أجنحة القوة الصليبية. من
الكارثة وفر شمالا Lad وراء الدانوب. وفى بطء جمع جيشا جديدًا وزحف جنوبًا
لمهاجمة العثمانيين. وفى يوم ١1 أكتوبر سنة e MEA وفوق سهل كوسوفو الذى
ارتبط بالقدر» تقابل هونيادى وجيشه من المجريين والولاشيين والتشيك والألمان مع
العثمانيين على الأرض نفسها التى كان لازار قد سقط قبل أكثر من نصف قرن
مضى. واستمرت المعركة ثلاثة all واستسلم جيش هونيادى للنظام والإصرار
العثمانى ".
كانت هناك GES جديدة فى هذه الحروب التى جرت باليلقان. فحتى ذلك الحين
كان المغول متفردين فى قسوتهم الجامحة: ولكن فى ذلك الحين بدا أن كلا من المسلمين
والمسيحيين يحسد الآخر على مدى التجديد والابتكار فى المذابح. فقد استكمل حاكم
والاشيا. .voivod المدعو Vald Tepes (صاحب الخازوق) الوت الموت الجماعى.
بأن يضع أسياخًا من الرماح الطويلة فى أجساد أعدائه. وكلما كانت العصا طويلة
كانت مكانة الضحية أعلى قدرًا ("). وفى سنة a NEAN تملك الرعب ابن مراد الثانى.
348
السلطان الشاب محمد الثانى. عندما شاهد عشرين ألف جثة متعفنة معلقة فى قوائم
خارج أسوار عاصمة قالد تيرجوفيست „Tirgoviste على الرغم من أنه هو تفسه لم
يتردد فى معاقبة المجرمين بالخوازيق فى دولته. وقد شهدت القرون السابقة أمثلة
عديدة منفردة من الوحشية المتعمدة. ولكن منذ القرن الخامس عشر بلغت البربرية
مستويات جديدة. فالموت العلنى بسلخ السيناتور البندقى براجادينو قبل معركة
ليبانتو مباشرة» الذى وصفته فى الفصل الأول كان مشابها فى المجتمع المسيحى
الغربى بالاحتفالات الموسعة بالحرق auto —de—fe فى إسبانيا. ومسرح للمشاهدين
للقسوة العلنية فى الإعدام شمال جبال البرينيس!'")
وعلى أية حال. فإن المذبحة الأكبر. فى عيون الأوربيين. كانت الاستيلاء على
القسطنطينية وانتهاكها على أيدى جيوش محمد الفاتح يوم gabe VA سنة e VE OY فقد
كانت الهزيمة التى لحقت بالمجريين فى ثارنا قد قلصت إلى حد كبير حماستهم للقيام
بحملة صليبية فى الشرق» ولم تكن هناك معارضة متماسكة فى الغرب لمشروعات
السلطان الشاب فى المدينة. وفى تناقض صارخ مع حالات الحصار السابقة التى
ضربها المسلمون على المدينة على مدى القرون. فإن الجيش الذى تجمع فى بواكير
ربيع سنة ١١٤٠م لم يعول كثيرا على الوزن العددى de) الرغم من أنه كان كبيرا
للغاية) وإنما على الحرفية العسكرية وأساليب الحرب المتقدمة. أولا. كان الأتراك
قد سلحوا حصنيهم pl sill على كلا جانبى البسفور لمنع أية قوة نجدة من الوصول
إلى القسطنطينية. وثانيا فى مصنع مدافع جديد فى أدرنة. تم تصميم صناعة قطع
مدفعية حصار ضخمة يمكنها تدمير الأسوار الثلاثية القديمة التى كانت تحمى
العاصمة البيزنطية. ولكن عدم التوازن بين القوة الإسلامية والضعف المسيحى
كان ظاهرا فى قوائم أسماء الجنود: : فقد كان أقل من سبعة آلاف رجل يدافعون عن
yf gual القسطنطينية التى امتدت أريعة عشر ميلاً. فى مواجهة ثمانين ألف رجل من
العثمانيين المتجمعين خارج الأسوار.
349
وفى الساعات الباكرة من صباح يوم YA مايو. بعد BIE وخمسين يوما من
المقاومة اليائسة؛ اقتحم الإنكشارية العثمانيون الأسوار ودخلوا المدينة. وبحكم
العادة استياحوا المدينة ثلاثة أيام مثلما كانوا يفعلون فى كل مدينة يستولون عليها
عنوة. وفى البداية قتلوا كل من وجدوه حيًا. ومن كنيسة سانت مارى التى ترتفع عالية
فوق القرن الذهبى. جرى فيض من الدماء باتجاه الميناء أسفل التل. واقتحم الجنود
الكنائس. وأخرجوا منها الأشياء الثمينة. وقتلوا أو اغتصبوا كل ما أعجبهم. وبعد
الظهر دخل السلطان المدينة رسميا. وذهب مباشرة إلى كنيسة أيا صوفيا. وهناك أمر
بالكف عن نهب المدينة وتدميرها وأمر بتحويل الكنيسة الكبيرة إلى جامع. ويسجل
دوكاس Ducas فى "Historia Turco- Byzantina GS أحداث ذلك اليوم:
واستدعى (السلطان محمد الثانى) واحدًا من قساوسته الأراذل (يقصد شيخ)
صعد إلى المتبر لكى يدعو إلى صلاته الشريرة. ابن البغى. السايق المنذر بالمسيح
الدجال. صعد على المذبح المقدس. ليقدم صلاته. واأسفاه على المصيبة. واحسرتاه
على الفعل الشنيع. ويحى ويحى. ما الذى جرى لنا. أوه أوه. ما الذى شاهدناه. تركى
كافر يقف على المذبح المقدس الذى وضعت فى أساسه الذخائر المقدسة للحواريين
والشهداء. فلتتوارى أيتها الشمس. cul قتل الرب» وأين الابن وكلمة الأب الذى
ضحى هناك وأكل ولم يفن؟
حقا ai] حسبنا على أننا مدلسون. وحسبت الأمم أن ديننا عبث. وبسبب خطايانا.
قإن المعبد (أيا صوفيا) الذى كان قد بنى باسم حكمة كلمة الرب» والذى يسمى معبد
الثالوث المقدس» وكنيسة صهيون الجديدة العظيمة. صارت اليوم هيكلاً للبرابرة.
3 " 5
وسميت وصارت بيت محمد هذا حكمك يا رب C000
وشعور الانتهاك نفسه يملأ الخطاب الذى 458 دارس بيزنطى. gle
كاردينالاً فيما بعد. وهو بيساريون Bessarion إلى دوج البندقية بعد شهرين من
سقوط المدينة :
350
"وإذا نهبت wal, أشد البرابرة Wed عن الإنسانية وأكثر أعداء المسيحية
وحشية. وأقسى الوحوش البرية افتراسًا. لقد تم نهب الخزانة العامة. وتم تدمير
الثروات الخاصة. وجردت المعايد من الذهب. والفضة. والمجوهرات. ورفات
القديسين. وغيرها من أفخر الزينات. وذبح الرجال مثل القطيع. واستبيحت النساء.
واغتصبت العذارى. وخطف الأطفال من آبائي "" ,
وعلى أية حال. فإن بشاعة الأتراك كان لها سابقة. فقد كان استيلاء الصليبيين
على القسطنطينية سنة ٤١١م قد وصف فى مصطلحات مشابهة lia إذ كتب
نيكيتاس خونياتس Nicetas Choniates عن تلك الأيام قيل قرنين ونصف من الزمان:
KT الصور التى كان يجب تبجيلها. قد ديست تحت الأقدامء وألقيت
الذخائر المقدسة للشهداء المقدسين فى أماكن قذرة. ثم رؤى ما يقشعر المرء من
سماعه. فقد أريق دم المسيح وجسده على الأرض أو ألقى بعيدًا .
1 € 2
ولم يكن هناك أحد لم ينل نصيبه من الحزن والأسى. فى الشوارع. قى المعابد.
الشكاوى. والبكاء. والرثاء. والحزن. وأنين الرجال. وصراخ النسوة. والجراح.
والاغتصاب. والأسر. والتفريق بين أولئك الذين ينبغى أن يبقوا OG gaa
وفى عيون المسيحيين الأرثوذكس ربما كان هناك القليل للاختيار ما بين أعمال
السلب الكاثوليكية أو الإسلامية. ولكن كان «ollis مع هذا تمييز دقيق فى اللفة
المستخدمة لوصف مرتكبى هذه الأعمال المرعبة الوحشية. لقد كان المسلمون أشرارًا
بلا مواربة. «ابن البغى» AST الوحوش البرية افتراسًا". ' برابرة لا إنسانيون".
"الكفار". "كما أن الكثير فى رواية دوكاس